نوفيلا جديدة رحلة افتراصية لإيمان فاروق - الفصل 1 - الجمعة 26/7/2024
قراءة نوفيلا رحلة افتراضية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا رحلة افتراضية
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمان فاروق
الفصل الأول
تم النشر يوم الجمعة
26/7/2024
اهداء
الى أرواح رحلت عن عالمنا .. أرواح وهبتنا الحياة ولم تزل تهدينا القوة و المثابرة لنكمل طريقا مهدته لنا قلوبهم الطاهرة قبل ان ترحل وتتركنا نجاهد في مسايرة الحياة ارواحاً فقدنا بعدها السند والقوة فجعلتني هشة فاللهم رحمة لأبي وزجي .
رحل الأب وتركها صغيرة لتعيش في كنف أمها التي قررت أن تظل على عهدها معه ..فلن يمسسها غيرة إلى أن توفيها المنية ..عاشت في احتياج له برغم وجود رجال كثيرين حاولوا ان يملأوا الفراغ ومنهم من حاول بالتودد من أجل الفوز بقلبها هى وأمها طمعا فيما تركه الأب من مال ولكنهم لم يجنوا سوى الفشل وبقى الأب سيد الرجال بالنسبة لها ولتلك السيدة المثابرة .. وها هى اليوم تبكى ألما ووحشة ، فمن غيره يستحق هذا التقدير ومن سيسير بجانبها ليسلمها لشريك حياتها .
هى ...
فقيرة للأحتواء ،فبعد رحيل ابيها سارت في درب اليتم تبحث عن ضالتها بين الرجال فهل سيكون هناك سندا تتكئ عليه وحبيب تلقي بين ثناياه ضعفها ويضمض بربتاته الحانية فوق ندوب يتمها ،ام سيكون مجرد ارتباط تقليدي سيجمع بينهما؟ .
تجلس امام مرآتها التي تعكس صورتها الباهتة.. تمشط شعرها وهى تحاول السيطرة على حالة الشجن والحنين التي كست عليها جراء تفكيرها بأبيها تحاول استنشاق الهواء علها تسيطر على تلك العبرات فتمنعها من الهطول فوق وجنتيها الممتلئة بمعجون ابيض يستخدم كمرطب للبشرة مسمى ( بالماسك) ،لتهتف في نفسها قائلة : ربنا يرحمك يابابا ..كان نفسي تكون موجود معايا بس دا قدر ..يااارب الصبر وعدي اليوم دا على خير.. وحول خوفي لأمان من الخطوة الجاية في حياتي ..بجد مش عارفه انا اتسرعت في الإرتباط من (صفي ) وأنا لسة مش متأكده من مشاعري تجاهه ..هو إنسان متعلم وسيم مستقبلة مشرق ..لاكن غامض وكتوم ..زفرتها الحارقة لم تكن سوى خوف من المستقبل مع هذا الصفي الذي اتى لها على غرة وخطبها في حفل خطوبة شقيقة الأصغر(بهي )الذي ارتبط بأبنة خالها( فرح) بعد قصة حب طويلة بينهما وكانت هى شاهدة عليه ففرح ربيبة هذا البيت فمنذ أن توفت أمها وهى بمثابة شقيقة لها تلازمها في كل كبيرة وصغيرة ولكن ليس بالضرورة أن تتزوج من شقيق زوجها ..نعم وافقت عليه لأنها تعرف بهى وتصورت أنه شبيه له في تلك الخصال التي رأتها فيه كما أخبرتها فرح وأشياء رأتها فيه هى من خلال تعاملاتها معه ،فهو شخص حنون ،طيب القلب ،لا يستطيع أن يمر عليه وقت دون مهاتفة خطيبته وهذا ما اسعدها وجعلها تطمئن على ابنة الخال التي حرمت من حنو الأم وفطمت على الحزن والبكاء ..اما هى فلم تجد في هذا الصفي سوى الجمود والهدوء ،اي نعم تشعر معه بأشياء تسعدها ولكنه كتوم غير الأخر ،نعم هى تعلم انه شقيق له ولكن ليس شرط أن يكون لهم نفس الخصال فهم شخصيتين مختلفة وهى تخشي هذا الاختلاف وان يكون صفي أنسان قاسى وحاد الطباع .
ليقطع حديث نفسها ولوج أمها ومعها أحد الصديقات الاتي اتين للوقوف معهن في هذا اليوم : وبعدين معاكي ياحبيبة انتي كمان ..اسيب هناك فرح بتعيط ،أجي الاقيكي انتى كمان فتحها مندبة ..ليه كده حرام عليكِ أنتِ وهى .
حاولت حبيبة أن تستجمع رباط جاشه فسحبت الهواء حتى تستطيع الرد لترفع يدها وتمسح بطرف اصبعها تلك القطرات العالقة فوق اهدابها وهى تتمتم : سمحينا يا ست الكل .. غصب عنا أكيد ،قالت كلماتها وهى تنهض من فوق مقعدها في اتجاه أمها التي ارتفع نشيجها هى الأخرى بعدما شاهدت حالتها تلك لتتقدم نحوها الفتاه وترتمي في أحضانها غير عابئة بهذا المعجون الذي لم يمسح نظرا لتجمده فوق وجهها وتقابلها الام بربتة فوق ظهرها فور احتوائها وهى تكمل : حقك علينا يا أمي ..بجد غصب عني واكيد فرح كمان في نفس الحالة ..انا هروح اشوف مالها هى كمان ،كانت مبسوطة وعمالة تغني وترقص من الصبح .
إجابتها الام من بين تنهيدتها وهى تومي لها بعدم فهم : معرفش مرة واحدة لقيتها سهمت وفتحت في البكا ..روحى يابنتي شوفيها وفرفشوا بعض على ما عرسانكم يجوا يوصلوكم لمركز التجميل ..معرفش صفي مصمم تروحوا بدري قوي كده ليه .
تذكرت هذا الصفي الذي يتحكم في كل شئ ولا يعطي لها فرصة المناقشة على عكس أخيه ولكنها نفضت الفكرة فلا يحق لها المقارنة بينهم فلكل شخص هويته الخاصة حتى وان لم تكن على هواها وهذا قدرها وسترضى فهو ليس بالشخص السيئ على كل حال فالجميع بلا استثناء يشيدون به وبأخلاقة والجدية في الحياة ليست سبه فهو شخص يعتمد عليه فبهى يرمي بحموله كلها عليه برغم أنهما بنفس العمل ولديهما نفس الصلاحيات ولكن الكلمة العليا له هو .
تركتهم يعدلون تلك الأشياء التي تترمي بأهمال هنا وهناك وتوجهت هى نحو الغرفة الأخرى التي تسكنها صديقتها وابنة خالها فرح .
اما فرح فهى الأخرى تركتها الجنة ورحلت منذ كانت في المهد صغيرة ..تركتها تتسول الحنان من هنا وهناك ..فطمت على البكاء فكان دوماً لها خليلا ..كم تمنت أن تروي تعطش عينيها لرؤياها فهى لا تتذكر منها فصورتها طبعت في مخيلتها من تلك الصورة التي اختلستها من صندوق محمل بذكرياتها فالعمة الحنون جمعت ولملمت اشياء الأم وكنزتهم لها لحين ان تبلغ اشدها وها هى اليوم عروس تتمنى أن تكون برفقتها لتساعدها وتهديها من خبرتها في الحياة ولكن حظها التعس كان رفيق لها على مر السنون .
-" ماما ،كلمة طول عمرى بقولها لغيرك ،كان نفسي أحسها معاكي ،عارفة ياحببتي من كام يوم وأنا عندك رجعت وقعدت ادور على الألبوم ده نفسي اترمي بحضنك قوي كمان حبيبة نفسها تترمي فحض عموا نادر الله يرحمه وبتقولى خالو هيمسك ايدك ويوصلك لعريسك وانا مين همسك ايدى ويسلمني لعريسي متعرفش ان بابا قرر يمشي في وسطنا احنا الاتنين بس هيا خايفة عمها يزعل مع انه مش بيحتويها لاكن أنا بقى مش زعلانه لأني محظوظة بعمتوا هى امي البديلة اللى محسستنيش اني يتيمة الحنان وأنا متأكده انك كنتى هتبقى أحن عليا بكتير ،انا قلت الكلام دا لبهي وهو كمان حنين قوي وبيقولى ابقي قوليلي ماما .
عند تذكرها لقوله هذا ،اطلقت العنان لضحكاتها فاصبحت ذو وجه باكي وضاحك بوقت واحد.
حبيبة بتية فهى لم تعى تلك الحالة التي عليها الأخرى فهى تبكي ام تضحك مما جعلها تتسأل بدهشة : ايه يافرح ياحبيبتي اتجننتي والا إيه؟
حدقتها فرح بعبوس اطفال : ليه شيفاني بشد فشعري .
-"لا ياقلبي شيفاكي بتبكي وتضحكي في وقت واحد ..دا يبقى اسمه ايه؟قالتها حبيبه بسخرية على ردها الذي لا يتناسب مع الموقف.
-" اقولك ياستي إسمه ايه وتوجهت نحوها وهى تقول بهيام : اسمه بهي.
رمقتها الاخرى بدون فهم وهى تهتف : ودا اللي هوا ايه بقي سي بهي دا ..يكونش بيزغزغك وأنا مش واخده بالى .
-" انتي بتقولي فيها ..بهى دا أجمل حاجة حصلتلي وعوض ربنا ليا ..حنيته عوضتني مشاعر كتير كنت مفتقداها ..لما بزعل بيحب يضحكني ومبيرضهوش زعلى ..اخدني من كام يوم المقابر علشان نزوز قبر ماما وهناك لما لقاني ببكي قالى ابقي قوليلي ماما لما نتجوز ومهديش غير لما ضحكت وبعدها اخدني وفسحني طول اليوم وفي الأخر اتعشينا معاكي انتى وصفي ،فاكرة اليوم دا؟
أومت لها بنعم فهى تتذكر هذا اليوم بالفعل فهى أيضاً ذهبت لزيارة قبر أبيها ولكنها كانت بمفردها فهى أخبرته وقتها ولكنه فضل البقاء في العمل واكتفى بأرسال السائق لها هى وصديقتها المقربه ندى التي اتتها على الفور عندما أخبرتها انها بأحتياجها ولم يكلف خاطره بمهاتفتها للأستفسار على حالتها المنهارة وقتها حتى بعد اصراره على تناول العشاء معها كان من أجل ان يجتمع بأخيه حتى يتحدث معها ومعهم في امور الزفاف التي كان هو القائد وهم الرعاه ولكن معها هو لم يكن القائد الراعى لها لم يحتويها برغم شغف عينيه التي تلاحظه ولكن جموده وحديته تسيطران على علاقته بها ولكن هى يميزها وجود أمها الحنون التي احتوتها بين أحضانها واعطتها تلك الشحنة العاطفية التي جعلتها تسير مجدداً وقتها .
في هاتين الحالتين تضاد ومن المؤكد أن لكل واحده منهن حياة خاصة ستخوضها وجزء ناقص تبحث عن إكماله فهل سيكون الحظ حليف لهن وستجد كل واحدة منهن مبتغاها !.ربما يأتي اليوم ويكتمل هذا النقص ليشغل الحيز من الفراغ لدى كليهما وتكتمل السعادة بداخل كل واحدة منهن.
يتبع