رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 1 - 2 الأربعاء 6/12/2023
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الأول
2
تم النشر الأربعاء
6/12/2023
استند بيدية علي حافه الأريكه الخشبيه حيث أمتد ذراعية علي طولها، بقي واقفاً فوق رأسها يراقبها من هناك ويده المحيطة بالأريكة كانت وكأنها تحيطها هي؛ عبائة منزليه زرقاء اللون تلتف حول جسدها المثني حتى تتسع لها الأريكة، لم تكن كبيرة الحجم مثلة ولكن الأريك تكفي فردان فقط
عيناها مغلقة بهدوء واهدابها مصفوفه بسكينه، خصلاتها هوجاء فوق رأسها ويتدلي بعضها عن حافتها، كانت جميلة بكل ما يمكنه وصفة
قلبه بداخله ودَ لو يحظي بصورة كتلك كل صباح أن يري ذلك الجمال برونقة البريئ الأصلي، اخرج هاتفة دون اصدار صوت وحرص علي كتمه قبل أن يلتقط لها صورة لتخلد له مظهرها ثم أنطلق للمرحاض
صوت انسياب مياة مرتفع يقلقها؛ تحركت عينها بأنزعاج وبمجرد أن فتحت جفنها لثواني وهي تنوي التقلب لناحية أخرى ضرب عنقها كهرباء تشجن، أغمضت جفنيها سريعاً بألم جعلها تزيح فكره العودة للنوم
بحركات بطئ استقامت واقفه أمام الأريكة وهي تركلها بخفه وتتذمر بداخلها علي حال عنقها الذي لا تستطيع تحريكة، اقتربت خطوتين من الفراش وتناست ألم عنقها وهي تراه مرتب كما هو!!
عقلها أستفاق للمحيط حولها واصبح تركيزة علي صوت المياة بعدما كان علي ألمها، لم يبت في فراشة! تُري أين كان بليلتهم الأولي للزواج، عبوس حزين استعمر وجهها وضمت شفتيها بحنق لم تظنه قد يبيت بمكان أخر أول يوم لهم حتى وإن كان يكرهها، هي تعاني من رقبتها فقط بسبب تركها الفراش له لكن اليوم لن تفعلها.
حركت كتفيها وهي تحاول ادخال حركات بسيطة لعنقها ليستعيد عافيتة لكن ذلك لم ينجح كثيراً، كان "قاسم" واقفاً علي باب المرحاض مراقباً حركتها ويمكن ببساطة الشعور بحده الالم في عنقها فهو بعدما قضي وقتاً طويل أسفل مرشاً ساخن كان يستطيع الشعور ببعض الألم حتى الأن
تحرك للغرفة فارضاً حضوره عيها بصمته، وعينه تراقبها وقد توقفت عن تحريك اكتافها واكتفت بملاحقته بواسطة عينها ، ابتسم بخفوت وهو يقف أمام التسريحه وقد مر من جوارها قبل أن يتحدث بنبرة باردة:
_ أدخلي استحمي بمايه سخنة هتجلل وچع رجبتك بسرعة بس عشان ننزل للفطور تحت
_ حاضر
ابتلعت رمقها وهي تشعر بالأحراج، هل رآها علي الأريكة لذا يخبرها عن ألم عنقها؛ بالتأكيد أعتبرها حركة سخيفة منها وقد قدي هو يومه بمكان أخر مريح
لم تترك ذاتها أمامه لتعبث بها كلماته التي شعرتها ساخره تتحرك للخزانه الناحية المعاكسة له وفتحت مكان ثيابها بعدما استكشفتها البارحة، غادرت من أمامه بعدما سحبت ما يناسبها وبقي هو شارداً
كيف الطريق الأن! اللهي ظن أن قبولة بتلك الزيجة ورؤيته لحزن عائلتها سيُشفي شقائة علي شقيقة لكن لما ازداد؟ لما ازداد ذلك الجرح بداخله حتى التهم كامل قلبة..
يشعر بداخلة ينزف دماء؛ كل حبيبًا علي قلبة، التلك الدرجة هو ملعون؟ ممنوع عليه حب أي أحد وإلا يُسلب منه؟ بالبداية والده والذي مجرد أن تعلق به بأزدياد وأشتد عودة توفي ثم شقيقة والأن برائة
سُلبت منه..تلك الزيجة لم تقربهم كما يحدث بين كل حبيبين بل فرقتهم حتى جعلت النيران داخله تترك رماد قلبة تائهاً، كيف يتصرف رفقتها أو يعاملها وهو لا يعلم ماذا يشعر؛ دقيقة كارهاً للنفس الذي يغادر صدرها وبالاخرى عاشقاً يحفظ رمشه اهدابها !! وكيف البراءة منكِ يا برائة!
_ قاسم أنتَ كويس
صوتها القلق أخرجه من لواعج الهوي لينظر لها وهو يجيب بأنهاك:
_ ايوة، خلصتي انتِ
نظرتها قلقة وكذلك قلبها الملتاع عليه، كم تدرك حجم الحزن والمعانة التي سقط بها رجلاً كقاسم، زفرت رغم عينها التي مزالت تمر علي وجهه وهي تخبره بنبرتها الهادئة:
_ هلبس الطرحة بس
وقفت خلفه وهي تنظر بالمرآة لتعدل وضع حجابها فوق رأسها، رائحتها تتغلغل بصدره مزيدة الشوق لها ولكن عقلة يحب حصرة بالزاوية المؤلمة، يعشق تذكر كل شئ بوقته الخاطئ كتذكره الأن لزواجها!
هل يجب أن يعاني بذلك الشكل وتلك الطريقة، نهض سريعاً منفراً من كل ما يخصها وهو يشعر كعروس مارونيت تم التلاعب به..:
_ خليكي اهنه وهيبعتولك فطار
قالها مغادراً صافعاً الباب بحده خلفه كاسراً معه قلبها، لتلك الدرجة يشعر بقربها من عائلتة سام وخطر! لتلك الدرجة هي مغفلة بظنها أن يتألم من أجلها، أن "براثن العشق" امسكت به وسطها تحطمه أم هو ناجي منها وهي الضحية الوحيدة........
❈-❈-❈
خطواتً واثقة تابعتها "روان" من ربه عملها التي تسير وخلفها مجموعة من الرجال والنساء، أي من يراها عن بُعد سيقول أنها أمرأة فولاذ قاسية تجعل الجمع خلفها منتصباً بقوتها، لكن من يراها بقرب "روان" سيشاهد امرأة هدر بها العمر دون سند أو ولد عائلتها تطمع بها وبمالها، كانت هي التي تشهد علي صراعتها الليليه مع المرض والسعال
حملت الصينيه المليئة بالمشروبات تسير قاطعة طريقها للغرفة التي سبق وولجوا منها، كما أمرتها ربه عملها" وداد " رأس مرفوع وخطوات ثابته وأعين خالية، ذلك كل ما تحتاجه لتشبهها و لتحظي بكرم العمل هنا
وضعت المشروبات وهي تستمع لشاب قوي يترجاها بصوت حاول جعله وقوراً :
_ يا مدام وداد الي حضرتك بتأمري بيه دا صعب جداً النسبه دي هتبقا كتير و....
_ اديك قولت يا استاذ مدحت صعب جداً مش مستحيل؟ انتَ عايز تشتغل مع وداد حميدة! مجموعه شركات حميدة في استراد الادوية مش محتاجه سؤال عشان كدا التدقيق بيبقا أعلي والنسبة أعلي
كانت واثقه متعاليها تضع قدماً فوق الأخرى، عينها تطالعه بهدوء ولكن بحزم تتحدث وكأنها تملك الوقت كله وأنتَ مجبر لسماعها، كانت "روان" لا تقتصر عملها معها علي الخدمه بل والتعلم، وفرت لها "وداد" سُبل لتدرس ما فاتها من سنوات كما أن "روان" كانت عازمه علي التقدم فلم تخيب أمل" وداد" بل وكانت تتعلم التصرف والحكمه من تلك المرأة التي تدير الجميع بحركة من أصبعها النحيل المجعد
_ يعني حضرتك معندكيش أي أستعداد للتغير رأيك أو تقليل النسبه
صمتها كان كفيلاً بالرد علي الشاب الذي اومأ لها وهو يخبرها بصدق وقد خلا لديه التصرف:
_ هبلغهم بكلام حضرتك وهنرد في أقرب وقت، عن أذنك
نهض مغادراً هو و رفقته ليتبقى أمامها "محسن ومنار "العاملين بشركتها، "محسن "مسؤل عن الصفقات والعقود "ومنار" مسؤلة الحسابات الأولي بالشركة، كانوا مزيج غير مريح "لروان" التي تحرك عينها عليهم ارتفع حاجب "منار "وهي تحدثها بهدوء:
_ مش حطيتي المشروبات والناس مشت! شيلهم واتفضلي عشان عايزين مدام وداد في موضوع
لم تظهر تعبير واحد علي وجهها رغم حنقها مما حدث كما لم تتحرك من مكانها وهي تلتفت بعينها "لوداد" فقط، ابتسمت "وداد" لتلك الفعلة والتي اخبرتها بكم جودة "روان "للتعلم لتتحدث بهدوء :
_ متخرجيش يا روان، وانتِ يا منار متقوليش لحد أي أوامر وانا موجوده مفهوم؟
_ أمر حضرتك
نبثت بخفوت وهي تلقي علي "روان "صواعق نظراتها، بينما الاخرى لم تظهر حتى تشمتها بها
تنهد "محسن "متحدثاً وهو لا يشغل باله بما يحدث:
_ مدام وداد انا فاهم الي حضرتك قولتيه بس شركه زي دي أسمها هيضيف لينا كتير من شهره وانتشار انا شايف لو حضرتك تقبلي يعني اننا نتنازل حبه!
_محسن اظن انتَ بقالك معايا كتير! آنا مش بتنازل عشان حاجه غير أن أسمنا مش محتاج لشهره او انتشار
_ بس يا فن....
رفعت كف يدها تبسطة امام وجهه برفض لأستكماله الحديث وهي تخبره بثقة تامه:
_ خلاص يا محسن انا قولتلك الي عندي!! اتفضلوا دلوقتي و لما يوصلك الرد عرفني تمام!
_ تمام يا فندم
نطق بها علي مضض ونهض لتلحق به "منار "راحلين بصمت مطبق... ضغطت "وداد" بأصبعيها ما بين عينها إرهاق العمل لا يقل وصحتها تزداد سوءً وفوق ذلك لا تجد من بين عمالها أحد ليخفف حملها أو لتثق به، فتحت جفنيها المغمضين بأرهاق ورفعت عينها علي" روان" التي خلفت صوت بينما تحمل الاكواب:
_ سيبي الي في ايدك واقعدي يا روان