-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الختام - 5 - الأربعاء 21/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الختام

5

تم النشر الأربعاء

21/8/2024 



انتهى الحفل مع خروج العروسين لوجهتهم .

صباح اليوم التالي 

بأحدى الجزر الروسية ..

تقلبت بالفراش لتفتح رماديتها ثم تجذب ساعة يديها تنظر بها ..أعادت رأسها مرة أخرى على صدره ، ظلت لفترة تفتح وتغلق عيناها من أثر نعاسها، وشعور بالنوم ..تنهيدة خرجت من أعماقها حينما استعادت وعيها وإيقاظها وهي تجد زوجها الحنون مستغرقا بنومه، اعتدلت تضع رأسها بجوار رأسه، تسترق النظر لملامح وجهه التي تعشقها ، مررت أنامله تحفر  ملامح وجهه البهية ليفتح عيناه مبتسمًا :

صباح الورد حبيبتي ، ابتسمت بحالمية :

صباح الحب حبيبي..بسط كفيه ليجذبها لأحضانه ثم طبع قبلة مطولة أعلى رأسها 

صاحية من زمان ؟! هزت رأسها بالنفي وردت:

-دقايق بس .!!.استدار لينظر بساعة هاتفه :

طيب ياله نقوم ولا لسة عايزة تنامي ،

حاوطت جسده تدفن رأسها بصدره :

الجو برد سبنا ننام شوية .

بمكانٍ آخر بالقرب منهم  ، وخاصة بذاك المنزل الذي يحاط به كانت تغفو بأحضانه، فتحت عيناها بإرهاق، وجدت نفسها مكبلة بين جسده، تزحزت بهدوء، إلى أن خرجت من بين أحضانه، تسحب روبها وهبطت من فوق الفراش بساقيها العارية، اتجهت ببصرها لزوجها المتنعم بنومه، خطت بهدوء حتى لا تفيقه من  نومه، تحركت إلى الغرفة المجاورة بعدما سحبت هاتفها ..

وقامت بمهاتفة والدتها :

صباح الخير ياماما 

ابتسمت نهى توزع نظراتها بينهما ثم أجابتها :

صباح الخير حبيبتي..جلست متنهدة ثم تسائلت :

لين عاملة ايه عيطت بالليل ..

استمعت إلى صوت جواد :

-لا يابابا نامت كويس، متقلقيش عليها ، ناولته نهى الهاتف ليلتقطه مشاكسًا لجنى :

إنتِ خليكي ورا ابني الحلوف وسيبي البنت ياجنى، مش اتبسطوا خلاص 

لكزته غزل تجذب الهاتف :

حبيبتي لين كويسة، فتحت الكاميرا قائلة

افتحي كاميرا فونك علشان تصبحي على حبيبة نانا ..

فتحت الكاميرا تنظر الى ابنتها بإشتياق قائلة :

ماما غزل متخلهاش تعيط، وخلي الناني تغيرلها على طول علشان ريحتها، اوعي تقعديها وتنسيها لتوقع  ..أبحرت بعيناها على ابنتها : ياحبيبة قلب مامي وحشتني 

تهكم جواد يطالع صهيب: 

متشوفيش وحش يختي انتِ والحلوف اللي مصدق يهرب مني امبارح ..

قهقه عليه صهيب قائلاً :

-خليه يفرح له يومين هو مش هيرجع ، توردت جنى من حديث عمها ووالدها قطعت حديثهم نهى :

جنى الجو حبيبتي بارد، البسي تقيل ، وخلي جاسر كمان يتقل ، روسيا الشتا فيها وحشة ..

حاضر ياماما ، خلو بالكم من لين، فين كنان لسة نايم ؟..

أه حبيبتي لسة نايم، متخافيش عليهم دول أغلى  منكم ..ابتسمت لوالدتها ثم ألقتها بقبلة لتغلق الهاتف بعدها ..ظلت لدقائق معدودة جالسة بمحلها، تجولت بعيناها على الغرفة ثم نهضت من مكانها تفتح الشرفة تنظر للثلوج المتساقطة، ابتسامة رائعة تجلت بعيناها تضع أناملها على شفتيها عندما شاهدت ثغرها بالمرآة، تذكرت عاصفة عشقهم بليلة الأمس ، ارتجف قلبها كلما تذكرت همسات زوجها ولمساته المجنونة لها 

استدارت متحركة للخارج ، وجدته مازال غافياً، جلست بجواره ثم انحنت بجسدها تمرر أناملها الرقيقة على وجهه بالكامل ، ثم انحنت تتنفس أنفاسه المختلطة برائحة تبغه، أغمضت عيناها تستمتع بتلك اللحظات التي تعادل عمراً كاملًا، داعبت وجهه بأنفها تهمس له بنبرتها المثيرة العاشقة:

طيب إزاي استمتع بجمال يومي وحبيبي قافل عيونه ؟ ..محدش قاله أنه شمسي وقمري ؟!!

رفرف بأهدابه يجذبها بقوة لأحضانه يحتجزها بين جسده ؛وأردف بصوت خافت ببحته الرجولية الخافتة:

وانا مبحسبش الحياة وإنتِ بعيدة عن حضني ..

-سحب نفساً بعبير أنفاسها يضع رأسه بحناياها متسائلًا ::

..سبتيني وقومتي ليه ؟!

-سبتك، هو إنت كنت صاحي ولا إيه ؟ ..

حرك كفيه على الفراش وأكمل :

لأ مكانك بارد، سبتي حضني وقومتي ، إيه حضني مش مدفيكي، علشان تقومي تلبسي ..شهقة خفيضة محملة بأنفاسهما الممزوجة، تعانقه بعيناها كعناق النبض للقلب، تهمس بنبرتها العاشقة:

مش حضنك بس مجرد نفسك بيدفيني وبيحسسني بالأمان ..ابتلع باقي حديثها ليتذوق عسل شهدها المذاب كأنه لأول مرة يغترف منه ..ظل لفترة يقتطف من لذة مذاقه ؛ حتى فقدت تنفسها ليبتعد إنش واحد سامحاً لبعض الهواء المختلط بأنفاسه التسلل لرئتيها..أغمضت عيناها تستمتع بتلك اللحظات التي تعادل أعواماً عجاف دون أحضانه ..

طوقت عنقه تنظر لمقلتيه القريبة:

-أقدر  أقول دا شهر عسلنا الكام ..داعب أنفها بإبهامه :

أيامنا كلها عسل ياروحي، قالها وهو يمرر أنامله على ثغرها ..

عسل..عسل ايه بس ياجسوري !!

دنى يجذب رأسها يضع جبينه فوق جبينها ويده تمارس عبثها فوق جسدها قائلا:

كل مايرتبط بيكي عسل يروحي ، تعثرت الكلمات مرتجفة الشفتين 

-جاسر ابعد..جذبها بقوة لترتطم بصدره وبدأ يمارس طوفان عشقه لها مرة بالهمس وأخرى باللمس إلى أن تحول لطوفان عاصف لم يتوقف ؛ بعدما شعر باكتمال روحه بقربها، نعم فهي لذة الحياة واكتمالها، هي النبض لشريانه هي الروح والجسد ..ظل فترة ليست بالقليلةوهو يغرق بفنون عشقه ،

ليعبث بها وتعبث به ليذهبا إلى عالم يقتصر على قلوبهما التي تتقاذف داخل صدرهما كطبول حرب ..نعم ياسادة فهذا العشق الضاري الذي يثقل بنبض القلوب ..لم يستطع التحكم بنفسه الابتعاد عنها فصار وقتا لا يعلم كم مر بهما لينهل من رحيق زهور الجنة  المنعمة بروحيهما ..


غفت بأحضانه ولكنه ظل مستيقظا ، يداعب خصلاتها المفرودة على صدره ،وشريط حياته أمام عيناه منذ طفولتها وعشقها يتضخم داخل صدره إلى أن وصل للانفجار، عيناه تفترس ملامحها يحدث حاله عن هذا العشق الجارف ، يعلم بغرامها له ، وجنون عشقه بها ..ابتسم لذكرياتهما وجنون كلاهما ولكنه بتر ابتسامته حينما تذكر لامتلاكه لأخرى قبلها ..كور قبضته وأطبق على جفنيه متذكراً حياتهما سوياً ..فتح عيناه سريعاً كأنه يهرب ..


مرت الايام والشهور 

ذات ليلة عاد من عمله الذي تغيَّب به لأسبوع ..دلف للداخل وجدها تغفو وهي جالسة تحتضن ابنتها ..نظر بساعة يديه ، ثم جذب ابنته بهدوء يضعها بفراشها ، واتجه إلى زوجته يعدل من وضعية نومها 

فتحت عيناها تنظر إليه ، ثم اعتدلت تنهض من فوق الفراش لتتوجه إلى أحضانه ..ضمها بقوة يستنشق عبيرها الذي حُرم منه لفترة ، همس لها بإشتياق قلبه النابض ..لحظات وماهي سوى لحظات ليترجم لها ملاحم عشقه ..

بعد فترة استمع الى صوت ابنته التي تهمهم باسم والدتها ..نهض من مكانه متجهاً إليها يحملها ، ثم تحرك للخارج 

وبعدين معاكي ياقردة ياصغننة، داعبت وجه والدها تهمهم :

-با...با ..ضمها لصدره ..

روح بابا وعقله ياصغنونة انتِ ..جلس بها  بالشرفة  يداعبها ..

قردة بابي الصغننة عايزة إيه مش مبطلة واء واء، إيه يابت حد موصيكي عليا ؟..ابتسمت الطفلة لوالدها كأنه تفهم مايقوله ..

داعبت وجهه بكفيها الصغيرتين  وضحكت بصوتها الطفولي بعدما دفن وجهه بحضنها لترتفع قهقهاتها .

أشار بسبباته إليها بالصمت :

بس هنصحي مامي ياليدي بابي ..مازالت تضحك ، نهضت من فوق فراشها بعدما استمعت إلى ضحكات ابنتها ، تحركت إليهما بساقيها العارية وقميصها الأسود القصير..

-صباح الخير حبيبي قالتها وهي تنحني تقبله

صحتك القردة ..قبلتها على وجنتيها 

حبيبة مامي ..بكت الطفلة لكي تحملها والدتها ..جذبت المقعد لتجلس عليه ولكنه سحب كفيها يجذبها ويجلسها فوق ساقيه ويداعب خصلاتها بيد ويحمل ابنته بذراعه الآخر 

هاتها حبيبي مش هتسكت 

سيبك منها مش معقول كل ماتعيط تشيلها ؛شايفة وشك شاحب إزاي، البت لازم تكون مع الناني مينفعش كدا .

انحنت وحملتها بعدما ارتفع بكاؤها 

مبتسكتش خالص معرفش مالها ؟!على طول عياط، والناني مبقتش قادرة عليها وكمان متنساش بنت أخوك معاها ..

نهض يجذبها من أحضان  والدتها 

البنت دي مش هتفضل كدا، والناني لازم تتعامل معها أومال بتاخد مرتب على إيه ؟! أنا  لو كنت هنا مكنتش هسمح بكدا أبداً ..

نهضت تلاحق خطواته ولكنه توقف يرمقها بالتوقف :

هتطلعي برة بقميص النوم ..

اقتربت منه وتحدثت بحزن

هات البنت..

وانا قولت ادخلي جوا، البنت هتتربى زيها زي أخوها ..قالها وتحرك للخارج 

جلست حزينة بعدما استمعت لبكاء ابنتها بالخارج وهو يتحدث مع مربيتها قائلا:

-"دا شغلك لو مش قادرة عليه اشوفلها واحدة تانية ، إزاي تسكتيها وتعوديها عليكي دا مش شغلي، البنت هتبات في أوضتها بعد كدا ممنوع تدخل عند مامتها ودا تحذير وانا بحذر مرة واحدة، ودلوقتي أدخلي سكتيها مش عايز دلع ..قاعدة طول اليوم تلعبي مع الولاد 

وصل ابنه إليه :

بابي بابي ..شوفت رسمت إيه ..

جلس على عقبيه ينظر برسمة ابنه 

الله الله على بطلي الوحش، برافو حبيبي ، المرة الجاية عايز الألوان متخرجش برة الرسم تمام حبيبي ..

أوكيه بابي ..

رفع عيناه للمربية :

وكمان الولد بيلون غلط ..قالها بغضب واستدار لغرفته ..توقفت عندما دلف للداخل :

البنت بتعيط حبيبي مش هتسكت .

انحنى يحملها دون حديث واتجه بها إلى الحمام :

أنا عايز آخد شاور دافي مع مراتي حبيبتي ،اللي نسيت جوزها ومبقتش تفكر غير في بنتها ..

حاوطت عنقه تنظر إليه بحزن :

آسفة ..أنزلها بهدوء وقام بنزع ثيابها ثم تحدث:

عارفة الحمام دا مجهزه من إمتى 

من ساعتين ،وعمالأبني أحلام وحضرتك قايمة من النوم ولا كأني موجود ؛ولا كنت مسافر ولا بقيت أفرق معاكي خلاص ..

استدارت تنظر إلى الحمام المجهز بطريقته الخاصة ..رفعت نظرها إليه وانسابت عبراتها :

مضايق مني علشان قصرت معاك ومابقتش بتحبني صح ؟!..

هقولك دلوقتي مضايق منك قد إيه ..


بعد عدة شهور 


مساء الخير الخير بتعملوا إيه ؟..قالتها

ضيق صهيب عيناه ينظر إلى جواد 

مراتك بتقولي الصبح مساء الخير هي عيانة ولا إيه ؟!..

رفع نظره من جهازه يدقق النظر إليها وجدها تفرك كفيها فأشار إليها :

تعالي لسة زي مانتِ طفلة بعد مابقيتي جدة .

يعني إيه قالتها بغضب ..ارتفعت ضحكات صهيب قائلاً :

يعني عاملة مصيبة يانانا .

أوووف أخرجتها بقوة ثم وزعت نظراتها بينهما :

أعملكمقهوة؟..هنا لم يصمت صهيب عن ضحكاته حتى أدمعت عيناه، توقف جواد متجهاً إليها ، جذبها من كفيها وأجلسها:

غزل انتِ مالك عيانة؟!! قهوة إيه واحنا  بقالنا سنة تقريباً ممنوعين عنها !! 

مسحت على وجهها مردفة سريعاً:

أوف ياجواد عايزة أعملحفلة عيد ميلاد لجاسر و إياك  تعترض وقبل ماتقول لأ ..جنى هي اللي بعتتني وبتقولي اقنعي عمو، وانا الصراحة مبعرفش ألف وأدور  عايزين حفلة ومن غيرماالشحط إبنك يعرف ..

فتح فمه للحديث وضعت كفيها على فمه :

وحياة غزل عندك ماانت قايل حاجة ..قول موافق ..

اتكأ صهيب على مرفقيه وأجابها بسخرية 

-طيب هيجاوب إزاي وانتِ قافلة بوقه ياتيتا غزل ؟..

ضمها لأحضانه يربت على ظهرها :

تحت أمر جاسر وأم جاسر..دفنت رأسها بأحضانه مبتسمة وكم تمنت أن يتوقف العالم هنا..غادر صهيب الغرفة بهدوء ، رفعت رأسها من أحضانه :

جنى مصرة تعمل لجوزها حفلة وهو رافض، إنتَ عارف جاسر من صغره مبرداش يحتفل بعيد ميلاده ..

ملس على وجهها يهز رأسه :

لو دا هيسعدكوا اعملوه، خلي الولاد يفرحوا، بس هتكون على قدنا بس يازوزو 

لمعت عيناها بالسعادة :

يااااه ياجواد من زمان قوي مقولتش زوزو، قولي أعاقبك ازاي ؟..وكل ماقول هبعد عنك علشان أعرفك  إزايتوجعني مقدرش..وضع جبينه فوق خاصتها 

جواد تحت أمرك  يازوزو اعملي فيه اللي إنتِ عايزاه ..

مش هعمل حاجة ياجواد، علشان انتَ بالنسبالي الحياة كلها ..دنت تطبع قبلة بجانب شفتيه ثم همست له :

مرات فارس هتجبلنا توأم ياجدو ، الحي كبر، وعايز تشتري كل الأراضي اللي جنبك 

يالله، الحمد لله على نعمه، البنت دي طيبة قوي، وتستاهل، متنسهاش وخلي بالك منها كفاية على نهى رنيم وأيهم، من وقت مابنتك نزلت المستشفى نسيت ولادها ..

معلش ياحبيبي ، لسة بتعمل اسم لنفسها..

هز رأسه رافضا حديثها:

لما تيجي من الشغل خليها تجيلي ياغزل، مش علشان عز بيحبها مستحملها يبقى تزيد فيها، انتِ كنتِ  دكتورة زيها بس عمرك ماقصرتي، نهى كانت بتشتغل لحد ما جنى دخلت ثانوي، ليه بنتك مش عايزة توفق بين شغلها وحياتها 

عز اشتكى لك ياجواد ؟..

أبداً حبيبتي ، بس انا مش هستنى لما يشتكي ..


الصفحة التالية