رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 5 - الثلاثاء 30/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الواحد والثلاثون
5
تم النشر يوم الثلاثاء
30/7/2024
❈-❈-❈
لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بسخرية لاذعه
= صدقتك انا كده لما عيطتي! اقول إيه بس الله يسامحه ابوكي ويرحمه ما اعرفش يربي واحده منكم عدل والنتيجه باينه.. بس أنا مش هسكت وقريب هكشفك يا بنت متولي والمره دي مش هكتفي ان يطلقك وبس ان كمان مش هتشوفي ظفر ابنك، اختك عرفت تلعبها صح و عمرنا ما شكينا فيها وصدقتها لكن مش هعيد نفس الغلطه تاني.. واسيبكٍ تستغلي معاذ أبني ما انتٍ مسيرك تعيدي القديم وتكدبي .
لم تستطيع أن تسمع إهانات أكثر وأن ترى شكها بانها امرأه منحلة، نظرت لها بعينيها الفاتحتين الذابحتين لأدميتها فنكست رأسها امامها وتهدلت كتفيها قائلة بضعف وانكسار
= انا مش مضطره ابرر ليكي حاجه، بس والله العظيم عمري ما فكرت اخون جوزي ولا اعمل حاجه حرام! والاماكن اللي كنا بنخرجها انا وصاحبتي دي زي كافيهات وسينما ومسرح وكده ولوحدنا بس.
رمقتها مايسة بنظرات قوية هاتفه بنبرة تقصد إهانتها أكثر
= لا طبعا صادقه! هي في واحده محترمه تخرج من ورا اهلها واهل جوزها وجوزها نفسه كمان! الا عشان تروح سينما.. ويا ترى الهانم اللي كنتي متصاحبه عليها كانت زيك كده دايره على حل شعرها ما انتٍ هتعرفي ايه غير واحده زيك وشبهك عشان تداروا على بعض
وقفت أمامها منكسة الرأس كانت عاجزه عن الدفاع عن نفسها وهي بمفردها امامها.. فالكثير من كلامها كان صحيح لذلك كانت الصعوبه في جعلها تصدقها، لكنها ظلت تحاول إفهامها وأقسمت وتوسلت وبررت، وأكدت بأنها لم تكن تفعل أكثر من هذا دون جدوى.
لترد عليها بصوتٍ جامد لا يحمل أي تعبير
= قالوا للحرامي احلف! والله لو حلفتلي بايه عمري ما هصدقك.. ويا ويلك لو عرفت انك خرجتي من بيت ابوكي من غير اذن جوزك ولا فكرتي تكدبي عليه من تاني! ما هو ابوك ما عرفش يربيك حتى بعد ما عرف مصيبتك وسيبك تكملي تعليمك وتدوري على حل
شعرك فاكيد متعوده على كده وهتعملي نفس الحاجه وتلبسيها لجوزك! بس في كل خرابه هتلاقيني .
مسحت دموعها بانفعال قلق لتتمتم بطاعة كي تفر من نظرات حماتها وكلماتها الساخطة
=مش هعمل حاجه زي كده تاني ما تخافيش حتى صاحبتي دي قطعت علاقتي بيها من زمان.
في هذه الأثناء فتح معاذ باب المنزل من قبل إبنه وبتلقائية توجه لغرفته، تطلع باستغراب لزوجته الواقفة في المنتصف منهارة، دلف أكثر ليُفاجئ بوجود أمه اعتقد بالأول بانها عادت حتى ترجعه لكن عندما لاحظ جانب الحقائب الخاصة به قد فهم بانها جاءت حتى تعطيها له وما زالوا لا يريدون رؤيه بالمنزل، فهتف فيهم بتعجب
= هو ايه اللي بيحصل هنا؟
التفتت بسمة إليه بأمل كأنها وجدت نجاتها فيه، لكن اسرعت مايسة واقفة من مكانها تقول بصوت جامد
= جيت عشان اديلك هدومك وبالمره اشوف الهانم اللي رجعتها من ورانا.
وضع يده على رأسه ضاغطًا عليها بقوة وهو
يقول بصوت مخنوق
= أمي بلاش نفتح في القديم وبعدين مش انتم اللي طردتوني هتفرق معاكي في ايه بقي أني ارجعها، وبعدين انا عملت كده عشان مصلحه ابني.. فمش وقته بقى اي كلام دلوقتي
مرت لحظة قبل أن تقول أمه بنبرة هادئة لكن مبطنة تحذيراً ضمنيا وتنذر بعواصف مروعة قد تهب في الأيام القادمة
= لا وقته! لو عاوزني اسامحك واحاول اخلي ابوك يسامحك هو كمان بعد عملتك السوداء
يبقى هتيجي معايا بكره اخطبلك منال اللي شفتها وعجبتك، وانا حددت ميعاد معاها كمان وبالنسبه لموضوع انك رجعت مراتك يبقى نفهمهم انك رجعتها عشان ابنك بس ملكش علاقه بيها ولا بقت فارقه معاك بعد عملتها.
شحب وجه بسمة من كلمات حماتها ولا تصدق بانها كانت الفتره السابقه تخطط الى زواجه بغيرها، لكن كانت متاكده بانه سيوافق فلا يستطيع ان يرفض اليها طلب! لكن هل يظن أن الأمر بهذه البساطة؟ وهي ستوافق يظلمها مجدداً عندما يتزوج مرة أخرى و يحاول أن يكون شخصا أفضل مع زوجته الجديدة!، بينما أردف معاذ بصوت مذهولًا
= نعم حددتي ميعاد معاهم بكره ومن غير ما تقوليلي كمان! هو انتٍ عاوزه مني ايه بالظبط انتٍ وجوزك
هتفت مايسة به بإصرار جاد و فولاذي
= قلتلك اللي فيها ولو مش هتوافق يبقى هتنسى ان ليك اهل فعلا المره دي، هتتجوز واحده غير البنت دي وعمري ما هعتبرها مرات ابني بعد اللي عرفته عنها.. هاه قولت ايه؟
نظر أبنها إليها وهو يرفع عينيه الداكنتين بألم و وجع، قبل أن يردف بصوت حزين للغاية
= قلت اللي بقوله لنفسي كل يوم وانا بعيد عنكم! هو انا كنت مستحمل تحكماتكم و استغلالكم لعواطفنا دي ازاى و منذر كمان.. عاوزه تجوزني مش كده! طب يا ترى فكرتي هصرف عليها منين وانا مش عارف اصرف على مراتي الأولى اصلا كل ده؟ وبرجع متاخر عشان ما احطش عيني في عينها وهي اللي بتصرف عليا.. وقبل ما تقولي انت السبب و ضيعت الوكاله تمام ولما انتٍ عارفه اللي فيها جايه تحمليني حمل فوق طاقتي ليه؟
صمتت أمه لحظة بتوتر فهي لم تفكر بذلك الموضوع بالفعل من إين سينفق على منزلين،
انعصرت عيناه بأنين متألم واضاف مرددًا بصوت مقهور
= اقول لك ليه؟ كل ده بس عشان تغيظي بسمه او تجيبي واحده تساعدك في البيت و تخليها خدامه وتتحكمي فيها زينا! ذي منذر وذيي و ذي بسمة، انا تعبت منكم حقيقي و مش كنت زعلان عشان طردتوني انا دلوقتي بقي فرحان ان بعدت عنكم زي ما منذر عمل! وفهمت متاخر ان هو اللي كان معاه الحق وانتم ما تتعاشروش.. وكل اللي يهمك انتٍ بالذات تعملي اللي انتٍ عاوزه وتستغليني مش اكتر
اتسعت عينا أمه بصدمة كبيرة وأشارت لنفسها وهي تردف بوجع وبعبوس
= انا يا معاذ عاوزه اتحكم فيك وبستغل لك! بقي انا جايه عشان احاول اصلح اللي بينك وبين ابوك واخليك تتجوز واحده شريفه عفيفه غير الهانم اللي جنبك واللي شكلها قوتك عليا تقولي الكلام ده؟
انفلتت أعصاب معاذ فصرخ بها وهو يقول بغضب شديد
= ما فيش حد قوني عليكي وانا ما بتكلمش مع بسمه من ساعه ما رجعتها، عشان لحد دلوقتي مش عارفين نحل اللي وصلنا له بسببك وابويا كان معاه حق احنا الاتنين غلطنا عشان كده رجعتها.. فوجهي نفسك بالحقيقه بقى ان انتٍ ست ظالمه .
كانت الصدمه لم تختلف كثيراً عن زوجته وهي لا تصدق انقلابه ضد والدته! فذلك اخر شيء كانت تتوقعه بينما أسرعت مايسة تبارح المكان نحو خارج المنزل قبل أن تنهار تماماً أمامهما وبالاخص بسمه التي ستشعر بالشماته فيها بالتأكيد.. كانت لا تصدق كلمات طفلها التي كانت ترعاه لسنوات طويله حتى لو على حساب نفسها! وعلى حساب الإبن الأكبر ايضا! فلما الإثنين يحاملوها فوق طاقتها ويلموها.. مسحت دموعها وهي تهبط الدرج و تفكر في واقعها المؤلم.
أشاح معاذ بوجهه عن بسمة عندما لاحظ نظراتها له، فاقتربت منه وصارحت بعصبية ظاهرة عليها
= هو انت كنت هتتجوز فعلا؟ طب طالما في واحده عاجباك كده كنت رجعتني ليه
اشمأزت ملامح معاذ عندما التفت نحوها إلا أنه قال صائحا على مضض
= هتفرق معاكي في ايه! ما انتٍ في الحالتين بتعملي اللي انتٍ عاوزاه وما تفرقيش حاجه عنهم بتدوري على مصلحتك وخلاص! حتى لو على حساب غيرك، زي ما كنتي بترمي ابنك في اي حته عشان تروحي تكملي دراستك وتخرجي مع صاحبتك تتفسحي.. زي ما انتٍ بتتهمينا اننا مسكنا في اول مشكله ليكي و سايبين عيوبنا فانتٍ كمان ليكي عيوب لازم تعترفي بيها يا بسمه .
اتسعت عيناها بتوجس أثر حديثه لا تعرف لما! فمن متى وهو حكيم في كلامه، ظل يحدق فيها بملامحه المتألمة التي توجعه فتجعله عاجز، إلا أنه أضاف بصوت لاهث
= عارفه انتٍ مشكلتك إيه يا بسمه انك عاوزه حياه مثاليه زياده عن اللزوم لحد ما خنقتيني واضطريتيني اطلقك لاني ما لقيتش اي حاجه تخليني احس أنك ندمانه على اللي عملتي، بس لازم تتقبلي الفشل وان مفيش انسان كامل.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية