-->

نوفيلا جديدة عشق الجاسر لسهام محمود - جـ 5 - الخميس 18/7/2024

 

قراءة نوفيلا عشق الجاسر

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة قصة عشق الجاسر

قصة قصيرة جديدة

من روايات وقصص 

الكاتبة سهام محمود

الجزء الخامس

تم النشر يوم الخميس

18/7/2024


حان الوقت حتى يلتقيان، خرجت من مكان عملها لتجده في انتظارها امام سيارته ابتسمت بخفة بسبب توترها تكمل سيرها نحوه إلى أن توقفت أمامه، استقام امامها و نظر اليها بهدوء:



"اخبار الشغل ايه؟!"


"كالعادة متعب، بس خلصت كل اللي ورايا"


"طيب تمام هنروح المكان المعتاد ولا نغيره؟!"


"ماشي مش مشكلة اهو هيكون احسن"


"خلاص تمام عشان نعرف نتكلم براحتنا كمان"



اومئت له بصمت ليذهب نحو الباب فتحه لها لتدلف داخل السيارة كما اعتادت منه، اغلقه ثم ذهب إلى مكانه خلف المقود يبدأ القيادة إلى العنوان المحدد لكن كان الصمت سائداً بينهما.



استرق جاسر بضع نظرات خاطفة نحوها ليجدها تعبث في ابهامها الايسر بتوتر مما جعله يبتسم عليها رغم ذلك تركها في حالتها المرتبكة و لم يتحدث معها، بعد مدة من القيادة وصل إلى العنوان و هبطا من السيارة بعد أن صفها في مكان قريب.




امتلك كفها الايسر بيده اليمنى فجأة اثناء سيرهما و كانت على وشك التملص منه لكنه نظر لها ببرود قليلاً فـ أنكمشت على نفسها و نظرت أرضا سريعاً دون أن تدرك، نقر لسانه في جوف وجنته غير راضي عن وضعها لكنه يعلم بداخله أن سبب تصرفاتها هو شعورها بالذنب تجاهه او تجاه أمر آخر قد يجهله.




ما أن دلف المقهى اومئ نحوه النادل في إبتسامة و دله على طاولته المعتادة، بعيدة عن الضجيج الذي يعم في المكان جلست عشق في توتر مقابله و دون أن يأتي النادل طلب جاسر وجباتهما المعتادة الى جانب المشروبات، بعد امتلاء الطاولة رحل النادل ليسود الصمت من جديد.




في نبرة مرتبكة خرج صوتها أخيراً بينما تسترق النظرات اليه و لم يبدأ بالتناول بعد:



" ممكن اعرف انت ساكت ليه؟!"


"ولا حاجة قولت ناكل الاول بعدين نتكلم احنا مش هنطير من بعض"




في ابتسامة غامضة رُسمت على ثغره جعلها هذا متوترة و مرتبكة اكثر فـ اكثر لكنها ابتسمت في مواجهته، بعد تناول الطعام دون احاديث جانبية تم تنظيف الطاولة على عجل.



عزمت عشق أن تتحدث هي أولا متذكرة نصيحة مرام لها:




{{ اتكلمي انتي معاه يمكن ميحصلش اللي في دماغك و كل امورك هتكون تمام، شخصية جاسر بتحب الصراحة و الحقيقة دبش }}




تشابكت اناملها في توتر اكثر من ذي قبل، اهدابها ترفرف كثيراً و تشعر برغبة في البكاء، نبضات قلبها تتسارع بين ثنايا اضلاعها حتى يكاد يقفز من قفصها الصدري، في النهاية نظرت له تتحدث بنبرة مرتبكة:



"انا عايزة اقولك ع حاجة مهمة اووي"



هز رأسه في سرور بينما يرتشف من قهوته:



"كنت مستني انك تتكلمي، و انا هسمعك"




تجعد حاجبيها في مفاجأة من هدوءه الغير متوقع فتلعثمت:



"يـ   يعني ايه كنت مستني اني اتكلم؟!"


"انا شبه عارف للموضوع اللي انتي عايزة تتكلمي فيه"




اتسعت عيناها البراقة في صدمة مما سمعته و كأنه تم سكب دلو ماء بارد فوقها، عندما رأى تعبيرها المصدوم تأكد من صحة ظنه بها ليبتسم في هدوء و خرج صوته بنبرة باردة رغماً عنه:



"اتكلمي ي عشق انا سامعك بس إياكي فاهمة؟! إياكي تكدبي عليا"



احتقنت عيناها و تكونت غصة في حلقها جعلت كلماتها تأبى الخروج من فمها في هذه اللحظة بعد سماع كلماته و نبرته الباردة تجاهها، الخوف تملكها في لمحة البصر دون ان تسيطر عليه لتحاول أن تهدأ نفسها قبل أن تتحدث:




"انا آسفة بجد ع اللي عملته معاك بس والله كل اللي عملته ده عشان بحبك مكنش في نيتي حاجة وحشة ابدا ناحيتك"



ما أن بدأت بالتحدث حتى امتلئت مقلتيها بالدموع لكنها لم تنهمر على وجهها لانها كانت تتحكم بها في صعوبة، قضم شفتيه في استهجان عند رؤية دموعها و اظلمت عيناه من الغضب لم يريد منها أن تبكي او تخاف منه لكن يبدو أن تعابير وجهه و نبرة صوته الباردة لا تساعده في هذا ابدا.



كان على وشك أن يقدم لها منديلا لكنها فركت مقلتيها بقوة قبل ان تهطل دموعها اثناء ذلك برزت شفتها السفلية في عبوس، اصبحت حواف عيناها حمراء زاهية لتستمر في التحدث عندما اعتقدت انه غاضب:




"أنا معجبة بيك من زمان و كنت بشوفك على طول من بعيد كأنك نجمة في السما مستحيل اوصلها مهما حاولت، رغم انك بتتعامل ببرود و مصدر للكل الوش الخشب بس انت مكنتش بتبعد عن تفكيري و لو لثانية وحدة، حاجة جوايا كانت بتقولي انه هو ده الشخص المناسب ليكي ده اللي هيكون سندك بجد هيخاف عليا و يفضل جنبي دايما، ربنا يعلم اني عمري ما فكرت فيك بحاجة وحشة أبدا و فضلت كاتمة كل مشاعري دي جوايا بصعوبة"




استنشقت أنفاسها و تحكمت في شهقاتها جيداً تكمل حديثها اسفل نظرته الهادئة بينما ابهامه يداعب طرف فكه الحاد:




"من بعد الموقف اللي حصل في الشارع و تكلمنا سوى قولت في نفسي يمكن دي الفرصة اللي ادهالي ربنا عشان اقرب منك اكتر و حاولت اني اتكلم معاك بس كنت عارفة انك مش هتيجي سكة في الحاجات دي، عـ عملت اكونت فيك 'وهمي' بأسمك و صورتك و كل حاجة كانت ع الفيس بتاعك خليتها ع الفيس الفيك كأنك أنت بالضبط بعد كدة كلمتك و قولتلك عليه و بما اني هندسة برمجيات مكنتش حاجة صعبة عليا اني احذف الحساب الفيك تاني بعد ما عملته و كمان ..."




قاطعها بهدوء:



"او انك تهكري تلفوني عادي مش كدة؟!"



صمتت لوهلة من الوقت قبل أن تهز رأسها تؤيد حديثه:



"ايوة صح، بصراحة اول حاجة عملتها بعد ما هكرت تلفونك هي اني اشوف تواصلك مع الناس التانية افتكرت انك بتكلم بنات تانية بس ملقيتش وحدة غيري ده خلاني افرح من جوايا و اتبسط اوووي، بعد كدة بدأت اعمل شات مع نفسي بيني و بينك من غير ما توصلك اي إشعارات او اي حاجة تخليك تشك في تلفونك من بعدها بقى حصل اللي حصل"




خبأت وجهها في كفيها تشعر بالاحراج الشديد منه و دموعها بدأت تنهمر في صمت، لم يكن لديها وجه حتى تنظر إليه بعد الآن جل ما كانت تنتظره هو ردة فعله فقط بعد سماع إعترافها لعل صراحتها معه تشفع لها قليلاً، سمعت تنهيدة قوية صادرة منه جعلتها تحبس انفاسها في ترقب شديد.




فركت مقلتيها و وجهها من جديد تواجه نظراته بصعوبة بالغة بعد أن سئمت من صمته، كان ظهره يتكئ على المقعد كما في وضعه السابق دون تغيير لكنها لاحظت أن اوردة ذراعيه اصبحت سميكة و عيناه تحمل برودة الصقيع بأكملها و مظلمة مثل ليالي الشتاء الحالكة، كأنها هاوية لا نهاية لها تحاول إبتلاعها.



ابتلعت رمقها في توتر عصيب تشعر أن قلبها على وشك أن يتوقف و اطرافها بدأت ترتعش رغماً عنها، لم تستطع النظر في وجهه اكثر من هذه اللحظات القصيرة لتنظر لأسفل حيث أناملها ترتعش بقوة.



رغم حالتها أمام عيناه إلا أنه اعتدل في جلسته و تحدث بهدوء:




"يعني انتي لعبتي عليا بردو في الاخر"


"و  والله عشان بحبك مليش اي غرض تاني و بعدين أنت رضيت بردو لما جيت تتقدملي و انا افتكرت اننا هنكون في فترة خطوبة بس انت ما شاء الله عليك خليتها كتب كتاب"




رغم انهمار دموعها عبست امامه و واجهته بموقفه السابق حتى لا ينسى، ابستم بإستمتاع خبيث امامها و قال بصراحة شديدة:



"عشان انا قولتلك اللي يدخل قلبي و عقلي كأنه دخل قفص ملوش مفتاح، و ،كنت عارف  انك بتراقبيني من زمان بس متوقعتش انك تعملي كدة فيا بصراحة انا مصدوم فيكي"




فغرت فاهها من الصدمة و عيناها اتسعت من حديثه يلقي بسهام اللوم عليها من جديد دون عناء يُذكر و كأن دفاعه عن نفسه يمثل جداراً حديدياً لم تزعزعه كلماتها أبدا، قبضت على كفها بشدة في غيظ منه و قال بنبرة صوت متحكمة حتى لا تنفجر به غضباً:



"تصدق انك واحد بارد و دمك غلس اووووي"



كتفت يديها امام صدرها تتكئ على الكرسي بينما هو بدأ القهقهة عليها بخفة، داعب فكه بإبهامه في إستياء ثم قال ببرود بينما يقف:




"يلا قومي انا هوريكي البارد ابو دم غلس ده هيعمل فيكي ايه دلوقتي"




انكمشت في الكرسي على نفسها تتمسك بالمسند تسأله في رهبة بسبب هالته الغاضبة من حوله و تعابير وجهه ليس ها و حسب بل ان عيناه احتدت اكثر من ذي قبل:




"هنروح فين؟!"


"قوومي"



احتدت نبرة صوته ليجفل كتفيها بشكل ملحوظ سرعان ما وقفت فقبض على معصمها بسرعة و سار بخطوات سريعة دون ان يأبه بها، حاولت التملص منه لكنها لم تستطع فـ استسلمت و توقفت عن المقاومة الى ان وجدت نفسها تندفع داخل السيارة من جديد.




بدأ بالقيادة بسرعة عالية قليلا لتغمض عيناها بينما تتمسك بالمقبض اعلى رأسها حتى تحافظ على وضعها في النهاية توقفت السيارة و ساد الصمت من حولها لتفتح عيناها فتجد انها في مكان غريب جداً تراه لأول مرة.




نبض قلبها بعنف اعلى من السابق و شعرت ببعض الدوار البسيط ثم نظرت إليه بجانبها وجدته يحدق في الظلام الحالك خارجاً دون أي تعابير، ابتلعت رمقها بصعوبة تسأل بصوت خافت:



"احنا فين؟! ايه المكان ده؟!"



لم يجيبها مباشرة اكتفى بالصمت لبضع دقائق قبل أن يضيء الأضواء الأمامية للسيارة لتظهر امامها حافة جرف على تل عالي، ثم تحدث:




"المكان ده مكاني المفضل زي ما بيقولوا عليه، برتاح فيه و باجي هنا لما ابقى مضايق او مخنوق من حاجة، و مجبتش حد غيرك كمان"



نظر إليها بينما تحدق به في خوف ليبتسم في خيبة أمل قليلاً:




"انتي اول وحدة تلفت نظري، اول وحدة اكلمها و اكون مش قلقان من حاجة، انتي الوحيدة اللي كنت بحس انك بتبصيلي من غير اي خوف مني، بس انتي دلوقتي خايفة مني و مرعوبة كأني هاكلك"



قاطعت حديثه بسرعة:



"انا خايفة صحيح بس مش منك، انا خايفة انك تكون زعلان مني بسبب اللي عملته، خايفة اخسرك في لحظة زي ما بقيت جنبي بسرعة من غير ما احس"



مسحت دموعها المنهمرة و استنشقت عبراتها تكمل و هي تنظر في عيناه:




"صدقني عمري ما خفت منك من ساعة ما بقيت جنبي انا الي خايفة انك تسيبني و تروح بعد ما حبيتك السنين دي كلها و اكتشفت انه بسبب اللي عملته فيك ممكن يحصل ده فعلا و ابقى انا اللي ضيعتك من بين ايديا بسبب عملتي السودة"


"طيب ليه كتمتي جواكي طول المدة دي؟؟"




سأل بهدوء لتفكر في الإجابة لبعض الوقت:



"الإعجاب ده حاجة ممكن تروح مع الوقت، انا افتكرت كدة في الاول انه إعجابي بيك هيروح و مش هيبقى حاجة مهمة بعدين في حياتي بس انت خالفت التوقعات، كل مرة كنت بشوفك فيها مكنتش مجرد صدفة و بس لا ده بيكون موقف يثبلتي انك راجل محترم و مؤدب جداً، و من غير ما احس بسبب المواقف دي بدل ما كنت معجبة بيك بقيت بحبك"



انحنت للامام تسند مرفقيها على فخذيها تمسح وجهها بقوة ثم نظرت له من جديد:




"اللي خلاني استنى طول المدة دي كلها هو صدف المواقف اللي خلتني اشوفك بس انت مكنتش بتشوفني دايما، انا افتكرت انك متعرفنيش من الاساس و اني مش موجودة في حياتك اصلا، كان صعب إني انطلك فجأة كدة و اقولك انا بحبك ده ع اساس انك هتصدقني و ترتبط بيا بسرعة مثلا؟! اكيد لا ده عمره ما هيحصل مع حد شبه شخصيتك كدة"


"عندك حق في الحتة دي"




هزت رأسها متاكدة من صحة حديثها لتبتسم بحزن و قالت بهدوء:



"انا عارفة، شوف انت عايز تعمل ايه و انا معاك اللي يريحك اعمله"




استنبط من كلماتها ما تريده لكنه اصطنع الصدمة و امسكها من كتفيها بقوة لتشهق من ردة فعله السريعة:




"تقصدي ايه بكلامك ده؟! عايزة تسيبيني و تخلعي يعني؟!"




رمشت عدة مرات قبل أن تتحدث بنبرة منخفضة:



"اومال انت عايز ايه؟؟ مش ده اللي انت عايزه انك تسيبني؟!"


"و هي الكلمة دي طلعت مني ولا منك دلوقتي؟!"



تأوهت عندما احكم قبضتيه حول كتفيها اكثر لتجيب سريعاً:



"انا اللي قولت كدة بناءا على افعالك دلوقتي و اللي شيفاه منك"


"دخلتي جوايا و شوفتي انا عايز ايه بجد؟!"


"اكيد مش هقدر اشوف اللي جواك، اصلا وشك و عنيك تخلي الواحد يتلبس في مكانه بمية عفريت"




رفع حاجبه الايسر في استياء و تنهد بقوة ثم قال بنبرة حادة يهزها بخفة بين ذراعيه:




"انتي لو فكرتي اني هسيبك تبقي غبية اوووي، اولا انتي مراتي ثانياً مش بعد ما حبيتك هخليكي تروحي خلاص ده مش ممكن يحصل أبدا انسي خااالص فكرة انك تبقي ع اسم حد تاني غيري انا انتي فاهمة؟!"




انتفضت بين ذراعيه تشعر بالدوار من حديثه و تسارعت نبضات قلبها أكثر و وتيرة تنفسها اصبحت سريعة، ارتجفت اناملها بعدم سيطرة منها بسبب كلماته المفاجئة، فـ خرج صوتها منخفضاً بينما انخفض رأسها لأسفل تحاول ترتيب كلماته في رأسها و يستوعبه عقلها:



"استنى دقيقة، انا ..... انا مش فاهمة حاجة خالص!!"




تنهد يتركها في حال سبيلها ثم خرج من السيارة و توجه إليها مجددا، فتح الباب من جهتها ثم جثى امامها بعدما ادار جسدها نحوه ثم احتضنها بقوة بين ذراعيه بتملك شديد، شعر بتصلب جسدها بين ذراعيه و انفاسها الساخنة اصبحت تضرب عنقه، تحدث بهدوء حتى لا يربكها اكثر من هذا:




"انا لا يمكن اني اسيبك تضيعي من بين ايديا، لولا لعبتك السخيفة اللي انتي لعبيتها عليا مكنتش هبقى جنبك دلوقتي و حاضنك بالشكل ده، كنت كل يوم هفضل اسمع الموشح بتاع امي اللي مش ممكن يخلص ده عشان تجوزني بسرعة، و غير كدة انتي الوحيدة اللي عايزها تبقى واقفة جنبي و تمسكي ايدي ع طول، انا مستحيل اتخلى عنك ي عشق"




ابتعد ينظر اليها ليجدها تعض شفتها السفلية تحاول عدم الانفلات في شهقاتها المكتومة و عيناها تستمر بالبكاء، قبضت على طرفي ملابسه بقوة واهنة رغماً عنها تعود للاستناد على صدره و تبكي بقوة بينما ذراعيها تحيطان خصره، تنهد مبتسماً عليها و قبل جبينها مربتا على ظهرها يهدأها بنبرة حنونة و لطيفة:



"خلاص ي حبيبتي اهدي، كفاية عياط عنيكي بقت حمرا و وارمة"



ثم همس بخبث حتى تتوقف تماماً:



"عشان لو مسكتيش هبوسك"



و فوراً توقفت عن البكاء لكن خرجت منها بعض الشهقات رغماً عنها بينما احمرت خجلاً و إحراج من همسه لتصرخ في وجهه:




"ا انت واحد قليل ادب ع فكرة"


"حتى لو بوستك هبوسك ع خدودك انتي بتفكري في ايه؟!"




غطت وجهها بكفيها محرجة منه مما جعله يضحك بملئ رئتيه عليها:



"مين فينا اللي قليل ادب دلوقتي و نيته سودا؟!"


"انت طبعاً"


"لا والله ده انتي ي شقية"



قرصها من خصرها لتشهق صارخة تشعر بالقشعريرة تسير على طول عامودها الفقري ثم قبل وجنتها اليمنى سريعاً و تركها مصدومة و مدهوشة بينما يضحك عليها، اغلق الباب و عاد إلى مكانه يقود من جديد بهدوء مبتسماً عليها، لم يزعجها مجدداً إلى أن توقف أمام هايبر ماركت و طلب منها الذهاب إلى الحمام مع موظفة استقبال حتى تغسل وجهها و ترتب هيأتها من جديد ريثما ينتظرها.




بعد مدة من الوقت عادت و كانت تسير ببطئ محرجة منه، رفع رأسها بكفه بينما يداعب اسفل عينها برقة شديدة و قال في تجهم واضح:



"مش عايزك تعيطي تاني عنيكي احمرت اووي"




اومئت بصمت له ليشابك أنامله بخاصتها و دفع سلة التبضع امامه غامزاً:



"تعالي يلا اشبرق عليكي بشوية حاجات من بتاعت العيال دي، عارفك بتحبيها و بتموتي فيها"





صفعت كتفه بخفة في استياء و قالت بصوت منخفض:



"كفاياك غلاسة بقى"


"اعتبريه اعتذار طيب عشان كنت عارف باللعبة دي و سيبتك تلعبي عليا براحتك بس بعد الحالة اللي كنتي فيها دي صعبتي عليا بصراحة"


"ميصعبش عليك غالي ي اخويا"


"لا اخويا ايه؟ و بعدين الغالي يصعب عليا اه"




اكتفت عشق بالضحك عليه بخفة بينما كان يختار لها العديد من التسالي و الوجبات الخفيفة حتى امتلئت السلة بها، ثم جعلها تدفعها بنفسها إلى كاونتر الكاشير و كانا يتحدثان في بعض الاحدايث الجانبية.




.

.

.

.

.

.



"‏أنتِ الجزء اللطيف الذي ألتجئ إليه كلما أتعبني العالم"


"أنت الأمَان الذي لا أُريده أن يُفارقني أبدا"



نُقشت هاتين العبارتين على دعوة زفاف جاسر و عشق التي كانت ذو طابع خاص و فريد من نوعه، إزدادت قوة العلاقة بينهما اكثر فـ اكثر مع مرور الوقت، يدركان قيمة بعضهما البعض مع تعداد المواقف.




كانت تقف الآن بينما تمسك باقة ورد بيضاء بين يديها ترتدي فستان زفافها بينما تنتظره ان يأتي حتى يصطحبها، تفاجأت بساعديه يحيطان خصرها الضئيل و عانقها من الخلف مقبلاً وجهها مما جعلها تقهقه بسعادة تميل عليه بينما يهمس لها:




"ايه الحلاوة دي بس؟!"


"اممم لا ي شيخ!!"



ابتعد و اتى يقف امامها ينظر إليها عن كثب مما جعلها تصفر بإعجاب شديد عندما رأته في هيأته النهائية، يرتدي بدلة سوداء كلاسيكية و يضع منديلا أسود ذو نقوش بيضاء على شكل ورود صغيرة، يرتدي قميص أبيض دون الحاجة الى ربطة عنق و كانت السترة حرة لم يتكبد عناء ربط الزر الوحيد المتواجد جانباً.




عبست بسبب وسامته ثم جذبته من طرفي جاكيت البذلة تقول بنبرة تملئها الغيرة:



"يعني مرضيتش تحط كرافتة ولا تزرر زرار البدلة هفضل الف ع كل وحدة شوية عشان محدش يبص عليك يعني ولا ايه؟!"


"طيب و انا اعمل ايه؟! ده انا هاين عليا اروح اطلع عنين كل واحد يبص عليكي"




هزت كفها امام وجهه في غيظ من رده عليها:



"يلهوووووي عليييييك تمووووت في الخناااق موووت"


"هو انتي لسا شوفتي حاجة؟!"


"ما هو ده اللي انا خايفة منه!!"




هزت سبابتها في وجهه بينما تضحك ليمسكها من كفها الحرة و يسيران الى جانب بعضهما البعض حتى وصلا مدخل القاعة، قبل ان يدلفا دنى منها و سألها بفضول مفكراً:



"ايه رأيك نمشي من الفرح؟!"


"نهار ازرق عايزنا نهرب من فرحنا ي جاسر؟!"



نظرت له في صدمة و إندهاش مما يتفوه به لتجد ملامحه عابسة بعض الشيء:



"هي كلها ليلة لا راحت ولا جات ما كنا روحنا شقتنا و انجزنا"


"دي ليلة العمر ي حبيبي، ليلة العمر ي عمري، ليلة العمر يلي عمري ما شوفت واحد زيك طاير من يوم فرحه قدك انت"


"طيب يلا يلا نقطينا بسكاتك بقى"



قبل أن تتمكن من الحديث جذبها بسرعة إلى الداخل حتى وصلا المنصة معاً، مع ترحيب الضيوف بهم كانا يبتسمان في سعادة بينما يمسكان بإيدي بعضهما البعض.




.

.

.

.

.

.




مَن يَجعل الشَمس تُشرِقُ كُلّ يَوم لِـ تُضيء الأرض، قادِر على أنّ يُشرِق شَمس أمنياتُك يَوماً ما و يُحققها، اتلو على قلبك "أنا عند حسن ظن عبدي بي".




و إجعلوا همومكم كَـ اوراق الخريف ، تسقط من حياتكم دون أن تعود فـ حتى و إن سقطت احلامكم في بئر يوسف ، ستمر قافلة العزيز♥.




عشق الجاسر كانت حب خفي لسنوات و شاء القدر أن تصبح علاقة حقيقية مع بعض اللمسات السحرية، عشق الجاسر من حب في الخفاء إلى العلن دون عقبات كثيرة امامها و أمامه.


تمت

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة