الفصل الأول - بنات حورية
بنات حورية هم ستة بنات كالقمر يسمون بعائلة الباربى لسببين الأول لأن حورية لم تنجب غير البنات وثانياً لأنهن كانوا كـ باربي في جمال خارق يتسمون به .. وهن " چيلان .. رسيل ..لورين..سبأ ... هيا .. راما " .
چيلان دياب البدوي: الأخت الكبري بعمر 27 عاماً .. تعمل مع والدها " دياب البدوي " هي ذراعه اليمني وعينيه الذي يستأمنها علي كل شئ .. تمتلك بشرة بيضاء كوالدتها وعيون زرقاء يرجعون لوالدها وجدتها وشعر اشقر كجدتها ايضاً .. طويلة بجسد ممشوق كعارضات الأزياء .. تتمتع هي وسبأ أختها بهذا القوام الذي يخطف الأنظار .
■■■
الفصل الأول
تعرض لي يوماً فصورت حسنه ببلورتي عيني في صفحة القلب
" البارودي "
توقفت بسيارتها أمام السوبر ماركت لتشتري بسكويت مربي البرتقال وفارمسيه الشيكولاته كعادتها يومياً والتى تتناوله ليلاً مع النسكافيه في شرفة غرفتها مع كتاب جديد _تحت ضوء القمر _ ومع مراقبة النجوم ومن ثم تخلد للنوم بسعادة سببها النهاية السعيدة للرواية وإما العكس والذي سببه النهاية التعيسة لرواية أخري ،، ولكن اليوم يختلف فهي لن تشتري علبة واحدة من البسكويت بل ستشتري الكثير لها ولأخواتها الذين سبقوها علي الساحل وها هي في طريقها للحاق بهم حيث لم تتمكن من الذهاب معهم بسبب مقابلة عمل كانت لديها وتتمني أن تجد نوع البسكويت المفضل لديها في هذا المتجر الكبير .
اطفأت السيارة وفتحت الباب وخطوتها التالية كانت أن وضعت إحدي قدميها علي الأرض وقبل أن تترجل كلياً من السيارة كان نصيبها من اصطدام سيارةٍ ما بسيارتها من الخلف بقوة الاصطدام بالأرضية الصلبة مع صرخة خافتة من مفاجئتها وإعتدال صاحبه تألم ركبتيها وعاصفة هادرة في وجه هذا الذي نزل من سيارتهِ تجاهها : ألا ترى أيها الأعمي.
وبدا عليه أنه أعمي العقل والفكر وليس أعمي النظر فهيئتهِ التي أطلت عليها فجأة أخافتها من ملامح جادة مخيفة وعيون سوداء ثاقبة كالحجر وبنيان جسده الذي اتضحت فيه ضئالتها أمامه وهي جالسة علي الأرض مع ملابسه السوداء بالكامل المكونة من بنطال اسود وقميص يلتصق بعضلات صدره مظهراً قوة بنيانه كل هذا كان مصاحب لهيئة حطام رجل وعيون مخيفة حزينة وكأنها تشع بالكراهية مع ترنخ جسده الذي أسنده علي سيارتها فعرفت أنها في مواجهة سكير لذا قررت الإبتعاد ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن فهي تأملته وفكرت وهو الأخر كان يتأمل ويفكر .. حيث تأملها حد الشغف وقبل أن تبتعد عنه قبض علي ذراعها في تملك كان كافياً ليسبب لها الهلع وهي علي دراية بأن هذا الرجل ليس بكامل وعيه غير هتافه بأنفاسه الكريهه أثر سكره والذي كان عامل جعلها تشيح بوجهها في إشمئزاز ونفور : حظى رائع للغاية ،، أنتِ جميلة جداً ،، أنتِ أجمل منها.
قالها بتوهان في زمردتي عينيها الخضراء لتحاول هي سحب يديها وهي تهتف ببعض القلق : أنت يا هذا ماذا تفعل اتركني .
وحاولت سحب يدها مرة أخري منه ولكنه فقط كان كالتمثال يتأمل لوحة فنية أمامه مع هتافه : ما رأيك بتعويض بسيط.
قوله هذا جعلها تهتف بجزع : اتركني لا أريد أي تعويض يمكنك الذهاب في طريقك .
نفذ صبرها منه وهي تراه كالحائط لا يتحرك مما جعلها تدفعه بقوة نابعة من داخلها أودت بهِ للخلف في ترنخ مع صفعة مدوية لهذا المنوم مغناطيسياً .. وضع هو يده علي خدهِ مكان صفعتها وبطبيعتهِ إظلمت عيناه ورمقها بسهامه السوداء لترتد للخلف وفي نيتها العزم علي الهرب منه والإحتماء بذلك المتجر لولا أنه يبعد الكثير عنها لكانت صرخت ولكن لن يسمعها أحد في هذا الوقت المتأخر من الليل ولكنه لم يسمح لخطواتها بالتحرك حين قبض علي ذراعها بقسوة ساحباً إياها بعنف إلي سيارتهِ .
توسعت عيناها في ذهول واندهشت كلياً وهي تري نفسها محاصرة فى سيارتهِ وتعالت نبرتها في شجار وصراخ ولكن الليل الذي خيم بفاعلية جعل من المستحيل أن يستمع لها أحداً ،، كان بجوارها ينظر لها بنظرات غريبة لم تفسرها أول الأمر فكانت تبدو وكأنه يعاتبها في صمت .. يعاتب خائنة !! وتحولت نظراته رويداً رويداً لشرارة انتقام فشعرت بالهلع والخوف وأخذت تحاول فتح الباب ولكن بلا جدوي فلم يكن يستجيب لها أبداً .
في حين تحاول الهرب منه تجسدت هي أمامه في حالة اللاوعي خاصتهُ في هيئة أخري ليقترب منها أخذاً إياها بأحضانه ودفن رأسه بعنقها ولم تعجبه محاولتها في إبعاده عنها ليتحدث بصدق مشاعر هو صاحبها فقط : إهدئى إهدئى حبيبتي ، أنا لن أؤذيكي قولي فقط أنكِ تحبيني ومن رأيتها كانت غيرك.
وعلا صوته في النهاية قائلاً بصياح قاسى جعلها ترتجف بين يديه خشيةٍ منه : أنتِ لم تخونيني صحيح.
فرت دمعه من عينيها مع صياحه علي حظها الذي أوقعها فى طريق سكير محطم يخالها حبيبته الخائنة ويطلب منها اعتراف بالحب ففكرت أن تجاريه لعله يتركها فردخت لمسايرته قائلة بتردد : نعم نعم أحبك.
صرخة خرجت من شفتيها عقب دفعهِ إياها بقوة ليصطدم ظهرها بباب السيارة بعنف وراح يهتف بخشونة وكره ظهر في عيناه وهو يجذبها من شعرها بقسوة : كاذبة لقد خنتِنى أيتها الحقيرة .. لقد قدمت لكِ كل شئ وأنتِ طعنتني بظهري.
ماذا تفعل الأن أمام مواجهة لا تمس لها بصلة ولا علاقة لها بها ولكنها ارتاحت بعد أن جفلت حين ألقي بجسدهِ عليها وارتخت قبضة يديه عن شعرها وقبض علي خصرها وكأنه يحتاج لهذا الحضن الدافئ ليخفي عمق جرح غائر بداخلهِ ينزف وحين شعرت بثقله يزداد وانتظام وتيرة تنفسه عرفت أن سكره تمكن منه أخيراً وخلد في سباتهِ فدفعته بصعوبة عنها وراحت تبحث عن زر فتح هذا الباب وهي تلعن بنوع تلك السيارة التي لم تري مثيل لها قبلاً حتي وجدته ولصدمتها الكبري ظهر صوتاً ما مع إضائة بنفس الكلمات التي سمعتها علي شاشة أمامها " برجاء إدخال كلمة المرور لفتح القفل الإلكتروني " .
من أين لها أن تعرف كلمة مروره الأن .. أي سيارة تلك التي تفتح برمز الكتروني ،، فعلت كل شئ بحثت في محفظتهِ حتي أخرجت بطاقتهِ وحاولت ادخال اسمه او عمره ولم تجد نفعاً من شئ فألقت بالمحفظة بانزعاج واستندت علي كرسيها بغضب ووضعت يديها علي جبينها تفكر مرهقة " لا بد أن حورية قلقة جداً عليها الأن " ثم نظرت لهذا النائم بجوارها وهي تفكر فى اسمه الغريب ولكنها تعرف معناه جيداً فهتفت بضيق :
يجب أن يكون اسمك برق أو رعد وليس ديم.
■■■
علي الضفاف الصخرية لبحر الساحل تمركزت خمس حوريات اخوات يلفهم جو من الحيوية ،، احداهن كانت تقف في استعداد لنزول المياه والتي تعشق نزولها ليلاً باردة هكذا ولكن هتاف چيلان - الأخت الكبرى - المتريس بنبرة هادئة في اعتراض : هيا حبيبتى لا نزول للمياه في هذا الوقت ماذا قالت حورية.
زمت "هَيَا" شفتيها وهي تغمض عينيها بيأس وهتفت بتوسل : چيلان أرجوكي أنا أتي هنا من أجل تلك اللحظة.
وأمام توسلها هذا رق قلب چيلان عليها فهي الوحيدة من ضمن أخواتها الخمسة بعد رسيل التي تمتلك نفس عينيها الزرقاء حيث تتذكر كيف تلقفتها بين يديها بفرحة وهي تري لون عينيها المماثل لها بعد ولادتها فتحدثت بأمر :
ستسبحين أمامنا هنا ،، إن إبتعدتي عن نظري أقسم لكى لن تنزليه حتي نغادر مجدداً.
قبلتها فرحاً وراحت تستعد للنزول ولكن قاطعتها "راما" قائلة بتدخل مزعج : سأخبر ماما .
رفعت هيا وجهها للسماء بضيق لن تنتهي من راما اليوم وتحدثت وهي تجز علي أسنانها : ماذا تريدين أنسة راما ،، استجعليني أنظف لكي ملابسك .
نظرت لها راما بتسلية و أمرتها أمراً : ستأخذيني معكِ حفلة صديقتك بالغد ولن تتركينى وحدي بها.
وافقت هيا علي مضض متحدثة : حسناً انسة مزعجة أي أوامر أخري.
نفت راما بسعادة ثم تذمرت من قفزة هيا والتي ادت لإبتلالها بالماء بينما لم تهتم هيا واخذت تسبح براحة واستجمام شديد في حين تحدثت سبأ بعقلانية : راما لما تريدين الذهاب ، لن تجدي شخصاً واحدًا تعرفينه هناك ولن تعجبك تلك الأجواء.
نفت راما متحدثة بتهور : لا بالتأكيد ستعجبني، ثم انني سأكون فتاه جامعية بعد شهرين ، أي انني كبرت لذا كفي عن كونك امي الثانية.
لم تهتم لها سبأ ولحديثها المتهور كعادتها واخبرتهم قائلة : قد تكون لورين اتت سأسير قليلاً ثم سأذهب لأراها.
أعطتهم ظهرها وسارت في هدوء محبب لقلبها لكلاً منهم سبب حقيقي في عطلة الصيف تلك واكثر ما يروق لسبأ هو السير تحت الليل ونجومه وحدها ففي الهدوء لسبأ ملاذ لها ولقلبها ومشاعرها حيث تشعر بكيانها في السكون المحيط لها .
ما إن ذهبت سبأ حتي تحدثت رسيل التي تعمل علي اللاب الخاص بها بتأنيب لراما : ومتى ستكفين انتِ عن لسانك المتهور هذا.
دمعت عيني راما وتحدثت بأسف : سأعتذر لها.
وجهت چيلان حديثها لراما قائلة بصرامة انتهت بدفئ ناصح : طالما تعرفين انكِ كبرتي فتعقلي وصححي اسلوب حديثك مع الناس ،، سيؤدي لكِ لسانك المتهور هذا بالعديد من المشاكل وغداً تعرفين هذا ،، لن تجدي في كل الأشخاص سبأ متفهمة لكِ وللسانك.
تحدثت رسيل بمزاح لتلطف الجو علي راما التي تختنق بالدموع بسهولة :وخاصة زوجها المستقبلى لن يحتملها يومان وسيرسلها لنا مجدداً.
■■■
الهواء المداعب لبشرتها كان ينعشها ،، بطريقة ما كانت تشعر بلذة هائلة وهي تسير بمفردها ناظره للسماء - للنجوم وللقمر - متي ستجد لحيرتها خيط واحد لتنهيها .. سيرها وحدها هكذا بالنسبة لها كان أفضل بكثير من جلوسها مع أخواتها منذ قليل فوجدت نفسها تلقائياً تعبر طرق بمسافة أكبر للوصول للشاليه خاصتهم ...لا تحب الصخب هي لا تحبه فقط بل تكرهه وتمقته وترغب بدق عنق كل من يقطع خلوتها وشعورها بالراحة والهدوء .. جلوسها في المنزل في غرفتها مع تصاميها مع صمت يخيم حولها ومشروب دافئ أفضل بكثير من أن تخرج للجلوس مع عائلتها في جو صاخب وحديث ليس بمزعج ولا سئ ولكنه بطريقة أو بأخري يأذي أذنيها .. يأذي روحها بالأصح التي تعشق الهدوء .. لا تعرف متي ستندس بسن الناس .. متي ستجد ذاتها وتخرجها للعلن بدل الإنغلاق علي نفسها في كوكب خاص بها وحدها .. لا تحب طبيعتها تلك ولكنها مجبورة عليها فهي نفسها التي تحتاج للهدوء وهي روحها التي تنفذ وهي جسدها وعقلها الذي يطيع .
لم تشعر بدوران الرؤية حولها والمصاحب لدوران أفكارها إلا حين استمعت لبوق سيارة من خلفها فإلتفت بحيرة لتقابلها أنوار السيارة العالي لتجفل وهي تقع مغشياً عليها بعد أن شعرت بدوخة رهيبة احتلت مخها للحظات .
■■■
كان في طريقه للشاليه خاصته حين وجدها تسير بمنتصف الشارع الذي دخله للتو .. كانت تسير في المنتصف تماماً فلم يعرف تخطيها فضرب بوق سيارته لها لكي تفسح له المجال ولوهلة شعر بها تلتف بهالة غريبة اجتاحت كيانه وكأنها أرسلت لجسده كل قوتها التي اخرجتها وهي تخر فاقدة للوعي فأوقف السيارة وترجل منها علي الفور متفقداً إياها ونبضها متحدثا بقلق وهو يضرب وجنتها برفق : يا انسه افيقي.
لم تستجيب سبأ لهُ فلم يجد بدً من حملها إلي سيارتهِ وإتجه بها إلي الشاليه وهناك حملها برفق متجهاً بها للداخل وظل يضرب بقدمه الباب حتي فُتِح الباب من قبل والدته التي جزعت بفزع فهي تعلم أن إبنها يحمل مفاتيح الشاليه فتحدثت بتوجس قبل ان تفتح :
من الطارق.
وأجابها مطمئناً إياها لتفتح له ولكنها شهقت بقلق وهي تهتف : ما الذي حدث معك ،، من تلك الفتاه.
تحدث برفق وهو ينيم جسدها علي إحدي الأرائك : لقد فقدت وعيها في الطريق فجئت بها إلي هنا .
اتخذت والدته وضعية منحنية أمامها وهتفت بابنها : أحضر لي بعض الماء وعطر لنجعلها تفيق .
نفذ ما قالته والدته وبعد قليل كانت سبأ تستعيد وعيها برفق فجلس براحة بعد أن رآها تفيق وبقيت والدته بجوارها بينما نظرت سبأ للمحيط حولها بتردد عينيها للحظات وما لبثت أن استقامت جالسة وهي تنظر للوجوه الغريبة وتستمع لنبرة المرأه التي تجلس أمامها :
حمداً لله يا ابنتي ،، بماذا تشعرين .
ترددت سبأ وهي تجيب : ما الذي حدث أين أنا.
مسدت المرأة علي ظهرها وهي تشير لإبنها و تجيب ببشاشة : لقد فقدتي وعيك في الطريق وجاء بك ابني سفيان إلي هنا وحمداً لله لقد استعدتي وعيك .
نظرت للشاب التي أشارت عليه وبهدوء تحدثت : أشكرك أستاذ سفيان .
هل ارتعشت نبرتها وهي تنادي باسمه حقاً ؟ أم هكذا شعر وهو يستمع لاسمه من نبرتها الرقيقة .. أومأ لها بلطف متحدثاً : لم أفعل شيئاً يستحق الشكر .
أعطته إبتسامة رقيقة وهي تقف حيث أرادت الذهاب ولكن أوقفها صوت المرأة وهي تتحدث : إلي أين ،، اشربي هذا الليمون أولاً كي تتحسني.
ابتسمت لها بإمتنان وأجابتها : أشكرك حقاً لا يوجد داعي انا بخير علي الذهاب كي لا يقلقو علي.
وقف سفيان المتابع متحدثاً : دعيها علي راحتها أمي.
ثم وجه حديثه لها قائلاً : تفضلي سأوصلك .
لم تقبل أن يخطو معها أكثر من باب الشاليه وطمأنته انها ستتولي أمرها من هنا وشكرته مرة أخري وخرجت متجهه للشاليه خاصتهم بينما أغلق هو الباب ونظر لأثرها بشرود متدحثاً بتنهيدة كبيرة : هل يعقل هذا الجمال يا الله.
ثم تدارك نفسه مستغفراً بشدة صاعداً لغرفته ولم يدري أن والدته كانت تستمع لهُ وارتسمت علي شفتيها ابتسامة ماكرة وملامح داعية بفكر خاص يجول بخاطرها .
■■■
تعجبت حين خرجت من شاليه هؤلاء الناس ليتضح لها أنه الشاليه المجاور لهم تماماً ،، قطبت حاجبيها وهي تستنكر الحدث هي تعرف أن هذا الشاليه للمرحوم عمها ،، هل يعقل أن يكون ابنه باعه حيث أن عمها ليس لهُ غير وريث واحد يقطن خارج البلاد مع والدته لا تتذكر اسمه حتي فهي لم ترهُ من قبل ولا مرة ولا حتي والدته ،، وضعت الموضوع بذاكرتها وخططت أن تسأل والدها ليستفسر عن الأمر واتجهت للشاليه ولم تكن تحسب حسبان الثورة المشتعله بداخله حيث قلق أخواتها عليها .
والثورة ابتدت من عند چيلان القلقة بشدة وهي تتنهد براحة من رؤياها سالمة متحدثة : أين كنتِ يا سبأ لقد أفزعتينا.
جلست تريح جسدها بينما رسيل تتفحصها فإبتعدت عنها برفق متحدثة بما حدث معها وختمت حدثيها بإنزعاج من ملامحم التي تنم بالفزع عليها وليس القلق فقط بينما الأمر لا يستاهل هذا الكم من الأساس: أنا بخير لا تقلقو ،، أين لورين لا أراها ألم تأتي بعد .
أخبرتها چيلان بما أخبرت بهِ أخواتها وبما أخبرتها بهِ لورين : قد تعطلت سيارتها في الطريق وكانت بالقرب من منزل إحدي صديقاتها لذا ستبيت عندها الليلة.
ثم حدثتها مجدداً بجدية : إصعدي لترتاحي لا بد أنكِ مجهدة من السفر .
ولم تصعد سبأ وحدها بل جميعهن ماعدا چيلان التي أخذت اللاب الخاص بها ونزلت للحديقة لتباشر متابعة أعمالها بملامح صارمة ،، عطلة الصيف تلك راحة ذهنية ونفسية وجسدية لهم ولكن هل ترتاح چيلان من العمل ! .
وبعد قليل أرادت الإطمئنان علي لورين فهاتفتها علي الرقم التي اتصلت لورين منهُ مدعية أنه رقم صديقتها ولكنه لم يكن إلا رقم النائم في غيبوبة سكرهِ بجانبها والتي استخدمته لتطمئن أخواتها عليها بكذب مدعية تعطل سيارتها و مبيتها لدي صديقتها حيث تحب تولي مشاكلها وحدها وعدم تدخل والدها خاصةً حيث دائماً تحاول تخيل نفسها بدون أموال والدها الطائلة والتي تكون الحل في كل شئ ولكن لورين النائمة الأن لم تستمع للهاتف فتنهدت چيلان وهي تترك الهاتف من يديها متغلبة علي القلق الذي يجتاح شعورها .
■■■
فتح عينيه صباحاً وكانت الساعة تشير إلي الثامنة ، شعر بثقل كبير يخيم علي رأسهِ ويتثاقل أكثر وأكثر فأمسك برأسه يضغطها بين كفيه بشدة ... مر بخاطره كل أحداث الأمس الكئيب ليُرجع رأسه مستنداً بها علي كرسيه وأغمض عينيه بشعور غريب لا يعرف لهُ معني ،، أهو يتألم من خيانتها أم يحارب وجع الخسران أمام أخر أم يشعر بشرارة الكراهية التي نشبت بداخله لتجرأها علي خيانته هو .. هو ديم فهد نجم الدين تخونه امرأه كان سيجعلها زوجته وكانت تسمي حبيبته .. كيف خانت ولما باعت كل تلك تفاصيل مبهمة فكل ما يتذكره إعترافها بحب غيره وأن ما بينهم انتهي وللأبد .
ضغط علي رأسه يريد إخراجها من تفكيره فهو لن يكون ضحية لمن أدارت ظهرها وسارت في سبيل لن يلاقيه مرة أخري فهو سيرمي بها في عرض البحر .. فتح عينيه ينظر لساعته وراح يبحث عن هاتفه وحينها فقط لمحها ... لمحها كانت شعلة كستنائية تغطي وجهها ترقد علي الكرسي بجواره في هدوء .
قطب حاجبيه بحيرة ممزوجة بدهشة هناك فتاة مستكينة بجواره لم تظهر ملامحها له بسبب شعلة الكستناء التي تغطيها .. أغلق عينيه وفتحها مرة أخري وهو يتأكد من رؤيتها مجددا وراح يتسائل من تلك..! ،، وكل تساؤلته اجتمعت بجملتين،، من تلك ؟ وماذا تفعل في سيارته ؟؟ يستحيل أن تكون حبيبته الخائنة التي تركته أمس يتخبط في وجعه فالأخري جسدها ممتلئ قليلاً عن تلك التي جسدها ممشوق ورشيق وهذا ظاهراً بوضوح وهي نائمة تلك شعرها كالعسل و يشتعل كالذهب والاخري كان شعرها اسود كسواد الليل وسواد عينيه .. حاول التذكر ولكن ذاكرته أبت في مساعدتهِ ، هو لا يمتلك أية ذكريات لتلك الفتاة بذكريات يوم أمس وعند هذا الحد تذكر لحظاته الأخيرة أمس حيث كان في ملهي ليلي يشرب و ... وماذا هو لا يتذكر أي شئ بعد ذلك أهي إحدي فتيات ذلك الملهي الذي لأول مرة يذهب لهُ ولأول مرة يشرب خمراً في حياته ويبدو أنه سيُبتلي بفعلتهِ البغيضة تلك؟
استقر رأيه علي ذلك وإقتنع أنها إحدي ساقطات الملهي فـ بالتأكيد استطاعت إغوائه في حالة سكره ولكن لما هي في سيارته ولما هما في الطريق العام .. كل هذا التفكير أرهقه فتأفف بانزعاج وقد أتعبه الفكير حقاً هو فقط يريد أن يريح جسده المتشنج من تلك النومة في حمام ساخن ليريح أعصابه وليخرج من تلك الحالة والعودة للرشد مرة أخري .
لاحظ تململها بجواره حتي فتحت عينيها واستقرت عيناها عليه أخيراً لتنتفض جالسة بإعتدال فزع وهي تضع يديها علي قلبها وراحت تتذكر هي الأخري أحداث الأمس وراقبها هو بداية من تململها حتي إلتقت عيناها الخضراء بعينيه ليتوقف العالم أمام رؤيتهِ لعينيها وأسر عينيهِ رُغماً عنه بهم وذهب كل تفكيره هباءاً وقد احتلت عيناها جزءاً من مشاعره بل اخترقتها إختراقاً ولكنه بعقله العملي استطاع أن يخرج من هالة تأثيرها وتأكد بسبب جمالها أنها إحدي العابثات من الملهي بكل تأكيد .
عند هذا الخاطر الأخير بحث عن محفظته ليخرج منها نقوده وتحدث بصوتهِ الأجش بنبرة إجتاحتها غير التي سمعتها أمس في حالة سكره ولكن لم تخلو نبرته من الإشمئزاز : كم ثمنك.
قطبت حاجبيها بعدم فهم وهتفت بعبارة مبهمة متسائلة : ماذا.
هتف بعنف وحدة وقد نفذ صبره : ليس عندي وقت لتراهاتك ،، ما هو سعرك ،، كم تريدي ثمن الليلة الماضية .
كلامه مبهم ونبرته أجفلتها فارتعشت لتتحدث بتلعثم : أنا فقط أريد النزول ،، إفتح لي الباب إذا سمحت.
باغتها بسخرية قائلا : أشلت يديكِ لما لا تفتحيه وتنزلي.
جزت علي أسنانها بغضب وحدثته بهدوء : لقد حاولت بالفعل ولكن سيارتك غريبة الاطوار تلك تريد كلمة مرور .
تدارك الأمر بصورة سريعة وراح لكي يدخل كلمة المرور فصرخت بسرعة : توقف.
نظر لها بحدة متسائلاً فهتفت بتوجس : هل أنت واعٍ تماماً لأنني حاولت فتحها ولم يتبقي غير محاولة واحدة وتغلق نهائياً .
جز علي اسنانه يكره أن يلمس أي غريب ممتلكاته فهتف بضيق أشبه بالصراخ : ولما تعبثين بشئ لا يخصك.
هتفت بغل بالمقابل وهذا الغبي بات يستفز أعصابها بشدة : لم أكن أعبث كنت أريد الخروج من السيارة .
صرخ بحدة قائلاً : وماذا تفعلين بسيارتي أساساً؟.
صرخت بالمقابل بغضب : توقف عن الصراخ في وجهي .
نظر لها بنيران عينيه السوداء شزراً وأدخل الرمز وراحت تتابعه بفضول وهو يدخله ليتضح لها أنه اسم فتاه ففكرت هل هي حبيبته الخائنة تلك خاصة وقد لاحظت تشنج يديه وهو يخط باسمها علي اللوحة الإلكترونية بعنف وكأنه بذلك يعيد إحياء ذكراها الذي حاول إماتته أمساً وقبضتهِ لفكهِ بكره .. انتهي ليطالعها بإزدراء متحدثاً : فلتنزلي .
أغاظتها نظراتهِ المشينة بل وأوجعتها ولم تكن لتسكت عليها كما أزعجها الموقف بأكمله وليست لورين البدوي من تتفاوت عن حقها لتفتح بالباب ولكن قبل أن تنزل إلتفت لهُ وتحدثت ببراءة استغربها ففي تلك اللحظة لم يشعر بها إحدي الساقطات : أيمكنك النزول.
جز هو هذه المرة علي أسنانه بغضب لتتحدث بسرعة : أرجوك فقط إنزل قليلاً.
ولم تمهله فرصة للرد وترجلت من السيارة لتقفل بابها بعنف جعله يود دق عنقها ودارت حولها لتقف جوار بابه فتنهد هو وترجل من السيارة بأعصاب منفلتة حتي وقف أمامها ونظر لها مباشرةً وانتظر سماع ما ستتفوه بهِ أو رؤية ما تريده .
وابتسمت هي وقد نفذت مخططها وباتت الأن خارج سيارتهُ وعرينه وستأخذ بثأرها منهُ وفوراً نزلت بكفها الناعم علي وجههِ بكل قوة صافعه إياه بغل متدفق من داخلها وتحدثت وهي تري الغضب العاصف في عينيهِ : لاتتحدث .. ولا كلمة .. فقط أنظر .
وأشارت علي سيارتها الملتصقة بسيارتهِ و نصفها الخلفي شبه مطبق ولم يكد يتكبد عناء فكرة أن سيارتهُ مصتدمة بتلك السيارة ولكنه مازال لا يفهم شئ مما يدور حوله وذكريات الأمس القريب محذوفه بالكامل من ذاكرتهِ كلياً بسبب سكرهِ ولأول مرة في حياته ولم يستفق من أفكارهِ إلا علي صفعه أخري منها وهي تتحدث بعنفوان كبتتهُ بداخلها كثيراً :
لقد كنت في سيارتي أمنه واصطدمت أنت بي ولم تكتفي بذلك بل كنت سكير وقح ومتحرش أولاً وجعلتني أقضي ليلتي في سيارتك ثانياً وثالثاً تقول أنني إحدي الساقطات هذا ما لن أسمح بهِ أبداً .. تباً لك.
ثم أضافت بسخرية متشفية : آه وللمعرفة هذا قلمي الثالث لقد صفعتك واحد بالبارحة وإذا أمكنني سأصفعك المزيد.
صحيح أصبح غاضب ولكن مع هيجانها وعنفوان غضبها سرح .. تاه في زمرديتها التي أغمقت في خضم غضبها وكاد يجزم أنهم أصبحو كورقتي شجر بالخطوط التي تحتلهم وأخيراً قد فهم ملخص الأمر كله منها ليتنهد بتعب مدركاً أنه يستحق ما يحدث لهُ عقاباً علي سكره الذي لا غفران لهُ عند نفسه وأدرك انه يستحق أكثر من صفعاتها تلك لو حكم علي نفسه .. فصفعتها الأولي أفاقته ذاتياً إلي حد ما وكأنها أوعته علي خيانة أخري والثانية أفادته أكثر كأنها رسالة جعلته يري الحقيقة كاملة وأراد فعلاً قلم أخر ليستفيق نهائياً من تعب قلبه الذي ينهش بهِ ويمقته وفي النهاية تنهد متحدثاً محاولاً إصلاح الأمور : إنه خطئي إذن،، سأتكفل بالضرر .
ردت بسخرية مسيطرة : بالطبع ستتكفل بالضرر ،، فالسيارة ليست لي بل لمديرتي في العمل وأنا لن أدفع ثمن لهوك وعبثك.
ثم تحولت ملامحها للصرامة متحدثة ضاغطة علي حروفها : ووجعك.
نظر لها بأعين متسعة قبل أن يتحرك كالإنسان الآلي متحدثاً بحدة : فهمت يا أنسة حسناً.
وبفضل معارفهِ ويديهِ الطائلة التي تعجبت لها متناسية عائلته التي احتلت لقب اسمه في بطاقتهِ وفي غضون ساعات قليلة مضت بعد ذلك تم إصلاح سيارتها فركبتها ماضية في طريقها متجهه لأخواتها لتلحق بعطلة صيفها بدون شكره ومتجاهلة يديه التي امتدت لمصافحتها برفض و التعريف عن نفسها وراح هو في طريقه ليكمل حياته كالمعتاد .
■■■
تخيلى لو احتليتِ علي قلبك
لو تعمقتِ بروحك
لو كنتِ أنفاسك
.. أريدكِ يا صغيرة ..
تخيلي وأنتِ في سنكِ تكوني قطعة من روحي.
في اليوم التالي مساءاً تجهزت راما علي أكمل وجه حيث ارتدت فستان بلون عينيها الخضراء يتخلله خيوط ذهبية اللون بأكمام طويلة ضيقة وبصدر ضيق يتسع بكثرة حتي ركبيتها في هيئة منفوشة كالأميرات خاصة بشعرها التي تركته بحريته واضعة تاج من ورق الشجر الأخضر عليهِ ورغم ما فعلته بذاتها لازالت تبدو كالأطفال ولكنها كأي فتاة حالمة وخاصةً إن كانت راما حيث ترتفع نسبة العاطفة عندها دائماً تتخيل أن أحد ما سيعجب بها في هذه المناسبات لتجده بعد فترة يتقدم لها ولتحيى قصة حب رائعة تكون بدايتها رؤية ونظرة مشبعة بالإعجاب ثم طلب يديها ثم حب وعشق وحياة إلي ما لا نهاية!!.
ها هي الأن تخطو لتلك الحفلة مع أختها هَيَا كانت تشعر بالسعادة في أول الأمر لحضورها حفل كبير كهذا الحفل ولكن رويداً رويداً بدأت تشعر بالملل والرهبة من الأعين المتفحصة لها .. كانت تلتصق بأختها كالعلقة تنتقل معها من مكان لمكان حيث تذهب هَيَا تذهب هي حين تحدثت هيا : راما سأذهب للحمام ،، ابقي جالسة هنا حتي أتي .
سابقتها راما قبل أن تذهب بالحديث : سأذهب عند هذا البار وسأطلب شيئاً أشربه .
وافقتها هيا قائلة: حسناً تعالي سأخذكِ في طريقي .
ورغم كون هيا كانت تعترض علي مرافقة راما لها من البداية إلا أنها شقيقتها وفي حمايتها الأن هكذا تشعر هيا بنزعة الحماية تجاه أختها خاصةً في تلك الأجواء التي لا تناسب راما حيث لم تعتاد هي عليها لذا أخذتها لهناك واطمئنت عليها قبل أن تدخل ڤيلا صديقتها قاصده الحمام .
جلست راما علي الكرسي الدوار أمام بار كبير من المشروبات ،، كان يقف شاب و فتاة خلفه لتلبية الطلبات فشاورت للفتاه وحدثتها بخجل مفصحة عن مشروبها المفضل : هل أجد ينسون هنا .
قطبت الفتاه حاجبيها بدهشة ورغم كونهم شركة منظمة لتلك الحفلات لما وجدت راما مبتغاها ثم تحدثت بتهذيب : يوجد بالتأكيد سأحضر كوباً لكِ.
ابتسمت راما بسعادة وجلست تنتظره .. كان البار فارغاً من الناس وهذا أشعرها بالراحة حيث تتمني انتهاء تلك الحفلة المملة بالنسبة لها فهي لا تعرف أحداً ولم تجيد في التحدث مع من عرفتها هيا عليهم .. سبأ كانت محقة و هنا تذكرت أنها يجب أن تعتذر لسبأ عن كلماتها اللاذعة .
بعيداً عن راما اتجه " راكان الحُمَيدي " الوريث الشاب الوحيد لمعارض الحُميدي للسيارات باتجاه ابنة عمه .. ملكة الحفل الذي يحضره ليهنئها بعيد ميلادها ،، لولا والدهُ ومحاولته الدائمة في جعلة ينغمس ويندس بين أفراد العائلة لما كان حضر تلك الحفلة المملة وخاصة لابنة عمه التافهة تلك ولكن عقب وقوع عينيه علي الطفلة التي احتلت كل الحفل بالنسبة لهُ .. شعر أن وجوده هنا لهُ فائدة كبيرة وخاصة بعد متاعبتهِ لكل تحركاتها في الحفل كانت كالبسكويت صغيرة وناعمة ود لو يدس وجهه في عنقها الطفولي هذا ويمرغ وجهه بشعرها الطويل .. كلها كانت تُشعله ،، تُحرك بهِ شئ ظن أنهُ لن يتحرك يوماً بجموده الذي يعرفه الجميع عنه .
اتجه لابنة عمه التي نظرت لهُ بريبة فهو يخيفها بل يخيف العائلة أكملها بصرامته فترقبت ما سيقوله حين تحدث بخشونة :
من تلك الفتاه الجالسة علي البار وحدها.
" إنها أخت صديقتي وصغيرة للغاية راكان لا تضعها برأسك " .
نظر لها بحدة ماذا تظن عنهُ قاتل أم مغتصب فإبتلعت ريقها بتوجس منه وندمت علي ما تفوهت بهِ ثم ابتعدت من أمامه بسرعة في حين توجه هو للبار وجلس جوار راما التي كانت تشرب الينسون مستمتعة ولم تشعر بهِ حتي .. فإبتعد بكرسيه عنها قليلاً وأداره في مواجتها ثم جلس ينظر لها متفرساً فيها حتي جاء لهُ العامل متدحثاً : ماذا تشرب سيدي .
رفع يديه يشاور له بالإقتراب فاقترب العامل برأسه منه فحدثه راكان : ماذا تشرب الأنسة.
" إنهُ ينسون سيدي " .
ضحك بقوة وهو يشاور للعامل كي يذهب فنظرت له راما بتعجب .. لا أحد يجلس بجواره أو يتحدث معهُ ليضحك ولكن خفقت نبضاتها لضحكته كانت ضحكة رائعة ولكنها مخيفة بل مهيبة .. خافت من ملامحه التي رغم وسامتها تتسم بكثافة الشعر فيها .. شعره كثيف وذقنه كثيفة ليست طويلة بل كثيفة غامقة .. حواجبه كذلك كثيفة بعينين غامقتين فأشاحت وجهها عنه وهي تبحث عن هيا بعينيها ولكن لم تجدها فنفخت بضيق متأففة قبل أن تستمع لبسبسة من الجالس بجوارها يخصها بها فنظرت لهُ بضيق قائلة بحدة : هل تراني قطة.
ابتسم باستفزاز : رويدك يا شرسة ،، ما اسمك .
نظرت لهُ شزراً غاضبة وهتفت : وما دخلك باسمي.
" لا يهم سأعرفه لاحقاً فلننتقل لما بعده كم عمرك أيتها الصغيرة " .
هكذا تحدث وانتظر رداً منها ولكنها بصعوبة سيطرت علي لسانها وشربت مشروبها بدون الرد عليه مما استفزه قليلاً فتحدث بجدية : هل تحبين الينسون كثيراً.
هتفت بنزق : ماذا تريد .
شاغبها قائلاً : ما رأيك بتحدي صغير .
نظرت متسائلة فقال بهدوء : سأتحداكي أن تشربي عدد معين من أكواب الينسون وتحديني أنتِ بالمقابل بما تريدين.
بإشمئزاز قالت : إنهُ تحدي سخيف ويبدو أنكَ بسخافته ،، وبماذا ستستفيد منهُ أصلاً .
نظر بعيداً عنها وهو يجز علي اسنانه بوضوح فعضت لسانها بخوف فهو يبدو علي وشك الإنفجار ثم صرخت وهي تري نفسها محاصرة بين ذراعيه بعد أن سحب كرسيها وألصقه بكرسيه وحاصر خصرها بذراعيه متحدثاً بغضب : هل تعرفين كم مرة أخطأت في حقي في خمس دقائق فقط .
حاولت الإبتعاد عنه وهي تصرخ به أن يتركها وتنظر للعاملين علي البار ولكن كلاً منهم كان يتابع عمله وكأنها لاتصرخ وكأنهم معتادون علي هكذا رؤية فنظرت لهذا الذي يحاصرها بين ذراعيه ،، كان قريب بدرجة مهلكة ،، إنشات قليلة بين وجهه ووجهها فشعرت بالرعب منه وهي تهتف : لا يصح ما تفعله أتركني .
نظر لعينيها مستغلاً الفرصة وهو يتحدث بداخله بكم هي طفلة بملامح أكثر طفولية ستكون لهُ وحده قريباً جداً هكذا عزم وهكذا قرر وهكذا سينفذ ،، تحدث بجدية : أولاً أخبريني اسمك .
" راما والأن إتركني وإلا سأصرخ " .
أجابته ليتحدث بتسلية : لن يسمعك أحد إذا صرختي والأن أخبريني ما عمرك يا رامَتي الحُلوة.
تحدثت بخوف حقيقي وهي تتمني قدوم هيا : لست رامتك ولا يحق لكَ لمسي هكذا اتركني وإلا أقسم ...
صمتت وهي تأن بوجع وقد سحقها بيديهِ متحدثاً : أولاً أنا لا أُهدَد وستعتادين علي هذا قريباً ،، ثانياً حينما أسأل أُفضل أن اسمع جواب سؤالي وإلا لن يعجبك ما سيحدث .
تلوت بين ذراعيه بشدة وقد ألمها أنها بين ذراعيه هكذا يمسكها كيفما ولو كانت زوجته وهو لا يحق له أبداً فتحدث مدركاً لما يدور بخلدها : سأتركك ولكن ستخوضين التحدي معي .
أومأت موافقة ليبعدها عنهُ بكرسيها ليعيده في مكانه وتحدث مترقباً : أتحداكي أن تشربي عشرة أكواب من الينسون .
نظرت حولها لا تري هيا في أي مكان والصخب حولها شديد ،، تخاف أن تتحرك فتجد غيره في طريقها مثله واسوأ لذا فضلت أن تسايره حتي تأتي هيا وتحدثت وهي تشاور علي زجاجات لا تعرف ما يكمن بداخلها أصلاً : هل تشرب تلك الأشياء .
أومأ لها لتتحدث بتشفي : إذاً أتحداك أن تشرب ثلاثة زجاجات .
تشدق بإعجاب قائلاً بخبث : يبدو أنكِ تريدين أن ينتهي بكِ اليوم في بيتي.
ثم غمز لها لتشهق متحدثة بصدمة : أنتَ وقح و قليل الأدب ومنعدم التربية و ..
لم تكمل لأنهُ سحب كرسيها بغضب تلك المرة جعلها تقفز من عليه بسرعة قبل أن يحاصرها مجدداً والتقطت حقيبتها و خرت جارية لخارج الحفل بل إلي خارج الڤيلا بأكملها وإتجهت للشاليه وهي تبعث برسالة لهيا تخبرها أنها رحلت ولكن لم تكن تحسب حسبان أنهُ خرج ورائها و تتبعها بسيارتهِ حتي قطع عليها الطريق فأخذت تنظر لهُ بخوف وتتراجع وهي تراه ينزل من سيارتهِ مقترباً منها ،، كانت ستجري منه حرفياً ولكنه أمسك بها ساحباً إياها إلي سيارتهِ حيث حاصرها عليها متحدثاً بغضب : كم عمرك ،، هل أنتِ قاصر.
نفت برعب متحدثة : ثمانية عشر .
ابتعد عنها متحدثاً بحدة : جيد جداً ،، وداعاً يا رامتي الصغيرة ،، فلتنتظريني سأراكي قريباً .
ركب سيارته عائداً للحفل متجهاً لابنة عمه ليعرف ما ينقص حتي يتمم أمره بتلك الفتاه التي احتلت فكره واحتلت الشئ الصلب القابع بين ضلوع صدره والذي ظن أن إحداهن لن تحركه يوماً وهي تلك الصغيرة لم تحركه فقط بل أشعلته .
■■■
استيقظت سبأ بهدوء بعد أن غفوت قليلاً في هذا المساء الهادئ ثم توضأت لتؤدي فرض العشاء الذي فاتها وهي نائمة ومن ثم اتجهت للأسفل لتلتقي برسيل وچيلان وكلتاهما يجلسان أمام شاشة لاب واحدة فنظرت لهم بهدوء متسائلة : ماذا تفعلان .
تحدثت چيلان بعاطفة : ها قد جائت حوريتك الصغيرة تحدث معها .
ثم أدارت اللاب لسبأ لتظهر لها صورة والدها دياب والذي ابتسم لها بحنو فإقتربت بسعادة تجلس علي الأرض أمامه متحدثة :
أبي إشتقت لك ،، كيف حالك وكيف حال أمي .
" بخير يا صغيرتي أنتِ كيف حالك وأخواتك ".
" كلنا بخير يا حبيبي ،، أخبرنا متي ينتهي شهر عسلك الـ27 أنت و حوريتك " .
التف دياب بهاتفه قليلاً ليريها صورة حورية وهي نائمة بجواره بهدوء و شعرها الأحمر يغطي وجهها الأبيض فأزاحه عنها وهو يتحدث بعشق : والدتك نائمة وقد اشتاقت لكم وكما العادة تصرع رأسي بأن نعود وأنهُ لا يجب ترككم وحدكم .
ضحكت سبأ حين ضربته حورية علي صدره ليتأوه دياب باصطناع ويحتضن كفها مقبلاً إياه بينما تحدثت حورية بتأنيب : أنا أصرع رأسك يا دياب والله ..
قاطعها دياب مقبلاً رأسها : لا تقسمي يا ست الكل أنا متأسف للغاية يا حوريتي .
إعتدلت حورية بحضنه وواجهت إبنتها وهي تتحدث بفخر : هكذا فلتعتدل .
في تلك الأثناء كانت سبأ مندسة بين أختيها فحدثتهم حورية : كيف أحوالكن يا حبيباتي .
ردت رسيل بحميمية وهي تري عشق والديها : نحن بخير هل يمكن أن آتي إليكم يا حوريتي .
ابتسمت حورية قائلة : تنورينا يا دكتورة .
تحدث دياب في غضب مصطنع مما أدي إلي ضحك الجميع : لا لن تنورنا ولا أريد أن أري وجه إحداكن هنا.
ثم تدارك عدم وجود لورين فتحدث بتساؤل : أين لورين .
تحدثت سبأ التي إطمئنت عليها قبل نزولها : إنها نائمة يا أبي .
ابتسم دياب وفي نفس اللحظة لاحظ راما التي كانت تخطو من خلفهم غير منتبهة أنهم يحدثون والديها لينادي بصوته الذي إخترق سماعها بإسمها فإقتربت منهم متحدثة لأبيها بدموع : بابا.
هتفت حورية بقلق كما حال أخواتها الثلاثة الذين إلتفوا لها في قلق وترقب : راما حبيبتي هل تبكين ،، هل أنتِ بخير ،، أين هَيَا .
راما بخفوت : أنا بخير أمي وهيا بخير مازالت في الحفل .
ثم حدثت والدها قائلة والذي كان ينظر بريبة لها : بابا حدثني علي هاتفي أريد الحديث معك.
نفذ دياب فوراً وقطع الخط معهن في حين انتظر بضع دقائق حتي تصعد لغرفتها وقبل صعودها هتفت چيلان : راما ماذا حدث لماذا تبكين .
إحتضنت راما سبأ وارتمت بجسدها في حضنها لتحتويها سبأ متسائلة فتحدثت بهدوء : أنا أسفة ،، كان معك حق هذه الأجواء لا تناسبني ،، لم يكن علي الذهاب ،، سأصعد لأتحدث مع أبي.
■■■
تركت راما سبأ وصعدت بينما توجهت سبأ متنهدة للمطبخ لتعد لها كوباً دافئ من النسكافيه وهناك وقفت تنتظر غليان المياه بشرود قبل أن تنتفض كالملسوعة وهي تتذكر حلمها ... نعم هي كانت تحلم بـ .. بـ ... وتردد الاسم علي شفتيها باستنكار قبل أن تهمس " سفيان "
لم تكن تتخيل هي بالفعل كانت تحلم بهِ وليس بهِ فقط بل كان زواجهم .. استغربت هذا الحلم بالفعل وهي تفكر " ألا يقولون أن الحلم بشخص ما بسبب التفكير الكثير بهِ " إذا لماذا حلمت هي بذلك السفيان هي حتي لم تفكر بهِ ولم تضعه في رأسها .. نسيته بمجرد أن خرجت من عنده .. لماذا زار هذا الغريب أحلامها وهي بالكاد تعرفه ،، ولما كان الحلم عبارة عن زواجهم هي تعلم أن الفرح في الحلم ليس فرح في الواقع أبداً .. فأي مستقبل ينتظرها هي لا تعلم!.
■■■
صعدت راما لغرفتها وخلعت عنها فستان السهرة وإرتدت بيجامتها الطفولية لتعود راما الطفلة مجدداً وجلست علي السرير تجيب علي هاتفها متحدثة : اشتقت لك يا بابا .
دياب بهدوء : وأنا يا حبيبتي أكثر ،، هل تريدين أن آتي إليكِ.
" لا يا روحي لا تأتي أنت وماما لا تأخذون تلك الأجازة إلا مرة في السنة ولكن ... " .
وصمتت فحثها دياب علي الحديث قائلاً : لكن ماذا ،، لماذا كنتِ تبكين ولماذا تركتي أختك وأتيتي وحدك .
تحدثت وهي علي مشارف البكاء : هناك شخصاً .. لقد لقد ..إنه..
وهنا هتف دياب بقلق بالغ وغضب شديد : هل تعرض لك أحد ما بالسوء ،، هل أذاكي أحد .
راما بنشيج وهي تحكي لهُ كل ما حدث وفي النهاية ختمت ببكاء :
ليس لديهِ الحق في أن يلصقني بهِ هكذا ،، ليس له الحق في لمسي أصلاً ،، لقد خفت يا أبي إنه مخيف جداً و قال لي أنه سيراني قريباً ،، أنا خائفة.
جز دياب علي أسنانه بغضب وهو يتذكر موقف مماثل كان هو فيه هذا المخيف وكانت المرعوبة كابنتهِ الأن هي حورية ،، يا إلهي هل كُلَّ ما فعله بحورية سيُفعل ببناته فالحق يقول أنهُ كما تدين تدان ولكن بناته يااااا الله ،، نظر لحورية القلقة بعمق وهو يفكر نيتهُ من البداية كانت الزواج بحورية ،، كان يفعل ويتخطي حدوده بتملك وهو يعلم أنها بالنهاية ستكون له ولكن هذا الذي لعب بعداد موته وتجرأ علي ابنته وأخافها بهذا الشكل سيذيقه الويلات حقاً ،، تدارك شعوره بالعجز في تلك اللحظة وهتف مقوياً لفتاته الصغيرة : حبيبتي راما سأعود علي أول طائرة للمنزل وسأرسل من يأخذكن لا تخافي يا صغيرتي ،، طالما أنا موجود لن يمسك أو يقترب منكِ أحد بسوء .
هتفت راما بنفي بطفولة : لا أريدكم أن تقطعو رحلتكم بسببي .
قاطعها قائلاً بحنان : لا يوجد أغلي منكِ يا صغيرتي ،، أريدك أن تنسي كل شئ وتجهزى أغراضك أنتِ وأخواتك لتعودوا للمنزل.
أومأت وكأنه يراها : حاضر يا بابا ،، أحبك .
" وأنا أحبك يا حبيبتي " .
قالها بتنهد خائفاً علي صغيرته فهي صغيرة جداً ليحدث معها شئ كهذا وعاد ينظر لحورية مؤنباً نفسه قائلاً ألم تكن حورية صغيرة أيضاً بل كانت أصغر من راما حتي .
■■■
صباح اليوم التالي عند حلول الظهيرة كانت الفتيات تدلف للمنزل الواسع الذي يحتل الطابق السابع في إحدي الأبراج الفخمة التي تطل علي النيل مباشرةً حيث مكان سكنهم منذ بداية ترعرعهم وهم صغاراً حتي الأن .. كان المنزل بإرتفاع دورين كالڤيلا الصغيرة .
تركت راما حقيبتها فور أن دخلت وارتمت بأحضان والديها كما فعل أخواتها ولكنها كانت الأولي وكانت أكثرهم وقتاً وكانت الأخيرة أيضاً حيث اندست بين أحضان والدها علي الأريكة في شعور بالأمان رائع وظلت هكذا بينما تخرج حورية هدايا بناتها والأولي كانت لسبأ وهي تعطيها بعض الأدوات الهندسية الحديثة وبعض الكتب التي تساعدها في رسالتها للماجستير فهتفت سبأ بسعادة : ياللروعة يا حوريتي أشكرك.
جز دياب علي أسنانه بغيرة من ابنته وهي تنادي حوريته هو بحوريتها في حين يستمع لحورية تدللها وتستمر قائلة وهي تخرج قلادة من الألماز رقيقة للغاية علي هيئة فراشة خضراء زمردية كلون عينيها فهي تعرف حب سبأ للإكسسوارات الهادئة ودائماً تغرقها بهم.
جاء دور رسيل فأعطتها عدة شالات تركية كما تعشق رسيل تماماً فرسيل عاشقة للتراث التركي والملابس التركية كذلك ولا تختلف في ملابسها عنهم في شئ فإبتسمت رسيل بهُيام متحدثة مقبلة والدتها : شكراً حوريتي الجميلة سأجربهم.
وها هي الأخري تأخذ اللقب منه لها بصعوبة سيطر علي مشاعره حتي أخر واحدة فيهن وكانت لورين وهي تشكرها :
" Grazie حوريتي الجميلة "
وهنا هتف دياب غضب : إن سمعت إحداكن تناديها بحوريتي مرة أخري سـ .. .
وهنا ردت لورين بتعقل قائلة مقاطعة إياه : ماذا ستفعل يا بابا ،، هي زوجتك ووالدتنا ،، هي حوريتك وحوريتنا أيضاً ،، هي ملكك وملكنا أيضاً.
ثم فرت من أمامه هاربة بعد لحظة تعقلها الحمقاء ومن خلفه قبلته علي غفلة منه متحدثة في أذنيه بمشاكسة : وأنتَ ملكنا أيضاً ولكن إن أفصحنا علناً ستأكلنا حورية العاشقة .
ضحك بقوة وهو يقرص إحدي وجنتيها من الخلف متحدثاً : حسناً يا مشاكسة لقد غلبتيني.
باغتته مجدداً قائلة قبل ذهابها : لا أحد يقدر علي غلبك يا دياب باشا .
تنهد براحة وهو يضم صغيرته النائمة بأحضانه متحدثاً وهو يحملها ويقف بها لحورية : حورية سأغفو قليلاً بجوار راما أيقظيني علي الثانية لأني سأذهب للشركة .
وصعد بابنته لغرفتها وبرفق وضعها علي سريرها وجلس بجذعه بجوارها ممسداً علي رأسها وظهرها بعد أن حاوطته بيدها في تملك طفولي وفي راحة آمنة .
■■■
بعد العصر كان دياب في شركتهِ يتابع أعماله وهو يتذكر أخر ما قاله لحورية قبل خروجه " سامحك الله يا حورية كيف سأذهب للعمل بعد هذا الغداء الدسم " .
تذكر أيضاً تغنجها ودلالها وهي تتلكأ علي ذراعيه كالحوريات قائلة : لا تذهب للعمل ،، اليوم أتينا من السفر فـ لترتاح قليلاً .
تذكر أيضاً قبلتهم الشغفه والتي جعلته يرفعها من علي الأرض رفعاً وهو يتمتم من بينها بشغف : لن أتأخر يا حوريتي .
قُطع تذكره الشغوف هذا واسترخائه بسبب هاتف مكتبه الذي يرن فأجاب قائلاً :ماذا هناك .
أخبرته سكرتيرته بالشخص الذي ينتظره قائلة : يوجد شخص يريد مقابلتك ولكن ليس لديه ميعاد مسبق.
تسائل : من هذا .
" يُدعي السيد راكان الحُميدي يقول أنهُ يحتاج التحدث مع حضرتك في موضوع شخصي ".
" حسناً أدخليه " .
وفوراً كان الباب يُفتح من قبل سكرتيرتهِ وهذا الـ راكان خلفها راقبه دياب بعيون جامدة كان شاب يبدو في منتصف العشرينات بطلة عملية وعيون جامدة كعينيه فوراً شعر دياب بنفسهِ وهو بمثل سنه كانت تلك مشيتهِ وكانت عيناه تختلف الملامح ولكن يشعر بنفس الكيان المتصل بينهم وقف دياب يرحب بهِ ثم جلس ليجلس راكان بعد ذلك وصمت دياب فبدأ راكان الحديث معرفاً بنفسهِ : سأعرفك بنفسي دياب بيه ،، أنا راكان الحُميدي سأتم الـ 29 خلال أشهر قليلة والدي هو حُميدي عبد الرحمان بالتأكيد سمعت عنه إنه صاحب شركات الحُميدي للسيارات ،، وأنا أمتلك معارض وشركات خاصة بى جنيتها بتعبي قبل مساعدة أبي .
كان دياب يتابعه لا ينكر إعجابه ولكن إعجابه فقط بالهيئة التي تماثل هيئتهِ غير ذلك فهو لا يعلم لقد فطن لما هذا الشاب يجلس أمامه ولكنهُ تركه يتحدث بما يجيش بهِ صدره مستمعاً : جئت أطلب يد كريمتك ،، أحتاج فقط معرفة رأيك ثم سأحضر أهلي لأطلبها رسمياً.
تحشرج النفس بصدر دياب كان يعلم ما سيتفوه بهِ هذا الشاب ولكن هل هو مستعد له .. مستعد لكي ينفرط عقد بناته من بين يديه .. كان يعلم أن هذا اليوم أتٍ لا محالة وها قد أتي! فتحدث دياب مستفسراً بتحذير صرم : أي جوهرة تطلب من جواهري.
هتف راكان بتملك : راما الصغري أريد الزواج بها.
تحفزت كل خلايا دياب وهو يستمع لاسم صغيرته من بين شفتيه وهب واقفاً متجهاً له متحدثاً بجدية وهو يحرك عضلاته : أين رأيتها ومن أين تعرفها .
" في حفل عيد ميلاد ابنة عمي كانت هناك ولقد رأيتها " .
تسائل دياب وعروقه بدأت في الظهور من الغضب ورغم أنهُ يعرف أن راما لم تحضر حفلات من قبل غير تلك الحفلة التي عادت منها باكية : متي كانت هذه الحفلة .
شعر راكان بالتحفز من نبرته وقال :كانت البارحة أمس.
وما إن نطق بهذا حتي كانت لكمة دياب تطيح بفكه فوقع أرضاً من قوة لكمتهِ بالكرسي بينما تحدث دياب بغضب : أنت من أزعجت طفلتي بتلك الحفلة .
إعتدل راكان واقفاً قائلاً بصدق بعد مفاجأتهِ بمعرفة دياب بما حدث لراما من قبله هو : لم أكن حقاً أقصد إزعاجـ ...
ولم يكمل حيث عاجلهُ دياب بلكمة أخري أودت بهِ للخلف متحدثاً وهو يمسكهُ من ياقتهِ بكل شراسة أب : كيف تتجرأ وتضع يديكِ علي ابنتي كيف .
تحمل راكان فقط لأجلها لأنها ستكون لهُ بلا محالة قائلاً : أريد الزواج بها دياب بيه .
هل كان دياب ليتركه عند هذا الحد لا وألف لا فصغيرته كانت مرعوبة وتبكي بسبب هذا الوضيع الذي بين يديه الأن : هل تعلم أني كنت أبحث عنك وأنتَ جئت لي بقدميك ،، هنيئاً لكَ بما سأفعله بك.
لم يتفوه راكان وهو يتقبل لكمات دياب التي فجرت الدماء من وجهه وأغلقت عينيه اليمني كلياً حتي أصبح يسعل بشدة والدماء تتدفق من جروح فمه ولم يهدأ دياب وهو يسدد له ركلة في معدتهِ ثم تركه يسقط أرضاً وهو يتحدث بينما يضع قدمهِ علي إحدي يديه بغل : هل تعلم كم هي غالية ابنتي التي وضعت يديك عليها بدون أدني حق وسببت لها الرعب .
تحدث راكان من بين سعاله بقوة : أريد الزواج بها ،، ستزوجني إياها أليس كذلك؟.
دفع يديه من تحت قدمه بعنف ليتمسك بها راكان بألم بينما يجز علي اسنانه في حين اتجه دياب لمكتبه ليجلس أمراً راكان : انهض .
لم يكن راكان ينتظر أوامره ،، هو كان ينهض بالفعل جالساً وهو يأن أمامه وتحدث بصعوبة بإقرار أعجب دياب : متي أتي لأتقدم لها.
تحدث دياب بحدة : سأخذ رأي ابنتي أولاً .
" لن توافق اجعلني آتي لأتقدم لها واتحدث معها أولاً " .
هكذا صرَّح راكان ولكن دياب لم يعطي له أدني اهتمام وتحدث بلا مبالاة وقوة : قلت سأخذ رأي ابنتي أولاً والأن المقابلة انتهت .
انتفض راكان من وجعه ولكنه سيطر علي ذلك متحدثاً : متي آتي إليك مجدداً .
" لقد قلت المقابلة انتهت " .
قالها دياب بصرامة وعيون شرسة فوقف راكان بصعوبة خارجاً من مكتبه والشركة بأكملها وفي سيارتهِ جلس محاولاً تفادي ألمه هامساً لنفسه بضيق : هل الوصول إليكِ صعب للغاية هكذا يا فتاة الينسون .
#يتبع~~~