رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 33 - الأحد 13/10/2024
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثالث والثلاثون
تم النشر الأحد
13/10/2024
( منزل عبد المقصود خال رينو)
وضعت اعتدال زوجة خال رينو الطرحة فوق رأسها ولم تستطع أن تقاوم دموعها التي سالت فوق خديها وقالت في صوت مسموع:
ـ ربنا يسعدك يا بنتي، ربنا يسعدك في حياتك٠
ديما اعترضت في عتاب على موقف الأم وقالت وهي تنظر إلى وجه والدتها:
ـ لأ لأ بلاش نكد بالله عليكم، دا أنا اكتر يوم فرحت فيه ل رينو هو النهاردة٠
ثم نظرت إلى شقيقتها وقالت:
ـ دوللي، دارين شغلوا الاغاني يا لا٠
فتحت دوللي اغنية الفرح الشهيرة ما تزوقيني يا ماما، قوام يا ماما دا عريسي جاي ياخدني بالسلامة يا ماما، شايفة شايفة يا ماما طويل اوي فستاني، سامعة سامعة يا ماما الناس بترقص علشاني، شايفة شايفة يا ماما طويل اوي فستاني٠ سامعة سامعه يا ماما الناس بترقص علشاني يا طبل ومزامير سدو الشبابيك، عريسي جه أنا جاية اهو٠
وانطلقت من فم دوللي زغرودة قوية وصاخت وهي تتمايل يمين وشمال في صوت عال:
ـ شايفة شايفة يا ماما طويل اوي فستاني٠
ثم نظرت إلى رينو وقالت:
ـ بصراحة يا رينو احنا كلنا مش عارفين نقولك اي؟ عايزين نشكر عمرو، عمرو جاب لينا هدايا كتير اوي اوي، حتى الفساتين اللي احنا لابسينها علشان فرحك صمم أنه يجيبها لينا، و بدلة بابا وكمان فستان ماما، واضح اوي أنه كريم وأيده سخية٠
نظرت رينو إليهم ثم قالت في هدوء:
ـ عمرو عمل كدا نوع من الشكر ليكم علشان خالي نفذ رغبته و وافق أن الجواز يتم في يومين٠
ديما نظرت لها في حب حقيقي ومشاعر صادقة وقالت:
ـ واضح اوي أنه بيحبك يا رينو، دا وافق على كل الطلبات اللي بابا شرطها عليه، الشقة باسمك و المؤخر والشبكة طقم الالماظ٠
هتفت دارين في شيء من الغيرة:
ـ آه اصل بابا قال مدمت ربيت يبقى أنا الأب، ولازم احفظ حقوق بنت اختي٠
لكزت ديما ذراع دارين في قسوة وصرخت بها:
ـ بس هري صوتك مغطي على صوت الاغنية٠
نظرت لها دارين في حدة وقالت في اعتراض :
ـ اي يا ديما هو انا بقول سر، ولا بحكي عن حاجة مخفيه، وبعدين مش رينو اللي صممت أن بابا هو اللي يقابله ولغت التانين؟
نظرت لها اعتدال والدتها في تحذير وتابعت:
ـ يا بت يا اللي مافيش فيك غير لسان ويا ريت بيعرف تميزي الكلام، روحي يا لا شوفي المأذون جه ولا لأ؟
هتفت دارين في لئم:
ـ هيجي الساعة عشرة يعمل اي؟
دوللي قالت في صوت
منخفض وهي تشير لها بيدها:
ـ علشان طيارة رينو وعمرو هتطلع الساعة اتنين يا اللي بتفهمي، فعلاً يدوب كتب الكتاب وبعدين ياخدوا طريق المطار٠
هزت دارين كتفيها في غيظ ورفضت أن تخرج من الغرفة في حين قالت دوللي:
ـ أنا بردوا اللي هيتقدم لي لازم يبقى نفس شروط رينو، هأكد على بابا يعمل كدا٠
رفعت رينو نظرها في المرآة ونظرت مباشرة في عين دوللي وقالت:
ـ الأمان مش فلوس ولا مجوهرات٠
اعترضت دوللي:
ـ يعني اي يا رينو؟
تابعت رينو وهي تبتسم إبتسامة هادئة:
ـ الأمان هو شخص تثقي فيه، مش أموال، المال ممكن يضيع بينصرف، بس الشخص اللي نحط فيه الثقة نكمل معاه لآخر العمر، هي دي كل الحكاية، واللي عمله عمرو دا علشان ياكد أنه شاري علشان خوف خالي منه لأنه ميعرفهوش، وخالي كمان علشان ميحسش بالذنب أو أنه قصر في الأمانة اللي عنده مكنش بالغ اوي في الشروط، وعلشان كمان ميعرفش عمرو ٠
ديما نظرت إلى دوللي ودارين وقالت:
ـ احنا مش عزمنا عواجيز في الفرح، والاختين الحلوين عملوا الواجب٠
هتفت اعتدال وهي تضع يد على رأسها:
ـ يا بنات دماغي وجعاني من المناقشات دي، أنا عايزة النهاردة بس اسمع زغاريد وبس، رينو أول فرحة في البيت هنا، ولازم الكلام يتمنع والاغاني بس تشتغل٠
صوت نغمات السيارة التي انطلقت من أسفل منزل عبد المقصود، جعلت الجميع ينظر من الشرفات، تسابق البنات لرؤية القادم من النافذة هتفت ديما التي كانت الأسرع في الوصول:
ـ رينو تعالي بصي بسرعة، عمرو جاي ومعاه المأذون والشهود كمان، و بوكية ورد كبير اوي٠
ضمت اعتدال رينو بين ذراعيها وقالت:
ـ دا مستعجل اوي عايز ياخدها ويطير:
ديما قالت وهي تفرد الطرحة البيضاء خلف ظهر رينو:
ـ علشان يلحقوا الطيارة يا ماما، مش هتستناهم٠
هتفت اعتدال في حزن:
ـ ويعني كان لازم شهر عسل برا، ما هو الغردقة أو شرم الشيخ كان كفاية٠
هتفت ديما وهي تساعد رينو على النهوض:
ـ لأ كدا عمرو عنده حق، لازم ياخدها ويطير، يا لا بقا نطلع كلنا نحضر كتب الكتاب برا، وأنت يا ست ماما يا لا علشان اكيد الجيران هيطلعوا ما هم شافوا عمرو السيوفي داخل البيت٠
هتفت اعتدال وهي تنتبه إلى كلمات ديما:
ـ دارين دوللي جهزوا الجاتوه، انت يا ديما خليك مع رينو ٠
حاولت الاختين الآخرين الاعتراض ولكن اعتدال هتفت في حسم:
ـ مش عايزة اسمع غير الزغاريد وبس٠
تبادل عمرو ورينو نظرات باسمة هادئة في حين قال كاظم الطبيب وهو يلوح إلى رينو:
ـ يا عروسة عمرو واخدنا من الفجر شوارع القاهرة نلف على المأذون لحد ما جبنا الشيخ عبدالعزيز الزهراني٠
هتف المأذون في لهجة اعتذار:
ـ مبارك لكم وعليكم زواج ميمون أن شاء الله، ومعذرة على تعب العريس وأصدقاءه، غيرت عنوان منزلي بسبب ظروف المنزل القديم المائل والذي ينبغي أن ينكس ولكن تركت عنواني الجديد مع كل أصحاب المتاجر في الشارع القديم٠
ابتسمت رينو في حين قال عمرو وهو ينظر إلى المأذون:
ـ اصل الشيخ عبد العزيز كان صديق لبابا٠
هزت رينو رأسها علامة الموافقة، في حين تمت مراسم كتب الكتاب، وانطلقت الزغاريد من فم اعتدال قوية متكررة وكأنها تدعو الجميع أن يعلم أن رينو تم زواجها، مما جعل الجيران يتوافدون على المنزل يقدمون التهاني والتبريكات مع مشاركة الزغاريد ايضاً، وضج المكان بالصخب الشديد، الذي استمر لمدة ثلاثون دقيقة فقط، وكانت كلمات الطبيب كاظم وهي تدعو عمرو ورينو إلى الخروج من المنزل:
ـ يا لا يدوب علشان الطريق وميعاد الطيارة
ومع رحيل رينو عن المنزل مع عمرو أصرت ديما على رش الملح فوق رؤوسهم ممزوج بأوراق ورد حمراء وقرون فلفل شطة صغيرة الحجم،منعاً للحسد، مع ضحكات عمرو ورينو
وانطلقت سيارتهم إلى
المطار متجه الى باريس
همست رينو:
ـ كان نفسي اوي نهال و ود يحضروا اليوم دا معايا، عمري ما تخيلت أن اليوم دا يعدي من غيرهم، هما يدوب لسه راجعين بيوتهم، وكل حاجة تمت بسرعة، وتوقيت الفرح الصبح،
والسفر خلى حضورهم صعب اوي٠
عمرو قال في رفق:
ـ اول ما نرجع من السفر، هعمل لك حفلة كبيرة، ونعزم فيها كل اللي انت عايزاهم٠
❈-❈-❈
.(داخل منزل نهال)
وضع عزيز بعض اللقيمات في فمه ونظر إلى نهال التي بادلته النظرة بقلق كبير، في حين تجاهل هو هذا وقال:
ـ طعم الأكل تحفة بجد، طول عمري اقول مافيش اطعم من أكل خالتي وامي٠
ابتسمت توحيدة وتابعت:
ـ وبنات العيلة كمان اعتماد ونهال نفس الصنعة ونفس النفس٠
هز عزيز رأسه علامة الموافقة وقال:
ـ فعلاً، تعرفي يا خالتي أن أول طبع حلو لازم يكون في اللي هتجوزها أنها تكون طباخة شاطرة؟
رفعت توحيدة رأسها علامة الثقة ثم نظرت إلى نهال التي نظرت إلى اعتماد ترجو منها عون في حين فشلت اعتماد أن تعطيها اي مساعدة فهي لم تعد تفهم خطة عزيز، ولا تفهم ما الذي يرمي له؟ لهذا قالت اعتماد وهي تقطع اللحم بالشوكة:
ـ هو شرط قبل الاكل يكون الاتنين مزاج واحد، وفاهمين بعض علشان اللي حواليهم ممكن يكونوا مش فاهمين٠
ثم مالت برأسها في أذن نهال:
ـ لأ ما هو أنا عملت كل اللي اقدر عليه، مخ عزيز بقا مقدرش أسيطر عليه ولا أفهم مراكبه ماشية فين ولا جاية منين؟
عزيز نظر إلى والد نهال ثم قال:
ـ عمي أنا كنت عايز رايك في حاجات كدا بخصوص شغلي برا و شريكي٠
هز صفوان رأسه علامة الموافقة وتابع:
ـ اكيد يا بني اي مشورة أنا مش هبخل عليك بيها٠
نظرت والدته له في عمق ثم تنحتحت وقالت:
ـ قبل اي حاجة، عزيز جاي النهاردة وعايز يطلب ايد نهال٠
ابتسمت توحيدة والدة نهال ونظرت إلى ابنتها التي نظرت في الأرض وهي تشعر أنها قد وقعت في فخ كبير، نظرت إلى عزيز في عتاب، واتخذت قرار أن ترفض عزيز أمام الجميع فلقد خرجت الأمور عن السيطرة، وعزيز لم يتخذ موقف، لهذا قالت في حسم :
ـ ايوا بس انا :::
اعتماد نظرت إلى عزيز هي الأخرى وقد صدمت ، ونظرت إلى والدتها وخالتها التي ارتسمت ملامح الفرح على وجوهم وبد ا على وجه والد نهال الارتياح، في حين تابع عزيز وهو ينظر إلى نهال:
ـ أنا يشرفني اني اطلب اايد نهال بنت خالتي، ولو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي زيها، وعلشان كدا لازم اقول حاجة مهمة٠
تعلقت عيون الجميع به، وشعرت اعتماد أن شقيقها يخطط لأمر ما، في حين شعرت نهال بالقلق وتمنت أن تركض خارج الغرفة جراء التوتر والعصبية التي تضخ في كيانها كله، وعزيز يردد:
ـ أنا عايز نهال زوجة تانية٠
ألقت والدة عزيز الملعقة على الأرض وشهقت والدة نهال، في حين تنفست نهال في بطء شديد، وابتسمت اعتماد وهي تنظر إلى الجميع،
فقط والد نهال كان هاديء الوجه وهو يستمع في انصات إلى كلمات عزيز الذي قال:
ـ مش عايز ابدأ حياتي مع حد ب خداع أو غش، ومينفعش ابقي بحترم ناس واوقرهم وأنا كذاب٠
والدته صرخت في اعتراض:
ـ أنت بتقول اي يا عزيز؟
نظر عزيز لها في رفق ثم قال:
ـ بقول اللي يرضي ضميري يا أمي٠
نظرت الشقيقتان إلى بعضهم رددت والدة عزيز وهي تنفي التهمة عنها:
ـ اول مرة اسمع الكلام دا، صدقيني أنا مصدومة وازاي؟ وامتا؟!
همست توحيدة والدة نهال وهي تنقل بصرها بين الجميع:
ـ يعني اي تتقدم ل بنتي وتقول عايزاه زوجة تانية؟ عايز تتجوز اتنين في نفس الوقت؟
نظر صفوان إلى توحيدة وقال في لهجة حسم:
ـ أن عايز الكل يسمع ل عزيز من غير اي اعتراض، عزيز راجل ومسئول عن تصرفاته، وشاف أن كل اللي هنا ناس مينفعش تتعامل غير باحترام، والصدق هو الاحترام بين الناس٠
نظر عزيز إلى والدته وقال:
ـ الغربة لها تمن، واقامتي هناك لها تمن، الجواز كان هناك علشان شركاتي والمصنع لازم كان حد يضمن لي تسهيل لكل حاجة هناك٠
اعترضت والدة نهال:
ـ طيب مدام انت متجوز جاي تخطب نهال ليه؟
هتف عزيز في سرعة:
ـ علشان أنا محتاج عيالي يطلعوا تربية شرقي زي ما أنا انربيت، عايزة زوجة اضمن أن ولادي معاها يتعلموا دينهم و ميتأثروش بالفكر أو الحياة الغربية٠
هتفت والدته في حدة:
ـ ازاي كل السنين دي متقوليش؟ ازاي؟
رفعت والدة نهال رأسها في تكبر وتابعت:
ـ نهال مش هتكون زوجة تانية٠
همست اعتماد في حيرة:
ـ الليلة دي اغرب ليلة شفتها في عمري كله، مش قادرة افهم فين الصح؟ وفين الحقيقة؟
صفوان قال في لهجة ثقة:
ـ عزيز أنا مش هلومك على جوازك من واحدة اجنبيه، لأنك وحدك اللي عشت الظروف مش اي حد تاني، وحكاية انك تتجوز نهال وأنت متجوز دا جواز مش رحلة وجايين، واظن أن الكل هنا مش مستحب للوضع دا ل نهال، وأنا هسيب الرأي هنا ل نهال٠
هتف عزيز وهو ينظر إلى نهال:
ـ اي رايك يا نهال٠
نهال انتبهت فجأة على كلمات عزيز فقالت في صوت مبحوح:
ـ لأ٠
واكتفت بتلك الكلمة وهي تشعر أن ثقل كبير قد تم إزاحته أخيراً من فوق صدرها، كانت تريد أن تشكر عزيز من كل قلبها، نشكره أن وجد حل لتلك الورطة، ولكنها لم تستطع أن تفعل، هذا يزيد الطين بله، لقد أشفقت عليه من نظرات والدته، لقد أصبح موقف عزيز الان لا يحسد عليه، أنه مثل متهم يتلقى سهام الإدانة من كل صوب وحدب ويحاول أن يقنع الجميع بموقفه ولكن الأم والخالة يرفضون الاستماع له
نظرت اعتماد إلى نهال ثم ونظرت إلى والدتها التي قالت في شيء من عدم التصديق:
ـ معقول يا عزيز؟ طول السنين دي وأنا نايمة على ودني؟ متقوليش انك متجوز؟ ازاي قدرت تخبي عليا؟ ازاي؟!
ربتت توحيدة على كتف شقيقتها وقالت:
ـ معلش يا حبيبتي، ما هو اللي غلط ابنك وأنت لازم تسامحي، ما احنا عايشين في الدنيا علشان نفضل في ضهرهم حتى لو كان على حسابنا احنا، نعمل اي بقا، رسالة ولازم نكملها للنهاية٠
نظرت لها شقيقتها في صمت، في حين قال صفوان وهو ينظر إلى والدته:
ـ ابنك الظروف حكمت عليه بالجواز هناك، الحياة هناك مش سهلة، وهو لسه متمسك بدينه وأخلاقه، واكبر دليل على كدا أنه مقدرش يبني حياة هنا مع بنت خالته من غير ما يعرفها أنه ليه زوجه هناك، وأنا شايف أن الكل يتعامل عادي مع الأمر، احنا عيلة واحدة واكيد الجواز قسمة ونصيب، ونهال مش ل عزيز بس هتفضل بنت خالته٠
اعتماد قالت في صوت منخفض لم يسمعه سواهم وهي تنظر إلى نهال:
ـ أموت واعرف عزيز بيتكلم جد ولا دا حوار فاكس؟! لو فاكس يبقى عزيز ينفع مؤلف ومخرج وممثل كمان عبقري، ولو حقيقي يبقى فعلاً عزيز بيره غويط ومحدش يقدر يجيب آخره، وما يظهرش منه غير اللي عزيز عايز يوضحه وبس٠
نهال ابتسمت في ثقة وقالت وهي تتابع عزيز وهو يتحدث إلى والدها:
ـ فاكس بقا ولا جد في كل الأحوال في أقرب فرصة لازم اقدم له شكر لانه فعلاً حافظ على علاقة أمي وخالتي٠
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية