-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 24 - 5 - الجمعة 12/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع والعشرون

5

تم النشر يوم الجمعة

12/7/2024


رحلت وكانت مندهشة مثله وأكثر من رفضها فكانت تتمنى موافقته على التنزه سوا بفارغ الصبر! و قبل أيام كانت تخبر صديقتها بذلك؟ وعندما طلب منها الآن رفضت؟! و لم تشعر بشغف لذلك ابدأ مثل سابقآ؟ شيء يحير حقا فهل تشعر بذلك لانها بدات تخرج من خلفه أم بسبب عدم رغبتها.


فإننا حينما ننتظر الأشياء طويلاً ينطفئ توهجها حتى حينما تأتي لا نستقبلها بلهفة تليق بها...


❈-❈-❈


أخذ منذر ضحي في أحضانه بحماس مثل كل مره وبدأ أن يخبرها ما حدث معه في عياده الطبيب الذي يذهب اليه في السر ولا يعرف احد بذلك إلا هي، فاصبحت ضحى في الفتره الاخيره تحتل مكانه كبيره له من أسرار وخفايا تعرفها عنه، تعمق وهو يشدد من احتضانها، وضمته وهي تبتسم بهدوء هاتفه بسعادة


=طب كويس جدآ انا شايفه أن كل مره بتجيب نتيجه كويسه والدكتور بيطمنك بس انت حاول تعمل التعليمات اللي بيطلبها منك وتشوف انت عاوز ايه وما تخليش حد يفرض رايه عليك ولا طول الوقت تقول حاضر ونعم حتي لو مش عاوز 


جاهد ليبدو هادئًا وهو يرد بصوت حذر 


= بحاول، بس الفتره الجايه الدكتور قال لي انتٍ اللي المفروض اركز معاها وتساعدني.. حتى انا خليته يكتب التعليمات اللي طلبها مني نعملها سوا في ورقه عشان تتاكدي ان هو اللي طلبها مش انا


تعقدت تعابير وجهها وهي تاخذ منه الورقة لتقرأ محتواها وتسأله باستغراب


=ومحتاج يعني تكتب بورقه ما انا هساعدك اكيد من غير ما تطلب و... إيه ده؟!. 


تغيرت ملامحها وضيقت ما بين عينها عندما قرأت التعليمات مما جعلها تصمت بصدمة كبيرة، وسرعان ما اصطبغ وجهها بحمرة خجلة من الكلمات التي تقرأها وتحاشت النظر إليه، وظلت تفرك أصابع كفيها بتوتر.. 


وضع منذر قبضته بحذر على كتفها ليهزها برفق وهو يرد بقلق 


=والله العظيم الدكتور اللي قال لي كده و طلب مني اللي كاتبه بالظبط لازم يحصل ما بينا عشان الفتره الجايه نبدا نشيل اي حاجه حواجز ما بينا ويحصل اللي نفسك فيه! وبعدين يعني يا ضحى احنا عاوزين جوازنا حقيقي يبقى هيطلب مننا ايه غير كده.


توترت أكثر وهي تحاول تفسير ما تريد قوله دون حرج، فبدا صوتها مترددًا وهي تقول بخجل 


= انا ما قلتش حاجه ولا كذبتك بس الموضوع صعب شويه مش متخيله ان انا ممكن اعمل كده وبعدين اشمعنا انا إللي ابدأ؟ آآ ده كاتبلك تفاصيل جريئه أوي زي البس قصير و لو بعرف ارقصلك أعمل كده! والمسك ويحصل بينـ.. 


ارتكبت من مجرد تخيل وجودها معه بمفردها بذلك الشكل المطلوب، فانكمشت على نفسها أكثر، ثم التفتت نحوه تضيف باعتراض


= ايه الكلام ده لالا مش هقدر.


هتف باقتضاب وهو يزفر بانزعاج


= خلاص اهدي مش مهم طالما موضوع صعب عليكي كده وكمان مش ملزمه تبذلي المجهود ده كله عشاني وتيجي على نفسك وتعملي حاجه انتٍ مش قادره عليها.. انسي خلاص 


ابتلعت لعابها بصعوبه، تزفر انفاس حارقه تلهب حواسها لتقول بجدية موضحة أمرها 


= منذر هو انت فهمت ايه؟ على فكره انا ما عنديش مانع اساعدك وطبعا مرحبه بكده جدا بس ما توقعتش خالص أن ممكن يطلب مني الكلام ده وبعدين انا بتكلم على اساس ان عمري ما عملت حاجات زي كده ومكسوفة.. مش موضوع مش عاوزه اساعدك وزهقت .


شدد منذر من كتفيه وهو يفكر بضيق وحرج مثلها وأكثر أيضاً فالأمر حقا صعب علي الاثنين! لكن هو أخذ القرار وسوف يحاول تصليح كل شيء بحياته خرب بسبب صمته أو أسرته، لذلك رد عليها بجدية وهو عابس الوجه


= طب بصي هو انا كمان برده لما بتخيل الوضع! بتكسف زيك عشان برده عمري ما عملت كده في حياتي، بس يعني ايه رايك نحاول نساعد بعض عشان نشيل موضوع الخجل ده ما بينا.. مش كده أحسن!. 


خجلت منه أكثر، عندما اقترح وفكر بصورة عقلانية عنها لحسم الأمر، ثم خرج صوتها متحشرج من فرط مشاعرها هاتفه بحرج كبير 


= آآ.. مـ ماشي.


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين، تجاهلت ديمة آدم بالمرة ولم تعد تتناول معه ولم تعد تخرج من غرفتها إلا للضروره تذهب الى الجامعه بانتظام وكل يوم حتى لا تراه! حقا اصبح يراها كل فتره وحين بالصدفه بالفعل كما كان يريد وطلب؟ لكن داخله كان يعاني من ذلك أنامله وجسده يحترقا شوقاً للمسها فأي عَذاب أو عقاب تمارسه عليه لتحرمه من النظر اليها، أَتُريد أن تثبت لَهُ بأنه يعشقها وبأن تلك الليالي التي كانت غائبة بها لم تكُن محسوبة من الأيام التي عاشها وحده من دونها، وبأنه كان ميتاً قبل أن يلتقي بعينيها ذات الكحل الغجري! ، اتريد أن تثبت له بأنه ليس حياً دونها، حسناً لقد أثبتت ذلك فكفاها بعدا وكَفاها غُنجَاً.. لكن هو يفهم جيد انها ترد له جزء مما كان يفعله فيها وبسبب عناده.


في حال كان اليوم بحجرتهُ ولم يغادرها حتى ذلك الحين طالما هي ليس هنا! تعالى دقات هاتفه برقم ابن عمه الذي كان يتهرب منه طوال الفتره السابقه وشعر بالضيق والذنب وانه تسرع في ذلك الأمر عندما طلب منه ان يبحث له عن عروسه وهو ليس مقرر ماذا سيفعل وبدلا من ان كان يخشى ظلم فتاه واحده بتلك الطريقه سيكون ظالم الى اثنين


أجاب بالنهايه متردد ليقول الآخر بغضب مكتوم 


= هو انا مفيش مره اعاوزك ترد عليا على طول؟ اشحال انت اللي طلبتني من الاول وقلتلي على موضوع العروسه وانك موافق بتتهرب مني ليه دلوقتي؟ 


اعتدل في مكانه بضيق وقرر المواجهه وهو يرد نافيًا


= مش بتهرب ولا حاجه بس مشغول كثير الفتره دي في الشغل، حسين انا عاوز اقول لك حاجه ومن فضلك ما تتعصبش عليا واسمعني بالنسبه للست اللي هتجوزها أنا مش عاو..


قاطعه إبن عمه وهو يقول بجدية 


= اسمعني انت الاول مش عارف اجيبها لك ازاي بس الست رجعت في كلامها طليقها اللي كان واخد عيالها ومسافر ده.. اهلها عرفوا طريقه وحاولوا معاه أنه يرجعها على ذمته تاني عشان العيال وهو وافق وهي خلاص بتجهز ورقها عشان تسافر لعيالها وطبعا فرصه زي دي مش هتتعوض عشان كده اعتذرت عن موضوع ارتباطكم.. بس ما تقلقش اكيد هنلاقي غيرها


تدلى فكه للأسفل في صدمه غير متوقعة وهتف بسعادة غامرة 


= انت بتتكلم بجد ألف حمد وشكر ليك يارب!


ابتلع آدم ريقه بارتياح ليعدل كلماته بسرعه بصوت متلجلج


= قصدي يعني الحمد لله ليها اكيد الموضوع ما كانش سهل عليها وهي دلوقتي فرحانه وانا والله لما جيت هنا حسيتها فعلا ست كويسه وطيبه وما فيش زيها.. ربنا بقى يوفقها في حياتها.


اغلقت الهاتف معه وهو يشعر بالارتياح و السعاده، ثم التفت برأسه نحو تلك الواقفه علي عتبه الباب منكمشة علي نفسها تتشابك اصابع يدها ببعضها البعض بتوتر.. شملها بنظراته و تفحصها بملامح حائرة، متسائلا بنبرة ساكنة


= ديمة مالك؟!. 


نظرت له بخيبة أمل وظنت انه قد حدد ميعاد زواجه وذلك سبب سعادته؟ لانها فهمت أنه كان يتحدث مع ابن عمه الذي جاء له بالعروس من البداية، ليعود بنظرة لتلك الخائفة التي بادلته النظرة ثم تحركت هاربة منه، استدارت خلفها فوجدته يلحقها لتزيد من سرعتها والغل يأكل روحها فلم تشعر بنفسها إلا وتلوى قدمها الصغيرة فتسقط على الارض! 


بينما هو لم يتحمل فركض نحوها مساعداً لها بالاستقامة دفعته بقوة وعينها تنضح حقداً لكنه لم يتركها، لم ترد ان تتحدث معه كونها مقاطعة له لكن عيناها كانت تصرخان به لما يفعل هذا معها ؟! لما هي بالذات ؟! لما هو والجحيم يبدو جيداً معها لكنه ليس كذلك ؟!


ضربت بيديها على يده في اعتراضٍ، ونهضت محتجة بشدة


= ما تلمسنيش وملكش دعوه بيا، ابعد عني بقى يا أخي طالما عاوزني اتعود على كده.


شعر بالحزن لأجلها بينما دمعت عينها اليسرى فجن جنونه لمنظرها واقترب بخوف حتى كاد ان يلمس خديها لكنه توقف من اللحظة الاخيرة وقال بخوف دفعة واحدة 


= انتٍ كويسه.. في حاجه بتوجعك.. طب كفايه عياط.. وفهميني مالك .


شعر بالقلق والتوجس حتى ان كفيه اوشكتا على محاوطة وجهها لكنه توقف مجدداً معتذراً 


= اسف مش هقرب منك زي ما عاوزه بس فهميني مالك هو انتٍ هنا من امتى؟!. 


هزت رأسها و أجابته ولاتزال عينيها تذرف مابقي من بكاء حارق 


= أنا إللي اسفه مش قصدي اتصنت عليك واعرف بالصدفه ان سيادتك خلاص حددت ميعاد الجواز ويا ترى حددت ميعاد طلاقي ولا لسه اصل شايفك طاير من الفرحه وسعيد قد كده كان نفسك تتجوز واحده غيري .


لحظات مرت قبل أن يسيطر على نفسه و يعود لطبيعته من جديد و يضمها برفق غريب إلى صدره كطفلة صغيرة مما أثار دهشتها خاصة بعد أن سمعته يقول مبتسماً علي غيرتها 


= طب بطلي جنان واهدي انا لسه قافل مع حسين وقال لي انها بتعتذر لانها هترجع لجوزها القديم عشان تربي عيالها بعد ما لقيتهم أخيرا بعد سنين طويله، وبكده ما فيش جواز وهي اللي طلبت كده بنفسها وهو كان بيبلغني بقرارها.. وده اللي خلاني سعيده وفرحان عشان الجوازه هتكمل .


اتسعت عينا ديمة بذهول وفرحه غير مصدقة بانها انتهت من ذلك الكابوس ولم يتزوج بغيرها، لم تستطيع السيطره على فرحتها و تسمر آدم مكانه من هول المفاجأة فحتى بأحلامه التي دائما تشملها لم يتوقع ان تقترب منه كما الأن وتضع شفاهها الصغيرة على شفتيه وتقبله.


بادلها دون ادني تفكير وتعمق هو اكثر يضمها الي قلبه، بينما شعرت هي بالأمان بين

ذراعيه لاول مرة تشعر بذلك الشعور الاطمئنان

و الامان يغلفان قلبها علي عكس حياتها سابقاً

أغمضت عينها تستسلم لحياتها معه و شعورها بحبه الذي طغي عليها وتمنت ان يخبرها بانه لن يبحث عن غيرها مجدداً و تصبح زوجته فعلياً لا غيرها.


❈-❈-❈


بداخل منزل شاهين، رفعت مايسة حاجبيها بالاعلي عندما وجدت منذر ابنها الكبير امامها منذ الصباح الباكر لتسأله بتعجب 


= غريبه يعني لسه ما رحتش الشغل لحد دلوقتي ده ابوك سابقك على هناك .


جلس جانبها و رد عليها بهدوء


= صباح الخير يا أمي.. هروح مشوار الاول وبعد كده هطلع على الوكاله بس انا كنت عاوزه حاجه منك قبل ما امشي


عقدت حاجيبها باستغراب في انتظار ماذا يريد

بينما تنحنح منذر يجلي صوته قبل أن يقول 


= هو انتٍ صحيح طلعتي فتحتي الشقه على ضحى واحنا نايمين الصبح بمفتاح الشقه الاحتياطي


أومأت له بكل هدوء وأجابت ببساطة كأنه أمر عادي 


= ايوه استنيتها كتير تنزل وما نزلتش تساعد في شغل البيت مع بسمه ولا تجهز الغداء، وانا عارفه كويس شغل الستات ده لما اجرب ارن عليها هتعمل نفسها مش سامعه عشان تهرب عشان كده طلعت اصحيها بنفسي


جز علي أسنانه مغتاظًا منها وهتف بنبرة مزدرية


= وطلع انها مش راحت عليها نومه ولا حاجه وانا كنت جنبها في السرير نايم مش كده؟ من فضلك يا امي دي حاجه ما تنفعش تحصل مره تانيه انك تدخلي على رجل ومراته اوضه النوم حتى لو ولادك.. برده في حاجه اسمها خصوصيه بينهم.


أمعنت النظر في ملامح وجه ابنها بدهشة وهي تردد بسخرية لاذعه


= خصوصيه؟ احنا ما عندناش الكلام ده وانت عارف من زمان كده كويس اكلنا وشربنا كلنا مع بعض وبلاش تدي ودانك للستات هم اللي بيخربوا الدنيا في الحاجات دي! انا بعمل الصح وعاوزه احافظ عليكم لما نتجمع كلنا طول الوقت ما فيش واحده منهم هتقدر تبخ سمها وتفرقكم عن بعض.


كانت تظن بان ضحى هي من اجبرته على ذلك

حتي تعصي أبنها عليها، ليرد الآخر قائلًا بفتور


= و تدخلي على ابنك ومراته وهم نايمين كده مش هتفارقهم عن بعض؟ ممكن من فضلك تديني المفتاح الاحتياطي و ياريت الحركه دي ما تتكررش تاني، ما بحبش حد يدخل عليا وانا نايم وانتٍ عارفه ده رايي كويس في الموضوع ده بالذات زمان لما كنت متجوزه غاده.. ومش هيحصل دلوقتي وانا متجوز ضحى .


رفعت مايسة عينيها بغيظ وتمتمت بنبرة مذهولة من قراره فلاول مره يعترض على شئ كذلك 


= وعاوز تؤمرني بأي تاني يا استاذ منذر يلا اتامر عليا براحتك مش الهانم اللي فوق شعليلتك عليا.. وعاوزه تقويك على امك وابوك وانت بتسمعلها


تطلع فيها بثبات ليجيبها بجدية أكبر 


= ضحى ملهاش دعوه بالموضوع ده انا اللي بطلب منك دلوقتي! وانا فعلا عاوز اطلب منك حاجه تاني ضحى مش هتنزل بعد كده تساعد في شغل البيت تاني! 


نظرت له مايسة بأعين حاده هاتفة بتبرم ساخط


= نعم يا اخويا كمان مش عاوزها تساعد امك؟ 

وعاوز امك تشقي وتتعب في البيت لوحدها وتطبخ لكم.. وهم يجوا علي الجاهز ياكلوا


تشكل على ثغره ابتسامة باهتة وهو يرد بحسم


= مراتي مش هتساعد في شغل البيت تاني يا أمي لسببين؟ اول سبب عشان انتٍ اهنتيها و طردتيها وقلتي ان وشها وحش وهي السبب أن رجلك تنكسر صح؟ يبقى باي حق هترجعي تطلبي منها تروق البيت اللي اتطردت منه عادي؟ 


تابع منذر هاتفًا بصرامة وهو يشير بيده 


= والسبب التاني عشان مش ملزمه ولو عاوزه حاجه أنا ممكن اعملها عشان أنا اللي ملزمه مش مراتي! انا اللي هتحاسب قدام ربنا عشان انتٍ اللي ملزمه مني انما هي اللي ملزم منها انا  وعيلتها اذا راحت لهم وساعدتهم.. و عشان نخلص من الموضوع ده شوفي عاوزه ايه وانا ممكن اعملهلك 


استشاطت أمه من رده للغاية، وصاحت منفعله


= اياك تقرب من شغل البيت سامعني؟ عاوزني يا روح امك اسيبك تساعد وتتعلم الغسيل و الطبخ بالمره عشان تتعود! وبعد كده الاقيك بتساعد الهانم مراتك وهي لما تصدق وتغسلها وتروقلها.. ده في احلامك واحلامها الحاجات دي اختصاص الست وبس.. مش عاوز تنزل مراتك براحتك ما حدش ضربك على ايدك طالما عاجبك أوي امك وهي رجليها مكسوره تقوم وتعمل


عقد حاجيبة باستغراب من بلوغها بالأمر فحالتها جيده وقدمها مجرد التويه بسيط وليس كسر مثلما تصر، ثم سألها منذر بتفسير وهو متعجب من أمرها فهي تريد التحكم بكل من حولها وبالأخص ازواج أبناءها 


= انا مش فاهم ليه انتٍ ما جبتيش واحده تساعدك من زمان وليه مخليه بسمة وضحي هم اللي لازم يعملوا كل حاجه طالما احنا نقدر نجيب اللي تساعدك.. وبعدين فيها ايه لما اعمل لك هو انتٍ ليه مش قادره تقتنعي ان ده الصح والدين هم مش ملزمين بكده 


التفتت مايسة بأنظارها نحوه لتطالعه بنظرات نارية ثم كزت على أسنانها هاتفه بحنق


= عشان ما تتعودش تساعد مراتك في شغل البيت وده مش تخصصك، واياك اطلع في مره الاقيك بتعمل لها وهي قاعده زي الهانم.. انا مش فاهمه ايه اللي طلعها في دماغك تخلي مراتك ما تساعدش بشغل البيت ما تكونش حامل ومخبيين ولا لما صدقتوا مسكتوا في الكلمه وان انا طردتها في لحظه غضب 


احتدت نظراته للغاية وهو يرد بنظرات ذات مغزى


= يعني هو ده السبب بالنسبه لك عشان ما تعملش حاجه تمام! انا بقى الفتره الجايه حققلك طلبك وحاول اخليها حامل عشان كده مش عاوزها تساعد.. وهقولها للمره الاخيره ضحى ملهاش دعوه بكلامي ومش هي اللي قالتلي اقول لك زي ما عماله تلمحي 


اعترضت على دفاعه الدائم عنها وكأنها ملاك منزه عن الأخطاء معلقة بتهكم


= وهو ده ايه علاقته انها لسه هتحمل بانها ما تساعدش بشغل البيت


أومأ منذر برأسه بكل جرأة ملمحًا


= عشان عاوزها بكامل طاقتها في أخر الليل!  ولا بقي تشتكيلي جسمها بيوجعها ولا وشها تعبان.. عاوزها بكل صحتها لما اعوزها تمام!. 


فتحت ثغرها بحرج بالغ من جرأته الغير متوقعه ثم هتفت بصوت متلجلج غاضب 


= خلاص فهمت اتنيل عليك وعليها من ساعه ما اتجوزت البنت دي وانت حالك اتقلب وبقيت كمان بجح وقليل الادب .


انتظرت للحظات ليرحل لكنه بقي أمامها، سألته قبل أن تستدير له بحده 


= ما تيلا تروح الشغل هتفضل واقفلي كده


نظر لها منذر ببرود وهو يبتسم قاصدًا استفزازها أكثر وهو يقول بإصرار 


= المفتاح الاحتياطي يا أمي من فضلك عاوزه ومش هقعد اعيد وازيد في الموضوع.


عادت تتحرك بخطوات بسيطه لإحضار المفتاح ثم ناولته إياه بوجه محتقن وغير راضية لكن هو أصر بقوة علي رأيه ولم تعرف كيفيه الهروب منه، والاعتراض كعادتها فهي بالفعل أخطأت حينما طردتها، وصحيح أيضاً الجميع يعرف هنا بأنه لا يحب أن يتجاوز أحد خصوصياته أو محظوراته بكل شيء.


بقت مايسة مكانها وهي تطلع نحو ابنها وهو يرحل باعين مذهوله والوضع لم يختلف كثيراً عن زوجها، فعندما اتصل عليه اخبره مجدداً بانه سيغيب حوالي ساعتين عن الوكاله! و عندما حاول والده الرفض أو إعتراض مثل عادته لم يعطي منذر وقت واخبره باختصار يجب ان يغلق حتى لا يتأخر عن موعده للطبيب والذي لم يخبره إياه بالتأكيد .


وبالنهايه بقوا الاثنين منصدمين وحائرين من تغييره الملحوظ! و المفاجئ، وشعروا أيضاً  بالغضب عندما بدأ ان ينحدر عن طوعهم قليلاً بالتدريج .


بينما الوحيد الذي كان سعيد بينهما بذلك التغيير البسيط الذي حدث منذر وأنه بدأ أن يرفض الخضوع لاوامرهم طالما لا يرغب بذلك! ليسعد أنه بدأ يستجيب لخطوات العلاج التالية في حالته ومشواره الطويل.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة