-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 1 - 1 الأربعاء 6/12/2023

 قراءة رواية براثن العشق كاملة


تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الأول

1


تم النشر الأربعاء

6/12/2023

"هل أنتِ عروسي الحزينة" 


❈-❈-❈


كل فتاة كانت تحلم أن تُزف بفستانها الابيض لبيت فارسها، أن تجتمع بمنزل واحد مع شخص يَكُن لها السكَن والسكِينه؛ كذلك كانت احلام "برائة"منذ كانت طفلة.


لكن للمرة الثانية بحياتها كانت تُزف كضحية، ابتلعت لعابها محاولة السيطرة علي أي انفعال جسدي قد يصدر منها؛ ثبتت تركيزها وبصرها علي موضع خطواتها، كانت تتجاهل حرقه عينها وجفاف حلقها الناتجين عن ألم قلبها، تستطيع الشعور بنبضها أقل وكأن قلبها يعلن بذلك موقفها المؤلم وهي تذهب ضحية لحبيبها فداءً لمحبوب أخر!


كانت تستطيع رؤية سيارة "عاصم "التي وقفت علي مقربة منهم دون نزولة، توقفت قدمها دون شعور وعينها ترتفع ببطئ تنظر ناحيته؛ لثانيه تمنت لو كان كل ذلك حلم وتستيقظ منه او أن تكّون طفلة تركض هربًا لأحضان شقيقها 


دفنت احلامها بأبعد مكان داخل عقلها ورفعت شفتيها بأبتسامة مطمئنه، كان قلق العائلة بأكلمها عليها هي مدركة لذلك، التفت برأسها بعيدًا عن سيارة "عاصم "ليقابلها وجهه هو .


لا تتذكر كم ليلة جلست تتخيل ملامحة حينما يجتمعان تحت سقفٍ واحد، كانت تخيلت كل شئ عدا ذلك السقيع الذي يغلف ملامحة؛ بنظرات زائغة دارت عينها علي محيطها..


كانت عائلة "قاسم" واقفين أمامها، ملامحهم لا تُبشر بالخير أبداً فمن حاول منهم إعطائها نظرة ودودة كوالدتة غادرتها مجروحة، كيف لا وهي تستقبل دماء ولدها كعروس لشقيقة! 


ابتلعت غصة ضيقة بحلقها وأجبرت قدمها علي التقدم لتمنعهم من تحديقهم، عينها انخفضت مجددًا ليس ذنباً فهي تدرك حق الادراك أن "سالم"شقيقها لم يقتل "عزمي"، لكنها تخفضهم هزيمة من العذاب الذي أنتصر أمامها بتلك الحرب الوهمية 


ولجت خلف الجميع للبهو الواسع داخل منزل عائله "الشنديري"، رفعت عينها وهي تستمع لخطوات كثيرة بينما كانت هي واقفة بجهل عن طريقها؛ شاهدت كل منهم ينطلق بطريقة عدا "قاسم ووالدته "


ثقلت أنفاسها داخل صدرها وهي تقف هنا خلفة تماماً، وابتلعت لعابها بتوتر وهي تستمع لصوت والدته الواهن:

_ تعال يا ولدي دجيجه عيزاك 



تحركت "زينب "من أمام "برائة" ولحق بها "قاسم" دون ابداء أي كلمة لتلك الواقفة، مجرد أختفائهم عن عينها زفرت براحة إنخفض كتفيها وهي تدور ببصرها حول المكان 


بهو كبير متسع يوجد علي جانبيه طريقين لحجر لا تعلم نوعها وبه درج ملتف بناحيتين ثم طابق ثاني، لم تعلم ماذا تفعل وهي تنقل ثقلها علي قدميها بتوتر 


كانت سابقاً خائفة مما قد تلاقيه مع "قاسم"، لكن ما حدث مؤخراً كان كدلوف منزل سفاح قد أنقذت ضحيته للتو.


بداية من موت "عزمي "شقيق "قاسم" والذي أتي لمنزلهم متهماً "سالم"؛ شقيقها الصغير الذي كان مرتعباً دون شئ والذي أخبرهم عن موت رفيقة؛ كان أمامها حلين لا ثالث لهم إما تتزوج "قاسم "كفداء لدماء شقيقة وشقيقها أو ترى "سالم "غارقاً في دمائة 


لم تكن حتى تملك أي خِيار وهي تعاند الجميع وتوافق علي الزواج من "قاسم "فهي مستحيل أن تسمح بموت شقيقها لذا لتجرب نيران أخرى، نيران الرجل الذي عشقتة.


❈-❈-❈


بخطوات واثقة كان "قاسم "يسير بجوار والدته مسندها علي يده وهو يقودها لغرفتها، فتح الباب وولج الأثنين للداخل ليقطعا طريقهم حتى الفراش .


جلست" زينب" وعينها لا تفارق صغيرها الوحيد الان.. مدت يدها تربت علي الفراش جوارها أشارة ليجلس وأنصاع هو بصمت، نظرت بعينه بهدوئها ورأت لأول مرة تلك الأغلال التي يضعها "قاسم" ليخفي أسفلها كل ما قد يمر من بينهم.


كانت تسمع دائماً "عزمي "الذي يقص عليها كيف شقيقه يخفي كل شئ أسفل نظرات باردة لكن "قاسم "لم يفعلها بمنزلة يوماً وها هو يفعلها، لم تطَل صمتها وهي تخبره بينما تمسك كفه:

_ عارفة إن جرحك علي أخوك واعر جوي، في نار بتاكلك من جوة وكل الي شايفة هيطفيها هو جوازتك دي أني حاولت أمنعك يابني عن الجوازة وأنتَ كابرت؛ دلوك يا قاسم نارك بردت؟ 


صمتت، كانت تترك الكلمات تأخد حيزها في عقلة ليسجلها دماغة جيداً، لم تترك سؤالها عائماً في الهواء وهي تجيبه بعدها :

_ نارك مبردتش ياولدي؛ أنا عارفة عشان نفس نرك هي ناري! عارف أية الي هيچي بعد أكده ؟ أنك تأذي البنية البريئة عشان تهدي نفسك لكن لاه يا قاسم آني مش هسمحلك بده و..


_ وأنتِ فكراني يامه هفكر أجي جمبها شكة في إبنك!! 


كان يهتف بأستنكار حاجبيه مجتمعين بحدة وغضب، ابتسمت بهدوء وهي تربت علي يدة وتومأ رفضاً :

_ لاه يا قاسم أني عارفة تربيتي كويس يا ولدي لكن يا ولدي أني بجولك أن مهما حصل أي حاجة أني مش هسيبك تقرب من البنيه، دا مش شك فيك بس يا ولدي أنتَ متعرفش الي هيجي ويجابلكم بعدين ايه 


هتفت تربت علي قدمه ليحرك رأسه بفهم لتكمل بهدوء:

_ يلا روح لمرتك عشان انام أني 


نهض من أمامها مغادراً وألتفت هي تنظر للأطار الذي يحمل صوره عزمي، ترقرقت العبرات بعينها بشجن وحنين قوي يغمر قلبها كطوفان .


❈-❈-❈


عاد للطرقة حيث تركها هناك وحيدة بليلة عرسهم، شاهدها بمجرد أقتربه  رآها تقف مطرقة رأسها ارضاً وكم ألمه ذلك وهو الذي أقسم علي جعلها مرفوعه الرأس دائماً.


ذفر مستغفراً وهو يتحرك حتى وصل لجوارها، رفعت عينها لتقابل نظراتة مرت شرارة علي طول جسديهما سوياً عينهم فاضت بالكثير، كان ينظر للعسل المصبوب بحدقتها بتيه كيف حدث كل ذلك! 


تمني تلك اللحظة كل دقيقه منذ التقوا والان ماذا حدث!!، استنشق نفس عميق ونظرة الخوف والتيه التي تظهر من عينها تؤلم قلبة:

_ تعالي 


أخبرها بهدوء وهو يتحرك لتلحق به بصمت، ابتسم بسخريه هل والدته تظنه قد يستطيع القسوة عليها وهو كالاحمق أمامها


كانت تنظر لظهره وهي تصعد خلفه بأعين خائفة مما هو قادم، من عائلته ومنه..كانت تعلم أنه لن يؤذيها لكن بداخلها كانت هناك ذرة قلق من أن يكون شخص أخر غير من تعرفه


وقفت معه حينما ولجآ لغرفه والتي تبدو غرفتة، كانت متسمرة بماكنها لا تعرف ما الذي تفعله تراقبه وهو يتحرك أمامها ناحية الاريكه التي بالزاوية يخلع وشاحه من فوق العبائة ويضعها علي الاريكة 


أستدار ينظر لها وهي تقف تراقبه، تحرك ناحيتها وعينها تتردد بوجهه الذي تحبه وقف أمامها، كانت تشعر بأضطراب وخوف من كل شئ ولكل شئ


_ فستان ابيض


نطق محركاً رأسه وهي لا تستوعب مقصده، ابتلعت لعابها بتوتر واتخذت خطوة متراجعة دون شعور منها؛ كان وكأنه يتربص لها بنظراته الغريبة وحركاته الثابته، حرك رأسه وكأنه يطرد فكرة ما من عقلة واتخذ طريقه مره اخرى للخارج 


زفرت بصوت مسموع واضعه يدها علي صدرها براحه، هي لا تعلم ما هي المشاعر الطاغيه علي دواخلها، كأنها بعاصفة تدور بها لكل شاطئ وتعود لتسحبها ، الخوف الحزن السعاده العشق القلق الأطمئنان التوتر والهدوء، كانوا جميعهم بداخلها ناحية وحودها بغرفتة ، غرفة قاسم 


دارت بعينها علي الاساس بني اللون، الحائط المجاور للباب وعلي بُعدٍ لليسار احتلتة طاولة تسريحة ثم الحائط المجاور لها توسطه فراش كبير علي جانبيه طاولتين صغيرتين كل منهم تعلوها أباجورة الأضائة؛ علي مسافة من ذلك وبالحائط المقابل للتسريحة كانت الخزانه الكبيرة 


وعلي يمينها كانت توجد طاولة صغيرة محاطه بثلاثه أرائك، ثم بجوارهم بابين تحركت ناحيتهم لأستكشاف ما خلفهم فقابلها المرحاض خلف أحدهم ومكتب خلف الأخر، بالنهايه كانت هناك شرفه كبيره تحتل الجدار المواجه للباب والتي تفصل الجانب الأيمن عن الأيسر ويمكنها الأجزام أنها تغرق الغرفة نوراً بالصباح 


_ هتعملي ايه دلوك يا برائة؟ 

زفرت تتحرك ناحية الخزانة تخرج ثيابًا لها، عبائة بيتية ساترة وتحركت للمرحاض لعلَ المياة تُذهب القلق من توترها


❈-❈-❈


صباحًا حرك" قاسم "رقبته بتألم، فتح عينه بصعوبة والألم بعنقة يزعجه عن استكمال نومته الصعيبة، زفر أنفاسه واستقام بجسد كسول جالساً فوق أريكة مكتبة التي قضي الليله عليها 


زفر بينما يدلك عنقه محاولاً ابعاد الألم وهو يسُب ذاته علي تلك الفكره الحمقاء بالنوم هنا، هل كان سيموت إن قضي ليلته لجوارها؟ ربما !

_ استحمل ياخويا بقا الوجع الي عمال يجيلك من قربها 


وقف خاطياً بهدوء ناحية الباب الذي يصل بين مكتبه والغرفة، يريد الأستحمام لفترة تزيل تلك التشنجات عنه، وقف عاقداً حاجبيه بأستغراب وعينة مثبتة علي الفراش الفارغ!! 


خطوتين واسعتين اخذهم قبل أن يتوقف، نظر أسفله ناحية الأريكة التي وصل لها وتسمر من صوت همهمه منزعجة، ابتسامة ساخرة غمرت وجهه هو لم يرغب بالبقاء جوارها ويبدو أنها فكرت المثل فحظي الأثنان بنومة مزعجة

الصفحة التالية