رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 31جـ2 - 1 - الخميس 7/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الواحد والثلاثون
الجزء الثاني
1
تم النشر يوم الخميس
7/11/2024
الفصل الواحد والثلاثون الجزء الثاني
ربما تخشى غضبه ولكنها لا تخافه، يكمن قلقها الأكبر في الخوف عليه من نفسه، نعم فهذا السعير المشتعل في نظرته اليها، ثم الصمت المطبق الذي اتخذه منهجًا منذ آن انضمت اليه داخل السيارة، بعدما اجبرها على ذلك، ليضع همه في القيادة وفقط، دون ان يتوجه لها بكلمة واحدة، حتى اصابها الضجر، ولم تعد بها طاقة للإنتظار:
- اوووف وبعدين بقى؟ انا هفضل ساكتة كدة كتير، وانت بتسوق بيا وانا معرفش راج بينا على فين .
زفر بقوة دون ان يتحرك فمه ببنت شفاه، مما اضطرها للاستكمال:
- رياااض، انا مش طايقة اقعد كدة على اعصابي من غير ما افهم ولا اعرف انت سايق ورايح بيا فين بالظبط؟
ايضًا لم يجيب او يعير استفهامها اعتبارًا لتواصل بإلحاح:
- رياض، يا رياض، يا رياض رد عل........
قطعت في الأخيرة بعدما اجفلها بنظرته الحادة حينما التف اليها على حين غرة، ليصدر أمره:
- مسمعش صوت تاني يا بهجة لحد ما نوصل،
همت تجادله:
- طب رد على سؤالي..
- قولت اخرسي يا بهجة.
هتف بالاخيرة يوقفها عن الحديث مرة اخرى معه في اي شيء بعدما قاطعها للمرة الثانية، يفرض عليها الصمت، حتى يصل بها الى وجهتهم
❈-❈-❈
بحذر شديد تتحاشى ملامسة الجدار او اي شيء في هذا المرحاض المقرف كما تصفه، بعدما اجبرت على قضاء حاجتها فيه، وغسل وجهها ويديها بماء الصنبور الوحيد به، ثم هندمة ملابسها امام المراَة التي تشغل حيزًا صغيرا به.
لتخرج الاَن من مخرج الباب الذي امسكت مقبضه بالمحرمة الورقية، وتتخذ طريقها نحو هذا الجالس بشرود على كرسيه، يطالع شاشة هاتفها على نفس الصورة التي قدمتها دليلًا اليه يثبت صدق قولها، ليغمرها الانتشاء بعدما استطاعت بدهائها ارباكه، او ربما تجعله في صفها وتنفيذ ما تصبو اليه لتفرقة هاذان العاشقان
هتفت بثقة تسحبه من شروده لينتبه اليها:
- لسة برضو مركز في الصورة؟ مزهقتش من البص فيها، ولا يمكن كمان مش مصدق انها هي؟
بتجهم يعلو ملامحه، وأعين ضاقت بالنظر اليها بتفكير متعمق، وكأنه ينفذ داخل روحها وعقلها الشيطاني، ظل على صمته لتقترب وتجلس مقابله تواصل اقناعه بدهاء تجيده:
- الصور دي عندي من اول يوم كشفتهم فيه، بس انا مرضيتش اتكلم وكتمت في نفسي خوفًا على سمعتها كبنت زي زيي، وبرضو حرص على سمعة المكان اللي بشتغل فيه، ما هو لو الحاجات دي اتنشرت، مين هترضى تشتغل في مصنع مشهور عن رئيسه القصص دي، وبصراحة دي اول مرة تحصل منه، بس أكيد هي السبب معلش يعني، مفيش راجل بيقرب غير لما الست تتجاوب معاه، ودي كانت شغالة عنده في بيته، الله اعلم بقى ايه اللي حصل ما بينهم......
قالت الأخيرة بقصد وصل اليه، لتزيد على غضبه المكتوم، وهو يتظاهر بالثبات بالإنفعالي حتى الاَن، ليخرج صوته اخيرًا، متجاهلا كل ما سبق:
- على فكرة تليفونك رن يجي مية برقم الست الوالدة وأرقام تاني شكلهم قالبين الدنيا عليكي، انا من رأيي تاخدي تطمنيها الاول، لاحسن تبلغ البوليس ولا يمكن عملتها الله اعلم .
تجاهلت كف يده التي امتدت نحوها بالهاتف، فقد كان الفضول يقتلها لمعرفة رد فعله على ما اخبرته به:
- مامي هاتصل بيها بعدين، المهم انت ايه رأيك في الكلام اللي قولته؟
شدد بالكلمات يحذرها:
- امسكي التليفون واتصلي بيها الأول، التليفون اتفتح، يعني لو في متابعة لرقمك فجأة هلاقي البوليس نط فوق دماغي دلوقتي، واديكي شوفتي انا لحد الان معملتكيش حاجة، يدوب بس بردلك المقلب اللي عملتيه فيا
تناولت منه، وارتفع حاجبها الأيسر بضيق تتسائل:
- طب وايه اللي يضمني انك متأذنيش بعد ما اطمن مامي
اجابها بتأفف:
- شايفاني رابطك دلوقتي يعني، ما اديكي قاعدة زي القرد اهو قدامي، ولو عايزة تمشي باب المخزن مفتوح، المهم خلصينا انا مش ناقص عوق، ولا انتي عايزة اللي يخوض في سيرتك لو الموضوع انتشر، الناس ملهاش غير الظاهر.
استدركت بالفعل لصدق قوله، لتسارع بالاتصال بوالدتها وطمأنتها بحجة اختلقتها لتبرير اختفائها، حتى لا يوصم اسمها او يصبح علكة في الافواه والتكهنات التي هي بريئة منها، لتثير على شفتي الاخر ابتسامة ساخرة، لخوفها الشديد على سمعتها رغم خوضها منذ ساعة في عرض ابنة عمه، والتي لم يصدق حتى الاَن ما سمعه منها حتى والصورة تثبت صحة قولها.
- اديني خلصت اهو وطمنت ماما، ما قولتليش بقى هتعمل ايه؟ خد بالك لو هتبلغ والدك أو اي حد من أهلك، متجيبش سيرتي نهائي، تعمل ان انك عرفت من نفسك، وبشطارتك كدة تتصرفوا مع بنتكم اللي جبتلكم العار، اكيد انت مش هتراضاها على رجولتك انك تعرف
حاجة زي دي وتسكت
كانت تأخذها الجلالة في القاء سمومها بأذنه، حتى توجهه في الطريق الذي تبتغيه في التخلص من غريمتها ولا تدري ان مبالغتها تلك لم تكن أبدًا في مصلحتها، بل بالعكس، مع رجل شعبي مثله يحكمه عقله في اختبار الأشياء، حتى يصل إلى قرار حكيم،
- خلصتي كلامك؟
- نعم!
- بسألك خلصتي كلامك؟
اجفلتها طريقته الحادة لينتفض فجأة، ويتناول القيد الملقى على الارض، ثم يباغتها بالقبض على كفيها الاثنان لتصرخ به:
- انت بتعمل ايه يا مجنون؟ مش قولت انك خلاص هتخرجني
شدد بتصميم على قراره:
- قولت يا حلوة، بس دلوقتي طقت في دماغي اروح اتأكد من صاحبة الشأن الاول واسألها واحكم، مش يمكن تكون لعبة منك.
رددت من خلفه بالكلمات حانقة، تحاول اثناءه، ولكنه اثبط عزيمتها بإصراره على عدم سماعها؛
- لعبة ايه يا غبي ما هي الصورة قدامك اهي، دا ايه الهباب دا بس ياربي اووف.
انهى إعادة تقيد رسغيها وقدميها بالمقعد ثم نظر اليها متحدثًا:
- انا اكتفيت بإيدك ورجليكي بس، لأنك مهما صرختي ولا طلعتي صوت محدش هيسمعك، المنطقة هنا كلها مهجورة، يعني لو حصل وحد دخل على صوتك هيبقى عشان يأذيكي مش يساعدك، ياريت تكون وصلتك وفهمتي قصدي ايه؟
❈-❈-❈
لا يدري كيف أتت هذه الفكرة الخبيثة في عقله، ان يدعي التعب وعدم الاتزان امام هذه المرأة الجميلة كي ينال استعطافها وحتى تخفف من حدتها معه، فيتطور الأمر إلى تمثيل كامل وقد أعجبه شفقتها نحوه ، بعدما لامس طيبة قلبها، التي اجبرتها لتحمل رجل غريب عنها ومساعدته حتى تصل به إلى المشفى حتى يتم إسعافه،
يالها من خليط عجيب، شرسة في الدفاع عن الحقوق وتحدي الرجال، وفي نفس الوقت بريئة لدرجة السذاجة حتى تصدق رجل مثله.
- اه يا مناخيري اَه، يا خوفي لا يبقى نزيف داخلي يا خوفي، انا عارف حظي.
مازال يردد ويتصنع التوجع حتى فاض بها لتهتف به:
- يا عم كفاية بقي، حظك ده اللي بتندب عليه لا يمكن هيبقى اكتر من حظي اللي دبسني في مشاوير معاك من غير سابق معرفة، ثم تعالى هنا، مناخير ايه بالظبط اللي وجعاك؟ البوكس كان على الفك ولا المناخير؟
- الاتنين؟
- نعم!
مال نحوها بمزيد من المسكنة، وعيناه تتمعن النظر بملامحها الدقيقة مستغلا انشغالها بالقيادة:
- الضربة كانت تقيلة اوي، وانتي شوفتي بنفسك لما وقعتني عليكي وبعدها مقدرتش أقف على رجلي من الدوخة، هزت كياني كله، يعني الفك والمخ والمناخير، كله اتأثر وكله بيوجعني يا أستاذة يا آنسة صفية .
تعقد حاجبيها باستنكار لما وصل لسماعها
- أستاذة واَنسة ازاي يعني الأتنين في جملة واحدة؟ دا غير اني مقولتكش اني آنسة، مش يمكن اكون متجوزة واستحق لقب مدام؟