-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 50 والأخير - 1 - الأحد 6/10/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخمسون والأخير

1

تم النشر الأحد

6/10/2024



"وها قد أشرفت النهاية، وأصبح لكل شخصاً حياة جديدة مع نصفه الآخر، وانتهت أيام العذاب والفراق"


فور أن علمت أسيل وأسما بولادة تمارا ذهبوا لها إلي المشفي ليطمأنوا عليه وعلي الصغير "يونس" وكانت فرحتهم به لا توصف، وفي المساء عادت تمارا إلي المنزل برفقة زوجها وطفلها وخالتها الحبيبة وزوج خالتها، وكان في إنتظارهم هناك تقي وأسر وأسما أسيل.


فور أن رأت تقي شقيقتها تدلف مستندة علي زوجها حتي ركضت تجاهها تضمها بلهفة:

-حمد الله علي السلامة يا قلب اختك من جوه.

ضمتها تمارا بحب وقالت:

-منحرمش منك يا حبيبتي الله يسلمك.

اتجهت بنظراتها إلي خالتها التي تحمل الصغير وتبسمت بحنان قبل أن تبسط ذراعها تحمله:

-قلب خالتو اللهم بارك.

حملته برفق ووضعت قبلة على جبينه:

-بسم الله ما شاء الله شكل أدهم بالظبط تمارا أنتي لو مكنة تصوير مش هتجيبي الدقة دي.

تبسمت بآلم:

-أهو جه أهو.

نظرت حولها بحيرة وتسألت:

-هو عمر فين ؟

أشارت لأعلي وقالت:

-قاعد فوق مع عاليا.

تنهدت بإرتياح وعقبت:

-طيب الحمد لله أنا خايفة من رد فعله مع يونس.

قطبت الأخري جبينها بحيرة وتسألت:

-ليه يعني ما هو بيلعب مع بنتي وبنت عليا عادي ؟

هتفت عليا بإيضاح:

-أيوة دول بنات يا تقي وكمان مش أخواته لكن الاخ بيغير من أبوه فهمتي؟

أومات تقي بإيجاب:

-تمام يلا يا قلبي يلا أدخلي أرتاحي.

 ألتفت إلي أدهم وتحدثت مبتسمة:

-ألف مبروك يا أبو أدهم.

تبسم بهدوء وقال:

-الله يبارك فيك يا تقي بس أنا أبقي أبو عمر يا ست تقي عايزة عمور يزعل منك ولا أيه ده أنت حماته المستقبلية.

اقترب أسر وضم شقيقه بحنان:

-مبروك يا أدهم ربنا يبارك ليك فيهم.

رد أدهم ممتناً:

-ربنا يبارك فيك يا حبيبي ويبارك في عليا الصغيرة.

أمن علي دعائه :

-يارب يا حبيبي.

وكذلك اقتربت أسيل من شقيقها وتمارا وباركت لهم مرة آخري بينما أسما كعادتها خجله وتقف بعيداً، نظر لها أدهم وفتح ذراعيه بحنان وقال:

-مش هتباركي ليا يا أسما؟

تبسمت بحب واقتربت منه علي استحياء:

-مبروك يا حبيبي ربنا يبارك فيهم ويجعلهم ذرية صالحة.

قبل أعلي جبينها وضمها بحب:

-الله يبارك فيك يا قلب أخوكي ربنا يبارك في لولو وتجيبي ليها أخ أو أخت قريب باذن الله.

ردت ممتنة:

-يارب يا حبيبي في حياتك.

اتجهت إلي تمارا ضمتها بحب:

-مبروك يا تمارا وحمد الله على السلامه.

ردت بحب:

-الله يسلمك يا حبيبتي تسلمي لولو فين ؟

أشارت لأعلي:

-فوق مع عمر .

أتسعت عين أدهم مردداً بتسلية:

-يا بخت يا عمور قاعد مع العليتين هتلاقي هايص.

أشتاظ أسر غيظاً:

-أنا هطلع أجيبه من قفاه يا أخويا متقلقش.

ضحك الجميع ودلوفوا جميعاً إلي داخل.

❈-❈-❈

بينما في الأعلي وتحديداً غرفة أسر وتقي يجلس عمر في المنتصف وعلي يمينه عليا إبنة أسر وتقي وعلي يساره عليا إبنة قاسم وأسما يضع قبلة علي وجنة كل واحدة منهن بالتوالي.

فتح الباب فجأة ودلف أسر الذي اتسعت عيناه بصدمة مما يراه واتجه إلي يصيح بجنون:

-بتعمل أيه يا حيوان أنت ؟

رد ببراءة:

-بحط بوسة علي خد كل واحدة منهم يا عمو عشان مش يعيطوا.

تهكم أسر ساخراً:

-عمو مين يا واد ده أنت إلي عمه يا خفيف مثبت موزتين وأنت لسه في الحضانة أمال لما تكبر هتعمل أيه يا مفعوص أنت ؟

رد الآخر بفخر :

-هثبت موزتين كمان عشان يبقي كده أربع موزز واتجوزهم مش الشرع محلل ليا أربعة.

أتسعت عين الآخر بصدمة وتسأل بعدم تصديق:

-هو أنت بجد مصدق إنك طفل ؟ أنا إلي طفل ياله قوم قوم روح لأبوك وأمك يا خفيف قال عايز تتجوز بنتي وعليها أربعة ده أبعد من شنبك يا إبن أدهم.

حمله من وسط الطفلتين وأنزله أرضاً وبعدها حمل طفلته علي ذراع والذراع الآخر إبنة شقيقته:

-أتفضل يا بيه قدامي أتفضل.

❈-❈-❈

في غرفة أدهم وتمارا كانت مستلقية علي الفراش ورضيعها في أحضانها وأدهم يجلس جوراها والبقية ملتفون حولهم أستأذن أسر بالدخول ودلف أولاً وهو يحمل الطفلتين، نهضت أسما سريعاً وأخذت طفلتها عنه:

-هات لولو عنك يا أسر.

أعطاها الطفلة بحنان:

-اتفضلي يا ستي.

دلفت عمر وهو ينظر إلي والدته تارة وإلي الرضيع الذي بين يديها تارة آخري.

نادته والدته بحب:

-تعالي يا موري تعالي يا حبيبي قرب.

اقترب منها وحمله والده وضعه فوق الفراش فاقترب من والدته وتحدث بغيرة طفولية:

-ماما مين ده ؟

ردت تمارا بحنان:

-مش أنا كنت حامل يا حبيبي؟ أهو أخوك جه خلاص.

أشتاظ غيظاً وصاح بطفولة:

-لأ أنا مش عايزه رجعيه جوه تاني أنتِ تشيلي عمر وبس.

تبسمت بحب وقالت:

-هشيل موري وبس ومروي حبيب وقلب ماما كمان بس هو لسه صغنن لازم نشيله وأنت كمان تشيله وتلاعبه زي ما بتشيل لولو و لولو.

رد بحزن طفولي:

-بس لولو ولولو مش اخواتي وليهم بابا وماما لكن أنت وبابا هتحبوه أكتر مني.

حمله أدهم بحب وقبل جبينه وتسأل :

-مين قال كده؟ وبعدين احنا بنحب عمور وبعدين ده اخوك الصغير يعني أنت إلي مسؤول عنه ولازم تخلي بالك منه عمور مش بابي أكبر واحد صح ؟

أومأ ببراءة:

-أيوة أنت أكبر من عمو أسر ومن عمتو أسيل ومن عمتو أسما كمان.

استطرد بإيضاح:

-وأكبر من مامي ومن خالتو تقي كمان يا عمور كنت وأنا أدك كده تيتة خلفت عمو أسر وبقيت أنا إلي أهتم بيها وبعدها بسنة خالتو جابت مامي تمارا بقيت اخلي بالي منها ومع عمو أسر وبعدين جت عمتو أسيل وخالتو تقي بقيت أنا وعمو أسر نخلي بالنا منهم ونشيلهم ونلاعبهم لغاية ما نورت عمتو أسما بقينا كلنا نهتم بيها وأنت الكبير زي بابا وأنت إلي لازم تهتم بيهم أنت بتحب لولو ولولو وبتعتني بيهم وده أخوك الصغير لازم تحبه كمان وتعتني به فهمت يا قلب بابا هو كمان بيحبك قوي وشكلك شوف حلو زيك إزاي ؟

نظر إلي شقيقه ببراءة وقال:

-هو اسمه أيه يا بابي؟

رد أدهم بحنان:

-يونس.

أعجب عمر بالاسم وهتف بطفولة:

-يونس ؟ إسمه حلو .

قبل أدهم جبينه بحب وقال:

-حبيب قلب بابا أنت إلي حلو وإسمك حلو كمان ها بقي يا وحش هتخلي بالك منه ؟ 

هتف بحماس:

-أيوة يا بابي هكون زيك عمود البيت.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-عمود البيت ؟ جبت الكلمة دي منين ؟

أشار إلي جده وأجاب ببراءة:

-جدو سراج دايمًا يقول لو أنا موت هكون مرتاح عشان سايب أدهم عمود البيت.

نظر إلي والده ممتناً وعقب بإيضاح:

-أنت مش بس سايب عمود في البيت يا بابا حضرتك سايب نابته صالحة ذرية صالحة أتربت علي حب الخير وحبهم لبعضهم لبعض هتسيبهم إيد واحدة وبيحبوا الخير لبعض نظر إلي شقيقاته وتحدث بصدق:

-مش بس أحنا لأ أنت كمان مسلم أسيل وأسما لزوجين الصالحين هيتقوا ربنا فيهم وهيكونوا سند وعوض ليهم بإذن الله وأنا وأسر هنفضل كتف بكتف وفي ضعى بعض وضهر اخواتنا كمان ومعانا زوجتين ونعمة الزوجات .

تبسم سراج بإعجاب وقال:

-أنت لخصت كل حاجة فعلاً يا أدهم فعلاً أنتوا ذرية صالحة وهتفضلوا دايما إيد واحدة.

اقترب أسر من شقيقه مرتباً علي ظهره بحنان وأضاف مؤكداً:

-بس كلام بابا صح يا أدهم أنت عمود البيت أنت مش بس أخونا الكبير أنت كمان أبونا والسند والضهر بعد بابا وماما.

ضم الاخوين بعضهم بأخوة وحنان….


الصفحة التالية