-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 6 - السبت 6/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

6

تم النشر يوم السبت

6/7/2024



طلب زكريا والد بسمة منها أن تأتي وتزوره هي وطفلها الذي لم يراه أكثر من شهر حيث انشغلت بسمه في خروجتها مع مروه صديقتها وقد نست أن تزور والدها وشقيقتها حتى لو مره كل شهر؟ لأنها إذا لم تذهب سوف تلفت الأنظار حولها لأنها عندما تخرج لزيارتها مع مروه تخبر الجميع بأنها تذهب لترى أسرتها و بالطبع ذلك غير صحيح، لذلك جاءت اليوم بالمساء لتراه خوفاً من أن يأتي بنفسه ويسألها امامهم على عدم زياراتها له.


وتركت مالك طفلها مع جده يطمئن عليه وكان الحفيد الآخر إبن غاده جانبه، وقد ذهبت لتجلس مع اختها فقد لاحظت تهجم وجهها الشديد ولم تفهم ماذا بها؟ وعندما سألتها لم تتوقف الأخرى عن شتم وسب منذر وزوجته وقد أخبرتها بزيارتها لهم بعد زواجهما بفتره، وبالطبع لم تذكر كل تفاصيل مقابلتها لهم. 


اقتضبت بسمة من حديثها قائلة بجدية 


= بصراحه انتٍ اللي غلطانه بقي رايحه تزوري طلقيك بعد ما اتجوز؟؟ يا هبله كده بتثبتي ليهم انك غيرانه ومتكادة منها. 


صرخت فيها بعصبية مستنكرة كل شيء وهي تلوح بذراعيها في الهواء


= طب ما ده الصح! أيوة متـغاظة ومتكادة ومفـروسة كمان وعايزة أجيب البنت اللي اتجوزها دي تحت رجليا وافعصهـا كده برجـلي، فيها ايه زياده عني عشان يتجوزها ويسيبني انا وابنه! دي سرقـت منذر مني.. حتى لو مش بحبه؟ ولا لا يمكن بحبه ده أول حد فتحت عيني عليه وانا لسه عيله صغيره لاقيته، وبقي أول راجل في حياتي واول كل حاجه.. وحتى لو كنت بقابل بالصدفه راجل هنا ولا هناك برده هيفضل اللي عمر عيني ما شافت غيره! 


اتسعت عينا بسمة بصدمة فلاول مره تراها بتلك الحاله وشعرت بالعطف نحوها حتي أنها دنت منها وأمسكت بكفها ثم احتضنته بين راحتيها ناظره لها بإستفهام، لتتابع الأخري بحزن وندم حقيقي 


= ماتستغربيش وتقوليلي ما كان قدامك و ضيعتي ليه طالما بتحبيه كده؟ أيوة شكلي بحبه وبدعي ربنا ليل ونهار إنه يشيل حبه من قلبي بس هيشيله إزاي؟! وانا مش عارفه اصلا امتى حبيته؟ لا واللي غيظني اكتر طول عمري بقول عليه مش راجل وما فيهوش ميزه

لكن فجاه بقيت بفكر في كل حاجه كان بيعملها معايا لما كنا متجوزين ولقيت انه راجل بجد واي ست عشيرته حتى لو اسبوع واحد غصب عنها لازم تحبه بسبب تصرفاته.. حتى في عز كل حاجه وحشه كنت بعملها معاه كان بيقف جنبي ويساعدني !. ويا ريتني شفت ده بدري عن كده ما كنتش ضيعته من ايدي؟!. بس لأ أنا مش هينفع أفضل ضعيفة.. طبعا إنتٍ لا فهماني ولا حاسة بيا ! 


نكست بسمة رأسها بحزن علي أختها ثم قالت بصوتٍ مجهد وهي تربت على كتفها وتواسيها


= مين قال كده ؟! طب والله العظيم حاسة بيكي، وبوجـعك والنـار اللي في قلبك.. ليكي حق تزعلي خصوصا انك في مجتمع قافل على الست من كل ناحيه وهي مطلقه او وهي آنسه وأكيد غصب عنك هتتكادي وانتٍ شايفاه بيشوف حياته وانتٍ قاعده بتربي إبنه، بس عارفة انتٍ حلك إيه؟ لما تلاقي راجل فعلا يقدرك ويستاهلك و المره دي بقى تحاولي تحافظي عليه وتشوفي اللي كنتي بتعمليه في علاقتك مع منذر غلط وهو سبب الطلاق وما تعملهوش ثاني 


رمقتها غاده بنظرات متحدية بعناد شديد و اعترضت قائله بإصرار أكبر 


= وادور على غيره ليه وهو موجود؟ ايه يعني يتجوز تاني ربنا محلل لي بدل الواحده اثنين وثلاثه بس انا هكون الزوجه الثانيه وبس ولو في واحده قربت تاني هاكلها باسناني كفايه عليا الثانيه اللي اسمها ضحى وهحاول استحملها وامري لله بس انا لازم ارجعله .. حتى لو عشان ابنه ما يترباش مع راجل تاني ايه رايك؟ مش لو قلنا كده لابوه وضغط عليه غصب عنه هيوافق ومش هيقدر يتكلم زي عادته وهيرجعني ؟.


انصدمت بسمة من كلماتها لكن هزت رأسها قائلة بنبرة أكثر جدية 


= غاده بطلي هبل وما تخربيش على نفسك ولا على غيرك؟ منذر خلاص مش هيرجعك ومبسوط مع مراته وساعات بحس اصلا انه بيحبها وهي كمان! انتٍ لو شفتيه دلوقتي هتستغربي صحيح ما تغيرش بنسبه كبيره بس في حاجات كتير بقت باينه أوي؟ زي انه بقى يرد علي أمه وابوه لما بيضايقوها ويقف قصادهم كمان.. وكانه مش حابب يشوفها زعلانه ولا حد بيدوس لها على طرف .


تحول وجهها للإظلام، ونظراتها للقتامة أثر كلماتها ومن فكره أن يحب منذر غيرها، كتمت حقدها في قلبها مجبرة مؤقتا، لكن وعيدها بالانتقام وتعكير الصفو بينهما لن يخبو أبدًا عندما هتفت معترضة بعزيمة 


= اكتمي خالص هو انتٍ بتغيظيني اكتر اسمعي كويس انتٍ لازم تساعديني عشان يرجع لي! وبأي ثمن؟ 


هزت رأسها برفض تام وهي تقول بصوت متحشرج خافت 


= انا مش هساعد حد وما ليش دعوه! و خليكي انتٍ عايشه في الأحلام اللي عمرها ما هتحصل.. ونصيحه مني سيبك من منذر وشوفيلك راجل ثاني يصونك


اشتدت تعابير وجهها صلابة ، وهتفت من بين شفتيها بنبرتها القاتمة


= قلت لك مش عاوزه حد غيره وهيرجع لي وانتٍ هتساعديني غصب عنك انا مش باخد رأيك اصلا؟ لا إلا يا حلوه هعرف جوزك وابويا وحماكي وحماتك! حقيقتك اللي مخبياها بقيلك سنين عليهم.. وشوفي انتٍ رد فعلهم هيكون إيه ساعتها


انكمش قلب بسمة لما سمعته من أختها رغم يقينها أنها لا تقصد ذلك الأمر الذي تخفيه هي عن الجميع.. ولكن مجرد سماعها تهددها بشيء يجعلها تظن بأنها تقصد عن السر الذي تخبأه.. نفضت عنها تلك الخواطر السلبية التي تنهش روحها بمجرد أن تفكر بأنها قد ستكشف يوماً ما جميع أسرارها فلم تصبح تخفي سر واحد بعد! وذلك ليس جيد وضد مصلحتها لكن بالنهايه هي السبب في ذلك عندما بدأت تكثر اكاذيبها فبدأ يكثر بئر الأسرار لديها، ثم ادعت عدم الفهم وهي تقول بقلق 


=قصدك إيه ؟!!


لمعت عيناها بوميض غريب وهي تهتف بتحمس بائن في نبرتها


= قصدي موضوع تعليمك؟ وموضوع خروجاتك مع صاحبتك؟ وموضوع الشاب اللي بيحوم عليكي وعينه منك وتقريبا انتٍ كمان عينك منه؟؟. ايه رايك في كل ده لو اتعرف؟ الموضوع مش هيخلص على طلاقك وبس ده هتكون فيها موتك وهتتحرمي من ابنك كمان


تفاجئت بل انصدمت من كلماتها الغير متوقعه بالمره فكيف عرفت هذه كل الاسرار، فهتفت مصدومة بصوتها المذعور 


= أنتٍ اتجننتي! بتهدديني؟ بتهددي اختك و هتخربي عليها لو ما ساعدتكيش في شرك و انك تخربي بيت واحده ثانيه؟ ثم انك عرفتي كل الكلام ده منين ومعظمه اصلا غلط و انا عمري ما هفكر في واحد وأنا على ذمه واحد ثاني 


ضحكت غاده عاليًا لتزيد من حنقها، ثم تمايلت بميوعة بجسدها وهي ترد بصوت متهكمًا


= ما خلاص بقى وش البراء ده ما بقاش ياكل معايا ممكن يمشي مع جوزك الاهبل اللي سايبك تخرجي وتروحي وتيجي براحتك، انما انا لا بعد اللي شفته؟ انا اصلا شكه فيكي من زمان بما انك ما كنتيش راضيه تقوليلي و تكشفي سرك لاختك حبيبتك الوحيده..  مشيت وراكي في مره وعرفت كل حاجه و واحده واحده بقيت افهم؟ زي دخولك لجامعتك القديمه هرشتها على طول ان انتٍ بتكملي تعليمك في السر وكل فتره بتسيبي ابنك عندنا هنا ليه؟ وبالنسبه لخروجاتك اللي كترت دي كانت بالصدفه عرفتها وما كنتش قصدها والله رحت سالت عليكي هناك قالوا لي ان انتٍ رحتلنا وانتٍ لو كنتي رحتلنا كنت هشوفك بالصدفه في الطريق وانا جايه


احتقنت نظرات غاده للغاية وأظلمت بصورة مخيفة، لتضيف بانتصار وهي تبتسم بتشفٍ عظيم


= بس انا فعلا شفتك بالصدفه وانتٍ ماشيه ومشيت وراكي ثاني! والمره دي شفتك بتخرجي في كافيهات مع واحده صاحبتك حتى بالاماره كانت بتشرب سجاير.. وفي مره ثانيه شفتك في الجامعه وانتٍ بتكلمي الواد إياه اللي نفسه كان قاعد جنبك على الترابيزه قال يعني كده مش هفهم ان انتوا ليكم علاقه ببعض.. واخدي الكبير صورتكم سواء قاعده مع صاحبتك اللي بتشرب سجاير وهو في الترابيزه اللي جنبك ولا وانتٍ قاعده معاه في الجامعه 


تجمعت الدموع في عيني بسمة بألم وقهر عارم وفتحت شفتيها لتقول صارخة برعب شديد بصوتٍ مرتعش 


= صورتي اختك يا غاده؟؟ والله العظيم ما ليا علاقه بيه وهو اللي بيحاول يتقرب مني لكن انا مستحيل أعمل كده هو انتٍ مش عارفاني


دفعتها أختها للخلف بقسوة بيديها وهي تكركر ضاحكة لتثير أعصابها بطريقة مستفزة، التي كان تتابع الموقف بريبة ثم قالت بوقاحة فجه 


= ما ليش فيه يا روح امك ان شاء الله بتناموا مع بعض! ما يخصنيش.. اللي يخصني انك تساعديني ارجع تاني لجوزي من تاني وبعد كده هتساعديني تاني اغور اللي اسمها ضحي دي من حياته.. لا إلا ورحمه امك لهفضحك ومش هتفرقي معايا يعملوا اللي يعملوه فيكي ان شاء الله يموتوكي.. هاه هتساعديني ولا لاء 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة