-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 26 - 1 - الأربعاء 25/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس والعشرون

1

تم النشر يوم الأربعاء

25/9/2024 



أخطأت، نعم أخطأت

حين سلمتك قلبي وأنا اعلم بمكانتي عندك.

حين ضعفت فازداد تملكك 

حين ارتخت حصوني وسمحت لك باقتحام اسواري

حين قبلت خوض معركة......... كنت أنا لست أهلًا لها.


لأرفع لك الراية البيضاء الاَن؛ اعترافًا بهزيمتي


#بهجة

#بنت_الجنوب 


❈-❈-❈


طوال طريق عودتهم، لم يحيد بعينيه عنها، داخله غليل مستمر، من وقت التقاءهم بهذا ال....... المدعو هشام وتباسطها مع حديثه ومزاحه على اتفه الأشياء، مستغلًا الدفاع المستميت من والدته عنه، وتمسكها به، مع وجود المرأتين في زيادة للضغط عليه، ومراعاة صورته امامهم، ليظل على حالته من الغضب المكتوم،  يصبر نفسه، حتى سمح لهم الطبيب المتابع لحالتها بالخروج من المشفى.


ليأتي بها الاَن وتصعد هي معها حتى دثرتها في الفراش واطمئنت عليها حتى استسلمت لسلطان النوم بفعل الأدوية المهدئة ونامت.

وجاء وقت انصرافها، لتجده في انتظارها في الاسفل، بهيئة متجهمة تعلمها جيدًا، كما انها لم تكن بغافلة عن احتراقه طوال الساعات الماضية. 


- خلاص اطمنتي عليها ونيمتيها؟

خرج السؤال بحدة واضحة، تغاضت عنها لتجيبه بنبرة عادية وهي تكمل سيرها للخارج:

- اه الحمد لله،  العلاج المهدئ جاب مفعوله معاها،  ياللا بقى خليها ترتاح وانا اروح اشوف اللي ورايا .


كانت على وشك ان تتخطاه ذاهبة ولكنها سبق ليجذبها من ذراعها بعنف ما يعتمل بصدره:

- استني هنا هتروحي فين وتسبيني؟

شهقت بخضة جراء فعلته، لتجد ظهرها التصق بالجدار من خلفها، وهو امامها بهذا القرب، وبصدر يصعد ويهبط بعنف، جراء تسارع الانفاس بداخله، وبصوت بدى كالفحيح:


- بتهزري وتضحكي مع دكتور الغبرة يا بهجة، وانتي عارفة كويس اني لا بطيقه ولا بطيق انك تردي عليه من الاساس .


تمالكت الشجاعة امام هجومه لترد بالمثل:

- وايه اللي يخليك مطيقهوش؟ ولا هو عمل ايه اساسًا عشان انا مردش عليه لو كلمني ولا هزر باحترام معايا ؟


- بلاش تستفزيني يا بهجة.

صاح بها بانفعال أشد، حتى خشت هي المواصلة لتصمت امام ثورته:

- يعمل ما يعملش انتي لا تردي ولا تستجيبي لهزاره، واللي عليكي تسمعي الكلام ومن غير مناقشة.....

ليه عايزة توصليلي انك مش فاهمة ولا حاسة بالنار اللي بتقيد جوايا امام اي حد يبصلك ولا يكلمك لغرض انا عارفه كويس بنفسه...... مية مرة اقولك اني راجل ، وافهم في نظرة الراجل اللي قدامي كويس اوي.


تبسمت بسخرية حين التمست الضعف في كلماته الاخيرة ، لتقارعه بالمنطق:

- لا واصلني اللي انت حاسه كويس اوي على فكرة، بس انا للي عايز افهمك،  ان من حق الدكتور اي حاجة من اللي قولت عليهم ، مدام في إطار الاحترام والادب..... طول ما هو شايفني متاحة ومش مرتبطة، مش يمكن قصده شريف....


قاطعها ضاغطًا بكفه التي حطت على رقبتها، وقد كان فاقد السيطرة:

- اخرسي يا بهجة بدل ما اخلص عليكي،  انا على اخري. 


توقفت برهة امام عنفه لتردد بعد ذلك بصوت تهدج بألم :

- وانا قولت ايه غير الحقيقية، عايزه لو سأل عن حاجة تخص الهانم اعمل نفسي معرفش وانا اقرب واحدة ليها، انا الجليسة لنجوان هوانم لو تاخد بالك يعني؟


- خلاص يبقى بلاها.

نزلت ذراعيه لتضمها هذه المرة مردفًا برجاء:

- بلاها الشغل هنا ولا هناك يا بهجة، انتي تفضلي في مكانك ملكة وانا مستعد اعوضك باللي انتي تطلبيه.


- بس انا مقدرش ابعد عن نجوان.

- يعني ايه؟

جاء تساؤله بصدمة، لتجيبه هي:

- يعني انا خدته عهد على نفسي افضل مراعياها الفترة دي لحد اما يجي ميعاد البعد الحقيقي، ساعتها امشي ع الاقل وانا شبعانة من حنيتها ومطمنة عليها. 


- البعد الحقيقي بتاع ايه؟

بدا امامها متناسيًا تمامًا لما يؤرق نومها ويمنع عنها الراحة، لتفيقه من غفلته، تنزع ذراعيه عنها مرددة:


- الافتراق المنتظر ما بينا يا باشا، ولا انت نسيت ان جوازنا مرتبط بمدة معينه ومش جواز طبيعي. 


قال الاخيرة بحدة تقصدها، حتى اثارت شياطين رأسه، ترا الجنون يتراقص داخل عيناه، متوقعة رد فعل عنيف منه، على الرغم من انها قالت الحقيقة، ولم تخطيء بشيء، لتأتي النجدة من مدخل الباب، حيث صدح صوت دخول احد الأشخاص،  لتظهر امامهم الدادة نبوية بخطواتها اللاهثة من أجل الاطمئنان على رفيقتها، فتقع عينيها عليهما، وتفاجأ بهذا الوضع المريب، بهجة ملتصقة بالحائط وهو الذي كان قريبًا بوقفته منها ، تراجع على الفور بخطوتين يبادر المرأة بأسئلته:


- مدام تعبانة، جيتي ليه بس يا دادة؟

- ما انا مجيتش وراها المستشفي، قلبي واكلني عايزة اشوفها بعيني. 

رددت بها المرأة ولكنها لم تغفل عن لمحة الارتباك التي طغت عليه، ولكنه تدارك سريعًا يعود لطبيعته الباردة، أما بهجة والتي بدت  بثبات التي لا يعنيها شيء، فقد تحدثت بنبرة واثقة:


- كويس انك جيتي يا دادة، هي كدة ساعة وهتصحى بعد ما ينتهي مفعول المهديء ان شاء الله، ياريت تتعشي معاها وتفتحي نفسها ع الأكل، هي أكيد هتقوم جعانة.


اومأت المرأة تجيبها بابتسامة مودة، تظهر ثقتها بها:

- من عيوني يا حبيبتي،  روحي انتي ارتاحي، أكيد تعبتي اليوم كله.


- فعلا يا دادة.... تعبت اوي .

قالت الأخيرة بنظرة خاطفة بطرف عينيها نحوه، لتتخذ طريقها الى الذهاب مباشرةً، وظل هو ثابتًا محله، يراقب انصرافها بتجهم، وبداخله شيء لا يستطيع تفسيره، شعور يبدو.... وكأنه تلقى صفعة منها.


❈-❈-❈


عاد من عمله يتجه بخطواته السريعة مباشرة نحو الطابق الاعلى حيث جنته ومصدر الراحة في حضن زوجته وصغيره؛ الذي اشتاق الى مداعبته بشدة، لكن وقبل ان يصل إلى الدرج استوقفه الاضاءة الخافتة داخل الردهة القريبة من غرفة والدته ، ليتفاجأ بشبحها على احد المقاعد التي كانت جالسة عليها، بصمت تام دون أدنى حركة وكأنها  تمثال شمعي فاقدًا للحياة.


على الفور غير اتجاهه نحوها يحادثها بقلق:

- مساء الخير،  مالك يا ماما قاعدة هنا في الضلمة لوحدك ؟

سمعت بهيرة ولم ترفع رأسها اليه إلا بعد برهة من الوقت، بملامح ازدادت تجعدا وعينان ذابلتان، يطل منها ضعف ابعد ما يكون عن شخصية والدته القوية دائمًا، والمتعجرفة في بعض الأحيان. 


اهاله مشهدها، ليسقط على الكرسي المجاور لها يتابع استفساره عن السبب الذي أدى بها الى ذلك:

- ماما انتي ايه اللي جرالك؟ في حاجة تعباكي طيب ولا حد زعلك؟

خرج صوتها اخيرًا بنبرة خافتة يتخللها الحزن الشديد

- خالتك كانت عندي النهاردة يا مصطفي.


سألها بعدم تركيز 

- خالتي مين؟

ابتسامة غريبة لاحت بثغرها وهي تخبره:

- خالتك نجوان يا مصطفى، ما هي فاقت ورجعت لعقلها من تاني ، متعرفش انت المعلومة دي؟


- انتي بتتكلمي جد؟ خالتي رجعت لعقلها من تاني! انا مش مصدق، معقول دا حصل وانا معرفش، معقول يا يا ماما انتي مش بتهزري معايا صح؟

ردد بها يظهر حماسه الشديد، لتعقب هي بشيء من ضيق:

- ايوة يا مصطفى خالتك اللي كنت بتحبها اكتر من أمك رجعت من تاني.


- ايه اللي بتقوليه دا يا ماما بس؟ اينعم انا بحب خالتو نجوان،  بس مهما كانت معزتها يعني،  عمرها ما هتبقى أغلى منك طبعا


لم تقتنع بإنكاره، فتاريخ الأخرى معه ومع كل من أحبتهم هي يثبت العكس، لقد كانت مستحوزة على حب الجميع، كل من يراها يقع بعشقها حتى الرجل الوحيد الذي اردته هي وكان من نصيبها، اولادها منه ، حتى الخائن زوجها، ايضًا كان يعشقها ولولا لحظة ضعف امام امرأة بجمال ناريمان لكانت استمرت زيجتها به وسعادتها معه، اما هي فقد كانت الخاسرة دائمًا امامها.


ضربت بالعصا على الارض بعنف تأتي باللوم عليه:

- خالتك اول ما فاقت للدنيا، فاقت عليا ، جاية تحاسبني على ترميم القصر ومضايقة اني عايزة احوله لجمعية خيرية، ما هو انت لو كنت اشتريت نصيبها من ابنها كنت قدرت اواجهها بقلب مليان، لكنك فضلت تماطلني وادي النتيجة. 


اهتزت رأسه بعدم استيعاب، معبرا عن استيائه:

- ماما انتي بتقولي ايه؟ زعلانة عشان خالتو رجعت لعقلها من تاني وبتدور على حقها.... لا وبتأنبيني كمان ان منفذتش رغبتك، هو انتي مش فرحانة لرجعتها؟ معقول لقاءك بيها بعد السنين دي كلها وهي مغيبة عن الواقع كان كلام ع القصر وخناق على تحويله لجمعية.


الصفحة التالية