رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 1 - 3 الأربعاء 6/12/2023
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الأول
3
تم النشر الأربعاء
6/12/2023
كلماتها جذبت انظار "روان" وهي تطيع بأبتسامه صغيرة؛ اعتدلت "وداد "وهي تدلي برأيها بصراحة:
_ برافوا عليكي بتعملي تقدم كبير
_ ربنا يخليكي يا ست وداد دا كله من خيرك وكلامك
_ ست تاني يا روان!! مش قولنا هتنسي الماضي دا بكل حاجه فيه وهما مدام وداد ؟
كانت تؤنبها بلطف جعل "روان "تومأ لها وهي تسرع بالتصحيح:
_ طبعاً يا مدام؛ لساني بس بيفلت كل فتره انتِ عارفه
_ متقلقيش مع الوقت برضو هتتعودي علي مدام
ابتسمت "روان "بصدق وهي تراقب تلك السيدة، كم شكرت ربها علي ذلك القدر الذي القى بها بين حصون "وداد "وتعليماتها، عينها زاغت علي ملامح المرأة الوقورة أمامها وعقلها تراجع بين صفحاته مُطلعاً علي أحداها خصوصاً؛ حيث أنهارت بعد اتصال والدها الذي اخبرها به بكل الكوارث التي حَلت علي عائلة رسلان.. ليلتها انهكها البكاء وكانت شريكتها المفاجئة هي وداد!
_ ايه يا روان روحتى فين؟
كلماتها جعلت عقلها يغلق كتابه سريعاً وينتبه للمعلم الجديد، ابتسمت "روان "وادلت بصدق تام:
_ سرحت في خيرك علي يا مدام انا مش عارفة اردلك دا كله ازاي؟
_ ترديه بنزولك معايا الشركة من بكرا
إجابة حازمه غادرت شفتيها الرقيقتين بأبتسامة رسمية صغيرة؛ دق قلب "روان" بقليل من الوجل لكنها لم تسمح لذلك بالسيطرة علي تصرفاتها فمنذ غادرت البلدة تركت تصرفاتها رهن عقلها فقط..
❈-❈-❈
" طلقة نار" الداء والدواء "
وكانت الإصابة أخف ألمًا من لمساتك اللاسعة...
❈-❈-❈
ثلاثة أسابيع كانت فترة كافية لها لتستقر هنا بين الجدران الأربعة والاساس البني لغرفتها، كان "قاسم" يحبسها بين جدران غرفتهم منذ الزواج ولا ترى أحد..
لم يسمح لها بالخروج إلا حينما أتى" عاصم" لها؛ حينما أخبر قاسم عن سامي وطلب عودتها؛ سمح لها قاسم بلقائه لثوان ثم جعلها ترحل ولم تغادر بعدها.
أتى المساء وكانت تجلس الأرق يمنعها أن تغرق بالنوم؛ وضعت وشاحًا علي رأسها ناوية الدلوف للشرفة.
دقات هاتفها الجديد أرتفعت جعلتها تستدير عاقدة لحاجبيها؛ لم يكن مع أحد رقمها سوي قاسم ولما قد يتصل بها !!
تحركت تلتقطه وتجيب لم تتحدث منتظراه؛ لكنه ظل صامتًا مثلها لتتحدث أخيرًا :
_ قاسم ؟
سمعت زفره خفيفة منه قبل أن يخبرها بجدية:
_ أني في العربية تحت أخرچي اتأكدي أن أمي نايمة ومحدش هيشوفك وتعالي ساعديني أطلع الاوضة
إزداد استغرابها وتشكلت عقدة أكبر بين حاجبيها من حديثة الغريب:
_ أساعدك ليه مالك؟
_ انا مضروب بالنار يا برائة إنزلي بسرعة يلا
أغلق الهاتف بعدما هتف بها بحنق وظلت هي تحدق في الشاشة أملًا أن يختفي رقمة ويكون ما حدث وهم؛ ظل الإتصال مثبت أمامها لتشعر بأنفاسها تهتاج بضعف
وبرعب تحركت تنفذ ما طلبة وقد تأكدت من خلو الطريق أسرعت للأسفل حيث فتحت الباب بهدوء؛ كان هناك غفير يسنده بالفعل عينها دارت فوقه بوجل وهي تحاول التأكد من مكان أصابته ومدى سلامته لكنه تحدث بصوته الرخيم :
_ أطلع بيا علي الأوضة يا شفيق
إنصاع له الغفير بينما بصرة مركزًا للارض ولحقت هي بهم، لما طلبها إذا كان هناك غفيرًا سيساعده! تركه الغفير علي الفراش ورحل وأسرعت هي تعدل الوسائد حوله حتى تحدث بهدوء:
_ اتظبطوا خلاص
ابتعدت عنه وهي تسأله بقلق:
_ انتَ كويس في دكتور شافك؟
أجابها بهدوء وعينه تنظر صُلب بصرها :
_ إيوة متقلقيش
لم يُبعد عينه وكأنه يحاول الوصول للأعماق داخلها وفجأة دون شعور نطق بنبرة خافته:
_ أخدت حق عزمي
رمشت بخفوت تنظر للأصابه ثم له؛ وقع قلبها وشعرت بالأنفاس تنحصر عن صدرها ، سألته بخفوت وكأن الصوت يحارب ليخرج من جسدها:
_ أنتَ مأذتش سالم صح!
إبتسامه صغيرة صعدت علي شفته ليست سعيدة لكنها منهزمة؛ تحدث بصعوبة :
_ لاه يا برائة مجتش جمبه انا قتلت سامي؛ بس هنا
توقف يضرب صدره بضعف :
_ مخفش؛ النار جوايا منطفتش ومحستش بحق عزمي، مش حاسس اني قادر اشوفك زي الاول حتى ولا حتى قلبي قادر يبطل يحبك
بخطوات مضطربه اقتربت تجلس بجواره؛ تنظر له وبيد مرتعشه حلت العمه من فوق رأسه تزيحها جانبًا وتبداء بالعبث في خصلاته:
_ مش مشكله كل حاجه هتتحسن في وقتها
حركت رأسه رفضًا وشعرت به كطفل صغير تائه، نطق بضعف غير قادرًا علي ازاحة عينه عن وجهها :
_ مفيش حاجه بتتحسن يا برائة كدبك مش قادر انساة والطريقة الي اتجوزنا بيها مش هتتنسي
انخفضت يدها لوجنته المزينه باللحية؛ عبثت بالخصلات الصغيره الشائكة وهي تبكي؛ تبكي وضعهم وقلبهم :
_ طلقني
كانت الكلماه كخنجر يجرح عنقها أثناء خروجة؛ خنجر يدمي ناطقه ومستمعه..
_ مش هطلقك
أجابها بجدية رغم ألم الأصابة وألم قلبة؛ جذب يدها برفق يضعها علي صدرة حيث قلبة المضطرب وهو يعدها بحزم :
_ مدام قلبي لسه بيدق وفي نفس بيحرك صدري مش هطلقك...مش هسيبك تتعذبي لوحدك العذاب ليا وليكِ
إزدادت شهقاتها كما تنهمر العبرات من عينها، صعدت علي الفراش بجواره سحبت يدها تضع رأسها بدًلا من كفها تستمع لنبضه المؤلم :
_ وانا هنا لحد ما يبطل يدق
❈-❈-❈
تحرك" قاسم" يتأوه بألم وهو يشعر بحمل وحرقة ناحية صدرة؛ فتح عينه بإرهاق متذكرًا أحداث البارحة بداية من قتل "سامي "نهاية لمحادثته مع "برائة"، خفض عينه ناظرًا لتلك التي تحتل صدرة بسلام خصلاتها تسترسل علي يده دون ترتيب وجفنيها مطبقان كمن لايحمل هم بصدره
كان يشعر بالألم من وجودها علي صدرة ولكنة أبعد فكرة أيقاظها عن عقلة؛ ففي قربها الالم والأمل
إبتسامه ساخرة كسولة زينت شفتيه؛ عقلة يريد فهم تلك الأنثى التي تحتل أحضانه، تدعى بالبرائة ولم يجد بكل ما يحيطها براءة سوى عينها التي تجعلها تظهر كطفله صغيرة لم ترى من الحياة شيئًا ..
وبكل قرب منها تؤلمه وتريحة؛ تذبحه بيد وبالأخري تداوي الجرح! فمن هي وما هي
تحركت فوق صدرة مسببه خروج تأوه مرتفع منه ولم يتوقع ذلك الألم المفاجئ؛ انتفضت من فوقه وهي تهتف ببقايا نعاس:
_ انا أسفة؛ انتِ كويس
_ اه متقلقيش
تنهدت قبل أن تعود وتدفن رأسها بالوسادة دفعة واحدة؛ ضاق حاجبيه بأستغراب وهو يراقبها قد غفت مجددًا؟؟؟
لم تمر ثواني وانتفضت مجددًا تنظر ناحيتة بأبتسامة متوتره :
_ انتَ اكيد جعان؟
اجابها ببعض التردد فهو جائع لكن يخشي أن تكون أصابته تلك سبب في تقربه منها:
_ مش اوي!
نهضت بسرعة عن الفراش متحركه ناحية المرحاض وهي تخبرة بسرعة:
_ هخلص وانزل احضرلك الفطار بسرعة
أختفت عن نظرة ليزفر بهدوء؛ لا يريد التقرب منها أبدًا وتلك الأصابه تفعل ما يخشاة وتقربهم..
لذا تحامل علي ذاتة وحسم قراره لينهض واقفًا رغم ألم كتفه؛ وأثناء رحيلة كانت برائة تخرج من المرحاض لتركض له وهي تتحدث بقلق:
_ قومت من مكانك ليه ورايح فين؟ افرض الحجة شافتك ولا أنتَ أصلًا لسه مأخدتش علاجك
تنهد لثوان مبعدًا عينه عنها حتى لا يضعف أمام قلقها :
_ رايح عند أمي هي هتراعيني
نظرت له بأستغراب بينما تنطق بتوتر :
_ هو انا عملت حاجه غلط وأني مش واخده بالي؟
قلب عينه بضيق من طيبتها التي تخالف كل كذبها والاعيبها؛ قلبة الذي مزال متعلقًا بها سيدفنه أسفل الأرض ليتحدث بجمود:
_ لاه مش محتاجة تعملي حاجه أكتر؛ مثلًا ضحكتي عليا وعملتي فيها بت بنوت ومسبقلكيش الجواز! وبعدين حاولتي تحامي لاخوكي الي قتل اخويا؟