-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 جـ2 - 5 - الثلاثاء 9/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

الجزء الثاني

5

تم النشر يوم الثلاثاء

9/7/2024


اجتمعوا عائلة شاهين بغرفة المعيشة كلها ماعدا منذر وجلسوا وهنا قامت ضحي وبسمة كالعادة يحضروا أواني الطعام ليبدأوا في تناول العشاء، ثم قالت ضحي باهتمام 


= هو منذر اتاخر ليه يا عمي؟ مش حضرتك رجعت من الشغل وخلصته ما جاش معاك ليه.


شاهين نظر لها ولم يرد في البداية، ثم أردف وسمعت صوته الهادئ يقول


= كان المفروض يحصلني كمان دقيقتين مش عارف ايه اللي اخره شويه وهيجي . 


هزت رأسها بالايجاب وحاولت اشغال نفسها بتناول الطعام لكن لم يكن لها شهيه وهو غير موجود ولم تطمئن عليه! وتعرف اذا طلبت من احد يذهب ويتفقده لم يتحركون بالأخص معاذ التي بدات متاكده بانه لا يذهب الى العمل و طول الوقت يظل يلهي بالهاتف.. وذلك جعلها تضيق لان كل الحمل على زوجها فقط و المحزن بذلك يحدث بأمر والده! لذلك هي لا تمتلك حق الاعتراض.. بالاضافه الى ان الأوضاع ما زالت متوتره بينهما.


وفي ذلك الأثناء تعالي دقات باب المنزل ولم ينهض أحد بعد جلوس الجميع حول مائدة الطعام، لتنهض ضحي فلم يكن الغائب غير زوجها وبالتأكيد هو من يدق الباب لذلك تقدمت لتفتح الباب وانما تفاجات بدخول منذر عنوة بهجميه، فوقفت مندهشة بفم مفتوح تنظر له بتعجب وهي تتسائل بغرابة


= مالك عامل كده ليه وعرقان زي اللي بيجري وهربان من حد.. في حاجه حصلت؟!. 


اقترب يأخذ خُطواتاً صغيرة نحوها حتى وقف أمامها حيث تقف، حرك عيناه مُتفحصاً جسدها من الأعلى إلى أسفل و العكس، فرك عينيه يبعثِر النعاس الطاغ عليه فجاه أثر الشرب مع اصدقائه.. وابتلع ريقه بصعوبة عندما تذكر امره ولما جاء هنا وما الذي يجب ان يفعله؟؟ اسرع يغلق الباب ويستند عليه بظهره وكأنه يحكم اغلاقه بجسده بينما وقف أمامها يرمش بعينيه بطريقة عصبية كأنه يخبرها لم تجد مفرا من أمامه..


لم يتوقف عن الحركة بغرابة، واغلاق عينيه الحمراء بقوة أثر الشرب وكأن هنالك شيء يؤلِمُه فتمسكت به تسنده جاعلتاً قلبه يرتجف قلقاً شددت إمساكه عليها عاقده حاجباها والقلق كان يتراقص بداخل عيناها 


= منذر طمني عليك انت مالك ايه اللي حصل لك؟؟ وعيونك حمراء كده ليه


قم بملء الهواء داخله بأخذ الأنفاس بصعوبة بالغة علها تهدأ من لوعة قلبه الذي يهواها.. ثم 

ضحك بشدة دون مقدمات و هتف مرددًا 

وهو يتمايل بحركات غير متزنه 


= مالي يعني ما انا كويس اهو وعمري ما كنت 

كويس زي دلوقتي! حتى شوفي 


اقترب منها وقام فجاه بقرصها بخفة من خصرها لتنتفض بصدمة صائحة بخجل وغضب 


= منذر انت بتعمل ايه؟ هو انت مالك بالظبط 


تمتم منذر من بين شفتيه بصوت بطيئة متعصب 


= يووه ما قلت لك كويس! حتى حاسس ان انا آآ ولا لأ انا مش حاسس بحاجه وابويا هيفرح أوي لما يعرف هو فين صحيح؟؟ روحي ناديه خليه يفرح ان ابنه ما بقاش بيحس! ولا بيسأل ولا بيفرح عشان يعمل فيا ما مبادله.. 


رفعت حاجيبها للاعلي قليلاً بضيق شديد من تصرفاته ثم أطلق صافرة خافتة متعمداً استفزازها وهو ما زال في حاله السكر وغير واعي لما يفعله ثم تساءل بخشونة وهو يضحك مجدداً دون مبرر 


= ابويا انت فين.. يا حج شاهين تعالي شوف ابنك اللي مشرفك وبالمره تعرف كل اللي مخبيه عنك؟ عشان نخلص كلنا 


شهقت بذهول وصدمه وتوجست خيفة أن يكون قد أصابه مكروه ما فركزت حواسـها كلياً معه واسرعت تحاول اسكاته بملامح حائرة 


= هششش بس وطي صوتك ابوك لو شافك بالمنظر ده هتبقى مصيبه! انت شارب حاجه صح ؟!. انت مستحيل تكون طبيعي هو انت كنت فين قبل ما تيجي أصلا 


أعاد رأسه للخلف ثم أمسك رأسها بكلتا يداه مُقترباً منها أكثر تحت استغرابها، انتقلت يداه نحو خصرها الممتلئ حركته تلك زادتها ربكة وتوتر وقربها أكثر حتى أصبحت به فتمسکت بقميصه بعفوية، حاوط وجهها بكفاه مُقترباً من وجهها بأنفاس هائجة وضع جبينه على جبينها مُطبقاً جُفناه وهو يجيبها بصوتاً أجش هامساً


= مالك بس ده انا عملت كل ده عشانك انتٍ بالذات.. عشان اعرف آآ


كانت ضحي تقف قبالته بوجه شبه شاحب و وزعت أنظارها القلقة بالخلف خوفا من ان يأتي احد ويراه هكذا؟ وهي بدت تعرف جيد بأن ستنقلب الأوضاع الى صالحهم ضده لتهتف بتساؤل متوتر وهي تضع يدها على وجهه ماسحة بشرته الباردة بنعومة


= منذر بس بقى بطل إللي بتعمله ده! اهلك جوه انت عاوز تفضحنا هو انت فيك ايه بالظبط.. لأ لأ انت مش طبيعي انت فيك حاجه عمرك ما كنت كده ايه اللي حصل لك؟؟. 


حاصرها بين الحائط و وضع رأسه على صدرها الذي كان نبضه صاخب كما لم يسبق له أن يكون بذلك الصخب يوماً، وهو يجيبها بصوتاً بالكاد يُسمع


= يمكن الحشيش اللي شربته مع العيال دول اللي مش فاكر اسمهم! بس قالوا لي مفعوله كويس، وهيخليك طاير ولا حاسس بحاجه وكمان هتعرف تعمل كل اللي في نفسك واللي مش قادر عليه .


لتنظر اليه بذهول و هي تضع يدها علي فمها ليبتسم هو أكثر دون تركيز فيما يفعله.. حينها دفعته مبتعدة عنه و هي تشير اليه بصدمة 


= انت بتقول ايه حشيش ايه اللي شربته يا نهار ابيض ؟!. 


قوس فمه لتظهر إبتسامة مغترة على محياه مشيراً بعينيه وهو غير واعية بالمره من أثر السكر وتحمل ذلك الآلم الرهيب قائلا بنفاذ صبر 


= ما تنادي ابويا بقى عشان اقول له أنه عمره ما كان لي احفاد من ناحيتي؟ وأن إبنه الكبير ما اعرفش يبقى راجل ويفرحه بحته عيل زي إبنه الصغير الحيله اللي على الحجر على رايه .


لمعت حدقتاها متأثرة لكن بسرعه فاقت وجرجرت ساقيه بتريث شديد نحوه الباب و فتحته بحذر وهي تقول بسرعه بقلق شديد 


= بس اسكت خالص وتعالى معايا فوق وبطل جنان! انت لو شافوك بالمنظر ده هتكبر الموضوع ولازم حاجه زي كده لو عاوز تعرفها ليهم وانت فايق مش وانت بالمنظر ده!. بقى دي اخرتها يا منذر من امتى وانت بتشرب ده انت حتى السجاير عمرك ما شفتك بتشربها .


أبعدها عنه فبدا يتحرك كالعرجاء وهو يسير إلى طريقه بالداخل لهم، لكنها لحقت به بسرعه بخوف وهو صاح هاتفا بعصبية منفعله 


= يعني اعمل لكم ايه؟ ولا عاجب كده ولا كده ما انا بعمل كل ده عشان مين مش عشان ابويا وعشانك.. عشان اخلص من ذنكم.. مش كده بقيت راجل زي ما انتم عاوزين.. يا حاج شاهين تعالى بقى و...


شعرت هي بخطورة وجوده هنا وهو هكذا، تلفتت حولها بريبة هي شبه محاصرة معه و إن استمر في اقترابه منهم لن تتمكن من الفرار وربما يرتكب شيء سيء سيندم عليه بعد ان يفيق من حالته السيئه تلك لذا تحركت سريعاً نحوه تكتم فمه بقوه ليصمت.. وهتفت بصوت منخفض بعصبية مكتومه 


= اسكت بقى انت ما فيش فايده فيك تعالى.. تعالى بدل ما نتفضح بسببك.. يا اخي قدامي اتحرك .


كان على وشك الصراخ بها لينفس اعتراضاً محبوس بصدره، لكنه لم يفعل، فقد اعترضت طريقه مجدداً و جذبته هذه المره بكل قوتها الى منزلهم قبل ان يراه أحد بتلك الحاله، و عندما اغلقت الباب جاءت بسمة وهي تبحث عنها هاتفه بتعجب 


= ضحى انتٍ فين اتاخرتي ليه كل ده.. ايه ده؟ هي راحت فين ؟؟. 


❈-❈-❈


في منزلهم، تثبت عليها فاقترب منها بخطوات بطيئة جاعِلاً منها تعود للخلف مع كل خطوة نحوها حتى إصتدمت بطاولة السفرة الصغيره... لم تجد مهرباً منه لأنه لَم يعطيها مجالاً لذلك فأقترب حتى أصبح مواجهاً لها عن قرب شديد، إمتدت يده نحو وجنتها يُمرر أنامله عليها بخفة وكأنه خائفاً من تشويهها..


ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تحاول الاستناد

علي حافة السفرة و تتنفس بعمق و صدرها يعلو ويهبط بقوة ليلف يده حول خصرها ويده تتحسس لتنظر الي حركته بصدمة وقد اتسعت عينها لكن صدمتها قد ازدادت حين مال علي أذنها يهمس لها بشئ اخر منافي لتوقعتها عن شخصيته تماماً 


= ايه رايك نخش جوه اوضه النوم؟!. عشان اشوف كلامهم وكلام الدكتور ده صح ولا لأ 


كانت ليس لديها أدنى فكرة عن ما يطلبه منها أو حتى عن ما يفعله بها من تصرفاته التلقائية والعفوية..أبعدها عَن أحضانه ثم رفع رأسها نحوه ليسافر بداخل عينيها اللتان تخطف الأنفاس يبريقُها وتلك النظرة الذي كان يحملها تعبر عن الفجوة والدمار الذي يسكن دواخله، إحتضن وجهها بكلتا كفيه مُقترِباً مِن عينيها يقبلها بخفه جاعِلاً منها تعْلقهما ثم إبتعد يحدق في عينيها بعمق كما تفعل ثم أردف بنبرته الرجولية التقلية


=أنا مش عارف ليه بيحصل معايا كده.. أنا عمري ما طلبت حاجات كتير من الدنيا دي!

غير يبقيلي اب يحس بيا ويبطل يقل مني قدام الناس وام تطبطب عليا! وزوجه كويسه تخلي بالها مني وعيال اربيهم كويس عكس ما انا اتربيت، بس ما فيش حاجه اتحققت من كل ده ولا حاجه فيهم حققتها تصوري.. هي الأحلام صعبه اوي كده عليا .


رغم بساطة أمنيته إلا أنها أحرقتها من الداخل، لانه بالفعل يتمنى شيء بسيط من حقه لكن لا يحصل عليه، وفجأه توقف حين كان يشعر ان الظلام يأكله و من بين مشاعره السيء التي اجتاحت قلبه وهو يقول بصوت متعباً مرير 


= تعرفي أنا عمري ما إرتاحت غير في حضنك أو عمر ما حد حضني غيرك، و غلاوتي في قلبك ما تسيبيني أبداً والله ما ليا غيرك.. یاریت تفضلي کده يا ضحي وننسي كل حاجه... عايز اعيش في هدوء تعبت من الصراع والتفكير


أضاف لها بصوت مخنوق وهو يسكن الألم ملامحه 


= انا ما كانش ليا حد بيدافع عني ولا يهتم بيا في حياتي دي كلها الا انتٍ، بس للاسف بقيتي زيهم وعاوزه تسيبيني أرجوكي بلاش تبعدي عني.. مش عاوزه ابقى لوحدي تاني معاهم.


تطلعت فيه بحيرة وحزن وهي لا تعرف ما الذي بيديها تقدمه له؟ طلبت منه سابقآ ان يتعالج وهي ستكون سنده بالحياه طوال الوقت لكنه لا يريد ان ياخذ تلك الخطوه خوفاً من معرفه الجميع بامره!؟. ولم تستطيع ان تكون معه بتلك الحاله دون ان يجرب حظه ويفشل حتي.


بينما هو كانت عيناه عليها وبدأ بجرأة غير معتاد عليها يقبل كتفها وعِنقها أسفل الحجاب قبلات متواصلة كالضمئان، شعرت بأنه يخبِرها مِن خلال قبلته تلك بيانه يتنفسها عِشقَاً.. شدد على إحتضانها وهي تغلق عينيها المُتعبتان، إبتعد عنها قليلاً يُحدق في عينيها الناعسة بعيناه المثقلة يخاطبها بهمس لاهثاً


= هو أنا ليه ماقبلتكيش من زمان؟!. 


رمشت عينيها بتوتر مبالغ بينما همهم لها منذر بصوتٍ أبح وسبابته تمر بعبث على ملامحها الناعمة


= اية رأيك نكشف نفسنا قدام بعض و نقول

الحقيقة احسن


دارت عينها بالمنزل و هي تحاول ان تخفي

توترها هل كشف عن ما تكنه له من مشاعر أو عن ماذا يتحدث؟ ارتجفت شفتيها و هي تتحدث اليه باضطراب 


= وهي آية الحقيقة اللي بتقول عليها دي


وضع يده علي قلبها الذي يطرق بقوة اسفل يده و ينبض بسرعة شديدة ثم نظر اليها و هو يمسك بيدها يضعها فوق صدره موضع قلبه تنفست بقوة و هي تجد قلبه يدق بقوة مثل قلبها تماماً، نظرت الي عينه مباشرة و قد ادمعت عينها لتبتلع ريقها بتوتر وهي تبعد يدها عن صدره قائلة بارتباك و تلعثم 


= منذر انا .. انا وأنت لازم ننزل تحت حالا 


أمسك بخصرها يثبتها حتي لا تهرب من بين يده و قد لاحت ابتسامة علي شفتيه وهمس لها بصوتٍ أجش من الرغبة وقد اسند جبهته اعلي جبهتها 


= مافيش هروب الليلة يا ضحي خليكي معايا


عندما احاط بيديه خصرها الضامر وقربها منه اكثر واكثر كتفها لامس صدره، ولم يتحكم بنفسه أكثر فقبل راسها ثم اقترب منها طبع قبله على وجنتيها ارتبكت واخذت ترتجف... رغم سعادتها البالغة لفعل ذلك منه لكنه بقوته و حضوره وخوفها منعها من الحركة لم تعد قدماها قادره على الحركة، لكن فما هو التالي؟


أخذ عقله يحيى الاستجماع كيف يستمتع و يمتع التي بين ذراعيه حقيقة وليست خيال او عقله الذي صور وجودها.. لكن يبدو بدلاً من إصلاح العلاقة وتجديد مشاعرهم .. ستنقطع الرابطة في تلك الليلة .


شعرت انه اليوم لَشخصاً مندفع ولم يكن كذلك دوماً لم يترك مجالاً لها إقترب من شفتيها الفاغرة وأخذها بين التي كانت ساخنه وكأن الجو المحيط به حاراً أكثر من أي وقتاً مضى، عامل شفتيها وكأنهما في ساحة رقص مندمجان تماماً بتحركاتهما... فتلك الأخرى إستسلمت له بكامل إرادتها.. ربما سابقاً قد منع من فعل ذلك حتى مع غاده بسبب فتورة من العلاقه ولكن الأن لا وجود لـ غاده في حياته. 


فضحى غير؟ رغم أنها إنتزعته تماماً كما إنتزع منها كل شيء!.. تعمق في قبلته وتجاوبها معه جعله يريد بالمزيد والمزيد وذلك شعور جديد عليه.. لكن دوماً هناك شيئا يجعله يتوقف ويمنعه ولا يعرف ما هو؟؟. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة