قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي

الفصل التاسع عشر

3

تم النشر الأحد

14/7/2024

وصل سراج الأسكندرية وتحديداً أخيرا لإحدي العمارات الفخمة أدخل السيارة الجراچ ونادي البواب الذي رحب بهم بشدة هبطوا من السيارة وأخرجوا الحقائب وحملوا بعضها والحارس حمل بقية الحقائب وصعدوا إلي شقتهم بالطابق الثالث دخل الجميع وجلسوا يرتاحوا من تعب السفر .

تحدث سراج بتساؤل:

-لوحك هتروح المعرض إمتي يا تقي ؟

ردت تقي بهدوء:

-بكره بإذن الله يا عمو.

تنهد سراج بهدوء وقال:

-أه أفضل الطريق كان طويل وتعبنا أوي.

ردت عليا بوهن:

-عندك حق  السفر دلوقتي بقي عايز شباب صغيرين مش عايز عواجيز زينا.

صاح سراج بصدمة مصطنعة:

-مين دول إلي عواجيز يا حبيبتي أنا لسه شباب .

ردت عليا بضحك: 

-ماشي يا حاج أنا إلي عجزت.

غمز لها سراج بمزاح وقال:

-بس لسه قلبك شباب يا روح الروح.

ردت أسيل بمزاح:

-لا أحنا نجيب شجرة وشماسي وأتنين لمون.

مازحتها تمارا بضحك:

-شجرة ليه ما أنتي موجودة يا قلبي ؟

قذفتها أسيل بالمخدة الصغيرة وصاحت بغيظ:

-بس يا باردة إلي غيران مني يعمل زي.

رمقتها تمارا بغيظ وقالت:

-أعمل أيه الحمد لله أنا عاقلة مش مجنونة زي حلاتك يا أختي الحمد لله.

نهضت  بغيظ وتنقض عليها ضربا بمزاح واقترب الصغير وتقي منهم يشاركوهم المزاح.

بينما سراج وعليا نظروا لهم بحب وسعادة داعين الله دوام إبتسامتهم وفرحتهم.

❈-❈-❈

خرجت من مكتب أدهم بعصبية شديدة سرعان ما يمحي كل هذا عندما تجد زوجها بالداخل يجلس في إنتظارها وترسم إبتسامة واسعة.

تسألت نيڤين بابتسامة:

-أيه يا حبيبي لحقت أوحشك؟

نهض أسر لاستقبالها وقال:

- حبيبي يا ناس مقدرش أستغني عنه طبعا بس جاي ليكي عشان حاجة تانية.

جلست نيڤين باستغراب وتسألت :

-خير يا حبيبي.

رد بهدوء:خير طبعاً لؤي أخوكي تعبان أبقي كلميه.

تسألت نيڤين ببرود:

-تعبان عنده ايه؟

أسترسل موضحاً :

-دور برد شديد.

تسألت نيڤين بسخرية مستترة:

-يا ساتر يارب ليه أيه إلي حصله مكان كويس هكلمه حاضر.

تسأل بهدوء:

-تمام يا قلبي هروح مكتبي بقي.

ردت نيڤين بإختصار:

-مع السلامة.

 قلبت عيناها بملل وتقلد أسر بسخرية:

- أخوكي تعبان أبقي كلميه ما يتعب ولا يغور في ستين ألف داهية أعمله ايه يعني بلا أرف.

❈-❈-❈

في المساء عاد أسر ونيڤين إلي المنزل بعد أن أنهوا عملهم وخرجوا تناولوا الطعام بالخارج وجلسوا في الريسبشن قليلاً.

نظر أسر في أرجاء المنزل وتحدث بحزن:

-البيت كئيب أوي من غيرهم.

ردت نيڤين ببرود: 

-أه فعلا أسبقني علي فوق وأنا هعمل لينا حاجة نشربها وأحصلك.

أومأ بهدوء:

-ماشي يا حبيبتي.

 نهض أسر وصعد إلي غرفتهم غرفتهم بينما نظرت هي في آثره بضيق وتحدث نفسها بسخرية :

-بيت أيه إلي كئيب ده آول مرة الواحد يحس براحة كفاية البومة أمك عليا.

ذهبت إلي المطبخ تعد القهوة وسرعان ما راود ذهنها فكرة ماكرة إبتسمت بمكر وبدأت في تنفيذها وتقوم بإعداد ثلاثة فناجين قهوة وتقوم بوضع واحدة علي الصينية وتتجه سريعاً إلي المرحاض الموجود بالأسفل وتقف أمام المرأة وتقوم بفتح الازرار العلوية من قميصها نظرت إلي نفسها نظرة رضا واتجهت سريعا إلي المطبخ وتأخذ فنجان القهوة وتتجه بغنج إلي مكتب أدهم.

طرقت الباب بتمهل وتدخل ببطئ مثير وتتحدث بدلع:

-كنت بعمل قهوة لينا عملت حسابك.

رفع أدهم رأسه ليعنفها وسرعان ما أخفض بصره وعنفها:

-أيه الأرف إلي أنتي عملاه في نفسك  ده أنا مطلبتش منك حاجة أتفضلي خدي قهوتك وغوري من هنا.

 اقتربت منه بغنج ووضعت القهوة أمامه ووضعت يدها علي كتفه ألتفت إلي الجهة الأخري وهو يسب ويلعن بها.

تحدثت في أذنه بهمس:

-أنا هنا مكان مراتك في أي حاجة تحتاجها قالتها بغمزة .

نهض أدهم بعصبية وقيدها من ذراعها وسط صدمتها وقام  بمسك فنجان القهوة وكبه عليها واتجه إلى باب المكتب ملقيا أياها خارجاً صافعا الباب خلفها بعنف يكاد يكسر من شدته وسط صدمتها وذهولها مما فعله فهذا آخر ما توقعت أن يحدث .

تطلعت إلي الباب المغلق بتوعد:

-ماشي يا أدهم الكلب صبرك عليا.

 نظرت إلي  يدها التي حرقت بفعل القهوة بغيظ واتجهت سريعاً إلي المرحاض تغسل يدها وتعدل من هندامها وحجابها وذهبت إلي  المطبخ تأخذ قهوتها هي وزوجها وصعدت لأعلي.

❈-❈-❈

يجلس أسر يتابع المباراة بتركيز شديد فتح الباب ودلفت بعصبية جديدة تجلس بجوار زوجها بغيظ شديد وهي تضع الفناجين بقوة علي الطاولة.

تسأل بإنتباه:

-أتاخرتي ليه يا حبيبتي ؟

تحدثت نيڤين بدموع:

-شوفت إيدي أيه إلي حصلها ؟

نظر لها بصدمة وتسأل:

- أيه إلي حصل؟

ردت نيڤين بدموع مصطنعة:

-أخوك صعب عليا قاعد في مكتبه لوحده عملت حسابه وروحت أديله فنجان القهوة كبه فوقي .

صاح بعصبية:

-أتجنن ده ولا أيه أنا هقوم أعرفه شغله.

أمسكت نيڤين يدهه بلهفة وقالت:

-أقعد بس يا حبيبي سيبك منه هو بيجر شكلك مش أكتر بلاش تديله الفرصة دي وإذا كان عليا فأنا مسامحة يا سيدي في حقي.

تسأل بحيرة:

- أنتي رأيك كده ؟

ردت نيڤين بمكر:

-وأبو كده خليه هو قاعد ياكل في نفسه تحت لما مخططه يفشل.

تنهد بسأم وقال:

-تمام.

ألقت نفسها بأحضانه بحنان مزيف:

-ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا.

رد  بحب:

-ولا يحرمني منك أبدا يا قلبي.

بعد فترة أسر يغفو بعمق بينما نيڤين تنام بجواره وتحد في السقف بشرود تام وتحدث حالها:

-هل من الممكن أن يفكر أدهم أن يحكي لأسر الحقيقة أنا عارفة أن أسرهيصدقوا بالإضافة أن هما علي خلاف في الوقت الحالي صح إلي أنا عملته جدا كده أن قطعت المجال علي أدهم لو فكر يقول حاجة لأسر ثم تكمل بحيرة وأنتي يا لؤي إختفائك ده مش مريحني يا تري بتخطط لأيه أنت كمان مش ناقصة غبائك أوف أحسن حل أني أنام التفكير ولا هيقدم ولا هيأخر حاجة.

 أغمضت عيناها هي الآخري وسقطت في ثبات عميق.

❈-❈-❈

استند أدهم بمنكبيه علي المكتب وضع رأسه بين كفيه وتنهد بضيق شديد وذهن شارد وهو يحدث نفسه؛

-أه منك يا أخي العزيز كيف لك أن لا تري هذه الحرباء علي حقيقتها ؟ أعلم جيدا أنها تستطيع التلون جيدا أه لو تعلم حقيقتها وإنك تخليت عن حب عمرك من أجل بائعة هوي مثلها لتعض يدك ندما في وقت لا ينفع فيها الندم ليتك تعود لرشدك وتعلم حقيقتها لو مازال لدي ثقة بك أنك ستصدقني كنت ذهبت لك وأخبرتك بحقيقتها لكنك لكن تسمع لي وستزيد الفجوة بيننا وتتملك هي أكثر يا الله من لنا  سواك فأرفع الغشاء عن بصره قبل فوات الأوان.

فاق من شرود علي رنين هاتفه نظر له بهدوء وجد إسم زوجته الحبيبة وصورتها تزين الشاشة تنفس بعمق وفتح الخط وتحدث مبتسماً: 

-حبيبتي لسه صاحية كنت حابب أكلمك بس كنت مستني لما اطلع أنام عشان تبقي آخر صوت أسمعه ليكي آول مرة من يوم ما أتجوزنا أبات فيه لوحدي بعيد عن حضنك يا قلبي هههههههه أنا بكاش مرة واحدة ماشي يا ستي مقبولة منك طمنيني أنتوا أخباركم أيه ؟ بخير هتروحوا بكره طيب يا قلبي ربنا معاكم يلا تصبحي علي خير يارب ماشي يا قلبي وأنتي من أهله تنهد بحزن ونهض من مكانه واتجه إلي غرفته كي ينعم ببعض الراحة ولكن هل سيكون هناك مجال للراحة أم أن للقدر رأي آخر.

يُتبع..