-->

نوفيلا جديدة صدفة (لقاء بعد فراق) لبشرى إياد - الفصل 1 و 2 - السبت 27/7/2024

 

    قراءة نوفيلا صدفة (لقاء بعد فراق) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


نوفيلا جديدة صدفة (لقاء بعد فراق)

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بشرى إياد

الفصل الأول والثاني


تم النشر يوم السبت

27/7/2024


الفصل الاول


الساعة الثامنة ونصف كان يقف امام اكبر شركات الشرق الأوسط وحوله حشد كبير من الحراسة ينظر الى الشركة بفخر فقد استطاع بناء هذا في وقت قصير جدا رغم غياب والده او لنقل  انه لا يعرفه من الأساس أسس هذه السلسلة بشكل احترافي رغم سنه الذي لم يتجاوز  الـ ٢٩ ولكنه استطاع أن يثبت اسمه في وقت قياسي في هذا المجال
  ليث ذو جسد رياضي و طول فارع يمتلك عينين بنيتين حادتين و شعر بني غزير و دقنه خفيه تزيد من وسامته .

تقدم مساعد ليث باحترام : حضرتك عندك اجتماع بعد نص ساعه مع وفد إيطاليا .

نظر له بهدوء شديد من ثم تقدم نحو الداخل بخطوات واثقه يرفع رأسه الى الأعلى بكبرياء وزع نظراته بين الجميع ثم التفت له بهدوء .
  __ أجله إلى الغد لا أريد أن أحضر أي اجتماع اليوم.

تسأل مندهشا وعلامات الاستفهام تدور برأسه :
  _ مسيو ليث ممكن اعرف سبب هذا التأجيل .

ابتسم له بهدوء ثم ألقى التحية على الموظفين وهتف بابتسامه:
  __ تعال على مكتبي افهمك يا اوس.

هز رأسه باحترام وتبعه باحترام وما زال يفكر بما يجول برأس ليث من أفكار.

أحد الموظفين: شباب لاحظتو انو مسيو ليث اليوم فيه حاجه غريبه.

فتاة من الموجودين: ايو هو غريب اليوم  ابتسم لينا وألقى السلام عادي بدون ما يعطينا موشح طويل متل العادة

التفت لهم اوس وهو يكتم ضحكاته
  _  يلا على شغلكم عشان هيولع فيكم لو سمع الكلام الأهبل ده.

بلمح البصر كان كل الموظفين بأماكنهم إلا ذلك الشاب الذي يراقب اثر ليث بغموض ونظراته شرسة ويتمتم بكلمات غريبه ما هي إلا ثوان وخرج من الشركة بسرعه استغربها جميع القريبين منه.

داخل المكتب وعلى مقدمه مكتبة يلمع اسم ليث الجندي وهو يجلس خلف المكتب و ابتسامة تزين ثغرة دخل اوس باستغراب وتحدث بتعجب .

__ مسيو ليث ممكن أفهم انت ليه عايز تلغي الاجتماع.

طالعه بهدوء غريب ليس من عادته مما جعل الآخر يزداد تعجبه وهتف ببطء
  __ انا رح اترك  الصفقة دي لشركة السالم يا أوس 

هتف بصدمة وتعجب معا.
  __ مستحيل انت بتهزر صح

رفع نظره إليه بجمود
  __ اوس اقعد وخلينا نتناقش عشان  في حاجات  انت مش عارفها
  تساءل باستغراب شديد.
  __ شو في كمان هو في حاجة حصلت وانا معرفش.
  ابتسم ليث بهدوء
  __ أيوا في واحد هنا بالشركة بوصل كل تحركاتنا ل سليم  .
  حك أوس جبهته بتعب وتفكير بمن يفعل شيء كهذا قاطعهم السكرتيرة وهي تطرق الباب.
  __ سيد أوس في شخص حابب انو يشوفك.

وقف أوس بهدوء و تحدث باحترام.
  _ بنكمل حديثنا بس تخلص وانا بمكتبي رح اجهز الحجوزات ل الوفد الألماني
  هز رأسه بهدوء وحدث السكرتيرة بجمود
  __  خليه يدخل واطلبي تنين قهوه.

.❈-❈-❈

  شركة السالم .
  وقف سليم بمكتبه وهو شاب في بداية الثلاثون من عمره طويل ذو عضلات ولديه ذكاء حاد يتميز بطبعه الحاد وهو ملقب ب وحش السياحة .

رفع سماعة هاتف المكتب بغضب محدثا السكرتير الخاص به.
  ___ أمير عايز أمجد عندي خلال خمس دقايق فاهم .

أرتعب الآخر من حديثه الغاضب و اجابه بخوف.
  __ السيد أمجد خرج من شوي وقال مش هيتاخر
  اغلق الهاتف بغضب وراح يجول بغرفة المكتب بغضب
  __ هاد وقت تختفي يا أمجد الزفت بسيطه ارجع رح نتحاسب .

طرقات خافته على باب المكتب فور سماعه لتلك الطرقات استرخت معالمه وارتسمت ابتسامة واسعه على شفتيه و هتفت بهدوء:
  __ ادخل .
  دخلت فتاة بمنتصف العشرون ترتدي الحجاب الشرعي تحمل بيدها ملف تقدمت على استحياء
  __ سيد سليم حضرتك طلبت اقدملك الملف ده تفضل .

التقطه منها بهدوء وهو يغض بصره عنها رغم قلبه الذي يطرق بقوه وكأنه طفل يعزف داخل حفله سعيدة
  __ ميرسي يا ارين تعبتك معي .

اجابته باستحياء واضح بصوتها :
  __ ده واجبي عايز حاجه تانية مني عندي شوية شغل لازم اخلصه.
  ابتسم لها وهو يقول .
  __ ميرسي تاني بتقدري تروحي على مكتبك.

خرجت وهو جلس على مكتبه بابتسامه واسعه محدثا نفسه.
  __ شو عملتي يا ارين لحتي بقيت كدا انا عمري ما فكرت بنت كدا .

ثم نظر الى الأعلى ورفع يديه بصدق نابع من قلبه
  __ يارب تكون من نصيبي انت عالم بحالي يارب.

.❈-❈-❈

  اوراق مبعثرة في جميع ارجاء الغرفة تجلس تلك الفتاة تبلغ الثاني والعشرين من العمر بشعرها الأسود الطويل و عيناها البنيتان منغمسة بالعمل لتقاطعها صديقتها
  __ وتين يا وتين .
  رفعت عيناها عن اللابتوب بإرهاق وهتفت بتعب
  __ خير يا استاذه غزل .
  راق للأخرى لقب الأستاذة تحدثت بغرور.
  __ أيوا كدا استاذه غزل غصب عنك .
  وقفت وتين بغضب ولحقت بها:
  _ وقت هزارك دلوقتي عايزه ايه يا متخلفة.
  توقفت فجأة والتفتت لها بسرعه.
  __ ينهار اسود تأخرنا على الشغل يا وتين.
  نظرت لساعتها بصدمه وابتلعت ريقها بخوف
  __ غزل الاستاذ هيثم رح يطرنا صح اكيد مش رح يعديها لينا بالساهل المره دي.

وقفت الاخرى مكانها  وهي ترتجف من شدة الخوف
  __ وتين دي كانت آخر فرصه ليا اكيد رح يطردني انا متأكدة رح يعملها.
  نظرت وتين مجددا لساعتها وهتفت بقلق
  __ خلينا نجهز ونروح وربنا يستر .

بعد عده دقائق خرجت الاثنتين متجهتين الى مركز عملهما والخوف ينهش داخلهما مما يمكن أن يحدث.

.❈-❈-❈

  فتح باب المكتب باندفاع وطل من خلفه شاب شديد الوسامة يرتدي ملابس رياضيه وتحدث بضحك
  __ ليوث حبيبي وحشتني .
  طالعه ليث بصدمه باديه على وجهه و ثم صاح بانفعال
  __ قيييييييييييس امتى  رح تتعلم تطرق الباب قبل ما تخش هو انت داخل على خرابه.
  ضحك الآخر بقوه وجلس على المقعد المقابل الى ليث وتحدث ومازال يضحك:
  _ مالك ياخي مش بتحمل هزار خليك كدا معقد وبعدين شو اللي سمعته من امتى انت كريم مع سليم.

هز رأسه بيأس من هذا الأحمق ثم أمسك قلمه وبدا بتوقيع بعض الأوراق التي أمامه و هتف قائلا:
  __ اول حاجه بطل تقولي ليوث وثاني حاجه رجعت امتى من الرحلة السياحية وتالت حاجه ده شيء يخصني اذا انا  كريم أو لا

ضحك قيس بقوى ونظر له وكأنه ينتظر شيء
  __ و رابعا استاذ ليث .
  ٠ بنظره ثاقبه وهتف بغيظ

__ بتخفف دم حضرتك ولا ايه استاذ قيس

اخفى ابتسامته وحدثه بجدية تامة 

__ طيب خلينا نحكي بجدية  يا ليث ليه قررت تلغي الاجتماع وتخلي الوفد يروح لشركه سليم .

استند ليث على المكتب بساعديه وهتف بتسلية

__ عاوزين نتسلى وده عن طريق سليم لإنو سليم بعت حد هنا بالشركة بوصل ليه اخبارنا واحنا لازم نوصله اللي احنا عايزينه من غير ما يحس بردو والشركة الايطالية دي مش مهمة لينا اووي يا قيس احنا بنعطية دي  عشان نكسب الشركة الألمانية .

نظر له بتفكير واستغراب

_ عجزت افهم بتفكر بأيه يا ليث بس ماشي يا سيدي انا معاك للآخر هرجع الشقة انام لأني هموت من النعس اشوفك بالليل .

ابتسم  بهدوء ليقول له.

_ مش تنسى تاكل ونام بغرفتك على السرير مش بالصالة وبردو الأكل يرجع  مكانه يا قيس .

قهقه عاليا وهو يتجه نحو الباب 

_ اوامر تانية ليث باشا.

أشار له بالخروج وجلس يفكر بخطوته القادمة وماذا سيفعل. 

.❈-❈-❈

وقفت الاثنتين أمام باب الشركة تستجمع كل منهما شجاعتها  

هتفت غزل بتوتر وخوف 

_ وتين انا خافيه من الاستاذ هيثم احنا تأخرنا ساعة.

استجمعت وتين شجاعتها وامسكت يدها تبعث الطمأنينة داخل قلب غزل 

__ مش تخافي ربنا معانا يا غزل وبعدين التأخير صار لأني كنت اخلص ترجمة الأوراق اللي طلبها. 

__ لحد امتى هتفضلوا واقفات على باب الشركة عارف الطقس حلو اليوم بس اكيد في شغل لازم نخلصه صح .

برقت بعينيها بصدمة والتفتت خلفها واذا به يقف بطوله الفارع وجسده الرياضي واضع يديه في جيوب الجاكيت الخاص به ويخفي عيناه أسفل نظارته السوداء

تحدثت وتين بشجاعة 

_ اهلا استاذ هيثم اكيد الطقس جميل عشان كدا حضرتك واقف هنا بردو.

نظر لها من أسفل نظارته وهتف بجمود:

_ انا بعمل اللي عايزو وانتو كلكم بتشتغلوا عندي ولا نسيتي يا انسه وتين .

نظرت له بقوة وشجاعة تفاجئ الآخر بها

__ حلو اووي كلامك صحيح عشان كدا انا همشي واسيبلك الشركة  واللي فيها وخلينا نشوف مين اللي مشغل الشركة الموظفين ولا حضرتك.

نظرت له غزل بتردد 

_ وتين اهدي مش كدا بلاش تتكلمي كدا .

نظر لهما بجمود ثم تقدم نحو الداخل 

__ على مكتبك انتي وياها واخر مره تتأخروا كدا. 

ضحكت غزل بغباء 

__ ده مش عاقبنا صح ده قال كل وحده على مكتبها كده عادي ولا كأنه حصل حاجه هو صاحي ولا ايه.

نكزتها وتين بقوة لتعود الى وعيها:

__ اخلصي ياختي على شغلك عندي شغل كتير اخلصه وبعدين مش يغرك كلامه اكيد بخطط لحاجة من امتى حضرته بعديها يعني.

ضحكت وهي تسير بجوارها نحو مكتبها :

__ تصدقي هو مز الصراحة و بيلبقلو يشوف نفسه كدا أصله اخذ عقل كل البنات اللي بالشركة .

 نظرت لها بغيظ وهي تشير نحو مكتبها:

__ على مكتبك مش عايزه اسمع صوت عندي شغل يا غزل ارحميني.

.❈-❈-❈

شركة السالم 

يجلس على مكتبه بصمت ينظر لكم الأوراق التي أمامه وحدث نفسه قائلا  

__ حسابك معي يا أمجد الزفت دبستني بالشغل كلو وخلعت ماشي بشوفك وبصير خير.

 

طل من خلف الباب يكتم ابتسامته وهو يردد :

_ بقيت تتكلم مع نفسك يا سليم .

 

نظر نحوه  بحده وعيناه تشعان بالغضب :

_ كنت فين حضرت جنابك سايب استقبال الوفد على مين بقى .

 

جلس على الكرسي بهدوء وسحب ملف من امام سليم ببرود وهتف قائلا: 

__ كنت بالمطار استقبل ماما يا سليم لا تكون نسيت انها راجعه اليوم.

ضرب مقدمة رأسه بتذكر :

__ تصدق اني نسيت كنت فاكر بكرى يا أمجد طمني هي كويسة. 

امسك قلم وشرع بالعمل وهو يجيب:

__ أيوا كويسة وسيبني اخلص بقى عشان هطلع مع الوفد اللي جاي وهغيب اسبوع .

 

تحدث سليم بتفكير:

_ مش  عاجبني الهدوء اللي مسيطر على السوق يا أمجد وليث الجندي مش بالعادة يكون مش واخد حاجه تخليه حديث السوق. 

ارجع ظهره إلى الخلف بتفكير:

__ معك حق بقاله فتره هادي طيب الشب اللي بوصلك اخبارو مش قال حاجه ولا ايه .

هز رأسه نافيا وأكمل:

__ مفيش جديد غير أنو قيس اليوم رجع .

 

اخفى أمجد ابتسامته بخبر عودة قيس كي لا يلاحظها سليم وأردف:

__ انا هروح اجهز نفسي بتعوز حاجه مني .

أشار له بالخروج بينما عاد هو ليكمل عمله بهدوء.

.❈-❈-❈

شركة الهيثم للترجمة.

__ وتين الاستاذ هيثم عايزك بمكتبه حالا.

 

رفعت عيناها عن حاسوبها واخبرتها بابتسامه جميله: 

_ ماشي يا رشا شوي وجاية. 

 

التفتت رشا لغزل التي تعمل بملل وأردفت:

__ مالك يا غزل قرفانه كدا ليه.

 

اجابتها بملل وضيق :

__ من الاستاذ هيثم بسد النفس عن الشغل شوفي كمية الملفات اللي عايز اترجمها كده هفضل طول الليل هنا .

 

حدثتها وتين وهي تخرج من المكتب : 

__ هساعدك بس اشوف حضرته عايز ايه منى ربنا يستر .

 

يقف أمام زجاج النافذة ينتظر قدومها إليه ليسمع طرقاتها على الباب جلس على مكتبه بهدوء ينتظر دخولها لتطرق الباب بخفة ليقول هيثم بصوت عالي:

__ ادخلي يا وتين. 

دخلت بخطوات واثقه وقفت أمامه وأردفت:

__ نعم حضرتك عايزنى بأيه. 

اشار لها بالجلوس وأردف قائلا:

__ تتجوزيني 

.❈-❈-❈

شركة الجندي 

امسك ليث هاتفه بغضب وصاح بمن يحدثه:

__ ازااااااي كل السنين دي مش عارف تلقاها ازاي فهمني ده انا اعطيتك فرص كتير يا حضرت الظابط بس شكلك مش رح تعرف تلقاها انا هتصرف.

 

إجابة الطرف الآخر بهدوء: 

__ ليث باشا الموضوع مش سهل زي ما حضرتك فاكر احنا مش سبنا وسيله تعتب علينا بسبيل انو نلقاها بس مش وصلنا لحاجة.

سحب نفسا عميقا وأخرجه ببطء شديد وأردفت مجددا: 

__ دي اخر فرصة ليك لازم تعرف مكانها بأقرب وقت فاهم ولا انت عارف انا ممكن انهي حياتك بدون رفة جفن .

 

اغلق الهاتف بغضب وجلس على مكتبه بتعب واضعا رأسه بين يديه وهتف بتعب: 

__ يارب اجمعني فيها بأقرب وقت يارب.

 

فتح باب المكتب طل من خلفه أوس بيده بعض الملفات تقدم نحوه وهتف بقلق:

__ ليث انت كويس .

رفع عينيه الغارقتين بالدموع واجابه بصوت متعب:

__ لا مش كويس يا أوس .

أسرع أوس و أغلق باب المكتب وعاد إليه مجددا وهتف بقلق: 

__ خير حصل ايه تاني .

اجابه بتعب واضح بصوته:

__ لسه محدش عارف يوصل ليها يا أوس وانا تعبت من كل اللي بيحصل. 

ربت  الآخر على كتفه مطمئن:

__ ان شاء الله خير انت ادعي ربنا وان شاء الله هو رح يفرجها .

.❈-❈-❈

بمنزل قيس 

تمدد على الأريكة بعد تناول الطعام يحاول أن يغفو بعد تعب السفر ولكن هيهات أن ينام و أمجد موجود طرقاته المزعجة على الباب ايقظته استقام وفتح له الباب بنعاس : 

__ خير يارب اللي بشوفك بتخبط كدا بفكر ليث وسليم رفعوا على بعض السلاح تاني. 

 

ابعده بيده عن الباب ودخل إلى الصالة وجلس باسترخاء : 

__ انا حاس المره دي  راح يفجروا  بعض مش يكتفوا برفع السلاح على بعض.

 

سار ببطء ليجلس بجانبه وأسند ظهره إلى الخلف واغمض عينيه بإنهاك: 

__ تصدق انا لحد اليوم مش عارف سر العداوة دي يا أمجد. 

 

اجابه بتفكير :.

__ انا بردو معرفش بس في موضوع تاني عايز اكلمك فيه .

 

استقام بجلسته ويهتف بابتسامة:

__ أستني اعمل قهوه شكله الكلام كتير ولازم يكون الواحد صاحي.

 

ضحك وهو يجيب :

__ الصراحة موضوع خطير .


.❈-❈-❈


  

الفصل الثاني 


شركة هيثم.

صاحت بانفعال وغضب شديد: 

_ حضرتك اتجننت ولا ايه.

أجابها ببرود شديد وهو يضع ساقا فوق الأخرى وأردف قائلا : 

__ في ايه انا طلبت اتجوزك حصل ايه يعني لكل ده.

 

اشتعل الغضب مجددا داخلها وهتفت :

__ اسمع انا بحذرك تقرب مني او تفتح الموضوع ده تاني انا مش متل البنات اللي بحياتك وتهديدك ليا بالطرد مقابل اتجوزك يبقى الطرد ارحم ليا يا استاذ.

 

نظر لها ببرود شديد:

__ يبقى من الساعه دي مفيش ليكى شغل هنا .

 

إزالت  شعار الشركة الذي تضعه على ملابسها ووضعته على الطاولة بغضب:

__ ومين قال اني عايزه اكمل شغل معاك يا أستاذ. 

 

ابتسم ساخرا وأردف: 

_ طيب يلا برا مش اشوف وشك تاني هنا.

 

اتجهت نحو الخارج بخطوات واثقه والتفتت نحوه: 

_ تعرف شو انا كده ارتحت من أوامرك اللي مش بتخلص وخلصت من قرف الشركة دي. 

 

خرجت من المكتب بثقة بينما اشتعل هو بالغضب من اسلوبها ورفضها له بهذه الطريقة عادت لمكتبها وبدأت بتجميع حاجاتها ووضعها في حقيبة استعداد للمغادرة.

 

تساءلت غزل بدهشة:

__ وتين انتي بتجمعي غراضك ليه هو انتي سبتي الشغل.

 

اجابتها دون ان تلتفت لها :

__ كدا افضل لما ترجعي البيت هنتكلم سلام دلوقتي. 

 

وقفت منصدمه لما حدث كيف لها أن تترك العمل في وقت كهذا حدثت نفسها بقولها:

__ ايه اللي حصل خلاكي تتركي الشغل يا وتين 

.❈-❈-❈

بالمساء 

دخل ليث المنزل ليجد جميع الأضواء مطفىء اشعلها واتجه نحو الصالة ليجد قيس ينام والملفات بيده والقلم قد سقط أرضا أقترب  منه وابعد عنه الملفات ودخل أحضر غطاء دافئ لكي لا يشعر بالبرد ثم جلس بالقرب منه وقبل رأسه بحنان واردف :

__  مش تزعل مني عارف اني بقسى عليك كتير يا قيس بس مش عايز تكون شاب طايش او مش مسؤول عايزك راجل يعتمد عليه ومش عايز تصرفات خالي تأثر عليك  انت اخويا الوحيد اللي مستحيل اقبل حاجه تأذيه لو ادفع حياتي كلها.

استقام يجمع بعض الملفات الموجودة لكي يتابع العمل تفاجئ بقيس يحدثه قائلا: 

__ عمري ما ازعل منك انت ابويا واخويا وصاحبي ليث انت ليك الفضل كلو اني بقيت كده وخرجت من المستنقع اللي خالك وقعني فيه.

اقترب منه وجلس بجانبه واحتضنه بحنان :

__ إنسى يا قيس انسى اللي حصل وعيش الحاضر سيبك من كل حاجه حصلت وركز على المستقبل وبعدين مليش فضل عليك انت اخويا يلا قوم نام بغرفتك. 

 

قبل مقدمه رأسه واردف:

__ تصبح على خير يا احلى اخ بالعالم. 

 

ضحك بقوه وهو يحمل الملفات واتجه لمكتبه :

__ بكاش نمبر ون يلا نام عدنا اجتماع بكرى الساعه ٣ العصر بمطعم رح ابعتلك اللوكيشن. 

.❈-❈-❈

انتهت وتين من اعداد طعام العشاء و وضعته على المائده ورفعت صوتها قائله:

__ يا غزل تعالي كلي يلا الاكل جاهز .

 

خرجت من غرفتها وشعرها غير مرتب وكأنها كانت داخل معركة وهتفت بتعب:

_ هموت وانام منو لله اللى كان السبب بالتعب ده .

 

جلست الأخرى تتناول  طعامها بهدوء وهتفت بضحك:

__ مش ده اللي مدوخ بنات الشركه كلهم ولا ايه طبعا مدوخك بالشغل بس.

جلست بغيظ وأردفت بتذكر : 

_ صح انتي سبتي الشركة ليه بقى ممكن أفهم. 

اجابتها وهي تنظر في  طبقها بهدوء:

__ الاستاذ هيثم طلب يتجوزني او اسيب الشركه وطبعا زواج عرفي مش زواج معلن .

 

شعرت غزل بصدمه وضعت الطعام من يدها وهتفت بصدمه:

__ ده تهبل صح هو غبي ولا ايه ازاي يطلب حاجه زي دي.

 

ادمعت عيناها بحزن واردفت: 

__ هو فاكر عشان بابا مش موجود وانو مفيش ليا اخ رح يحصل على اللي عايزو انا نفسي اعرف أخويا فين انا تعبت وانا ادور عليه يا غزل.

 

أسرعت غزل باحتضانها ومسدت على شعرها بحنان:

__ ان شاءالله رح تلقيه يا قلبي وكويس انك سبتي الشغل مش ناقصه قرف يلا كلي  و ادخلي ارتاحي وانا انظف المطبخ و اروق الشقه. 

 

ضحكت وتين بقوة وهتفت وسط ضحكاتها: 

__ لا كدا كتير عليا هتجيبيلي جلطه من الصدمه دي انتي عايزه تروقي الشقه.

 

ضحكت الآخرة وهي تحمل الأطباق الى المطبخ : 

__ الحق عليا عايزة راحتك يلا على غرفتك خليني اخلص شغلي.

ابتسمت بامتنان لها :

.❈-❈-❈

__ أمجد انت يا زفت ما تخلص ولا مش سامعني يا متخلف.

 

نظر من الأعلى وهو يرتدي ملابسه الرياضية وهتف بضجر: 

__ نعم يا سليم ضيقت خلقي وأنت تصرخ .

 

دحجه بنظره مغتاظه وهتف:

__ مش حضرتك قلت انك جبت ماما هي فين  بقى .

 

وقف يستوعب كلام أخيه هو اخبره بهذا ولكن أين والدته الآن صاح به سليم بغضب: 

__ ما تخلص يلا ماما فين يا أمجد. 

 

ضحك وهو يخبره : 

__ اه تذكرت هي عند طنط سمر قال وحشتها اووي 

 

امتضغت معالم وجهه بضيق وردد بانفعال : 

__ انا مش قلت بلاش طنط سمر هو الواحد ناقص قرف ولا ايه استغفر الله العظيم واتوب اليه. 

 

ضحك أمجد بقوه وردد بهمس ظن منه أن سليم لم يسمع :

__ كل العصبيه عشان كانت هتدبسك في بنتها اللي شبه صاحبك.

صاح به الآخر بضيق: 

__ أخرس يلا على النوم الواحد ناقص قرف لانه.

 

هبط يقف قبالته وأخبره بمرح: 

__ خلاص يا حبيبي تعال وانا هعملك احلى عشا من تحت ايدي عمرك ما اكلت زيه.

 

مسكه من ياقة قميصه وسحبه إلى المطبخ بضيق:

__ تفضل ابدعني خلينا نشوف مهارتك.

 

وقف أمجد أمام معدات المطبخ ينظر حوله شعر بالقلق لقد كشفت كذبته فهو لا يجيد الطبخ تردد قليلا ثم هتف: 

__ هروح اغسل وشي واجيب جاكت وانزل أحضر الأكل. 

 

جلس على  المقعد المجاور له وردد:

__ يلا هفضل أستنى إبداعك. 

 

التفت له واخفض رأسه وهتف بحزن:.

__ سليم انا كنت بهزر مش هعرف اطبخ.

 

ضحك سليم بقوة وهتف:

__ منا عارف يا آخره صبري بس كنت عايز حضرتك تعترف تعال يلا اخرج من المطبخ هنطلب اكل ايطالي.

 

احتضنه بمرح: 

__ سليم الشطور الأمور يلا بسرعه هموت من الجوع .

 

فور خروجهما من المطبخ حصل انفجار داخله صرخ سليم بصوت مرتفع:

__ أمجددددددددددددد.

.❈-❈-❈

يجلس شيخ بمنتصف الخمسين أمام باب الفيلا ينتظر قدوم إبنه الوحيد ليطل عليه بسيارته هبط منها وأسرع إليه مقبلا يديه وهتف بقلق:

__ بابا بتعمل أيه هنا مش نمت لسه ليه.

 

أحاط وجهه بكفيه وهتف بصوت حنون: 

__ ازاي انام وابني برا انت عارف يا هيثم اني مش بعرف انام وانت بعيد عني.

 

قبل هيثم يد والده باحترام وهتف بابتسامه جميله : 

__ ربنا يديمك ليا يا احن اب بالعالم يلا تعال ندخل احسن لا تأخذ برد .

استند على ساعده و وقف وهو يدعو له: 

__ ربي يرضى عليك يا حبيبي ويعطيك حتى يرضيك ويسر أمرك ويفتح دبرك يارب.

ابتسم بحب له : 

__ مفيش احلى من دعواتك يا حاج يلا تعال نتعشى اصلي واقع من الجوع.

.❈-❈-❈

الساعة الثالثة حان موعد الاجتماع ولم يحضر المترجم الذي طلبه ليث فهو لا يتقن اللغة الألمانية وهتف يضيق معنفا سكرتيرة:

__  شو يا استاذه إلين ده الشغل اللي قلتي هيكون كله تمام فين ده .

 

اجابته بخوف :

__ حضرتك والله هو أكد ليا على الساعه 2:45 هيكون هنا.

 

شدد على شعره محاولا تهدئة  نفسه وأردف: 

__ كلموا قيس خليه يجي فورا لهنا .

 

ترددت قليلا ومن ثم قالت:

_ الاستاذ قيس طلع على المطار حتى يستقبل الوفد الاسباني و ويوصلهم على الفندق .

 

نشب جدال حاد بين ليث و السكرتيرة بوصول الوفد على الموعد شعر ليث بالحيرة كيف سوف يخرج من هذا الموقف ليسمع صوت من خلفه التفت لمصدر الصوت واذا بها فتاة جميلة بلباس محتشم هتفت بهدوء:

__ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

رد عليها السلام باستغراب وهتف:

_ بقدر اساعدك بحاجة يا آنسه.

 

نظرت نحو الوفد الجالس وهتفت: 

__ أسفه لتدخلي بس سمعتكم وعرفت انكم عاوزين مترجم صح.

 

اجابها وهو يفكر :

_ الصراحة ايوة بس شوفت عينك مش لاقين مترجم واللي كنا متفقين معو مش اجى.

اخرجت بطاقتها وأردفت:

__ اسمي  وتين وكنت اشتغل مترجمة لغات بشركة الهيثم لو عايز انا ممكن اساعدك .

 

نظر حوله وأجابها:

__ لو مش هتعبك معي يبقى ممتاز.

.❈-❈-❈

بالمشفى 

لا زال يسير ذهابا وايابا بقلق وخوف ينهش داخله ينظر خروج الطبيب فلقد طالت العملية لساعات وهو ما زال ينتظر خروج أحد يطمئن قلبه على أخيه.

 

إقتربت والدته منه وهتفت بدموع: 

__ سليم اخوك كويس صح قولي انه كويس بلاش تكذب عليا قولي الحقيقة. 

 

امسك يدها واجلسها على المقعد المجاور وجلس امامها واخبرها بحزن:

__ ماما أمجد هيكون كويس انتي بس ادعيله وكفايه دموع عشان خاطري صحتك تعبانه .

 

أمسكت وجهه بحنان وأردفت بخوف:

__ انا مليش غيرك انت واخوك يا سليم مش هعرف ارتاح غير لما اشوفه واطمن عليه انه كويس .

 

قبل يديها باحترام و وضع رأسه على قدمها :

__ وانا مفيش ليا غيركم بس مش تقلقي ان شاء الله هيكون كويس انا متأكد هو قوي ويقوم منها بسرعة. 

 

مررت يدها على شعره وهي تردد بعض الأدعية ليخرج الطيب ليردد برسميه: 

__ الحمد الله على سلامته تعدى مرحلة الخطر.

 

أسرع سليم إليه وهتف بخوف :

__ يعني هو كويس مفيش حاجة نقلق منها. 

 

اخفض عينيه عنه وأردف:

__ حصل عنده فقد البصر بسبب الضربة اللي جت على دماغه بس مش تقلق أن شاءالله فتره صغيره وبيرجع يشوف متل اول واحسن.

 

اجلس والدته مجدد وتقدم نحو الطبيب وردد بحزن:

__ حضرت الطبيب اكيد رح يرجع يشوف تاني مش هياثر على حياته صح. 

 

ابتسم الطبيب مطمئن وأردف:

__ مفيش داعي للقلق سليم باشا انا باكدلك انو فتره صغيره وبيرجع يشوف احسن من الاول ومش هيتاثر  بحاجة. 

.❈-❈-❈

داخل شركة الهيثم 

يتجول داخل الشركة يتفقد سير العمل وقف أمام باب المكتب الخاص بغزل وسألها بصوت هادئ:

__ انسه غزل هي الآنسة وتين فين.

 

نظرت له بغضب شديد واجابته باقتضاب:

__ وتين سابت الشغل يا أستاذ هيثم خير عايز حاجه. 

 

وقف مكانه مصدوم يحاول فهم هل أخذت حديثه بشكل جاد وتركت العمل بهذه البساطة سألها مجددا:

_ حصل ايه حتى سابت الشغل يا غزل .

 

إجابته دون الالتفاف:

__ أكيد حضرتك عارف السبب مش محتاج تفسير وياريت بعد اذنك تسيبني اخلص شغلي ده لو تكرمت عليا يعني .

 

غادر بصمت يفكر بحديثه معها في الأمس هو لم يكن يقصد كل هذا عاد الى مكتبه وجلس على مقعده يفكر بهدوء.

 

فور مغادرته هتفت غزل بضيق:

__ بجح اووف عامل نفسه مش عارف اللي عملو.

 

__ مين هو البجح يا غزل .

 

رفعت رأسها لمصدر الصوت وهتفت بضيق : 

__ خير يا جواد في حاجه.

 

جلس امامها على المكتب ببرود: 

_ في حد بيستقبل اخوه كدا .

 

ابعدته عن المكتب بغضب وأردفت: 

__ تفضل برا مش عايزه اشوف حضرتك تاني ولا هصوت والم عليك الشركة تاني .

 

خرج من مكتبها بغضب وهو يتوعد لها بأنه سوف يعلمها الأدب ويجعلها تندم على حديثها واسلوبها معه

.❈-❈-❈

بعد ساعتين ونصف تم الانتهاء من الاجتماع نظر ليث لتلك التي تجمع الأوراق وحدثها قائلا:

__ مش عارف اشكرك ازاي مساعدتك دي بجد شكرا ليكي أنقذتينا من مشكلة كبيرة .

 

هزت رأسها نفيا وأردفت :

__ لا ابدا مفيش شكر وفرصه سعيده وكنت مسروره بالعمل مع حضرتك استأذن أنا دلوقتي. 

 

اوقفها وعاد يجلس مكانه وأشار لها بالجلوس واكمل:

__ عايز اكلمك بموضوع خمس دقايق بعد اذنك .

 

عادت وجلست مقابله بهدوء:

__ تفضل بسمعك .

 

قاطعهم وصول أوس يحمل بيده ملف قدمه إلى ليث وهتف:

__ ده الملف اللي طلبته يا ليث جاهز .

 

التقطه من وقدمه لها وردد:

__ انا بعرض عليكي الشغل معي بالشركة مترجمة بعقد لمدة سنتين ايه رأيك.

 

أمسكت الملف وقرأت الشروط بتمعن وجدت انها فرصه   رائعه ردد بابتسامه هادئه:

__ بشرفني اشتغل مع حد زى حضرتك ده من دواعي سروري وشكرا لحضرتك على العرض ده.

 

ناولها القلم واردف بابتسامة واسعة:

__ يلا بقى وقعي العقد بسرعه قبل ما يجي قيس يخرب كل حاجه. 

ضحكت بخفه والتقطت منه القلم ووقعت العقد بسعاده وحمدت الله داخلها لانها وجدت عمل بهذه السرعة فور انتهائها وقف ليث و اردف: 

_ أهلا بيكي بينا يا انسه وتين ان شاء الله يعجبك الشغل معانا و تقدري تبدأي الدوام من بكرا.

 

ابتسمت له وهتفت: 

__ ممكن ابدأ من اليوم بعد أذن حضرتك ده لو مفيش مشكله.

 

ضحك أوس بخفة وأردف:

__  هو كان عايزك تبدأي اليوم لانو في شغل كتير بس مش حب يضغط عليكي.

 

نظرت لها الين باشمئزاز وأردفت: 

__ هتشتغلي بالبس ده ولا ايه .

 

نظرت إلى ملابسها ثم نظرت لها بقوة وهتفت:

__ ايوا اكيد بعدين مش شايفه مشكله بالبسي اهو محترم وعملي بس شكلك انتي نسيتي تلبسي قبل ما تخرجي من البيت.

 

كتم ليث ضحكته بصعوبة وساند وتين بقوله: 

__ الانسه وتين كلامها صح يا الين .

 

انفجر أوس ضاحكا وهتف بضحك:

__ بووووم في منتصف جبهتك يا الين .

 

تحدث ليث بهدوء يتصنعه كي لا يضحك :

__ تفضلو على الشركة يلا  

.❈-❈-❈

داخل المطار. 

الحوار مترجم 

هتف بترحاب شديد:


يتبع