-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 41 - الأحد 3/10/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الواحد والأربعون

تم النشر الأحد

3/11/2024


 أسندت نهال يدها على خدها وهي تنظر من نافذتها إلى الشارع وشردت في افكارها، لم تشعر بحضور والدها الذي جلس إلى جوارها، وظل يتأمل وجهها وابتسم وقال:


ـ لما كنت صغيرة، كانت دي قعدتك وأنت بتستني آجي من الشغل، و جايب لك غزل البنات٠


نهال نظرت له في هدوء ثم قالت:


ـ وكان كل قبض لازم تجيب لي لعبة أو قصة٠


هتف الأب في ضحكة عالية:

ـ طيب وايام العلاوات كنت بجيب لك اي؟ 


هتفت نهال في سعادة وهي تستعيد الذكريات:

ـ كنت بتجيب لي فستان، ديما فساتين منفوشة ملونة٠

وضعت نهال يدها على رأسها أعادت خصلة شعر إلى الوراء وتابعت:

ـ وكبرت وبابا بطل يجيب غزل البنات٠


أعقب والدها وهو يضحك:

ـ اللي هيجيب غزل البنات والفساتين  بعد كدا هو واحد تاني، واحد كله شباب، واحد عارف قيمتك وقادر يصونك ٠


تبادل كل منهم نظرة صامته، وشعرت نهال بحاجتها إلى التحدث عن ما تفكر به، لقد جاءت لها الفرصة:

ـ وقبل دا كله لازم اكون مقتنعه بيه٠


نظر لها الوالد دقيقة ثم قال:

ـ اللي يتفق عليه الناس في الخصال والطباع  والأخلاق والمكانه العلمية  يا بنتي،  هو دا قمة الاقتتاع٠


هزت نهال رأسها علامة الموافقة وتابعت:

ـ اكيد المعاملة بتخلي الناس تفرز اللي قدامها والمواقف بتبين الحلو من الوحش، وأنا حصل لي موقف في الكلية يا بابا وحابة احكي لك عليه٠


نظر لها الوالد في هدوء حذر، فكر في ما تريد نهال الإفصاح عنه، أنها لن تحكي عن موقف انتهى، ليس هذا هو المغزى أنه يدرك هذا تماماً، وشعر ببعض التوتر، هل هناك مكروه قد اصابها؟ ولكنه طرد الفكرة سريعاً، وقال وهو يطرد هواجسه بعيداً عنه:

ـ قولي يا نهال، أنا سامعك وهفضل طول عمري سامعك٠

اخذت نهال نفس عميق ثم قالت:

ـ شخص شهد قدام الجامعة كلها في واقعة حصلت مع أنه مكنش يعرفني، وكانت جارته هي سبب المشكلة وهي اللي غلطت  ومقدماني أنا كبش فدا، تخيل أنه أظهر للكل براءتي، مع أن الموقف كان متصور للكل بطريقة تانية٠


ابتسم والدها ثم تابع:

ـ شخص  عنده ضمير، وشهد شهادة حق، هو في الزمن دا الموقف دا بطولي منه، مع أن المفروض أن هو دا اللي يكون متبع في زمننا، بس مع الأسف كثرت السيء خلت نظرة الناس للأوضاع مقلوبة نحمد الله أن مش كل الناس كدا، هما في قلة بس عشمنا أن القلة دول اللي يرجعو الصورة زي الاول٠


تابعت نهال وهي تؤيد كلمات والدها:

ـ الشخص دا اسمه منيب، كان رئيس اتحاد الطلبة وكان واخد على نفسه مهمة صعبة، لانه متعود على المسئوليات 

هو مسئول عن اخواته البنات وأمه كمان لأن والده متوفي٠


والدها نظر لها في عمق ثم قال:

ـ انسان شهم وجدع٠ 



همست نهال في صوت منخفض وهي تحاول أن تداري خجلها:

ـ هو كدا فعلاً ٠


نظر لها وا لدها في عمق ثم قال:

ـ  كلامك عنه فيه انبهار،  معنى كدا أن علاقة الزمالة بينكم كانت قوية٠


هزت نهال رأسها علامة الموافقة وتابعت:

ـ بابا أنا:::::

توقفت الكلمات على شفاه نهال كانت تريد أن تكمل، ولكن والدها قال وهو يشير لها:

ـ هو لسه في تواصل بينكم؟؟ 


شعرت نهال بالامتنان للأب، ما عليها سوى أن  تؤكد الكلمات، لقد قطع والدها ثلاثة أرباع ما تريد نهال قوله، اختصر المسافة وألقى السؤال بصيغة أخرى بينهم، لم يسألها مباشرة هل هناك أمر آخر غير الزمالة يربط بينكم؟! ولكنه اكتفى ب سؤال آخر يظهر أيضاً جوابه ما يريد الوصول له

هزت نهال رأسها 

علامة الموافقة:

ـ ايوا في تواصل بينا٠


نظر لها الأب في عمق، ظهر على وجه التفكير العميق، لم يكن  وجهه حزين أو سعيد، كان يفكر وقد شرد في أفكاره، ونظر إلى الطريق من النافذة وقال:

ـ  و التواصل اللي بينكم  دا مبني على اي؟ 


اخذت نهال نفس عميق قبل أن تقول وهي تحاول أن تجد بين تفكير الأب الذي يوحي بعدم الارتياح بالسؤال، شيء من التفهم:


ـ مبني على الارتباط  الرسمي في مدة سنتين٠ 


ضاقت عين الأب ثم نظر لها في حدة وقال في لهجة تحذير:

ـ ارتباط نهائي!؟ يعني جواز على طول  مش كدا؟ 


نظرت نهال إلى والدها في توسل وقالت:

ـ لا يا بابا، خطوبة وبعد كدا جواز٠


نظر لها الأب في حدة ثم قال:

ـ علشان ظروفه و مسئولياته مش كدا؟! 


أعقبت نهال وهي تؤكد على كلمات والدها:

ـ ايوا يا بابا، علشان هو  مسئول عن اخواته وأمه،  ولسه لازم أمور كتير تظبط يعني لازم كام خطوة تكون موجودة  قبل ما يجي 


توقفت الكلمات مرة ثانية، حين فتحت الام باب الشقة وقالت وهي تنظر لهم :


ـ خالتك بتسلم عليك يا نهال، وبنت خالتك كمان،٠



هتف الوالد وهو ينظر ل زوجته:

ـ يا لا بقا عايزن نتغدا،  احنا كل دا منتظرينك، يا ست الكل جوعتينا٠


نظرت نهال إلى والدها دقيقة ثم نهضت من مكانها في طريقها إلى المطبخ وهي تفكر في طريقة الأب فور دخول الأم، أنه لا يريد صدام بين زوجته وابنته إذا تم متابعة الحوار عن منيب، 

أنه على يقين أن زوجته لن توافق على الشاب، 

ولكن أيضاً والدها لم يبد موافقة أو رفض،


بعد قليل جلس الجميع على طاولة الطعام قالت والدة نهال وهي تضع  كوب الماء أمامها:


ـ اختي تعبانة اوي من فكرة أن عزيز متجوز خواجاية، خائفة اوي يطلع عيال ابنها مش محافظين على صلاتهم ولا عارفين اصول دينهم، متحسرة على اللي عزيز عمله في نفسه، ولسه عندها عشم أن نهال ترضى تكون مراته التانية، بس انا فهمتها أن مستحيل نرضى على كرامة نهال كدا، وان كل شيء قسمة ونصيب،  أنا قبل ما أمشي عزيز كان لسه داخل البيت، سلم عليا وقال لي السلام أمانه ليكم كلكم، وأنه نفسه يشوفكم بس انا قلت إن شاء الله كلنا هنت جمع في مناسبة حلوة اوي، ويكون الكل فرحان فيها، مع هو أنا لا زم أفهمه أن نهال هتاخد الاحسن منه٠


ألقى الأب نظرة على نهال التي لم تمس طبقها وقال:


ـ عزيز مش غلطان في أي حاجة، عزيز راجل ومسئول عن كل قرار خده، وهو عارف كويس اوي بيعمل اي، عزيز معملش غلط علشان تعتب عليه، الراجل جه وقال  لنا على ظروفه، لا خدعنا ولا ضحك علينا، عزيز طول عمره معندوش لف ولا دوران، واحنا أهل اللي بيربط بينا دم، مش هنفترق عن بعض والبيت مفتوح لأي حد شاري نهال، واحنا هنا نحدد مع بعض اي  اللي يناسب بنتنا؟ واي اللي مينفعش؟


❈-❈-❈


زفرت ود في ضيق شديد وهي تفكر في شأن سليم، كانت تذرع الصالة مجيء وذهاب وقد استبد بها الغضب، 

هذا التحول المنفر في تصرفات سليم يجعل الأمور كل الامور أمام عينيها سوداء، كل شيء ينحدر نحو الأسوأ، كيف يمكن أن يتخذ سليم مثل هذا الفعل؟ كيف  يمكنه أن يأتي بتلك الفتاة إلى هنا؟ كيف كان يفكر؟ كيف طاوعته كل حواسه على هذا الأمر؟ 

ما هو التصرف الصحيح الآن؟ هل تواجه سليم؟ بأي شيء تواجهه؟ أنها تعلم!! هي تعلم وهو يعلم أنها شاهدته في هذا الوضع، نظرة سليم الباردة  كانت   لا تبالي بنظرتها له،  ماذا عليها أن تفعل الآن؟ حتى توقف تلك المأساة التي حلت بهم؟ سارت بضع خطوات نحو الخارج ثم توقفت، ربما شاهدت أمر اسوأ مما شاهدته منذ قليل، اللعنة لماذا عليها أن تواجهه هذا الموقف؟ 

لماذا؟  جلست في حديقة المنزل تفكر 

كيف توقف هذا الأمر؟ .يجب أن تفعل هذا قبل عودة عنان إلى المنزل، نظرت إلى البيت الخشبي  في حزن كبير 



( داخل البيت الخشبي) 


خرجت كاميليا من الحمام، ثم نظرت إلى سليم الجالس على الأريكة وقالت:

ـ اي رايك؟ اطلب دليفري؟ 


لم يعقب سليم في حين تابعت هي:

ـ مافيش هنا بوتجاز  كنت عملت لك اكل حلو اوي٠


لحظات ظنت أنه لا يستمع إلى كلامها، ولكنه قال وهو ينظر إلى السقف :

ـ أنت مشيت في السكة دي ازاي؟ 

جلست كاميليا في مواجهته تماماً وقالت وهي تنظر له في مكر:

ـ تدفع كام وأنا احكي لك سيرة ذاتيه ليا؟! 

نظر لها سليم في سخرية وتابع:

ـ عادي الفلوس عندك خدى اللي انت عايزاه٠


تنهدت كامليا في خبث  وقالت:

ـ مش عايزة فلوس٠

ثم استدركت في سرعة : 

ـ  أنا امي اتجوزت بعد ما ابويا مات، حطتني في الملجأ علشان نكمل حياتها وتشوف شبابها وتتمتع بيه،   اتربت في ملجأ كنت بنضرب كل يوم بسبب ومن غير سبب، لحد ما وصلت ل ستاشر سنة، وواحد قرر يتجوزني، واحد شغال مكوجي جنب الملجأ، قراره الصراحة 

الكل رحب بيه في الملجأ، مشرفية والمديرة والأساتذة، الكل قال كويس اوي،  لسه شباب عنده تلاته  وعشرين سنة وعنده شقة وعنده صنعه وقدام الملجأ ومعروف أنه في حالة، وصنايعي هيعرف يصرف عليها، جاب اوضة نوم صغيرة وانترية، وهنعوز اي اكتر من كدا، وطبعاً أنا وافقت وقلت يبقى لي بيت وحيطان تلمني راجل يكون مسئول عني، واجيب عيال آخد بالي منهم،  واطلع من المكان دا، من اول يوم عرفت أن المكوجي العريس اللي الكل قالوا عليه لقطة بالنسبة لواحدة زي،  صاحب كوباية، شريب ويسكي، اللي بيقبضه باليمين بيصرفه على المزاج، أنا مهمنيش أنه يكون صاحب كوباية 

كل دا كان ممكن يخلي كل حاجة كويسة وماشية،  لو كان بس ساب ربع اللي بيكسبه لأكل وشرب لي،  بس يصرف على البيت،  يحميني من الجوع من العوزة من اني أمد ايدي للناس علشان أكل واشرب، فكرت ارجع الملجأ تاني، بس ارجع ازاي ؟! خلاص اتجوزت وبقيت في رقبته هو، العمل اي؟ قلت اتكلم معاه باللين مرة واتنين وعشرة، مافيش فايدة، 

مكنش قدامي غير اني اشحت من الناس أكل وشرب و هدمة،  بس بالعموم هو مسبنيش  اشحت كتير٠


نظر لها سليم في إهتمام وقال:

ـ اي  اتعالج ؟


هزت كاميليا رأسها علامة النفي وقالت وهي تهز اصبع يدها علامة النفي:

ـ تؤ تؤ تؤ، مافيش حد بيتوب عن الكيف، ودا كيفه٠


سليم تساءل في حيرة:

ـ اي اللي حصل؟ 

اقتربت كاميليا من سليم وهمست في أذنه:

ـ مات، مات فجأة كدا  والناس دخلو بيه عليا ميت، في نص الليل٠


نظر لها سليم في برود ودون أي رد فعل  ثم قال وهو يحثها على الكلام:

ـ وبعدين!؟ 


تابعت كاميليا وهي تنهض من أمام سليم:

ـ بعد ما مات قصدك اي اللي حصل ؟! الناس جابوا لي امي! تخيل أن بعد تلات أيام العزا،  ناس تدخل عليا بأمي ويقولوا لي جوزها طلقها ورماها في الشارع ومالهاش غيرك، شيلي امك، هو مين يعني اللي هيشلها غيرك؟ ما هي مخلفتش غيرك، خدو حس بعض، انتم الاتنين ٠


صمتت كاميليا لحظة ثم تابعت:

ـ تعرف اني كنت عايزة ارميها فعلاً  في الشارع زي ما هي رمتني، ما هو دين وهي لازم تسدده، هي رمتني في صغري وضعفي، يبقى لازم اكون ي كمان تترمي وهي مكسورة و ضعيفه، بس انا معرفتش ارميها،  مقدرتش ارميها، كتير جم بعد ما اترملت علشان يتجوزوني كتير اوي،  كل صحاب جوزي جم اتقدموا لي، بس كلهم نفس نوعية المكوجي،  كله عايزني ببلاش جنب الويسكي، وأنا رفضتهم كلهم، قلت هطلع اشتغل في أي محل واصرف على نفسي وعلى امي،   اللي معرفتش ارميها، ما هو أنا مش هكرر الهم تاني،و مش هكدب عليك 

هو محل واحد بس اللي اشتغلت فيه، وهو يوم واحد بس، كان محل تصوير،  محل صغير كدا فيه ماكينة تصوير واحدة بس،  مش بتصور حاجة ليل ولا نهار،  صاحب المحل عاملة واجهه ل حاجات تانية،  صاحب المحل عرض على مرتب شهر كامل قدام ليلة واحدة،  ايوا 

ومن اول ما دخلت وبص لي وعاين كويس وجاب لي فطار وحاجة ساقعه 

وقال لي انت هنا في محلك انت مش محلي أنا فكرت في العرض طول الليل، ورحت تاني يوم وقلت له موافقة، 

وتمت أول ليلة معاه، 

 وخدت الفلوس زي ما الاتفاق اللي بينا، جبت لي طقم خروج  طقم واحد بس، والباقي جبت بيه اكل  و علاج،  وجبت لينا فرخة مشوية وكلناها أنا وامي مع بعض، 

وبعدها مقدرتش ادخل المحل دا، لأن صاحب المحل جاب اتنين غيري،

ما هو خلاص مش عايز تاني، هو له مزاج مرة واحدة بس علشان مراته متحسش بحاجة،  وأنا خدتها قاعدة بردوا أن شغل المزاح محدش بيكشفه،  يعني وجه نظر وأنا اقتنعت بيها، قررت أن دا يكون مصدر الدخل، وأنا كمان  قلت كدا اريح واسهل واوفر 

 اسهل بكتير، اصرف على نفسي وعلى امي، اللي الناس جابوها ليا، مشيت في السكة دي علشان  هي مصدر دخل ليا، اقتنعت بيها ومحاولتش اغيرها ولا هغيرها٠


ران لحظات صمت بينهم قبل أن تقول كاميليا:

ـ تعرف أنت مشكلتك اي؟ تعرف؟! 


أشار لها سليم أن تصمت ولكنها أعقبت:

ـ أنك فاهم أن كل اللي زي بيعملوا كدا علشان الفلوس،  الفلوس وبس  وفي منهم علشان النفوذ والقوة، وفي منهم صفقات وفي منهم  رغبات٠


اغمض سليم عينيه، في حين تابعت كاملييا:

ـ أنا ليا معاك الليلة دي، هقضيها هنا،  ولو مطلبتش مني أن أفضل يبقى أنا فشلت فعلاً٠ الوقت اللي قعدته معاك 

مش زي اي وقت قضيته، بصراحة يا سليم أنت اصعب بكتير من اللي كنت حاطه في دماغي،  مع اني بحب التحدي اوي و المعقدين كمان ، بس المرة دي بعد الليلة دي  لازم أنت اللي تطلب مني أن أفضل هنا٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة