-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 39 - 7 - السبت 6/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل التاسع والثلاثون

7

تم النشر السبت

6/7/2024 

صرخات مرتفعة واغماءات لربى وغنى 


أطبق على جفنيه ، وهنا انهارت حصونه بالكامل مرددًا ..كنت حاسس ومنتظر الخبر 

"إنا لله وإنّ إليه راجعون" ليحاول الوقوف.. اقترب منه باسم وراكان إلا أنه أشار بكفيه ورمقهم بنظرة منكسرة 


لسة قادر أسند نفسي محدش يقرب مني..استند على المقعد متوقفًا، ليصل إلى زوجته التي حملها أولاده..ترنح جسد صهيب وأحس أن ساقيه فقدت القدرة على حمله ، نظرة سريعة لأبنته التي وجدها تحتضن ملابس زوجها بقوة ونظرات ضائعة كأنها لم تشعر بما يدور حولها ، فقد القدرة كاملة وتذكره لابتسامة جاسر ومشاكسته ، ليضع كفيه على صدره وهوى  على الأرض بعدما عجز عن الوقوف وكأن أنفاسه تسلب منه ليهوى كاملا دون حراك 


بعد فترة دلف جواد بساقين مرتعشتين ، ووجع حاد بكامل جسده وألم صدره يخترق روحه، اتجه بنظره لملاكه  المسجى على فراش المشفى، 


لأول مرة يسقط الجبل باكيا بشهقات لأول مرة ينكسر ذاك الرجل وهو ينظر لابنه بعيون الحسرة قائلاً:

-يعني بدل ماتدفني انا اللي ادفنك..قالها وكأن أحدهم اختنقه بقيدٍ من نيران ..ارتعشت ملامحه واحس 

دموع الوجع ساقت إلى روحه لتنتفض

ليسقط أمامه بعدما شعر بتهشيم عموده الفقري، ليخرج صمته 


بصرخاته اخيرا وهو يرى ملامح وجهه التي تشوه بعضها ، بكف مرتجف ولسانًا ثقيل 

-نور عيني يابني، نور عيني وقلبي ياحبيبي..حرك أنامله على وجهه، واستند برأسه على رأسه 

-ياقطعة من روحي، ابوك النهاردة اتهد ياجاسر..ااااااااه يارب ، ارزقني الصبر يارب ، قالها وهو يرفع جسده يضمه بقوة لاحضانه 

-وآآآه وآآآه حارقة من جوف الألم الذي تسلل بداخله مردد 

"ياريتني انا ياحبيبي ..ياريتني انا اللي موت وانت لا "..اه ياجاسر كسرت ضهر ابوك وعريته، يااااارب..

ساحت دموعه بقوة يطبع قبلة الوداع على جبينه 

"ربنا يصبر قلبي على فراقك ياحبيبي"


دلفت الممرضة تشير الى ياسين 

-بابا ..تمتم بها ياسين مقتربا منه ، ليرفع رأسه وهو يغطي وجه ملاكه متحركًا للخارج قائلاً :

-تعالى خليهم يحضروه لمثواه الاخير 

ثم تحرك مردد 


"اللهم لا اعتراض..اللهم لا اعتراض


صباح اليوم التالي تجهز الجميع لوداع الشهيد سوى من غزل التي حقنت بمهدئات وصهيب الذي وضع على الأجهزة الطبيبة بعدما تعرض لأزمة قلبية حادة  ..تحرك الجميع إلى أن وصلوا لدفن الجثمان 


توقفوا لتوديعه ..نزعت غنى نفسها من بين احضان زوجها وهرولت تدفع كل من يقترب منه

-وسعوا كدا محدش هيقرب منه،  انا مستحيل أدفن اخويا في التراب، اللي هيقرب هدفنه مكانه 

اقترب بيجاد وياسين إليها 

-غنى حبيبتي مينفعش كدا ..لطمة قوية على وجه ياسين 

-هتقرب مني هضربك، اتجهت بنظرها إلى بيجاد وصرخت به تهز رأسها 

-محدش يقرب مني، اخويا مش هحطه تحت التراب مهما يحصل، سمعتوني ..هوت بركبتيها أمام جثمانه 


-جاسر قوم حبيبي شوف عايزين يعملوا فيك ايه، وضعت رأسها فوق التابوت تبكي بشهقات مرتفعة 

-قوم ياجاسر هنموت بعدك ، قوم علشان انا مش هخلي حد يقرب منك 

هعيش ازاي ونصي تحت التراب طب خدني معاك، ينفع انت تموت وانا اعيش..رفعت نظرها إلى والدها

-إنت مستحيل تكون اب، سمعتني مفيش اب يدفن ابنه تحت التراب 


تدخل أوس بعدما أشار إلى عز ليحضتن جنى الحاضرة الغائبة ..تراجعت جنى بجسدها وتحدثت :

-أنا كويسة يااوس، ابعد عني ماسكني  كدا ليه...ثم أشارت بعيناها على غنى 

-هي غنى بتعيط ليه،  مين اللي مات

نظرت حولها ونظرت إليه بتساؤل 

-احنا هنا بنعمل ايه، وسبنا جاسر في المستشفى وجينا هنا ليه 


عز..همس بها أوس فاقترب بعدما اجلس ربى بجوار والدته 

-جنى حبيبتي تعالي معايا..استدارت تهز رأسها قائلة:

-لا انا هروح لابني زمانه بعيط، وانتوا خلصو اللي بتعملوه براحتكم ..قالتها وتحركت ليشير عز الى فارس ليتحرك خلفها سريعا 


سيطر بيجاد وأوس على غنى التي تدهورت حالتها تصرخ ولم تصمت سوى بعد اغمائها 


اقترب أحدهما يهمس بأذن باسم الذي ذهب ببصره سريعا الى جواد 

-إزاي دا حصل وانتوا كنتوا فين ..نظر بساعته وأشار للرجل 

-هدفن والحقك بسرعة ..اقترب من الجميع يهمس إلى الشيخ بعض الكلمات ليبدأ بنقل الجثمان إلى مثواه الأخير ..

أخرجو الجثمان من التابوت وتحرك أوس لاستعداده مع عز لتلقيه ..هنا 

ارتجف جسد جواد وشعر بإنسحاب  الهواء من رئتيه ليشعر بكم الألم ، شحب وجهه بالكامل وكأن الدماء جففت من عروقه هنا تمنى أنه الذي يضعوه بدلا منه ...ليسقط على الأرض 


فزع أولاده فتحركوا سريعا إليه ، فيما تحرك باسم إلى الشيخ لدفن الجثمان عندما فزع الجميع من حالة جواد 

نزل إلى الأسفل راكان ليتلقى الجثمان بمساعدة يونس، بعدما تحدث الى سيف الذي استعد للنزول 

-خليك انا هنزل معاه، بدل ماتتعب تحت، ماتخفش جاسر كان اخ مش صديق بس .. ..فيما حمل اولاد الألفي جواد متجهين إلى السيارة وحالة الذعر مرسومة على والوجوه 


تحرك باسم سريعا بسيارته بعدما أخبره أحد الضباط 

-مستشفى الألفي ولعت ياباشا، ومعرض مدام جنى، وحاولوا اختراق الحي بس سيطرنا عليه 


-ايه دا كله يابني، انتوا نايمين ..صرخ بها باسم وتحرك بسيارته كالمجنون يضرب على المقود 

-ياولاد الكلب ياولاد الكلب ، حتى الموت مرحمتوش 


عند جنى وصلت إلى حي الألفي..توقفت تنظر إلى سيارات الإسعاف الموجودة ، ورغم ذلك ولكنها تحركت وصعدت إلى غرفة ابنها ، كأنها رسمت لنفسها عالم خاص بها ..دخلت إلى غرفة ابنها مبتسمة


-حبيب مامي انت صحيت، نظر إليها الجميع بذهول ..حملت الطفل واتجهت إلى غرفتها تحمل اشيائها 

-ايه رأيك نروح نستنى بابي في بيتنا 

اقتربت منها المربية 

-مدام جنى !!.

التفت اليها قائلة:

-خدي اجازة، انا هتولى ابني بنفسي، قالتها وهي تسحب حقيبتها وهبطت للأسفل ..قابلها فارس 

-جنى رايحة فين حبيبتي 

فتحت شنطة سيارتها 

-رايحة بيتي هستنى جوزي هناك، قالتها وهي تغلق باب سيارتها ثم تحركت تضع ابنها بمكانه، واستقلت السيارة أمام أعين فارس المذهولة 

وصلت إليه هنا متسائلة

-فارس جنى راحت فين 

زفرة مختتقة وعجز بعدما انسابت دموعه

-شكلها اتجننت، ياربي هنلاقيها منين ولا منين..قالها وهو يتجه إلى سيارته 


وصلت بعد قليل منزلها ترجلت تحمل طفلها وهي تداعبه وأصوات ضحكاته بالارتفاع ..دلفت للداخل بعدما أشارت للعاملة 

-منيرة هاتي شنطتي وطلعيها فوق..

توقفت تضرب كفيها ببعضهما متمتمة بعبارات حزينة 

-عيني عليكي يابنتي، وعيني على الباشا ..راح ياحبيبي في عز شبابه ربنا ينتقم منهم 


بالمشفى توقف راكان أمام غرفة غزل 

-يونس طمني اخبار مدام غزل ايه 

جلس يمسح على وجهه بحزن 

-مفيش استجابة للعلاج ولا هي ولا الباشمندس صهيب للاسف، انا متابع الدكتور خطوة بخطوة بس للاسف شكلهم مش عايزين الحياة اصلا ولا متمسكين بيها 


استند بذراعه يحتوي رأسه بين راحتيه

-مين يصدق اللي حصل، مش قادر اقتنع أن جاسر مبقاش موجود 

رفع راكان رأسه بتعابير وجهه صامتة وابتعد بنظره البعيد، فقطعه يونس 


-صعبان عليا أهله فقدان الابن اصعب من اي حاجة..هز رأسه موافقه ثم تسائل يونس:

-الناس دي عندهم حياة الناس عادي، دا معملوش اعتبار لمكانته ياأخي

تهكم راكان 

-وكانوا عملوا حساب ليا لما قتلوا شمس ولما خطفوا ليلى وزين ..المهم مش هوصيك مش عايز مخلوق يعرف مدام غزل وصهيب عندك هنا..قاطعهم صوت هاتف راكان 

نهض من مكانه سريعا متحركًا للخارج 

-أنا في الطريق 


بعد عدة أسابيع 


دلفت نهى إلى غرفة ابنتها، طالعتها پأعين حزينة ومعالم الصدمة تلون صفحة وجهها، خطت إليها بجسدًا متعب، إلى أن جلست على الفراش تراقبها ..استدارت جنى مبتسمة:

-ماما!! قاعدة كدا ليه 

بوجه مشعًا ب ضروب الألم والحزن، أشارت على ثيابها

-حبيبتي ايه اللي إنتِ لبساه دا، غيري فستانك دا ياجنى وانزلي تحت حبيبتي مينفعش اللي بتعمليه 


أمسكت زجاجة عطرها وقامت بنثرها عليها، ثم أمسكت احمر الشفاة وزينت شفتيها به، تنظر لنفسها برضا ثم استدارت إلى والدتها:

-ايه رأيك ياماما حلوة، هعجب جاسر، هو بيحب اللون الارجواني اوي، رفعت إحدى وشاحتها ولفته على عنقها

-كدا احسن ولا بلاش منه..كدا كدا هو مابيحبش أخرج من غير حجاب برة الاوضة، افلتت ضحكة واستأنفت حديثها وهي ترتدي قلادة زواجها

-على قد ماغيرته مجنناني بس بعشقها، اه اخر مرة زعلت منه ، استدارت تنظر لوالدتها وهمست لها 

-اقولك سر..وضعت كفيها على وجنتيها واغروقت عيناها بطبقة من العبرات تحت جفنيها قائلة:

-من غيرته اتجنن عليا وضربني بالقلم..هزت رأسها لوالدتها، وضحكة ممزوجة بالحزن

-ضربني وانا قومت عليه

الحد شهر كامل..ورغم كدا مقدرناش نبعد عن بعض، استدارت مرة أخرى لتنهي ماتفعله، ارتفعت شهقات نهى متوقفة خلفها

-متعمليش فيا كدا يابنتي، بلاش توجعي قلبي 

-اوجع قلبك..قالتها مستنكرة، 

احتضنت نهى وجهها :

-حبيبتي اسمعيني ، ايه اللي بتعمليه دا ياروح ماما، جاسر خلاص مبقاش موجود ..ألقت فرشاة الشعر وصرخت بوجه والدتها:

-وبعدين بقى في اسطوانة كل يوم دي، انا جوزي راجع ولو سمحتي ممكن تسبيني اخلص قبل مايوصل، تنهدت بحزن واقتربت من والدتها 

-ماما حبيبتي متزعليش مني، حضرتك بتزعليني، ارجوكي ياماما 

استمعت الى طرقات على باب الغرفة..وضعت وشاحها على خصلاتها :

ولج عز بقلبًا مثقل بضروب الألم ، خطى إلى أخته ينظر إليها وكأن أحدهم يخنقه بقيد من نيران تلتف حول عنقه من حالتها الميؤس منها ..احتوى كفيها ونظراته تفحصها ثم تحدث بنبرة متألمة:

-جنى حبيبتي ايه رأيك نخرج مشوار مع بعض..تراجعت تهز رأسها رافضة ثم هتفت:

-ايه اللي بتقوله دا ياعز، قاطعهم دخول جواد وهو يستند على عكازه الذي لازمه في أيامه الأخيرة، هرولت إليه 

-عمو حبيبي ليه تعبت نفسك بس، كنت اطلبني لعندك وانا هنزلك 

احتضن رأسها يطبع قبلة فوق رأسها

-عاملة ايه حبيبة عمو ..ابتسمت 

له: كويسة الحمد لله ياعمو 

رفع نظره إلى عز ثم هتف:

-ايه رأيك تخرجي مع عمو مشوار، نغير جو ..هزت رأسها تفرك كفيها 

-آسفة ياعمو، مش عايزة حضرتك تزعل، اخر مرة خرجت من غير اذن جاسر زعل اوي وخاصمني وهاجرني شهرين، وانا خلاص وعدته  معملش حاجة تضايقه، رفعت عيناها المبتسمة وتابعت حديثها 

-متزعلش مني حبيبي، بس مقدرش ازعل جوزي ، لما يجي استأذنه ووعد هخرج معاك 

هوى على المقعد وحاول السيطرة على عبراته، فاردف بتقطع 

"طيب مش عايزة تزوري بابا في المستشفى ، جاسر هيزعل منك لما يعرف إن باباكي عيان وأنتِ "

ليه هو بابا فين!!


سحبها عز يضع وشاحها ويسحبها بقوة للخارج ..يكفي تلك الأيام وهي لم تتغير، وصل بها بعد قليل أمام غرفة والدها 

-بصي شوفي دا بابا ..نظرت لوالدها بذهول، عندما وجدته بتلك الحالة فاستدارت إلى عز 

-ايه اللي حصل ...وصلت نهى وجواد الذي هدر به 

-عز اتجننت، ابعد عن اختك 


صاح عز وانسابت عبراته 

-لا تفوق ياعمو، هزها بعنف 

-جاسر مات فوقي بقى، مبقاش موجود ..وزعت نظراتها إليهم ودفعته بقوة تتراجع بجسدها 

-كذاب ..انت كذاب ، انا جوزي عايش 

قالتها وتحركت للخارج صارخة، تمسح دموعها بعنف :

-كذابين جاسر عايش..أشار له جواد 

-الحقها ..ثم أشار إلى ربى 

-حبيبتي قربي منها ، جنى مش قادرة تستوعب الصدمة ..ساعدت والدها 

-طيب حبيبي تعالى علشان ترتاح 


مساء اليوم دلفت ربى إليها تحمل طعامها..وجدتها تجلس بالشرفة وتحتضن ثيابا له تستنشقها وهي مغمضمة العينين 

-جنى!!..فتحت عيناها تنظر إليها بصمت ..وضعت الطعام أمامها تمسد على خصلاتها وحاولت منع دموعها 

-كلي اي حاجة حبيبتي ، ينفع كدا 


-إنتِ مصدقاني صح، مصدقة إن جاسر عايش ..احتضنت وجهها مع انسياب عبراتها بعدما فقدت السيطرة عليها 

-حبيبتي فين ايمانك بربنا ..

دفعتها جنى بقوة وهرولت للخارج 

انا هثبت لكم ..تحركت بخطوات متعثرة حتى كادت أن تسقط ..صاحت ربى على عز عندما وجدتها تتحرك اتجاه البوابة ، ثم هرولت خلفها تجذبها  لأحضانه :

جنى بلاش تعملي كدا لو سمحتي ، علشان خاطري ياجنى بلاش توجعي قلوبنا ياقلبي ..خرجت من أحضان ربى..تتراجع للخلف وأحست بالاختناق واعترتها رعشة تهز رأسها بعيونًا دامية وهمست بنظراتها التائه بكل مكان كأنها تبحث عنه، ظلت تتراجع بظهرها وعيناها ضائعة تهمس لنفسها كأنه يستمع إليها 

-كفاية بقى، ياله اظهر، حرام عليك، والله حرام عليك..انا زعلانة منك بجد زعلانة..وضعت كفيها على صدرها:

-نار هنا ياجاسر نار، حاسس بيا، طب لو حاسس تعالى..ظلت تتراجع وربى تتقدم منها ببكاء حتى اصطدم ظهرها بالشجرة فأطبقت على جفنيها :

-أنا تعبت والله تعبت..اقتربت ربى تجذبها لأحضانها مرة أخرى ،تبكي على بكائها 

-جنى ياقلبي لازم تؤمني بالله ياحبيبتي، ايه الضعف دا كله 

دفعتها بقوة وهدرت بصوت مرتفع 

-اخرصي يابت مش عايزة اسمع صوتك، ابعدي عني..دفعتها بقوة أكثر حتى سقطت ربى على الأرض تبكي بشهقات مرتفعة، اسرع عز إليهما ..نظرت جنى إلى ربى وارتسم الوجع بملامحها، ثم رفعت عيناها إلى أخيها 

-محدش يقولي جوزي مات سمعت ، انا جوزي عايش، حتى لو خرجته من قبره واقنعتني أنه هو

اقترب عز 

-تعالي حبيبتي مينفعش كدا 

-آآه ..صرخت بها كالمجنونة بعدما وجدت دموع أخيها تضع كفيها على وجهها 

-مش عايزة اشوف حد، محدش يقرب مني ..اتجهت بنظرها إلى ابنها الذي يبكي بأحضان والدتها 


-خدي الولد دا من هنا..صرخت وصرخت وهي تضع كفيها على اذانها حتى لا تسمع بكاء طفلها 


ثم هوت على الأرض تبكي بصوت مرتفع إلى أن خفض صوتها :

-أنا مش مجنونة، انا عايزة جوزي وبس، مش عايزة غير روحي ترجعلي، احتضنت نفسها تنظر لأخيها بعيونا راجية 

-"رجعلي روحي ياعز، مش انت بتحبني ، طيب لو بتحبني انا عايزة جاسر..ثم ابتعدت بنظراتها إلى بوابة المنزل تهمس بعدما انقطعت احبالها 

"ياجاسر..ياجاسر ..كفاية على جنى كدا"


❈-❈-❈


بمكتب راكان 

جلس يتفحص جهاز جاسر بكل دقة، ثم ضرب عليه بقوة

-لا مش معقول ..ماهو اللي دفنته دا مش انت، ازاي خرج من المستشفى 

قبض على خصلاته بعنف وكاد دماغه ينفجر 

-معقول يكون جاسر، لا لا ..أيوة ليه لا، طيب اسأل جواد ازاي هو الوحيد اللي شافه ..صمت قليلا 

-دكتورة غزل فاقت ..أيوة ، قالها راكان وتحرك من مكانه 


بمكانًا اخر رفرف بأهدابه عدة مرات وهمس بصوت كاد أن يسمع 

"أنا فين "

ابتسم الطبيب ينظر لذاك الواقف بجواره 

-حمدالله على السلامة ياراجل، ايه دا كله شهرين كنا فقدنا الأمل 

رفع عيناه متجولا بالمكان 

-انتوا مين ...انحنى الآخر أمامه يشير إلى وجهه

-ايه نستني ولا ايه 

أغمض عيناه عدة مرات يفتحها ويغلقها 

-إنت مين وأنا ..صمت قائلا 

-"مش فاكر حاجة"

يتبع ...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة