-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 6 والأخير - 4 - السبت 28/12/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والأخير

4

تم النشر يوم السبت

28/12/2024

حينها خرج عن طور صمته وهتف محتج عليها بغضبٍ متزايد


= مش قادر اصدق لحد دلوج كيف جالك قلب

تقتلي ابننا وانتٍ عارفه زين ان انا كان نفسي فيه و كنت محروم منه، بس ما طلبتش منك  تحملي تاني لما شفتك تعبتي قد ايه في بسمله، وقلت لنفسي العيب فيك اصلا وكفايه انها مستحملاك ما تزيدش فيها بقى وقدر تعبها واكتفي بعيل واحد. 


همهمت غالية بصوت خفيض مصحوب بزفرة سريعة


=ساعة شيطان، وعدت اول واخر مره اتصرف من دماغي تاني.


التفت زوجها ناظرًا إليها وصاح بها بتحيزٍ


=مع اللي عملتي ده لع ما اظنش.


ضغطت على شفتيها بندم وردت بخفوت


= خد طب كل لقمه الاول وهدي أعصابك.


جلس بعيد ورد عليها بضيقٍ مستعر في صدره


=مش عاوز منك حاچه كولي انتٍ وبسمله 


رمقته بنظرة طويلة فنهضت ولم تقطع خلالها الأمل، ثم مدت يدها لتحتضن صدغه داعبت وجنته الساخنة بإصبعها في رفقٍ وهي تردف باهتمام صادق


= ما تخافش عليها انا اكلتها واديتها علاجها ودلوقتي جي الدور عليك اهتم بيك، عشان خاطري انا متاكده انك على لحمه بطنك من الصبح .


عاتبها بملامح عابسة وهو يبعد يديها هاتفا في اعترض بتبرمٍ


= كاني فارق معاكي اياكي، ما انتٍ بقيلك اكتر من شهرين سايباني ولا تعرفي عني حاچه.. دلوقتي افتكرتي أن ليكي جوز تهتمي بيه


رفعت بصرها ناظرة إليه وخاطبته باسمة في لطافةٍ


= انا عمري ما نسيت جوزي وحبيبي وضهري وسندي اللي ما ليش غيره، قلت لك ساعه شيطان وراحت لحالها وانا اترجعت في اخر لحظه وعقلي رجعلي، مش طول عمرك بتقول عليا ان انا بنتك ومرتك اعتبرني بقى بنتك وغلطت.


سكتت قليلًا ثم حافظت على نقاء بسمتها الصافية وهي تصر عليه


= طب عشان خاطري كل لقمه، ده انا عامله لك المحشي اللي بتحبه .


رد سراج بجمودٍ متجنب النظر ناحيتها


= كتر خيرك، أنا مش عاوز حاچه قلت، فين بسملة؟ 


تنهدت غالية مليًا، ثم قالت بهدوء


= نايمة جوا في أوضتها .


تدارك غضبته المندلعة، لذلك اراد انهاء الحوار هنا وقال بوجه لا يزال محتقنًا


= روحي إنتٍ كمان ارتاحي جنبها، إنتٍ شقيانة من الصبح واليوم كان صعب.. يبقى نتكلم بعدين او كفايه حديد أصلا 


نظرت غالية إليه بصدمه وهتفت بقهر


= للدرجه دي زعلان مني ومش طايق ليا كلمه وحتى مش عاوزني جنبك، لا يا سراچ مش هتحرك من اهنا غير لما تسامحني وترضى عني، ما أنا ياما فوتلك كتير واقفلي في دي ليه ومش عاوز تنسى.


رد عليها بملامحه المشدودة وأنذرها بنبرة لا ترد في شيءٍ من الاستهجان


= عشان دي غير كل مره يا بنت العم!. تقدري تقوليلي كان ايه اللي هيحصل لو كنتي فعلا نزلتيه وانا ما عرفتش؟! هتعرفي كيف تبصي في وشي بعدها عادي أكده ولا اكنك عملتي حاچه؟!. 


أغاظها إصراره الجارح والمهين لطبيعة شخصها فانفعلت عليه بصوتها الحانق


= وانا قلتلك اسفه يا ابني عمي اكتر من مره اعملك ايه اكتر من اكده خلاص هتعلقلي المشانق يعني، معترفه بغلطتي يا ناس وكنت في موقف صعب وليا مبرراتي .


لم يبد راضيًا عن أي مبررات تُقال ولا يريد حسم الأمر نهائيً فرد بتهكمٍ


= صوح عاوزه تقتلي ابني وزعلان عشان بعاتبك وعاوزاني اسامحك وانسى بسهوله!. 


رغم علامات الألم الظاهرة على محياها إلا أنها هزت رأسها مرددة بخزي 


= أوام نسيت الحلو اللي بينا عشان غلطه واحده كيف دي؟!!


أطرقت رأسها شاعره بالذنب الشديد حقا و

كانت أعصابها مشدودة تتوالى عليها مشاعر 

الغضب وعذاب الضمير لذلك كانت لا تريد الضغط اكثر من ذلك علي نفسها، فأدمعت عينها بحزن مغمغمة بقهر


= معاك حق انا واحده ما عندهاش قلب ولا استحق أكون أم أصلا، وما استاهلش النعمه اللي ربنا انعم عليا بيها.. وحقك ما تسامحنيش ولا تبص في خلقتي. 


نظر لها بقلق فقامت غير مكترثة بالصينية التي وضعتها امامه وتركتها له، بينما طالعها  بنظرة ضيق عندما لاحظ دموعها لياخذ باله أخيرا بأنه قد بالغ في الضغط عليها قليلاً حتى وان كانت أخطأت، استوقفها من ذراعها قبل أن تغادر متسائلًا في صوتٍ خشن لكنه خفيض


=رايحة فين؟


تقدمت خطوة تجاهه وردت عليه بتشنجٍ من بين دموعها المتحسره علي حالها 


= سيبالك الأوضة تقعد فيها براحتك طالما مش طايق خلقتي ورايحه اقعد مع بنتي.


ظلت قبضته ممسكة بذراعها بل اشتدت قليلًا عليها وتعالي صوته الرخيم المليء بهذه النبرة الحانية


= لع ماتمشيش خلاص.. عشان خاطري.


في الحال اتخذت موقفًا دفاعيًا و نفضت ذراعها لتتحرر منه وقالت في تصميمٍ مباعدة عينيها عنه


= ما تغصبش نفسك تستحملني بالعافيه يا ابن عمي خلاص عرفت أن غلطتي واعره وانت مش هتسامحني مهما اعمل، وخلاص براحتك وأنا مش عاوزة أتخانق وبجد تعبت من الحديد عن الموضوع ديه واحساسي بالذنب اللي ما فارقنيش ولا لحظه وانت جيت كملت عليا .


حاولت الخروج، فمنعها من ذلك بالإسراع تجاه الباب في التو أغلقه بيده واستند عليه، لتقف مشدوهة في مكانها وهي تحدجه بنظرة ضيق بين دموعها ليستطرد راجيًا بهدوءٍ وقد لاحت في حدقتيه هذه النظرة الدافئة


= قلتلك خلاص خليكي! عارف ان انا زودتها بس ده خوف عليكي اكتر ما هو عتاب.. لاني كيف ما كنت خايفه على اللي في بطنك خفت برده عليكي لو كان جريلك حاچه فكرتي ساعتها انا هيكون مصيري إيه وبنتك. 


حدجته بنظرة محذرة، وهي تردد بصوت ضيق


=شوف إنت اللي بتفتح المجال للخناق والزعل تاني بينا!. 


اقترب منها واحتويها بين ذراعه بحنان، لامس بشفتيه وجنتها وراح يخبرها بقلبٍ صادق


= والله ما اقصد اكده بس بعرفك انا ليه زعلان منك جامد المره دي ومش قادر اعدي الموضوع عادي، عشان ديه لو كان حصل انا اللي كنت هشيل الذنب اكتر منك وهزعل ان انا ما حسيتكيش بالامان كفايه .


أرخى قبضتيه عن رسغيها قليلًا، واضاف بنبرته التي تحولت للدفء


=أنا عاوزك تكوني بخير وفي أمان دايما، بعيد عني أو قريبه مني.. عشان انتٍ مش حبيبتي ومراتي وبس.. كل حياتي ودنيتي.


تقبلت لمساته الملاطفة، تلك التي يحاول بها اللعب على وتيرة إحساسها لكنها فجاء أبعدت يده قائلة بصوت ملهوف


= يعني سامحتني! 


هز رأسه بالايجاب مبتسماً، ثم تطلعت له بنظرات حائرة عندما تذكرت أمر زينب وزاد من تخبطها وهي تتسائل بفضول مهتم


= صحيح هتعمل ايه مع زينب بعد ما حكايه التار خلصت الحمدلله، ما حدش من اهل البدري حاول يرجعها .


هز رأسه بعدم مبالاة وهو يخبرها في صوتٍ خفيض


= طب ما يحاولوا انا مالي بيها! هي ما كانش ليها وجود في حياتي أصلا اولاني، خلاص حكايتها هي كومان خلصت ومش عاوزين نفتح الموضوع ده بينا تاني. عشان ننساه ولا كأنه حصل .


منحته نظرة هائمة غامرة بالحب وهزت رأسها بالايجاب وقررت بالفعل تجاهل أمر زواجه من غيرها طالما لم يتعمق الأمر كما كانت تخشيه سابقآ، وبالعكس كلما تتذكر ذلك الأمر ستشعر بالفخر والثقه بانه لم يخلف ذلك الوعد ويلمس غيرها وهو على علم جيد بان ذلك الأمر اكثر جرح وألم لها.....


فأسبلت عينيها تجاهه مبتسمة طالبة منه


= طب يلا عشان ناكل سوا. 


شعرت بذراعه تطوقها من خصرها بعدما انقض عليها ليحملها في خفة ويتجه بها نحو الفراش، وهو يقول بنهج عابث


= خلي الوكل كومان شويه، مش قبل ما نتصافى للآخر...


❈-❈-❈


كانت السعاده كلمه قليله تسمعها غالية بعدما نجحت عمليه ابنتها ومعني ذلك أنها ستعود و تسير من جديد وتركض هنا وهناك مثلها مثل كل الاطفال ولم تشعر بسملة بان ينقصها شيء بعد! وانها فتاة غير مكتمله حرمت من ابسط الاشياء، قفز قلب غالية طربًا وهتفت لزوجها في امتنانٍ


= وفيت بوعدك ووفيت يا أبن عمي، انا مش عارفه اقولك ايه ولا أوصف فرحتي قد ايه بنجاح عمليه بسمله.


أمسك العمدة بكفها وركز بصره عليها بنظرة هائمة، غامرة بالحب هاتفا ببحبورٍ 


= دي حته مني يعني غاليه عليا قبل ما تكون غاليه عليكي، وسعادتي من سعادتكم يا بنت العم 


احتضنته دون تفكيرٍ وقالت وهي تريح رأسها على كتفه بحنان ورضا


=ربنا يخليك لينا يا عمده، وجوزي وحمايه اللي ما ليش غيره.


❈-❈-❈


عادت غالية إلى السرايا مجددًا، محملة بالسعادة والسرور وهذه المرة كانت سيدة الدار وليست خادمة أو ضيفة غير مرغوب بها كما كانت في السابق وقد أنجبت الصبي الذي كانت تتمنى فردوس بالفعل وتنتظره بفارغ الصبر لتقوم بتربيته ورعايته بنفسها! لكن والدته هي من اعتنت به بحنان الأمومة ليكبر في جو أسري مليء بالحب وليس الكراهية.


أما فردوس، فقد ظلت بعيدة عنهم رغم أن سراج كان يزورها طوال الوقت، وأحيانًا يأتي معه فؤاد في زيارات قليلة لأنه لم ينسَ كيف كانت تحرضه على قتل عائلة البدري و استخدامه كوسيلة للضغط على شقيقه الأكبر ليس إلا، لكن سراج كان دائمًا يعي أنه يجب ألا ينقطعوا عن والدتهم مهما حدث بينهما. حتي أنه أحيانًا كان يجلب معه أحفاده إلى الدار القديمة، لكن تلك كانت مجرد زيارات ودية لا أكثر ومع ذلك كانت النفوس لا تزال مشحونة بالكره فرغم كل ما حدث و فردوس بقيت  وحيدة، لكنها لم تتغير بعد.


لكن حاولت غالية أن تسامح وتعيش بسعادة مع زوجها دون خلافات أو خوف من المستقبل خاصة بعد انتهاء الثأر وسلسلة الدماء التي أودت بالكثير من الضحايا بسبب الانتقام.. صحيح أن الأمر كان صعبًا للغاية في ظل عادات وتقاليد صارمة، لكن سراج وغالية استطاعا تحقيق ذلك للحفاظ على العائلة ونشر السلام بين الجميع.


الـنـهـايــــة.

ولنا لقاء قريب مع الحكاية التالية.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة