-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 23 جـ2 - 1 - السبت 14/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والعشرون

الجزء الثاني

1

تم النشر يوم السبت

14/9/2024 



انتهى حفل الاسبوع للطفلان، فغادر معظم الحاضرين،  ليظل فقط اقرب الاقربين كجاسر الريان وطارق الذي كان مستمرا بمزاحه:


- اللهلوبة كبرت وبقت ام يا جاسر، القردة اللي كانت تتنطط على حجرنا بقت ام، والله ما انا مصدق يا ولاد .


قالها لتصدح الضحكات من الجميع،  فردت هي بغيظ منه كالعادة:

- ما هو كل واحد بيكبر يا سي طارق ، بدليل انت هو قربت تبقى عجوز.


شهق يدعي الهلع وقد صار صوت الضحك يصل إلى الخارج، يردد بحنق ويدفعها بوسادة الاَريكة الخفيفة:

- عجوز في عينك يا قليلة الحيا، اسمعي يا بت، عشر ايام خصم ليكي، مكافأة الولادة وطولة لسانك .


- شوفي الظالم بيعمل ايه؟ ما تشوفي جوزك يا ست كاميليا اللي بيخلط بين الشغل والحياة العادية. 


ردت الاخيرة والتي كانت تتماسك بصعوبة هي الأخرى:

- ما انتي لسانك يا لينا هو اللي جايبهالك، اعملك ايه انا بقى؟ 

بس بصراحة منكرش اعجابي الشديد واندهاشي في نفس الوقت،  من شخصيتك اللي بتتحول لمية وتمانين درجة من لينا مديرة المكتب الجادة في الشغل، وبين لينا اللي قاعدة قدامنا دلوقتى بلسانها اللي طوله قد كدة،  


واشارت بطول ذراعها لتزيد من مشاكستها فتدخلت زهرة تلطف قبل ان تثور الأخرى:

- انها تفصل بين الشخصيتين، دا دليل انها محترفة يا حبيبتي، سيبك منهم يا لولو ميهكميش،  


- قلب لولو 

رددت بها  لينا تفعل بأصابع يدها الرمز المشهور ، لتبادلها هي الأخرى،  فيأتي رد جاسر مخاطبًا لهما:

- ايه يا ست انتي وهي، ما تراعوا مشاعرنا الاتنو الاتنين ، قلوب قلوب، وفري يا ختي مشاعرك دي لجوزك ، وانتي يا زهرة لمي نفسك .


سمعت منه الاخيرة لتكتم بكفها على فمها كي تخفي ابتسامتها، وقد اصابها الخجل الشديد،  اما امين والذي اندمج هو الأخر:


- لا انا خلاص اتعودت، حكاية القلوب والمشاعر دي مع واحدة زي لينا تبقى........


توقف بنظرة ذات مغزى نحوها لتردد هي بتهديد واضح:

- تبقى ايه يا سي امين قول...... خلي بالك الاتنين دول ماشين،  وانت بس اللي هتفضل قصادي. 


شهقت مجيدة بادعاءء التحذير هي الأخرى تؤازر ابنها:

- هيمشوا هما، امه قاعدة يا حبيبتي،  ولا انتي تقدري تكلميه وانا موجودة.


تراجعت على الفور تردد بتغزل وتملق لتكسب ودها:

- اخص عليكي ، وانا اقدر اقربله برضوا وهو في حمايتك،  بس سيبك يا ميجو، انتي الحتة اللي في القلب من جوا.


- يالهوي، لا طالما دلعتيني،  يبقى خلاص بقى، انتوا أحرار، وهو يستاهل اساسًا الشدة معاه، حكم انا مقرصتش عليه وهو صغير.


قالتها مجيدة بخفة ظلها لتشترك في المؤامرة على ابنها الذي صاح بدراما:

- في ثواني بعتي ابنك يا مجيدة، والله راحت هيبتك يا حضرة الظابط. 


- عشان تعرف بس الستات لما يتفقوا يا حبيبي. 

قالها طارق يتضامن معه، ليجاريهم جاسر في الحديث ايضا بالمزاح الذي استمر لفترة من الوقت، حتى تحول الحديث الى الجدية مع ذكر العمل ومعرفتهم بمهنة المهندس وزوجته المقاول ، ليعبر جاسر عن دهشته:


- دا بجد، يعني انتي فعلا اشتغلتي مقاول يا شهد؟

ردت تجيبه باعتزاز:

- مكتب ابويا، كنت هسيبه للغريب يطمع فيه. 

-  برافو عليكي 

قالها طارق في تعبير عن اعجابه، ليضيف عليه زوجها:


- ما هي مهنتها كانت سبب في معرفتنا ببعض، رغم استغرابي في البداية زيكم ، لكن حبة حبة وقعت في غرامها واكتشفت انها اجدع من مية راجل مقاول .


- واحلى مقاوول. 

قالتها زهرة هي الأخرى،  ليأتي العرض المفاجيء من كاميليا:

- خلاص احنا لازم نشتغل مع بعض في الايام اللي جاية ، شغل شركتنا كله متعلق بالمباني والانشاءات، حتى لو هنبتدي بشغل صغير على قد مقدرة المكتب،  وشوية شوية تبقى اكبر شركة مقاولات.... ايه رأيك يا جاسر؟


وافقها الاخير باقتناع تام:

- طبعا معاكي، هو احنا هنلاقي فين في مهارة المهندس ولا جدعنة شهد، ع الاقل هما يبقو اهل ثقة.


- هاااااي 

صرخة صدحت داخلها ، حتى كادت تنطلق بها امامهم، لولا صوت الحكمة الذي يدعوها للإتزان، تتبادل نظرات الفرح مع زوجها الداعم الاول لها ، واسرتها العزيزة المكونة من مجيدة وصديقتها وشقيق زوجها،  قبل ان تجيبهما:

- أكيد دا شيء يشرفني. 


❈-❈-❈


اطمأنت عليها حتى سطحتها على الفراش مرة اخرى، قبل ان تستأذن منها كي تغادر منزلها، لتخرج الى العم علي المكلف بمهمة توصيلها في هذا الوقت.


لتبحث يعيناها عنه حينما لم تجد سوى السيارة امامها، حتى همت ان تسأل افراد من رجال الحرس  عنه، قبل ان يجفلها بنداءه بإسمها من داخل السيارة التي ذهب بها معهما، ثم خرج منها ليعيد عليها قائلًا:


- مستنية ايه يا بهجة؟ تعالي بقولك 


اذعنت تقترب منه  وتجيبه بتشتت :

- انا بدور على عم علي، هو راح فين واختفى الساعة دي؟


- انا مشيته.

- نعم 

- بقولك انا مشيته يا بهجة، تعالي اركبي ياللا هوصلك 


قالها ليعود الى الجلوس خلف عجلة القيادة، ثم توجه اليها بحزم ، حينما ظلت على جمودها:

- وبعدين يا بهجة بقى؟ بقولك اركبي هوصلك 


استجابت هذه المرة تدلف بجواره في الامام، رغم حرجها من وجود الحراس وخشيتها من انتباههم لها، لتعبر عن اندهاشها بعد ذلك، حينما ابتعد بها عن المنزل بأكمله:


- ايه اللي خلاها تطق في دماغك؟ هو دا مش وقت نومك برضو؟

رد يتناول كف يدها يطبق عليه بكفه الحرة، ليقول بوضوح:

- انا مقدرتش انزل من العربية اصلا يا بهجة ، قلبي مطاوعنيش اروح من غير ما اطمن عليكي، لسة برضو زعلانة مني؟


نفت بهز رأسها وابتسامة خلابه تزيد من سحرها في هذا الوقت والضوء الخافت ، لترد ببعض العتب:

- مش زعلانة، بس واخدة على خاطري منك، انت اتعصبت عليا من غير سبب، لدرجة انك خوفتني منك .


تبسم لبرائتها ثم يردف ببعض الهدوء:

- يعني انتي بعد كل اللي حصل ده يا بهجة، وبتقولي من غير سبب، لا يا قلبي السبب موجود، وحرق دمي كمان. 


تطلعت اليه بنظرة كاشفة ليردف قائلا:

- ايوة يا بهجة ، انا بتعصب من الزفت ده لاني راجل وافهم كويس في نظرة الراجل لواحدة جميلة زيك، ودا غبي موضحها اوي .


قالها بانفعال جعل ابتسامة رائقة تبزغ على شفتيها لتبرر موضحه موقفها:

- بس حتى لو كان زي ما بتقول، انا برضو مليش دعوة ، هو حر وانا برضو......


- لا مش حر.

قالها بانفعال أشد ليواصل:

- ولو بصلك تاني او شوفت منه اي نظرة مش عجباني هخزق عنيه الجوز ، عشان اتوبه عن الصنف خالص. 


تصلبت باندهاش ناظرة في عروقه النافرة وملامحه التي اشتدت في لحظة ، لتنكمش على نفسها بخوف ، انتبه عليه هو ليعود الى عقله يلطف:


- انا اقصده هو اكيد يا بهجة، مش انتي ابدا.

رفع كفها اليه يقبلها فجأة مستطردًا بتغزل:


- انتي قلبي من جوا ، الحتة البيضا والبريئة في حياة رياض الحكيم،  انتي حياتي يا بهجة.


عاد ليُقبل كفها مرة أخرى عدة مرات وعيناه تتابع الطريق اثناء قيادته، فتتجمد هي محلها بنفس السؤال المُلح داخلها، عن مصير هذا الحب الذي يتشدق به، الى متى سيظل في الظلام، وبعيدًا عن النور؟


- احنا خلاص وصلنا ، حالا كدة الطريق خلص .

تمتم بتساؤله ليلفت انتباهها،  فتتخلى عن شردوها وتستفيق اليه، استعدادًا للمغادرة، حتى اذا توقفت السيارة وهمت للترجل ، شدد على يدها قائلًا:


- بهجة انا عايز اخطفك ونقضي يومين مع بعض في اي مكان بعيد عن الناس والعالم كلها 


صمتت قليلًا بتفكير، توزنها في عقلها،  ما بين الرغبة في ارضاءه،  وما بين الصعوبة في فعل ذلك،  لتعبر عما في رأسها:


- ودا هيحصل ازاي؟ انا مينفعش اغيب عن الشغل كدة من غير سبب، ولا ينفع اسيب اخواتي لوحدهم، دا غير ان مفيش حجة ابرر بيها اساسًا.


زفر  يترك يدها بإحباط، موجهُا أبصاره للأمام متجنبا النظر البها، حتى شعرت بشيء من الذنب تجاهه، لتحاول ترضيته:

- يا رياض ااا

- خلاص يا بهجة.... انا مش زعلان.

تمتم بها مقاطعًا لها، ثم توجه مردفًا:


- كان نفسي بس تاخدي وقت اكتر في التفكير في حل، بدل الرفض كدة مباشرةً


الصفحة التالية