-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 31جـ1 - 1 - الإثنين 4/11/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والثلاثون

الجزء الأول 

1

تم النشر يوم الإثنين

4/11/2024 



الحياة تسير؛ سعيد او حزين لا تتوقف ، وإن لم تتقدم وتتخطى المعوقات، لا تكن أبدًا اهلا للعيش بها .

الاستسلام هو عدوك الأكبر، فلا تساير الواقع دون مقاومة او بحث عن حلول.

لا تكف عن المحاولة


#بنت_الجنوب


اصطفت السيارة في المكان المخصص لها، داخل محيط الجامعة الضخم،  لتترجل في البداية صديقتها العزيزة، ثم تبعتها هي لتسحب انفاس قوية، وتتوجه بأبصارها نحو المبنى الغالي على قلبها، والذي هجرته منذ سنوات على غير ارداتها ليأتي اليوم وتحاول إكمال المتبقي من  الطريق، لتحقيق حلمها. 


- ها يا قمر مستعدة؟

توجهت صفية بالسؤال نحوها، والتي أتت معها اليوم لتؤازرها وتساعدها في الإجراءات، وفي دعم معنوي ايضا. 


ردت بهجة باشتياق شديد ومشاعر لا تعرف وصف لها؛

- مستعدة جدا، مستعدة اوي، بس خايفة لتحصل معوقات ويرفضو الطلب العودة. 


تبسمت صفية بثقة قائلة:

- عيب يا بنتي كلامك ده، دا انا مجهزة طلب العودة من امبارح، شغل المعلم لابنه يعني عملته بمزاج، ان شاء الله مجلس الكلية يوافق ومتواجهناش اي معوقات


- يارب يارب

تضرعت بها بقلق لتقترب منها صفية تضغط على يديها الباردتين تمازحها:

- ايه يا بنتي ايدك متلجة، لدرجادي متوترة، لا اهدي كدة وخليكي واثقة في نفسك وفي صاحبتك، هتكملي يا قلبي وهتنولي كل اللي بتتمنيه، بس نتحرك بقى، مش عايزين نتأخر اكتر من كدة. 

تبسمت اليها بامتنان، لتسير معها نحو مبني الهام الذي حرمت منه ، وقبل ان تصل إلى الدرج الرخامي الضخم لمدخله، صدح صوت الهاتف برقمه، لتتبادل مع صديقتها النظر بحيرة قطعتها صفية بالضغط على اغلاق الهاتف قائلة:


- متزعليش مني بقى، احنا مش عايزين عطلة .

وسحبتها تسرع بصعود الدرج،  لتعقب بهجة بضحكة اختلطت بتوترها:

- يالهوي عليكي يا صفية، طب افرضي شادي ابن عمتي اتصل دلوقتي عشان يطمن،  يلاقيه مغلق ويقلق بقى، ما انتي عارفة انه متابع معانا المشوار.


- هيبقى يتصل عليا يا اختي متشليش هم. 

تمتمت بها صفية بإصرار لتواصل السير بها دون اكتراث بمن يحترق محله الاَن،  وهذا التجاهل المبالغ فيه، يجعله على وشك ارتكاب جريمة .


- بتقفلي السكة في وشي يا بهجة، دا انتي شكلك اتجننتي، ولا انا اللي طولت بالي عليكي زيادة وخليتك تتفرعني عليا.


- بتكلم نفسك يا حبيبي؟

جاء الصوت الناعم من خلفه ليزيده حنقًا، فيلتف اليها  بغضب لا يخفيه:

- لا طبعا يا ست الكل، وانا هتعصب ولا ازعل نفسي ليه؟ والهانم بتقفل السكة في وشي، طبعا حقها مادام بتلاقي اللي يعصيها عليا .


كعادتها هذه الأيام، استطاعت إخفاء ابتسامتها لتجيب بمراوغة:

- تاني بتتحمق وتحمل عليا وعلى المسكينة بظنونك، طب افرض هي مشغولة دلوقتي في تقديم أوراقها،  شيء طبيعي أنها تقفل تليفونها. 


نهض يطالعها باستهجان واستفسار غير مريح:

- تقدم أوراقها فين؟ هي بتعمل ايه بالظبط من ورايا؟ ومن غير ما تبلغني؟


- بتقدم طلب عودتها للجامعة، فيها ايه دي؟

قالها ببساطة زادت من اشتعاله، ليهدر بها:

- فيها كتير يا نجوان هانم، كتير اوي، دا كفاية أنها بتعرفك خطواتها وانا جوزها ما بتقوليش، لكن تمام، تمام اوي. 


بصق كلماته وخرج ذاهبًا من امامها بخطواته السريعة،  وقد علمت الاَن طريق اتجاهه، لتردد في أثره بقلق:

- أحنا شكلنا زودانها المرة دي ولا ايه؟ ربنا يستر.


❈-❈-❈


بصق من فمه على الارض بعد خروجه من إحدى المنازل في داخل المحمية الغريبة، بعدما استيقظ من نومه صباحًا يجد نفسه على فراش غريب مع فتاة لا يعرفها، ليكتشف انه أثقل في الشراب السيء والمواد الممنوعة تلك التي يتاجر فيها، وبات على الفراش الرث بعد إقامة علاقة مع هذه الفتاة الرخيصة، والتي كانت تشير اليه الان من نافذتها ضاحكة وقد أعجبها وسامته، عكسه هو، فكل ما يشعر به الآن هو القرف، لا يدري كيف فعل معها ذلك، والفضل يرجع طبعا للمواد المخدرة التي غيبت عقله.


ليبصق مرة ثانية يتجنب الالتفاف لها، رافضًا اي ارتباط معها حتى لو عادي، يغمغم بحديث نفسه؛


- الله يحرقك ويحرق محمية الزفت دي كلها، بقى انا هيما اصحى الاقي نفسي على فرشة وسخة زي دي، ومع مرة عفشة ما تساويش نكلة في سوق النسوان، بعد الستات النظيفة اللي كانت بتترمى تحت رجلي وبفلوسي... 


ابصر بعيناه هذا الفتى الذي كلفه بمهمة لم ينجح بها حتى الاَن، ليتذكر من كانت لعبة في اصبعه،  تلك التي كان يستمتع بذلها فكان يستكثر عليها نفسه، ويراها في الجمال اقل من العادية، ليتفاجأ بها بعد زواجها من آخر تحولت كليًا، هل كان أعمى عن جمالها؟ ام هي من  كانت تتعمد إخفاء فنتنها لمن يستحق،  لكن لا والله لن يجعلها تهنأ بعيدا عنه، يسقط هو في الوحل، وتستقر هي في حياتها الجديدة مع رجل اخر يتمتع بما كان حق له ، هذا ابدا لن يستمر 


بخطوات سلحفية اقترب من الفتى الذي كان يعطيه ظهره، منشغلا في الهاتف كعادته على احد الالعاب،  ليباغته فجأة بالقبض على قماش قميصه من الخلف 

- ازيك يا عويضة، وحشتني يا راجل 


اجفل الفتى واعتراه الهلع في البداية، قبل ان يستعيد ثباته ليعبر عن اعتراضه نحو الطريقة التي يمسكه بها:

- الله الله يا عم إبراهيم، ايه المسكة اللي شبه عكشة الحكومة دي، نشفت دمي يا راجل.


هزهزه ابراهيم بعنف ليزيد عليه بعدم اكتراث:

- ان شالله انت كلك تنشف على بعضك ولا تغور في داهية حتى، انت متهمنيش في حاجة ياض، عملت ايه في الطلب اللي طلبته منك؟


انتفض عويضة داخله، تأثرًا بهذه الهيئة المخيفة لهذا المدعو ابراهيم، وعيناه الحمراء تبث مزيدًا من الرعب اليه، ليبرر على الفور مدافعًا عن نفسه:

- والله العظيم كذا مرة ابعت لينكات مسابقات وحاجات ياما تخص الستات، لكنها مبترودش ولا اكنها بتفتح اساسا. 


- مليش فيه يا حبببي، تتشقلب تعمل نفسك قرد، المهم تتصرف وتهكر الخط، انا مش هعتقك يا عويضة لو ما نفذت وعملتها، انا خلقي ضيق ياض ومعنديش حد يقول كلمة وميبقاش قدها. 


يهدر مقربًا وجهه منه، وكأنه على وشك الفتك به، ليجبره على مهادنته، خشية أن يأذيه:

- خلاص يا عم إبراهيم هحاول بكل جهدي النهاردة 

دفعه بعنف اسقطه ارضًا:

- ميخصنيش كلمة احاول دي، انا عايز الخبر اليقين فاهم ياض ولا افهمك.


- فاهم والله العظيم فاهم .

تمتم بها عويضة برعب منه، ليستعد بداخله إلى مرحلة اخرى من المحاولات علٌها تأتي بنتيجة هذه المرة.


❈-❈-❈


فتحت رؤى باب المنزل تستقبل زوج شقيقتها الذي كان يحمل عددًا من الأكياس، ملقيًا اليها بالتحية:

- عاملة ايه يا رؤى؟

- حمد لله يا ابيه اتفضل؟


قالتها تتناول بعضهم،  ليدلف خلفها بحلة عمله، لتستقبله نرجس بمبالغتها كالعادة:

- اهلا اهلا يا جوز بنتي، شرفت ونورت، طلتك ولا القمر وانتي داخل كدة بالبدلة الميري 


تبسم يجاريها في الحديث رغم ضيقه:

- تشكري يا حماتي، اصل انا خلصت شغلي وجيت على هنا على طول، عشان اطمن على أمنية، هي عاملة ايه دلوقتي .


- كويسة يا ابيه اطمن، هي بنفسها قالتلي كدة الصبح .

قالتها رؤى لتضيف نرجس:

- وانت لسة هتسأل، ما تدخل لها يا حبببي ، هو انت غريب يعني؟ دا حتى بيتك ومطرحك. 

تردد في استقبال الدعوة ليردد بمكر رغم ادعائه الحرج:

- ماشي يا حماتي، بس انا عايز اطمن الاول، لا يمكن يكون عندها حد من الجيران ولا اصحابها.


- لا والله مفيش، ولو في يبقى هما اللي ينكسفو مش انت 

قالتها نرجس بعفويتها،  لتعلق رؤى ضاحكة وقد فهمت مقصده:

- هيجو ازاي بس الجيران يا ابيه؟ ومحدش منهم يعرف بموضوع امنيه، ولا انت فاكرنا نسينا تعليماتك .

تبسم يدفعها بخفة على جانب رأسها بيده وقد أعجبه ذكائها:

- لا منستش طبعا يا عفريتة، خليكي على طول كدة شاطرة بقى، وانا هروح اطمن على أمنية 


تطلعت نرجس في أثره لحظات، ثم تسائلت نحو ابنتها بعدم فهم:

- هو جوز اختك بيقولك خليكي شاطرة ليه؟


الصفحة التالية