رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 35 - الجمعة 18/10/2024
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الخامس والثلاثون
تم النشر الجمعة
18/10/2024
( ثم ماذا بعد السكون؟ ماذا بعد الصمت؟ حين تنتهى الحكايات، فلا تصبح للكلمات معنى، وحين يقُتل الحب، ويخذلنا الأحبة ويُعلن زيف المشاعر، صمت، صمت سكون مخيف
ركود اليوم أيضاً أصبح رجل عجوز يرفض الحركة، والغد هو طفل ضعيف باكي يركض في فزع، ما يخيفه ويقتل روحه هو السكون، أنه السكون والصمت الذي يحمل داخله ثورة ونيران)
سليم نظر في أرجاء شقته التي يجلس فيها فقط عنان صامتاً وسط السكون والصمت ولون اصفر باهت قد ظلل كل ركن في الشقة، مثل بقعة كبيرة من أحزان انتشرت فجأة هناك، ظلال من كآبة في كل صوب بها، أنه الخرس الموجع، الخرس الذي يقيد خلاياك ويعجزك عن الحركة، تجلس تتصفح كل ما مضي من البداية وصولاً إلى تلك اللحظة، تحاول جاهداً أن تبحث عن الاجابات ولكنك تعود إلى السؤال، السؤال الذي يلاحقك مثل لعنة، لعنة تطاردك وتأبى أن تعطيك السلام
سليم قال في صوت متساءل وهو يتوسل إلى الجد أن يجيب
ـ غرام فين؟!
دون أن يرفع بصره له قال في صوت خافت:
ـ مشيت٠
ألقى سليم نظرة الى جده عنان ثم قال:
ـ مشيت يعني اي؟! مشيت فين؟ وليه؟ وأي اللي حصل لما نزلت الكافية؟
عنان رفع بصره في بطء وقال في لهجة آمرة:
ـ طلقها، و اقفل صفحتها٠
سليم قال في لهجة اتهام:
ـ أطلقها!؟ أطلقها ليه؟ أنت مشيتها وعايز مني أطلقها!؟ يعني اي؟ هي اللي كانت في الصور؟ هي ؟ انت خدعتني وهي كمان خدعتني٠
لم يعقب عنان في حين هتف سليم في غضب:
ـ أنت عملت اي؟ عملت اي؟ أنا حطيت فيك ثقة صدقتك ومرجعتش لك كلمة، محاولتش كمان افهم ازاي؟ ولا فين الدليل؟ قلت انها مش هي، كدبت عيني، قلت انها مش هي، قلت هي مش غرام اللي اتبعت لي صورها، وفهمتني أن كل دا متفبرك، قلت انها مش هي، أنا صدقتك، أنا صدقت خداعك لي، انتم الاتنين خدعتوني٠
بتر سليم عبارته ثم نظر إلى إحدى صور الزفاف الخاص بهم المغلقة على الحائط وقال وهو لا يصدق ما يحدث:
ـ سبتها تمشي ليه؟ تدوس على شرفي و سمعتي تمرمغ اسمي في التراب؟ تعمل مني::؛
وأنت تساعدها أنها تمشي، اتفقت معاها عليا؟ اتفقت معاها على ابن ابنك؟
أشار له عنان بيده:
ـ واتفق مع ابليس نفسه يبعد عنك، اتفق مع قطاع طرق يبعدوا عنك، ومافيش شر يطولك أو اذي يمسك، وعلشان انت ابن ابني الوحيد يهمني مصلحتك، لاني عايز سليم٠
صرخ سليم:
ـ مصلحتي في اي؟ انت سبت واحدة زي دي تمشي من غير حساب؟ كان لازم اقتلها، كان لازم اخلص عليها، انت مش قادر تفهم هي عملت في اي؟ مش قادر تحس بيا، النار اللي جواي، مش قادر تفهم ليه أن مافيش حاجة تبرد ناري
وترد لي شرفي غير اني أدفنها صاحية
انت عارف يعني اي مراتك تكون مع واحد غيرك؟!
عنان نهض من المقعد وضع يده على كتف سليم وقال:
ـ هي متستهلش انك تضيع نفسك علشانها، احمد ربنا أنها انكشفت بدري، وكل حاجة انتهت٠
سليم هز رأسه علامة الرفض وقال:
ـ انتهت ازاي؟! هو في نهاية من غير حقوق؟ حقي عندها كبير دا مش حق وبس دا حاجة اكبر من كدا بكتير، حقي أنها تتحاسب على اللي عملته، الخاينة حسابها موت٠
هتف عنان في غضب:
ـ وبعد ما هي تموت؟ اي اللي هيفضل؟ هتكون كتبت الدمار لنفسك، يعني وجودها وصلك لدرجة الهلاك، مصيرك انت اي؟ تخسر شبابك وحياتك ونفسك وتبقى قاتل؟ يعني هي كدا قضت على ايامك وبكرة بتاعك، يعني خسرتك حياتك، لا يا سليم دي كانت غلطة و اتصلحت خلاص، هي كانت بترميك في دوامة الضياع وأنت لازم تبعد عن الدوامة دي، مش تقرب منها ٠
هتف عنان وهو يضع يده على يد سليم حتى يوقف ارتجاف جسده الغاضب:
ـ العاقل ميضيعش نفسه مع اللي ميستاهلش، وهي متستهلش، متساويش اعتبر نفسك كنت في نزوة وخلصت، ايوا اتجوزتها شهر و طلقتها ومش هتكون خسران حاجة، كلبة وراحت ٠
نظر له سليم في عتاب ثم قال:
ـ والشهر دا كنت فيه اي؟ كانت بتعمل اي من ورا ضهري، كانت بتعمل اي؟ ومع كام واحد؟! أنا كنت مغفل للدرجة دي؟ كنت أعمى، لدرجة اني كنت ::: ومش حاسس ولا فاهم اي اللي بيجرى حواليا، ياااه دا مش بعيد يكون الكل عارف الإ أنا، كنت مسخة عند الكل، كنت نكتة بينها وبين اللي تعرفه٠
نظر له عنان في عمق، تأمل وجه سليم، مصدوم و الخذلان تنطق به ملامحه والغضب يعصف ب كيانه، الجد شعر ب الشفقه تجاه رغم أن سليم يوجه له سيل من اتهامات بالخيانة أيضاً ولكنه لا يهتم لهذا، ليت الأمر يقتصر على هوجة الغضب الاولى والقاء الاتهامات حتى تنتهي الأزمة التي يمر بها سليم، أنه على استعداد أن يتلقاها في هدوء وعن رضى نفس، فقط تكون هي الضريبة لما حدث، أنه يأمل في وقت ما سوف يهدأ سليم سوف يقتنع أن ما
حدث كان هو الصواب،
هتف سليم فجأة :
ـ أنت ودتها فين؟! اكيد انت عارف هي راحت فين؟ عرفني، قولي على مكانها، لو فعلاً يهمك مصلحتي، لو فعلاً بتعمل عشاني، أنا مش هاقبل أن الصفحة تتقفل زي ما انت عايز غير لو صفيت كل حاجة، و التصفية لازم تكون عادلة، على أد خيانتها تاخد عقابها عرفني مكانها فين؟
هز عنان رأسه في بطء علامة موافقته على إجابة السؤال وتابع:
ـ راحت للشارع، ما هي اللي زي دي مكانها في الشوراع، ايوا الشوراع، اللي زي دي مافيش حيطان بتلمها، مافيش بيت دافي بيحتوي واحدة زي دي، مافيش حد بيكون كويس وطيب ونيته سليمة ويرضى بيها، مافيش غير الشوراع واللي بتتداري على الرصيف بتاعها، والأماكن ال::::
ساد صمت لحظة قبل أن يعقب عنان:
ـ الحية اللي زيها بتنفخ سمها لما تحس بالأمان، وأنت تحمد ربنا انك انخلصت منها قبل ما تنفخ سمها فيك، صدقيني يا سليم كانت خطوة واحدة بس اللي فاصلة أنها تبخ السم في كيانك كله علشان تخلص عليك، وتصفية الحسابات صدقني جاي، ما هو اللي زيها مصيرها معروف، موتة على أرض باردة كام ليلة كدا محدش يعرفها هي مين؟ ودفنه في مدافن صدقة، ها في اكتر من كدة حساب هتاخده هي؟ هي نهايتها قربت اوي، بلاش تكون نهايتها مع نهايتك خليها هي نهاية وأنت البداية، زي ما قلت لك طلقها واقفل صفحتها٠
نظر له سليم نظرة خاوية، خالية من الإحساس:
ـ وأنت ليه مش قادر تفهمني؟ ليه مش عايز تقتنع؟ ليه مش حاسس باني مدبوح؟ وليه مش قادر تقتنع أن مصيرها لازم أنا اللي احدده، وأن نهايتها لازم أنا اللي أعملها، لأنها عملت دا كله وهي على ذمتي، على ذمة راجل، و مينفعش اسامح ولا انسى لأن دا شرفي والشرف مافيش فيه تهاون، ولا مسامحه٠
❈-❈-❈
( منزل ساندي)
فتحت غرام باب منزل ساندي، شاهدت ساندي تجلس على الأريكة في أريحية تامة، نهضت فور أن شاهدتها وقالت:
ـ جيتي في وقتك٠
اقتربت غرام منها والغضب يحركها مثل كرة من نار تتجه صوب الهدف، أمسكت ب ساندي من ملابسها ثم قامت على ألقاها أرضاً
وصاحت في قوة:
ـ هو انت فاهمة بشوية صور هتحددي لي خطوتي يا بنت الكلب؟
نظرت لها ساندي في نفاذ صبر ثم نهضت من مكانها وقالت وهي تنفض الغبار عن يدها:
ـ طلقك؟!
نظرت لها غرام في غضب وجذبت ساندي من شعرها وقالت:
ـ أنت يا جربة انت فاكرة أن طلاقي من سليم هيخليني ارجع لك؟ دا انا هوريك النجوم في عز الضهر، هخليك تلحسي تراب رجلي علشان اسامحك على عملتك دي، بقا تعضي الايد اللي اتمدت لك، تعملي فيا أنا كدا؟
تنهدت ساندي ثم قالت:
ـ كفاية كدا يا لوليتا وافهميني٠
بصقت غرام في وجهها ثم قالت:
ـ وكمان بتديني أوامر، دا انا هشربك المر٠
جلست ساندي على إحدى المقاعد أمام غرام وهتفت:
ـ أنت ليه مش قادرة تشوفي الامور كويس؟ مش عايزة تفهمي أنا عملت كدا ليه؟ أنا بس عايزة اعرف حاجة واحدة بس هو طلقك ولا لأ؟
جلست لوليتا على المقعد الآخر في مواجهتها ثم قالت:
ـ اشوف! أنا اللي اشوف؟ دا انت سنينك معايا سودا، خلاص اتفرغت ليك وللكل، هربيكم يا عرر، هعمل لكم حفلة تعذيب وتربية واصلاح، عذاب محدش شافه قبل كدا، هموتكم بالبطيء، أنا قبل ما اجي هنا كلمت امبيش، أمبيش عارفة مين هو أمبيش؟ امبيش النمساوي اللي متعته كلها في ضرب النسوان وتعجين لحمهم في عضمهم، اللي بيكسر عضم البني ءادم و يجرشها ، انت اول واحدة هبتدي بيها، اول واحدة هيتكسر عضمها قدامي وأنا بسمع موسيقى وآكل لب، وربيكا بتاعتك دي هسحلها بايدي وافرم لحمها فرم، أنا يا بنت الكلب تصوريني أنا؟ أنا يا تربية الشوراع تخلي واحد يذل فيا كدا؟ أنا يتعمل فيا كدا؟ دا أنا هخليكم تتمنوا الموت ومش تنولوه، هخليكم اكل للكلاب٠
ساندي نظرت إلى غرام، بلعت ريقها وهي تتخيل ما تريد لوليتا فعله وتابعت :
ـ ما أنا عارفة ومتأكدة انك قادرة تعملي فيا كدا، بس لو تعرفي الغرض من دا كله اي؟ هتشكريني، كان لازم اتصرف٠
هتفت غرام وهي تصفع ساندي عدد من الصفعات المتتالية:
ـ اشكر مين يا بت؟ انتي؟؟ اشكرك انت يا خدامة!؟ انت خدامة عندي ولا نسيتي؟
تراجعت ساندي عدة خطوات من جراء الصفعات قاومت رغبتها في البكاء بعد أن شعرت بالألم وقالت:
ـ سلمان ساب لك عرض، اديني فرصة افهمك٠
ابتسمت لوليتا وهي تشاهد دموع ساندي وقامت بجذبها من شعرها وقالت:
ـ اي يا بت أنت صدقتي أن ليك قيمة ولا اي؟ تفهميني اي يا واطية؟ يا زبالة انت٠
هتفت ساندي وهي تحاول أن توقف سيل اللكمات والصفعات المتتالية عليها من غرام:
ـ سلمان عايزك معاه برا٠
توقفت يد غرام لحظة ثم صفعت ساندي مرة ثانية وقالت:
ـ برا!؟
همست ساندي وهي تمسح خيط دم نزف من فمها:
ـ ايوا في فرنسا٠
جلست لوليتا على المقعد، أشارت إلى ساندي أن تأتي لها، زخفت ساندي حتى تصل إلى لوليتا وصلت إلى ركبتها، في حين قالت لوليتا:
ـ العرض جه بعد ما أنا مشيت، اي اللي خلاك تصوريني؟
همست ساندي وهي تشير إلى الغرفة:
ـ الأوضة فيها كاميرا، أنا بقالي فترة حاطة فيها كاميرا، علشان لو حد من البنات ضايقني أو مدفعش النسبة مظبوط، بهددهم بالصور، وأنا لما انت دخلت هناك مع سلمان مجاش في دماغي اي حاجة، ملحقتش أشيل الكاميرا، الوقت كان ضيق اوي٠
تأملت لوليتا وجه ساندي ثم قالت:
ـ ولما سلمان كلمك فكرت بسرعة وبعتي الصور ل سليم علشان نسبتك المرة دي خرافية مش كده؟
بررت ساندي:
ـ أنا متأكدة أن سليم مش هيطلق غير لما يعرف انك:::
نظرت لها غرام في حقد وقالت:
ـ خدتي القرار مع نفسك من قبل ما ترجعي لي، علشان نسبتك، مش كدا؟
همست ساندي:
ـ سلمان عنده قصر في فرنسا، وشركة هناك، ومش بس فرنسا انت هتلفي معاه العالم كله٠
نظرت ساندي إلى لوليتا وتابعت وهي تصف لها:
ـخلاص شغلك هيتنقل نقله تانية خالص، سلمان خلاص غرق فيك، كلمني بعايزك معاه برا، خلاص يا لوليتا حياتك هتبقي برا، قصور مجوهرات صفقات برا، عيشة الملوك، عيشة الاميرات ومش عايز ليلة وانتهينا، مميزاتك هتكون أعلى بمراحل سطوتك اكبر، الشركات هتبقي تحت امرك، تنتقلي من فرنسا ل لندن، حياة تانية حياة ارقى واجمل، فهمتي؟ عرفتي أن أنا كنت عايزة عشانك الخير والعز وبس، أنا يمكن زي ما انت بتقولي طماعة وبحب الفلوس بس ولائي لك مش لاي حد تاني٠
رفعت غرام رأسها ويدها وقالت:
ـ معنى كدا أن سلمان قالك أنه بيرحب بيك انت كمان معانا٠
همست ساندي وهي تحاول ارضاءها:
ـ ما هو أنا زي ما بعمل هنا، هعمل هناك، قبل ما سلمان يزهق هاكون أنا عرفت ميت واحد غير سلمان يعيشوك بردوا في قصور، أنا زي ما بدور على مصلحتك هنا هدور عليها هناك٠
نظرت غرام إلى ساندي، لا تستطيع أن تغفر لها اتخاذها القرار عنها، ولا تستطيع أن تغفر لها جرأتها في تصويرها، حتى إذا كان الأمر كما زعمت، ولكن ساندي قد أعطت إلى ذاتها صلاحية
ومساحة كبيرة في حياتها وهذا أمر لا تريده غرام، فكرت أن تطيح بها ولا تجعلها رفيقة لها في انتقالها إلى الخارج ولكنها في حاجة إلى امرأة مثل ساندي، تعلم تاريخ كل شخص وثقله وما يمتلكه، ولكنها لا تريد أن يمر ما حدث مرور الكرام، ما حدث هو تطاول وجرأة على الملكة
دخل أمبيش في تلك اللحظة زنجي ضخم الجثة قال في صوت خشن:
ـ أؤمر يني يا ملكة٠
أخرجت غرام من حقيبتها حبل وايشارب قصير حتى يتم تقييد ساندي وتكميمها:
ـ اقفل الباب وراك وشوف شغلك٠
صرخت ساندي وهي تقبل قدم غرام:
ـ لا يا لوليتا لا٠
هتفت غرام في حدة:
ـ اللي عملتيه يا ساندي غلط، ولازم تتحاسبي عليه علشان ميتكررش هناك برا، وقبل ما تفكري في أي حاجة كمان لازم تعرفيني بتفكري في اي٠
ثم أشارت إلى أمبيش قائلة:
ـ عايزة ضرب يوجع وميعلمش، عايز تعب شهرين تحس بيه علشان تتربى، يا لا اتعامل٠
أخرجت غرام هاتفها وقامت على تصوير التعذيب ثم قالت وهي تضحك في تشفى:
ـ بعد ما تخلص الحفلة الحلوة دي، لازم تحلي يا أمبيش اظن ساندي بردوا تنفع تحليه مناسبة، أنا كمان ليا مزاج احتفظ ب فيديوهات ل ساندي معايا٠
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية