رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 12 - 2 - الجمعة 4/10/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثاني عشر
2
تم النشر يوم الجمعة
4/10/2024
اوقفت نورسين سيارتها أمام المبنى الذي يقطن به وليد ثم ترجلت هي وسيلا من السيارة
شعرت سيلا يالخوف الشديد فأمسكت نور يدها تطمئنها بثقة: ما تخافيش انا معاكي مش حسيبك أبدا بس عايزاكي تكوني قوية سيلا اكدت لي انها ما بقتش طايقة وليد بعد الفيديوهات اللي فضـ حها بيها قدام رائف لو بنتي قدامه ضعيفة خايفة ومنكسرة هيسوق فيها وان كان على فيديو القـ تل هو استحالة هيضرك لأنه مشترك معاك في الجريمة ده اللي فهمته من كلامك لما حكيتي لي خدي نفس طويل وخرجيه ويلا بينا.
وبالفعل ثواني وقرعت نورسين الجرس.
فتح وليد ثم وزع نظراته بينهما هاتفا بعد أن أفسح لهما الطريق للولوج: اهلا اهلا بس انا ما قلتلكيش تيجي يا نورسين انا كنت عايز الأمورة لوحدها عشان نعيد الذي كان.
قال تلك الكلمات وهو يطوق منكبها بذراعه.
فدفعته سيلا بقوة هاتفة بشراسة: ما تلمسنيش يا وليد بعد اللي انت عملته كل اللي بيني وبينك انتهى انا جيت لك بس عشان الكلام اللي انت قلته ومش خايفة منك وان كان على جريمة القـ تل كلنا في الهواء سوا. يعني مش هبقى لوحدي. ما تنساش ان انت شريكي.
صفق وليد هاتفا بإعجاب: تعجبيني يا بنت نصار طول عمرك زكية وواعية بس خليكي فاكرة برضه رقبتك تحت ضرسي عشان كده…
قاطعته بإشارة من يدها: رقبتي عمرها ما تبقى تحت ضرس حد يا وليد انا سيلا نصار برضو.
صمت وليد يستمع إلى حديثها مليا فلاحظ بحت صوتها فهتف بتساؤل: هي الحادثة أثرت على صوتك ولا ايه يا حلوة!
شعرت ليلى بالارتباك فتداركت نور الأمر هاتفة بجدية: اه الحادثة اثرت على احبالها الصوتية.
شعرت سيلا بالارتياح نوعا ما من حديث نورسين فهتفت بصرامة: احنا مش جايين عشان نتكلم في احبالي الصوتية يا وليد انا جاية اقول لك احسن لك تمسح الفيديوهات اللي عندك وتنسى كل حاجة حصلت بيني وبينك لاني نويت من النهاردة اني ما اعرفكش تاني فاهم
أطلق وليد صافرة من فمه ثم دنا منها على حين غرة يسحبها إلى صـ دره مطوقا إياها بكلتا ذراعيه مما جعل سيلا تتململ كي يفلتها لكنها لم تفلح.
فهتف أمام وجهها مباشرة: تؤتؤ انا كده ازعل يا حلوة اللي بيني وبينك عمره ما هينتهي انت نسيتي انك كنت بتحبيني ولا ايه.
دفعته بقوة مما جعله يفلتها ثم أجابته بفظاظة: كنت اديك قلت كنت بحبك لكن دلوقتي انا بكرهك عشان كده ابعد عن طريقي يا وليد احسن لك وما تنساش اني جربت المـ وت قبل كده وعندي استعداد اني اجرب تاني وتالت وانت فاهم قصدي كويس واللي يقـ تل مرة يقـ تل تاني د برضو.
ألقت كلماتها دفعة واحدة ثم دلفت للخارج بخطوات واثقة عكس الزعر الذي دخلت به تتبعها صديقتها التي شعرت بالفخر من حديثها والثبات التي كانت عليه على الرغم من أنها تعلم علم اليقين بأنها ترتعش من الداخل.
أغلقت نور باب وليد من خلفها ثم سارت بجوار ليلى وهي تضحك: والله برافو عليك يا ليلى كنت اكتر من رائعة اهو كده الكلـ ب وليد هيفكر الف مرة قبل ما يأزي سيلا يلا تعالي بقى نقعد نتعشى في مكان واهو تغيري جو بدل القرف اللي احنا كنا فيه ده.
تنهدت ليلى براحة ثم أومأت لها بالموافقة ونظرت لصديقتها نظرة امتنان حقيقي: مش عارفة اشكرك ازاي يا نورسين بجد انت وجودك في حياتي فرق معايا جدا فكرتيني بندى.
سألتها نورسين وهي تضع المفتاح في السيارة: مين ندى؟
اجابتها بهدوء: أختي في الرضـ اعة يلا هحكي لك عنها واحنا بنتعشى
❈-❈-❈
مساءا عادت برفقة خطيبها إلى المنزل وهي تشعر بسعادة لا مثيل لها فمنذ زمن طويل لم تخرج من المنزل منذ عودتها من أمريكا
ألقت بجـ سدها فوق أقرب مقعد وكذلك فعل رحيم الذي سأله السيد حسن نصار: هو رائف مش معاك يا رحيم؟
هزة رحيم رأسه نفيا
رحيم كان معايا طول النهار يا بابا حتى ما راحش الشغل.
اومأ والدها متفهما وغمغم: امال هو فين السكرتيرة بتاعته قالت انه سايب الشغل من بدري وما رجعش!
هتف ماجد بحدة: تلاقيه بيتصرمح زي العادة والله ما انا عارف ايه اللي جرى له بقى شخص تاني خالص غير اللي احنا عارفينه نهايته يلا قومو خلونا نتعشى.
انصاع له الجميع ما عدا رانيا ورحيم هتفت رانيا وهي تصعد الدرج: انا اكلت الحمد لله هطلع اوضتي بقى.
تذكرت شيئا فهتفت بتساؤل: امال فين سيلا مش شايفاها قاعدة معاكم؟
اجابتها هيام: خرجت مع نورسين شوية قالت زهقانة.
اومأت لها رانيا ثم اكملت طريقها
بينما رحيم أردف باحترام: طيب استأذن انا بقى يا جماعة انا جعان نوم بنتكم المفترية ما خلتنيش قعدت عشر دقايق على بعض مش عارف والله ايه ده صحتها مساعداها.
ضحك الجميع بقوة ثم هتف السيد ماجد: طب يا ابني ما تخليك قاعد معانا شوية كمل سهرتك.
أجابه وهو يتثاءب: بقول لحضرتك يا عمي جعان نوم يلا تصبحوا على خير.
اوقفه السيد حسن مخاطبا إياه بصوت منخفض: ابقى كلم رائف وشوفوا فين انا برن عليه طول النهار تليفونه مقفول.
حاضر يا عمي يلا بالإذن ما تقلقش عليه هو شوية وهتلاقيه جي.
❈-❈-❈
أطلق صديقه ضحكة عالية ثم هتف بعدم تصديق: معقولة قالت لك كده يا وليد!
اومأ له بالموافقة ثم استنشق نفسا من سجارته المحشوة: والله يا طارق بس البت ايه احلوت يا ولا وكأنها ما كنتش طالعة من حادثة كأنها كانت في باريس يخرب بيت جمال امها كانت هتطلع من عيني وخصوصا لما قربت وحضـ نتها كان فاضل لي شوية واشيلها وادخل على اوضة النوم الظاهر انها هتغلبني على ما تنسى موضوع الفيديوهات ده بس على مين ده انا ما ابقاش وليد ان ما رجعتها لي تاني.
قاطعه بثقة: ما اعتقدش يا ليدو بيتهيأ لي كده البت دي استحالة هتمشي في السكة دي تاني خصوصا بعد اللي حصل لها لأن رائف مش هيسمح لها تعمل كده تاني
بس انا عندي فكرة أحلى تضـ رب بيها عصفورين بحجر واحد تمـ وت رائف بالبطيء وكمان تضمن ان البت سيلا تفضل تحت طوعك.
وضع بقايا سجارته في المنفضة الكريستالية ثم تطلع إليه بفضول هاتفا بلهفة: ايه هي الفكرة دي قول بسرعة؟
ابتسم طارق حتى بانت نواجزه: تتجوزها يا ابو الصحاب.
❈-❈-❈
بعد أن خلدوا جميعا للنوم اتجهت إلى غرفة شقيقها ثم طرقت طرقات خفيفة وولجت بعد أن اذن لها بالدخول.
أغلقت الباب من خلفها ثم دنت منه تجلس بجواره فوق الفـ راش: حسن حصل حاجة كده انا لاحظتها في سيلا وجيت اسألك عليها.
شعر حسن بالخوف نوعا ما فلربما كشفت شقيقته تلك الخطة لكنه حاول الثبات متسائلا: وايه هي الحاجة دي بقى يا ست هيام؟
أجابته بهدوء: صوتها يا حسن صوتها متغير كده وكمان طريقتها وهدوئها مش سيلا مش حساها سيلا خالص حتى طريقة كلامها غريبة ومتغيرة!
صمت حسن قليلا يرتب أفكاره ثم أجابها بثقة: انت كمان لاحظتي انا اول ما اتكلمت معاها واحنا راجعين من المطار لاحظت بس ما رضيتش اقول لحد عشان ما اقلقكوش وسألت على طول الدكتور بتاعها وقال ان ده طبيعي ممكن يحصل عادي جدا خصوصا بعد الاضطراب النفسي اللي حصل لسيلا كمان اكد لي ان في حالات بيحصل لها كده وهي اتعرضت لضغط نفسي كبير جدا اثناء الحادثة والفتره اللي قعدت فيه في غيبوبة
أما بالنسبة لطريقتها وتصرفاتها فده طبيعي ما تنسيش انها رجعت من المـ وت يا هيام آه انا معاكي انها متغيرة شوية بس ممكن تكون بتحاول تتأقلم تاني مع حياتها بعد ما كانت بين الحياة والمـ وت فهماني احنا كلنا لازم نقف جنبها ونساعدها انها تنسى وتتخطى المرحلة دي من حياتها عشان خاطر اخوكي ومراته فهماني يا هيام.
تنهدت براحة ثم تطلعت إليه بامتنان خالص هاتفة بجدية: مش عارفين من غيرك كنا هنعمل ايه يا حسن بجد انت العمود الفقري بتاع العيلة دي كلنا راميين الحمل عليك يا اخويا بس احنا عارفين ان انت قدها وقدود ربنا ما يحرمناش منك ابدا.
ربط حسن فوق يد شقيقته مغمغما بوقار: ما تقوليش كده يا حبيبتي انا بحس انكم ولادي مش اخواتي بس انا يا هيام مشغول بالي على رائف مش عارف ايه اللي حصل للولد ده ما بقاش طايق بنت عمه ولا بيقعد في البيت ولا في الشركة قولي لي اعمل ايه
حاولت اسأله كتير ما رضاش يقول لي حاجة كل اللي وعدني بيه انه هيحاول يبطل سهر وشرب واديه لحد دلوقتي ما رجعش.
شعرات هيام بالحزن على شقيقها والحمل الذي يحمله فوق عاتقه فهتفت بجدية: انا كمان ملاحظة ده بس رائف ما يتخفش عليه يا حسن رائف راجل طالع لك في كل حاجة هو بس اخد ملامح من مامته عارف لو كان…
قاطعها حسن بانزعاج: ملامح ايه بس يا هيام بقول لك أحواله مش عجباني خالص انت عارفة انا ما نمتش ليه لحد دلوقتي قاعد مستنيه لازم اتكلم معاه.
هتفت شقيقته بهدوء: ما ينفعش تتكلم معاه دلوقتي يا حسن اكيد هيرجع شارب والكلام مش هيبقى له أى لازمة نام دلوقتي والصبح يا حبيبي يبقى لكل حادث حديث يلا تصبح على خير.
اتجهت للخارج مغلقة الباب من خلفها تاركة حسن نصار يفكر كثيرا ويحمد الله انه خرج من تلك الورطة فبعد أن نبهته زوجته هاتف طبيب صديقه وأخبره عن موضوع تغيير صوت ابنة أخيه فأخبره بأن هذا عرض طبيعي ربما بسبب الاضطراب النفسي او بعض الأمراض لذا قرر أن يخبر أي أحد يلاحظ تغيير صوت سيلا في هذا الأمر
اقتنع بحديث شقيقته فأغلق نور الغرفة وخلد للنوم سريعا عازما على التحدث مع ابنه في الغد.
❈-❈-❈
أما عند سيلا فبعدما اوصلتها نورسين وذهبت ولجت بهدوء فعلمت أن الجميع نيام
جلست فوق إحدى الأرائك وهي تفكر في كل ما حدث لها وكأنه شريط سينمائي يمر أمام عينيها
شعرت بالحزن الشديد فوالدها لم يسأل عنها حتى الآن وكأنه كان منتظرا تلك الفرصة كي يتبرا منها.
دمعت عيناها حزنا على حالها
ثواني وشعرت بالباب يفتح يليه ولوج رائف الذي كان يترنح من أثر المشروب الذي ارتشفه بكثرة
دنت منه كي تساعده خوفا عليه من السقوط أرضا لكن عندما امسكت بذراعه نظر إلى عينيها هاتفا بكلمات ثقيلة: انت لعـ نة حياتي يا سيلا.
خفق قلبها بجنون فكيف لفتاة أن تفرط في حب كهذا او بالأحرى في شخص كهذا لديه كل المقومات التي تحبها أي فتاة الرجولة والوسامة والجاذبية ناهيك عن ثراءه ورقيه
وهنا ايقنت أن ما يحدث مع هذا الشاب هو بسبب ابنة عمه الخـ ائنة لم تنطق ببنت شفا بل عاونته حتى اوصلته إلى غرفته وبعد أن أجلسته فوق الفـ راش استدارت كي تخرج
لكنها توقفت عندما استمعت إلى صوته المتعب: خليكي معايا ما تمشيش.
حاولت عدم الانصياع لرغبته لكن قلبها لم يطاوعها بأن تتركه وهو في تلك الحالة فمن المفترض أنه يكره سيلا الآن ولن يقربها
لذا دنت منه وجلست فوق الفـ راش بجواره
أخذ يتطلع إليها وهو صامتا وبدون سابق إنذار ألقى بنفسه على صـ درها يحتـ ضنها بقوة ويبكي.
مهلا هو يبكي حقا وآه من بكاء الرجال لم تشعر بنفسها إلا وهي تحتـ ضنه وتمسد فوق خصلاته وتهدهده ببعض الكلمات المطمئنة
دقائق وكان يبتعد عنها وهو يمسح دموعه بأطراف أنامله هاتفا بخفوت: أنا بكرهك اوي يا سيلا.
أطرقت برأسها أرضا لكنها سرعان ما رفعتها عندما استمعت إلى باقي حديثه المتألم: لا انا كداب انا بحبك اوي والغريبة بعد كل اللي انت عملتيه مش قادر اكرهك.
امسك يدها يرجوها بعينيه مستطردا حديثه المعذب: اخرجي من قلبي بقى يا سيلا ساعديني اني اشيلك من قلبي لأني مش قادر لا أقرب ولا ابعد.
دمعت عينيها على حاله فهي لم تستطع التفوه بأي كلمة لمواساته بل المصدر الوحيد لآلام ذلك الشاب هي.
مد رائف أنامله المرتعشة وراح يمسح دموعها مسترسلا حديثه: الدموع دي ليه سيلا ندمانة ولا شفقانا عليا؟
عموما لو انت ندمانة الندم ده مش هيفيد بحاجة ولو انت شفقانة عليا فكتر خيرك.
ألقى كلماته ثم تمدد فوق الفـ راش وما زالت دموعه تنساب فوق وجنتيه
هبت سيلا عازمة على الذهاب إلى غرفتها وقلبها محطم إلى شظـ ايا صغيرة من شدة الحزن لكنها قررت أن تبقى بجواره حتى يغفو.
وبالفعل جلست فوق الفـ راش لكنها بدون أن تشعر ألقت برأسها فوق رأسه وغطت في سبات عميق
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية