رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - اقتباس- الأحد 24/11/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
اقتباس
تم النشر الأحد
24/11/2024
انصرف من أمامها فأتت (دنيا) مرة آخرى لتجلس بجوارها فقامت (چايدا) بضربها على مقدمة رأسها بخفة وهى تقول
- بتشحتى عليا
ابتسمت (دنيا) وقالت بصدق
- كان نفسى ارجعلك بسمتك اللى منورة وشك دلوقتى
شعرت (چايدا) بالخجل ثم التفت لترى (مروان) وهو عائد للطاولة الخاصة به فنظرت له بهيام وما أن جلس التفت مسرعة حتى لا يراها وهى تنظر إليه ثم عادت بنظرها لصديقتها وقالت
- مش مصدقة أنه كلمنى وعرف أسمى كمان
- عدى الجمايل ..
❈-❈-❈
أنهى (حمزة) عمله أخيرًا بعد يوم طويل، ومع ذلك لم يشعر بالتعب الجسدي فقط، بل ثقل الأفكار التي شغلت رأسه منذ وفاة عمه لم تفارقه كانت (ليلى) الآن في المنزل، تعاني الوحدة والتفكير في المستقبل المجهول على الرغم من وجود (عمرو) .. شعر (حمزة) أن الوقت قد حان ليكون بجانبها ويدعمها، كما كان دائمًا يود ..
نهض عن مكتبه وأخذ يجمع أوراقه وهو يتنفس بعمق، محاولًا تنظيم أفكاره قبل أن يخرج اتجه نحو الباب، لكنه وجد (أسما) واقفة أمامه كانت ترتدي قميصًا بسيطًا وسروالًا مريحًا، وابتسامتها المعتادة لم تغادر وجهها رغم القلق الذي ظهر جليًا في عينيها
- عامل إيه دلوقتي؟!
قالتها بنبرة تحمل مزيجًا من القلق والاهتمام، مستدركة:
- من ساعة العزاء مشوفتكش وكنت هموت من القلق عليك
ابتسم لها بحنان وامتنان وهو ينظر لعينيها السوداوين اللتين تحملان دائمًا دفء الصداقة رد بهدوء:
- مضايق من أبويا وكنت محتاج أتكلم معاكي فعلًا يا (أسما)
رفعت حاجبيها بدهشة ممزوجة بقلق وسألته:
- حصل حاجة؟!
أشار لها أن ترافقه وقال:
- تعالي معايا نروح لـ (ليلى) في البيت، وهحكيلك كل حاجة في الطريق
هزت رأسها بالإيجاب دون تردد، فهي تعلم أن (حمزة) لا يشارك همومه بسهولة، ولابد أن الأمر جاد استقلا السيارة معا وكان (حمزة) يقود بصمت للحظات، وكأن الكلمات تتجمع في ذهنه قبل أن ينطق بها ثم بدأ يسرد لها ما حدث بين والده و(ليلى) صباح ذلك اليوم ..
- بابا كل اللى يهمه الفلوس وبس انما انا وبنت اخوه ولا فارقين معاه
شعرت (أسما) بالأسى على حال (ليلى) التي تبدو كأنها وسط معركة ليست لها وعلى حال (حمزة) الذي يعجز عن إيقاف والده وأن يجعله يتنحى عن مخططاته تلك ثم قالت له بنبرة حانية:
- انت عارف إن اونكل (شريف) كل اللي يهمه الفلوس مش هتقدر تغيّر تفكيره بسهولة
نظر إليها نظرة تحمل مزيجًا من الإحباط والعجز وقال:
- ولا العمر كله هيخليني أغيره، أنا عارف ابويا كويس
صمت الاثنان بعدها لبعض الوقت، مكتفين بصوت محرك السيارة الذي كسر الهدوء بعد حوالي ربع ساعة، وصلا إلى المنزل ترجل (حمزة) من السيارة وتبعته (أسما)، لكن المشهد الذي قابلاه في الداخل لم يكن متوقعًا
كان (عمرو) يجلس مع (ليلى) بمفردهما في غرفة الحديقة قبض (حمزة) يده وهو يحاول كبح غيرته التي اشتعلت فور رؤية (عمرو) مرر يده بين خصلات شعره البنية، محاولًا أن يهدئ نفسه قبل أن يقترب منهما ..
رسم ابتسامة متكلفة على وجهه ومد يده لـ (عمرو) قائلاً:
- إزيك يا بشمهندس (عمرو)؟
صافحه (عمرو) على مضض، وكأنهما يخوضان معركة صامتة، ورد ببرود :
- إزيك يا (حمزة)؟ عامل إيه؟
- الحمد لله
قالها باقتضاب قبل أن تتدخل (أسما) التي شعرت بمشاعر (حمزة) المتضاربة وانه فى ثوان معدودة استطاع ان يخفى غيرته التى رأتها بنفسها للتو لذا قالت :
- اعتقد يا بشمهندس (عمرو)، قبل ما تيجي لازم تستأذن مينفعش تيجي و(ليلى) قاعدة لوحدها هنا لحد ما تتجوزوا يعني
ظهرت ابتسامة صغيرة على وجه (حمزة) فهو يعلم جيدا ان تلك الشقية لا تتحمل رؤيته بذلك الحال لكنه سرعان ما أخفى تلك البسمة بينما شعر (عمرو) بالغيظ وقال بحدة:
- أنا عارف الأصول كويس وبعدين في هنا خدامين، محناش لوحدنا
حاولت (ليلى) تهدئة الموقف وقالت بسرعة:
- معاكِ حق يا (أسما)، بس (عمرو) كان جاي بيوريني شغل وأوراق مهمة كان لازم أمضي عليها.ط
لكن (عمرو) لم يدع الموضوع يمر دون أن يدافع عن نفسه نظر إلى (حمزة) بحدة وقال:
- لو على الأصول، المفروض (ليلى) ترجع بيتها أصلاً مينفعش تقعد هنا معاكم
توتر الجو فجأة، لكن (حمزة) لم يسمح لنفسه بفقد السيطرة، وقال بحزم:
- ده بيت (ليلى)
أيدته (ليلى) بحزم وهى موجهة حديثها نحو (عمرو) :
- ده بيت عمي، وأنا مرتاحة هنا مش هبقى كويسة وأنا لوحدي، على الأقل دلوقتي
شعر (عمرو) بالإهانة وغادر الغرفة سريعًا بعد أن ألقى نظرة لوم على (ليلى) لأنها لم تنصفه فى حديثه معها استغلّت (أسما) الموقف لتترك المجال لـ (حمزة) و(ليلى) للحديث، فابتسمت وقالت:
- أنا هروح أشوف أي حاجة آكلها، جعانة أوي.
ابتسم (حمزة) وهو يفهم مغزاها وقال :
- البيت بيتك يا (أسما)
بعد أن غادرت، جلس (حمزة) بجوار (ليلى) في الحديقة كان النسيم البارد يلفحهما بهدوء، لكنه لم يخفِ التوتر بينهما فسئلها بفضول
- عاملة إيه دلوقتي؟
قالها وهو يحاول أن يبدو طبيعيًا، لكنها شعرت بالاهتمام الحقيقي خلف سؤاله
- الحمد لله.
صمت للحظات ثم قال:
- أنا شايف إنك تنزلي شغل أحسن من القعدة في البيت الشغل هينسيكي الحزن اللى انتى فيه
هزت رأسها موافقة:
- معاك حق، رغم إن (عمرو) نصحني أريح أعصابي، وهو هيشوف الشغل بدالي
عاد الجمود لوجهه خوفا من ان يفضح امر مشاعره ، لكنه أضاف بحذر:
- اللي يريحك أنا قلت رأيي بس
نظرت إليه بابتسامة ودودة، تلك الابتسامة التي دائمًا ما تذيب جليده ثم قالت:
- كلامك صح جدا الشغل هيخليني أركز بعيد عن كل حاجة وابعد عن الحزن اللى انا فيه
نظر فى عينيها العسلية التى يعشقها لتبادله هى النظر بعينيه البنية ومازالت تلك البسمة تزين وجهها لتظهر غمازتيها فلم يستطع الصمود أكثر أمام عينيه فكسر تلك النظرات بالنظر لأسفل لتقول هى :
- بابا كان بيثق فيك ثقة عمياء ، وبدأت أفهم ليه
- ليه؟
سألها بفضول، محاولًا أن يستمر الحديث أكثر فأحيانا لا يستطيع كبح مشاعره
- عشان قراراتك صح حكيم كده وثقتك في نفسك بتديك شخصية مميزة فعلا
شعر بتأنيب الضمير كيف يسمح لنفسه بهذه المشاعر نحو خطيبة رجل آخر؟ نهض بسرعة، وقال بحزم:
- حضري نفسك لفتح الوصية بكرة. بعدها، قرري هتعملي إيه، وأنا موجود لو احتجتي أي مساعدة
تركها قبل أن تفلت مشاعره منه تمامًا، ودخل إلى المنزل، تاركًا قلبه ينبض بعنف ..
❈-❈-❈
فى صباح اليوم التالى ...
كان الجميع بغرفة المكتب الخاص ب (شريف) منتظرين أن يأتى المحامى كان (شريف) كل ما فى باله هو أن يأخذ نصيبه من الأرث فى موت شقيقه ولا يهمه شئ آخر بينما كان (حمزة) بجوار (ليلى) وقرر فى قرارة نفسه أنه لو كان يملك على والده سلطة لاستغنى عن نصيب والده لها ولكنه لا يستطيع فعل ذلك فهو ليس الواصى على والده وفى غضون نصف ساعة كان قد حضر المحامى وجلس وهو يضع حقيبته على المكتب وهو يقول
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
اجابه الجميع .. فتح الحقيبة الخاصة به وأخرج بها بعض الأوراق وهو يقول
يتبع...