رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 24 - الأربعاء 4/9/2024
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الرابع والعشرون
تم النشر الأربعاء
4/9/2024
صوت جرس الباب جعل غرام تستيقظ من النوم إجبارياً، نظرت إلى باب غرفتها المغلق من الداخل، ثم نظرت إلى الغرفة والفراش، تذكرت ليلة أمس، نظرت إلى ساعة الهاتف كانت تشير إلى الثانية عشرة ظهراً،
لقد أغلقت هي باب غرفتها من الداخل حتى لا تسمح ل سليم بالدخول لها، لقد اتعبها
طريقة حديثه لها بعد سهرة البارحة، تذكرت أيضاً أنه لم يحاول
نيل رضاها أو محاولة
التحدث لها بعد هذا،
شعرت بانزعاج كامل
أنه حتى لم يبدي لها
اي تذمر من غلقها الباب
لقد اكتفى بالنوم في إحدى الغرف وكأنه قادر أيضاً على الهجر نوع من العقاب بل هو يريد ذلك
توقف جرس الباب عن الرنين، حاولت أن تعود إلى النوم مرة ثانية
ولكن الرنين عاد مرة ثانية فكرت غرام في صوت مسموع:
ـ اكيد سليم، عايز يجبرني على فتح الباب بنفسي علشان دي طريقة علشان أكلمه٠
هبطت من فراشها نظرت إلى ملابس نومها الشفافة التي تظهر مفاتنها ثم ابتسمت في مكر، سوف تلقن سليم درس في هذا الوقت في الرضوخ لاوامرها اقتربت من الباب وهي تقول في نبرة صوت تحمل تأفف :
ـ طيب طيب٠
فتح الباب في لامبالاة دون أن تنظر له ، ثم دلفت إلى الداخل وهي تلقي بذاتها إلى الأريكة:
ـ المفروض معاك مفتاح تفتح الشقة، قلقت نومي٠
تفاجات بصوت ساندي يهتف في استنكار وحيرة ولهجة سخرية ممزوجة معهم:
ـ لأ، أنا مش مفروض يكون معايا مفتاح شقتك يا لوليتا٠
رفعت غرام بصرها إلى ساندي وقد تفاجات تماماً من حضورها دون ميعاد وقالت وهي تنظر إلى العلب التي تحملها ساندي:
ـ ساندي!؟
وضعت ساندي العلب على الطاولة ثم اقتربت من غرام وقالت:
ـ ايوا ساندي يا لوليتا٠
أشارت لها غرام في انزعاج:
ـ بلاش لوليتا دي انسي الاسم دا محدش يعرفه هنا، أنا غرام وبس٠
ثم نظرت لها في تحدي وقالت:
ـ انت مش واخدة بالك اني في شقتي؟
أشارت ساندي إلى الخارج وقالت:
ـ قصدك سليم؟! لا متقلقيش انا لسه شايفة سليم في الكافيه شكله مشغول اوي في الحسابات، في واحد كمان معاه وقدامهم اوراق كتير، علشان كدا دخلت وأنا مطمنه أن احنا هتكون لوحدنا وبراحتنا، تعرفي اني منمتش من امبارح بفكر فيك قلت لا مالهاش حل غير اني اروح٠
ثم استدركت وهي تنظر لها في إبتسامة كبيرة:
ـ عاملة اي في الجواز؟
ابتسمت غرام وأجابت في ثقة:
ـ حلو اوي يا ساندي سعادة وهدايا وخروج وفسح، اختياري ل سليم صح، أنا ماشية صح ومرتاحة ومبسوطة٠
هزت ساندي رأسها علامة الموافقة والتأييد وقالت:
ـ واضح اوي أنه خروج وفسح وسهرات ، اكبر دليل على كدا خروجة امبارح وعرض روز اللي جيتي فيه انت وهو٠
نظرت له غرام في حدة مما دفع ساندي أن تكمل:
ـ أنا شفتك يا لولي، زي ما انت شفتيني، خدت بالي منك ولا انت فاكر اني مش هعرفك لو مش حاطة باروكة حمرا ولينسزز ملونة؟! احنا مع بعض بقالنا سنين وانا اعرفك كويس اوي لو وسط الف واحد، انت نسيتي ولا اي؟ دا انا اعرفك لا مش اعرفك بس واحس بيك كمان٠
نظرت لها غرام في مكر ثم قالت:
ـ كنت فاكراك مركزة مع الصيد بتاعك٠
ضحكت ساندي ضحكة ساخرة ثم أعقبت:
ـ هو صحيح صيد نافع كتير اوي و متريش وكل طلباتي مجابة بس انت غلاوتك عالية يا لولي٠
نظرت غرام إلى ملابس ساندي ثم نظرت إلى طقم الذهب الخالص الجديد التي ترتديه وقالت:
ـ واضح اوي يا ساندي من غير ما تقولي٠
نهضت غرام من مكانها ثم قالت في صوت حاولت أن يكون هاديء:
ـ اعملك اي يا ساندي تشربيه؟
نظرت ساندي إلى ملابس غرام الشفافة وقالت:
ـ اعملي لينا اتنين ليمون بالنعناع٠
سارت ساندي خلف غرام إلى المطبخ في حين قالت ساندي في صوت هادئ:
ـ تعرفي انك وحشتيني اوي٠
لم تجب غرام في حين تابعت ساندي:
ـ مبسوطة يا غرام؟!
نظرت لها غرام في تحدي ثم قالت:
ـ جاوبتك قبل كدا٠
ابتسمت ساندي في مكر وتابعت:
ـ عايزة اسمعها منك تاني واطمن عليك٠
أعقبت غرام في لهجة تحمل نفاذ صبر:
ـ مبسوطة وزي ما قلت لك قبل كدا٠
ساندي رفعت يدها علامة استسلام وتابعت:
ـ حاجة تفرح٠
رفعت غرام رأسها في تكبر واكملت في لهجة مكر وهي تكيد لها:
ـ زي فرحتك امبارح مع الفريسة بتاعتك؟
حملت كل منهم كوب عصير ليمون ثم خرجنا من المطبخ وجلسات على الأريكة قالت ساندي وهي تشير إلى العلب التي أ حضرتهم:
ـ هدية بسيطة كدا عارفة أنها هتعجبك٠
نظرت لها غرام في عدم اهتمام مما جعل ساندي تنهض من مكانها و تحضر العلب وتضعها أمامهم قائلة وهي تشير إلى كلمات على العلب البيضاء الطويلة:
ـ بصي كدا مكتوب اي؟
نظرت غرام إلى ساندي في نظرة تحذير قائلة:
ـ مبحبش الأسلوب دا يا ساندي٠
مما دفع ساندي أن تفتح في سرعة العلب وتقول في لهجة تبرير:
ـ دا علامة روز المصممة على العلب من برا، ودي بقا الفساتين اللي كانت في العرض امبارح٠
نظرت لها غرام في دهشة ثم قالت:
ـ انت جايباهم هنا ليه؟!
وضعت ساندي يدها في رفق على كتف غرام وقالت:
ـ هدية ليك, ما هو أنا مش محتاجة عقل علشان افهم انك جيت امبارح علشان تتفرجي وبس يا ٠
صمتت ساندي لحظة ثم قالت في ضحكة تحمل تشفى كبير وتابعت:
ـ يا غرام انت جيتي العرض امبارح ودماغك فيها هدف شرا، لان المصممة دي داخلة مزاجك و دماغك من اول فستان صممته هي أنا عارفة انك مغرمة بتصميمات روز، واكيد عجبك فستان معين وطبعاً الاستاذ سليم، الزوج الغني اوي ، رفض لانه مش حابب التصميم مش متعود على المكشوف، واكيد قالك دا مش عرض دا عري دا ابتذال وكلام كبير اوي اوي، وعلشان كدا يا غرام مشيتي مع جوزك بدري اوي كمان، و مخترتيش فستان من فساتين العرض مع انك مش بتفوتي ل روز، لازم بصماتها تبقي في دولابك، لأن اللي هيدفع را فض يحط فلوسه في حاجة انت حابها ونظرته ليها غير نظرتك انت مش كدا يا غرام؟ مش هو دا اللي حصل؟
نظرت لها غرام في عمق، كل الاوراق اصبحت مكشوفة كل منهم تنظر إلى الآخرى وقد قرأت ما تخبئه الأخرى عنها،وقالت غرام وهي تؤكد على حروفها:
ـ مش هينفع يا ساندي، بلاش حوارات مالهاش لزمة٠
تنهدت ساندي في بطء شديد ثم تابعت:
ـ دا مش هدية مني يا ملكة البنات، ولو انك تستاهلي مني كل الهدايا، دا انت تستاهلي شال من القمر و عقد من النجوم دا انت اللي خليتي الكل يعرف قيمة ساندي، الفساتين دي هدية من الفريسة اللي انت شفتيها امبارح، عايز ينول الرضا، عايز يقعد معاك، عايز يشوفك و يكلمك٠
❈-❈-❈
نظرت ساندي إلى هاتفها، قامت على تشغيل اغنية نعناع الجنينة، ثم نظرت إلى غرام قائلة:
ـ انت بتحبي ترقصي على الأغنية دي٠
لم تجب غرام كانت تنظر لها في عمق، نهضت ساندي وتمايلت على الأغنية وهي تردد:
ـ نعناع الجنينة نعناع الجنينه، في يوم ردت علينا٠
تظاهرت ساندي بالأعياء
من الرقص، جلست إلى جوار غرام وقالت في لهجة تشويق:
ـ تعرفي أن كل الهدايا اللي جات لي من سلمان امبارح علشان خاطرك انت؟
صمتت غرام دقيقة ثم انفجرت ضاحكة وهي تقول:
ـ انت بتعشميهم بيا يا ساندي؟ انت اي؟ بتبيعي سمك في ميه!؟
هزت ساندي رأسها علامة النفي وتابعت:
ـ وحياتك عندي هو اللي جه ل حد عندي ينونو عليك، شاف اعلان الاخير بتاعك، بتاع العربية، وجالي على مل وشه، ما هو عارف ان محدش يعرفك غيري ومحدش يعرف طريقك غيري قال لي لوليتا ابوس يدك، قلت لك سافرت لامها، قال اللي تشتهيه تطلبه وأنا سداد، مال، عقارات شاليهات،
قلت له هاجرت، قال اسافر لها أنا، قال اموووت عليها وأنت بايدك تعرفيها قولي لها بس اني رايد، قلت له طيب ارمي دلالاك ونشوف حيتانك دهب ولا فضة؟!
شعرت غرام ببعض من الراحة وهي تستمع إلى كلمات ساندي، لا تزال هي الملكة على عرش الحفلات والسهرات، لا تزال هي لوليتا التي يحلم بها اثرياء العرب، لا تزال هي المتوجة على القائمة رقم واحد والباقية لا شيء لا شيء
همست ساندي في أسلوب إقرار بالأمر الواقع:
ـ أنا فاهمة انت لما شفتيه امبارح فكرتي أن أنا اللي لقيطته مش كدا؟!
لم تنتظر منها رد فتابعت:
ـ الراجل لزقة بغرا مش راضي يقتنع باي حد غيرك ، عرضت عليه كتير، عجزته وبردوا ثابت على لوليتا غرامي المتيم، قلت له مش هتقدر يا حلو، مافيش فايدة، قلت له طيب الواحد قبل ما يشوف
حد لازم يسمع عنه، وهي لازم تسمع اولا انك كريم،
و الصدفة اني شفتك امبارح وحسيت أنها اشارة وفال حلو بالأخص بقا أن قريت برج اليوم الصبح ولاقيت فيه تقابل صديق وفي، وأنا وأنت نفس البرج يا لولي، واكيد قصدهم أنت،
نظرت لها غرام في عمق وقالت:
ـ ما قلت لك يا ساندي بلاش حوارات ومعدش نافع، ريحي دماغك ورجعي له الهدايا٠
رفعت ساندي يدها علامة استنكار وقالت:
ـ قلت له لو رفضت اجيب لك الهدايا؟! قال لي ليش يا مرا؟ قالوا لك عني راچل ناقص؟! الهدية لا تعود ل صاحبها ولو كان عدو الهدية ما تترد٠
صمتت كل منهم دقيقة رفعت غرام حاجبها وتابعت:
ـ انت خدت اللي انت عايزاه من الراجل وخلصنا٠
هزت ساندي رأسها علامة الرفض وتابعت:
ـ ازاي بقى!؟ هو جراب الحاوي خالي؟! لسه فيه ياما للي غاوي٠
نظرت لها غرام في تفكير وقالت:
ـ ايه اللي في جرابه يا ساندي!؟
ابتسمت ساندي في رضا، لقد استطاعت الوصول إلى عقل غرام و اثارته و اغواءه فتابعت في مكر:
ـ كمبوند يا ملكة، قال لي تهديها كمبوند كامل وبأسمها لو وافقت وقعدت معايا٠
نظرت لها غرام في عمق مما دفع ساندي أن تكمل:
ـ قبل ما تيجي هاخد منه عقد الكمبوند أول ما تدخلي عندي استلمي عقد الكمبوند٠
وضعت غرام يدها في خصلات شعرها وقالت وكأنها تحدث نفسها:
ـ امبارح غير النهاردة، سليم مش هيسمح حتى أن اسهر لوحدي، يبقى كدا صعب اوي اني اجي لك٠
ارتفعت ضحكة ساندي وقالت وهي تجيب على أفكار غرام وهي تبحث لها عن حل لما تتحدث عنه:
ـ ومين اللي يعرف سليم بالسهر؟ انت هتقولي رائحة ل خالتك كريمة ف اسكندرية، تقعدي معاها يومين علشان هي تعبانة ومحجوزة في المستشفى وخالتك كريمة مالهاش عيال زي ما هو عارف، وهي اللي فاضلة لك بعد أمك٠
نظرت لها غرام في تفكير ثم قالت:
ـ ايوا بس هو اكيد هيجي معايا اسكندرية يشوف خالتي كريمة و يطمن عليها، أنا عارفة سليم وتفكيره٠
أعقبت ساندي:
ـ لو جه يوم يشوف خالتك اللي راقدة بقالها سنة في المستشفى انت اقعدي تلاتة ايام أو اسبوع، هو هيزهق اكيد علشان لازم ينزل يشوف شغله لازم، ما هو مش هيقعد جنبك هناك مش معقول يعني، وسلمان هيجي وراك لو ف آخر الدنيا عادي اجيب لك أنا سلمان لحد عندك وبردوا طلباتك اوامر، ٠
سادت لحظات صمت بين كل منهم، هتفت غرام وهي تحاول أن تضع الأمور في وضع مناسب:
ـ ايوا بس الوضع لسه متلخبط٠
ارتفعت ضحكة ساندي وتابعت:
ـ اي الحكاية يا غرام؟ وضع اي؟ هو احنا هنقدم له صورة عقد جوازك ولا اي؟ ما هو زي كل مرة اعملي، مافيش جديد، خدي كل اللي انت عايزاه، كلميه وبعدين اشغليه وامشي خدي عقد الكمبوند واهربي قبل ما ينول غرصه، زي كل مرة ونفس التمثيلية، و متخافيش أنا المرة دي هساعدك أن التمثيلية تنجح، السهرة مش هتكون غير اربع ساعات قبل ما يتموا تلات ساعات نطلع ب فقرة امي في حالة خرجت ولازم امشي٠
نظرت ساندي لها دقيقة تأملت وجهها وجسدها وملابسها الشفافة وقالت:
ـ أنت اكيد بردوا اشتقت لحيات السهر و الصفقات، المنافسات، المكاسب، الليل وجماله و مغامراته، والمقالب اللي بتحصل فيه والضوء اللي بيبهر علشان نشوف جمال الدنيا الحقيقي، دا انت اللي عرفتينا ازاي نلعبها صح يا لولي، مش كدا ولا اي؟!
نظرت لها غرام في عمق وقالت:
ـ تعرفي أنا عايزة اجي السهرة دي وارجع ليه؟ علشان حاجة واحدة بس، حاجة لازم تتعمل٠
تساءلت ساندي في إهتمام كبير :
ـ اي هي؟
ابتسمت غرام وقالت وهي ترفع راسها في غرور وكبرياء:
ـ عايزة لولي تفضل البعبع بتاع كل بنات السهرات، عايزاهم بعد ما اطمنو أن لوليتا خلاص فنش، وأنهم ممكن يشتغلوا، يشوفوني، يعرفوا أن اللي بيحلموا بيه اتبخر خلاص، وهتفضل ليهم بس الكابوس في أحلامهم و حياتهم، عايزاهم يعيطوا دم، يعرفوا أنهم جواري ليا، واللي يفيض مني بس هو اللي مسموح بيه، عايزاهم يعرفوا حجمهم و قيمتهم كويس اوي، درس ليهم وقلم كبير اوي على وشهم علشان يفوقوا ويعرفوا أن لوليتا موجودة٠
ابتسمت ساندي إبتسامة ظفر ونصر و تابعت:
ـ تعرفي أنا متأكدة أن السهرات دي مش هستمر فيها من غيرك، تعرفي أنا حاسة أن مصيري مرتبط بيك انت،٠
نظرت لها غرام في زهو وقالت في لهجة آمرة:
ـ عايزة نجوان و لورا وجيس بس في الحفلة، وعايزاهم يفهموا المطلوب و يتفذوه٠
ابتسمت ساندي وقالت:
ـ اكيد طبعاً٠
فكرت غرام قليل ثم تابعت في تساؤل وتشفى:
ـ هي مونو لسه موجودة ولا سافرت ؟!
أعقبت ساندي في لهجة نصح:
ـ بلاش مونو يا لولي، بلاش مونو٠
تساءلت غرام في إهتمام:
ـ ليه!؟ بلاش ليه؟ اي السبب؟
تبادل كل منهم نظرة ما، فهمت غرام ما تريد ساندي قوله في حين قالت غرام:
ـ عايزاها تيجي علشان في جزء كدا في الحفلة فيه حفلة تأديب،٠
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية