-->

قصة قصيرة جديدة فتاة الموت "جيفارا" لإيمان خالد - الثلاثاء 30/7/2024

 

قراءة قصة فتاة الموت "جيفارا" كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قصة  فتاة الموت "جيفارا"

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمان خالد

تم النشر يوم الثلاثاء

30/7/2024


«المُـقدمة»

(النداهة) هي أسطورة من الأساطير التاريخية، التي تُعَد من القصص الخيالية، ولكن الكثير من الأشخاص يؤكدون حقيقية وجودها، حيثُ كثرت الأقاويل عنها إذ أنها ذُكرت في أحاديث العالم بأكمله.....

يتردد اسم النداهة علىٰ ألسنة أهل الريف بالأخص ليُثبتوا أنها شخصية حقيقية، حيثُ أنها ظهرت بشكل مُريب في القرىٰ، فـبِنَاءًا علىٰ ذلك كانت حديث العالم في القرون السابقة....

حيثُ كان يتحدث أهل الريف بأنها فتاة شديدة الجمال، قد تظهر في الليالي المظلمة لشخصٍ ما، ومِن ثُمّ تقوم بالنداء عليه بصوت عذب يجعله يسير مسحورًا وراء مصدر هذا الصوت، ثُمَّ يختفي ذلك الرجل تمامًا عن منزله وأهل بيته، لا أحد يعلم عنه شيئًا إلا بعد مرور عدة أيام حتىٰ يظهر جسده عائمًا علىٰ سطح إحدىٰ التُرَع، أو بالأحرى إن وجدوه حي يَكُن في حالة من الصمت الشديد، شارد الذهن و مُصاب بحالة ذهول وفزع شديد مما رأت عيناهُ....

فـلا يمر عليه وقت طويل حتىٰ ينتهي عمره بشكل مُفاجئ ليتوفاهُ الله.....

فلم ينج منها الكثير، حيثُ كانوا يعتقدون سابقًا أنها قد قُتِلَتْ ومِن ثُمّ أتت روحا مُجَسده في جسم ما لتنتقم..... 

لم يتمكن أحد من معرفة هويتها الحقيقية مما أثار ذلك حديث الجميع حتىٰ الآن، فماذا يحدث عندما تجتمع النداهة مع إحدىٰ رفيقاتها؟! 

وهل سيتمكن بطل قصتنا مِن النجاةِ منها؟! أترككم الآن مع القصة لنرىٰ سويًا ماحدث....

❈-❈-❈

  «تعريف بطل قصتنا»

نوح شاب في نصف العقد الثالث مِن عمره، طويل إلىٰ حدٍ ما، عريض المنكبين، صاحب بشرة برونزية، شعره كثيف ناعم مثل الحرير وحالك كظلام الليل، عيناهُ بلون البندق، مبتسم الوجه دائمًا....

تَخرَّج من كلية التجارة بتفوق، يود من صميم قلبه أن يتم تعيينه في إحدىٰ الشركات حتىٰ يُساعد والديه في مصاريف المنزل.... 

مِن منطقة راقية جدًا، تمتاز بالبساطة والجمال بالقاهرة....

❈-❈-❈


      «البدايـة»

 في أحد المنازل خصيصًا منزل عائلة الدمرداش كان يجلس بطل قصتنا "نوح" في غرفته الخاصة مُتعمقًا في حديثه مع صديقه "رسلان" عن طريق شاشة لاب توب، ليخبره صديقه بأنه سوف يأتي إلىٰ القاهرة في أقرب وقت، حيثُ تنهد نوح فهو يُرحب بالجميع بخلاف رسلان فهو لا يريد حضوره إلىٰ منزله وذلك بسبب أفكاره الغير طبيعية، حيثُ أنه يَدّعي بأنه خبير ظواهر طبيعية بالإضافة إلىٰ أنه يؤمن بعلم الفلك والكواكب.....

ومِن هُنا تنهد نوح بقلة حيلة مُتمنيًا أن يغير رسلان تفكيره بهذا الشأن، ولكن سيظل هذا التمني في قلبه فقط.....

   «تعريف شخصية رسلان»

رسلان شاب في منتصف العقد الثالث من عمره، يعيش في لندن....

صاحب بشرة بيضاء، ذو عيون سوداء، إلىٰ أن لديهِ شعر كثيف مُجَعد بعض الشيء بني اللون، ذو قوام نحيف طويل جدًا..... 

مهووس بالعالم الأخر، كل ما يفعله هو البحث لمعرفة هذا العالم ولا يُبالي بأي شيء أخر.....


•• تعرف رسلان علىٰ نوح عن طريق إحدىٰ مِنصات التواصل الاجتماعي منذُ خمسة أعوام.... 

•• خلال الأيام الماضية قام رسلان بحجز تذكرة طيران ذاهبة إلىٰ القاهرة، ومِن ثُمّ قام بتجهيز أغراضه بحماس للسفر إلىٰ مصر، حيثُ تعتبر هذه هي الزيارة الأُولىٰ إليها.....

•• وها هو الآن يجلس علىٰ أحد المقاعد بحماس داخل الطائرة، فهو يعتقد أنه سيُثير عقول الجميع بكم المعلومات التي يعرفها عن كل مايخص العالم الأخر، إذ قام بتنظيف الكاميرا الخاصة به والتي سوف يقوم من خلالها بـبث كل ما يحدث خلال رحلته.....

•• بعد مرور الوقت هبطت الطائرة إلىٰ الأراضي المصرية، ومِن بعد ذلك رأىٰ رسلان صديقه نوح واقف في انتظاره أمام سيارته بمجرد خروجه من المطار، حيثُ ذهب إليه ليتبادلا الأحضان، ومِن ثُمّ أخذه في سيارته ليعودانِ إلىٰ منزل نوح، وبمجرد الوصول أدخله نوح غرفة الضيوف، ثم قام بإخبار والدته بتجهيز الطعام، تحدثت والدته وتُدعىٰ " شيماء" بضيق ظاهر في نبرة صوتها

"حاضر بس عايزك تعرّف إن صاحبك دا من ساعة ما دخل البيت وقلبي مقبوض، خد بالك علىٰ نفسك أنا مضطرة أنزل الشقة اللي تحت أنا وباباك وأختك" 

••طمئنها نوح برغم كم القلق الذي ينهش قلبه، وبعد فترة قصيرة دخل بالطعام لغرفة رسلان بعدما استاذن منه بالدخول، حاول رسلان التحدث مع نوح، ولكن أخبره بأن ينال قسطًا من الراحة وبعدها يتحدثان كما يريد....

•• أوشكت الشمس علىٰ الرحيل عندما تلون قرصها باللون البرتقالي معلنة انتهاء هذا اليوم وبداية يوم جديد.....


•• بعد فترة ليست بقصيرة استيقظ رسلان ومِن ثُمّ دخل إلىٰ المرحاض كي يستحم وبعد انتهاءه من استحمامه قام بارتداء ملابسه المنزلية، ليدخل شرفة الغرفة آخذًا كاميرته الخاصه ليبدأ بتصوير غروب الشمس، فكان المنظر في غاية الجمال.... 

°° سبحان خالق الوجود والكون علىٰ هذا الإبداع والجمال°°

•• ابتسم رسلان وهو يستنشق هذا الهواء العليل، ثُمَّ بعد فترة أغلق باب الشرفة وخرج من غرفته ليجد نوح يجلس شاردًا، ومِن هُنا تحدث رسلان قائلًا.... 

"سرحان فيه؟!! " 

•• نظر له نوح بتفحص ثُمَّ تحدث.... 

" ولا في أي حاجة، تعالى اقعد بدل ما أنت واقف كدا " 

•• جلس رسلان وعينيه تجوب المنزل بأكمله يتفحص كل ركن من أركان المنزل ليسمعان في تلك اللحظة أذان المغرب، حيثُ دخل نوح المرحاض كي يتوضاء ليخرج بعد فترة قصيرة طلب من رسلان الوضوء من أجل الصلاة، قدم رسلان اعتراضه بحجة أنه متعب من السفر، ولكن لم يقبل نوح اعتراضه وأخبره بأنه لن يتركه حتىٰ يصلي، فلم يجد رسلان خيار أمامه غير تنفيذ ما قاله نوح، وقام بالوضوء، ثُمَّ أخذه نوح وقاما بأداء الصلاة في مسجد قريب من المنزل، وأثناء رجوعهم شعر نوح بضيق رسلان ليتحدث باستغراب.....  

"ممكن أعرف إيه اللي مضايقك كدا؟!! " 

تحدث رسلان بغضب وصوت عالي جدًا بطريقة لفتت انتباه كل مَن كان في الشارع وهو يقول.....

"مبحبش حد يجبرني علىٰ حاجة، أنا كنت مش قادر أصلي وقولت هبدأ صلاة من بكرا معملتش جريمة يعني، وبعدين دي حاجة بيني وبين ربنا هو الوحيد اللي هيحاسبني عليها " 

•• نظر له نوح بضيق قائلًا.... 

"حقك عليا أنا اللي غلطان خايف عليك، اعمل يا رسلان اللي أنت عايزه"

•• اعتذر منه رسلان ووعده أن يصلي معه فهو مقدر خوفه، وبعد ذلك قرروا عدم الذهاب إلىٰ المنزل إلا بعد صلاة العشاء.... 

•• وبعد إنهاء صلاتهم وعودتهم إلىٰ المنزل قام نوح بتحضير كوبين من القهوة، ثُمَّ جلسا سويًا بشرفة الغرفة.....

•• كسر حاجز الصمت سؤال نوح.... 

"ممكن أعرف الزيارة دي هتبقىٰ سياحية ولا إيه؟!!" 

•• ابتسم رسلان بحماس مُغيرًا وضعية جلوسه متحدثًا بأمل قائلًا....

"أنا مليش في السياحة، بص من الأخر هتكلم معاك بصراحة، أنت عارف إن أنا خبير ظواهر طبيعية ودا اللي أنا نازل بسببه، عايز أعرف كل حاجة عن العالم الأخر خصوصًا "النداهة".

•• تبدلت ملامح نوح إلىٰ القلق والتوتر ليتحدث قائلًا.... 

"والله يا حبيبي أنا نفسي تخرج الموضوع دا من تفكيرك، لإن مفيش حاجة اسمها نداهة، إنما العالم الأخر موضوع كبير وأنت مش قده " 

•• اعترض رسلان علىٰ ما قاله نوح، محاولًا إقناعه بأن التفكير في العالم الأخر ممتع، حينما تكتشف كل ما يحدث حولك، كما أكد له في حالة تعرضه للأذىٰ فـبعلمه يستطيع أن يحمي نفسه....

•• غضب نوح من كلام صديقه بأننا لا نستطيع حماية أنفسنا بمفردنا، وأن الله هو الحامي الوحيد....

•• مر يومين حول هذا الخلاف حيثُ حاول نوح إقناع رسلان البُعد التام عن تلك الأفكار التي تدور في عقله لكن باتت محاولاته بالفشل  وليس هذا فقط بل خطط رسلان الذهاب إلىٰ المناطق التي يوجد بها "النداهة" والأشباح كما يعتقد.....

•• ظل يبحث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه الاماكن حتىٰ وجد أن هذه الأماكن في الأرياف والصعيد، وبعد مدة من البحث قرر الذهاب إلىٰ محافظة البحيرة حيثُ أنها تعد من المناطق الريفية المعروفة...

•• ومع إصراره الزائد اضطر نوح الذهاب معه، وقلبه مضطربة دقاته من شدة القلق والخوف، أما رسلان فـكان الحماس يزداد في قلبه كلما اقترب من هدفه....

•• بعد مرور عدة ساعات وصل رسلان برفقة نوح إلىٰ المحافظة، وفي أثناء سيرهم قابلهم رجل عجوز ذو وجه ممتلئ بالتجاعيد يستند علىٰ عكاز مصنوع من الخشب يُدعىٰ هذا الرجل بالعم " صالح"....

•• بدأ رسلان بالتحدث معه و التعريف عن شخصيتهم حيثُ رحب بهم العم صالح وذهب بهم إلىٰ منزله البسيط، فبرغم فقر صالح وضيق حاله إلا أنه عزم علىٰ تقديم الطعام مما لذا وطاب لهم، وبعد إنتهائهما من تناول الطعام أخبره نوح بأن يرشدهم إلىٰ أقرب منزل كي يسكنوا به فترة مكوثهم في هذه القرية، تحدث العم صالح وهو يحك أسفل ذقنه قائلًا....

"في بيت قريب من هنا بس مشكلته إنه مهجور من فترة كبيرة وكمان معظم اللي عاشوا فيه حصل لهم مشاكل وفيهم اللي مات" 

•• نظر نوح للعم صالح ثُمَّ نظر لـرسلان الذي تحدث بحماس مبالغ فيه مما جعل العم صالح يتعجب.... 

"دا المطلوب ياعم صالح" 

•• ومِن بعدها ذهب صالح بهم إلىٰ صاحب المنزل الذي رحب موافقًا علىٰ تأجير المنزل لهم، ولكن قبل ذلك سوف يأخذ منهم بعض الأموال، وافق رسلان وقام بدفع المبلغ الذي طلبه الرجل كما طلب منه أن يأتي له بـ فتاة لتقوم بتنظيف المنزل....

•• بعد فتره قصيرة أتت فتاة جميلة إلىٰ حد ما قصيرة القامة، أجمل مافيها أنها ترتدي ملابس فضفاضة وحجاب طويل.....

•• بمجرد حضورها إليهم استأذنت منهم وبدأت بتنظيف المنزل بكل نشاط، في هذا الوقت سأل نوح عن هذه الفتاة وأين أهلها، لكن أجابه العم صالح بأنها تُدعىٰ ملاك، ليست من هذه المحافظة وأنها أتت مع والدتها التي كانت تعمل في تجارة الملابس، إلى أن تُوفيت والدتها ومنذ هذا الوقت قرر أهالي البلدة تولية مسؤوليتها كأنها إحدىٰ بناتهم....

•• وهذا بالفعل ما حدث وتلك الفتاة الآن تدرس بالإضافة إلىٰ أنها رفضت أي تدخل من رجال البلدة في أمورها المادية سواء الدراسية أو المعيشية، حيثُ قررت العمل لتوفير احتياجاتها الخاصه لنفسها دون طلب العون أو مد يد المساعدة لأحد، وفي الختام أنهى حديثه بتمني أن تكون معاملتهم لها بالحُسنىٰ ومِن ثُمّ تركهم العم صالح وغادر.....  

•• بعد ذلك دخل رسلان المنزل يتفقد كل جزء فيه، أما نوح جلس علىٰ الأريكة يتابع ملاك، لم يعلم لماذا دق قلبه عندما نظر إليها، حيثُ ظل علىٰ هذا الوضع حتىٰ أنهت ملاك تنظيف المنزل، وبمجرد إنتهائها ذهبت تجاه نوح لتقف أمامه بكل خجل من نظراته لها مما جعلها عاجزة عن التحدث بمطالبة أموالها ليتحدث نوح ساندًا رأسه بيديه قائلًا...

"شكرًا يا ملاك الشقة بقت أفضل كتير من الأول"  

•• نظرت له ولكن سريعًا ما أخفضت عينيها للأسفل متحدثة بصوت منخفض بعض الشيء....

"معملتش حاجة غير شغلي"  

•• شعر نوح بتضاعف ضربات قلبه حيثُ حاول تجاهل تلك الدقات، إذ أنه اعتدل في جلوسه ومِن ثُمّ أدخل يديه في جيب بنطاله ليخرج بعض الأموال ثُمَّ مد يده لـملاك حتىٰ تأخذ أموال عملها، لتُفاجئه برفضها حيثُ تحدث نوح بلطف شديد وتعجب قائلًا....

"ليه رافضة تاخدي الفلوس دي حقك مقابل تعبك في التنضيف اللي هو شغلك أقصد" 

•• أجابته ملاك وهي تنظر له بخجل ممزوج بإعجاب مع ابتسامة رقيقة خطفت قلب نوح قائلة...

أنت ضيفنا خليها عليا المرادي ووعد المرة الجاية هاخد منك الفلوس، لو احتجت حاجة ممكن تاخد رقمي تتصل بيا علطول"  

•• وقف نوح أمامها بمسافة قريبة ليتحدث بإعجاب ....

"خلاص ياستي موافق المرادي وهنفذ كلامك بس المرة الجاية لو ما أخدتيش الفلوس مش هكلمك تيجي ولا هبعتلك مع حد" 

•• أجابته ملاك بعفوية قائلة.... 

"ماشي بس عايزاك تعرف حاجة علىٰ فكرة أنا والله لولا الظروف اللي أنا فيها ومصاريف الكلية هي اللي أجبرتني علىٰ الشغل دا غير كدا أنا عمري ماكنت هشتغل الشغلانه دي وحاجة أخيرة هقولك عليها قبل ما أمشي خد بالك من نفسك، واوعىٰ تخرج من هنا بعد الساعة عشرة مهما يحصل وخلي القرآن شغال في البيت علطول ومتقلقش لو حصل أي حاجة هتلاقيني جنبك ونصيحة مني حاول تخرج من البيت دا في أسرع وقت"

•• ومِن ثُمّ غادرت ملاك بسرعة عندما أدركت ما قالته، أما نوح ابتسم علىٰ عفويتها وظل يفكر فيما قالته، وعندما دخل غرفته جلس علىٰ الفراش يفكر في ملاك لفترة ليست بقصيرة.....

•• عندما حل الليل أخبره رسلان بأنه يريد أن يتجول في البلدة، ولكن سرعان ما رفض نوح لينفذ ما قالته ملاك، ليتركه رسلان ويُغادر....

•• بعد خروج رسلان من المنزل شعر نوح وكأن هزة أرضية ضربت المنزل بأكمله وبدأ يستمع إلى أصوات عالية متداخلة وفي أقل من ثانية انقطع التيار الكهربائي ليشعر بقلق تملكه.... 

•• وبمجرد حدوث هذا الموقف المُريب أسرع نوح بإمساك هاتفه ثم قام بتشغيل المصباح الضوئي ليدخل شرفة الغرفة ليجلس بها، ثُمَّ فتح المصحف وبدأ في قراءة القرآن الكريم حتىٰ يهدأ قلبه....

•• أما رسلان ظل يتجول في هذه البلدة لأكثر من خمس ساعات ليرىٰ فتاة تجلس بالقرب من المنزل، أسرع بالذهاب إليها فحالما اقترب منها وجدها فتاة فاتنة الجمال، طويلة القامة، عينيها واسعة لونها أسود كـليلة شديدة الظلمة، ترتدي عباءة سوداء مجسمة، كما ترتدي البيشة....

•• سُحر رسلان بها ليجلس بجوراها متحدثًا.... 

"أول مره في حياتي أشوف بنت في جمالك ممكن أعرف اسمك إيه" 

أجابته بصوت حاد وهي تقف استعدادًا لترك المكان....

"چيڤارا " 

•• وقف رسلان أمامها ليتحدث باعتذار....

"أنا أسف لو كنت ضايقتك يا چيڤارا، ممكن تتفضلي تقعدي معايا شوية؟!! " 

•• نظرت له چيڤارا بغموض واضح لتجلس بجواره، ولكن بينهما مسافة قليلة لتتحدث بصوت عذب... 

"محتاجة أعرف ليه عايزني أقعد معاك واوعىٰ تقولي بسبب جمالك" 

•• أجابها رسلان بذهول من جرائتها.... 

"جمالك سحر والظاهر سحرتيني بيه، أنتِ من البلد هنا ولا جاية زيارة زيي؟!!" 

•• نظرت له چيڤارا بتمعن ثم بدأت تخبره عن نفسها... 

•• فهي الأُخرىٰ ليست من هذه البلدة، وأخبرته أنها تقييم في إحدىٰ الدول الأوروبية، وسبب تواجدها هنا بأن لديها دار أزياء عالمي واضطرت للمجيء عندما قام أحد أعيان هذه البلدة بالاتصال بها من أجل تحضير فستان زفاف ابنته.....

•• أخبرها رسلان عن سبب زيارته لهذه البلدة بالتحديد لينتفض جسد چيڤارا بعد سماع حديث رسلان، حيثُ حاولت طرد هذه الأفكار اللعينة من تفكيره ولكن باتت محاولاتها بالفشل الذريع.....

•• بعد مرور ساعة بدأت چيڤارا التوتر لتتحدث قائلة..... 

"شوفت بقا من كتر كلامك عن النداهة والعالم الأخر دا أنا خايفة أروح" 

•• ومِن هُنا أجابها رسلان بإبتسامة.... 

"لو مفيش مشكلة ممكن آجي أوصلك لحد باب الفندق" 

•• وقفت چيڤارا ليقوم رسلان بتوصيلها ومِن ثُمّ ذهب إلىٰ منزله وهو يشعر بسعادة تسري داخل قلبه، لكن بمجرد وصوله المنزل خفق قلبه وجحظت عينيه عندما دخل ليجده غارقًا في الظلام والغريب عندما حاول فتح كشاف جواله لكنه لم يُنير سوا ظل خفيف حاول السير بهدوء وحذر علىٰ هذا الظل، لينتفض جسده عند شعوره بأحد يسير خلفه وكأنه يراقب كل خطوة يخطوها رسلان، يلتفت بنظره للخلف ولكن لم يجد أحدًا، أزال العرق الموجود علىٰ جبينه، لم يستطع دخول غرفته بسبب الظالم الحالك، ومِن هُنا حاول النداء علىٰ نوح لكن دون جدوىٰ وكأن أحباله الصوتية قد نُزِعَت....

•• بدأ يشعر من جديد بمن يقف خلفه ولكن هذه المرة سمع أصوات غربية عالية شعر بالرعب الشديد عندما إزداد ذلك الصوت، ففي تلك اللحظة بدأ يرىٰ نار تخرج من كل جزء في المنزل مع اهتزاز النوافذ والأبواب مما جعله لايستطيع الوقوف علىٰ قدميه لتخرج منه شهقة قوية عندما شعر بيد نوح علىٰ كتفه، لتنزل وقتها الدموع من عينيه بغزارة، تحدث نوح بتوتر.....

"جيت امتى؟ ده النور قاطع في البيت من ساعة ما خرجت لحد دلوقتي" 

•• أجابه رسلان بصوت مُرتعش من شدة الخوف... 

"أنت كنت فين يانوح؟!! "

•• أخبره نوح بعد خروجه بدأ يشعر بالأختناق ولكن ليس هذا فقط بل شعر بأشياء مريبة تحدث من حوله وبدأ في سرد ما حدث معه بأدق التفاصيل ومن هذه الأشياء بأنه سمع صوت بنت عذب تنادي عليه من إحدىٰ الغرف، ولكن اختفىٰ الصوت عندما أتت ملاك التي كانت تحمل بيدها الطعام الشهي لهم، كما عرضت عليه أن يخرج معاها إلىٰ منزل صالح بدلًا من جلوسه بمفرده في المنزل. تحدث رسلان بهدوء....

"هانت هما كام يوم ونمشي من هنا" 

•• أجابه نوح باعتراض.... 

"رسلان الموضوع بدأ يقلب بجد من الأخر إحنا لازم نسيب البلد في أقرب وقت " 

•• اعترض رسلان ولم يوافق علىٰ ما قاله نوح، بعد فترة جلس كلًا منهما علىٰ فراشه الخاص، ظل نوح يفكر في ملاك لفترة طويلة حتى غلبه النعاس، أما رسلان بدأ في تدوين كل ما حدث معه ثُمَّ أغلق مذكرته، بعدها تمدد علىٰ الفراش حتىٰ يُريح جسده ولكن لم يستطع النوم في هذه الليلة.... 

•• توالت الأيام علىٰ هذا الحال بل إزدادت سوء بتوالي انقطاع الكهرباء من المنزل طوال الليل مع تكاثر سماع رسلان لذاك الصوت الغريب المُفزع ورؤية الأشياء المريبة والمخيفة، لكنه لم يبالي فهو يريد أن يصل لهدفه كما توالت رؤيته لـچيڤارا فأصبح لا يستطيع العيش بدونها، حاول أهالي هذه المنطقة مع نوح ورسلان بأن يتركوا هذا المنزل أو بالأحرىٰ ترك البلدة بأكملها حفاظًا علىٰ حياتهما لكن لم يوافق رسلان، أما نوح فأخبره بأنه سوف يتركه اليوم حاول رسلان معه بأن لا يتركه وحيدًا، كما وعده أيضًا بأن هذه الليلة ستكون الأخيرة لهما في هذه البلدة، تنهد نوح بحيرة من أمره لكنه وافق رسلان كما نفذ أوامر ملاك بألا يترك المصحف من يديه مهما يحدث.... 

•• اقتربت الساعة من منتصف الليل حيثُ خرج رسلان من المنزل حتىٰ يقابل چيڤارا للمرة الأخيرة، أما نوح بعد خروج رسلان جلس أمام المنزل يستنشق ذالك الهواء العليل ليرىٰ ملاك تركض نحوه وهي تنادي عليه وكان يبدو علىٰ معالم وجهها الذعر مما جعله ينهض بفزع وبمجرد اقترابها منه تحدثت بصوت خائف مبحوح قائلة....

"نوح أنت وصاحبك لازم تسيبوا البيت حالًا"  

•• أجابها نوح بقلق ظاهر في نبرة صوته.... 

"إحنا كدا كدا هنسيب البلد النهاردة بس لما رسلان يجي"  

•• في تلك اللحظة خرجت شهقة قوية من ملاك متحدثة.... 

"إزاي يخرج دلوقتي ربنا يستر، مفيش وقت يانوح لازم تيجي معايا" 

•• قبل أن يتفوه نوح بكلمة وجد نيران مشتعلة في المنزل بطريقة مخيفة حيثُ نظر نوح وملاك إلىٰ المنزل بذعر....

•• في هذا الوقت اضطرت ملاك أن تجذب نوح وتركض تجاه منزل العم صالح، حيثُ كان نوح في عالم آخر شعر بانقباض قلبه ليغمض عينيه يدعوا الله أن يحفظه هو ورسلان....

•• بعد دقائق وصل إلىٰ منزل العم صالح، حيثُ استقبلهم العم صالح بقلق لتخبره ملاك بكل ماحدث بالتفصيل، تحدث صالح بخوف...  

"نوح أنت هتفضل في بيتي لحد النهار ما يطلع بعد كدا تسيب البلد وتمشي" 

تحدث نوح قائلًا....

"رسلان يظهر بس وهنمشي علطول" 

•• أجابه صالح.... 

"هنستنىٰ الصبح ظهر تمام غير كدا لاء، هتسيب البلد لأن وقتها حياتك أنت كمان هتبقىٰ في خطر غير كدا لازم حد يسافر معاك" 

•• تحدثت ملاك بخوف ظاهر في نبرة صوتها بعدما جلست علىٰ الأريكة..... 

"هسافر أنا معاه، زي ما حضرتك عارف إني حفظه القرآن الكريم وهقدر بأمر الله أخرجه من البلد وكمان نفسي أنزل القاهره علشان أخلص فيها الأوراق بتاعتي" 

•• اعترض صالح علىٰ ما قالته ملاك ولكن وافق نوح أن تسافر ملاك معه، ظلت ملاك تجلس بجوار نوح تقرأ قرآن أما نوح ظل يناجي ربه أن ينقذ رسلان....

•• ظلوا هكذا حتىٰ أشرقت الشمس ومِن ثُمّ ركب نوح سيارته وبجواره ملاك ثُمَّ أغلق أبواب السيارة كما قالت له وفي أثناء طريقهم هبت رياح مملوءة بالأتربة حجبت عن نوح رؤية الطريق،لكن ملاك طمئنته بحديثها العذب، لتبدأ في قراءة القرآن حتىٰ هدأت الرياح، و بمجرد ا وانتهاء قراءة ملاك للقرآن ظهر لهم أشكال مرعبة فتحدثت ملاك بذعر....

"نوح اوعىٰ تقف خليك ماشي ومتقلقش خلاص قربنا نخرج من البلد"

•• نفذ نوح ما قالته ملاك حتىٰ استطاع الخروج من البلد وأخيرًا وصل إلىٰ منزله بالقاهرة لتقابله والدته بقلق عندما رأت حالته وبجواره ملاك، حيثُ طمأنها نوح كما طلب منها بأن تأخذ ملاك حتىٰ تستريح من مشقة الطريق.....

••بعد مرور يوم كامل علىٰ وصولهما جلست ملاك بجوار شيماء علىٰ الأريكة وأمامهم نوح الذي بدأ بالتحدث وإخبار والدته بما حدث منذُ وصولهم إلىٰ الآن تحدثت شيماء بذعر.... 

"يعني كدا صاحبك مات، أنا من الأول قلبي كان مقبوض" 

•• أغمض نوح عينيه داعياً الله أن ينقذ صديقه، ثُمَّ تحدث بخوف ينهش قلبه....

"خلاص يا ماما المهم دلوقتي نطمئن عليه" 

•• مر أكثر من عشرة أيام مكثت فيهم ملاك في منزل نوح بعدما طلب نوح يديها....



•• في إحدىٰ شوارع محافظة البحيرة كان يسير زوج مع زوجته الحامل في شهرها الأخير وفي أثناء سيرهم تعبت الزوجه مما جعلها تجلس تحت ظل شجرة التي توجد بجوار الترعة.... 

•• وفي أثناء إستراحة الزوجه لاحظ الزوج جسد يطفو علىٰ سطح الماء من الظاهر إنه جسد رجل كان قريبًا من الشاطئ، تعالىٰ صوت صراخهم حتىٰ اجتمع بعض الأشخاص حولهم ليحاول أحدهم إخراج الجثة ولكن لم يستطع مما جعله ينزل المياه ليجد الجثة مقيدة بحبال متينة فبعد إخراجه من الماء قام بفك القيود ثُمَّ قام بحمل الجثة بمساعدة صديقة...

••ففي تلك اللحظة صُعِقَ عندما رأىٰ الجثة بهذا الحال، حيث كانت بحالة يُرثىٰ لها تحتل الجروح كامل الجسد كان وجهه شاحب شديد الاحمرار وعينية جاحظتين وكأنه كان يرىٰ شئ مفزع، كما وجد كلمات علىٰ جسده لم يفهمها أحد من الموجودين ولم يتعرف أحد علىٰ الجثة، وفي أقل من دقائق معدودة انتشر الخبر في أرجاء البلدة لم يتعرف عليه أحد سوى العم صالح الذي تحدث بحزن بالغ.... 

" إنا لله وإنا إليه راجعون، دا رسلان صاحب نوح " 

•• أجابه أحد الرجال....

"طيب إحنا دلوقتي المفروض نعمل إيه، أنا بصراحة كلمت الوحدة الصحية علشان ياخدوا الجثة " 

•• تنهد العم صالح بقلة حيله فهو علىٰ أتم العلم بضرورة دفن الجثة في أقرب وقت، مرت دقائق معدودة وتم نقل جثمان رسلان إلىٰ الوحدة الصحية، وعندما اقترب الطبيب من الجثة بدأت النوافذ الموجودة بالغرفة تفتح وتغلق بشكل مُفزع كما شعر الطبيب بالأرض تهتز تحت قدميه، حيثُ قام بتغطية الجثة وخرج مسرعًا، اقترب منه صالح يتحدث بقلق 

"مالك يا دكتور خارج وشك أصفر كدا ليه"

بدأ الطبيب إخباره بما حدث، عمل العم صالح بطمأنته حيثُ قام الطبيب بإخراج تصريح الدفن، ثُمَّ أشرف العم صالح علىٰ تغسيله ومعه بعض رجال الدين، لكن لم يستطيعوا تغسيله إلا بعد تشغيل القرآن وبعد إنتهائهم قاموا بدفنه وذهب كلًا منهم إلىٰ منزله....

••جلس صالح علىٰ الأريكة يريد معرفة ماحدث لـرسلان ولكن لم يتخيل ما تعرض له رسلان، تنهد بحزن شديد ليقوم بإخراج هاتفه من جيب الجلباب حتىٰ يقوم بالاتصال بنوح وإخباره بما حدث ولكن وجد الهاتف فاصل فقام بوضعه علىٰ الشاحن وفي هذا الوقت غفىٰ في نوم عميق.... 

Flash Back  

•• خلال الأيام الماضية خصوصًا يوم خروج رسلان من المنزل بعدما وعد نوح بأنه يريد رؤيه چيڤارا لأخر مرة قبل رحليهم من البلد وقبل خروجه مباشرة أخبره نوح عن ملاك وأنه يريد كتب كتابه عليها فرح رسلان بهذا الخبر ووقتها أخبره عن چيڤارا وما يعرفه عنها كما أخبره بمقابلته السابقة معها وبأنه هو الأخر يريد الزواج منها، شعر نوح بانقباض قلبه وقتها ليقوم بإعطاء رسلان مصحف صغير ولكن رفض رسلان خوفًا من أن يقع منه، خطىٰ رسلان خطوتين ثم ركض إلىٰ نوح ليضمه بكل قوة لديه وكأنه يودعه وقبل أن يتحدث نوح خرج رسلان ذاهبًا إلىٰ المكان الذي يقابل فيه چيڤارا....

•• وجدها تجلس علىٰ شاطئ الترعة تضع قدميها في الماء وكانت في أجمل حالة لها حيثُ نظر لها رسلان بهيام ولكن لم يقترب منها تحدثت چيڤارا بخبث....

"خايف تقرب مني علشان قاعدة هنا ورجلي في الماية، خايف أكون النداهة، ولا هى النداهة مبتخرجش من الماية!؟ تعالىٰ أقعد جنبي، إحنا مش أول مرة نقعد القعدة دي"

•• أجابها رسلان بذهول.... 

"الحكاية مش كدا بس حقيقي أنا مستغرب لهجتك في الكلام، بصراحة كدا كنت جاي أقابلك علشان أعرفك إني ماشي بكرا من البلد، وأكيد هنتقابل في القاهرة علشان عايز أرتبط بيكي" 

•• نظرت له چيڤارا بنظرات قد تفتك روحه ثُمَّ تحدثت بمكر.... 

"هتمشي بردو قبل ما تعرف حاجه عن النداهة أو العالم الأخر اللي أنت هتقدر تحمي نفسك منه، هو مش أنت  قولت كدا برضو" 

•• تراجع رسلان إلىٰ الخلف متمنيًا أن ما سمعه يكون دُعابة من چيڤارا حيثُ تحدث بتوتر... 

"چيڤارا أنتِ عرفتي كل دا منين!؟ " 

•• نهضت چيڤارا من جلستها ثُمّ اقتربت منه وتعالت صوت ضحكاتها الساخرة متحدثة باستمتاع... 

"متوقعتش إنك تكون بالغباء ده كل الفترة دي يا رسلان" 

•• ابتعد رسلان بهلع يتحدث 

"أنتِ مين اوعي تكوني النداهة حرام عليكِ أنا حبيتك بجد" 

•• ابتعدت عنه بخطوات وبدأ يظهر له شكلها الحقيقي، كانت عبارة عن فتاة طويلة القامة، ذات شعر أحمر طويل ومجعد، وبشرة سوداء قاتمة، فمها واسع جدًا، لديها أعين مخيفة بل مرعبة، لديها أظافر طويلة حادة، عندما رأها رسلان جحظت عيناه كما شعر بقلبه كاد يفارق جسده من هول ما رأي، حاول الهروب لكنه لم يستطع وكأن قدميه أصبحتا عاجزة عن التحرك، ظلت چيڤارا تدور حوله بسرعة كأنها إعصار ثم توقفت مرة واحدة متحدثه....

"قبل ما أقتلك هقولك حاجتين اوعىٰ تفتكر إن في حد هيقدر يحميك منى أنت من يوم ماجيت البلد وأنت في تعداد الأموات، سيبتك كام يوم علشان أتمتع وأنا بموتك وكمان نوح صاحبك أنا ولعت فيه وفي البيت....

تاني حاجة أنا مش النداهة أنا فتاة الموت بس وعد منى موتك هيكون علىٰ إيد النداهة بس بعد ما خلص اللي عايزاه منك"

•• تفوهت بيها وهي تقترب منه بصوتها الحقيقي ليس بصوتها العذب مثل المرات السابقة، نزلت دموع رسلان وهو يترجاها أن تتركه ووعدها برحيله قبل أن يحل عليه الصباح بلا رجوع....

•• ولكن قد فات الآوان في هذا الوقت بدأ رسلان تذكر اعتراض نوح فتمنىٰ أن يرجع به الزمن ولن يفكر في المجيء إلىٰ هنا مرة أُخرىٰ....

•• أما چيڤارا فكانت مستمتعة بما يحدث أمامها....

•• تحدث رسلان بذعر وبكاء....

"ارحميني أنا عايز أعيش أرجوكي " 


«أيها الأبله تترجىٰ مَن ؟!، بل ادعي ربك حتىٰ ينقذك من كل ما يحدث لك، فبعدك عن ربك وإصرارك أن تعلم كل شئ هو الضريبة التي تدفع ثمنها الآن»


•• تحدثت چيڤارا بانتصار...   

" وريني هتقدر تحمي نفسك منى إزاي ، آه نسيت أقولك إني جنية أو زي ما بيقولوا عفريتة واسمي هو "فتاة الموت" عمري ما سيبت حد غير وهو ميت، بسبب كلامك عننا قررنا نموتك موتة صعبة، هنخليك عبرة لأي حد يتريق علينا تاني، النداهة هي اللي هتاخد روحك بنفسها، و أنا مش هسيبك غير لما أشوف جثتك" 

•• نظر رسلان إلى الماء ليرىٰ فتاة بشعة الشكل، جسدها مثل الأخطبوط تنظر له نظرات كادت تقتل من يراها، رجع بنظره إلىٰ چيڤارا التي في التو قامت بإحكام يدها حول عنقه حتىٰ شعر رسلان باختناق وألم في آنٍ واحد بسبب أظافر چيڤارا التي دخلت في عنقه.....

•• زادت من قبضتها له وهي تهمهم بكلمات لم يفهمها ظلت ترفعه وتدور به وبكل قوتها ألقته في الترعة وهي تضحك، ليقع ضحية النداهة التي بادلتها الضحكات حين التفت يديها علىٰ عنقه حتىٰ زهقت روحه بين يداها، ثم نزلت به إلىٰ قاع المياه ولم تظهر جثته إلا بعد فترة كما ذكرنا في الوقت الحالي....

Back

••استيقظ صالح صباحًا ثم قام بالاتصال علىٰ نوح وأخبره بما حدث بأدق التفاصيل لم يستوعب نوح ما قاله صالح وأبلغه بأنه سياتي ولكن رفض صالح وأخبره بأنه إن أتىٰ لن تتركه النداهة أو معاونيها غير جثة هامدة كما فعلوا بصديقه.... 

•• حتىٰ جثمان رسلان لن يتركوه يخرج مما اضطره إلىٰ دفنه في البلد وأخبره بما حدث مع الطبيب، وقع الهاتف من يد نوح نزلت دموعه بغزارة علىٰ صديقه وهذه من المرات القليلة التى بكىٰ فيها نوح، حاولت ملاك التخفيف عنه ليمر عام علىٰ هذه الحادثة وتم عقد قران ملاك ونوح وسط سعادة الجميع لم ينسىٰ نوح رسلان كان يدعوا له في كل صلاته وكان يُخرج صدقات جارية علىٰ روحه....

 

ليس كل ما نفكر به أو نحاول معرفته صحيحًا، قد تُدَمر حياتك بمجرد التفكير في موضوع ما وهذا ما حدث مع رسلان، ظن أنه يستطيع حماية نفسه ولكن هيهات فقد أزهق حياته بيده، فماذا كان يحدث أن نفذ ما قاله نوح؟!، عزيزي القارئ عليك أن تدرك أنه لا يوجد حامي غير الله فاحفظه يحفظك.



تمت

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة