نوفيلا جديدة رحلة افتراصية لإيمان فاروق - الفصل 4 - الجمعة 26/7/2024
قراءة نوفيلا رحلة افتراضية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا رحلة افتراضية
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمان فاروق
الفصل الرابع
تم النشر يوم الجمعة
26/7/2024
على الجانب الآخر..
في مركز التجميل ،تجلس كل واحدة تحت ايادي المتخصصة في التزين لتضع الوشاح الأبيض فوق رأسها يتقدمه تاج ملكي يشبه تلك القلادة التي تتوقهن بها حول عنقهن .
انتهت كل منهما بوضع اللمسات النهائية لتلك الطلة البهية التي ظهرت عليهن فزادتهن حسنا وجعلت كل واحدة منهن أية في الجمال ففرح كالملاك في ملابسها البيضاء وتلك الورود المصنوعة من اللؤلؤ المنثورة حول تنورتها المنفوشة بشكل يأخذ الأنفاس فبريق اللؤلؤ الذي يصطف صدرها يكمل تلك النقوش المضوية ببريقه يعكس هالة من السطوع حول وجهها الذي ينضب بالحمرة والجاذبية بعدما ازدهر بهذه المساحيق التي نحتته ببعض الاضافات البسيطة فوق وجهها فزادته حسنا وهى تقف تحت اعين عمتها
التي كانت بمثابة ام لها على مر السنون تكاد تبكي من فرط سعادتها ولكن تمالكت نفسها بشق الأنفس فهى اليوم ستسلم الأمانة التي حاولت جاهدة بالحفاظ عليها فزوجه أخيها أأتمنها على قرتها قبل مغادرتها الحياة وهى التي جاهدت دوماً في الحفاظ عليها حتى وصلت بها الى بر أمانها مع هذا البهى الذي يقف بجوار أمه هو الأخر هناك في ترقب ينتظر السماح له بالوصول اليها فهو يحمل بداخله باقة محبة صنعها من عشقه لها سيهديها إياها كباقة الورود التي يحملها بين كفيه الأن .
توجه اليها بتأهب ينتظر اللحظة التي سيشاهد عروسه بينما هناك من ينقل الحدث برمته عبر بث مباشر له هناك فقد طلب صفي من صديقتها المقربة ان تبث له اللقاء فكم تمنى ان يكون هناك كي يستقبلها كما البهي ولكن الذي يهون عليه الأن هى تلك الرحلة التي صنعها من أجلها هى فقط حتى يهديها ولو جذء بسيط من السعادة التي تثلج صدرها وتروي تعطشها لدفئ وعطف أبيها الذي رحل عنها وتركها تتسول الأحتواء وحيده وها هو يقسم ان يكون لها اب واخ وصديق وحبيب يحتوي ضعفها الذي اسره منذ اول لقاء بينهم.
يشاهد اخيه يستقبل عروسه بسعادة بالغة ولهفة لعناقها ولكنه يحاول أن يثبر اغوارة حتى لا ينفرط في الحميمية معها حتى يعقد القران فيفرغ فاه ضاحكا عليه .
-" مش قلتلك ياحيوان ، اديك مش عارف تمسك نفسك ،غمغم بها من بين ضحكاوته وهو يتلهف لمشاهدة عروسه التي كانت تقف متوارية بعيدا عن الأنظار مما جعله يتلهف لرؤياها .
اما هى .
تبدوا شاحبة برغم جمال مظهرها وطلتها التي جعلت منها كالأميرة المتوجهة فرقتها ذادت وفاضت مع لون الملائكة الذين كساها من رأسها لأخمص قدميها ولكن تلك الغيامة التي تكسوها بفضل الحزن الذي يغمرها الأن جعله يستشعر الخطر فمظهرها الغير عابئ بما يدور حولها جعله ينتبه إلى خطر قد يؤثر بالسلب على علاقتهما فربما يحدث تصدع ما ولا يستطيع ترميمه بعد ذلك مما جعله يهرول اليها فهو قد انتهى من ترتيات الرحلة ولم ينقص سوى حضورهم ليغلق باب مكتبه ويؤمن السكرتير الخاص ويتوجه اليها بعدما اخبر صديقتها التي كانت على تواصل معه بعرقلتهم بعض الوقت لكي يستطيع الحضور اليهم فلحسن الحظ أن مركز التجميل ليس بالبعيد عن مقر الشركة مما جعله يصل في وقت قاطع ليلتقط وقوعها فهى كادت تهوى بين الجميع دون أن يلاحظوا فالجميع منهمكون في ابراز سعادتهم من أجل العروسان ويشاركونهما الرقص والغناء دون الإنتباه إلى حالتها تلك .
استكانت بهدوء بين يديه التي تلقفتها ليكون هو اخر صورة التقتطها عدستيها قبل أن تغلق،ولتكون اول صورة تشاهدها بعد انفراجتها التي كان هو سبب لها ، اخذ يربت فوق وجهها برفق حتى تستعيد وعيها ونثر رزاز العطر التي ناولته إياه احدى الحضور ليطالبهم جميعاً بالرحيل إلى خارج الغرفة ليتسني له الفرصة ويحدثها قليلاً ،ليقابله هى بعدم الإهتمام بعدما تأكدت من وجوده أمامهما لتشيح وجهها الى الجهة الأخرى بينما هو يجثو بجانبها بنبضات لاهثة من فرط الخوف وربما من أن يكون قد خسرها للأبد.
-" انت عايز إيه؟لو سمحت أخرج برة لغاية معدل من نفسي واخرج ؟
نعم تحدثت بفتور استشعره هو مما جعله يتأكد من أنها لم تعد تطيق صبرا ،فربما قد أخطأ في التقدير ولكن هو الأن معها وعليه استيعاب وتحمل حالتها تلك حتى تهدأ، مما جعله يتمتم بقلة حيلة من بين لهاثه .
-" انا هنا علشانك والا مش واخدة بالك اني مهنش عليا وجتلك ؟ فياريت تأجلي عقابك او اي حاجة تانية لغاية مانبقى في بيتنا وساعتها انا هتقبل منك اي شئ.
رمقته بغيظ فهو مازال يلقيها بالأوامر دون أن يشعر بخطأه في حقها وتغافلت عن حديثه اللين معها ووتيرته الواهنة بقلة حيلته فهو لا يقوى على لمسها يكبل قبضتيه حتى لا تشتبك بكفيها فلوعته الأن تتوهج بنيران الخوف من الفقدان ،نعم يخاف فقدانها فلذلك عليه امتصاص غضبها لأبعد حد .
-" انت مش قلت مش هتيجي علشان مشغول ايه اللي جابك بقى ؟ والا انت غاوي بس فرض سيطرة على الكل بمزاجك .
انتصب واقفا ليعتدل من هيئته البهية التي أعجبتها برغم حنقها منه ليتمتم بمشاكسة بعدما استشعر حديتها في معاتبتها المستترة من خلال جملتها فجعلته يبتسم فهى تتمتع بحث طفولى أعجبه .
-" طب الحمدلله انا كده اطمنت ،ان مراتي المستقبلية فهماني قوي كده..ودا هيخليني استعجلك علشان شكلنا هنتفهم غلط .
استشعرت مشاكسته فزدادت غيظ فهو مثال حي للبرود فهو حتى لم يعتزر ولم يبرر افعالة فهى كانت ستتقبل اي عزر فبرغم حزنها منه الا انها تنجذب إليه بشكل مخيف .
-" على فكرة أنا هكمل اليوم ده بس علشان فرح وبهي ،هما ملهمش ذنب ليلتهم تبوظ .
اقترب في لحظة خاطفة فكادت ان تقع مرة أخرى فوق المقعد الذي كانت تجلس عليه قبل قليل ليلتقتها مجتزبها نحوه بشرود لتلتحم سوداويتيه بعسليتيها في نظرة اذابتهما سويا فتسارعت انفاسها فور اقترابه نحو شفتيها المرتجفة ،يريد ان يقتنص منهنم بنهم لولا أن شاهد برهان ربه فاغمض عينيه قائلاً من بين تنهيدته الملتهبة .
-" تمام يا حبيبة ، يالا بينا علشان نكمل اليوم ومنخربش فرحتهم .
ابتعد عنها ليعطيها المساحة التي تجعلها تلملم تشتتها امامه فجميع خلجاتها في حالة يرثى لها بفضل اقترابه منها واحتوائه لجسدها منذ قليل.
توجه للخارج مستدعي خبيرة التجميل حتى تساعدها في استعدال هيئتها وتركها بتيتها تتخبط ليستمع لها تغمغم بنبرة حزينة اوجعته : لو بابا موجود مكنش سمح يتعمل فيا كده.
توافدت الصديقات عليها وتوجهن نحوها بعدما استعدت مرة أخرى ليصتفون حولها ويستقبلها هو وينضم بها الى أخيه وعروسه وسط تهليل وصدوح الاغاريد والاغاني المخصصة للأعراس .تعلقت بيديه حتى تكمل الصورة بل ذادت برسم بسمة فوق محياها العابس فهو أيضاً تملكه العبوس فكم تمنى أن تتفهم دواخله ولكن ربما يكون له معها لقاء سيفيضها به بكل ما يختلج صدره نحوها.
يتبع