-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 26 - الخميس 12/9/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السادس والعشرون

تم النشر الخميس

12/9/2024



 ( اليوم الأخير من امتحانات الجامعات نهاية العام الدراسي) 


 ألقت الدكتورة  كارولين  نظرة على جموع الطلبة الذين توقفوا في ساحة الجامعة يتبادلون الأحاديث المختلفة عن واقع الحال بعد انتهاء دراستهم، ما بين آمال معلقة ورغبات تريد أن تناطح السحاب حتى تتحقق، ماذا بعد الخطوة ال قبل الأخيرة؟! 


هتفت الدكتورة كارولين في صوت مرتفع:


ـ ود لو سمحتي دقيقة واحدة عايزاك ضروري٠ 


نظرت ود إلى رينو ونهال ومنيب وقالت في لهجة اعتذار:

ـ هشوف الدكتورة وأسلم عليها قبل ما نمشي،  هرجع لكم تاني ونتكلم٠


دون أن تنتظر منهم اي كلمة ذهبت ود مباشرة 

إلى حيث تقف الدكتورة كارولين وقالت:

ـ هتو حشيني اوي يا دكتورة٠

كارولين نظرت لها نظرت تحذير وقالت:

ـ لأ ، اكيد دا مش رفض مؤدب للوظيفة اللي عرضتها عليك٠


ود انتبهت إلى كلمات دكتورة كارولين وقالت في دهشة:

ـ وظيفة!؟ 


تابعت الدكتورة كارولين في ثقة وإصرار:

ـ ايوا الوظيفة أنا مش هقبل بكلمة لأ، أو هقبل بالرفض٠


ود قالت في لهجة تبرير:

ـ حضرتك عارفة يعني اي بيت وأخ  وأب محتاج رعاية، وبابا  عنان اكتر حد في الدنيا محتاج وجودي في البيت الأيام اللي جاية٠


كارولين قالت في استنكار:

ـ يعني اي يا ود؟! أنت مش عايزة تكوني معايا في ال تيم الشغل بتاعي، قلت لك أن أنا يعتبر مديرتك مش آسر٠


هتفت ود في لهجة توضيح:

ـ مافيش مشكلة مع دكتور آسر، الوضع بتاعي بس هو  اللي مش سامح٠

كارولين نظرت إلى ود ثم نظرت إلى ساعة يدها وقالت:

ـ ود اليوم فيه أربعة وعشرين ساعة، ممكن نعمل فيه مية حاجة، وممكن منعملش فيهم ولا حاجة، وحالة باباك والحمد لله  زي ما أنا عارفة مافيهاش حالة صحية حرجة، يعني ممكن تاخدي بالك منه وكمان تشتغلي، الوقت احنا اللي بنخليه في براح واحنا بردوا اللي بنخليه ذرات دقايق ٠  



ألقت ود نظرة على شجرة ذات أغصان متشابكة أمام عينيها، تذكرت المنزل و أوقاتها الأخيرة هناك  ثم قالت:


ـ حاسة أن الأمور مكركبة هناك، حاسة أن أنا محتاجة وقت مع بابا عنان، وقت كمان مع سليم ومراته، في حاجات كتير اوي مستنياني هناك٠



نظرت لها كارولين في عمق ثم تابعت؛

ـ يعني متقدريش تيجي ولو يومين في الاسبوع؟ 

تذكرت ود كلمات عنان وسليم قالت:

ـ احتمال كبير نسافر الأيام اللي جاية٠


تابعت كارولين وهي تضحك:

ـ فاهمة مصيف أسري يعني، بس اكيد بعد المصيف في خطط تانية، اكيد في فرصة انك تيجي تشوفي الشركة ونظامها، واكيد هنتفق٠


ود فكرت قليل ثم قالت:

ـ حكاية السفر دي صعبة اوي علشان بابا، والايام دي بالذات لازم اعوضه عن الوحدة اللي هو كان فيها٠


كارولين قالت في لهجة تحذير:

ـ خلاص هسيبك شهر كدة تتمتعي بالاجازة، شهر حلو اوي،  واكيد موهبتك مش هتتدفن، ولا انت عايزة روح الفنان جواك تموت؟ ما هو لو مافيش شغل ليك يخلي افكارك متجددة، روح الابداع چواك هتمو ت، وبعدين يا ود أنا مش هتنازل عن شغلك معاي ابداً، حتى لو اتجوزتي، أحنا ممكن نشتغل سوا  وتبقي معاي، وبردوا تهتمي ب بابا، والتواصل يفضل موجود، احنا معانا ارقام بعض وهسيبك كام يوم كدا وبعدين هشرح لك كل حاجة ع الأيمو،  اوكي؟

هزت ود رأسها علامة الموافقة ثم صافحت الدكتورة كارولين وهي تقول:

ـ اوكي دكتورة٠



 نهال قالت  وهي تنظر في إتجاه منيب:

ـ العملية بكرة!؟ 

هز منيب رأسه علامة الموافقة وقال وهو شارد الذهن يفكر في شقيقته:

ـ الدكتور عطائي طمني كتير وقال إن مافيش داعي للقلق أو الخوف٠


نهال في لهجة إصرار:

ـ أنا هاجي بكرة المستشفى٠


نظر لها عامر في عمق ثم تابع:

ـ مافيش داعي يا نهال، انت كدا كدا عندك سفر بكرة، وأنا هاطمنك أول ما تطلع هي من العمليات٠


أصرت نهال في صوت منخفض:

ـ السفر بعد ما اطمن عليها، كدا كدا أنا و ود و رينو هنبات النهاردة في السكن، وأنا قلت ل ماما وبابا اني هاجي بكرة، وقلت لهم توقعوا اني هاجي بعد الضهر٠

عامر نظر لها في هدوء ثم قال:

ـ لو مصممة تيجي يبقى لازم  أول ما  هي تطلع من العمليات تسافري، علشان توصلي  قبل الليل٠

هزت نهال رأسها علامة الموافقة، في حين نظرت رينو لها ثم إلى منيب وقالت:

ـ وأنا كمان مش هسافر غير لما اجي اطمن على البنوتة الصغيرة  أنها خرجت من العمليات٠


صمتت رينو ثواني ثم تابعت:

ـ مش هنعمل ازعاج اكيد، هنلتزم بقواعد مستشفى دكتور عطائي، ونقعد كلنا في الاستقبال٠


أكدت نهال وهي تنظر إلى منيب وتتأمل وجهه الذي زال عنه نصف الهم والتفكير تماماً بعد أن تولى الدكتور حالة شقيقته:

ـ والله الدكتور عطائي انسان فوق الوصف، انسان بمعنى الكلمة، أول ما عرف حالة البنوتة صمم أنها تنتقل المستشفى الخاص بيه، وهو اللي بيتابع حالتها بنفسه ٠


عامر أعقب بعد كلمات نهال:

ـ أنا كمان حسيت أن حالتها اتحسنت كتير عن الأول، المتابغة الصحية ليها والسماح لينا أنا وأمي واختي أن احنا نشوفها ساعة واحدة  في اليوم على أد ما احنا مفتقدين وجودها معانا على أد ما احنا حاسين أن هو دا الافضل ل صحتها٠


صوت بوق سيارة عمرو جعل الجميع يلتفت إلى حيث يقف بسيارته، أشارت نهال إلى رينو في لهجة مزاج:

ـ يا رينو٠


نظرت رينو لها في نظرت تحذير مما دفع نهال أن تضحك وتابعت- 

ـ  الكل بيرتب نفسه خطط ما بعد للدراسة٠

رينو قالت في صوت واثق:

ـ لأ خطط اي، عمرو   خلاص خد قرارات٠


سارت رينو خطوات بسيطة إلى حيث السيارة، صعدت في هدوء ثم قالت في لهجة تحذير:

ـ أنا هرجع السكن مع البنات، لازم ارجع معاهم٠

اعترض عمرو:

ـ وبعدين!؟ 

تابعت رينو في بساطة:

ـ هنقضي السهرة في بيت الطالبات حفلة وداع يعني، والصبح الكل هيسافر وخلاص كدا٠


نظر لها عمرو في هدوء ثم فكر قليل وقال:

ـ هوصلك أنا بكرة لحد البيت، واتعرف عليهم واطلب ايدك٠

هزت رينو رأسها علامة الرفض وتابعت:

ـ لأ طبعاً، لازم أديهم فكرة وبعد كدا::::

هتف عمرو في حدة:

ـ كلميهم النهاردة وندخل سوا بكرة، اي المشكل؟! 


فكرت رينو قليل كانت تعرف أن عمرو قد نفذ صبره، وأي كلمة تأجيل  أخرى قد تكون هي الثقاب الذي يشعل النيران، فقالت في هدوء:

ـ احنا بكرة الصبح هتكون في مستشفى عطائي  هنطمن بس على اخت منيب، وبعد كدا انت ممكن توصلني ل موقف العربيات بس،  وبعد بكرة تيجي البيت، أكون كلمت خالي اتفقنا٠


نظر لها عمرو في عمق، شعرت رينو أن عمرو يريد أن يرفض كلماتها تماماً، ولكنه نظر لها في تفكير وقال:

ـ ودلوقت!؟ 

نظرت رينو له في هدوء وقالت:

ـ احنا كلنا هنروح ناكل في الكافيتريا بيتزا، لسه تلات  ساعات على ما نبتد ي تفكر نروح السكن ٠


لاقت الفكرة استحسان عمرو وقال:

ـ ماشي ناكل أنا وأنت بيتزا٠



❈-❈-❈


فتح سليم باب شقته في هدوء، ثم سار بضع خطوات في الصالة، في حين كانت غرام تجلس في غرفة النوم تتابعه من زواية، كانت تفكر كيف يمكنها أن تبدأ معه الحديث؟ و عقلها يبحث عن طريقة جافة تلقي له بها خبر إرادتها زيارة عمتها، كان وجه سليم مشغول في أمر ما، استطاعت غرام أن تلمس هذا جيداً، شروده  يشير إلى هذا فكرت أن لو كان الجد عنان مريض هذا يعني فساد كل شيء، ولكن إذا كان الجد عنان مريض فلن يكون سليم هنا في اي حال، أنها تعلم جيداً أنه لا يستطيع أن يتحمل ذرة تعب تمس الرجل العجوز، إذن ما الذي يشغل فكره إلى هذا الحد؟ أنه حتى لا يبحث عنها في المكان، ولا يهتم أن كانت غاضبة أو لا، بل هو تحمل ساعات الخصام التي تقترب من اليوم التاني، ف منذ عشية أمس لم يتبادل اي منهم كلمة واحدة، فكرت غرام أن تذهب له وتخبره بالأمر، ولكنها تريثت قليل، على وجهها أن يكون حزين ويسوده 

الفكر المضطرب، بل لابد أن يرى في وجهها لهفة الخوف على العمة، يجب

أن يشاهد سليم وجه 

يائس وينتظر موت شخص مهم في العائلة 


نظر سليم في إتجاه الغرفة، ابتسمت غرام في سخرية، لقد تزعزعت مقاومته وسوف يذهب لها الآن، سوف تنتظر هي مجيئها له، قام سليم بالنداء عليها:


ـ غرام ، غرام٠


لم تجب على نداءه، كانت تريده أن ينال قدر من  العذاب، وينال أيضاً 

تجاهل هو يستحقه من وجهة نظرها، فردت جسدها على الفراش في 

ثقة واغمضت عينيها تظاهرت بالنوم، في حين استمر النداء من سليم لها، وقف على باب الغرفة حين لم تقوم بالنداء اتجه نحوها، ثم جلس على الفراش وقال:


ـ غرام انت لسه نايمة؟! 


شعرت غرام بإهانة حقيقة، لقد تجاهل هو غضبها، أنه حتى لم يشعر به، نسي تماماً 

ما حدث يوم السهرة، والآن يبدو أن ما قام به من النوم في غرفة منفصلة عنها هو إرادته هو، هز سليم جسدها في رفق ثم قال:


ـ غرام أنا لازم اسافر ضروري، الأمور جت فجأة كدا ومن غير ما أنا أتوقع، مافيش بديل عن السفر٠


اتجه سليم في خطوات هادئة نحو خزانة الملابس، سمعت غرام صرير الخزانة وسمعت صوت جر حقيبة السفر، في حين جاءها صوت سليم مرتفع عن ذي قبل:

ـ غرام أنا بجد لازم اسافر بورسعيد، مش معقول اخلي جدي يسافر لوحده٠


جلست غرام في منتصف الفراش، تنظر له في حيرة، لا تفهم ما يريد قوله، ولا تفهم ما الذي يدفعه إلى السفر؟

والعجب أحاط بها 

كيف تمت الصدف بكل هذي السرعة؟ كيف؟


وضع سليم بعض الملابس في الحقيبة وتابع:


ـ هو ديما جدي يفاجئني كدا، تخيلي أنه اتفق على توكيل مع شركة نسكافيه وايت ليون، 

دا اكتر نوع نسكافية ماشي ف الكافيه وفي البلد كلها،  وجدي بس اللي هياخد التوكيل هنا، تعرفي أن كدا الكافيه هيكون مميز ومختلف٠

وهما طالبين أنه يجي بنفسه لأنهم خايفين من التلاعب أو يكون اي حد منتحل اسمه وتحصل مشكلة٠


غرام نظرت له في سخرية لم يشاهدها سليم لانشغاله ب وضع عدد من الأحزمة الجلدية في الحقيبة:


ـ جدو عنان هو  رأس المال٠

سليم قال وهو يبحث بعينيه عن القمصان البيضاء:

ـ اكيد هو رجل اعمال كبير ومعروف عند شركات كتير، بس هو اللي هنا مع العيلة بيحب يعيش حياة البساطة٠



نظرت له غرام في عمق وقد  استقر في عقلها أن 

عنان ربما لن يترك أملاك باسم حفيده في حياته،  ولن يجعله يمتلك عقارات او يترك له أموال يتصرف بها وهو على قيد الحياة، رغم أنه حفيده الوحيد، .

العجوز الذئب الكهل سوف يترك الأمور إلى  سليم بعد وفاته، ومن المؤكد أنه سوف يترك اشياء إلى ود الدخيلة على العائلة، هذا أمر يدعو إلى الشتات حقاً،  إذن سليم لا يزال في نظر الجد صبي صغير لا يجب أن تترك له كل الامور،  أنه أيضاً لا ينتظر رأي سليم أو موافقته، أنه يتخذ القرار في بساطة وسهولة ثم يترك اخبار الأمر في النهاية إلى سليم، هذا يعني أن أمور كثيرة سوف تصبح في طي الكتمان ولن يكشف عنها الستار الإ بعد وفاة الرجل العجوز، وهذا الأمر  قد ازعجها كثيراً 

ونال من مزاجها، هذا يعني أن سليم أيضاً  لا يمتلك كل الأمور، أنه يمتلك جزء من أموال يتصرف بها ولا ريب أن كل شيء يمر أمام بصر عنان، لا يخفي على الأسد المسن أي حركة يخطوها سليم، أنه لا يزال يمارس دور الواصي عليه رغم محاولته اظهار أنه على مسافات بعيدة عنهم

الأمر ليس كذلك اكيد

الرجل داخل إطار الصورة بل هو في كل الزوايا إن صح القول



فشعرت بالحنق الشديد 

تجاه  عنان، بل تدفقت كل منابع الكراهية في اتجاهه، وشعرت بالغضب أيضاً على سليم و كادت أن تهتف له، انت تستحق حقاً ما سوف أفعله بك،

أنت تستحق كل شيء، 


سليم نظر إلى وجه غرام ثم اقترب منها لمس وجهها بيده وقال:

ـ مش هغيب كتير، لازم اسافر  النهاردة وبكرة بليل نرجع، يعني هو يوم بليلة،عارف انك متضايقة بس صدقيني غصب عني٠


لم تجب غرام كانت تنظر له وتفكر في سفره الذي جعل كثير من الأمور تتضح لها، كيف لم تنتبه لهذا؟ كيف لم تبصر من البداية أن ما يجب أن يرمي الشباك عليه هو العجوز عنان، وليس سليم، ربما كانت انتهت الصفقة منذ وقت بعيد ونالت ما تريد وأصبحت الأمور افضل من ذي قبل، ولكن لقد فات وقت الإدراك، انتهى الأمر، عليها أن تكمل حياتها مع سليم، وتكمل بعض أيام مع لوليتا، ما بين هذا وذاك يجب ان تسير الأمور، أن ساندي  على حق، سليم لن يعطي  لوليتا ما تريد، سليم ثري ولكنه لن يشبع رغبات لوليتا الشرائية، بالإضافة إلى تزمت سليم في أمور عديدة،  يجعل غرام في حالة تمرد، لهذا لا بديل عن تواجد لوليتا من أجل أن تستطيع غرام التعايش مع هذا الوضع، يجب أن تكون لوليتا  مختبئة تحت جلد غرام، 

 انتبهت على صوت سليم وهو يقول:


ـ خلاص اتفقنا ؟! مش هتأخر عليك،  عايزة اي من السفر اجيبه وأنا جاي؟ 


نظرت له غرام دقيقة  ثم قالت بعد تفكير:

ـ سليم هو جدو عنان كلمك امبارح بخصوص الموضوع دا بعد ما رجعنا من السهرة؟ 


هز سليم رأسه علامة الموافقة وقال:

ـ ايوا بليل٠

تابعت غرام وهي تنظر إلى وجه سليم:

ـ عايزاك تجيب لي من السفر  هدية على مزاجك انت، زي ما تحب ٠ 


هز سليم رأسه مع ابتسامة هادئة وتابع:

ـ هعمل لك مفاجاة مدهشة اكيد هتعجبك، لما ارجع أوعدك اني اعوضك عن اليومين دول٠

همست غرام في هدوء  :

ـ  كل المفاجآت هتعجبني اكيد ، و صفقة سعيدة وميمونة ليك و ل جدو عنان ٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة