-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 3 - 2 - الجمعة 29/11/2024

 

قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الثالث

2

تم النشر الجمعة

29/11/2024



مر أسبوعا كاملا على وفاة (سليم) كان (حمزة) فيه يهتم بأمر (ليلى) جيدا من مأكل ومشرب بل كان يجبرها حتى على تناول الطعام حتى لا تسوء صحتها كما أيضا أن (عمرو) لم يتخلى عنها وكان يزورها يوميا ويهتم بها وبصحتها ويرى شئون العمل لها فى غيابها ..

التف الجميع حول مائدة الطعام لتناول طعام الأفطار كان يجلس كلا من (حمزة) ووالده و (حاتم) و (چايدا) و (ليلى) حيث الصمت يخيم على المكان فقاطع ذلك الصمت عمها قائلا

- المحامى كلمنى يا (ليلى) عشان نفتح الوصية بتاعت (سليم) عشان نشوف الورق هيتقسم علينا ازاى

نظر (حمزة) وهو لا يصدق ما قاله والده للتو وقال بنبرة محذرة

- بابااااا !!!!

ليهز والده كتفاه بلا مبالاة وهو يقول

- أنا شايف أن (سليم) بقاله اسبوع متوفى وطبيعى أن الدنيا مش هتقف وكل واحد يشوف مصالحه

شعر (حاتم) بالضيق من لهجة والده تلك بينما زمت (چايدا) شفتاها بضيق ملحوظ وكور (حمزة) قبضة يده فى غضب وترك الطعام لتقول (ليلى) بهدوء

- عمو (شريف) معاه حق .. ممكن تحدد لينا ميعاد معاه بكرة

قالتها ببرود رغم الألم الذى يعتريها من الداخل فهى لم تكن تريد المال كانت تريد فقط أن يظل والداها على قيد الحياة حتى لو كانت ستضطر أن  تستغنى عن كل ثروتها فتابع (شريف) حديثه ببرود

- و شايف أن (حمزة) ينزل الشغل بدالك الفترة دى مش معقول نسيب كل حاجة لخطيبك كده ده مهما كان غريب وابن عمك هيخاف عليكى اكتر منه

- باباا !! فى ايه ؟! انت شايف أن الكلام ده وقته

قالها (حمزة) بغضب فأزدردات (ليلى) ريقها بصعوبة ثم قالت

- (عمرو) انسان كويس وبثق فيه ومش هو اللى هيبص على فلوسى ولا يستغل وضع زى كده 

- المال السايب يعلم السرقة

قالها (شريف) بضيق ملحوظ ثم أردف قائلا

- إنما ابن عمك هيخاف عليكى وعلى فلوسك 

تركت (ليلى) تناول الطعام ونهضت من على كرسيها وهى تقول بضيق

- اللى تشوفه يا عمى .. عن اذنكم شبعت

لم تترك حتى لهم مساحة للأجابة وغادرت نحو غرفتها فنظر (حمزة) إلى والده وهو يصب غضبه قائلا

- كان ايه لازمتها الكلام ده يا بابا ؟! وخطيبها راجل محترم مسابهاش ولا لحظة وهى مأمناه احنا مالنا

قال (شريف) وهو يلوك الطعام فى فمه ببرود

- انت هتفضل غشيم لحد امتى ؟! احنا لينا فى كل ده .. ده ورث وشرع ربنا ومش معقول نسيب فلوسنا واملاكنا لواحد غريب بارة العيلة مش كفاية أن لا انت ولا اخوك حاولتوا تتجوزوها وتحافظوا على أملاك العيلة كفاية اووووى الجزء اللى هيقع فى ايد (عمرو) من نصيبها الباقى ملكنا ومش أنا اللى اسيب السايب فى السايب

- ورث ايه يا بابا اللى انت بتفكر فيه وبعدين احنا مش محتاجين .. دى فلوسها واملاكها بدل ما تتنازل عن حقك لبنت اخوك الوحيدة فى الدنيا .. طمعان فيها

ترك (شريف) الطعام ومسح فمه بالمحرمة وهو يقول بسخرية

- أتنازل !! انت شكلك اتجننت .. ده حقنا ودى فلوس العيلة

ثم تركه وغادر دون أن يسمع منه رد فشعر (حمزة) بالغضب وضرب بقبضة يده على طاولة الطعام بغيظ شديد ليحاول (حاتم) تهدئته 

- انت عارف ان ده ابوك ومش هيتغير ابدا ..

- يعنى بدل ما يعوضها عن حنان الاب اللى هى فقدته يعمل كده

فابتسمت (چايدا) بسخرية وقالت

- يعوض مين ؟! مش لما يكون هو بيدينا حنان الاب لينا احنا اصلا

نهض (حمزة) عن الطاولة ثم قال مغيرا مجرى الحديث

- يلا يا (چايدا) عشان اوصلك الجامعة انتى بقالك اسبوع مش بتروحى

- لا هروح بعربيتى متقلقش يا (حمزة) .. روحوا انتوا شغلكوا أنا لسه قدامى نص ساعة واتحرك

هز (حمزة) رأسه بتفهم ثم ذهب كلا من (حمزة) و (حاتم) إلى طريقه وقررت (چايدا) أن تصعد لتبدل ملابسها وتذهب إلى الجامعة وتطمئن على (ليلى) قبل أن تغادر ..

❈-❈-❈

وصلت إلى الجامعة وذهبت إلى كافتريا الجامعة حيث تنتظرها (دنيا) التى اقبلت عليها بترحيب وسئلتها مستفهمة

- عاملة ايه دلوقتى يا حبيبتى ؟!

اخذت (چايدا) نفس عميق ثم قالت

- الحمد لله .. بس وحشنى اوووى عمى.. ساعات الواحد مش بيحس بقيمة الحاجة غير لما تختفى من قدامه

شعرت (دنيا) بالحزن على صديقتها ثم قالت

- تعالى نروح النادى بلاها محاضرات النهاردة يمكن تشوفى (مروان) وتغيرى مود

هزت رأسها نافية وهى تقول

- أنا بقالى اسبوع مبحضرش .. عاوزة احضر

أمسكت (دنيا) يدها ثم قالت 

- يلا يا بنتى.. انتى مش هتبقى مركزة فى المحاضرة اصلا تعالى يمكن نشوف (مروان)

استسلمت لها (چايدا) ثم ساروا تجاه السيارة الخاصة بها وذهبوا معا إلى النادى وصلوا إلى النادى واتجهوا نحو الكافتيريا وطلبوا عصير برتقال كانت (چايدا) شاردة يبدو عليها الحزن حتى أنها لم تتطلع أمامها لتبحث عن (مروان) كعادتها فتطلعت (دنيا) أمامها تبحث بعينيها عن (مروان) حتى وجدته يتصفح هاتفه فى طاولة خلفهم ابتسمت قليلا ثم نظرت إلى (چايدا) مرة آخرى وجدتها تشرب من عصير البرتقال وهى بدنيا غير الدنيا نهضت من جوارها واتجهت حيث يجلس (مروان) ازدرادت ريقها بصعوبة فما تنوى فعله يحتاج إلى جراءة ولكنها ستفعل أى شئ حتى تغير الحالة المزاجية ل (چايدا) اقتربت من الطاولة الخاصة به وقالت بهدوء

- كابتن (مروان الألفى)

رفع رأسه إليها ليرى من المتحدث فظنها معجبة من معجبيه فابتسم لها بهدوء وعاد ينظر مرة آخرى إلى هاتفه فمدت يدها لتسلم عليه وهى تقول

- أنا (دنيا مجدى) زميلتك فى الجامعة فى نفس السنة كمان

نظر ليدها الممدودة له ثم سلم عليها بهدوء وسحب كلا منهم يده مسرعا ثم قال

- اتفضلى اقعدى

جلست (دنيا) وهى تشعر بتوتر كبير فابتلعت ريقها ثم قالت

- أنا ممكن اطلب منك خدمة صغيرة.. أنا عارفة انك متعرفنيش بس هى خدمة صغيرة مش هاخد من وقتك اكتر من ٥ دقائق

شعر هو بإحراجها فابتسم عليها ثم قال

- اتكلمى يا (دنيا) ده احنا طلعنا زمايل

أشارت بعينيها حيث تجلس (چايدا) وقالت

- (چايدا) تبقى صاحبتى .. وهى اكبر مشجعة ليك دائما بتحضر كل ماتشاتك و حتى تدريباتك بس حالتها النفسية مش كويسة بسبب موت عمها لو ممكن بس تتصور معاها وتقعد معانا ولو ٥ دقايق بس أنا متأكدة أن ده هيغير مودها

هز رأسه بتفهم ثم قال مازحا

- مفيش مشكلة .. تعالى معايا

شعرت بسعادة بالغة ثم قالت

- أنا مش عارفة اشكرك ازاى وعلى فكرة هى كمان زميلتنا فى الجامعة 

ابتسم بهدوء ونهض واتجه نحو المكان الذى تجلس به (چايدا) ثم قال مازحا 

- تسمحيلى اخد صورة معاكى ؟!

تصنمت (چايدا) فى مكانها حينما استمعت إلى صوته فهى لديها مقدرة على معرفة صوته بالطبع فهى تستمع إلى كل لقاءاته ومحاوراته ظنت لوهلة أنها تحلم ثم تطلعت إليه لتجده يجلس على الكرسى الذى بجوارها رمشت بعينها عدة مرات وهى لا تصدق ثم قالت متلعثمة

- ا... انت

هز رأسه إيجابا ثم قال وهو يتطلع إلى رماديتها

- لو تسمحيلى يعنى اقعد معاكى .. سمعت أن انتى من أكبر مشجعينى 

ابتسمت وهزت رأسها إيجابا فابتسم على حالها ثم أردف قائلا

- صاحبتك قالتلى أن احنا كمان فى نفس السنة فاحنا زمايل

ابتلعت ريقها ونظرت تجاه (دنيا) وشعرت بالأحراج ولكنها قامت بإستغلال الفرصة وقالت

- لو ممكن اتصور معاك صورة واحدة بس

- اه طبعا

قامت بإخراج هاتفها وقامت بأخذ صورة لهم معا وشعرت بسعادة كبيرة فنهض هو عن مقعده وهو يقول

- اتشرفت بمعرفتك يا ....

نسى اسمها فقالت هى مسرعة

- (چايدا) .. أسمى (چايدا)

- ماشى يا (چايدا) .. اتمنى متكونش آخر مرة اقابلك فيها.. مع السلامة

- مع السلامة

انصرف من أمامها فأتت (دنيا) مرة آخرى لتجلس بجوارها فقامت (چايدا) بضربها على مقدمة رأسها بخفة وهى تقول

- بتشحتى عليا

ابتسمت (دنيا) وقالت بصدق

- كان نفسى ارجعلك بسمتك اللى منورة وشك دلوقتى 

شعرت (چايدا) بالخجل ثم التفت لترى (مروان) وهو عائد للطاولة الخاصة به فنظرت له بهيام ومع أن جلس التفت مسرعة حتى لا يراها وهى تنظر ٱليه ثم عادت بنظرها لصديقتها وقالت

- مش مصدقة أنه كلمنى وعرف أسمى كمان

- عدى الجمايل ..

❈-❈-❈

  أنهى (حمزة) عمله أخيرًا بعد يوم طويل، ومع ذلك لم يشعر بالتعب الجسدي فقط، بل ثقل الأفكار التي شغلت رأسه منذ وفاة عمه لم تفارقه .. كانت (ليلى) الآن في المنزل، تعاني الوحدة والتفكير في المستقبل المجهول على الرغم من وجود (عمرو)  .. شعر (حمزة)  أن الوقت قد حان ليكون بجانبها ويدعمها، كما كان دائمًا يود ..

نهض عن مكتبه وأخذ يجمع أوراقه وهو يتنفس بعمق، محاولًا تنظيم أفكاره قبل أن يخرج اتجه نحو الباب، لكنه وجد (أسما) واقفة أمامه كانت ترتدي قميصًا بسيطًا وسروالًا مريحًا، وابتسامتها المعتادة لم تغادر وجهها رغم القلق الذي ظهر جليًا في عينيها

- عامل إيه دلوقتي؟!

قالتها بنبرة تحمل مزيجًا من القلق والاهتمام، مستدركة:

- من ساعة العزاء مشوفتكش وكنت هموت من القلق عليك

ابتسم لها بحنان وامتنان وهو ينظر لعينيها السوداوين اللتين تحملان دائمًا دفء الصداقة رد بهدوء:

- مضايق من أبويا وكنت محتاج أتكلم معاكي فعلًا يا (أسما) 

رفعت حاجبيها بدهشة ممزوجة بقلق وسألته:

- حصل حاجة؟!

أشار لها أن ترافقه وقال:

- تعالي معايا نروح لـ (ليلى) في البيت، وهحكيلك كل حاجة في الطريق

هزت رأسها بالإيجاب دون تردد، فهي تعلم أن (حمزة) لا يشارك همومه بسهولة، ولابد أن الأمر جاد استقلا السيارة معا وكان (حمزة) يقود بصمت للحظات، وكأن الكلمات تتجمع في ذهنه قبل أن ينطق بها ثم بدأ يسرد لها ما حدث بين والده و(ليلى) صباح ذلك اليوم ..

- بابا كل اللى يهمه الفلوس وبس انما انا وبنت اخوه ولا فارقين معاه

شعرت (أسما) بالأسى على حال (ليلى) التي تبدو كأنها وسط معركة ليست لها  وعلى حال (حمزة) الذي يعجز عن إيقاف والده وأن يجعله يتنحى عن مخططاته تلك ثم قالت له بنبرة حانية:

- انت عارف إن اونكل (شريف) كل اللي يهمه الفلوس مش هتقدر تغيّر تفكيره بسهولة 

نظر إليها نظرة تحمل مزيجًا من الإحباط والعجز وقال:

- ولا العمر كله هيخليني أغيره، أنا عارف ابويا كويس

صمت الاثنان بعدها لبعض الوقت، مكتفين بصوت محرك السيارة الذي كسر الهدوء بعد حوالي ربع ساعة، وصلا إلى المنزل ترجل (حمزة) من السيارة وتبعته (أسما)، لكن المشهد الذي قابلاه في الداخل لم يكن متوقعًا 

كان (عمرو) يجلس مع (ليلى) بمفردهما في الحديقة  قبض (حمزة) يده وهو يحاول كبح غيرته التي اشتعلت فور رؤية (عمرو) مرر يده بين خصلات شعره البنية، محاولًا أن يهدئ نفسه قبل أن يقترب منهما ..

رسم ابتسامة متكلفة على وجهه ومد يده لـ (عمرو) قائلاً:

- إزيك يا بشمهندس (عمرو)؟

صافحه (عمرو) على مضض، وكأنهما يخوضان معركة صامتة، ورد ببرود :

- إزيك يا (حمزة)؟ عامل إيه؟

- الحمد لله

قالها باقتضاب قبل أن تتدخل (أسما) التي شعرت بمشاعر (حمزة) المتضاربة وانه فى ثوان معدودة استطاع ان يخفى غيرته التى رأتها بنفسها للتو لذا قالت :

- اعتقد يا بشمهندس (عمرو)، قبل ما تيجي لازم تستأذن مينفعش تيجي و(ليلى) قاعدة لوحدها هنا لحد ما تتجوزوا يعني

ظهرت ابتسامة صغيرة على وجه (حمزة) فهو يعلم جيدا ان تلك الشقية لا تتحمل رؤيته بذلك الحال لكنه سرعان ما أخفى تلك البسمة بينما شعر (عمرو) بالغيظ وقال بحدة:

- أنا عارف الأصول كويس وبعدين في هنا خدامين، محناش لوحدنا

حاولت (ليلى) تهدئة الموقف وقالت بسرعة:

- معاكِ حق يا (أسما)، بس (عمرو) كان جاي بيوريني شغل وأوراق مهمة كان لازم أمضي عليها

لكن (عمرو) لم يدع الموضوع يمر دون أن يدافع عن نفسه نظر إلى (حمزة) بحدة وقال:

- لو على الأصول، المفروض (ليلى) ترجع بيتها أصلاً مينفعش تقعد هنا معاكم

توتر الجو فجأة، لكن (حمزة) لم يسمح لنفسه بفقد السيطرة، وقال بحزم:

- ده بيت (ليلى)

أيدته (ليلى) وهى موجهة حديثها نحو (عمرو) :

- ده بيت عمي، وأنا مرتاحة هنا مش هبقى كويسة وأنا لوحدي، على الأقل دلوقتي

شعر (عمرو) بالإهانة وغادر الحديقة سريعًا بعد أن ألقى نظرة لوم على (ليلى) لأنها لم تنصفه فى حديثه معها  استغلّت (أسما) الموقف لتترك المجال لـ (حمزة) و(ليلى) للحديث، فابتسمت وقالت:

- أنا هروح أشوف أي حاجة آكلها، جعانة أوي

ابتسم (حمزة) وهو يفهم مغزاها وقال :

- البيت بيتك يا (أسما)

بعد أن غادرت، جلس (حمزة) بجوار (ليلى) في الحديقة كان النسيم البارد يلفحهما بهدوء، لكنه لم يخفِ التوتر بينهما فسئلها بفضول

- عاملة إيه دلوقتي؟

قالها وهو يحاول أن يبدو طبيعيًا، لكنها شعرت بالاهتمام الحقيقي خلف سؤاله

- الحمد لله

صمت للحظات ثم قال:

- أنا شايف إنك تنزلي شغل أحسن من القعدة في البيت .. الشغل هينسيكي الحزن اللى انتى فيه

هزت رأسها موافقة:

- معاك حق، رغم إن (عمرو) نصحني أريح أعصابي، وهو هيشوف الشغل بدالي

عاد الجمود لوجهه خوفا من ان يفضح امر مشاعره ، لكنه أضاف بحذر:

- اللي يريحك أنا قلت رأيي بس

نظرت إليه بابتسامة ودودة، تلك الابتسامة التي دائمًا ما تذيب جليده ثم قالت:

- كلامك صح جدا الشغل هيخليني أركز بعيد عن كل حاجة وابعد عن الحزن اللى انا فيه

نظر فى عينيها العسلية التى يعشقها لتبادله هى النظر بعينيه البنية ومازالت تلك البسمة تزين وجهها لتظهر غمازتيها فلم يستطع الصمود أكثر أمام عينيه فكسر تلك النظرات بالنظر لأسفل لتقول هى :

- بابا كان بيثق فيك ثقة عمياء ، وبدأت أفهم ليه

- ليه؟

سألها بفضول، محاولًا أن يستمر الحديث أكثر فأحيانا لا يستطيع كبح مشاعره

- عشان قراراتك صح حكيم كده وثقتك في نفسك بتديك شخصية مميزة فعلا

شعر بتأنيب الضمير كيف يسمح لنفسه بهذه المشاعر نحو خطيبة رجل آخر؟ نهض بسرعة، وقال بحزم:

- حضري نفسك لفتح الوصية بكرة بعدها، قرري هتعملي إيه، وأنا موجود لو احتجتي أي مساعدة

تركها قبل أن تفلت مشاعره منه تمامًا، ودخل إلى المنزل، تاركًا قلبه ينبض بعنف ..

❈-❈-❈

فى صباح اليوم التالى ...

كان الجميع بغرفة المكتب الخاص ب (شريف) منتظرين أن يأتى المحامى كان (شريف) كل ما فى باله هو أن يأخذ نصيبه من الأرث فى موت شقيقه ولا يهمه شئ آخر بينما كان (حمزة) بجوار (ليلى) وقرر فى قرارة نفسه أن لو كان يملك على والده سلطة لاستغنى عن نصيب والداه لها ولكنه لا يستطيع فعل ذلك فهو ليس الواصى على والده وفى غضون نصف ساعة كان قد حضر المحامى وجلس وهو يضع حقيبته على المكتب وهو يقول

- السلام عليكم

- وعليكم السلام

اجابه الجميع .. فتح الحقيبة الخاصة به وأخرج بها بعض الأوراق وهو يقول

- الورق ده كله بيثبت أحقية (ليلى) بكل أملاك والداها ابوها باع لها كل شئ قبل وفاته

اتسعت أعين (شريف) وهو لا يصدق ما سمعه للتو بينما صدمت (ليلى) فلم تتخيل ابدا أن والداها سيحرم شقيقه من الميراث فليس لديهم أى عداوة مسبقة بينما ظهرت على شفتاى (حمزة) شبح ابتسامة ونظر لوالده بتشفى ..


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة