-->

قراءة رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - اقتباس

قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر
قصه من قصص و روايات 
الكاتبة خديجة السيد




رواية وصمة عار

اقتباس

❈-❈-❈

بداخل الغرفه التي تجلس بها اليزابيث تعالى فجاه صوت خطوات حذاء فوق الأرضية الخشب يعلن عن دخول شخص ولم يكن غيره آدم! شعرت اليزابيث بدخول ذلك الشخص الذي أنقذها من قبل من ليام و اخذها إلي المستشفي لكنه رحل حينها إذن لماذا هو الآن هنا.. ومن شدة غضبها نهضت تقترب منه وابتسمت له باصفرار قائلة بغضب مكتوم 


= آه انت هنا؟ قالوا لي بالاسفل انك طلبتني بالاسم ماذا تريد؟


عقد ادم حاجبيه وهو يشاهد ملامح وجهها أمامه بواضحة عكس المره السابقه لم يراها من كثر ضرب ليام لها قد غطت الكدمات وجهها ، لكن ملامحها تشبه احد يعرفه جيدا؟ ازداد ريقه وهو يخطو للأمام خطوات مرتجفة.. يشعر بأنه منفصل عن كل ما حوله إلا تلك الفتاه التي أمامه.. أحس بالعاطفة تكاد تخنقه وهو يشرد في تفاصيل وجهها حيث عينها تشبة والدته ونفس نظراتها بقوه؟ لا يعرف أهي حقا تشبه والدته ام يتوهم عقلة! بينما طال الصمت لينظر لها إلي.. وجهها الصغير و عيناها الزرقاء، حيث فقط لون عينيها وشعرها الأسود يذكروا بوالدته.. مشط بعينه ملامح وجهها بلهفة ويدقق غير مصدق التشابه القوي الذي بينها وبين تلك الفتاه؟ لكن لم تكن والدته هذه المره بل تشبه هذه الصوره التي التقطها وهو علي الشاطئ بداخل السفينه؟ لكن لم يكن مجرد تشابة فقط بل كانت اليزابيث بالفعل هي نفس الفتاه التي كانت بالصوره ولم تكن واضحه؟ عكس الآن أمامه! 


شعر آدم بالتوجس و نظراته المصوبة نحوها مختلفة على نحو رهيب وهو يقول بنبرة شاردة


= لم أتعرف عليكٍ في البداية ، لم أري ملامح وجهك بوضوح إلا الآن. في المرة السابقة قد غطت وجهك بعض الكدمات ولم تكن ملامحك واضحة.. لكنك جميلة جدا.


كلماتة تلك اثاره غضبها اكثر حيث اعتقدت أنه قادم إلي هنا لأجل رغبـ.ـة لا اكثر، ابتسمت له بسخرية واستهزاء هاتفه بحده


= لقد فزت بالرهان الذي كنت أراهن عليه نفسي؟ عندما استيقظت وأنا في المستشفى وفوجئت بك جانبي، أخبرتك أنك بالتأكيد لم تساعدني من أجل لا شيء وأنك بالتأكد تريد مني شيئًا ؟ وأنت أنكرت ذلك و رحلت بهدوء، وصدقتك للأسف ، وأعتقد أنه لا يزال هناك شخص طيب في هذه الحياة يساعد الناس بالمجان .. و بدأت ألوم نفسي على سوء تفكيري بك؟ لكن عندما رأيتك هنا الآن أمامي؟ لم يخيب ظني ولكني فوجئت حقًا


هز ادم رأسه برفض قبل أن تتسع عيناه بدهشة وهتف بخفوت ووجل


= مهلاً لحظه أسأتي فهمي انا لا أريد منكٍ شئ ولن المسك حتي أنا فقط أريد التحدث معك قليلا ..


ظلت اليزابيث ترمقه بنفس ملامحها الجامدة ثم التفتت تمضي قدما للأمام هادرة


= اخرج الي الخارج ولا تعود الى هنا مره ثانيه و اذا كنت راجل حقا لا تاتي اماكن مثل ذلك وتعـ.ـاشر النساء الذين هنا بالاجبار دون موافقتهم


أخفض ادم عينيه وهو يشعر بضغط عصيب عليه! لا يعرف إذا ما كان أخطأ وبماذا أخطأ! خاص أنه هو قادم إلي هنا حتي يساعدها وليس لحرقة أعصابه


= ما مشكلتك؟ لم أقل شيئًا ، حتى انك تنزعجي دائمًا عندما تراني أمامك ، على الرغم من أنني لم أؤذيكٍ .. اهدئي واستمعي إلي. في البداية جئت إلي هنا لأسألك سؤالاً واحداً .. هل حياتك هنا في ذلك المكان وعملك هنا تفعلي بموافقتك أو رغماً عنك؟


عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار فتطلعت له بوجه مزدر تقول بمرارة لاذعة


= هل تمزح معي؟ جئت الى هنا حتى تسالني هذا السؤال فقط ! انت شخص ليس طبيعي حقا، ولماذا تريد ان تعرف ومهتم الى هذا الحد بي


تنهد آدم للحظات يجد صعوبة حتى في التفكير بهكذا امر لينطقه


= لأنك تستحقي أن تكوني سعيده ولا تستحقي هذه الحياه؟ لكنك لم تجاوبيني على سؤالي؟ ما تفعلي هنا يتم بالإكرة او برضاكٍ


رفعت رأسها تنظر لعيناه وهي تهدر بقهر وكأنها لا تعي ما تقول 


= كانوا في البدايه خيروني بين الموت والبقاء.. لكن لما يكون اختيار كما قالوا لي بلا إجبار... لأني اخترت المـ.ـوت! واصبحت اتمناه في كل ليله حتي أرتاح


شعرت اليزابيث بألمٍ وحـ..ـشيّ ينخر قلبها لكنها سرعان ما خرجت من دوامة جلد الذات على صوت آدم يخبرها بجفاء


= تبدي هادئه كانك متصالحه مع الجميع وربما كل هذا النوع من السكينه حرباً صامته ضد كل شيء...حتى نفسك؟ استمعي لي، لا أحد يعيش مكانك ، ولا أحد يعرف ما مريتي بي ، لذلك لدي رغبـ.ـة في مساعدتك ، ويمكنني إخراجك من هنا... هل اذا اتاحت لكٍ فرصه للخروج من هنا للابد ستوافقي؟ 


عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار وعدم فهم، ليكمل ادم وهو يقول بواضحة أكثر


= اقصد أنني على استعداد ان اساعدك للخروج من هنا ولم تستمري في هذا العمل مجبره بعد الان لكن وافقي بالاول وثقي بي 


صمتت لحظه وهي تنظر إليه نظرة شاملة وقد فهمت أنه يريد استغلالها ثم استطردت من بين أسنانها مغمغما باشمئزاز


= ممم ، وماذا سيحدث بعد أن أوافق على طلبك وأرحل معك ، هل ساعمل لحسابك انت ..اخرج من هنا ، لاني لن أصدق أبدًا شخصًا مثلك في حياتي بغض النظر عما فعلته ومساعدتك إليه لكني من البدايه لم ارتاح لك 


جحظ عينا آدم ما إن فهم مقصد اليزابيث وسارع بصوت خشن دون سيطرة يصحح


= من فضلك لا تفهمي حديثي بشكل خاطئ أنا لن أؤذيكٍ ولا أريد منك أي شيء سوى مساعدتك ولا تخافي من أي شخص يهددك هنا سأكون قادرًا على مساعدتك وفعل أي شيء حتى اقوم بذلك و تهربي من هنا


نظرت إليه اليزابيث بازدراء وصـ.ـدرها يعلو ويهبط بقوة و أنفاسها محتدمة.. وكأنها تزأر بالألم وعيناها تكادان تخرجان من محجريهما من شدة انفعالها.. غمغمت اليزابيث بامتعاض وقهر


= أنت تتوهم أنك ستكون قادرًا على البقاء بجانبي فلن تستطيع البقاءَ إلى جانبي لمدّة يومين حتي .. لم يسمح لك أحد بأخذي والمغادرة بسهولة! ولم تنتظر مني المقاومه ، أنا رخو ، أزحفُ على الأرض وكئيبة ومتذمرة .. وصرت وصمة عـ.ـار لم تنزع عني قط ، فهل ستتحمل هذه الحياة كما أعيشها؟ أقضي معظمها طول الوقت في هذه الغرفه أو الأزقة القابلة للطي وحدي ، فأنا أموت حرفيًا في هذه الغرفة كل ليلة. .. اخرج من هذه الدائرة الملعونة التي سُجنت أنا فيها عندما أعماني الحب في الماضي ... أشعر وكأنني ملعون بالخسارة كلما اقتربت أو أحب شيئًا يتركني ..


تطلع ادم متأهبا نحو اليزابيث فتصلبت ملامحه وتحرك من مكانه ثم اقترب منها بتوجس.. للحظات ظلت نظرات آدم مصوبة نحو اليزابيث بتدقيق كأنه يدرس ملامحها لتتحول أمامه ملامح والدته وهي تتحدث عن حالتها والعذاب الذي تتلقى منهم؟ 

حتما وجوده هنا هو أمر متعلق بالماضي! يتذكر كل هذه التفاصيل الماساويه في والدته لكنه حينها لم يستطيع ان يساعدها ولا يفعل لها شيء؟ وضميره يؤنب طول الوقت لانها ضحيت بنفسها لاجلة وهو لم يعرف يساعدها لذلك ربما هو هنا لأجل ذلك؟ لعله يتوقف عند لوم نفسه بعد ان يخرج تلك الفتاه من هذا المستنقع؟ ارتجف أنفاسه انفعالا بنبرته المهيبة التي لم يفقدها يوماً قائلا


= لن أؤذيكٍ أبدًا ، ستكوني بأمان معي .. أريد حقًا مساعدتك منذ أن قابلتك بالصدفة وهذا الشخص الذي لا أعرفه كان يضربك و أيضًا عندما عرفت وظيفتك بالضبط ماهي .. وكنت أفكر طول الوقت عن سؤال واحد؟ إذا كانت فُرضت عليها هذه الحياة ، فلا بد لي من مساعدتها


دمدمت بصوتٍ متحشرج لا تعرف سبب تزايد ذلك الشعور الرهيب القاتل داخلها واحست بشعور مريب يتسرب بداخلها وهي تهمس بجفاء لاذعة


= تعلم أفضل جملة سمعتها منذ فترة ، والآن اكررها داخلي؟ ليست كل فكرة يعطيك إياها عقلك ، فأنت تأخذها على محمل الجد وتفكر فيها.


ضيق ادم حاجبيه باستهجان وقال بحيرة مشوبة بالتعجب


= ما الذي يفترض ان يعني؟ 


شعرت اليزابيث بعذاب لم تعرفه يوما جعل حواسها تتأهب في غضب وضراوة فينطق لسانها بحريق جوفها


= هل تحتاج إلى توضيحها لك بشكل أوضح من ذلك؟ حسنًا ، استمع إلي ، أنا صبور! لم أفعل شيئًا سوى الانتظار .. طوال حياتي رأيت ما لم أرغب في رؤيته ، عشت في صمت بينما كان من المفترض أن أصرخ في مواجهة المواقف التي زعزعت استقرار قلبي ... لم يعد لدي مكان هنا أو هناك ، لم يعد لدي مكان في أي مكان ، حتى في نفسي .. أنا عبء ثقيل علي ، لا أستطيع تحمله ، الألم ينمو بداخلي ، والفضاء في صدري ضيق جدًا ، وأتمنى دائمًا لو لم أكن قد كبرت وتذوقت مرارة الحياة ، فالحياة التي عشتها كانت قد فاقت توقعاتي على الإطلاق. لذلك سواء كان أنت أو أي شخص آخر لن اعطي ثقتي إلي اي شخص مهما كان من مره اخرى؟ 


شحب وجه آدم لما سمعه منها.. خاصة وهو يرى دموعها تسابق بعضها وهي تهز رأسها نافية ببطءٍ شديد غير قادره على أنه تثق في رغم أنها بحاجة إلى مساعدة! عضت اليزابيث طرف شفـ.ـتها تمنع نفسها من البكاء بالمزيد وعينيها تنطقان بالألم المبرح.. ثم أردفت هامسة بوجع باح بصميم وجعها


= هناك اشخاص في تلك الحياة قبل أن تمـ.ـوت ، و يحسبون في نهاية الحياه .. يحسبون في الدنيا أولا.. وأنا منهن ، رغم أنها كانت خطـ.ـيئتي الوحيدة هي أنني أحببت ووثقت بالشخص الخطأ .. ولم أكرر هذه التجربة وأثق بأحد مرة أخرى! حتى لو كانت نيتك جيدة حقًا وتريد مساعدتي ، فأنا لا أريد ذلك ، لأنني لا أفعل ما فعلته في الماضي و أثق في رجل


حاول التحدث مره ثانيه لكنها لم تعطي اليزابيث اهتمام بل التفتت بهدوء ثم كادت تخرج من الغرفة ولكن أوقفها ادم الذي اقترب بسرعة وهو يتجه لها ليمسك معصـ.ـمها بلهفة قائلاً 


= لوسي.. انتظري ارجوكِ


اشتدت اعصابهـا التي كانت وكأنها موضوعة على مرجل فهمست بصوت حاد دون أن تنظر له 


= اترك ذراعي ! واسمي ليس لوسي ولا تناديني بهذا الاسم مره ثانيه 


تركها علي مضض و أغمض عينيه للحظات قبل أن يفتحها مجدداً ويتمالك اعصابه وبين كبرياء رجولته كانت صرخة ألم يخفيها بعينيه المتحجرة دون أن يرف له جفن ليقول...


يتبع..



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نهى عادل لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية




رواياتنا الحصرية كاملة