-->

نوفيلا جديدة إليك جنون عشقي لشيراز القاضي الفصل 3 - الجمعة 26/7/2024

 

قراءة نوفيلا إليك جنون عشقي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قصة إليك جنون عشقي

نوفيلا جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة شيراز القاضي

الفصل الثالث

تم النشر يوم الجمعة

26/7/2024



" بالرفاء والبنين ان شاء الله" 

قالها المأذون بابتسامة عذبة ما ان وقع كلا العروسين على أوراق الزواج ثم نهض مغادرا ، وقف فجر من مكانه بعدما ودع الدكتور رشاد وصديقاه اللذان شهدا على عقد قرانه ثم عاد إلى مرام التي تطالع الارض بشرود ليقول مبتسما بتوتر 

: لقد اعدت لنا الخالة علية طعاما رائع! هل تحبين تناول الطعام الان ؟ 

حركت رأسها بالرفض ليقول 

: مرام! لقد اخبرتك امك لست مجبرة على الموافقة ابدا 

قاطعته مرام قائلة 

: اعلم انك لم تجبرني ، انا فقط افكر في القادم . 

ابتسم ممسكا يدها بلطف قائلا 

: الآتي كله خير ان شاء الله ، سأفعل المستحيل لجلب اطفالك  وسيتعفن عزيز داخل السجن وسوف نكون سعداء لا تقلقي . 

❈-❈-❈

《 تعال إلى المنزل حالا ، انا سوف اجن !》 

قالتها جيلان بصراخ عبر الهاتف ليعود عزيز سريعا للمنزل بالفعل ليجد جيلان ممسكة بورقة اخذها منها ليقوم بإلقائها ارضا بغضب ليقول 

: كيف هذا وقد تأكدت انها غير موجودة هنا ؟! 

قالت جيلان بغضب 

: أهذا كل ما يهمك ؟ كيف تمكنت تلك الغبية التي لا تفقه شيئا في الحياة برفع دعوى قضائية عليك بضم الطفلين؟! هناك من يقف خلفها وعلينا الحذر من الان فصاعدا . 

◇◇◇◇◇

" لقد تلقوا الدعوى الان " 

قالها فجر الذي كان  يتناول الطعام مع مرام وعلية لترفع وجهها بسرعة نحوه قائلة 

: اذا متى موعدها، هل سأستلم أطفالي بعدها مباشرة؟ 

ابتسم لها بحنو ليقول 

: لا ، الأمور لا تجري هكذا ..ستأخذ وقتا ليس بالطويل وسيعود اطفالك اليك. 

❈-❈-❈

" يوم المرافعة" 

كانت تتحرك بقلق داخل المنزل وهي تدعو في سرها ان ينتهي الامر وتأخذ اطفالها .

قاطع ما كانت تفكر به انفتاح الباب لتجد فجر دخل وملامحها غير مقروءة لتقول 

: ماذا حدث؟! لما انت صامت؟! 

نفخ فجر بغضب ليقول

: تأجلت الجلسة لان عزيز ومحاميه لم يحضرا الجلسة وعرفت انه خارج البلد ولن يعود إلا بعد مدة قد تمتد لشهر !. 

جلست مكانها بصدمة لتقول 

: لن يعود ، لقد قام بتهريبهم ولن يعود !. 

ربت على كتفها يطمئنها لكنها لم تكن تسمعه!.

❈-❈-❈

ليلا خاف ان يحدث لها أي مضاعفات فبقى معهم ، لم يقدر علي  النوم فخرج إلى الشرفة يتابع اعماله في الخارج لكنه اجفل حين وجدها تجلس ضامة ركبتيها الى صدرها ناظرة إلى السماء فذهب ببطء يجلس بجانبها ليقول 

: ما الذي يوقظك إلى هذا الوقت مرام؟! الم أخبرك ان كل شيء بخير؟! ، انه على زمة قضية ولم يسافر خارج البلاد ، انهم هنا لكنه ابتعد ليتجهز للمواجهة القادمة فقط وانا له بالمرصاد فلا تخافي ! 

قالت بنبرة امتلأت بالضعف والغضب والاشمئزاز 

: سينتصر علي بنفوذه، انا ضعيفة وغير جديرة بأبنائي ! 

تحرك ليجلس امامها ممسكا اياها من كتفيها يهزها برفق قائلا بتصميم 

: وانا اين ذهبت ؟! لن اتركك تستسلمين هكذا !، والأولاد؟ أعمارهم قاربت العام الان ! ستذهبين إلى جلسات تدريب تربوية تناسب عمرهم ومستقبلهم سأعلمك كيف تأمنيه، انا سأفعل كل شيء لك فلا تخافي ابدا . 

ثم لانت لهجته ليقول مبتسما بدفيء 

: ثم انك ستكونين احن وارق ام رأتها عيناي واطفالك سيحبونك ويلتصقون بك كالعلكة تماما حتى تصرخي من أفعالهم المشاكسة . 

ظهرت شبح ابتسامة متمنية على شفتيها قبل ان تغرق الدموع عيناها من جديد ليقول بعدما صفن في ملامحها قليلا 

: عرفت الحل معك  ! احلى حل في الوجود كفيلا بصب الطمأنينة إلى قلبك ! . 

رفعت وجهها له بتيه لا تفهم معنى كلماته ولا اصراره الظاهر في عيناه وابتسامته المشرقة التي جعلت وجهه اكثر وسامة مما كان. 

❈-❈-❈

بعد مرور اسبوعين  

في أطهر بقاع الأرض حيث لا شجن ولا عداء ولا نفوس خبيثة جلست مرام بجوار زوجها ارضا بعدما أتمت عمرتها وتحللا من الإحرام امام الكعبة حين وجدها اثناء خروجهم من الباب الخارجي تنظر نحو الكعبة باحتياج فأخذ بيدها دون كلمات ليعودا نحو الكعبة بدلا من الذهاب لتناول الطعام !

تجلس جلستها تلك منذ حوالي النصف ساعة تقريبا تتأمل الكعبة بأعين فاض منها الدمع بفم مطبق وهي تعلم ان الله يستمع إلى ما في قلبها ، في البداية حين اخبرها فرحا انه قام بالتسجيل في برنامج عمرة وقام بتحضير التأشيرة اللازمة للذهاب رفضت بشدة كيف تذهب وتترك أبنائها لكنه أقنعها انها بحاجة إلى ذلك وسيعودان قبل موعد الجلسة. 

.

جلس بجانبها بإحرامه ضاما يداه إلى بعضهما بعدما انهي صلاة ركعتين لله دون ان يحادثها بغية ان يتركها حتى تهدأ لكن طال صمتها وبكائها لينهض ممسكا يدها حتى انه اجفلها لتقول برفض 

: دعنا نبقى هكذا قليلا ! 

ابتسم لها قائلا 

: الا تريدين الاقتراب اكثر؟ 

نظرت امامها للناس الكثر اللذين يطوفون حول الكعبة لتحول نظرها له بتشوش ليبادلها بنظرة مطمئنة ثم بحماس قال 

: تعلمين كيف تزاحمين ؟! 

قطبت حاجبيها بجهل ليضحك قائلا 

: هيا اذا إلى المعركة !. 

صعقتها المفاجأة ولوهله نست ما بها لتضحك حين وجدته يحاوطها بيديه حتى لا تصطدم بالرجال حولها قائلا بصوت عال قليلا 

: حاذر ببطء ياشباب حتى لا يتأذى احد !. 

نظرت له امرأة ما بدت اجنبية قائلة بعربية ركيك 

: خذ انت حذرك بذراعيك هاتين ! 

اعتذر منها بابتسامة مزيفه حتى وصلا اخيرا امام الكعبة فلمستها منبهرة فقال لها 

: هذا الركن اليماني ، تستطيعين لمس الكعبة مباشرة . 

اومأت له وهي تدعي من كل قلبها ان يحفظ طفلاها لها وان يردهم اليها . 

❈-❈-❈

" مرحبا بكم على متن الرحلة  ***** " 

استمعا إلى صوت كابتن الطائرة وهما جالسين في اماكنهما بعدما انتهت الايام التي اتخذوها لأداء مناسك العمرة وزيادة المدينة المنورة كذلك . 

نظر يتأمل وجهها مبتسما بارتياح ، لقد فادتها تلك الرحلة ، اصبح وجهها صافيا ، به بعض القلق لكن ليس مثلما كانت قبلا . 

تأمل ملابسها مبتسما اكثر متذكرا انه أتى آها بأزياء شرعية لأداء العمرة وقد ظن انها سوف تتخلى عنها حينما ينتهوا ، لكنه تفاجأ حين  كانا يشتريان الهدايا حتى انها لم تنسى صغارها ، وجدها تأخذ الوانا اخرى من الزي الشرعي وحين طالعها بتساؤل قالت بخجل 

: اريد ان اشتري  واحدا خر حتى استطيع التبديل بينهم . 

ارتدت الحجاب 

❈-❈-❈

" الا توجد طريقة نغادر بها البلاد ، تصرف ياعزيز انا ان اترك تلك الحثالة تنتصر علي!" 

قالتها جيلان بغضب وهي تجلس امام حمام السباحة الموجود في الشاليه الخاص بهم لتجد عزيز يتابع أطفاله بجمود وهما يلعبان لينظر لها قائلا 

: عزيز تصرف ، عزيز اريد أطفالا، عزيز طلقها، عزيز ادخلها المصحه ، لقد مللت ! ها انا ذا جالس وافكر في الامر لذا كفى! 

❈-❈-❈

" آلاء! " 

اجفلت حين سمعت ندائه لتحاول الهرب ، منذ زلة لسانها وهي تتهرب منه خجلا وخزيا لكنه لم يتركها وظل ورائها حتى وقف امامها بدراجته الناريه بسرعة خاطفة ليقول 

: إن ظننت انني سأتركك بعدما ظفرت اخيرا بإعتراف او لما يشبهه فأنت واهمة ياقمري ! 

ضمت كتبها إلى صدرها ناظرة إلى كل شيء عداه ليميل برأسه مبتسما لهل قائلا 

: اشتقتك !. 

لم تنظر له ايضا لكن تغير لون وجهها الابتسامة التى تجاهد لوأدها فضحتها لتقول بصوت منخفض 

: كلانا يعلم ان ما نفكر به مستحيل لذلك لن نمني أنفسنا. 

اومأ لها ليقول بغموض 

: قريبا لن يكون مستحيلا ،والان هيا لنذهب لتناول الطعام ، هل احضرت دوائك كم تركتيه في المنزل كالمعتاد؟! 

ابتسمت بخجل ناظرة نحو يدها رغم عدم فهمها ما يقصد في بداية كلماته لتوميء له لتراه يترجل من على دراجته يوقفها في  مكان ما اعتاد على تركها به ليسيرا معا عبر الشارع للذهاب إلى مطعمهما المفضل غير منتبهين إلى من  كان يراقبهما!. 

❈-❈-❈

《 ان السيد فجر قد تعرض لحادث وتهشم هاتفه لكننا وجدنا هذا الرقم مكتوب داخل محفظته لذا يرجى التوجه للمشفى في العنوان التالي..》》 

رسالة وصلتها من رقم مجهول لتنهض فزعة وهي تصرخ مرتدية ثيابها وهي تبكي لتخبر علية وهي ترتعش ما حدث وانها ذاهبة اليه . 

《 تم تحديد الهدف، لقد خرجت بالفعل سيدي》 

ابتسم بثقة شرسة ليقول 

: اجلبوها !. 

❈-❈-❈

" ماذا حل بالمرور اليوم ؟!" 

قالها فجر بنزق وهو يقف بسيارته خلف طابور طويل جدا من السيارات ليجد رجلا مر من جانبه محوقلا ليسأله 

: لماذا المرور متوقف؟! 

زم الرجل شفتيه بشفقة ليقول 

: حادث ياسيد ، عليك سلك طريق اخر ان اردت المرور! 

لكن فجر نظر خلفه بنفاذ صبر حين وجد خلفه عددا كبيرا من السيارات بالفعل ، ثم حول بصره لهاتفه الذي تحطم اثر اصتدام احد الاشخاص به ليردد 

: امسينا وأمسى الملك لله ، ها نحن ننتظر !. 

❈-❈-❈

" السلام عليكم.."

لم يكمل سلامه حين رأى علية تصرخ باكية لتقول 

: اوه ياحبيبي حمدا لله على سلامتك وانك بخير، قلقت عليكما حين تأخرتم!. 

قطب حاجبيه ليقول بتوجس 

: ماذا تعنين ب تأخرتم؟! 

لم يسعفها الوقت للرد ليجد هاتف المنزل يصدر صوتا ليرفع السماعة حتى سمع صوتا يعرفه جيدا لقد كان ☆عزيز☆ 

《 علك عرفت الان ان زوجتك خرجت تهيم على وجهها حتى تطمئن عليك في المشفى !ترى هل عادت؟》 

كز فجر على أسنانه ليقول 

: اين هي ، اخرجها وواجهني رجلا لرجل . 

قهقه عزيز دون مرح ليقول 

: خروجها حية من هنا مقابل سحب الدعوى التي قمت برفعها !. 

وأغلق الخط كأنه يعطيه مهلة ليفكر ! . 

❈-❈-❈

جالسا يدخن السجارة بغضب وهو يتذكر حين بدأ بالنبش خلف كل من يستطيع مساعدة مرام فلم يجد سوى طبيبها الذي كان يحادثه ببرود وتشفي حين عرف بمغادرتها !. 

مع بعض البحث هنا وهناك عرف أماكن تواجد الطبيب ليتفاجأ ان الطبيب متزوج من مرام ويسكنها في  إحدى الشقق في مجمع سكني راق ! 

زم شفتيه بغيظ وهو يتذكر الصور التي ارسلها له الرجل المكلف بمراقبتهم وهم يصعدون معا نحو شقتهم وهو يفتح لها الباب ثم يحيط خصرها بيده مبتسما! هل حقا خسر ؟! لا والله ! سيجعلهما يندمان اشد الندم !. 

❈-❈-❈

"مضى يومان ولا اقدر على معرفت مكانها !!!" 

هكذا صاح فجر بغضب ليتحدث اليه الضابط قائلا 

: نحن في انتظار مكالمته حتى نستطيع تحديد مكانه ، كما اننا نتحدث عن عزيز رافع ! ليس الامر سهلا ان نذهب اليه بتهمة كتلك دون دليل !، سوف نعرضها اكثر للخطر ! 

◇◇◇◇◇◇ 

" اممم حبيب القلب يكاد يموت كمدا وحزنا لفراقك ، لقد تأثرت صدقا!، لا يعلم أن مواجهتي لا تناسبكم ، اقوم بسحقككم !. 

قالها عزيز ساخرا وهو يطالع مرام التي ناظرته بغضب دون رد لتدير وجهها للجهة الأخرى ليكمل اثناء تحركه وهو يبحث عن شيء عبر الهاتف 

:لكن لكوني رحيم! ان سحبتم الدعوة سأجعلك ترين يوسف وسيف !. 

ثم انتشر فجأة صوت طفولي يلعب ضاحكا من خلال الهاتف جعلها ترفع وجهها بأعين تكاد تخرج من محجرها ليقول 

: اصبحت يقولون العديد من الكلمات ، لديهم مربيات اجانب يعلمونهم كل شيء من الصغر ، ما الذي ستقدميه انت وزوجك لهم في القابل ؟! 

اثناء تشوشها وهي تشاهد طفليها قبل ان يخطف الهاتف من يدها فكرت " انه لا يعلم شيئا عن فجر ! لا يعلم انع ثري هو الاخر بسبب ان اعماله في الخارج اما هنا فهو طبيب نفسي !. 

تحدثت بعدما شعرت بالغضب لتقول 

: لن يكون لديهم مربيات لأنني سأعلمهم كل شيء ، سيكونون في بيئة نظيفة بلا خداع او حزن !. 

❈-❈-❈

جالسا ينظر نحو الاسفل بعجز وغضب متذكرا ايامهما القليلة معا ، يكاد يموت قلقا ورعبا عليها ! ، ترى اين هذا الوغد ؟! 

زاغ بصره على معصم يده ليرى السوار الذي قام بتثبيت الساعة عليه حتى لا يقوم بخليه ليبتسم بحزن ضاغطا على الزر الصغير ، كانت هذه الأسواره طريقتهم في التواصل اثناء وجودهم في الأراضي المقدسة وقام بتعليمها اشاراتها وكيف تستخدمها ! ، حين يضغط عليه فإنها ترسل إشارة إلى اسوارة تشبهها كانت في يدها لكنها خلعتها بلا اهتمام حين عادو !. 

اغمض عيناه بتعب لكنه انتفض حين أتى اليه  الرد عبر السوار، ذات الاشاره الاى اعتمداها لبدء الحديث السري خاصتهم!. 

❈-❈-❈

لم تصدق نفسها حين شعرت بإهتزاز السوار في جيب سري داخل زيها الشرعي فنظرت حولها بتحفظ لتمسكها وتبدأ بالإجابة كما علمها ، تحمد الله الان انه حين وجدها لم تفهم اللي الإشارات اثناء العمرة فإنه داوم على جعلها تحفظها بعدما عادا قائلا " سنحتاجها يوما ! عزيز قد يستطيع بنفوذه مراقبة الهواتف اما تلك فلا !" 

❈-❈-❈

" احمد، السلام عليكم ، الم تصل إلى اية اخبار ؟!" 

قالها فجر بلهفة ليجيبه الاخر معتذرا 

《 لقد قام بتغيير طاقم الحراسة فلا احد يعرف اين يذهب 》 

قال فجر فجأة وهو يتابع الإشارات الصادرة من السوار 

: هناك مكان ما في الصحراء ، كأنه مصنع واحترق مثلا او مخزن كبير مهجور به آلات تحتاح للتصليح تابع لعزيز؟!. 

قال أحمد ما جعل فجر يقفز من مكانه ليحادث الضابط من الهاتف الأرضي 

《 اجل هناك عند الكيلو *** على الطريق  الصحراوي》 

❈-❈-❈

كانت ما  تزال تتواصل معه من خلال السوار حتى شعرت بأحد ما قادم نحو المكان التي يحتحزوها به فقامت بوضعه داخل  جيبها بسرعة لكنها لمحت الاشارات قبل ذلك ومعناها

■ عرفت مكانك ، انا في طريقي اليك ■ 

❈-❈-❈

تحدث الضابط بإهتمام إلى فجر قائلا 

: لكن هذا ليس دليلا عليه ايضا ، نحتاج إلى تواجده هناك اثناء المداهمة حتى تثبت عليه التهمة . 

فكر فجر قليلا ليبعث إلى مرام إشارات كانت مفادها 

■ حاولي جعلهم يتصلون به ليأتي ■ 

ظلت لفترة طويلة لا رد منها مما جعله يقلق  قبل ان تجيب 

□ هو سيأتي على كل حال □ 

نظر فجر نوح الضابط الذي نظر له متوجسا من طريقة حديثه معها ليقول 

: اليس هذا السوار الذي يتبادله الاحباء اعرابا عن محبتهم لبعضهم كلما قاموا بالضغط على الزر؟! 

نظر له فجر  مجفلا كأنه نسي أمره 

: اوه ، اجل لكني طلبت من احد اصدقائى تطويرها لعدة الوان وبها عدة ذبذبات وكل لون مع اهتزاز معين تعطي معنى مختلف ، كانت هذه فكرتي لكي لا افقد اثرها داخل الحرم المكي الشريف حين ذهبنا لأداء العمرة . 

❈-❈-❈

هي لن تخبره بكل تأكيد ان عزيز يذهب خصيصا ليجلس واضعا قدما فوق الأخرى لياكل ما تشتهيه الانفس امامها وهو يشاهد فيديوهات لأطفاله بينما هي حبيسة تلك الجدران لا تأكل الا لماما ويقتلها الشوق لرؤية اطفالها ، كان يحاول صنع صدمة عصبيه جديدة لها !. 

❈-❈-❈

■ لقد اقتربنا ■ 

ارتاحت ملامحها وسكنت بعض الشيء لتغمض عيناها مستندة على الجدار وما كاد عزيز يبدأ ما كان يفعله كلما انى حتى سمع صوت احد الحراس قائل 

: سيدي ، الشرطة تقترب منا !. 

نهض كالملدوغ ليقبض على حجاب مرام التي صرخت متألمة ليقول 

: كيف عرف ؟! كيف استطاع الوصول الى هنا ؟! 

اجابت بحنق 

: معك هاتفي وكل متعلقاتي فكيف احادثه ؟ ثم هل ظننته جبانا يجلس منهزما مثلك ينتظر ان تحادثه ليحاول الوصول الي؟! اخبرتك سابقا انه آت ولن بكل ولن يغمض له جفن حتى أعود ، وابنائي سأستعيدهم منك وانت ستتعفن في السجون انت وحرمك المصون 

!. 

صفعها ليخرج مسدسه من جيبه ليقول وقد كان كمن فقد عقله من كلماتها 

: انا مخطئ انني تركتك على قيد الحياة ولم اقتلك !. 

كاد يضغط على الزناد وهي منظمة على نفسها بفزع ليأتي الحارس مجددا ليقول 

: سيدي بسرعه قبل ان تصل الشرطة إلى هنا !. 

نظر لها عزيز  بغضب ليقول 

: اجلبوها معنا !. 

ذهبت بالفعل بنفس سيارته لكنهم تفاجأوا بمحاضرة الشرطة لهم فلم يتمكن عزيز الذي كان يصرخ بجنون على الفرار !. 

❈-❈-❈

" يالهي اانت بخير ؟! حمدا لله على سلامتك، اشكرك ياالله " 

قالها فجر الذي ضم مرام له بخوف وعنف جعلها تجفل لكنها ابتسمت بسلام حسن احست بإرتعاش يديه من هول ااخزف الذي سيطر عليه في اليومين الماضيين .

.

قد يكون الامر الذي تعرضوا له صعبا وظن عزيز انه بذلك سيضغط عليهم بإختطافها لكن هذه المرة خانه ذكائه فقد تورط رسميا في اكثر من قضية كفيلة بالقضاء على اسمه العريق! 

❈-❈-❈

تم القبض على جيلان وعزيز بعدة تهم كان اهمها ما فعلوه بمرام من زواج قاصر إلى تعذيبها وهي حامل إلى دخولها المصح وقام فجر بتقديم باقي الفيديوهات التي تثبت تورطهم في أعمال أخرى مشبوهة جعلت النيابة تتحفظ عليهم ولم تسمح بإطلاق صراحهم بكفالة كما كلنا يخططون للهرب بينما تسلم احد المراكز التابعة للشرطة الطفلين لتأهيلهم نفسيا للذهاب إلى والدتهم بعدما انتشرت قصة مرام عبر وسائل التواصل الاجتماعية وتفاعل الناس مع ما حدث لها على يد ذاك الظالم .

.

يوم المحاكمة كانت مرام تجلس اثناء النطق بالحكم  

: حكمت المحكمة حضوريا على المتهم عزيز رافع بالسجن خمسة عشر عاما وعلى جيلان رافع بالسجن عشر سنوات  وتسليم الحضانة والوصاية إلى الام مرام عزام القصيري ، رُفعت الجلسه . 

خرجت من المحكمة تبكي فرحا يسير بجوارها فجر مبتسما لسعادتها وتسلمت أولادها بالفعل وكم عانت معهم اول اسبوع لعدم تعرفهم عليها !  

كان الامر غريبا حيث وجدتهم اندمجوا مع فجر اكثر منها !، ربما لكونه طبيبا نفسيا استطاع ايجاد ثغراتهم بسهولة شديده ، أو ربما لشخصه الأصيل والكريم !. 

عند تلك الخاطرة ابتسمت بحنو قبل ان تتلاشى تماما وهي تتابعهم بقلق يلهو معه ، لقد اصر على ان يبتعدا عن البلاد تلك الفترة حتى يقررا ما يفعلان فعادا إلى انجلترا حيث عائلته !. 

عائلته التي لم يرحب بها احدا منهم ! كانت تريد أن تخبرهم بالدموع انه يحاول حمايتها فقط حتى تقف على قدميها وسوف يتركها بكل تأكيد وهي بذاتها تتجهز لهذا !. 

زفرت بتعب حيت تذكرت لقائها بوالدته الانجليزية التي كانت ولدهشتها تتحدث العربية بطلاقه 

" انا لا اريد الاسائة اليك لكن فجر يستحق فرصة اضل من هذه " 

كانت بكلماتها تلك تشير الى روزالين ابنة إحدى صديقاتها والتي تأتي إلى المنزل دائما اثناء تواجد فجر . 

❈-❈-❈

كان في عمله يتابع مريضا له ثن انتهى من كتابة ملاحظاته ليشرد  بعيدا . 

لقد ظن ان الامور ستسير معه بخير ما ان ينتهي من امر عزيز وتأخذ أولادها بين احضانها ، لكنها ازدادت ابتعاد، تسأله دائما عم ما تستطيع فعله بالاموال التي لديها لتعول اطفالها وتتحدث جديا في رد الدين الذي دفعه عنها للرجال الذين اتو بأخبار عزيز !. 

❈-❈-❈

" صغيراي ! اشتقتما لي كما اشتقت لكم هاه؟! " 

قالها فجر مبتسما وهو يلهو مع الطفلين بعد عودته وهو يطعمهم قطعة حلوى أتى بها لهم ليجفل على صوت مرام 

: انت كيف تفعل ذلك ؟! 

قالتها وهي تختطف الاطفال من امامه ليطالعها بتشوش من أفعالها العجيبة حين تراه يلهو مع صغارها لتكمل 

: لا تجعلهم يعتمدوا ويعتادو الطعام الغير صحي ، ماذا سأفعل فيما بعد حين يعتادونها! 

ثم ذهبت بعصبيه لم يعد يفهمها! ، كان مازال جالسا على عقبيه يتابع انصرافها مذهولا لتأتي والدته قائلة 

: أرأيت؟! اين كان عقلك حين تزوجت بها ودخلت كل تلك المشكلات بلا داع؟! 

❈-❈-❈

" مرام! هل تسمحين لي بالدخول؟!" 

قالها فجر  بأدب طارقا باب غرفتها هي واطفالها في لمحة جعلتها تشعر بالذنب لما تفعله معه ولكن عليها ذلك حتى لا تيتم صغارها مرتين !. 

اذنت له بالدخول ليقول 

: اعذريني لم أكن أعلم أنك لا تحبين ان اجعلهم يتناولون الحلوى ، لن اجلب لهم المزيد ، هل سامحتني؟ 

سحبت نفسا مرتجفا لتطالعه قائلة 

: اريد العودة إلى البلاد ، ليس لنا احدا هنا وهناك البحث عن عمل أسهل . 

قطب حاجبيه ليقول 

: لماذا العمل الان اينقصك شيء؟! 

أشارت بلا لتقول 

: لقد حملناك فوق طاقتك بما فيه الكفاية وحان  الوقت لتفكر بحياتك وانا استقر بحياتي مع أطفالي . 

اصبح وجهه قطعة خشبية بلا ملامح ليوميء برأسه بإتزان ليقول 

: حسنا حسنا ، تستمرين بحياتك مع اطفالك هاه؟! وماذا عن عزيز الذي يبعث من داخل السجن رجالا لن للبحث عنك للانتقام؟! 

بهت  وجهها دون رد ليقول بتقرير 

: كل ما تريدين فعله سأفعله لك هنا امام عيناني ولن تعودي إلى البلاد  مجددا! 

ثم انصرف من امامها بضيق اول مرة تلمحه موجها لها . 

نام اطفالها بينما هي ظلت تنتظر عودته لتعتذر منه ، ليس هناك داع لأن تكون فظة وهو من انقذها من بحور الحزن والغدر بينما وقف أقاربها يشاهدون بصمت حتى ولو كان مقصدها ان تجعله يستفيق لحياته !. 

نظرت من خلال النافذة تنظر نحو البوابة بقلق عله يأت لتتفاجأ انه لم يرحل من الاساس وانما جالسا بالأسفل مع روزالين .


يتبع