رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 14 - 4 - الأربعاء 9/10/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الرابع عشر
4
تم النشر يوم الأربعاء
9/10/2024
بيت محفوظ الأسمر ....
تنهدت "وعد" بتملل فقد إختارت تلك الحياه بإرادتها ، ربما هي فقط من أجبرت نفسها على هذا الإختيار وليس سواها لكنها بالفعل تشعر بالإنهزام ورفض لتلك الحياة من داخلها ...
يتعاظم هذا الشعور عندما تذكرت تلك الواقعة التي تبدل معها كل شئ ببيت عائلة زوجها ...
فمنذ هذا اليوم مكثت بشقتها ولم تتعامل بشكل مباشر مره أخرى مع "قسمت" و"عتاب" بشكل خاص ...
فلاش باك ...
﴿بتلك الليلة وبعد أن إنتهوا جميعًا من إعداد الطعام جلست تطعم "زين" بنفسها قبل موعد تناول العشاء مع بقية العائلة كما هم معتادون بإطعام الأطفال أولًا ، ربما تناسوا جميعًا ما حدث من "عاطف" من قبل و إتهامها بعلاقة خَفية مع "محب" لكنها لم تنسى ذلك ، لكنها أظهرت تناسيه كالجميع تمامًا ، فجميعهم لم يصدقوا هذا الأمر ولم يعطوا لإتهام "عاطف" بالًا لمعرفتهم بـ "محب" و "وعد" ، وإدراكهم بأن هذا هو أسلوب "عاطف" بالتهرب ...
بتلك الشقة الكبيرة الخاصة بوالدى زوجها جلست "وعد" تطعم إبنها ، بينما جلست "قسمت" تطعم بنات "عتاب" الصغار ...
إنزوى "محفوظ" بولده "عاطف" يستكملان حديثهما بغرفة الصالون المغلقة بعد عودتهم من المعرض مع حرص "محفوظ" بألا يقتحم أحدهم حديثهم الهام ، لكن عندما طال الوقت إتجهت "عتاب" نحو الغرفة تطلب منهم الحضور لتناول الطعام ....
كانت أذناها تعمل أولًا قبل يديها التى رفعتها لتطرق الباب لتتحجر حركتها وهي تسترق السمع عما يتحدثون ، هكذا إعتادت فهي تسترق السمع بجميع الأحوال وكان حظها السعيد أن غرفة الصالون بمنأى عن هؤلاء الأطفال كثيري الضجة بالجانب الآخر من الشقة ...
كلمات قليلة سمعتها قبل أن تقطع خلوتهم السرية دون إستئذان مقتحمة الغرفة وقد فتحت عيناها السوداوتين بإندهاش وربما بصدمة وهي تشير بإبهامها تجاههم كمن تلقي بالإتهام عليهم وقد بدا على ملامحها المنزعجة الغضب ...
- إيه إللي إنتوا بتقولوه ده ....؟؟!!
تفاجئ "عاطف" و"محفوظ" بإقتحام "عتاب" حديثهم بتلك الصورة الفظة جعلتهم بحالة ذهول لوجودها بينهم ، إلتفت "عاطف" أولًا تجاه أخته يرمقها بنظراته الحادة ...
- في إيه يا "عتاب" مالك على المسا داخله علينا بزعابيبك ليه ....؟!!
أخذت ملامح "عتاب" تتجهم بقوة نحو أخيها لتتقد عيناها بوهج منفعل قبل أن تشيح بوجهها عنه دون الإكتراث لحديثه ...
إتجهت نحو والدها وهي تدفع بـ"عاطف" بكفيها تبعده عن طريقها ...
- ملكش دعوة إنت ... أنا بسأل أبويا ... إيه إللي سمعته ده يا بابا .....؟!!!
قالتها بنبرة حادة عنيفة موجهة حديثها الغاضب لوالدها ، تلك الطريقة التي لا يقبلها "محفوظ" كرب هذه العائلة ، لا يتقبل هذا الهجوم الغير مبرر ليصدمه طريقتها المحتدة ...
حتى وإن كان قد تصرف بشكل غير مقبول لدى أحدهم فهو لا يتقبل ذلك مطلقًا ، تطلع "محفوظ" أولًا بـ"عاطف" الذي إستشاط غضبا من طريقة "عتاب" المستفزة والمتجاهلة له فهو لا يعتاد هذا التهميش ليصرخ بها "عاطف" ...
- مش بكلمك يا "عتاب" يبقى تردي عليا ...؟؟!؟
إكفهرت ملامح "محفوظ" وهو ينظر نحو إبنته التي تهاجمه بغضب فليس لها الحق بأن تُعدّل على قرار إتخذه ، تحفزت "عتاب" للرد على "عاطف" لكن تلك المرة زادت بإنفعالها وإحتد صوتها تشاجر أخيها دون مراعاة لوجود والدها بينهم ....
- لا يا شيخ ....!!!!! إعملهم عليا وخدني بالصوت .... فاكرني حخاف ... لا يا أخويا مش أنا إللي أتاكل ....!!!
توسطت خصرها بكفيها وهي تميل برقبتها للأمام بنوع من الإستهزاء تحرك رأسها مستنكرة أفعالهم قبل أن تطلق صوتها الغاضب كصافرة الإنذار متهمة "عاطف" بالطمع ....
- عملتها يا "عاطف" ...!!!! ضحكت على أبوك وعايز تاكل حقنا وتضيع فلوسنا ....
صك "عاطف" أسنانه بغضب ليتعالى صراخه الهادر بها لإتهامها المغلوط له ...
- بس يا غبية .... إنتِ ولا فاهمه حاجه ... فوقي يا "عتاب" و إعرفي بتقولي إيه ... مش أي هري في الكلام وخلاص .... إستنى إفهمي الأول ...
عقدت ذراعيها أمام صدرها مستكملة صراخها بعدوانية وإنفعال شديد ...
- تفهمني إيه ... ؟؟! ما تفهمني يا أخويا ... ولا إنت ماعندكش حاجه تقولها ....
كانت عيناها تتحدث أكثر من فمها فنظراتها المسلطة نحوه تتهمه بالجشع و الطمع بمال والدهم وحقهم به ، زفر "عاطف" بإنفعال وهو يردف بحدة ...
- ما ترد يا بابا .... ما تقول لها إيه إللي حصل ...!!!
لسنوات عدة كان "محفوظ" هو القوي المهيمن على تلك العائله وكبيرها الذي يدير كل كبيرة وصغيرة بها ، شعوره بوضعه بخانة الإتهام وعليه الدفاع عن نفسه ومن قبل من ..؟؟! إبنته التى تربت فى كنفه وفوق ذراعه ، كان ذلك صدمة بداخل نفسه وهو يطالع "عتاب" المنفعلة الغاضبة ، لكنه ظن أن مهما حدث من خلاف فهي إبنته بالنهاية وسوف تهدأ وتنصاع له كالسابق ، ظن أنه حينما يبدأ بالحديث وإيضاح ما حدث سوف تنصت له "عتاب" وتتفهم الأمر تمامًا عندما يطالبها بالهدوء ..
- إسكتي ... أنا حفهمك ... بلاش زعيق على الفاضي وأنا موجود ....
قالها "محفوظ" ببعض الحدة لتصمت "عتاب" مرغمة لكن مازالت عيناها الغاضبتان تطالعانه بنظراتها المتقده ، توقفت عن الحديث مستمعة بإنصات لما سيقوله ...
بدأ "محفوظ" بإستيضاح الأمر لها رغم هذا الثقل الذى جثى فوق قلبه ...
- كان جاي لنا تقرير ضريبي ممكن يحجز على أملاكنا كلها ... خصوصًا وإن شحنة الكاوتش بتاعة فرنسا وقفت في المينا ... ودي كنت حاطط فيها مبلغ كبير جدًا ... وما لقيناش حل غير كده .... المحامي هو إللي قال ....مش أخوكِ ...!!
شهقت "عتاب" بقوة لعدم تصديق ما تفوه به والدها ، مُكذبة كل ما قاله ، متيقنة أن ما فعله هو عن عمد وليس مضطرًا لذلك ...
تطلعت نحوه لوهله بنظرات مخيفة يغلبها البغض والتحدي ، تجلى بعينيها نظرات الغضب تجاه والدها ....
صرخت به "عتاب" بقوة بصورة أفجعته للغاية ، فلم يتوقع أن أحد أبنائه يهاجمونه بهذه الطريقة الفظة ...
- عبيطة أنا .... !!! مختومة على قفايا .... ولاااا ... إنت ظبطتها معاه ؟!! ... أه ما هو إبنك الكبير ... حبيبك ... إللي مفيش على الحِجر غيره ... أنا عارفه إن إنت وأمي بتحبوا "عاطف" أكتر مننا كلنا .... بس إزاي "محب" وافق على التهريج ده ...؟؟!!!
ضم "عاطف" حاجبيه بقوة مستنكرًا ما تتفوه به ليحاول إيقاف سير هجومها الشرس على والدهم ...
- إتلمي يا "عتاب" .... إنتِ إزاي تكلمي بابا بالأسلوب ده ...؟!!
أشارت نحوهم "عتاب" بإبهامها يتأرجح بين كلاهما ....
- أكيد طبختوها سوا ... وعملتوها من ورايا .... بس لأ ... مش أنا إللي يتاكل حقي وأفضل ساكته ....
ثم وقفت بمجابهة والدها تضع عيناها بعينيه ثم دفعته بقبضتها بقوة شعر من صدمته أنها إخترقت قفصه الصدري لتنغرس بقلبه ، هتفت بتهديد وقح بما ستقوم به لأجل إسترجاع حقها ...
- أنا حرفع عليك قضية حَجر وأقول لهم إنك خلاص كبرت وخرفت ... إنت الظاهر إتجننت مش واعي للي إنت عملته ... إللي إنت عملته ده ما يعملوش حد عاقل أبدًا...
تهدج صدر "محفوظ" بإنفعال لما تتفوه به تلك المسماة بإبنته ليهتف بها منفعلًا وهو يشعر بألم يطبق على قلبه من هول صدمته بها ...
- إنتِ إتجننتي يا "عتاب" ... !!!! أنا مهما كنت أبوكِ برضه ...!!!!!!!!
شهقت بحدة وهي تتراجع لخطوة نحو الخلف مستكملة بنبرتها المحتدة وصراخها العالِ بوجهه بصورة لم يستوعبها "محفوظ" بروية لتهتف بإستهجان لأفعاله وخلل عقله ...
- أبويا ...!!!!! أبويا ياكل حقي عشان إبنه .... لااااااااا ... أبويا دي في البطاقة بس ... لكن إللي عملته ده لا فيه لا أب ولا أخ ... فلوسي حاخدها يعني حاخدها ...
إستدارت نحو "عاطف" الذي كاد إشتعال وجهه بحمرة الغضب أن يتوهج بلونه البرونزي المحتقن من تصرف أخته الغير مسؤول لتلقى "عتاب" كلماتها اللاذعة بوجهه ...
- ده إنت طلعت مش ساهل .... !!! يا داهية ..... بقت خليت أبوك يكتب كل حاجة بإسم إبنك المفعوص ... ليه إتعدمنا عن الدنيا ....!!!!!
تناست "عتاب" تماما ان هذا والدها وله قيمته وإحترامه لتصرخ به بإنفعال كما تصرخ بطفل صغير ، لم تكترث لأنه أبيها وأن هذا ماله في الأساس حتى لو أراد ذلك بإرادته ، لتوجه حديثها الحاد الغاضب نحوه ....
- أنا حوريك ... حقي ده حرجعه ... و إنت لا أبويا ولا عايزة أعرفك ... يا ظالم .... يا جاحد ... فلوسي حاخدها ... وحدخلك المصحة ... ده إنت أكيد مخك ضرب ... إنت أكيد مجنون ... هو في حد عاقل يعمل كده .. إنت مش طبيعي ... إنت لازم تخش المصحة تتعالج .. وأنا بقى إللي حدخلك ... وحعرف آخد حقي منكم كلكم ....
قالتها بصراخ بوجهيهما ، لم تُظهر للحظة إمتنانها لما فعله معها وبقائها ببيته بعد إنفصالها وتحمله إنفاقها على بناتها الثلاث ، فهي إبنته ولها الحق ، صدمة هدمت كل ما قام به لسنوات و سنوات ، ظن أنه ينشئ أسرة قوية و إمبراطورية يستطيع قيادتها ، هو الأمر الناهي بها ، ظن أنه لن يخالف أحد أمره ، وأن الجميع تحت طوعه ...
لكنها تمردت وهاجمت بضراوه لم يهمها والدها بل كل ما إهتمت له هو المال وكيف سيضيع من بين أيديها ، إهتمامها بالمال أظهر طمعها وجشعها ، حتى أنها لم تهتم لوالدها الذي إمتقع وجهه باللون الأزرق بعد إنفعال إبنته الصادم الذي جعله يشعر بأنه فشل بتربيتها و فشل بسيطرته عليها ، شعر بألم عظيم يجتاح جانبه الأيسر حتى أن ذراعه تشنجت بألم لم يستطيع تحمله ، حاول "محفوظ" التغاضي عن هذا الألم وسط صراخ إبنته عليه و إتهامها له بالجنون وتوعدها لها بأن تدخله مصحة الأمراض العقلية ...
وبلحظة سقط "محفوظ" أرضًا وهو يمد يده نحوهم دون الإستطاعه بالتفوه بكلمة يطلب منهم اللحاق به رافعًا ذراعه الأيمن مستنجدًا بأبنائه فقد تحجرت الكلمات بحلقه ولم يستطيع طلبها ...
لكن حتى بلحظ سقوطه لم تكترث "عتاب" ظنًا منها أنها مجرد تمثيلية يدعي بها الإعياء والمرض حتى تغفل عما فعله وتتراجع عن عما ستفعله ، وربما فعل ذلك لتسامحه على تسجيل كل أملاكهم بإسم "زين" إبن "عاطف" تهربًا من الضرائب ... أسرع "عاطف" بإسناد والده بقلق حين جثى فوق إحدى ركبتيه يسند رأس والده "محفوظ" فقد زاغت عيناه بقلق ...
- مالك يا حاج حاسس بإيه ...؟؟؟
رغم تحشرج الكلمات بحلقة إلا أنه أخرج كلماته المتقطعة بنبرة متألمة للغاية ....
- بموت .... بموت .... إلحقني يا "عاطف".... إلحقني ....
لوحت "عتاب" بكفها في الهواء بسخط وعدم إكتراث من تصرف والدها الصبياني لتترك الغرفة وهي تغمغم بصوت عالٍ ...
- بلاش بقى تعمل الحبتين دول عليا ... أنا فاهمه كويس إنت وهو ... بلاش التمثيل ده .. قوم قوم و بطل تمثيل ... أنا فهماك ... ما تفكرش إني ممكن أتنازل عن حقي أبدًا .. أنا حوديكوا في داهيه إنتوا الإتنين ...
خرجت من الغرفة وهي ما زالت تغمغم بصوتها العالِ بسخط شديد تريد أن تسقط إنتقامها من "عاطف" ووالدها لتجد "وعد" أمامها مازالت جالسه تطعم صغيرها ، حدجتها "عتاب" بنظرات لم تفهمها ثم أردفت بتقزز ...
- كله بسببك ... كله بسببك إنتِ يا بنت "مسعود" ... كله منك ... بس أنا وإنتِ والزمن طويل ...
قضبت "وعد" ملامحها بدون فهم وهي تحرك رأسها بإستفسار ...
- قصدك إيه ... بتقولي إيه ....؟!؟؟
مالت "عتاب" بجزعها تجاه "وعد" متوعدة إياها بأعين قاسيه ونبرة مخيفه أثارت الفزع بنفس "وعد" المرهفة ...
- عارفه لو طلعتي إنتِ السبب هعمل فيكِ إيه ....؟!! أنا حاكلك بإسناني .... إنتوا الظاهر ما تعرفوش مين هي "عتاب" ....
رفعت "وعد" كتفيها وأهدلتهما بدون فهم قائله ...
- أنا مش فاهمة حاجة ...!!!!
رفعت "عتاب" جذعها للأعلى متشدقة برأسها متجهه نحو غرفة "محب" تخبره بما فعله والدهما ، فلابد أن ما حدث لن يرضيه بالمرة ، وبالتأكيد ليس لديه علم به فهو لا يهمه إلا مصلحته فقط وعليه مساعدتها في إرجاع حقهم الضائع ...
أسرع "عاطف" نحو الخارج يطلب من والدته اللحاق بوالده الذي سقط أرضًا ...
- إلحقي يا ماما أبويا واقع في الأرض ومش عارف يتنفس ...
تركت "قسمت" إبنة "عتاب" التي كانت تطعمها لتلحق بـ"عاطف" الذي ركض عائدًا بإتجاه غرفة الصالون للاطمئنان على زوجها فهي لم تنتبه لما يحدث ...
إستوقف "عاطف" "وعد" التى لحقتهم بدورها قائلًا ...
- رايحة فين ...؟!!
أشارت "وعد" نحو غرفة الصالون بتعجب ...
- رايحة أطمن على عمى ...!!!
أشر "عاطف" برأسه بإتجاه إبنه "زين" الذى شعر بالقلق عليه مما حدث ليتخذ الأسلوب الأمثل الذي لابد وأن "وعد" ستنصاع إليه لتنفيذ أوامره دون إيضاح ما حدث من "عتاب" ليصرخ بوجهها بإقتضاب وغضب شديد ...
- حتاخدي إبنك وتطلعي على شقتك فوق ... ولا تنزلي هنا ولا تتحركي من مكانك ... حتى الأكل والشرب حيبقى عندك فوق ... لو سمعت حتى إنك عملتي غير كدة حتبقي طالق مني بالتلاته ...
رغم غضبه و سخطه وإهانته وضربه لها إلا انه لم يلقي عليها ولو لمرة بيمين الطلاق ...
خشيت من أن يقع هذا الفعل الشنيع عليها وتحمل اللقب الذي طالما تخوفت منه أومأت "وعد" رأسها عدة مرات بتخوف تخوفًا من أن ينفذ تهديده لها بالطلاق ، لتحمل ولدها و قد إرتجفت من داخلها لتسرع نحو شقتها دون فهم ما يحدث ، بينما عاد "عاطف" لوالده الذي إحتقن وجهه بشده لتخبره والدتها والدته بأن عليه الإتصال بالإسعاف فوالده ليس بخير إطلاقًا ...
وكانت تلك المرة الأخيرة التي خطت بها "وعد" شقة والدى زوجها لتبقى منذ ذلك الحين منفصلة تماما بشقتها لا تتعامل مباشرة مع "قسمت" أو "عتاب" ....
❈-❈-❈
رجفة وإهتزاز قوي تلاه سكون تام ، ترى من المصاب ؟؟! ومن مازال على قيد الحياة ؟؟ هل كان ذلك دوي إطلاق نار ؟!؟
لحظه صمت لم تدم طويلًا حين إستدارت "عهد" للخلف تجاه "كاتينا" بأعين مندهشة متسعة عن آخرها ، بينما حدق "معتصم" بقوة تجاه تلك الشقراء التي إستعادت وعيها لتحمل سلاحها الناري تضربه بالهواء لينتبها لها بعدما تناسيا وجودها تمامًا ..
تلك الطلقة النارية هي التي جعلتهم ينتبهون لتلك الضئيلة ، وما الذي ستخسره فهي الوحيدة التي تملك القوة الآن بحملها للسلاح ، فلما لا تستعرض قوتها به وتحكمها بالأمر و سيطرتها عليهم ، فلهذا شعور رائع بالنشوة يعتريها ، فهي لم تكن تدرك أن شعور السيطره مبهج للنفس بتلك الدرجة ..
استمتاعها وهي ترى وميض أعينهم المضيئة كقطع الألماس أثناء تطلعهم نحوها بنظراتهم الغامضة العجيبة ، لكنها بالنهاية المسيطرة على الوضع فهي التي تحمل القوة بيدها ...
نظرت نحو "معتصم" ساخرة منه ...
- لا أصدق أنك أبله لهذه الدرجة ...!!!
قالتها وهي تطالع "معتصم" الذي لم يتأثر بالمرة من حديثها ، لم يتفاجئ اوغ يعطي رد فعل ، فقط يطالعها بنفس نظرته الجامدة الغامضة التي كانت تراها بعيناه بالكوخ ، تلك النظرة والثبات الذي يتحلى به ...
لتستكمل تستطرد بتفاخر ...
- أعرفك بنفسي أنا "جيسيكا تشواريسكوف" ... عميلة إستخباراتية روسيه أيها الأبله المغفل ... لقد علمنا بتصميمك الفريد لهذا البرنامج الذي يمكنه تشغيل المفاعلات النووية الموقوفة .... وبسهولة للغاية ... وبسذاجة غير معقولة منك ... فأنت من يظهر كشخص غامض صعب المراس ... إستطعت أنا .. ها .. وبسهولة أيضًا الحصول عليه ... وأيضًا حصلت على مبلغ مالي باهظ للغاية من الطرف الذي رفضت أنت الإتفاق معه ... أي أنا رابحة بكلا الإتجاهات يا عزيزي ...
قالتها بغرور وقد علت ضحكتها التي محت تمامًا وجهها البريء ، ذلك القناع الذي كانت تستند خلفه ، أكملت برغم صمتهم التام تظهر تباهيها بما فعلته أيضًا ....
- و الأكثر من ذلك هي تلك المغفلة التي شاركتنا الكوخ لأيام ... لتسمح لي التحرك والتخطيط دون أن تشك بأي تصرف من تصرفاتي نحوك .... حتى حين حاولت قتلك تلك الليلة حين فصلت الأضواء جميعها ... تصدت لي "أهد" حين دفعت السكين من يدي ليسقط أرضًا قبل أن تضيئ المصابيح ... لهذا وجب علي إلصاق التهمة بها ... وأنها هي من كانت تحاول قتلك حتى تغفل عني و أُبعد الشك عني ...
نظر "معتصم" بإتجاه "عهد" بجانب عيناه فقط ليدرك الآن أنها كانت تحميه من غدر "كاتينا" وليس العكس ، فمنذ مجيئها وقد قامت بدور الحامية له دون أن يدري ...
لم يظهر تأثره بل عاد يقاتمتيه تجاه "كاتينا" ومازال متحليًا بالصمت دون حياد عنها ليتركها تستكمل حديثها حين إستطردت قائله ...
- كان لدي أمر بالتخلص منك بعد حصولنا على البرنامج ... فوضعت لك الحبوب المنومة بالقهوة ... لكن سكبتها تلك السخيفة بتصرفتها الهوجاء ... حينها أنت أخبرتني بقلقك منها ... وتخوفت من أن تقوم بقتلنا ... لهذا كان علي أن أصطحبك لأكثر الأماكن أمانًا ... إنه البيت الأمن للإستخبارات الروسية ... والذي لا يعلم أحد موقعه مطلقًا .... أنا من أشعلت النيران به ... و كدت أن أفوز ... لكن كالعادة كُتب لها عمر جديد ... وإستطعت الهرب من بين النيران المشتعلة .... حتى أنه لم يصبك خدش واحد ... إنني بالفعل متعجبة من ذلك ...
تطلعت "كاتينا" بسخرية تجاه "عهد" ثم عقدت وجهها بإشمئزاز ...
- يا لك من متطفلة .... !!! أفسدتي عملي .... لكن هذه المرة لن أخطئ أبدًا ... والآن ستنتهي حياتكما على يدي أنا ....
وجهت "كاتينا" المسدس تجاه "معتصم" أولًا لتتخلص منه ، و بثبات شديد رفعت إصبعها السبابة لتضغط على الزناد ...
لحظه دوي بها صوت مهول لإطلاق الرصاص مرة أخرى ، لكن المفاجئ لم يكن سقوط "معتصم" ، بل كانت "كاتينا" التي تلقت رصاصة بين حاجبيها بدقه تصويب قناص بارع ...
بعينين متفاجئتين وإنبهار لدقة هذا التصويب تطلعت "عهد" بإتجاه "معتصم" الذي كان يقف شامخًا تعلو عيناه نظرات حادة للغاية وهو يبسط ذراعه الأيمن بثبات منتهيًا بقبضة على مسدس بمهارة شديدة ...
ملامحة الجامدة الجادة ودقته بالتصويب البارع كان باهرًا لأعين "عهد" بصورة لم ترى مثلها من قبل ، حتى هي القوية التى لا تتأثر أعجبت لبراعته وثباته أيضًا ...
تنفست بقوة لعدة مرات قبل أن تدنو بخطواتها بإتجاه "معتصم" ، لكن لاح تساؤل أهم برأسها فقد تفاجئت بحيازته لهذا السلاح الناري ، وظنها أيضًا أن "كاتينا" كانت متفاجئة بالفعل قبل مقتلها من وجود مسدس معه ...
لتنطق "عهد" أخيرًا بتساؤلها الأهم من معرفة حقيقة "كاتينا" وسعيها لقتلهما والذى يزخم رأسها ...
- إنت إزاي ضربتها بالدقة دي ...؟!!! إنت أصلًا جبت المسدس ده منين و إزاااااى ....؟!!!!!
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..