-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 23 - الإثنين 2/9/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الثالث والعشرون

تم النشر الإثنين

2/9/2024


أوقف عمرو سيارته أمام مسرح الجامعة ونظر إلى رينو عن بعد فاقتربت منه ووقفت في مواجهته وقالت:

ـ غريبة اوي انت جاي الجامعة الصبح بدري٠


نظر عمرو إلى نهال و ود الذين يقفون على مسافة منهم وقال:


ـ علشان عارف ان النهاردة أول يوم امتحان ليك، وبصراحة كدا حسيت أن عايزة اجي الصبح ادعمك٠


نظرت له رينو في دهشة وقالت:

ـ تدعمني!؟ يعني اي تدعمني؟! 


أعقب عمرو وهو يستند بجسده على سيارته:

ـ يعني ايام الامتحانات بيكون فيها قلق وتوتر، وأنت رافضة اني اجي اوصلك من بيت الطلبة لل جامعة قلت اجي الجامعة ادعمك وقولك حاولي تركزي٠


نظرت له رينو في عمق ثم قالت:

ـ  طيب تمام انت قلت كدا  السبب المزيف اللي مش داخل دماغي ، قول بقا السبب الحقيقي٠


نظر عمرو في كل اتجاه يحيط به ثم تابع:

ـ لاقيت نفسي عايز اشوفك، نمت امبارح شفتك في الحلم، صحيت قولت اروح اقول لها  بحبك هو دا السبب٠


نظرت رينو إلى عمرو في عتاب شديد وقالت في لهجة تحذير:

ـ اي السبب الحقيقي اللي خلاك تيجي هنا يا عمرو؟ على فكرة أنا هدخل الامتحان من دلوقت قبل الوقت المسموح لي للدخول٠

 

نظر لها عمرو في توسل وقال:

ـ كدا بقا لهجة خصام جاي، طيب خلاص بصراحة كدا عندي تصوير بعد الضهر و عايزك تحضيريه٠


نظرت له رينو في هدوء ثم تابعت في لهجة رفض قاطع:

ـ لا اكيد لأ٠

عمرو توسل لها في لهجة رجاء وتبرير: 

ـ التصوير قريب اوي من هنا، ومش هياخد اكتر من ساعة يمكن أقل كمان، يا رينو علشان خاطري بقالي شهر مش عارف اشوفك بسبب الامتحانات، كل ما اجي اقولك اجي لك الجامعة تقولي لي مش راحة أنا قاعدة بذاكر في السكن، شهر كامل وانا ساكت وصابر على أد مكالمة عشر دقائق في نص النهار،  طيب احس انك موجودة جنبي ولو نص ساعة، نص ساعة بس آ خد طاقة تفاؤل لأن دا اول اعلان هصوره من بعد الحادثة٠


ترددت رينو لحظات في حين قال عمرو وهو ينظر إلى نهال و ود الذين انهمكوا في مراجعة بعض الكتب كل واحدة فيهم على حدا:

ـ اعتبريها بريك بين الامتحان، اعتبريها ساعة هدوء تشربي عصير فيها٠


رينو قالت في لهجة استسلام:

ـ خلاص ساعة واحدة بس، كدا كدا أنا امتحاني هيخلص على حداشر، هو امتحان واحد بس، والساعة دي النهاردة بس مافيش وقت تاني زي دا٠


ظهر على وجه عمرو السعادة وقال:

ـ خلاص انا هروح اشوف الاستديو وأشوف الديكور  وارجع لك تاني يكون امتحانك  خلص٠



اتجهت رينو إلى كل من نهال وود في حين قالت نهال وهي تنظر إلى سيارة عمرو وهي تغادر:

ـ أنا مش عارفة اركز بجد يا بنات، حاسة أن كل المعلومات طارت مني، دا انا حاسة أن معرفش   المادة اللي همتحنها بتتكلم عن اي ٠


ود نظرت لها في عتاب وقالت:

ـ في أي يا نهال؟ ما انت طول السنة  بتركزي وتذاكري،  النهاردة بس جاية تقولي كدا، اهدي بس٠ 


رينو نظرت إلى نهال في عمق ثم  قالت وهي تنظر إلى بوابة الجامعة:

ـ هي قلقانة علشان منيب لسه مجاش، خا يفة اللجنة تبدأ وهو ميجيش، متقلقيش منيب زمانة جاي، اكيد يعني مش راحت عليه نومه٠ 

نهال نظرت إلى رينو في  عمق، وقد جعلتها كلمات رينو تظن أن الأمر ربما حدث بالفعل، ثم أخرجت هاتفها وقالت في توتر:

ـ يا خبر أنا خائفة اوي أنا مكلمتهوش من امبارح، 


وضعت نهال الهاتف على أذنها ثم قالت بعد دقائق:

ـ مبيردش، منيب مش بيرد٠


رينو ألقت نظرة على سوسن التي تقف على مقربة منهم وقالت:

ـ هو في حاجة مش عارفة خطرت على بالي فجأة كدا، انك تسألي جارته سوسن عليه، ممكن تكون لمحته في الجامعة أو في الحي بتاعهم، اي كان تقولك على حاجة تطمنك  وخلاص ٠


ظهر الغضب على وجه نهال وتابعت:

ـ ازاي يعني؟! سوسن اخر واحدة اطمن على منيب منها٠


ألقت رينو نظرة على ود التي تعطي نصف تركيز لهم وتابعت:

ـ ايوا بس احنا حالياً في ظرف طاريء علينا، منيب مجاش ومش بيرد على الفون وهي جارته تطمنا وتدينا ولو كلمة واحدة أن الوضع هناك في الحي تمام٠


دارت بعض الهواجس  في راس نهال وكادت أن تبكي وهي تتخيل أن مكروهاً قد أصاب منيب فقالت في فزع:

ـ أنا ممكن اروح بيت منيب اطمن عليه واجي بسرعة، أنا لازم اروح٠


أعقبت ود في انفعال واضح على وجهها:

ـ فاضل عشر دقايق بس  على بداية اللجنة، ازاي تفكري كدا يا نهال؟ ممكن منيب يجي في الوقت دا، واكيد هيجي٠


نظرت نهال إلى ود في حيرة وقالت:

ـ ايوا بس الوضع كدا مش مريح نهائي، الوضع دا بيقول أن في حاجة تخوف بجد٠


ألقت نهال نظرة على البوابة تتابع في قلق الطلاب الذين يدخلون منها والذين كان عددهم قليل جداً ثم قالت:

ـ بجد أنا مش هعرف احل في الامتحان، أنا قلقانة اوي٠


ود نظرت إلى نهال ثم وضعت المراجع جانباً وقالت:

ـ اتصلي تاني على منيب، أو ابعت له رسالة٠


نظرت نهال إلى ود ثم إلى رينو التي أكدت عليها اقتراح ود وقالت:

ـ ابعت ل منيب رسالة صوتية يا نهال٠


فعلت نهال ما ارادت منها كل من ود ورينو فعله، ومرت دقائق دون أن يجيب منيب في حين قالت ود وهي تجذب نهال إلى قاعة الامتحان 

ـ يا لا يا نهال على القاعة٠


رينو نظرت إلى الطلبة الذين اتجهوا في مجموعات نحو اللجان الخاصة بالامتحان:

ـ الامتحان خلاص كدا يعتبر بدأ٠  


هزت نهال رأسها علامة النفي وقالت:

ـ طيب ومنيب؟!


ظهر منيب من خلف نهال وتابع:

ـ يا لا يا نهال هندخل سوا٠


نظرت له نهال في لهفة ودق قلبها في عنف وهي تشاهد وجه المضطرب وشعر رأسه الاشعث وقالت:

ـ اي اللي حصل؟ وليه التأخير دا كله؟

ثم نظرت إلى يده الخاوية تبحث عن الهاتف ولكنها لم تجده فتساءلت:

ـ أنت كنت فين؟! 

ود أشارت لهم في لهجة حسم:

ـ لا الكلام بعد الامتحان، بلاش اي كلام دلوقت، بلاش مهما كانت المشكلة كبيرة أو صغيرة،  تسقطها من دماغك تماماً ، خلاص ورق الاسئلة اكيد  بيتوزع دلوقت،  لازم ندخل كلنا حالياً نقول الحمد لله ونحاول ندي الوقت كله للأسئلة والتركيز٠

لم يجب منيب ولكنه كان متفق تماماً مع كلمات ود وكذلك رينو، ونهال أيضاً ولكن نهال كانت تشعر بألم  كبير الم يوغز قلبها حزناً على مظهر منيب الذي يشير إلى أن هناك أمر مؤلم  ما حدث في الساعات التي مضت 


سار ت نهال إلى جوار منيب صامته، في حين اتخذت كل من رينو و ود طريقهم الى اللجان الخاصة بكل واحدة منهم في إتجاه مختلف عن الأخرى




❈-❈-❈




(بعد انتهاء وقت الامتحان  نهال ومنيب) 


جلست نهال  إلى جوار منيب على إحدى المقاعد الرخامية البيضاء وقالت وهي تنظر له في شفقة:

ـ الامتحان كان جاي كويس اوي٠

هز منيب رأسه في بطء شديد، ثم قال دون أن ينتظر كلمات وسؤال نهال:

ـ اختي  الصغيرة ملكة تعبت امبارح، فجأة كدا لاقيناها  بتتنفس بصعوبة، كنت لازم اخذها واجري بيها على اقرب مستشفى، عملوا ليها تنفس صناعي، بعد كدا اشعة وتحاليل وفحص، وقالوا إن لازم ليها دعامة للقلب٠


تنهدت نهال في حزن وقد تخيلت ما عاشه منيب في الأمس تماماً، ثم قالت وهي نرجو أن تجد إلى منيب بعض اللطف:

ـ الدكاترة مدام شخصوا يبقى نص المرض زال، فاضل بس الإجراء الطبي يعني العملية وكله هيكون تمام بأمر الله٠


منيب تطلع إلى إحدى الأشجار وشرد قليل وتابع:

ـ عندك حق، وفي خلال شهر لازم تعمل العملية مش لازم اي تاخير علشان صحتها ٠

تنهدت نهال وقالت:

ـ الحمد لله انها بخير، والعملية تتعمل وهي تبقى بخير واحسن من الأول٠


منيب نظر إلى نهال في حزن كبير وبدأ كأنه أصبح اكبر سن من سنه الحقيقي كان مثل رجل كهل عجوز  وقال:

ـ أنا بفكر ازاي أدبر فلوس العملية من دلوقت؟ ازاي اقدر أوفر لها فلوس من قبل ما اشتغل؟ من قبل ما اخلص امتحانات؟  

نظرت له نهال في حزن حقيقي وقد شعرت بحجم الهم الذي يعاني منه منيب فهو كبير أسرته بعد وفاة والده، وهو كذلك المسئول عن شقيقاته ملكة ومرام٠ 


نظر منيب إلى نهال وقال وكأنه يزيل جمل ثقيل يجهد عقله وقلبه:


ـ فكرة أنها ممكن تتاخد مننا فجأة كدا كنت هتجنن امبارح، كنت بصارع الوقت والطريق علشان الحقها، كان كل اللي في دماغي أنها تعيش، دعيت ربنا كتير أنها تفضل معايا، دعيت ربنا أن ياخد من عمري انا وتفضل هي، مكنتش هسامح نفسي  حسيت اني مقصر في حق اخواتي، ازاي مش واخد بالي منها أنها تعبانة؟ ازاي مش بسألها هي حاسة ب حاجة؟  في حاجة بتتعبها؟ هي واختي وامي تمام؟ ازاي بدخل واطلع واقعد معاهم وعيني مش قادرة تشوف كويس؟ أنا فرطت في أمانة سابها ليا ابويا؟! أنا حاسس اني انشغلت عنهم وأنا معاهم٠

نظرت له نهال في عمق ثم قالت وهي تهون عليه:

ـ انت مش انشغلت عنهم يا منيب،  بلاش تحمل نفسك عقاب من غير ذنب، مافيش في العيلة عندك حد عنده امراض في القلب علشان كدا أنت متوقعتش أن اي حد هيكون عنده مرض وراثي، انت كنت بتشوفهم قدامك بخير ودا اللي كان بيخليك مطمن، والدتك كمان  كانت شايفة أن  بنتها بخير، ولو كانت شايفة فيها أي تعب مكنتش هتسكت طبعاً، اللي حصل دا مفاجئ ليكم، وأنت مسكتش انت اتصرفت وانصرفت صح كمان رحت بيها لأقرب مستشفى، اللي بعد كدا محتاج منك هدوء وصبر ويقين بالله، لأن لو فضلت في دايرة احساسك بالتقصير مش هتوصل ل نتيجة بالعكس انت محتاج تفكر بطريقة سليمة اي اللي هيتعمل بعد كدا؟ اكيد لها نظام هتمشي عليه لازم انت تتابعه مع والدتك والدكتور ، وبعد كدا تحاليل معينة وبردوا متابعة منكم كلكم، ومصاريف العملية خليني أساهم معاك أنا معايا مبلغ خاص بيا في البريد مش محتاجة٠


نظر لها منيب في حدة وقال:

ـ أنت بتقولي اي يا نهال؟ ازاي تفكري كدا؟  فلوس اي اللي آخذها منك علشان علاج اختي؟ 

نهال قالت وهي تحاول أن تهديء من روعة وانفعالاته:

ـ اعتبرها سلف، خدها سلف ومن اول مرتب ابقي رجعها تاني، أنا مش بعتبر نفسي غريبة عنك علشان كدا بقولك خد الفلوس دي ورجعها بعدين٠


نظر لها منيب في لهجة استنكار حاد وتابع:

ـ لا طبعاً وبلاش تتكلمي في الموضوع دا تاني، اختي أنا هتصرف ممكن اقدم طلب تأجل امتحانات السنة دي، واشتغل الشهر دا٠ 

نظرت له نهال في شفقة وقالت في هدوء:

ـ طيب وشغل الشهر دا هيكفي العملية!؟ وشغل اي  اللي متوفر ومنتظرك؟ 


هز منيب رأسه في يأس وقال:

ـ مش عارف ومش قادر افكر كويس يا نهال، بس انا الوحيد اللي لازم يتصرف٠


نظرت له نهال في اهتمام وتابعت:

ـ اهدي يا منيب ومشكلة اختك اكيد لها حل، ربنا قبل ما يحط  العسر بينزل قبل منه  يسر٠


نظر لها منيب في هدوء وقال:

ـ ونعم بالله٠


ود حضرت بعد دقائق جلست إلى جوارهم نظرت إلى منيب ثم إلى نهال  وقالت:

ـ اي الاخبار؟ الامتحان كان كويس ولا اي؟ شايفكم مشغولين اوي  ومهمومين انتم الاتنين؟ 


قص عليها منيب  الأمر كله، فقالت ود وهي تنظر له في شفقة:

ـ وضع صعب فعلاً٠


شردت ود لحظات ثم قالت وهي تنظر إلى منيب:

ـ انت ممكن تعمل العملية لأختك هنا مع دكاترة كلية  الطب اللي في الجامعة٠


نظر لها منيب في حيرة مما دفع ود أن تكمل وهي تبتسم:

ـ أنا كنت سمعت قبل كدا من دكتورة كارولين أن أي طالب طب  محتاج عملية هنا، دكاترة  كلية الطب اللي هنا بيتكفلوا  بالعملية كلها، حسب التخصص بتاع كل دكتور، في المستشفيات الخاصة ييهم، اي رايك اختك تعملها العملية  مع دكاترة كلية  الطب اللي هنا؟ 


ظهر التفكير على وجه منيب قال في لهجة تساؤل وهو ينظر إلى الأمر من كل الزوايا :

ـ بس انا مش طالب كلية طب دا أولاً، ثانيا اختي اللي محتاجة العملية٠


اعترضت ود:

ـ   انت مش طالب حقوق يا منيب أنت متحدث عن الطلبة قسم كامل، فضلت اربع سنين تعافر علشان حقوقهم وتتكلم بصوتهم، أنت رئيس شئؤن طلبة كلية حقوق،  واختك حالة لازم الكل يقف جنبها اولا علشان هي طفلة ، ثانيا علشان اخوها حتى لو مش طالب في كلية طب، بس هو بينتمي للمكان، وقدم خدمات كتير ل زمايله،  والعمليات اللي بتتعمل من دكاترة الطب الهدف منها هدف خيري أولاً وأخيراً مش هدف ربحي، يعني من الاخر مش هيكون في اعتراض من أي نوع٠


 خلاص انا هكلم دكتورة كارولين تكلم دكاترة  كلية طب، اي رايك يا منيب؟ 


نهال قالت في سرعة وهي تقف على قدميها في حماس شديد، وقد شعرت أن الأزمة التي تخص منيب قد انتهت فعلاً:

ـ وهي دي عايزة كلام؟ يا لا يا ود نروح كلنا سوا للدكتورة كارولين علشان نشوف الإجراءات اي؟ ونعملها٠


منيب نظر إلى ود ثم إلى نهال وقد خشى أن يندفع وراء الفكرة ف يعود ب خيبة الأمل:

ـ أنا شايف أن احنا الاول نروح لدكاترة طب ونشوف الأسس اللي هما ماشيين عليها ونشوف وضعي هيسمح ولا لأ٠


ود نظرت إلى منيب ثم إلى نهال وقالت في لهجة حسم:

ـ تمام خلاص كلنا نروح دلوقت هناك وأنا واثقة أن وضعك يا منيب هيسمح و مش هيتعارض مع الأسس اللي هما ماشيين عليها٠


نهال وافقت على كلمات ود وقالت:

ـ ايوا نروح دلوقت٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة