-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 38 - 2 الجمعة 12/7/2024

  قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الثامن والثلاثون

2

تم النشر يوم الجمعة

12/7/2024

تسحب على اطراف اصابعه وهو يراها شارده تنظر أمامها عاقدة ساعديها أمام صدرها فضمها إلى صدره من الخلف فشهقت بخوف ولكنها عادت واستكانت بسرعة فور أن شعرت بانفاسه الدافئة على عنقها فضمت جسدها أكثر إليه وهي تمسك كفيه المثبتين على بطنها واغلقت عيناها مستمتعة بهذا الشعور الذي تغلغل بداخلها وهمست بنشوة:

-مولاى.


قبلها من تجويف عنقها ورد هامسا وهو يسحب رائحتها بداخله:

-قيثارتي الجميلة، حبيبتي بنترشيت.


التفتت لتواجهه وهي لا تزال داخل حصار يديه ونظرت له مبتسمة بفرحة وسألته غامزه بعينها:

-هل انهيت امور الدولة باكرا اليوم ام ماذا؟


نفى بحركة من رأسه وقال بغزل صريح:

-بل اشتقت لقيثارتي الجميلة فجئت راكضا لها حتى اروي ظمأ اشتياقي بقبلة تنسيني همي.


لم يسعها حتى الابتسام لانقضاضه على شفتيها يقبلها قبلة عميقة وابتعد بعد أن طالت بهما؛ فاحتاجت رئتها للهواء، رفع وجهها بسبابته لينظر لها بحب وقال:

-عندي لكِ مفاجأة.


سألته بلهفة طفل:

-ما هي؟ هيا مولاي اخبرني ارجوك.


تعلقت بذراعه وهي تقفز بطفولة؛ فأمسك اسفل ذقنها يداعبه هاتفا بمشاكسة:

-طفلة! لم ولن تنضجي ابدا.


داعبته بأناملها الصغيرة قائلة:

-ألم تعشقني لخصالي هذه؟!


أومأ مؤكدا:

-بالطبع حبيبتي، فانتِ طفلتي المدللة والجميلة خاصتي.


زمت شفتيها أمامه وتصنعت العبوس وقالت بحزن مصطنع:

- هيا أخبرني بالمفاجأة؛ فأنا لا استطيع الصبر و الانتظار اكثر.


امسك راحتها وخلل اصابعه بخاصتها وقال وهو يسحبها خارج غرفتها:

-لا يمكن أن أخبرك.


نظرت له بعبوس وتباطئت حركتها قليلا حتى قال ببسمة واسعة:

_ولكنى أستطيع أن اريكِ.


فورا هرعت للخارج لدرجة انها سحبته ورائها؛ فاختل توازنه ولكنها عادت لصوابها وتركت راحته حتى لا يراهما الحراس أو العبيد وهما على تلك الوضعية الحميمية ووقفت بأدب مطرقة رأسها لاسفل شابكة راحتيها معا وهمست له:

-هيا مولاي تقدم للامام وقودني لمفاجأتي.


تصنع الجدية هو الآخر محاولا كتم ضحكاته على طفولتها وبرائتها، ووقف مزهوا بنفسه شامخا بزيه الملكي وهمس لها: 

-اتبعيني.


تحرك أمامها وتبعته هي حتى خرجا من الحديقة الداخلية للقصر والتي كانت تقضي بها اكثر اوقاتها برفقة الأميرة تيا وتوجه لداخل القسم الآخر من القصر والمخصص للملك وأعوانه فلمعت عينها ونادته هامسة:

-مولاي، أنا لا يحق لي التواجد هنا.


التفت ناظرا لها ببسمه لم يستطع تخبئتها وقال:

-أنا الملك، وأنا من يسن القوانين وما الممنوع وما المسموح، لن يستطيع احد الاعتراض على وجودك طالما أنتِ برفقتي.


لمعت عيناها وعادت تتبع خطواته حتى وصل لجناحه فابتلعت ريقها بتوتر وهي تتلعثم بقلق:

-مولاي، هذا جناحك الملكي أليس كذلك؟!


التفت وأومأ لها وأكمل سيره لداخل الجناح بلا مبالاة أو تردد؛ فتوقفت هي برهبة وتسمرت مكانها بالخارج فالتفت لها عندما وجدها تقف هكذا وسألها:

-لماذا توقفتي؟ ادخلي.


حركت رأسها نافية فتجعدت ملامحه واقترب منها ساحبا إياها للداخل وهو يصر على أسنانه هاتفا بحده:

-ما بكِ واللعنة؟


ابتلعت ريقها بتباطئ ونظرت امامها للجناح الملكي وهمست بتلعثم:

-أين الملكة تويا؟


ابتسم واقترب من أذنها هامسا:

-بجناحها.


اتسعت بسمتها وهي تساله بتعجب:

-ألا تجتمعان بجناح واحد؟!


نفى برأسه وقبل وجنتها قائلا:

-من المفترض أن جناحي لي وحدي ووقت ما أريد استدعي اي من حريمي لتحضرن فورا، حتى الملكة تويا نفسها تحضر بناء على رغبتي.


رمقته بنظرة باهتة فاقترب منها واحتضنها رابتا على ظهرها وقال وهو يدفن رأسه بتجويف عنقها:

-ولكنني لم اجامع امرأة غيرك منذ أن انجبت الصغير رعمسيس.


سحبت نفسا عميقا بداخلها وطردته فسحبها من كتفيها ووقف خلفها وانحنى هامسا بأذنها بنبرة مثيرة:

-تعالي حتى أريك مفاجأتك.


تحركت معه و هي تشعر بالخجل من تواجدها بجناحه الملكي وقد يراهما الحرس الخاص به بل ربما يتحول الامر من سيئ لاسوأ وتراهما الملكة تويا بنفسها.


وجدته يدفع قطعة كبيره من الطوب الآجر لداخل الحائط؛ فتحرك الحائط نفسه ليفتح ويتحول لباب متحرك يؤدي لممر سري طويل.


لمعت عينيها وهي تنظر أمامها بذهول وابتلعت ريقها تنظر له بولع لم يسبق أن عاشته ولن تعيشه سوى معه هو حتى اقترب منها وسالها:

-ما بك؟


اجابته وهي على نفس حالها:

-ما هذا؟


رد مبتسما:

-مخبأنا السري حبيبتي.


ظلت مبتسمه ببله فسحبها وتحرك للداخل وهو يخبرها:

-قمت ببناء تلك الحجرة السرية بالاساس حتى أضع بها بعضا من مقتنياتي الثمينة لاسرتي فيما بعد إن ما واجهوا صعوبة بأي شكل كان، ولكنني اخطأت بالبداية عندما جعلت المدخل الرئيسي من داخل المعبد الجنائزي.


أمسك يدها وقال باستفاضة:

-ولكنني عندما وقعت لك بدأت بتجهيز هذا الممر حتى تكون تلك الحجرة مخبئنا قيثارتي، ولقد جهزت لنا غرفة بالداخل حتى نقض بها وقتنا سويا.


غمز بعينه وهو يكمل:

-إن لم يتيح لنا فرصة الذهاب لمنزل النيل فتذمرك الدائم لقضائي الليل بغرفتك قد جعلني اتضايق كثيرا  لذا ها نحن ذا لن يرانا احد حتى تخافي.


اطرقت رأسها بخجل عندما اشعل صف طويل من المشاعل فظهرت الحجرة بشكل واضح ورأت ذلك الفراش المستدير والمغطى بالورود لتعلم انه قد جهز الحجرة لقضاء ليلة عابثة من لياليه التي يقضيها معها بمنزل النيل بعيدا عن أعين الناس، التفتت بشهقة عندما باغتها بحملها والدوران بها وهي تصرخ بفرح:

-انزلني مولاي اتوسل اليك.


انزلها وسحبها بقوه لترتطم بصدره وداعب وجهها وشعرها مقبلا اياها بحب وهمس بجانب أذنها: 

-عندما نجتمع هنا أنا وأنتِ توقفي عن مناداتي بمولاي.


رفعت حاجبيها بدهشة؛ فعقب مضيفا وهو يداعب أذنها بقبلاته الساخنة:

-فقط سيتي قيثارتي.


تعلقت برقبته فورا وسألته بدلال:

-تزيل الفوارق بيننا اذا، أليس كذلك مولاي؟!


غمز لها وأومأ مؤكدا:

-قلت سيتي، انطقيها قيثارة الحب فأنا احب سماع احرف اسمي تخرج من شهد شفتيكي.


سحبت نفسا عميقا بداخلها وعضت على شفتها بإثارة من إثر مداعباته المستمرة على جسدها وقالت بغزل:

-حبيبي وملكي ومولاي وفرعوني سيتي.


زم شفتيه بحزن مصطنع وهو ممتعضا وردد:

-سيتي بنترشيت، هيا انطقيها مجردة من الألقاب.


توترت وتمتمت بصوت خافت:

-سيتي.


اقترب أكثر حتى أصبح ملتصقا بجسدها وقال بمداعبة:

-مجددا.


ابتسمت وهمست له بولع:

-حبيبي سيتي.


قبل شفتيها وعاد يردد بغزل:

-مجددا .


زفرت وضحكت هاتفة بصوت عال:

-سيتي، عشيقي وحبيبي سيتي.


لم يتمالك نفسه أكثر ؛ فسحبها ناحية الفراش واراحها عليه واعتلاها على الفور وهو يقبل كل انش تقع عينيه عليه ويسحب رائحتها بداخله هامسا من بين قبلاته:

-رائحتك تسكرني قيثارة الحب وتجعلني اثمل.


استمع لتنهداتها وتأوهاتها المثارة؛ فبدأ ممارسته معها وهو لا يتوقف عن تقبيلها حتى انتهى واعتدل بجسده بجوارها؛ فتحركت هي من تلقاء نفسها واضعة رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه العاشقة.


وجدته يتحرك ناحية أحد الصناديق المكتزة بالحلي وظل يقلب بمحتوياتها حتى وقعت عيناه على قطعة مميزة وعاد جالسا بجوارها وادار جسدها مزيحا شعرها للجانب والبسها العقد الذهبي على جسدها العاري واعادها لتواجهه مجددا وقبل عنقها هامسا لها بغزل:

-جمالك زاد العقد جمالا حبيبتي.


لفت غطاء الفراش على جسدها وتحركت صوب المرآة ونظرت للعقد ومسحت بيدها عليه وهي شاردة، لف سيتي خصره بقطعة من ملابسه وأقبل عليها مبتسما لها من انعكاس صورتها بالمرآة وسألها بقلق:

-ما بها حبيبتي شاردة؟


ردت وهي تنظر له:

-لن استطيع قبولها مولاي، إن رأني احد ما ارتديها فقد يثير الشكوك ووقتها اعرضك للخطر ومعها حياتي.


داعب جانب عنقها فارتعشت من لمسته وأكد لها بحب:

-تبقى القليل وسوف أعلن للعالم كله انكِ حبيبتي و زوجتى ايضا قيثارة الحب.


دمعت عيناها فزفر بضيق وهتف بحدة:

-كل مرة نجتمع سويا تنتهي ببكائك وغضبي، توقفي عن أفعالك الطفولية بنترشيت، اللعنة عليك طفلة لعينة.


رفعت بصرها ناحيته ووضحت بحزن:

-استحالة تنفيذك لوعدك كاستحالة وقوع الفرعون بعشق كاهنة بسيطة من عامة الشعب.


انتفخت فتحتي أنفه من الغضب وهو يعقب:

-وحدث المستحيل واحببتك وسوف أجد ألف طريق لاجتمع بكِ، فقط ثقي بي قليلا وتوقفي عن إثارة حنقي.


أطرقت رأسها فرقع وجهها بسبابته قائلا بحب:

-لا تديري وجهك عني بنترشيت فأنا أعيش لأجل عينيكِ.


قبل عينيها اللتان تدمعان واحدة تلو الاخرى وسألها بحيرة:

-هل تثقين بعشقي وهيامي بك؟


أومأت بصمت فعاد يسأل:

-وهل تظني انني قد اترك اي شخص كان أن يقترب منك او يحاول ايذائك؟


نفت برأسها فقبلها مجددا واحتضنها هاتفا بضيق:

-اذاً فتأكدي انني لن اتركك ابدا ما حييت وربما اطاردك ايضا بالعالم الآخر وقد نعيش بالحياة الأخرى كل ما افتقدناه بحياتنا تلك حبيبتي.


❈-❈-❈⁦

ذكرياتها ولحظاتها معه هي كل ما يؤلمها ويؤرق مضجعها فمن ناحية هي تعشقه حد الجنون بل حد الالم -كما تعودا أن يعبرا لعبضهما عن مشاعرهما- ومن ناحية أخرى لديها شعور بالذنب تجاه صغيرتها وسيطرة عاطفة الامومة عليها.


أقبل المساء كما يقبل الموت عليها وهي جالسة على فراشها تبكي فتلك الزيارة بالتأكيد ستفقد بعدها شيئا ثمينا عليها، إما حبيبها وعشيقها الذى ضحى بكل شيئ لاجلها، أو تفقد جنينها تلك النطفة التي وضعت بداخلها بفعل الحب وكبرت للحب، فهل تضحي بها من أجل الحب؟


دلفت هانده تسألها بحنان وهدوء:

-ابنتي! هل انتِ جاهزة؟


طالعتها بعيونها الحزينة فبادلتها الأخيرة بنظرات انكسار وردت:

-وكيف اتجهز لما انا مقبلة عليه؟ هل يمكن لاي انسان أن يتجهز لفقد عزيز لديه؟


اطرقت رأسها وقالت ببكاء:

-علمت الآن الحكمة من جهلنا بموعد وفاتنا او وفاة المقربين لنا، لأن المفاجأة في هذا الامر هو الصواب وفكرة العلم به يجعل المرء يشعر بالتعاسة حتى قبل ايام من الموعد، وربما يشعر بالتعاسة لشهور إن علم مسبقا.


ضغطت تجويف عينيها باصبعيها وسحبت نفسا عميقا ووقفت متجهة للخارج وهي تقول:

-لا مفر من الامر ولا هروب من الاختيار؛ فلابد أن اتخذ قراري وأقف خلفه للنهاية.


وصلوا للمعبد وتسللوا كالعادة ليدخلوا البهو وهناك اقترب المعالج دان منها وهمس لها بتحير:

-انا لا اعلم ان كان الامر سيفلح ام لا! فما طلبته مني صعب تحقيقه.


رمقته بنظرة حادة وهمست موبخة اياه:

-حقا انت مختل، اتتحدث معي بالقرب منه ليسمعك؟!


رد هامسا:

-انا اكاد اسمع نفسي دورثي ما بكِ؟ توترك ينعكس علينا جميعا، فقط اهدأي.


سحبت نفسا عميقا وقد تذكرت اخبارها له بقرارها النهائي وهو أن تحاول جاهدة أن تحتفظ بجنينها مقابل أن تقدم ذلك المدعو بيتر كقربان ليفعلوا به ما يشاءون دون أن يشعر بشئ، فهي ستتغلب على تأنيب الضمير مقابل الاحتفاظ بابنتها التي لم تولد بعد وتحتفظ معها بحبيبها وعشيقها وقد سهل بيتر الامر عليها عندما عرض نفسه طواعية ليُقدم كقربان.


ولكنه طلب دليل وتأكيد لحديثها وأنه سيكون آمن ويعمل لدى المعبود حورس، وهذا بالفعل ما طلبته من المعالج الروحاني دان وايت الذي ظل يبحث عن طريقة يجعل بيتر يتواصل معها للماضي  إن كان حتى كزائر.


صعدت على المذبح الرخامي ومددت جسدها فنظر دان لبيتر وأخبره:

-حتى نعطيك التأكيد الذي تحتاجه سألقي تعويذة قد تنجح وتجعلك ترافقها وقد تفشل، وحقيقة لا اعلم ما قد يحدث بعدها! فهل أنت موافق على تلك المخاطرة؟


اقترب بيتر منه وابتسم قائلا بثقة:

-هل تظن أنني لا أعلم الخطر المقبل أنا عليه؟ بالطبع أعلم، فقط افعلها وليكن ما يكون.


صعد إلى جوارها واستلق بجسده هو الآخر فبدأ دان تعويذته التي تعلمها من بنترشيت بنفسها مستخدمة معرفتها بتعاويذ كهنة المعبد بحكم عملها ككاهنة وايضا قرائتها لاسرار تعاويذ ايزيس و اوزوريس عندما وجدها علماء الآثار وطلبوا منها ترجمتها لهم بتلك البردية التي تحفظ أسرار الفراعنة.


ارتفع صوته رغما عنه وهو يردد التعويذة مرارا وتكرارا دون فائدة فشعر بالفشل ونظر لها باستسلام فدمعت عيناها واعتدلت بجسدها هاتفة بضيق:

-لا بد أن تفلح، أنت فقط أضعف من أن تلقيها بمفردك.


نظرت لوالديها وقالت لهما:

- امسكا ايدي بعضكما وحاولا أن ترددا ما يقوله، ربما تفلح تلك المرة!


أومئا وفعلا ما قالته بالحرف ولم يلبث دان مرددا تعويذته بمساعدة والدي دورثي حتى انتفض جسد بيتر بشكل مفزع وهستيري فتوتر دان وحاول الصمت والتوقف عن إلقاء التعويذة ولكنها انتبهت لحالته المرتعدة فقالت بحدة:

-أكمل أيها الأحمق، لا يمكن أن تتوقف الآن وتفسد تأثير التعويذة.


ابتلع ريقه وعاد يردد تعويذته حتى بدأ جسدها هي الأخرى بالارتعاش والانتفاض بحدة وبعدها عم السكون عليهم وهذان النائمان كأضحية على المذبح قد غادرا بالفعل هذه الحقبة الزمنية.

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة