قصة جديدة إليك جنون عشقي لشيراز القاضي الفصل 2 - الجمعة 26/7/2024
قراءة نوفيلا إليك جنون عشقي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قصة إليك جنون عشقي
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة شيراز القاضي
الفصل الثاني
تم النشر يوم الجمعة
26/7/2024
" كيف غادرت المصحة ؟! من قام بتهريبها سوف يحاسب وانا لن اصمت ابدا !"
قالها عزيز صارخا حين اكتشف اثناء سؤاله الدوري عن حالة مرام لتجيب الموظفة بعملية
: لقد غادرت بعد تقييم اللجنة الطبية بالفعل ، أتى السيد حامد بصفته ولي أمر المريضة واستلمها .
أتى في الحال غاضبا وفي الطريق حادث دعاء التي أصابها الذعر لتقول
: متى حدث ذلك ؟! انا في مؤتمر طبي تعين علي الذهاب اليه بشكل طارئ !.
" سيد عزيز اهدأ ، الامر لا يستدعي كل هذا الغضب "
قالها الدكتور رشاد مدير المصحة وهو يجلس مكانه بهدوء ليصرخ عزيز قائلا
: اريد الطيب المسؤول عن حالتها حالا ، مرام تم اختطافها او تهريبها لان الرجل المذكور مهاجر خارج البلاد وانا لن أقف مكتوف اليدين وقد انهي مسيرته المهنية !
❈-❈-❈
في مكان اخر اكثر هدوئها ، جلست مرام تتابع المشهد من خلف الستارة لهذا المجمع السكني الراقي الذي اخذها اليه الرجل الذي قام بتمثيل دور عمها المزعوم حتى اوصلها إلى هنا ، لم تكن تصدق هذا!، ان هناك شخصا سيساعدها بعد كل ما حدث معها .
.
اغمضت عيناها تأخذ نفسا لكنه كان مختنقا ! .
❈-❈-❈
" طلبتني دكتور؟!"
قالها فجر الدين الذي دخل المكتب لامحا عزيز الجالس بتحفز ليجيبه الدكتور
: السيد عزيز متفاجئ من رحيل مرام ويقول إن الرجل الذي أتى لأخذها من المفترض انه مهاجر ويريد معرفة لماذا غادرت من الاساس.
قطب فجر حاجبيه ليقول
: كيف هذا ؟! الرجل كان عمها كما هو مذكور أتى وقابلته بنفسي وقد تعرفت عليه مرام معرفة بإسمه .
كز عزيز على أسنانه ليقول بغضب
: كيف خرجت من هنا من الاساس بحالتها تلك وكيف تثق بقدراتها العقلية ! لقد كادت ان تقتل اطفالي!.
اخذ فجر وضعية التفكير ليقول بعد برهة
: لقد شُفيت تمام ، تم عرضها على اللجنة بعدما اظهرت تحسنا ملحوظا وبناءً عليه سألها الاخصائي الاجتماعي عن من يكفلها فأخبرتنا بإسم السيد حامد ورقم هاتفه واتر الرجل واخذها !.
كان عزيز ينقر فوق المكتب بغضب حتى فجأة قام بإلقاء تحفة صغيرة مرت من جوار رأس فجر فأجفل الدكتور رشاد قائلا
: سيد عزيز! المكان هنا له احترامه ! لقد تفهمنا غضبك وافهمناك بهدوء ما حدث لكن اي تطاول لن اسمح به !.
نهض عزيز ناظرا نحو فجر الذي وضع ساق فوق الأخرى ينظر إلى عزيز بهدوء فهدده الاخير قائلا
: ستحاسب ، اقسم انك ستتحاسب ان اثبت انك قمت بتهريبها !.
❈-❈-❈
" آلاء !"
ناداها حين تأكد من سيرها بمفردها ذابلة و شاردة لا تطالع شيء لكنها توقفت تنظر في اتجاه الصوت بابتسامه قلقة لتسرع اليه حين وجدته يقف جانبا ومعه دراجته النارية لتقول
: ياالهي احمد! لقد قلقت عليك كثيرا ، وسألت عنك حين استيقظت وعرفت ما حدث ، انا حقا اسفه للغاية لما حدث!.
ابتسم لها يتأملها قائلا
: كل شيء فدا عيون الاميرة آلاء ، ثم لا يصيبك الحزن كثيرا! ، لقد وجدت عملا افضل بكثير وفي ظرف عام واحد استطيع إنهاء أقساط الشقة التي اخذتها في المساكن الجديدة ، جميلة جدا وقد اعلمتك مكانها قبلا ، لابد وانك تعرفيه !.
بالطبع تعرفه وحفظته ايضا ! الشقة الراقية التي يجاهد ليمتلكها حنى يتزوج بها!.
ابتسمت ببهتان هذه المرة لتقول
: ستكون فتاة أحلامك تلك محظوظة بك ! انت رجل شهم يعتمد عليه احمد !.
ابتسم بتلاعب ليقول
: أهذا رأيك ؟ حبيبتي تلك مستواها افضل مني بمراحل لذا اخاف ان اظلمها معي .
ابتسمت بدفيء حزين لتقول
: المال ليس كل شيء، ما ان تحاوطها بابتسامتك تلك وتصونها وترعى الله بها سيكون كافِ.
اتسعت ابتسامته ليقول بتأكيد
: لديك كل الحق يا اميره !.
❈-❈-❈
" سيد حامد لا اريد منك ان تتوتر ، ليس عليك اية مسؤوليه ، انا سأتكفل بمرام بالكامل كل ما اطلبه منك هو ان حين يتصل بك عزيز فإنك تقول ما قلته لك فقط "
شعر الرجل بالخجل لتركه ابنة اخيه بيد غريب يحاول انقاذها بينما هو هاجر بأسرته وهو يعرف تمام العلم ان إخوته لن يبدو اي ردة فعل مرجوة لذا قال خجلا
: العين بصيرة واليد قصيرة كما يقال يادكتور ، راتبي يكفينا بالكاد، لولا ذلك لأرسلت لها ان تأت هنا ، لكن ... اوه ..انه عزيز انتظر.
تحدث فجر بسرعة قائلا
: ابق الخط مفتوحا معي واجب عليه .
كان فجر يحادثه عن طريق مكالمة فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعية على جهاز ولده المحمول بينما عزيز يطلبه عبر الهاتف .
《 سؤال وأريد جوابه ، لماذا اخذت مرام من المصحة ؟》
قالها عزيز بغضب دون سلام لينظر حامد نحو الجهاز المحمول لفجر الذي نظر له يهدئه ليقول حامد
: ابنة اخي وطلبتني من داخل مصح عقلي بعدما امناك عليها ، احمد ربك انني اخذتها وذهبت فقط دون أي فضائح، واسمع ما سأقول لك وابتعد عنا والى هنا وكفى !، أبنائك لديك وابنتي لدي وانتهى الامر .
قال عزيز بسخرية واضحه
《 حقا؟! صدقتك ! انتم رميتموها مقابل حفنة من المال ، كم تريد وتسلمها الي ؟! 》
هنا تحدث حامد بغضب نابع من داخله ليقول
: قسما بالله كلمة أخرى وارفع عليك دعوى من شئنها تحطيم صورتك المثالية وبالتالي مكانتك بين الناس وانت تعلم جيدا كم تفيدكم الصور المزيفة التي تنشروها عن أنفسكم، هي عادت معي وانتهى الامر!.
مط عزيز شفتيه ساخرا ليقول
《 اذا لماذا تركتها في دبي ولم تأخذها معك إلى كندا؟! 》
حمد فجر الله في قلبه انه خطط لتلك الفكرة واستخدم نفوذه وعلاقاته لإيهامه انها في دبي مع ابنة عمها التي تزوجت وتعيش هناك منذ سنوات .
قال حامد ما نصه له فجر سابقا مدعيا الملل
: رغبت في البقاء مع رغدة لأنها لا تتحدث الفرنسية وستعمل هناك وتأمن حياتها بعيدا عنك!.
بعد مناوشات وتهديدات اغلق حامد الخط لينظر نحو فجر بغضب ليقول
: اما من طريقة لكسر أنف هذا الوغد؟! ماذا إن توصل لها وعلم انها محض خدعه ؟!
حرك فجر رأسه بوعيد ليقول
: لا تقلق انا سأنهيه ، فقط ارسل الي المحادثة التي سجلتها له وسوف اوافيك بالجديد ، السلام عليكم.
❈-❈-❈
" احمد لن تصدق ما يحدث ، ستصبح من أصحاب الملايين ! "
هتف بها عيسى الذي كان يرقص فرحا وهو يقول كلماته تلك لينظر له احمد بتعجب ليكمل عيسى وهو ما زال يرقص
: حدثني مرزوق الان واعلمني ان هناك رجلا يبحث بسرية خلف عزيز رافع واسرار عزيز رافع وعرض عليه مبلغ خيالي من المال مقابل اي معلومة ولو صغيرة عنه ، اتعلم من يكون؟
تساءل احمد برأسه ليجيب عيسى بنفس وضع رقصه المجنون
: الدكتور الذي يعالج ام الطفلين والذي يشك به عزيز انه هو من هربها !.
امال احمد رأسه بتفكير و رويدا رويدا بدأ الابتسامة تطل على شفتيه ، إن كان بالفعل هو من هرب تلك المسكينة فعليه ان يزوره للتأكد!.
❈-❈-❈
جرس الباب ! لم تسمع احدا يدق الباب منذ اتت إلى هنا حتى ظنت نفسها وقعت في مصيده أخرى لعزيز!.
بأقدام مرتعشة ذهبت نحو الباب لتنظر من العدسة السرية فوجدت الطبيب يقف خارجا يضع يده في جيبه وهناك امرأة كبيرة تقف إلى جانبه ففتحت الباب تطل من خلفه بعينيها الطفوليتين الواسعتين جاعلة من الواقف امامها يشرد بها مبتسما قبل ان يتحرك من مكانه يحمل الحقائب التي كانت على الأرض قائلا
: مرحبا، هذه خاله عليه يامرام وهي ستبقى معك هنا ، ما بك ؟
قالها باهتمام ما ان وجدها تنظر اليه كطوق نجاة لتجيبه بصوت مختنق
: لقد بدأت اظن انني في فخ جديد من تنفيذ عزيز، متى سأخذ ابنائي منه ؟!
طفله ولا تفقه شيئا في الحياة، دوت تلك الخاطرة داخل عقل فجر ليقول
: ما زلت ابحث خلفه ، لكننا نسير في الطريق الصحيح لا تخافي ، واوهمناه انك سافرت الى دبي للعمل والعيش هناك لبدء حياة جديدة .
اومأت برأسها بحزن لتخفض وجهها ليقول محاولا إلهائها
: الخالة علية من احن الشخصيات التي قد تتعرفين عليها يوما، تلك المرأة العجوز كانت مربيتي حين اتيت إلى ابي هنا .
ضربته عليه بمزاح على كتفه وما كادت تتحدث حتى رن هاتفه برقم اسمه " مرزوق " فنهض بسرعة باتجاه الشرفة ليجيب
《مساءك كالعنبر يا سيادة الطبيب》
ابتسم فجر بجمود من طريقة كلماته والتي توحي بأنه يريد زيادة في المال بكل تأكيد ليصدق حدثه حين قال
《 لقد عثرت لك على كنز ، شخص لديه كل ماض وحاضر عزيز المظلم ، لكن الأموال ستنقسم الى ثلاثة وهذا غير كاف 》
اغمض عيناه ليقول
: وكم تريدون ؟
قال مرزوق المبلغ ليقطب فجر جبينه مرددا المبلغ ببعض الصدمة ليقول
: لكن لا أملك كل هذا المال حاليا !
كاد ان يكمل كلماته لكنه اجفل حين وجد مرام تقف خلفه تلكز ذراعه ليقول لمحادثه
: حسنا سأتدبر الامر واحادثك .
ثم توجه لها بالحديث قائلا
: هل هناك ما تريدين قوله؟
اومأت برأسها لتقول
: هذا الرجل الذي طلبت منه ما يدين عزيز صحيح؟
اومأ لها متوجسا لتكمل
: كم يلزمه من المال ؟
قطب حاجبيه ليقول
: وما شأنك بالمال ! غدا سنتقابل ويأخذ أمواله ان شاء الله .
.
الشيء الوحيد الذي تعاملت فيه بنضج غير مقصود هي تلك المرة التي قرأت فيها عبر الإنترنت عن فتاة تزوجت رجلا وكانت تهابه فقامت بإخفاء بعض الأموال لتساعدها إن فكر هذا الرجل في خداعها!.
قالت له بعد ان عادت من شرودها
: انا لدي المال ، لقد خبأتهم جيدا في مكان مستحيل ان يصل اليه احد !.
قطب هو بضيق ليقول
: مرام انا معي اموالا طائلة ولست فقيرا وحمدا لله على النعمة ، كل ما في الأمر أن كل اموالي في السوق ، غدا سأخذ قرض على باقي المبلغ المتاح معي حاليا وانتهينا.
تحدثت هي بإصرار
: لا تأخذ قرضا اذا سأكمل انا باقي المبلغ !.
❈-❈-❈
" لا اصدق انك اقنعتني بهذا الجنون ! "
قالها فجر نزقا حين أخبرته عن مكان المال والمجوهرات التي اخذتها معها ليذهب آتيا بها من حيث مخبأها .
نظرت هي للحقيبة باشمئزاز لتقول
: خذها كلها وافعل بها ما شئت !
قال رافضا
: لا! هذه أموالكم انت وابنائك وسوف تحتاجينها ، فقط لإرضائك سآخذ المال لان المجوهرات لن نستطيع التصرف بها الان ، ما ان اضع ذلك الوغد في السجن سنبيع تلك المجوهرات وندخل لك بها مشروعا مربحا ان شاء الله.
❈-❈-❈
" اين انت الان"
قالها فجر محادثا الرجل الذي قال له مرزوق انه سيحادثه ليقول الرجل
《 هناك باب عمارة على يمينك ، ادخلها ثم توجه نحو الشقة التي في وجهك تماما》
اغلق الخط وتعجب من كونه سيلاقيه داخل مسكنه !
" مرحبا يادكتور كيف حالك؟"
قالها احمد مبتسما ما ان رأي تعجب فجر الذي تعرف عليه بالطبع فهو كان الحارس الشخصي لعزيز وكان يأت معه في زيارته للمصحة .
جلس فجر ناظرا له بترق بعد تبادل التحية ليقول احمد
: لم أكن سآخذ منك مالا لكني بحاجته ، وما معي يجعله يذهب وراء الشمس بلا رجعة وإن ذهب فإن كل ما له يذهب إلى أطفاله لأنه لا اطفال لديه غيرهم وزوجته لا تستطيع الإنجاب!
قطب حاجبيه ليقول
: كلي اذان صاغية وها هو المال ، لكن هذا دفعة أولى حتى ارى ما لديك .
اومأ احمد متفهما قلق الرجل امامه ليجلب حاسوبا شخصيا وقام بفتح ملف كلن مليء بالفيديوهات المسجلة ، فتح احدهم وكان قد تم تصويره من خلال النافذة وكانت لمرام!
عقد حاجباه بألم وهو يستمع لصوت صراخها المتألم بينما عزيز يصفعها بعنف على وجهها لتقع ارضا فقام بدهس قدمها تحت ساقه لتصرخ بألم اشد ، كانت حامل واللعنة كانت حامل !
سمع صوت عزيز واضحا يقول
: كنت بدأت احبك يامرام لكن يبدو أنك ستتعبينني معك ! الأوراق امامك ، قومي بالإمضاء عليها لتنتهي من العذاب واحضر لك طعاما يشبعك ، ما دمت على عنادك لن اعطيك غير ما يحافظ على ابنائي فقط وبعدها سأشرب من دمائك وقعي !.
اغلق الحاسوب بعنف وهو يتنفس بغضب لكن احمد قام بفتحه مجددا ليقول
: اغضب فيما بعد الان عليك رؤية المهم ، هنا فيديو كانت جيلان تصرح فيه ان ما تم الامضاء عليه جبرا وتحت التعذيب هو إقرار بالتنازل عن الاطفال وان مرام مريضة نفسية وانها مدمنة كذلك ، هكذا فيديو يجعلها تأخذ أبنائها منهم في جلسة واحده ، اما هنا فهو فيديو يوضح تواطؤ عزيز وجيلان معا في امر بالقتل للسياسي المعروف الذي تم اغتياله منذ مدة بسبب انه كان يلمح لفساد مجموعة العزيز فارما ...
واكمل احمد الفيديوهات على هذا النحو والتي بالفعل كانت كارثيه واظهرت ملامح عزيز بوضوح لا يقبل الشك .
.
تساءل فجر قائلا
: انت كنت تعمل معه ، لماذا كنت تصور كل تلك الامور؟!
امال احمد رأسه للأسفل بابتسامة متذكرا الإهانات التي تعرض لها مرارا على يدهم جميعا ، ووالدته التي ماتت كمدا بسبب ظلمهم له حين سرقوا مشروعه الذب خطط له وقدمه ابن اخ عزيز كأنه له واشتهر به بينما عمل ابنها كحارس شخصي ، اضطر حينها ليكمل معهم العمل حتى يستطيع النيل منهم ليقول
: حق قديم بيني وبين عائلتهم كلها وسوف اكون مسرورا بنهايتهم ، كما أن المسكينة تستحق ان تحيا حياة هانئة بعدما رأت معهم كل هذا .
❈-❈-❈
ما اكتشفه بعد زيارته لأحمد جعل رأسه يفكر في كل الاتجاهات ، مرام في خطر دائم حتى لو حاربه بالقانون ، بنسبة مائة بالمائة لديه اعوان قادمون على إخراجه من كل البلاغات كأنها لم تكن ، يريد تصفية ذهنه ليرتب له الامر بطريقة محكمة .
.
تنهد بعدها بتعب لتهاجمه صورتها في عقله ليبتسم بلا شعور ! ستعيش هانئة، بإذن الله سيجعلها تعيش حياة هادئة مطمئنة !.
❈-❈-❈
تعددت لقاءات احمد وآلاء الذي وللغرابة تراه مهتما بكل تفاصيلها اكثر من عائلتها ، تعرف انها بسبب مرضها هي كارت محترق لدى عائلتها فلا احد يهتم بها سوى لماما !
تنهدت بألم تنظر نحو يدها بحزن لتتفاجأ بأحد ما يضع شطيرة من الجبن الذائب بين يديها دون كلمات فرجعت وجهها له بسرعة مبتسمة بامتنان ، حتى طعامها المفضل يعرفه !.
تحدث احمد بينما يفتح لها علبة مشروب غازي محلي الصنع امامها
: ما بك؟! لا احب رؤيتك حزينة هكذا ، اخبرتك ان حزنك غال جدا، آيا كان ما يضايقك اخبريني به .
ابتسمت له لتقول كلمة لا تعرف كيف خرجت من بين شفتيها جعلته يتجمد في مكانه
: ليتني كنت منك انت ولست منهم !.
❈-❈-❈
" فجر! عرفتك منذ كنت طفلا واعرفك لا تحب ما لا يصح!"
قالتها علية إلى فجر الذي يزور الشفة من وقت لأخر لكن ما ان تعرف مرام ان لا جديد تدخل الغرفة بصمت حزين ولا تخرج مجددا مما يثير امتعاضه !.
قال فجر ناظرا إلى علية
: ماذا تريدين القول ؟
اعتدلت لتقول
: لا يعجبني تدخلك في كل هذه المشاكل ، هل تستطيع إخباري ما نهاية ما انت به ؟ ، اعرفك تساعد الجميع لكنك لم تصل إلى هذا الحد قبلا !.
ابتسم بثقة ليقول بصوت خفيض
: بداية الامر كان شفقة على طفلة اصبحت ام وتموت كمدا لرؤية اطفالها .
ارتفع حاجب علية ليكمل ضاحكا
: اجل ياعجوز! احببتها ! بعدما ننتهي من كل تلك المشكلات سأعرض عليها الزواج وقد توافق او لا
قال آخر الجملة بصوت خرج شاردا حزينا لتقول علية بحكمه
: انظر الي ، انا لا أفهم في القانون جيدا ولكن ، الن يكون بصالحها ان تكون متزوجة ولديها زوج ذا سمعة جيدة ومال وفير حين تقدم الشكوى ؟!
قطب حاجبيه متوجسا ليقول
: ما الذي ترمين اليه؟! هل اخبرها ان تتزوج بي لأجل ان تأخذ أبنائها؟! وتحيا معي بهذا الوجه التعيس لأنها تزوجت بي كتضحية وعرفان بما فعلت ؟! لا لا ..لا لا يا علية لقد جن جنونك !.
❈-❈-❈
" اخبرتني خالتي علية انك تريدني!"
قالتها مرام بهدوئها الحزين المعتاد ، ابتلع هو لعابه محاولا بدء الحديث ليلمح بطرف عينيه علية التي تقف عند باب المطبخ خلف مرام تطالعه مبتسمة بشماتة ليكز على أسنانه بغضب قبل ان يحمحم ويقول
: اريدك ان تفكري بحديثي جيدا ، ومهما كان قرارك انا معك ! لا يوجد ضغط ولا أيا من هذا !
رميته بقلق ليقول
: ا انا فكرت ا ان اخبرك ، اوهو انظري ، حين نقدم البلاغ ليتم فتح قضية الحضانة سيكون موقفك أقوى ان كان لك ما تستندين عليه ! أعني المحكمة لن تحكم بالحضانة الا اذا رأت انك اهل لها من حيث الصحة النفسية بالطبع ثم المستوى المعيشي والذي انا واثق تمام الثقة انه سيطعن به ، لذا انا اقترح عليك ان .... ان نتزوج انا وانت واعدك ان أكون عند حسن ظنك و وبعد انتهاء الامر وعودة أبنائك لحضنك ان اردت الطلاق .. لك ذلك وان بقيت معي. سيكون من دواعي سروري !.
كانت طالعه بصدمة ليقول بسرعه
: لا تقلقي أيا كان ردك انا معك حتى النهاية ولن اتخلى عنك ابدا ، كان مجرد اقتراح ، فكري واتصلي بي لتعطيني جوابك .
كاد ان ينهض ليجدها تقول
: و وحياتك ؟ كيف ترهن حياتك بي ؟! هذا كثير ! .
نفى برأسه بسرعة ليقول
: لا يوجد رهن ولا اي من هذا القبيل! ، بالأساس انا لم افكر بالزواج ولم أكن لأفكر به ما حييت لأمر قد ارويه لك في يوم ما ،فقط فكري جيدا ، سأكون مسرورا بموافقتك ولكن ..الامر يعود لط ولا داع للقلق ، اتفقنا؟!
❈-❈-❈
يتقلب وكأنه نائم فوق جمر كلما تذكر كلماتها الدافئة والتي تمنت بها انتمائها اليه! ، يا الله ! هل تصبح له يوما ؟!
سيفعل المستحيل طالما هي تريده مثلما يريدها !.
يتبع