-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 14 - 2 - الجمعة 18/10/2024

  قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الرابع عشر

2


تم النشر يوم الجمعة

18/10/2024 


بلطف شديد اوقظها ثم جلس بجوارها فوق الفـ راش مغمغما تحية الصباح.


 اعتدلت في جلستها ثم غمغمت: صباح النور.


 صمت كلاهما فايقنا ليان بأن والدها يريد التحدث معها في نفس الموضوع الذي انهته هيام الامس فشعرت بالارتياح نوعا ما فهي اغلقت ذلك الموضوع مع تلك المرأة للأبد بعد الحديث الخاطئ الذي تفوهت به عن والدها ووالدتها الراحلة.


 كيف لها أن تكون بتلك الحقـ ارة تسوء سمعة والدها ل تسنيه عن حقه الشرعي لكن هناك اناس   لا يفكرون سوى بانفسهم.


 منحته ابتسامة مصطنعة ثم سألته باهتمام: عايز تقول حاجة يا سيادة اللوا؟


 تنحنح بحرج تم اجابها: كنت يعني عايز اتكلم معاكي في الموضوع بتاع امبارح. 


ادعت عدم الفهم مردفة: موضوع. موضوع ايه؟


 موضوع جوازي من هيام نصار يا ليان بصي يا بنتي انت دلوقتي كبرتي وبكرة تتجوزي وتسيبيني لوحدي وانا خلاص كبرت ومحتاج حد يشاركني حياتي وما لقيتش حد مناسب ليا غير الست دي بعد والدتك الله يرحمها.


 صمتت قليلا مصطنعة التفكير تاركة والدها ينتظرها على صفيح ساخن حتى هتفت بجدية: انا موافقة يا بابي من حق حضرتك طبعا انك تعيش حياتك وطنط هيام نصار انا بحبها جدا لاني اتصاحبت على سيلا بنتهم هي كمان بنت لطيفة. 


شعر والدها بسعادة كبيرة فهو لم يتوقع موافقة ابنته بتلك السهولة خاصة بعد رد فعلها الغير متوقع بالأمس 

ضمها بقوة هاتفا بفرحة لم يستطع اخفائها: ربنا ما يحرمنيش منك.


 ابعدها عن حضـ نه لكنها ما زالت في محيط يديه مسترسلا حديثه: خليكي واثقة ومتأكدة انك هتفضلي عندي رقم واحد ما فيش حد ابدا هياخدك مني ولا هياخدني منك فهماني يا ليان؟


 اومأت له بالموافقة 

فطبع قبـ لة طويلة فوق جبينها ثم هب واقفا متجها للخارج وهو يطلق صفيرا من فمه تاركا ابنته تشيعه بنظرات غاضبة وابتسامة شامتة فهي تعرف مسبقا بأن طلب والدها سيقابل بالرفض.


❈-❈-❈


تقف في مطبخ منزلهم تدندن بسعادة وهي تعد وجبة الإفطار لعائلتها وبين الفينة والأخرى تنظر إلى بنسرها الأيمن تطمئن من وجود خاتم الخطبة به  وابتسامة حالمة تزين شفـ تيها

 سألتها والدتها التي كانت تعاونها: خلصتي يا ندى؟


 اومأت لها بنعم وهي تضع الطعام في الأطباق وتناوله لوالدتها التي لوت شدقها بعدم رضا مغمغمة بحنق: والله يختي انا اللي هحول عليك الأكل يا ست ندى يلا يا ماما اللي يعمل حاجة يخلصها للآخر.


 دنت ندى منها طابعة قبـ لة فوق وجنتها هاتفة بمرح: يا سلام ده انتي  تؤمري يا ست الكل اتفضلي روحي اقعدي زي البرنسيسة وانا هحضر الأكل.


منحتها ابتسامة سعيدة ثم اتجهت للخارج وبداخلها سعادة من أجل ابنتها الوحيدة وإلى قلبها.

 شيعتها ندى بناظريها ثم رفعت يدها وقبلت خاتم خطبتها هاتفة بخفوت: مش هاقلعك ابدا غير في الفرح لما ابدلك من الإيد دي للإيد دي.


 انتفضت على صوت والدتها المرتفع ما تيلا يا ندى كل ده بتجيبي الأطباق!


 تنهدت بقوة ثم التقطت طبقين واتجهت للخارج وهي تهتف مثل صبي القهوة: ايوة جااااي 


❈-❈-❈


بين احضـ انه تدخن سيجارتها بهدوء متسائلة وهي تداعب صـ دره العاري: قل لي يا ليدو انت فعلا هتتجوز سيلا بنت نصار ولا كان مجرد هلوسة من الخمرة؟


 سحب السيجارة من بين يديها واخذ منها نفس ثم زفره على مهل مجيب إياها بهدوء: لا مش هلوسة يا صافي انا فعلا هتجوزها. 


سحبت السيجارة من بين اصابعه ثم ابتعدت عن احضـ انه تهتف بحنق: والله هتتجوزها مش كنت قايل لي مش هتتجوز واحدة انت نمت معاها ولا كنت بتطرقني ولا عشان هي بنت نصار وانا واحدة…


 قاطعها بحدة: oky. انت تقارني بينك وبين سيلا نصار بنت الحسب والنسب عموما يعني انا مش واقع فيها ولا عاشق لسواد عيونها انا هتجوزها عشان اكسر ابن عمها اللي حاطط مناخيره في السما ومفكر نفسه حاجة وهو ولا حاجة ومتقرطس وبياخد على قفاه.


عادت إلى احضـ انه ثانية ثم هتفت بنعومة: اه قلت لي يعني جواز مصلحة وعلاقتنا هتفضل مستمرة مش كده يا ليدو؟


 أخذ السيجارة من بين يديها واطفأها في المنفضة ثم عاد إليها يهتف بعبس: كده يا قلب ليدو تعالي بقى عايزك في موضوع مهم.


 اطلقت ضحكة رقيعة ثم غاصت معه في المحـ رمات غافلين عن رب العباد الذي لا يغفل ولا ينام.


❈-❈-❈


فتحت عينيها الجميلتان فابصرت والدتها ترمقها بابتسامة صغيرة.

 ألقت عليها تحية الصباح ثم استقامت جالسة فضمتها نهال إلى صـ درها تستنشق رائحتها 

لكنها قطبت حاجبيها بدهشة فتلك الرائحة ليست رائحة ابنتها سيلا فهي تعرف العطر الذي تفضله ابنتها لكنها لم تستطع النطق بما يعتمر في صـ درها.


 شعرت ليلى بالأمان بين احضـ ان تلك المرأة الحنون التي أحبتها كثيرا فتشبثت باحضـ انها 

مما جعل نهال تشعر بالسعادة فابنتها الآن بين يديها على الرغم من انها تلاحظ التغيير الذي طرأ عليها إلى أنها سعيدة سعيدة جدا بوجودها معها.


 ابعدتها عن أحضـ انها ثم سألتها بعينيها عن حالها؟


 فاجابتها ليلى بابتسامة صافية: انا الحمد لله يا مامي حضرتك كويسة؟


 اومأت لها نهال برأسها

 فدنت ليلى تطبع قبـ لة على وجنتها متسائلة: هما حضروا الفطار تحت ولا لسه؟


 هزت نهال رأسها نفيا

 فتابعت ليلى وهي تقفز من فوق الفـ راش: ثواني وهكون جاهزة اصلي جعانة اوي.


 اتجهت إلى المرحاض فتابعتها نهال بعينيها وما زالت تلك الابتسامة تحتل وجهها الجميل. 

هبت واقفة دالفة للخارج  عازمة على الطلب من الخدم أن يسرعوا في إعداد الفطور.


 تابعها رائف بعينيه حتى هبطت الدرج بنظرات ماكرة ثم اتجه إلى غرفة سيلا وعلى وجهه ابتسامة عابسة


❈-❈-❈


كاللصوص يلتفت يمينا ويسارا وهو يسير باتجاه المطبخ فهو علم مسبقا بقدوم تلك الحسناء

 ولج بهدوء مغمغما تحية الصباح بصوته الأجش والتي بدورها بادلته إياها وهي ما زالت منشغلة في جلي الأواني 

دنا منها حتى بات بجوارها مباشرة هاتفا بعبس: تحبي اساعدك؟


 منحته ابتسامة رقيقة ثم قالت: لا كتر خيرك يا حاج.


 قطب حاجبيه بدهشة ثم غمغم بعدم رضا: حج ايه بس ده انا لسه في عز شبابي. 


أطلقت ضحكة عالية ثم هتفت وهي تسلط ناظريها على ما تفعله: ادعي ربنا يكتبها لك وبعدين دي مالها ومال السن ما في شباب صغيرين بيطلعوا يعملوا حج وعمرة وبنقول لهم يا حاج برضو وللا ايه يا حاج؟


 قالتها بنعومة جعلت الذي يقف بجوارها ينصهر كليا فتجرأ وامسك يدها بلهفة: انت متجوزة يا نرجس؟


 هزت رأسها نفيا 

فغمغم بصوت وصل إلى مسامعها: كويس. 


ابتسمت بداخلها فهي تعلم انها فتاة جميلة لكن لم يحالفها الحظ في حياتها الزوجية 

في أقل من الثانية كانت تدور في رأسها لإغواء ذلك الرجل العجوز علها ترتاح باقي عمرها مدحت ذكائها لكنها انتفضت على صوته المرتفع قليلا: نرجس سرحانة في ايه انا بقالي ساعة بكلمك؟


 منحته ابتسامة رقيقة زادتها جمالا ثم هتفت بدلال: تحت امرك يا سي مختار


 غامت عينيه برغبة كبيرة فهو لم يمس امرأة منذ مدة طويلة فجذبها من يدها واحتـ ضنها بقوة وهي بدورها بادلته العـ ناق. وابتسامة ماكرة على شـ فتيها

 لكن سرعان ما ابتعدت عنه عندما شعرت به يطبع قبـ لات ساخنة على عنقها فهتفت بميوعة: ما يصحش كده يا سي مختار انت فكرني ايه يعني واحدة من الشارع بعد اذنك اروح اصحي الحاجة عشان اجهز لكم الفطار.


 ألقت كلماتها ثم سارت من جواره بخطوات مائلة 

والآخر يتابعها بعينين جائعتين مغمغم في نفسه: يا نهاار زي بعضه البت عاملة زي الغزال طول بعرض ولا جـ سمها يا خرابي! 


أغمض عينيه وأفكار منحرفة تدور في عقله لكنه عزم على ملاحقتها حتى يحصل عليها مهما كلفه الثمن.


❈-❈-❈


فوق فـ راشها يجلس وعينيه لا تفارقان المرحاض الذي يعلم أنها بداخله.


 ثواني وانفتح الباب لتطل هي من خلفه بهيأتها الخاطفة للأنفاس 

كانت ترتدي منامه من اللون النبيذي والتي تكشف أكثر مما تستر.

 فرغما عنه هب واقفا متجها إليها كالمسحور


أما عنها فقد تسمرت قدميها عندما ابصرته أمامها ظلت تراقب تقدمه منها وهي فاغرة الفاه شهقت بقوة عندما  جذبها إليه يعتصرها بين احضـ انه يشتم خصلاتها بجنون وكأنها اكسير الحياة بالنسبة له.


 شعرت بأنها مسلوبة الإرادة وجـ سدها منفصل عن عقلها.

 مهلا لماذا لم تدفعه والأدهى من ذلك أنها تشعر بالأمان بين احضـ ان ذلك الرجل الغريب عنها كليا

 لكن سرعان ما استفاقت من حالة التيه التي اعترتها في قربه ورائحته المميزة فرفعت كفيها الصغيرين ودفعته من صـ دره كي يبتعد عنها هاتفة بصوت خرج رغما عنها مهزوز: انت اتجننت ازاي تدخل اوضتي وتقرب مني بالشكل ده. 


أطلق ضحكة مغمغما بعدم تصديق وهو يتلمس بشرتها الحريرية بيده: جرى ايه يا سولي هي دي أول مرة ادخل فيها اوضتك ولا ايه والله ابتديت اشك انك فقدتي الزاكرة.


 ابعدت يده بقوة ثم مرت من جواره متجهة إلى باب غرفتها تهتف بغضب: اتفضل اطلع برة.


 لم ينكر أن تلك الشخصية الجديدة التي تتقمصها تروق له كثيرا لكنه قرر أن يجاريها فدنى منها بخطوات واثقة حتى بات قبالتها مباشرة منحنيا بقامته الطويلة ليصل إلى مستواها هاتفا أمام وجهها الجميل: عموما انا جيت علشان اعتذر لك عن اللي حصل مني قبل كده.


 ازدردت ريقها بقوة وخفق قلبها بجنون لا تعرف لماذا تشعر بتلك الحالة عندما يقترب منها ذلك الغريب ربما لأنها ولأول مرة تقترب من شاب بتلك الطريقة.


 لاحظ هو حالتها فابتسم يبدو أن خطته التي يسير عليها ستنجح لذا استطرد حديثه المعسول: عاجبني شخصيتك الجديدة وبشجعك عليها كمان ومرة تانية ما تزعليش مني يلا هستناكي على الفطار ومش هفطر غير لما تنزلي غيري هدومك وحصليني.


 ألقى كلماته وفتح الباب متجها للخارج بخطواته الواثقة تاركا إياها تشيعه بنظرات غريبة وقلبها يخفق بجنون.


 أما عنه فقد اتسعت ابتسامته الماكرة هاتفا بتوعد: العين بالعين والبادي اظلم يا سيلا.



يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة