رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 36 - الأحد 20/10/2024
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل السادس والثلاثون
تم النشر الأحد
20/10/2024
الفصل السادس والثلاثون
فتحت ود باب المنزل وهي تقول في لهجة عتاب:
ـ كدا يا بابا؟ استناك دا كله؟ يومين هنا قاعدة لوحدي، لولا رسالتك اللي جت من ساعة كنت جيت لحد عندك، بس انت قلت لي في الرسالة انك هنا ووصلت بس بتخلص ورق٠
نظرت ود خلف كتف عنان في إهتمام تبحث عن سليم وحين لم تجده قالت في صوت منخفض ينم عن خيبة أمل:
ـ هو فين سليم؟ مش قلت لي انك هتيجي على البيت معاه!! في اي يا بابا؟
نظرت ود إلى وجه عنان المرهق والذي يحمل حزن كبير وتابعت:
ـ أنت شكلك تعبان اوي، أنا هاتصل على الد كتور يجي يشوفك٠
هز عنان رأسه علامة الرفض وتابع:
ـ أنا كويس يا ود، مافيش حاجة٠
نظرت ود له في قلق ثم قالت وهي تشعر انقباض في قلبها :
ـ سليم وغرام هيجو امتا؟ أنا جهزت الغدا ليهم زي ما اتفقنا٠
حين لم يجب عنان تابعت ود:
ـ لو مش هيجوا يتغدو معاي، أنا مصممة أن النهاردة نتعشى سوا، مش نتعشى بس احنا هنخرج برا كمان٠
وضع عنان يده على جبهته وقال في لهجة استسلام:
ـ اسمعيني كويس اوي يا ود، اسمعيني واهدى وامسكي اعصابك٠
نظرت له ود في هلع، وقد ارعبتها كلماته فقالت:
ـ سليم فين يا بابا؟ امسك اعصابي ليه؟ سليم جراله حاجة؟؟
تنهد عنان ثم قال وهو ينظر إلى جسد ود الذي انتفض من الخوف أن يكون هناك مكروه أصاب سليم:
ـ سليم وغرام خلاص انفصلو٠
ظلت ود دقيقة كاملة تحاول أن تستوعب كلمات عنان وتساءلت:
ـ انفصلوا أمتا؟ وليه؟ و ازاي؟
أعقب عنان وهو يفرد يده:
ـ انفصلوا النهاردة، ليه علشان هي متنفعش سليم، ازاي ناس قريبين من غرام وضحو ل سليم أن غرام متستهلش٠
شعرت ود بصدمة عقب كلمات عنان، ومع محاولتها فهم حقيقة ما حدث قالت:
ـ يعني اي متنفعش سليم؟ ما هي اختيار سليم، يعني اي ناس قالوا حقيقتها؟ وسليم فين ؟؟ أنا مش فاهمة حاجة يا بابا، وبجد مش مرتاحة وجواي خوف غريب٠
صمت عنان قليل تذكر ما حدث، ثم قال في لهجة أسف:
ـ سليم مشي يا ود، معرفش راح فين، سبني مع اني حاولت أبعده عن الخطر، خفت عليه يضيع نفسه، ما هو لو حد تاني كان مكاني،وقالوا له حفيدك الوحيد اللي انت ربيته بعد أبوه، هيضيع منك زي ما أبوه ضاع في شبابه، سليم كمان يضيع؟ يروح مني؟؟ هيموت مراته المفروض اعمل اي ؟ كان لازم اكدب عليه، كان لازم أقوله أن مراته شريفة لحد ما اخليها تبعد عنه، الخطر يبعد وبعدين قلت له أن مراته بنت ليل٠
شهقت ود ثم وضعت يد على فمها، جلست على اقرب مقعد لها ثم قالت في عدم تصديق:
ـ غرام!! غرام ! ازاي؟ اكيد مش حقيقي، اكيد في حاجة غلط٠
هز عنان رأسه علامة الموافقة وتابع:
ـ هي اللي غلط، هي اللي كانت هتاخده معاها ل سابع أرض، كانت هتجننه أو تقتله، كان لازم اقطع رأسها وأبعدها عنه، بس هو مشفش كدا، شاف اني ضيعته، ضيعت سمعته، ضيعت شرفه، وخليته مسخة،
دوامة من التفكير المضطرب المتشابك دار في رأس ود، كيف يمكن أن تكون غرام بهذا الانحطاط؟ كيف استطاعت أن تخدع سليم؟ بل تخدع كل من حولها؟ كيف كان وقع الأمر على سليم؟ ربما كان هناك خطأ ربما هناك مكيدة وخطة تم وضعها للنيل من حياة واستقرار غرام و سليم هتفت وهي تحاول أن ترتب الأمور:
ـ ازاي كلام ناس يخلي::؛؛
قاطع عنان كلمات ود:
ـ دا مش كلام يا ود، دي صور كاملة ليها، غرام مش زي سليم، ونظرت سليم البريئة ليها نظرة خداعة، زي ما صورها ليك صورة مغشوشة، صورة هي خدعته واصطادته بيها غرام مومس، مش اكتر٠
ران صمت بين كل منهم، قطعته ود قائلة:
ـ المهم دلوقت نعرف مكان سليم، المهم انه يكون هنا، مش لازم سليم يواجه الأزمة دي لوحده، الظروف اللي هو بيمر بيها مينفعش يكون لوحده، سليم في أزمة وأنا عارفة سليم، حاجة زي دي مش هيخرج منها بسهولة، اللي حصل دا ممكن يدخله في مرحلة اكتئاب٠
ثم نهضت من مكانها وقالت:
ـ أنت سبت سليم فين؟ أنا هاروح اتكلم معاه و ارجعه هنا البيت٠
لوح عنان بيده علام اليأس وتابع:
ـ هو اللي سابني يا ود، قال إنه مش هيسامحني على الظلم اللي ظلمته ليه النهاردة، قال إني خداع زيها، قال إنه خلاص مش عايز يعرف حد، قال محدش يدور عليه، قال أنه تعب من الناس وتعب من الوشوش الكدابة، قال كتير اوي اوي، أنا سبته قلت يخفف من اللي جواه، قلت يهدي شوية، بس هو مشي لما جيت امشي وراه ملحقتش خطوته، خد العربية وساق بسرعة جنونية٠
سارت ود خطوتين ثم قالت:
ـ ممكن يكون بيحاول يشوف طريق غرام فين؟ اكيد بيحاول يوصل لها
هز عنان رأسه في بطء وتابع:
ـ مش هيعرف يوصل لها انا متاكد من كدا، النهاردة وبكرة على الاقل٠
تساءلت ود:
ـ ليه؟ انت تعرف مكان غرام؟
اخرج عنان هاتف سليم من جيب الجاكت الذي يرتديه وقال:
ـ اكيد رجعت لصاحبة الرسالة، وسليم ميعرفش مين صاحبتها ولا بيتها فين، ومافيش طريقة يعرف بيها غير رقمها اللي على تليفونه، وأنا خدت تليفونه معايا، سليم مشوش دلوقت، كل حاجة متلخبطة في دماغه، وقدا مه وقت علشان يقدر يفكر صح٠
هتفت ود في إصرار:
ـ وعلشان كدا لازم يكون هنا، علشان كل حاجة متلخبطة قدامه، ممكن اوي يأذي نفسه، ممكن أوي يقع في مشكلة كبيرة اوي من تحت الضغط النفسي والصدمة، بابا احنا لازم ندور على سليم، لازم يرجع البيت، سليم ممكن::::
بترت ود عبارتها في حين قال عنان:
ـ سليم جواه حالة رفض لي يا ود، مش هيسمع ليا، ما هو نظرته ليا اني شريك ل غرام لأني سبتها تهرب من غير حساب٠
هتفت ود في إصرار:
ـ أنا لازم اكلم ناس في المرور، يشوف إتجاه سليم وصل ل فين؟؟
هتف عنان في لهجة اعتراض:
ـ وتفتكري أنا معملتش كدا؟ حاجة زي دي هتوه عني؟
تساءلت ود وهي تضع سترة قطنيه فوق كتفها استعداد منها للخروج:
ـ والنتيجة؟! اخر إتجاه ليه كان اي؟؟
همس عنان في لهجة بها خيبة أمل:
ـ العربية مركونة في نص البلد، العربية فاضية،سليم ساب العربية ومشي٠
فكرت ود قليل ثم قالت:
ـ بابا لازم تفهم أن اي كلام قاله سليم كلام مش موزون، وزي ما بيقولوا مش هتحاسب سليم عليه، سليم واخد صدمة كبيرة اوي في واحدة ءامنها على شرفه، يعني اللي هو فيه مش حاجة بسيطة أو هينه، دي أزمة كبيرة وصعبة اوي عليه، ولازم أنا وأنت نقف جنيه لحد ما يعدي الأزمة دي ٠
❈-❈-❈
أنا المفتون
أنا المجنون
أنا العاشق
في دروب الهوى ذبت
في عيون الحسناء غرقت
وعدت من حبك
مذ بوحاً
مخذولاً
سكرانا
عدت من التية
إلى الموت
أرجو منه
قرارا
فما كتب لي نجاة
ولا صمت
ولا سكون
ليته اطاح بي إلى الحياة
أتجرع ألمي في صمت
مجبراً خزيانا
وعينيك من بعد تضحك
وابتسامتك بي تهزأ
هل كنت في غرامك سوى قديس يتلو آيات النجاة ويطلب حبك عونا؟
كنت في هواك مغرم
في بحورك أغوص وأغرق
ونظرتك لي سبل شفاء
فما جعل الملاك شيطانا؟؟
وضعت بين صدري
سمك الزعاف
وتركت قلبي يتخبط
يطلب بعض من رحمة
فلا ينال
سوط جرمك
لا ينتهى
سوط جرمك
لا ينتهي
كيف أفر من عذابي؟
كيف انهي ويلاتي؟
يا شيطانة جئت
من عالم الخيال
سكبت في أوردتي
نيران العار
التي تريق الدماء عن وجهي
ولا ترحم لي حال
الإ ليت
ما كان لي بالهوى عهد
ولا كان لي في هواك عهد
الإ ليت
يعود بي الزمن إلى الخلف
فأمحو هذا الوقت
وأعود إلى ذاتي
ليت
ليت
اضغات الواقع
تسخر مني
وتخبرني
إن الوقت قد انتهى
وإن بين رحايا
الشدة والهوان
باق فلا حياة
أو مماتا
( اوراق من مأساة عاشق قيل إنه كان هنا ذات يوم))
هتف عنان وهو ينهض في صعوبة من المقعد:
ـ أنا مش عايز احاسبة يا ود، بالعكس أنا عايز رد فعله يقف هنا وبس، يا ريت سليم فعلاً يكون خرج كل اللي جواه بالكلام، أنا خايف على سليم من بركان الغضب اللي هو فيه، خايف عليه اوي ممكن ياخد رد فعل عكس كل توقعاتنا٠
هتفت ود في انزعاج:
ـ يعني اي؟
تابع عنان في صوت به رعشة واضطراب:
ـ يأذي نفسه، بيقول مش عايز يشوفني ولا يشوف الناس، تفتكري هو بيفكر في اي؟؟
همست ود في لهجة تحمل للخوف ورعشة واضحة جداً:
ـ قصدك يحاول يتخلص من حياته!؟
لم يعقب عنان، كان وجهه يحمل حزن وهم كبير، مما جعل ود تحثه على الخروج:
ـ يا لا يا بابا هنروح مكان العربية ونسأل على سليم، مافيش حل تاني٠
سؤال عنان و ود عن سليم امتد إلى ما بعد منتصف الليل، لم تجد ود حرج أن تخرج هاتفها وتضع صورة سليم في وجه المارة في الشارع، لم تجد حرج أن تسأل عنه الباعة الجائلين، سألت كذلك أصحاب المحلات التجاريه،وسألت كذلك أفراد أمن شركات في المكان، وسألت عدد من الصبية كانوا يلعبون كرة القدم في إحدى الملاعب، ولم تجد حرج في سؤال الشحاذين كذلك في المكان، والجميع كان ينظرون إلى صورة سليم ولا يتعرفون عليه، الجميع لم يشاهده، الجميع لم يمر من أمامهم سليم
لهذا اقترحت على عنان:
ـ لازم نروح شقة سليم، ممكن رجع يدور على التليفون٠
عنان نظر لها في هدوء ولم يرفض، كان أيضاً يتشبث بالأمل في أن يكون عاد إلى هناك، ولكن كل منهم شعرا بالخوف الشديد إذ عادا إلى الشقة وقد كان كل شيء فيها مثل ما تركه عنان،كل شيء كما هو،
اختار عنان أن يخبر طارق أن يقوم بالاتصال عليه إذا عاد سليم إلى المقهي، وأخبره أن سليم غير راض تماماً عن الصفقة الأخيرة، هناك أخطاء أخبرهم عنها المحامي الخاص بهم، وسليم يحاول التفاوض مع أصحاب الشركة من جديد بشأن التوكيل وإدارة المقهي سوف تؤؤل له الأيام القادمة فترة مؤقته، وطارق أجاب في هدوء:
ـ تمام، أول ما يوصل هخليه يكلمك علشان تشوف هو وصل لفين؟
غادر عنان و ود إلى المنزل، ارادت ود أن تعود مرة أخرى إلى مكان توقف سيارة سليم وتسأل من جديد ولكن الجد عنان كان قد بلغ به التعب اقصاه، أشفقت عليه ود، لهذا اتجهت مباشرة إلى البيت، تحدثت له:
ـ بابا لازم ترتاح في اوضتك٠
عنان نظر لها في شرود، ثم قال:
ـ تعرفي يا ود!؟
انتبهت ود له بكل حواسها مما جعله يتابع وكأنه يحدث ذاته:
ـ أنا عمري ما شفت سليم ضايع أد اللحظة دي٠
سادت لحظة صمت في حين تابع عنان:
ـ لو اللحظات دي عدت من غير ما سليم يحكم عقله، يبقى خسرناه٠
اعترضت ود في صوت منخفض:
ـ أنت بتقول اي يا بابا؟ سليم مش ضعيف للدرجة دي، أنا وأنت بس اللي خايفين عليه من الصدمة، وأنت بتقول أنه مش هيعرف يوصل ل غرام، سليم على أد ما هو حساس وطيب بس بردوا عنده قوة تحمل وعنده عزم، اكيد هيختار الطريق الصح٠
مضى يومين كاملين و ود وعنان لا يكفون عن البحث عن سليم، عنان يتابع مع رجال المرور ورجال الشرطة، وكل شخص يثق به ويعرف جيداً أنه سوف يجد سليم، ولكن لم يعثر له على اثر، ما كان يطمئن فؤاد عنان أنه لم يعلن عن أي حالات انتحار، كذلك لم يعلن عن وجود أي جثث مقتولة، لم تتم اي جرائم في المدينة
ود حاولت أن تبحث عن سليم مرات ومرات في المدينة لعلها تعود بخبر ما ولكنها فشلت في هذا،
في اليوم الثالث، كان عنان يجلس في الحديقة مساء، حين جاءه اتصال هاتفي:
ـ ايوا، امتا حصل الكلام دا؟ تمام تمام، متأكد أنه هو؟؟ طيب تمام٠
انتهى الاتصال طلب عنان من ود أن تقوم بتجهيز الغذاء:
ـ ود عايز وجبة دسمة النهاردة، صواني ولحم ضأن، ومشروبات وعصائر كتير، حاسس اني محتاج طاقة وأنت كمان، مش كدا؟ بقالنا كام يوم مافيش غير القهوة السادة بس بنشربها، عايزين شوية تغذية علشان نقدر نكمل٠
ظهرت علامات الارتياح على وجه ود فرحة ممزوجة بسكينه ورغم هذا قلبها يخفق في سرعة وقالت :
ـ عرفت مكان سليم؟ اكيد عرفت، طمني يا بابا، قولي هو فين؟؟
ابتسم عنان في ارتياح كبير وقال وهو يرخي جسده على الأريكة:
ـ سليم راح خد العربية من مكانها، وخد الطريق ل هنا، سليم اكيد راجع على البيت٠
تمتمت ود في صوت منخفض:
ـ الحمد لله بجد كلنا محتاجين اللمة دي، مش سليم بس٠
اتجهت ود إلى النافذة نظرت إلى اتجاه الشرق وقالت:
ـ يعني تقريباً فاضل عشر دقائق ويرجع٠
بعد دقائق شاهدا كل من عنان وسليم سيارة سليم وهي تقترب من المنزل، توقفت السيارة على مقربة من المنزل، هبط سليم من السيارة دون أن ينظر إلى المنزل، اتجه مباشرة إلى المنزل الخشبي الصغير، كانت ود قد شعرت بدهشة من تصرفه، ولكنها كانت ممتنة لعودته، ممتنة أن توقف قلقها وخوفها وكذلك عنان، قال عنان وهو يشير لها:
ـ روحي انت يا ود اتكلمي معاه٠
حاولت ود أن تعترض ولكن عنان قال في هدوء:
ـ تصرفه دا معناه أنه رافض الكلام معاي، روحي اتكلمي معاه، مش مهم أنه رافضني دلوقت، المهم انك تعرفي كان فين؟ وعمل اي!؟ وبيفكر في اي؟؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية