-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 34 - الثلاثاء 15/10/2024


رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الرابع والثلاثون

تم النشر الثلاثاء

15/10/2024



وضعت غرام جسدها في المغطس بالحمام في بطء شديد وفركت جسدها جيداً وكأنها تحاول أن تزيل اثار وبصمات فوقها، كانت تشعر بالغضب الشديد 

إن كل ما تم الترتيب له

قد خرج عن السيطرة

وكل القوانين التي قد وضعتها إلى ذاتها قد تم تعطيلها وقد تم تحريفها 


ما كان يغضبها حقاً 

هو أنها قد تساوت 

مع الآخرين، قد أصبحت سلعة قد تستهلك في وقت قريب ويمل منها 

لقد كانت تتعامل مع الجميع بمبدأ الملكة 

الملكة التي لا يستطيع أحد الوصول لها، الملكة التي يحلم بها جميع الرجال ولا يستطيعون لمس أناملها، الملكة التي تعتلي عرش الكبرياء والتمنع وكل ما تمنع عنه رغب فيه، تدور في عقول الجميع أحلام يقظة أن ربما ابتسم لهم الحظ ذات لحظة و نالوا منها، أنها الملكة التي لم يجرؤ أحد على اقتحام حصونها أو الوصول إلى عرشها 

وما تبقى هم الجواري الذين يسدون جوع الحمقي ومن فشلت مغامرته معها، أجل هم 

الجواري الذين يقومون على خدمتها هي أولاً و


يصلحون كذلك لأي غرض وفي اي وقت وبأقل سعر، هذا ما كان يغضبها حقاً أن أصبحت في نطاق المباح،


 ولا يغضبها كونها زوجة وتحمل اسم رجل 

أعطاها الحب والثقة 

 هزت رأسها في عنف 

ثم غمرتها في الماء 

وتذكرت ساندي وربيكا 

وأقسمت داخل ذاتها 

أن تنتقم من كل منهم، 

لن يكون انتقام هين 

أو بسيط لقد أقسمت أن 

يكون الانتقام كبير وقاسي انتقام يجب أن يناله العبيد الذين عصوا 

اوامر الملكة، كلمات ساندي لا تشفع لها، 

هي من أتت ب ربيكا 

وهي كذلك سوف تعاقب


فتح سليم باب شقته ولم يهتم كثير بغلق الباب، كان يبحث في الغرف عن غرام وهو يقوم بالنداء عليها ، وهو يكاد يجن من هول ما شاهد، كاد ان يفقد صوابه وهو لا يجد لها اثر، فقط هدأ قليل حين سمع صوت الماء قادم من الحمام وبابه المغلق فصرخ بصوت مرتفع:


ـ غرام انت هنا؟! 



نظرت غرام إلى باب الحمام المغلق وشكرت عقلها أن أغلق الباب، تشعر بالغضب الشديد 

جراء وصول سليم 

أن مزاجها عكر لا يصلح 

لأن تتحدث الى اي كائن على وجه هذة الأرض، كذلك صوته الذي يحمل لهفة ما تزعجها، أنها تريد وقت كبير وكاف وسريع أيضاً حتى تضع خطة الانتقام من ساندي وربيكا، صوت سليم جاء من جديد مع طرقات على الباب يكاد يقوم على خلعه:

ـ غرام غرام٠


تنهدت في ضجر وقالت في صوت خال من الحماس:

ـ ايوا يا سليم اديني دقيقة واحدة وهاخرج٠


أغلقت الصنبور في هدوء و ارتدت الروب القطني وفتحت الباب في هدوء و طالعها وجه سليم الغاضب الذي أمسك ذراعها في حدة:

ـ كنت فين الأيام اللي فاتت؟ كنت مع مين؟ اي اللي حصل في غيابي؟ 


اسئلة سليم وقعت على كيان غرام مثل طلقات رصاص مفاجيء في ليلة 

هاديء لا يحمل سوي السكون، المفاجأة كانت سريعة أيضاً وقوية ولكن غرام استعادت ربطة جأشها سريع، فهي لم تتوقع أن يكون سليم على علم باي شيء 

وفي مرونة كبيرة 

أجابت:

ـ في البيت طبعاً هاكون فين؟ 


هتف سليم في حدة وهو يغرز يده في كتف غرام في قسوة :

ـ بيت مين؟ واي اللي الصور المبعوتة ليا دي؟


ثم نظر إلى جسدها الذي يقطر منه بعض الماء جذب شعرها المبلل بيده إلى الخلف ثم القي جسدها على الأرض وهتف وهو يبحث بين الصور عن وجهها:

ـ مين دي!؟


هتفت غرام في صراخ:

ـ أنت اتجننت ولا اي؟؟ 

دخل عنان في تلك اللحظة، كان يلهث جراء الصعود والقلق والخوف على رد فعل سليم نظر إلى غرام ثم اقترب وقال:

ـ سليم لازم نهدي علشان تعرف اصل الموضوع دا اي؟ 


نهضت غرام من الأرض ولم تعبأ كثير أن تنظر إلى الهاتف الذي تم القاءه في وجهها قالت في صوت به نبرة وعيد:

ـ هتدفع تمن اللي انت عملته دا غالي اوي،


قبل أن تحرك قدمها، وضع سليم يده على عنقها واحكم قبضته 

حتى يقوم على خنقها، 

اتجه عنان سريعاً نحوه ثم أمسك بذراعه قائلاً: 

ـ بقولك مش هي، أنا متأكد انها مش هي٠


دفعت غرام يد سليم التي ارتخت قليل من حول عنقها وقالت:

ـ انتم الاتنين جايين تعملوا عليا تمثيلية خايبة، انتم الاتنين، مش غرام اللي تتهان بالطريقة دي، مش غرام اللي تتعامل كدا، أنا هعرف اوقفكم عند حدكم كويس، هعرفك يا سليم ازاي تلزم حدودك معاي٠


سليم لم ينتبه كثير إلى كلمات غرام، كل ما استمع له كلمات جده الذي يثق به نظر إلى جده وقال:

ـ اتاكدت ازاي؟ عرفت منين؟


غرام انطلقت إلى غرفتها في سرعة، في حين أمسك عنان يد سليم وقال:

ـ وعرفت كمان مين صاحب الرقم٠


سليم نظر إلى هاتفه الملقي أرضاً والى غرفة غرام التي تتواجد بها وقال وعقله يجاهد أن يصل إلى الحقيقة:

ـ يعني الصور دي مش تخص غرام؟ طيب اي المقصود بدا كله؟ أيوا بس:::


خرجت غرام من الغرفة، كانت ترتدي فستان طويل ازرق اللون، وحذاء خفيف بلا كعب، ارتدتهم على عجالة دون أن تهتم بما هو مناسب، قالت هي تنظر لهم:

ـ اللي حصل دا مش هسكت عليه، أنا مش هسكت على اللي انتم عملتوه٠


عنان نظر إلى سليم وقال:

ـ انزل انت يا سليم في الكافية وأنا هحاول اهدي غرام واشرح لها كل حاجة٠

نظر سليم إلى غرام في حين صرخت هي:

ـ دا اخر يوم لي معاك، أنا اللي غلطت اني وافقت على واحد همجي زيك٠


سليم اقترب منها وقال:

ـ غرام لازم تفهمي أن:::

اتجهت غرام إلى الباب وقالت في حدة:

ـ افهم اي؟ تسافر يومين تيجي زي المجنون تصرخ عليا وتمد ايدك كمان! وصور اي؟ وفيلم اي اللي انت عمله دا؟ دا فيلم هابط اكيد  

واللي دخل ف دماغك كدا خايب٠

ثم نظرت إلى عنان في إشارة منها إلى كونه هو وراء ما يحدث وقالت:

ـ المحامي بتاعي اللي هيتفاهم معاك، وقبل المحامي هعمل محضر إثبات بواقعة الضرب، أنا مش هعدي اهانتي دي بالساهل ابداً، ومش هعيش لحظة واحدة مع واحد زيك، أسلوب البلطجة دا مش انا اللي اتعامل بيه٠  


عنان أمسك بيد غرام وقال في هدوء وهو يؤكد على حروفه:

ـ طيب تعالي اشرح لك في هدوء اصل الموضوع واساسه، ما هو سليم معذور بردوا٠


ثم نظر إلى سليم في توسل ورجاء وقال وهو يربت على كتفه:


ـ طيب انزل انت تحت ف الكافية يا سليم علشان نزيل سوء التفاهم دا، واضح أن غرام مش هتصفي غير لما تسمع مني أنا، ما هو بردوا أنت اتصرفت بغباء٠


سليم نظر إلى غرام ثم الى جده الذي قال وهو يدفعه في رفق إلى الخارج:


ـ انزل انت بس وسيبني معاها ربع ساعة وأنا هصلح الأمور كلها٠


❈-❈-❈

اغلق عنان الباب خلف سليم، ثم نظر إلى غرام في عمق، وقال في صوت هادئ:

ـ نقعد بقا علشان نتفاهم و نحل الأمور٠


هتف غرام وهي تهز راسها في عصبية:

ـ اوع تكون فاكر اني هتنازل عن حقي بسهولة، أنا عند كل كلمة قلتها٠


جلس عنان على أحد المقاعد ثم نظر إلى هاتف سليم الملقى على الأرض وقال:

ـ مش كفاية تمثيل بقا؟


هتفت غرام في حدة:

ـ تمثيل اي يا راجل يا خرفان أنت ؟ 


نهض عنان من مقعدة ثم وقف أمامها مباشرة ونظر في عينيها وقال في غضب:

ـ أنت صدقتي نفسك ولا اي؟ طيب انا كدبت عليه علشانه هو، كدبت على سليم علشان ميوديش نفسه ف داهية ويقتلك 

وقلت له انك بريئة وأنها مش صورك، أنا عملت كدا علشان حفيدي الوحيد، ساعدتك علشان تحبكيها لحد ما هو يهدي، ولحد ما افصل بينكم شوية، عملت كدا علشان احافظ عليه هو، مش احافظ عليك انت،


 أنا وأنت عارفين متأكد ين أن الصور القذرة دي صورك أنت، الصور اللي فيها من الفجر والانحطاط اللي يخلي اي راجل في مكان سليم يقتلك من غير ما رمشه يهتز، ولو كان قتلك صدقيني كنت أنا اللي هداري جتتك بنفسي، علشان سليم ميتأذيش 

بس انا عارف سليم، عارف أنه لو قتلك مش هيرجع سليم اللي أنا اعرفه، مش عايز اضيع حفيدي الوحيد 


ومش عايزه يخسر حياته كلها بسبب مومس زيك٠

هتف عنان وهو يشير لها في حدة:


-الصور دي مش متفبركة ولا حد شبهك، الصور دي صورك أنا متأكد من كدا، وإذ كنت أنت قدرتي تخدعي سليم من اول ما عرفك بوشك الحلو اللي مداري شيطان جواه، أنا كنت بسال نفسي كتير ليه واحدة في جمالك وشخصيتك القوية دي عايزة سليم؟ ليه؟ كنت عارف انك مش بتحبي سليم، كنت بكدب نفسي واقول اكيد أنا اللي احساسي كداب، ما هو مش شرط يعني سليم يكون اختياره زي اختياراتي اوي، سليم مش طبعك ولا انت طبعه، بس لما شفت الصور دي واحنا من أول نظرة عرفت انها أنت، انت كنت عايزة سليم بشخصيته الهادية اللي مالهاش خبرة في الحياة، سليم اللي قدرتي تفهمي من النظرة الأولى ليه أنه مش زيك، مش نوعك، وعلشان كدا صممتي انك تتجوزيه، بطريقتك وأسلوبك الناعم ودور البراءة اللي مثلتيه عليه، علشان تتحكمي فيه، تتداري وراه، تعملي كل حاجة وأنت مطمنة ومرتاحة أن في بنك كبير بتداري وراها، بنك كبير هيسد وراك لما جمالك يروح٠


 هتفت غرام في حدة وقد ازعجها تحليل عنان لها:

ـ بنك اي يا اللي بتتكلم عنه؟ انت عارف كويس اوي أن أنا اغني منه، وكل اللي انت بتتكلم فيه دا كلام فاضي وصدقني انت بردوا هتدفع تمن دا كله، أنا اللي غلطت غلطة عمري اني اتجوزت واحد زي سليم مكنش يحلم يسلم عليا، بس الغلط مردود وكل حاجة هترجع لمكانها، وكل واحد هيسترد قيمته بطريقتي أنا٠


ابتسم عنان ساخراً ثم تابع في غضب:

ـ يعني بردوا مصممة على التمثيل؟ مصممة تضيعي وقت وأنت فاكرة انك الاذكي!؟ بردوا عايزة تتكبري على اللي كشفك بالدليل؟ 


صمت عنان دقيقة ثم تابع وهو ينظر في عين غرام في حدة وعمق:

ـ أنا ليا معارف في كل مكان هنا في البلد وبرا البلد، لي ناس في مراكز اتصالات عرفوا الرقم دا وجابوا عنه كل المعلومات اللي أنا عايز اعرفها، الرقم اللي بعت ل سليم الصور دي ، كان على اتصال بيك من سنين وسنين، مش شخص جديد او مجهول، في مكالمات بينكم ساعات وساعات أيام وليالي ما هو علاقات الصفقات والليالي الحمرا، العلاقات اللي زي دي بتنتهى كدا، اكيد مكالمات الاتفاقات على الليالي بتاعتك، الليالي السودا، والرقم دا مش محتاج اقولك أنه اقرب صحبة ليك، لاني عرفت صاحبته وعرفت العنوان بتاعها، وعرفت كمان أن بيتها مخصص للحفلات، واكيد الصور دي اتصورت هناك في بيتها، أو في مكان انتم الاتنين كنتم فيه، ها لسه عايزة تنكري؟ 



ساد صمت بين الاثنين، كان كل منهم ينظر إلى الآخر في هدوء وترقب حذر، هتف عنان وهو يشيح بيده في تقزز واضح :


ـ أنت اكيد مش عايزة الصور دي توصل ل عمر اخوك في تركيا، اكيد مش عايزة صورك دي تتسرب في أي مكان، مش كدا ولا اى؟




غرام نظرت له في غل واضح، لم تعد تستطيع أن تنكر ما يقول، العجوز قد وصل إلى ساندي في سهولة كبيرة، وساندي هي من ارسلت الصور، ساندي سوف تعترف له 

بكل شيء نظير مبلغ مالي كبير، أنها كلبة تلهث وراء المال، والرجل سوف يلقي لها بحفنه المال وهو لا يعبأ باي شيء، سوف يحصل على كل التفاصيل حول تلك الليلة، ساندي لا يعنيها اي شيء سوى 

الحصول على المال، ما الذي يحدث لها؟ كيف فلتت الأمور من يدها بتلك الطريقة؟ كيف تهدمت كل ما كانت تخطط له؟ لقد كان الجميع نصب عينيها في مملكتها مثل قطع الشطرنج تحركها كيف تشاء، وكيف تريد كل شيء كان يسير حسب رغبتها كيف انتهى بها الحال إلى الجلوس امام رجل عجوز يقايضها هكذا؟ المرة الأولى التي تتذوق فيها طعم الذل والهوان، الخضوع أمر كريه حقاً على ذاتها، وهي من اعتادت السيطرة على كل شيء، أ وهي من كانت تعتلي الجميع، وتدوس بقدمها على من تريد، لا يستطيع أحد أن ينظر لها نظرة اتهام أو نظرة تشفى أو انتصار، كيف تم هتك ستار لوليتا بتلك السرعة؟ كيف؟

أعادها من شرودها وأفكارها التي تدور في كل اتجاه، صوت عنان وهو يقول:

ـ اظن كدا خلاص اتفقنا، وأنت عارفة كويس اوي أنا ممكن اعمل اي ٠ 


رفعت غرام رأسها له في حدة في حين تابع عنان:


ـ اتنازلي عن كل حاجة ليك عند سليم، مقدم ومؤخر مقابل الطلاق، هتطلعي من هنا بالهد وم اللي عليك دي بس، ومش عايزك ترجعي في أي طريق سليم ماشي فيه، أو مشي قريب منه، مش عايز سليم يشوف وشك مدى الحياة ولا يسمع صوتك ولا يعرف عنك اي خبر صاحية ولا ميتة ، 

وصورك همسحها من تليفون سليم، ودا اتفاق في ظروف زي دي مكنتيش تحلمي بيه٠



كانت غرام تفكر في كلمات عنان، نظرت عين عنان بها من الوعيد لها ما تلمسه جيداً، الرجل رغم كبر سنه ولكنه يمتلك ذكاء ونفوذ أيضاً لا يستهان بها، يمتلك كذلك ورقة رابحة يلوح بها في وجهها، الأخ رجل الأعمال المقيم بالخارج، الذي يمتلك سمعة طيبة هناك، ولا يعلم شيء عن لوليتا، عين عنان كانت ترسل شرر إلى غرام هو أيضاً يشعر بحجم الكارثة التي حلت فوق راس سليم، بركان غضب شديد يثور داخله يحاول أن يخمده بركان حممه الثائر، غضب يظهر أيضاً في صوته وقسمات وجهه، وانتفاضه جسده التي تصاحب حروف كلامه، رغم أنه يحاول أن يكون هاديء ولكن 

الوضع على وشك الانفجار إن لم يتعامل معه هو بحرفيه تجعل حفيدة بعيد عن الأذي 

والسوء والتصرفات التي قد تطيح بمستقبله 



أن العجوز محق لقد حافظ على حياتها ليس من أجلها هي، بل من أجل الحفيد الذي لا يمتلك غيره، من أجل سليم فقط ، وإذ كان سليم لا يملك الخبرة الكافية ل كشفها ولكن العجوز عنان يمتلك الخبرة الكافية لفهم الأمور جيداً بل هو يعلم جيداً كيف يحول دفة الأمور إلى صالح حفيدة دون خسائر تطول الزوج المخدوع

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة