-->

نوفيلا جديدة براثن ذنبها لمريم محمد هارون- الفصل 3 - الخميس 25/7/2024

 

قراءة نوفيلا براثن ذنبها كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


نوفيلا براثن ذنبها 

نوفيلا جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة مريم محمد هارون

الفصل الثالث

تم النشر يوم الخميس

25/7/2024


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [سورة المائدة].

يرزقك الله ليراك ستحمده أم ستمضي متناسيًا بأنه هو وحده الذي يرزقك ليس غيره!
ولأن أكثرنا يتناسى فأحذر أن تكن منهم ولا تجعل قبل حمد الله ورضاه في حياتك همًا، ولا تخاف الضياع بقربه، كن مع الله وستجده رزاقك ومراضيك وتذكر----- أن من ترك شيئًا مراضة لوجه الله رضاه الله وأكرمه. 

❈-❈-❈ 


: وحشتيني. 
هتف بها ذلك الشاب وهو يدفعها أعلى فراشه ثم أقترب منها في محاولة للأعتداء عليها وأرتفعت صرخاتها وهي تدفعه بعيدًا عنها ولكنها لن تقدر على مقاومته بسبب بنيته القوية ورغبته الشديدة التي تعميه عما يفعل الأن، ظلت تصرخ وتحاول وهي تبكي حتى تمكن منها تمامًا مكبلًا ليديها معًا بيدًا واحدة ثم قام بصفعها بالأخرى ليصرخ بها: أسكتي بقى، أنتِ هتعمليلي نفسك شريفة، ده على أساس أن اللي بعمله دلوقتي معملتيهوش مع غيري! 
هتفت الأخرى ببكاء مرير وهي تحاول الأفلات من بين يديه: أبوس أيدك سبني أمشي، بالله عليك سبني بقى سبنييي. 
أنهت جملتها صارخة عندما وجدته يقترب مرة أخرى غير مبالي بكلماتها ولا بكائها وقد تيقنت الأن أنها قد وقعت بين براثنه ولن تنجو ليرتفع صوتها الباكي تترجا خالقها أن ينقذها من ذلك القذر، دقائق قد مرت وهي على مشارف الضياع نتيجة تساهلها وصمتها من قبل مرحبة بما يأتي من ذلك الطريق متناسية بأن لنا ربٍ يرانا في كل حين حتى وجدت جسده وكأنه حجر يكمن فوقها، صمت بكائها ولم تتبقى سوى شهقاتها الخافتة وهي تفلت يديها من بين يديه وتدفعه بعيدًا ليسقط بجانبها ووجهه يحمل كل معالم الألم وأرتفعت يداه مدلكًا لصدره وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه والأخرى واقفة بعيدًا تشاهده في حالة لا يرثى لها حتى صعدت شهقة قوية من بين شفتيه ليرتخي جسده بعدها وقد صعدت روحه لخالقها وهو على أبشع الأوضاع التي قد يُبعث بها الشخص ليقابل خالقه؛ شهقت الأخرى بخوف ثم تسابقت الدموع على وجنتها واتجهت للخارج ثم فتحت باب الشقة تاركة لها مفتوحة لتركض مبتعدة تاركة كل شيء خلفها وعقلها لا يفارقه ما كانت تشهده منذ قليل. 

❈-❈-❈ 

وصلت إلى المنطقة التي تقطن بها ثم ترجلت من سيارة الأجرى التي أن لم يكن هاتفها في بنطالها ما كانت دفعت أجرتها، سارت بخطوات مُنهكة وهي لا ترى أمامها شيئًا وكأن هموم الدنيا أجمعين قد أجتمعت فوق عاتقها الأن، أرتفعت رأسها لترى أمامها مسجد شارعهم وقد تأخر الوقت لن تجد به أحد على أي حال ستدلف فهي تشعر بأشد الحاجة لجلوسها في مكانٍ أمن يشوبه الهدوء، طاوعت رغبتها ثم دلفت للداخل متجهة إلى أحدَّ العواميد بمنتصف المسجد ثم جلست مستندة عليه وتذكرت ما كاد يحدث بها، حديثه لها وصفعته ولفظه لأنفاسه الأخيرة أمامها وكأن المشهد يُعاد أمامها من جديد تصورت لو كانت هي من توفت، كانت ستقابل ربها بذلك المكان والملابس حتى أن لم تكن تلك نيتها ولكن السوء بها على أي حال، دفنت وجهها بين كفيها وتعالت شهقاتها التي تردد صداها بين الجدران، ظلت على ذلك الوضع ولا تدري كم قد مر ساعة أو أثنان ولكن قطع خلوتها صوتٍ هادئ يهتف برفق: هوني على نفسك يا بنتي. 
رفعت رأسها لتجد رجلًا يظهر عليه الكِبر، خصلاته يشوبها البياض مثل ذقنه النابتة يجلس مربعًا لقدميه أمامها وبينهم مساحة تكفي لفردٍ أخر وتُفيض. 
أردفت بصوت مهزوز متسائلة بما يشغل بالها منذ دلوفها لهنا: هو ربنا ممكن يسامحني؟ 
جاوبها بأبتسامة بشوشة: ربنا بيسامحنا كلنا.
سقطت دموعها وهي تردف بحزن: بس أنا ذنبي كبير أوي. 
جاوبها تلك المرة بأيات الله قائلًا: ربنا عز وجل في سورة النساء قال بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) صدق الله العظيم، وقالنا كمان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ). 

نظرت له برجاء مردفة: طب قولي أعمل أي، أنا عايزة ربنا يسامحني بس، مش عايزة أموت زيه. 
: توبي توبة نصوحة وهي أنك تنوي جواكي أنك تتوبي وتكوني حاسة بالذنب تجاه اللي عملتيه وتخدي وعد على نفسك أنك مترجعيش للذنب ده تاني، ربنا يا بنتي دايمًا فاتحلنا أبوابه ومستنينا نطلب منه المغفرة عشان يدهلنا. 

ظلت كما هي تبكي على ما فعلت وتفكر بما يقوله من يجلس أمامها حتى دفعها بقوله: قومي اتوضي وصلي ركعتين لله واطلبي منه المغفرة، ربنا مبيردش حد متخافيش. 

أومأت برأسها ثم نهضت وهي تمسح وجهها ثم دلفت إلى المرحاض لتتوضأ وخرجت وهي تهندم ملابسها التي كانت مناسبة للصلاة لتحمد ربها أنها لم تُحرم من قدرتها على الصلاة الأن لتجد الشيخ قد وقف للصلاة لينظر لها مبتسمًا حتى وقفت خلفه وهو يستفتح الصلاة ومر القليل ليرتفع صوته العذب بأيات قد أنتقاها لها: 
(ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ (*) لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ). 

بكت خوفًا من الله وأطالت في سجودها مناجية أياه ليغفر لها ما فعلت ويردها إليه وأنتهت صلاتهم ليرفع يديه مرددًا: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. 

رددت خلفه برجاء وقلبًا يرتجف ثم انصتت له عندما التفت مواجهًا لها مردفًا: خليكي مع اللي خلقك يابنتي واتشعلقي في حبال رحمته، ربنا يهديكي ويغفرلك يارب. 

أومأت له ثم نهضت لتخرج لتجد شاب دالف إلى الداخل وما أن رأها حتى أخفض بصره أرضًا لتبتسم على فعلته داعية له ثم صعدت إلى منزلهم ولم تسلم من توبيخ والدتها القلقة على تأخرها لذلك الحد وظلت واقفة بكل هدوء حتى أنتهت ودلفت إلى غرفتها مرتمية أعلى الفراش لتندثر بين طياته طالبة الراحة حتى نامت ولسانها يردد الأستغفار. 

❈-❈-❈ 

صباح يومًا جديد أستيقظت به بطلتنا ثم ذهبت إلى المرحاض ناوية الصلاة قبل أي شيء أخر وبالفعل تجهزت ووقفت للصلاة لتجد صوت هاتفها يصدح في الأرجاء بأتصال من صاحبة المركز التي كانت تعمل به لتتجاهله وبدأت في صلاتها بخشوعٍ لم تقربه منذ فترة طويلة، أنتهت ثم جلست مع والدتها وأشقائها لتتناول فطورها ولكن لم تستطع تجاهل الرنين الموعج أكثر من ذلك لتدلف إلى غرفتها وبمثابة فتحها للمكالمة وجدت "ريتال" صارخة بوجهها: أنتِ مبترديش على الزفت بتاعك لي من أمبارح، الـ client اللي كنتي عنده مات واتقال أنك أخر واحدة خارجة من عنده. 
: أنا أنا معملتلوش حاجة هو مات لوحده والله. 
: ولما هو مات لوحده، هربانة من امبارح ومجتيش الشغل لي، لو أسم السنتر جيه في حاجة محدش هيروح في داهية غيرك يا "نمارق". 
ثم أغلقت الهاتف بوجهها تاركة الأخرى باكية وهي تهمس لذاتها برجاء: يارب أستر يارب. 
وجدت يدًا توضع أعلى ذراعها يربت عليها ونبرة قلقة ظاهرة: مالك يا حببتي، بتعيطي لي؟ 
نظرت لصاحبتها والتي لم تكن سوى والدتها فقامت بأزالة دموعها سريعًا ثم أردفت بهدوء: مفيش حاجة يا ماما أنا كويسة. 
: كويسة ازاي وبتعيطي ومروحتيش شغلك لي، أنتِ متخانقة مع حد ولا حصل حاجة؟ 
: محصلش يا ماما متخافيش، وبالنسبة للشغل فأنا مش هروحه تاني، بس بس متخافيش هشوف شغل غيره أن شاء الله وأنزله متزعليش. 
: مش زعلانة يا حببتي المهم أنتِ تكوني كويسة يا" نمارق". 
أومأت لها ثم قامت بأحتضانها تلتمس الأمان حتى أبتعدت بفعل والدتها وهي تجذبها للخارج لأكمال طعامها وهي تنظر لها من الحين للأخر قلقة أن يكون قد أصابها مكروه وهي لا تعلم. 

مر يومان وهي تتهرب من الرسائل والأتصالات التي تأتي لها من "ريتال" و"بسنت" تقضي وقتها بين يدي الله تصلي، تقرأ القرأن، تنتظر الليل حتى تقف بين يديه طالبة المغفرة والهداية. 

"الصور دي عشانك ولو الصبح ملقتكيش قدامي في معادك هتكون مع الكل وأولهم أخوكي" 
كانت تلك الرسالة من رقم "بسنت" لتلك المسكينة التي قرأتها وأنتقلت بين الصور التي قد أرسلتها لها وهي تضع يدها أعلى وجهها وهي تردف بخوف: يالهوي يالهوي أنا ضعت خلاص ضعت يالهوي. 
تركت الهاتف من بين يديها وأصبحت تهتز للأمام والخلف وهي تبكي خوفًا من القادم وتهمس لذاتها متسائلة: أعمل أي؟! 
هدئت قليلًا حتى تستطيع التفكير ولم تجد حلًا سوى الذهاب لهم ولكن هل ستعود لغضب الله مرة أخرى؟! وهي التي كانت تبكي له ليغفرلها ستغضبه للمرة الثانية؟ 
جاء بعقلها شيخ المسجد ثم نظرت في الساعة لتجدها قاربت على العاشرة مساءًا موعد مقارب لما قابلته به المرة السابقة فنهضت مرتدية لملابسها ثم خرجت مخبرة والدتها بأنها ستذهب لشراء شيء ضروري وتوجهت إلى المسجد لتدلف وهي تحرك عيونها بحنايه لتجده جالسًا في أحدى الزواية وبيده مصحفه ورفيقه الأول لتقترب منه حتى قامت بالجلوس أمامه وهي تستمع لصوته العذب حتى أنتهى ثم نظر لها متسائلًا: جاية لوحدك ولا في حاجة أجبرتك تيجي؟ 
نظرت له بأحراج ثم هتفت: جاية أطلب منك مساعدة. 
: أطلبي يا بنتي. 
: أنا واقعة في مشكلة ومش عارفة أعمل أي ومفيش حد أقوله ويساعدني. 
نظر لها بأهتمام يحثها على الأكمال لتردف وهي تضع عيونها أرضًا خجلًا منه: أنا كنت شغالة في مكان مش كويس وكان اللبس بتاعه مخالف لطبيعة لبسي كان من غير حجاب أصلًا، أنا عارفة أني غلطانة والله من قبل محضرتك تتكلم بس أنا والله مروحتش من ساعة مجتلك هنا المرة اللي فاتت وكنت ناوية مروحش تاني بس صحاب الشغل كلموني وبيهددوني بصور ليا وأنا ببدل هدومي ووأنا بهدوم الشغل ورايحة للأماكن اللي كنت بروح أعمل شغلي فيها. 
رفعت عيونها له وكانت تتوقع رؤية نظرة مستحقرة لها ونفور واضح ولكنها لم تجد سوى الأنتباه والحزن لتتحدث مرة أخرى برجاء: أنا مش عارفة أعمل أي ولو مروحتش هيفضحوني، أنا خايفة، أرجوك قولي أعمل أي. 
: أوعي ترجعي للغلط برجليكي مرة تانية، متغضبيش ربنا عليكي تاني أطلبي منه هو المساعدة وهو هيساعدك. 
سقطت دموعها بخوف: بس هما مش هيسبوني دول شكلهم كانوا مخططين من زمان. 
كان سيتحدث ولكن قطعه دلوف حفيده ذلك الشاب الصالح وأقرب أحفاده له. 
: أقعد بعيد يا "مؤمن" دلوقتي. 
: خلص يا "صالح" عشان مستعجل وبنتك هتعلقني. 
أنتبهت لصوته لتزيل دموعها دون النظر خلفها ونظرت للشيخ "صالح": طب أنا همشي وابقى أجي لحضرتك تاني. 
: متطوعيش الشيطان اللي متجسدلك فيهم ده يا بنتي، أوعي تروحي وخليكي في بيتك. 
صمت ثم نظر لها مرة أخرى متسائلًا: فين والدك ووالدتك يا بنتي؟ 
تحولت ملامحها للألم أكثر من الحزن لتردف: أنا معنديش أب يا شيخ" صالح"عايش بس مش في حياتنا، وأمي ربنا يديها الصحة فيها اللي مكفيها وشايلة كتير أوي. 
أردف الشيخ "صالح" بأبتسامة حنونة: أنا موحود لما تحتاجي أي حاجة يا بنتي، متخافيش وأرمي همك على الله. 
: شكرًا لحضرتك. 
ثم خرجت من المسجد إلى منزلها ليقترب منه حفيده هاتفًا بمرح: هو أنا كل ماجيلك الاقي معاك بنات ولا أي المرة اللي فاتت قفشتك بردو، مين دول أعترف! 
: المرة اللي فاتت كانت نفس البنت بطل دماغك البايظة دي. 
: يبقى دي مرات جدي الجديدة. 
ضحك على حديثه ثم نهض معه ليخرجوا وهو متمسك بذراعه ويردف بدعاء: ربنا يسترها عليها ويحميها من شر اللي حواليها يا بني. 
نظر له بفضول : هي مالها يا جدي؟ 
: وقعت واقعة وحشة ولما جت تقوم مش سايبنها في حالها. 
: ولاد الحرام كتير، ربنا يسهلها. 
: يارب يا بني. 

❈-❈-❈ 

أستيقظت "نمارق" مساءًا بعدما قضت يومها نومًا على صوت والدتها المرتفع على غير عادته وشقيقها فنهضت بقلق خارجة لهم لتجد والدتها تقف هي وشقيقها أمام غرفتها لتهتف بقلق: في أي يا جماعة ااااه! 
صرخت متألمة من صفعة شقيقها الذي قد تخطا والدته ثم أقترب منها صافعًا أياها بقوة لتنظر له بخوف وهي تعود للخلف ليجذبها من خصلاتها صارخًا بها بصوت هجوري: ربنا يخدك يا شيخة فضحتينا وحطيتي راسنا في الأرض، عملتي كده ليييي؟
حاولت التحدث ببكاءٍ ليصفعها مرة أخرى ووالدته تحاول أبعاده هي وشقيقتها والأخر لا يرى أمامه سوى الصور التي أرسلت له وهو في جامعته وما زاده جنونًا هو تهاتف شباب شارعهم عليه وهو عائد وبيدهم هواتفهم الذي تم أرسال الصور عليها من خلال الجروب الخاص بنطاق شارعهم، أستمر في ضرباته لها حتى استطاعت والدته وشقيقته الأخرى أبعاده عنها لتسقط أرضًا وهي تبكي وتردف بتكرار: أنا معملتش حاجة والله، معملتش حاجة. 
نظرت لها والدتها لتهتف بحسرة: عملتي فينا كده لي يا بنتي ليي؟ 
أردف شقيقها بحدة: أنتِ لسه هتسأليها، ال***دي مش هتقعد هنا دقيقة كمان. 
ثم أقترب جاذبًا أياها من ذراعها حتى وصل إلى باب شقتهم ليفتحه ثم دفعها خارجًا ووالدته تتمسك بها وهي تترجاه أن يتركها ولكنه لم ينظر لفعلته التي قد زادت من حديث الناس على شقيقته ولا لكونها فتاة يلقيها غير مبالي لما ستلاقيه في هذا الوقت خارجًا. 
أغلق الباب ووالدته تقف خلفه تهتف ببكاء: دخل أختك يا "ناهل" أفتح الباب ودخل أختك، هتروح فين؟ 
صرخ بها وهو يأخذ المفتاح من الباب: مش هتدخل يعني مش هتدخل ومش عايز أسمع صوت حد فيكم. 
إنهى جملته ثم دلف إلى غرفته صافعًا بابها خلفه وظلت والدته وشقيقته واقفين بجوار الباب وهم يبكون على صوت "نمارق" المترجي من الخارج: يا ماما أفتحيلي يا ماما، أنا معملتش حاجة والله.