نوفيلا جديدة رحلة افتراصية لإيمان فاروق - الفصل 2 - الجمعة 26/7/2024
قراءة نوفيلا رحلة افتراضية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا رحلة افتراضية
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمان فاروق
الفصل الثاني
تم النشر يوم الجمعة
26/7/2024
اما هناك في مكان آخر يجلس برفقة شقيقه في سيارتهم الخاصة وعينيه مصوبه على الطريق يود لو يأكله حتى يصل إليها ليستوقفه الآخر قائلاً: يابني متسوق بهدوء كده غلط.
-" اعمل ايه ياصفي بكلمها من الصبح تليفونها مقفول ولما كلمت طنط زيزي قالتلى ان كل واحدة منهم عملاها مناحة في قوضتها .
قالها بهي بطيبه وحزن على حالتهن فهو عطوف لدرجة جعلته يتألم من أجلهن وليس من أجل خطيبته فقط.
احتلت فوق محياة ابتسامة من تأثر أخيه بهن الى هذا الحد مما جعله يتلفظ ببعض الكلمات كنوع من المزاح لتهدئته ليقول برزانة.
-" طب وايه الجديد مهما عملينها مناحة من اسبوع واظن دا طبيعي على الوضع اللي هما فيه ..كل واحدة وليها حزنها وعلشان كده فكرت في اللي قولتلك عليه .
ترى هل لهذا الصفي قلب يشعر بحالها كما البهى المتأزر معهن ربما يكون كذلك فهناك بعض الناس لايستطيعون أظهار مشاعرهم .
سحب الهواء ليستند برأسه للخلف ويعود بذاكرته لأول لقاء بينهم كم كانت متألقة في حفل خطبة أخيه الأصغر الذي وقع في غرام ابنة خالها فرح تلك الفراشة الرقيقة التي تزرع الفرحة في قلب أخيه كما يقول ،اما هى فحبيبته كما لقبها في نفسه فهو ليس بشاعر حتى يقتني الكلمات كي يغزلها اشعاراً، هو رجل يعمل في مجال البرمجة والتصميمات و الجرافيكس ولدية شركة كبيرة في هذا المجال التكنولوجي فرجل علمي يشاهد فتاة في عالم الواقع فيقرر بسرعة خاطفة الإرتباط بها وغزو عقلها ببضع كلمات وإصرار مميت، لتخر له خاضعه وقتها وساعده في ذلك تشجيع كل من فرح وبهى الذين اكتملت فرحتهما بهذا الإرتباط ،منذ أن عرفها وهى صامته لا تدرك كم اعجابه بها ولكنه توعد لنفسه بعدم التلفظ لها بشئ الا عندما تحل له فهو وقع بغرامها وقرر الإرتباط بها بعد عزوف دام لسنوات لمجرد أن شاهد ضحكاتها البريئة التي أخذته لواقع أجمل من واقعه الافتراضي الذي يعيش به معظم الوقت محتضن شاشته واسلاكه المتعانقة ليقرر أن يجذبها معه نحو عالمه الافتراضي برحلة عابرة يثلج بها صدرها فهو منذ شاهدها باكية امام قبر ابيها وهو متألم فلم يستطع وقتها الاقتراب حتى لا يأخذها بين احضانه ويقع في تجاوز مرفوض بالنسبة لشخص عاقل مثله فدينه الحنيف يجبره على التقيد بضوابطه الشرعية ،نعم كان هناك ولكنها لم تشعر به ،يعلم أنها حزينه من فعلته وتظن انه قاس .نعم يقسوا الأن ولكنه يقسوا على نفسه قبلها ولكن اليوم وبعد عدة ساعات قصيرة ستكون حليلته ،سيبدأ معها حياة واقعية نظيفة غير عابئ بنظرات المحيطين بهم ستكون زوجته على سنة الله ورسوله،وسيكون هو سندها الأول والأخير.
نعم سيأخذها معه في نزهة اليكترونية لربما تكون لها وميض لتعبر بها الى ما يثلج صدرها وتكون له كما يود وكما يتمني في عالمة الحقيقي .مما جعله يتواصل مع احدي الشركات المتخصصة في صناعة العالم الافتراضي التي يتعامل معها من خلال شركة البرمجة والحاسوب الخاصة به ويغزيها بمعطيات كثيرة عن هذا البرنامج الافتراضي الذي يبغاه وذلك عن طريق جمع معلومات وصور مختلفة لتلك الشخصيات ووتعزيزها بوتيرة صوتية تناسب الشخصية التي يبغى إعدادها واليوم فقط انتهت تلك الشركة من اعداد هذا الأمر الذي سيعد صرحة في العالم الافتراضي الذي سيغزوا العالم بتلك القدرة الرهيبة على التدخل في حياة الإنسان بشكل كبير.
وصل كل من صفي وبهى ليكونا في استقبال الفتايات لأصطحابهن الى مركز التجميل ،ليترجل كل منهما السيارة في لهفة وترقب لولوجهن ،لتخرج كل فتاة بطلة بسيطة وبيدها الأشياء الخاصة بها ومتعلقاتها الشخصية التي ستحتاجها خلال يومها ليتوجه بهي مسرعا في استقبال عروسه بمحبة ليلتقط كفها ويتلثمه برقة ليطبع قبلته عليه تحت اعينها المشعة بالسعادة تجاهه.
اما هو فلم يجرأ على ما فعل شقيقه إلا أنه تحرك بخطوات واثقة نحوها ليتلقف منها بعض الأشياء ويقوم بوضعها في حقيبة العربة الخلفية وتتقدم هى خلفه بدون حديث يذكر وبخيبة أمل منه فهو لم يحتويها بكلمة واحدة حتى ،مما جعلها تفكر بجدية في فسخ هذا الإرتباط الذي سيجلب لها المتاعب فهى كانت تتمنى أن تتزوج عن حب ولكنه اقتحم حياتها دون ارادة منها وفرض سطوته عليها وبغبائها استسلمت لتلك السطوة التي تخضع لها الأن ،فبرغم حزنها منه وغضبها الواضح إلا أنه يبثها بنظرات ولعة لا تستطيع فهمها فلماذا يرمقها بهذا الغموض ولماذا لا يتسم بالوضح كأخيه الذي لم يكف عن الحديث منذ ان استقلوا جميعاً السيارة ليتوجهون الى مبتغاهم . لتتفاجأ به ولأول مرة عن قرب يقول بجانب أذنيها.
-" ساعتين بالظبط واكون قدامك ،انا اتفقت معاهم انكوا تكونوا جهزين في الموعد المحدد.
-" بس كده مش هيكون بدري قوي ؟
قالتها بتعجب على نفسها اولا فهى كانت ستعترض ولكنها تفاجأت برأسها تتحرك بإيمائة الموافقه دون مقاومة ، فكيف لها أن تستسلم أمامه هكذا .
اقترب اكثر كي يستمتع بتلك الهالة الحمراء التي كست وجهها مما جعله يتمني ان يزداد بطبع قبلة فوق وجنتيها ولكن وقاره منعه من هذا التصرف الصبياني وجعله يتمالك انفعاله حتى يتحدث معها بجدية أكثر: مش بدري ولا حاجة ،انتوا هتخلصوا وبهى هيكون في استقبالكم وانا هكون .
قاطعته بحده ظاهرة : إيه دا ،انت مش هتكون معاه ،طب ازاي الكلام ده.
صفي برزانة وهدوء لكي يسيطر على حدتها التي اعجبته فهى شرسة ولكن سيروضها الأن مما جعله يردف : اشششس ،اهدي وافهمي وياريت تنفذي من غير اي عناد علشان خاطري.
(خاطرك ،اي خاطر تتحدث عنه وانت لم تعطيني اي احتواء .
خاطرك ،وكيف سيكون لك بداخلى اي خاطر لك وانت لم تبني معي تلك القواعد التي سيرتفع رصيد خاطرك بنفسي المرهقه) .
كانت تود ان تخرج تلك الكلمات من صندوقها المنغلق بداخلها ولكنها ابت ان تكسر فرحة الآخرين الذين لم ينتهو من وصلة الحنان والعطف بينهم ،لتنظر بحسرة وألم اليهم ولكنها تنفض أفكارها السلبية حتى لا تصيب الأخرين بنظرة حاسدة ،مما جعلها تفكر باستكمال اليوم بأي وسيلة إلى أن تنفرد بهذا الصفي بين جدران منزلهما ووقتها ستعلن العصيان وستثأر لنفسها منه ،هكذا توعدت له ،لتومي له دون حراك او رفع وجهها نحوه لتدلف الى الداخل في خطوات مثقله وهى تردد من بين تنهيدتها قائلة.
-" تمام ،زي متحب .
تركته وتوجهت إلى الداخل ليزفر هو راحه لكونها ابتعدت قبل ان يلقي عليها بالحقيقة التي يود أن تكون مفاجأة لها ،ليحمد الله انها رحلت بسكون هاكذا ولكن يؤلمه الموقف،فهى يتملكها العبوس عكس الأخرى التي تملاء الضحكات فمها ويرتفع صوتها بتغريداته قائلة .
-" خلاص يابهى ،هستناك على نار ياروحي قبل الميعاد كمان .
ليقابلها هو الأخر بمحبه اكبر : ياروحي انا اللى هروح البس واجي اقعد على باب المركز لغاية مالقمر بتاعي يطل عليا .
مما جعل صفي يحرك رأسه بيأس من جنون شقيقة الأصغر ،فكم تمنى أن يكون هنا وقتها ولكن مفاجأته تجبره ان يكون هناك لانه ربان السفينة التي ستبحر بهم نحو عالمهم الافتراضي وتلك الرحلة التي ستكون بمثابة ارتواء لتعطشها لذكرى خالدة في نفسها ،مماجعله يردف وهو يشاهد ساعة يده الملتفة حول معصمة فهى تدخل معه في سباق مع الزمن ولكنه سيتحكم بها ليهتف قائلاً.
-" اخلص يا حبيب ،وخليها تدخل ويالا بينا علشان التجهيزات اللي ورانا .
يتبع