-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 31 - الأحد 6/10/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الواحد والثلاثون

تم النشر الأحد

6/10/2024 



( إن جزء من قلبي قد مات يوم أن رحلتي عني، جزء مني مفقود 

بل هو كلي المفقود إن صح القول ، أحاول أن اسد هذا الفراغ الكبير داخل ذاتي  مرات بالوهم انك لا تزالين هنا ولكنه  الأمر مثل العلاج الزائف ل مريض يعاني من ثقب في قلبه، فور أن يدرك الحقيقة يتسع الثقب ويكبر الألم ويتضاعف ويبقى الوهن ويعلم  كم هو مزيف داوءه، فأمضي إلى الذكريات التي تشعل روحي حنين وتخبرني في كل حين أنني أبداً لن احظى بلحظات أخرى معك، أعود إلى عالمي الذي يبدو فارغ دونك.  ولكن لا استطيع، الفجوة تزداد عمق وتزداد خواء، أهرب إلى رفقة من كنت تجاورينهم، ألتمس حنان ودفء وعون، التصق بهم، أرحل مع  رحالهم  أتوه في معالم وجوهم، أنصهر في ارواحهم،  عساني اجد ل ذات دواء، فأجدهم مثلي عطشى إلى  سكينه كانت تجود بها ذاتك معهم،   

وأعود من رحلتي وقد أدركت أن الجميع هنا 

يبحثون عن سد هذا الفراغ بي، لقد تناثرت ارواحنا في رحلة البحث عنك، تشتت كثيراً  وهي تحاول أن تضمد جرح رحيلك، بعد أن اشتدت ساعات فراقك عنا وزاد العسر، كل شيء هنا في حاجة إليك، كل شيء هنا يبحث عنك، كل شيء هنا في حاجة إليك)


أمي هل أنت هنا؟ 


رفعت ود رأسها عن الوسادة، ثم نظرت في أنحاء الغرفة قبل أن تتنفس في عمق مرات متتالية، وضعت وجهها في  يدها، ثم أجهشت بالبكاء، لقد شاهدت في أحلامها والدتها  تقوم على تمشيط شعرها وتنظر في المرآة الخاصة ب ود، وحين التقت عين كل منهم بالآخرى، كانت مسك تنظر  إلى ود   في حنان شديد ولهفة وشوق، وحين اقتربت ود منها حتى تعانقها اختفت مسك وذابت  

مثل ملح يذوب في ماء


صرخت ود في صوت مرتفع:

ـ ماما،ماما، رحتي فين؟ 


ولكن الغرفة كانت خالية فقط عطر مسك هو ما يملأها


رفعت ود الغطاء عنها في سرعة، ثم نظرت إلى ضوء النهار الذي ملأ الغرفة، رفعت شعرها عن وجهها وهي تشعر بصداع حاد، وضربات القلب غير منتظمة كلياً جراء هذا الحلم، المنزل الفارغ الخالي من الأشخاص يبدو مثل قلعة مهجورة، ود لا تحب هذا السكون القاتل، فكرت كثير كيف استطاع عنان أن يعيش الأيام التي مضت وحيد في المنزل؟ وكيف وافق أن يتخذ سليم سكن بعيد عنه؟ أنها تشعر بضيق كبير في ذاتها بعد أن أمضت يوم امس كامل وحيدة في المنزل،  سارت في إتجاه غرفة  النوم الخاصة ب عنان نظرت في زوايا

الغرفة في بطء شديد 


صور مسك معلقة في كل مكان، صور زواجها ب عنان، صور لها مع ود وعنان ،  صورة أخرى وهي تحتضن سليم في حنان  وباليد الأخرى تمسك يد  ود في  رفق ،


 الوحدة صقيع  قاتل، برده يصيب جدران الروح قيصيبه بالعجز، 

وينخر فيه فيجعله يتساقط مثل كومات 

من تراب هين ، 


 صوت جرس الهاتف الذي يرن في غرفتها، جعل ود تخرج من الغرفة مسرعة كانت تظن أن عنان هو المتصل ولكن صوت الدكتورة كارولين هو من جاء لها عبر الاثير:

ـ ود، أنا عايزة منك تصميم ضروري ل منتج طعام  اطفال، بصي مش عارفة اشرحلك أد اي الدنيا مكركبة هنا،  دكتور آسر ودكتور عاطف سافروا فجأة  وأنا هنا في ورطة كبيرة مطلوب مني عشر تصميمات في خمس ايام، ضروري تنقذيني أنا مش قادرة 

بجد اوفق بين دا كله، وحاسة أن مافيش حد غيرك يصلح الأزمة دي معاي،ود  أنا بجد مش عارفة اتصرف وفكرت أن مافيش غيرك يقدر يسد معايا تكتل المسئولية دي، لاني بصراحة مش مقتنعة ب غيرك هيعرف يعمل تصميم محدش هيراجع وراه أو يعترض عليه،  لاني فاهمة طبيعة العرض والطلب هنا ومتأكدة  أن محدش هيختلف على شغل 

المبدعين الاحترافي اللي زيك ٠


لم تجد ود سوى الموافقة على طلب الدكتورة  كارولين، حتى تنقدها من تكتل المسئوليات التي ألقيت عليها، وقد شعرت ود بحجم ما تمر به كارولين من ورطة كبيرة الحجم، فوافقت وهي تلتمس ل ذاتها ايضاً وقت تشغل به ذاتها خاصةً أن وجودها هنا بمفردها 

مؤلم لذاتها، لقد فجر داخل كيانها بركان الاحتياج الكامل إلى والدتها،


اختارت ود ل تصميم الشمس مثل وجه أم يضحك، يرسل أشعة دافئة لأطفال يبتسمون 

وخلف الأطفال أسم المنتج في خطوط بارزة 


انتهت ود من التصميم بعد ست ساعات كاملة 


فور أن رفعت رأسها كان الهاتف يرن في إصرار 

الساعة كانت قد تجاوزت الواحدة ظهراً، لهذا فكرت أن عنان وسليم 

ربما لن يحضرا إلى المنزل اليوم، وشعرت بيأس حاد وفقدان شغف حقيقي، ولكن صوت عنان وهو يخبرها أنهم قد انتهيا الصفقة للتو، جعل بعض الاشراق يعود إلى روحها:

ـ خلاص يا ود، احنا  قدامنا دقايق بس ونركب علشان نيجي، ها هتعملي لينا غدا اي؟ 



ود في فرح عارم مثل طفل صغير أخبروه بعودة والده من السفر:


ـ اي اكل انتم تطلبوه٠


عنان في لطف:

ـ خليه غدا خفيف احسن، لاني حاسس اني تعبان اوي  ممكن شوربة خضار تريح المعدة٠

ود في حيرة:

ـ شوربة خضار!؟ طيب وسليم!؟ 


عنان في سرعة:

ـ سليم اكيد هيروح على بيته، بس خلى العزومة على الغدا بكرة ليه ول غرام، لسه الأيام جاية كتير، وأنت كمان ليك خروجه  حلوة اوي،  علشان الاحتفال بيوم التخرج،  هنعمل احتفالات عائلية كتير الأيام اللي جاية متقلقيش ٠


ود في لهجة فرح:

ـ طيب وانا في الانتظار المفاجآت٠


صمتت ود لحظة ثم تساءلت في حيرة:

ـ سليم فين؟!  مش معاك ليه؟ 

عنان وهو يضحك:

ـ سليم بيخلص حساب الفندق اللي كنا فيه، أنا قاعد برا في العربية منتظره، أول ما يجي هخليك تكلميه٠


ود وهي تعترض في رفق:

ـ لا أنا هاكلمه هنا وأسلم عليه أول ما يجي،  خليه يخلي باله من الطريق ويسوق ويجي بسرعة، بلاش نضيع نص ساعة  كاملة في مكالمة٠ 


عنان وهو يضحك:

ـ آه طبعاً من فترة كبيرة متكلمتوش،  واول ما تتكلموا مش هتسكتوا غير بعد ساعة ع الأقل٠


عنان قال وهو يهم بانهاء المكالمة:


ـ طيب سليم خلاص كدا جاي على العربية، يا لا سلام٠


 

ود ارسلت التصميم إلى الدكتورة كارولين، ثم شرعت في طهي الدجاج المسلوق وصنع شوربة من الخضار، كانت قد انتهت من أمور الطهي، حين استمعت إلى صوت رسالة قادمة لها من الهاتف، كانت الدكتورة كارولين تشكرها على التصميم، وتخبرها أنها 

طوق النجاة لها، ابتسمت ود من أطراء الدكتورة، خرجت إلى الحديقة، 

جلست ما يقارب من ساعة هناك، ثم عادت مرة ثانية إلى المنزل 

قامت على إشعال جهاز التلفاز وشاهدت بدون تركيز بعض المسلسلات 


وحين شعرت بالملل، نظرت إلى ساعة الحائط المعلقة أمامها، أنها الساعة السابعة مساءً، قامت على الاتصال ب عنان حتى تطمئن عليهم 

فلقد مضت  عدة  ساعات منذ حديثهم معاً ولم يصل سليم أو عنان، 

لم يجب عنان على اتصال ود، مما جعل ود تشعر بالقلق الشديد، حاولت أن تطرد فكرة أن مكروهاً قد أصابهم، ولكن الهواجس داخلها والقلق والريبة كانوا يقتحمون صدرها وتزداد وحشتهم وضراوتهم في بث صور عن حوادث سير، قامت بالاتصال على سليم ولكن الآخر أيضاً لم يجب على الهاتف٠



❈-❈-❈


منزل نهال 


ألقت والدة نهال نظرة إلى شقيقتها و ابنتها  وعزيز وا ثم قالت :

ـ انتم وانتم صغيرين كنتم ع طول مرافقين بعض٠

اعترضت اعتماد في صوت رفيع حاد:

ـ وأنا كمان كنت التالتة بتاعتهم، اصلا احنا كنا حزب في اللعب مع العيال، حزب العيلة يا لا نلعب سوا يا ننسحب سوا٠


ضحك الجميع في حين تصنعت نهال إبتسامة باهتة، مما دفع اعتماد أن تقول:

ـ أنا جوعت اوي متحطوا العشا بقا ولا لازم نتذنب كدا ؟ 

هتفت والدة اعتماد في غضب:

ـ بت اي قلة  الأدب دي؟ 


والدة نهال نظرت إلى شقيقتها وقالت في اعتراض:

ـ قلت ادب ليه!؟ بيت خالتها وبراحتها،  هي غريبة ولا اي؟ حالاً يا توتو نحط الاكل٠

اعترضت والدة عزيز:

ـ ايوا بس صاحب البيت لسه مخلصش::::.

 قبل أن تتم عبارتها  قالت والدة نهال في حزم:

ـ يدوب أجهز السفرة  هيكون هو قاعد معانا٠

هتفت والدة عزيز وهي تضع يدها على يد نهال:

ـ أنا كنت عايزة اخد رأيك في :::


نظرت اعتماد إلى والدتها وقالت في سرعة:

ـ ماما، خالتي بتندهه عليك جوا٠


نظرت والدتها لها في غضب وتابعت:

ـ أنت النهاردة مش مظبوطة، عايزة تتعدلي بكام قلم على وشك٠

اقتربت اعتماد من والدتها، همست في أذنها في أسلوب نصح:

ـ يا ماما سيبي عزيز اللي يتكلم، أديله المساحة  اسمعي مني اديهم دقايق بس مع بعض٠

نظرت الوالدة لها لحظة ثم قالت وقد اقتنعت بكلام ابنتها:

ـ هروح اجهز السلطة وارحع لكم٠


تنفست اعتماد في عمق، نظرت إلى نهال  وعزيز وقالت:

ـ بقولكم اي، أنا هروح أقف ف البلكونة دقيقتين وراجعة لكم٠


ثم نظرت إلى نهال وقالت في أسلوب تحذير:

ـ دقيقتين بس، مافيش غيرهم، لازم نخلص قبل ما تقعد كلنا على العشا٠


عزيز قال وهو لا يفهم كلمات شقيقته:

ـ أنت رايحة البلكونة ليه يا اعتماد؟ 


لم تجب اعتماد اكتفت بهز يدها، في حين قالت نهال وهي تجذب انتباه عزيز:

ـ أنا اللي عايزة الدقائق دي يا أبن خالتي، انت لازم تفهم انك بالنسبة لي أخ وبس، مينفعش تكون غير كدا، وارجوك تفهم أن المشكلة فيا أنا، مش ف شخصك نهائي٠


عزيز نظر لها في حيرة وقال:

ـ أنا كمان كنت باصص ليك كأخت بس لما أمي لفتت انتباهي ليك،  فكرت انك فعلاً  هتكوني زوجة مناسبة، وحياتنا هتكون سعيدة وهادية٠


أعقبت نهال:

ـ عزيز حاول تفهم اللي أنا بحاول اشرحه ومش قادرة، الجواز دا اتنين بيرتبطو ببعض بإرادة بعض، مش علشان يرضوا اهاليهم٠


عزيز قال وهو ينظر إلى نهال في عمق؛

ـ نهال أنت بنرفضي ارتباطي بيك قبل ما اتقدم رسمي؟ 


نهال أخذت نفس عميق ثم قالت:

ـ لو وافقت يا عزيز يبقى بخدعك وبضحك على نفسي علشان ارضى أمي وخالتي، أنا مرتبطة ب زميل ليا في الجامعة٠


عزيز نظر لها في هدوء ثم قال:

ـ كدا فهمت٠

تابعت نهال في صوت يحمل صبغة توسل:

ـ عزيز ارجوك تفهم٠


أشار عزيز لها حتى تهدأ وتابع:

ـ عادي يا نهال احنا مافيش بينا قصة حب علشان أتأثر، أو احس انك طعنتي كرامتي ب رفضك ليا، ولا أنا بعرض عليك حبي علشان ترفضي وأحس أن دي نهاية الدنيا، دا جواز تقليدي اوي  رغم أن احنا قرايب بس هو شبهه جواز الصالونات، بحكم سفري يعني بقالي فترة كبيرة بعيد عن العيلة ويدوب رجعت وأمي رشحتك ليا، وبصراحة لولا هي رشحتك بس٠


تنهدت نهال في صوت منخفض جداً، شعرت بأنها صعدت أخيراً من الورطة التي علقت بها، وتابعت:

ـ بجد يا عزيز مش عارفة اقولك اي؟ انت اختصرت عليا كتير اوي من كلام عايزة أقوله، أنا بشكرك على عقلك الكبير و تحضرك دا، انت نهيت المشكلة بنفكيرك السوي٠ 

هتف عزيز في ثقة:

ـ لا بالعكس أنا اللي عايز اشكرك حافظتي على وقتي اللي كان هيضيع،  أنا رجل عملي اوي  وبحب الطرق الواضحة المستقيمة  اللي مافيهاش لف ولا دوران، كلامك وتوضيح موقفك يخلوني احترمك كمان٠


هتفت نهال في سرعة وهي تلقي نظرة على والدتها وخالتها وهم يضعون الاطباق على السفرة:

ـ طيب ليا طلب عندك، لازم تفهم امي وخالتي انك مش عايزني، مش موافق بيا، علشان ميحصلش مشاكل او خلافات بينهم، بصراحة كدا الأزمة اتحل نصها والنص التاني  امي وخالتي٠


نظر عزيز لها في تفكير وقال:

ـ طيب انا اللي هنفذه دلوقت أنا اقنع أمي أنها متفتحش الموضوع او تلمح بيه النهاردة نهائي، ولما نروح هاقول لها اني حسيت أن أفكاري مش متوافقة مع أفكار نهال،الطباع مختلفة٠


تنهدت نهال وقالت:

ـ  طيب كويس اوي٠


دخلت اعتماد لي في تلك اللحظة من الشرفة الملحقة بالغرفة وقالت وهي تنقل بصرهم بينهم:

ـ خلاص الموضوع فنش؟ 


نظر لها عزيز في هدوء وتابع:

ـ  أنا فهمت دلوقت اي حكاية البلكونة،  والدقايق اللي لازم قبل ما  تخلص، والكلام الغريب اللي من ساعة ما دخلنا، انت عاملة زي توم وجيري بالظبط٠


نظرت اعتماد ل عزيز في حزن وقالت في أسلوب مسرحي:

ـ ما ينوب المخلص  الإ تقطيع هدومه فعلاً ٠

 

نهال نظرت إلى والدتها وخالتها وقالت:

ـ احنا بردوا عايزن حل أنهم ميزعلوش من بعض٠


عزيز هتف في ثقة:

ـ انتم مرعوبين من تيمنزل نهال 


ألقت والدة نهال نظرة إلى شقيقتها و ابنتها  وعزيز وا ثم قالت :

ـ انتم وانتم صغيرين كنتم ع طول مرافقين بعض٠

اعترضت اعتماد في صوت رفيع حاد:

ـ وأنا كمان كنت التالتة بتاعتهم، اصلا احنا كنا حزب في اللعب مع العيال، حزب العيلة يا لا نلعب سوا يا ننسحب سوا٠


ضحك الجميع في حين تصنعت نهال إبتسامة باهتة، مما دفع اعتماد أن تقول:

ـ أنا جوعت اوي متحطوا العشا بقا ولا لازم نتذنب كدا ؟ 

هتفت والدة اعتماد في غضب:

ـ بت اي قلة  الأدب دي؟ 


والدة نهال نظرت إلى شقيقتها وقالت في اعتراض:

ـ قلت ادب ليه!؟ بيت خالتها وبراحتها،  هي غريبة ولا اي؟ حالاً يا توتو نحط الاكل٠

اعترضت والدة عزيز:

ـ ايوا بس صاحب البيت لسه مخلصش::::.

 قبل أن تتم عبارتها  قالت والدة نهال في حزم:

ـ يدوب أجهز السفرة  هيكون هو قاعد معانا٠

هتفت والدة عزيز وهي تضع يدها على يد نهال:

ـ أنا كنت عايزة اخد رأيك في :::


نظرت اعتماد إلى والدتها وقالت في سرعة:

ـ ماما، خالتي بتندهه عليك جوا٠


نظرت والدتها لها في غضب وتابعت:

ـ أنت النهاردة مش مظبوطة، عايزة تتعدلي بكام قلم على وشك٠

اقتربت اعتماد من والدتها، همست في أذنها في أسلوب نصح:

ـ يا ماما سيبي عزيز اللي يتكلم، أديله المساحة  اسمعي مني اديهم دقايق بس مع بعض٠

نظرت الوالدة لها لحظة ثم قالت وقد اقتنعت بكلام ابنتها:

ـ هروح اجهز السلطة وارحع لكم٠


تنفست اعتماد في عمق، نظرت إلى نهال  وعزيز وقالت:

ـ بقولكم اي، أنا هروح أقف ف البلكونة دقيقتين وراجعة لكم٠


ثم نظرت إلى نهال وقالت في أسلوب تحذير:

ـ دقيقتين بس، مافيش غيرهم، لازم نخلص قبل ما تقعد كلنا على العشا٠


عزيز قال وهو لا يفهم كلمات شقيقته:

ـ أنت رايحة البلكونة ليه يا اعتماد؟ 


لم تجب اعتماد اكتفت بهز يدها، في حين قالت نهال وهي تجذب انتباه عزيز:

ـ أنا اللي عايزة الدقائق دي يا أبن خالتي، انت لازم تفهم انك بالنسبة لي أخ وبس، مينفعش تكون غير كدا، وارجوك تفهم أن المشكلة فيا أنا، مش ف شخصك نهائي٠


عزيز نظر لها في حيرة وقال:

ـ أنا كمان كنت باصص ليك كأخت بس لما أمي لفتت انتباهي ليك،  فكرت انك فعلاً  هتكوني زوجة مناسبة، وحياتنا هتكون سعيدة وهادية٠


أعقبت نهال:

ـ عزيز حاول تفهم اللي أنا بحاول اشرحه ومش قادرة، الجواز دا اتنين بيرتبطو ببعض بإرادة بعض، مش علشان يرضوا اهاليهم٠


عزيز قال وهو ينظر إلى نهال في عمق؛

ـ نهال أنت بنرفضي ارتباطي بيك قبل ما اتقدم رسمي؟ 


نهال أخذت نفس عميق ثم قالت:

ـ لو وافقت يا عزيز يبقى بخدعك وبضحك على نفسي علشان ارضى أمي وخالتي، أنا مرتبطة ب زميل ليا في الجامعة٠


عزيز نظر لها في هدوء ثم قال:

ـ كدا فهمت٠

تابعت نهال في صوت يحمل صبغة توسل:

ـ عزيز ارجوك تفهم٠


أشار عزيز لها حتى تهدأ وتابع:

ـ عادي يا نهال احنا مافيش بينا قصة حب علشان أتأثر، أو احس انك طعنتي كرامتي ب رفضك ليا، ولا أنا بعرض عليك حبي علشان ترفضي وأحس أن دي نهاية الدنيا، دا جواز تقليدي اوي  رغم أن احنا قرايب بس هو شبهه جواز الصالونات، بحكم سفري يعني بقالي فترة كبيرة بعيد عن العيلة ويدوب رجعت وأمي رشحتك ليا، وبصراحة لولا هي رشحتك بس٠


تنهدت نهال في صوت منخفض جداً، شعرت بأنها صعدت أخيراً من الورطة التي علقت بها، وتابعت:

ـ بجد يا عزيز مش عارفة اقولك اي؟ انت اختصرت عليا كتير اوي من كلام عايزة أقوله، أنا بشكرك على عقلك الكبير و تحضرك دا، انت نهيت المشكلة بنفكيرك السوي٠ 

هتف عزيز في ثقة:

ـ لا بالعكس أنا اللي عايز اشكرك حافظتي على وقتي اللي كان هيضيع،  أنا رجل عملي اوي  وبحب الطرق الواضحة المستقيمة  اللي مافيهاش لف ولا دوران، كلامك وتوضيح موقفك يخلوني احترمك كمان٠


هتفت نهال في سرعة وهي تلقي نظرة على والدتها وخالتها وهم يضعون الاطباق على السفرة:

ـ طيب ليا طلب عندك، لازم تفهم امي وخالتي انك مش عايزني، مش موافق بيا، علشان ميحصلش مشاكل او خلافات بينهم، بصراحة كدا الأزمة اتحل نصها والنص التاني  امي وخالتي٠


نظر عزيز لها في تفكير وقال:

ـ طيب انا اللي هنفذه دلوقت أنا اقنع أمي أنها متفتحش الموضوع او تلمح بيه النهاردة نهائي، ولما نروح هاقول لها اني حسيت أن أفكاري مش متوافقة مع أفكار نهال،الطباع مختلفة٠


تنهدت نهال وقالت:

ـ  طيب كويس اوي٠


دخلت اعتماد لي في تلك اللحظة من الشرفة الملحقة بالغرفة وقالت وهي تنقل بصرهم بينهم:

ـ خلاص الموضوع فنش؟ 


نظر لها عزيز في هدوء وتابع:

ـ  أنا فهمت دلوقت اي حكاية البلكونة،  والدقايق اللي لازم قبل ما  تخلص، والكلام الغريب اللي من ساعة ما دخلنا، انت عاملة زي توم وجيري بالظبط٠


نظرت اعتماد ل عزيز في حزن وقالت في أسلوب مسرحي:

ـ ما ينوب المخلص  الإ تقطيع هدومه فعلاً ٠

 

نهال نظرت إلى والدتها وخالتها وقالت:

ـ احنا بردوا عايزن حل أنهم ميزعلوش من بعض٠


عزيز هتف في ثقة:

ـ سيبوا الموضوع دا عليا، أنا هعرف اتفاهم  مع الكل٠


نهال قالت في لهجة امتنان:

ـ بجد يا عزيز انت كبرت اوي في نظري اوي، هفضل طول عمري فاكرة لك الموقف دا٠


هتف عزيز في هدوء وهو ينظر لها:

ـ انتم مرعوبين اوي كدا ليه؟ دا مجرد عرض وطلب٠


اعتماد قالت في لهجة اعتراض:

ـ أنت اللي مش عارف طبيعة العلاقة بين امك وخالتي، انت علشان بعدت مش فاهم ازاي هيكون الوصغ٠


هتف عزيز في هدوء:


ـ وصلة الدم اللي بينهم تخلي اي خلاف ينتهي، بالعموم أنا هعرف اخلي 

 الموضوع دا  ينتهي من غير زعل، أنا  هعرف اتفاهم  مع الكل، ٠


نهال قالت في لهجة امتنان:

ـ بجد يا عزيز انت كبرت اوي في نظري اوي، هفضل طول عمري فاكرة لك الموقف دل٠


هتف عزيز في هدوء وهو ينظر لها:

ـ المهم يا نهال يكون الشخص اللي بتعملي علشان دا كله أهل لكدت ويستحق  تمسكك بيه٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة