-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 - الثلاثاء 24/12/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس 

الفصل الخامس

تم النشر يوم الثلاثاء

24/12/2024




كانت زينب تقف في منتصف السرايا تنتظر بفارغ الصبر عودة سراج الذي ذهب ليُوصل الحج مؤمن ويعود. لم تعكس ردود أفعاله الغامضة أي شيء، هل سيسمع حديثها أخيرًا ويعاملها كزوجته، أم سيظل يتجاهلها تمامًا ولا يرى سوا غالية؟ كانت تعلم جيدًا أنها تهورت في تصرفها هذا وربما ينعكس ذلك عليها، لكنها لم تجد حلاً آخر خاصة عندما تحسنت الأمور بينه وبين زوجته الأولى وأصبحت هي على الهامش تمامًا. 


بدأت نيران الغيرة تشتعل داخلها، فهي في النهاية زوجه ترى زوجها يعشق امرأة أخرى ولا يجد مثلها حوله أبدًا، فأرادت أن تجرب وتحظى بهذا الحب ولو قليلاً، لكن ذلك كان صعبًا، فالعمدة يحب ابنة عمه حبًا لا مثيل له ولم ترَ مثله من قبل.


جاءت من خلفها فردوس و ربتت علي كتفها قائلة بفخر


= چدعة يا بنت انك دخلتي الشيخ مؤمن في الموضوع، أكده غصب عنه وعن الهانم التانيه هيقرب منك عشان تجيبلنا الواد أن شاء اللة.. ولو ناصحه بچد اكسبني في صفك وانا هخليهلك مكانها وهو اصلا بينفذ كل طلباتي 


ضغطت على شفتيها للحظةٍ ثم أخبرتها بعد زفرة سريعة بتكهم 


= بعدي عني يا حچه انتٍ كومان انتٍ لو كان ليكي كلمه في الدار ديه كنتي من زمان خليتي ياخد بتار عيالك، احنا هنضحك على بعض انتٍ ولا بتقدري على الصغير ولا الكبير ولا  بيمشيلك أهنأ كلمه من اساسه عشان اكده انا بتصرف من دماغي وانا اللي هعرف اجيب حقي صوح 

بدت علامات الضيق جلية على قسمات فردوس ثم لوت ثغرها معبرًا عن انزعاجها وهي تضغط على ذراعها بقوة 


= اما أنك بنت قليله الادب صحيح وناقصه ربايه اتحددي معايا كويس وما تنسيش نفسك 

وانا اللي قلت انك احسن من غاليه جاتك ستين خيبه.. انا استاهل أني بنصح واحده حماره زيك 


التفتت زينب نحوها بسرعه وهي تحاول أبعادها بحده وما زالت تردد بطريقه ساخره  


= كنتي نصحتي نفسك يا أختي، واتلمي وما تشتمنيش و اوعي يدي اكده هو انا ناقصاكي هو كل واحد في الدار ديه هيعمل عليا 

رباطيه ويشوف نفسه عليا.. جاتكم الهم عيله كلكم بتاكلوا في بعض ولا حد طايق التاني . 


هذا الحديث زاد من غضب فردوس، فضغطت على يدها بقوة أكبر كما كانت تفعل مع غالية عندما تغضبها في شيء ما، لكن زينب لم تتحمل هذا الوضع فدفعتهما للخلف بقوة شديدة حتى كادت أن تسقط لولا أن شفيق  لحق بها ونظر إليها بعينين غاضبتين وصاح بحدة


= انتٍ اتجنيتي بتزقي خالتي اكده ليه؟ 


جاء من الخلف بسرعه فؤاد الذي رأى الوضع أيضاً، وتحدث قائلاً بنبرة غاضبة 


= تعالي يا سراچ شوف اللي انتٍ بلاتنا بيها بتمد ايدها على امك وكانت هتوقعها على وشها .


كان بالفعل وصل سراج واقترب بسرعه حتى يطمئن على والدته ثم تطلع فيها بأعين مليئه بالقسوة، بهتت تعابيرها خوفًا من غضبته الظاهرة فردت بصوتٍ شبه مرتعش


= دول كدابين ما تصدقهمش ده هي اللي كانت چايه تقل ادبها عليا، وقعده تقولي لو عاوزه سراچ يقربلك افضلي زني عليه ياخذ بتار اخواته ونفذي كل طلباتي وانا هقولك كيف يكون زي الخاتم في صباعك.


افترت شفتاها فردوس عن دهشة مستنكرة وهي تردد بصوت عالية


= يحرق مطنك ده انتٍ طلعتي ميه من تحت تبن ولله يا ابني ما قلتلها اكده دي بتزود كلام من عندها.. وانا اللي فاكراكي طيبه وعلى نياتك .


اقترب منها بسرعه وجذبها من ذراعيها بكل عنف ونظر لها شزرًا وصاح بوجومٍ


= انتٍ النهارده اتعديتي كل الخطوط الحمراء معايا وجبتي اخرك، كل مره اكبر دماغي واقول معلش كفايه اللي هي فيه واعذرك لكن تيجي لحد امي واسرار الدار اللي طلعتيها بره 

وكومان بتوقعي بيني وبينها وبتزودي كلام من عندك لحد اهنا وكفايه.


حذرته زينب بقدرٍ من التهكم رغم خوفها


= هتعمل ايه يعني انت نسيت كلام الشيخ مؤمن؟ لو طلقتني التار هيرچع بين العيلتين من تاني 


استاء من طريقتها حقا فطالعها بنظراتٍ ناقمة قبل أن يعلق عليها بأمر بازدراءٍ


= هو انتٍ هتلوي دراعي وتهدديني كومان اطلعي لمي خلقاتك ويلا على بره من اهنا،  والشيخ مؤمن لي حديد معايا تاني! غلطه عمري اللي انا اتجوزت واحده زيك تحت اي ظرف.. وقبل ما تفكري تنكري وتكدبي تاني السرايا مليانه كاميرات أصلا.


شعرت بالخوف ووجدت نفسها في مأزق، فحاولت التراجع عما فعلته لكن فات الأوان! 

عندما هز رأسه برفض قبل أن يتكلم في شيءٍ من القوة الحاسمة 


= اتحركي من قدامي يلا، واياكي المحك اهنا تاني.. أهي غلطتي من البدايه واديني بصلحها.

انتٍ طالق يا زينب.


تجمدت زينت في مكانها مصدومة مما حدث فقد تم طلاقها بشكلٍ فج تسبب في إحراجها أمام الحاضرين، فلم تتوقع ذلك أبدا منه بسبب أمر الثأر لذلك كانت طول الوقت تضغط على الوتر الحساس لدي، لكنها هذه المره لم تواصل جرأتها وتحركت لترحل بالفعل دون مزيد من اهانه خاصة وقد بدأت الهمهمات تصدر من حولها.


حضرت غالية وأعتقدت أنها ستشعر بالشماتة تجاهها، فقد تحقق ما كانت تريده أخيرًا و ستغادر من هنا، وسيبقى زوجها معها كما كان وبقي. 


لكن كانت غالية في حيره وخوفا فتعلم جيد 

طلاق ضرتها قرار سعيد لها لكن تعيس أيضا بنفس الوقت للقادم بعد فتح أمر الثأر من جديد، أمرها زوجها بخشونة صارمه 


= غالية على فوق انتٍ كومان وما تخرجيش من اوضتك، يلا معيز حد يهودني في الكلام نفذوا وبس .


هزت رأسها بالايجاب وتحركت بكل طاعه الى الأعلى، بينما أبتسم فؤاد وقال  


= اكده أحسن يا سراچ احنا من الاول كان لازم ناخد التار منهم مش نناسبهم، مش أكده ياما.


مالت أمه ناحيه سراج قليلًا لتضيق عينيها معقبة في عبثيةٍ غير مريحة


= اسكت انت اخوك الكبير هو اللي هيجيب تار اخواته و اهو طردتها من اهنا بنفسه، وهو عارف كويس اللي هيحصل بعد ما طلقها


ضغط فؤاد علي شفتيه بغضب من الاستخفاف به وتحقير مطلبه لكن لم يعطيه احد فرصه للحديث أصلا، بينما علت ملامح وجه سراج وظهر الضيق فعبر لهم عن مخاوفه بصوتٍ شبه مهموم


= لع ياما ما فيش تار هيتجاب ولا حد هيموت كذا مره اقعد اقولك الكلمتين دول مش عاوزه تحفظيهم، انا ما عنديش استعداد حد منكم يتاذي.. حتى انا خايف على نفسي عشانكم لكن انا في داهيه مش مهم.. لكن مصيرك هيكون ايه بعد ما اموت ده اللي مخوفني وما اعرفوش.. و ده السبب اللي منعني اخذ حق اخواتي بالطريقه دي، افهموني بقى مره واحده.


على الفور فكرت فردوس بأن تستخدم فؤاد ضده، فحدجته بنظرة قاسية محتجة على تصرفه الغليظ و زفرت الهواء بعمقٍ قبل أن تجيب بصوت مراوغ مستفسرة


= يعني ده آخر حديد عندك يا سراچ مش هتاخد بتار اخواتك وتقتل حد من عيله البدري وتحرق قلوبهم كيف ما حروقه قلبي على عيالي؟ بقي خيك الصغير يتحرك عنك وانت الـ... فؤاد فين؟؟. 


توقفت فردوس مرة واحدة بعد جملتها الموحية، فرد شفيق بعدم معرفة 


= معرفش كان اهنا من شويه، تلاقيه راح بره يعمل حاچه ولا طلع اوضه 


ظلت بسرعه تبحث عنه في السرايا بعيناها وصوتها يعلي بلمحة استنكار 


= لع كان واقف معانا من شويه وقبل ما سراچ ينزل كان على آخره وقالي لو اخويا ما خدش بتار اخواتي انا اللي هروح اخده بنفسي ليكون راحلهم؟ 


انتفضت مذعورة بخوف شديد و راحت تصيح بقلق بالغ 


= يا مصيبتي السوده الحق اخوك يا سراچ الثالث هيروح مننا.


وقبل أن يتساءل أحد عن أين ذهب؟ جاءت غالية تركض إليهما وتعلقت عينها عليه مرددة بنحيبٍ وكأنه الأمل الأخير المتبقي لها


= سراچ الحقني بسمله بنتنا مش بره والغفير قالي أنها كانت بتلعب قدام الدار بس فجاه اختفت وما يعرفش راحت فين .


عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول بصوت غاضب


= يعني ايه اختفت؟ واللي خليها تطلع بره اصلا لوحدها .


هتفت فردوس في حرقةٍ بعينين تغرقان في الدموع الساخنة برعب 


= انت لسه هتاخد وتدي معاها اجري بسرعه شوف اخوك فؤاد لو راحلهم لوحده المره دي تاني هيموتوه، يا حزنك يا فردوس على عيالك .


❈-❈-❈


لم يحبذ فؤاد أن يظل ذلك الإبن الصغير على هذا القدر من السذاجة والحُمق والذي لم يثق في أحد حتى أمه كانت تستخدميه وسيله ليس أكثر لتستفز ابنها الكبير فقط، وذلك جعله يغضب اكثر لذلك انسحب من بينهما بالسلاح وهو في طريقه الى عائلة البدري مجدداً ليثبت اليهم ان ذلك الطفل الذي في عمر السادس عشر سيأخذ ثأر اشقائه، وفي طريقه الغاضب لم يلاحظ تسلل تلك الصغيره خلفه وهي تركض وراءه تحاول اللحاق به معتقده بانه ذاهب للتنزه مثل ما تعودت منه لذلك عندما رأيته يخرج من السرايا تبعته على الفور وهي تردد 


= فؤاد يا فؤاد استنى انت بتجري ليه أكده بسرعه خدني معاك لو رايح تشتري حاچه حلوه انا بقيلي كتير مش بخرج من الدار .. يوووه يا فؤاد رد عليا 


وقفت فجاه بسملة عندما لمحت ذلك الغفير يركض نحوه فؤاد لياخذ منه السلاح ويمنعه من تلك الكارثه التي ذاهب لفعلها 


= فؤاد استنى أهنأ كان قلبي حاسس انك رايح تعمل حاچه عفشه عشان اكده لحقتك.. ارچع يا ابن الناس كفايه الدار هناك شايطه مش ناقصين مصايب لازم تسمع كلمه العمدة في الاول والاخر هو أخوك الكبير وشوفوا هيقول ايه ويحكم بيه 


وقبل ان يتكلم فوائد لمح بسمله في الخلف تقف تراقبهم بقلق فصاح بحده


= انت اللي جيبك يا بنت انتٍ ورايا ارچعي بسرعه على الدار.. 


ألتفت رجب الغفير أيضا ليراها ليقول بسرعه بقلق عليها


= بسمله انتٍ اللي جايبك يا بنتي ورانا ارچعي بسرعه الدار زمانهم بيدوروا عليكي هناك يلا .


ليزيح فؤاد الغفير بعصبية عنه وقال معترض 


= وانت اتفضل معاها محدش ليه صالح بيا اعمل اللي هعمله طالما الكل مستقل بيا حتى أمي اللي كانت بتشحن فيا عشان اخويا يتحرك وياخد هو بتار اخواتي وانا بالنسبه لها عيل صغير انا هوريها بقى العيل الصغير ده هيعمل ايه 


اتسعت عينا رجب بخوف وهتف بنبرة جاده


= انت اتخبلت في عقلك هات السلاح ده مش هسيبك غير وانت معايا، يا ابني بكفاياك عاد الناس اللي عماله تتقتل دي ما تفتحش علينا فتوحه تاني.. 


هز رأسه برفض تام ليشد اجزاء السلاح كنوع من الاستعراض الجسمين لقوته التي يستهان بها الجميع، و ذلك جعل الأخير يشعر بالخوف اكثر لذلك اقترب رغم عنه لياخذ منه السلاح 

لكن فؤاد توعد بشراسة جمة


= قلتلك بعد عني مش راچع الا لما اقتل حد من عيله البدري قصاد اخواتي اللي راحوا، بعد عني يا غفير الغبره انت.. اوعي و... آآ


صمت الاثنان فجأة عندما خرجت رصاصة من السلاح واستقرت في جسد تلك الصغيرة التي كانت تراقبهما بخوف شديد، ثم سقطت على الأرض تنزف الدماء. تجمد قلب فؤاد في مكانه من عدم الاستيعاب، وسرعان ما هتف الغفير برعب 


= يا سنه سوخه.. بسمله!. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة