رواية جديدة حرمان الهوى لكيان - اقتباس الفصل 15 - الأربعاء 9/10/2024
قراءة رواية حرمان الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حرمان الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة كيان
اقتباس
الفصل الخامس عشر
تم النشر يوم الأربعاء
9/10/2024
حينما
رأيتها للمرةِ الأولىٰ
كانت هُناك نظرةٌ مُداعبة
تطلُّ من عينٍ حنون
عِندها وقف كُل شيء في مكانه
دقيقة سُرقِت
بينما لم أنتبه
أدركت هي فيها
أنني قد وقعتُ في الحُب.
بسم الله الرحمن الرحيم
ظنت أنه لحظة رومانسية بينها وبين زوجها حتى أبعدها يونس عن عنقها ليتمكن من النظر إليها سائلًا:
" شفتيه بيتكلم معاه ازي "
استنكرت طريقته في السؤال ثم أجابة:
"والله شفته بيتكلم معاها بصوت واطي"
داهم الشك عقل يونس اهناك ما يربط عمته بهذا الوغد، علي أي حال سيعرف أجابة هذا السؤال عليه الأن الانشغال بتلك التي تتوسط قدمه تطالعه بعنيها السوداويتين، لتسأله هي مستغربة:
" ليه يا يونس فيه إيه أنا فكرته بيسالها علي حاجة "
عد من جديد يعطيها كامل أهتمامه، ويده تتحرك بين خصلات شعرها:
" لا مفيش حاجه مهم "
عادت وجنته تتورد من جديد عند صب كامل تركيزه عليها وعنيه تمسح كل جزء من وجهها:
" شهد أنتِ جاهزة أظن كفاية أنتظار كدا "
أصبحت وجنتها كتلة من النار لا تقوى على قول شيء سوى أنها نكثت رأسها إلى الأسفل، رفعها يونس عن قدمه ثم ابتعد عن المعقد وهو الأخرى:
" قولي لأخواتك يجهزوا هنروح نزور والدك، وبليل أبقى نتكلم في الموضوع دا "
" حاضر "
خرجت هي، وقف عن معقدة يعدل من جلبابه، ثواني وفُتحى الباب لتدخل منه سما منكثت الرأس، ليسأل مستفهمًا:
" في حاجه يا سما"
فركت يدها في بعضيهم لقد نست كل ما حفظته لتتحدث بعفوية:
" شكرا علي كل حاجه يا يونس "
ترك ما بيده يشير لها بجلوس:
" أقعدي يا سما "
جلست فوق المقعد المقابل له ليعود يونس ويجلس مر أخري:
" سما أنتِ وصيت عم عبده ليا، هقولهالك تاني أنتِ واخواتك أخاف عليكم أكتر من ولاد اخويا ويعلم ربنا بكدا "
صمت قليلًا لترتيب حديثه،وضعًا ما يريد مواجهتها به لتعديل سلوكها:
" ونادر دا كان لازم يتربا ، أنا ضايقتك منك أنك مقلتليش أن في حد بيضايقك في المستشفى، بس هعتبر دا درس وتعلمتي منه، بعد كده اي حاجه تيجي تحكيلي او تحكي لجوزك المهم يبقى فى راجل عارف، وتبطلي عنادك وراسك الناشفه دي "
عضت سما شفتها في خجل:
" مش هتكرر تاني إن شاءلله "
اشار لها يونس:
" قومي غيري علشان رايحين نزور والدك وخلي نوح كمان يجهز "
❈-❈-❈
يومين لقد مروا يحمد الله على تلك الوجبة التي يحضروه له في كل مساء كسره من الخبز عليه بعض الجُبن، خسر الكثير من الوزن خلال هذه الفترة القصيرة أن أستمر الحال هذا الاسبوع سيموت حتمًا.
أستمع لصوت خطوات أت لصرخ من جديد ولكن بصوت بات أضعف بقليل:
" بقولكم طلعوني من هنا وأنا مش هعمل حاجه "
" لا أنا عايزك تعمل "
كانت تلك عبارة يونس الهادئة ربما الواثقة، دنى من الأرضية أسفله حتى يصبح علي مقربة منه:
" هتطلع بعد أسبوع زي ما قلتلك وسعتها أنا عايزك تعمل حاجة "
حاول نادر تهدئة الحوار ليستلطفه:
" أنا مش هعمل كدا تاني والله وهسيب البلد مش هتشوفوا وشي تاني، بس بلاش تخلي نوح يضرني في شغلي "
زوى يونس فمه في بسمة صغيرة يكمل حديثه ببرود:
" هتقعد الأسبوع وهتطلع ولا هتقدر تعمل حاجه وهتخسر شغلك وهتسافر وحتى بعد ما تسافر لو عرفت أنك فكرت تبص لبنت تاني هجيبك "
أثار حديث يونس الواثق غضب نادر ليجرب التهديد من ثم صرخ به:
" ولا هتقدر تعمل حاجه وأنا هطلع من هنا ومش هسكت "
وقف يونس عم مكانه ثم قهقه يونس بصخب:
" وماله مستني "
عاد يونس ينحني مرة أخرى إلى مستواه:
" عارف الوسخ الي كانت معاك حصل فيها أيه "
انتفض قلب نادر منتظر معرفة ما حل بنوسه، ليكمل يونس:
" اتشردت بتبوس علي رجلي علشان ترجع شغلها بس وحده رخيصه زيها تستاهل الي بيحصل فيها، ربنا عطاكم شغل تقدمه بيه الناس وترضوا ضميرك وانتوا بتستغلوه كده خساره فيكم، جربوا بقى نعمة شغلكم بعد ما خسررتوه "
" عمي يونس يلا علشان هتتاخر "
قالها سيف عند دخوله، ليلتف يونس يسير أمامه:
" يلا "
❈-❈-❈
أنتظرت حتى غادر الجميع المنزل لتردي عباءته السوداء متخلية عن نقابها فهو أصحابي علي دري أصبح، اقتربت منها ورد بعد انتهائه من ارتداء ملابسها:
" هتروحي برضو يا ستي "
أجابة وهي تهندم ملابسه بسرعة ودون اهتمام:
" لازم اروح يونس لو عرف هنروح أحنا الاتنين في داهيه "
تحركت ورد تسعدها:
"خدي بالك يا عمتي يونس يكون باعت حد وراكي"
" متقلقيش، وزي ما قلتلك أستغلي أن مفيش حد في البيت وفصلي النور ودوري في مكتب يونس عن أي حاجة "
ودعته ورد ثم تحركت هي إلي وجهتها تسب وتلعن هذا الشريف، مرة نصف ساعة حتى أصبحت في منزله، وكعادته يجلس يحتسي الخمور ليبتسم بإنتصار عند دخولها:
"نورتي"
ردت في حنق:
" عايز ايه "
وقف عن معقدة يملأ كأس آخري من مشروبه:
" شكلك أجمل من غير نقاب "
زجرته بحدة هذه المرة لقد تخطى حدوده:
" اخلص عايز إيه "
ليجيب دون مراوغة هذه المرة:
"ورق أرض مع يونس وهتاخدي قد المبلغ اللي خدتيه"
طالعته بحنق:
"الفلوس متلزمنيش أنا اديتك الشيكات علشان تعمل مشكله ليونس بس أنت طلعت فاشل"
مط شفتيه ثم عاد يجلس فوق معقده يعرض عليها صفقة سوف تعجبها:
" هتيلي الورق دا وأنا هلبس يونس مهران قضية ممنوعات ياخد فيها مؤبد "
التمعت عيناها فى سعادة كيف لم تخطر ببالها تلك الخطه، هذه الخطة ستكون الكرة التي تشتت شمل عائلة مهران عندها لم يكن هناك قائد سواها.
" موافقة أديني يومين والعقد دا يبقي عندك "
" والمبلغ أهو "
❈-❈-❈
ما أفتقده ليس شيئًا مضى ، وإنما شيئاً ، لن يحدث أبدًا وهو وجودك يا أبي
وقفت فوق قبر أبيها تحضن منه أختها، بينما رفض نوح أن يحضن احد زوجته سوى جالس بجواره فوق الأتربة تحرك كفها الرقيق فوق اسم والدها المدون أعلى الرخامة.
" وحشتني اوي يا بابا الحياه من غيرك صعبه اوي "
إزالة تلك العبرة الساقطة من جفونها لتكمل حديثها بينها وبين والدها:
"أنا اتجوزت نوح أنت ديما كنت تقولي عليه أنه راجل وجدع وكويس، يمكن اكتشفت دا متاخر بس انا حاسه بحاجه نحيته يمكن مع الوقت اتاكد اكتر واحب، سلميلي علي ماما هي كمان وحشتني اوي"
تمسكت منه بكف شهد جسدها فقد يرتعش وتهطل دموعها تلتصق بشقيقتها الكبرى.
" رحت وسبتني ليه كنت لسه محتاج كمان، أيوه شهد ويونس مش مخليني محتاجه حاجه بس أنا عايزك أنت عايزه احضنك مره واحده تاني تعاله اشم ريحتك ورجع "
ضمتها شهد تقربها إليها أكثر تقبل رأسها ثم قالت من بين شهقاتها:
" أنا جنبك يا حبيبتي "
تبسم يونس من بين اوجاعه مخرج ما بجوفه:
" متخفش علي امانتك يا عم عبده في الحفظ والله، اللي حصل لسما والله كان غصب عني بس متخفش عليهم والله في عيوني التلاته "
انتهى كل منهم سرد ما يريد ليقف يونس:
" يلا "
تحركوا جميع إلي السيارة لتصعد منه مع يونس وشهد، سما ونوح في سيارتهم الخاصة.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة كيان، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية