-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 12 - 2 - الخميس 26/12/2024

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الثاني عشر

2

تم النشر الخميس

26/12/2024


جلس (حاتم) على حافة السرير في غرفته عينيه مثبتتان على التلفاز لكن عقله بعيد تمامًا عن المشهد الذي يعرض أصوات الأخبار تتردد في الغرفة لكنها لم تخترق الصمت الثقيل الذي يغلف أفكاره بجانبه رُصت أوراق القضايا المتراكمة على الطاولة الصغيرة لكنها بقيت غير مفتوحة

دخل (حمزة) الغرفة بهدوء ثم وقف بجانب الباب وهو يراقب شقيقه بصمت (حاتم) لم يلاحظ حضوره في البداية فقد كان غارقًا في دوامة من الأفكار اقترب (حمزة) منه وجلس بجواره وهو يشعر بالآسى عليه فلم يعد كسابقه فحاله الفترة الأخيرة كما لو كان فقد شخصا عزيزا عليه لذا سئله بهدوء

- مالك يا (حاتم) فى ايه ؟! انت فاتح التلفزيون وعينك مش شايفاه اصلا 

التفت (حاتم) إليه ببطء وعينيه مليئتان بالإرهاق أشار إلى التلفاز بإشارة صغيرة قبل أن يرد بنبرة منخفضة

- مش فارق .. مفيش حاجة فارقة دلوقتي حتى القضايا اللي كنت دايمًا بشوفها طريق للنجاح بقت عائق قدامي وبفكر مين بيخونى ويسرق الملفات منى ولصالح مين

اعتدل (حمزة) فى جلسته وقال

- لا فهمنى فى ايه ؟! من الأول واحكيلى

تنهد (حاتم) بعدم راحة ثم قص عليه كل شئ بخصوص القضايا التى خسرها وكأن أحدهم يفعل ذلك به عن قصد فليس هناك شك فى ذلك ربت (حمزة) على كتفه بحنان ثم قال

- لو دى المشكلة هجبلك موظفين جداد أنا بثق فيهم وتحط كاميرات فى كل حتة وهخليهم ممنوع يسيبوا مكانهم الا لو حد استلم منهم وتعرف يا سيدى مين بيأذيك

هز (حاتم) رأسه باقتناع ولكنه ظل ساهما شاردا لم يشعر (حمزة) بالراحة يبدو وان هناك أمر آخر فسئله مرة آخرى

- فى ايه تانى يا (حاتم) مالك ؟ واضح أن فى حاجة تانية

صمت (حاتم) للحظة ثم أغمض عينيه وكأن الحديث عنها يزيد من الألم الذى يشعر به فى قلبه ثم قال بصوت مخنوق

- البنت الوحيدة اللى قلبى دق ليها رافضة حبى .. ورافضاه رفض قاطع وانا .. أنا مش عايزها تمشى من حياتى وفى نفس الوقت مش قادر اتجنبها لما بشوفها بضعف يا (حمزة) بيبقى جوايا الف سؤال ليها أولهم ايه فيا مش عاجبها

ثم نزلت دمعة حارقة من إحدى عيونه فشعر به (حمزة) فهو قد خاض ذلك الألم من قبل ويشعر به جيدا لذا اقترب منه أكثر فى جلسته وقام بإحتضانه فسكن (حاتم) بين ذراعي شقيقه كطفل صغير وجد ملجأه ثم تحدث (حمزة) بهدوء 

- حاسس بيك وعارف اد ايه هو شعور صعب .. بس لو قربها منك هيتعبك كده ابعد عنها ارجع (حاتم) الواثق من نفسه

ثم ابتعد عنه قليلا وتابع حديثه

- أنا متعودتش اشوفك بالضعف ده

رفع (حاتم) عينيه نحو (حمزة) لكن نظرته بقيت مثقلة بالألم

ثم قال بصوت منخفض

- مفيش حاجة بقت زي الأول يا (حمزة) حتى أنا .. مش قادر أكون نفس الشخص اللي كنت عليه

هز (حمزة) رأسه بتفهم مدركًا أن شقيقه يحتاج لبعض الوقت ليستعيد قوته فقال (حمزة) بإبتسامة بسيطة

- إحنا دايمًا بنقع لكن بنرجع نقف تاني إنت مش هتستسلم دي مش طبيعتك يا (حاتم) وبعدين انت اى بنت تتمناك اصلا واللى بيحبوك كتير وحواليك بس افتح قلبك

ضحك (حاتم) ضحكة صغيرة لكنها كانت مملوءة بالمرارة قبل أن يعود لنفس الصمت الذي كان فيه قبل دخول (حمزة) فقال (حمزة) ليغير مجرى حديثه

- أنا هقوم اعملنا اتنين قهوة ونيجى نتفرج على فيلم سوا حتى تعالى نروح اوضة (چايدا) ونتفرج احنا التلاتة سوا بقالنا كتير متجمعناش

ابتسم (حاتم) وهز رأسه موافقة فقد علم أن شقيقه يقدم له دعم نفسى بعيدا عن الألم الذى يشعر به وأنه فرصة رائعة لتخطى الضغط الذى يشعر به ..

❈-❈-❈

جلست (حور) في غرفتها تضغط برأسها على وسادة ناعمة وكأنها تبحث عن ملاذ من الأفكار المتصارعة في عقلها الدموع تتساقط بصمت على خديها تبلل الوسادة دون أن تشعر بينما عقلها يمتلئ بتلك المشاعر المختلطة بين الذنب والندم قلبها يئن من ثقل السر الذي تحمله السر الذي دمر علاقة (حاتم) بموكله وأفقده القضية ..

تتذكر كيف كان (حاتم) يقف واثقًا مستعدًا للدفاع عن موكله غير مدرك أن الأدلة التي كان يعتمد عليها اختفت كان يستحق الفوز بتلك القضية وموكله هل كان بريئًا وظلمته حقا ام أنه يستحق تلك النهاية فهى تعلم جيدا أن (حاتم) لا يشغل تفكيره إذا كان موكله برئ حقا ام لا لكنه يحاول أن يفوز بالقضية مهما كان الثمن ومهما كانت النتيجة ولكن .. ولكن كيف سمحت لنفسها أن تكون سببًا في خسارتهما دون أن تتأكد أن كان موكله برئ حقا ام لا ؟!

الذنب يلتف حولها كحبال تشدها من كل اتجاه تحاول أن تبرر لنفسها بأنها كانت تفعل ذلك من أجل الحب  لكن لا شيء يخفف هذا الألم الذي ينهش في روحها ماذا لو لم تقم بإخفاء الأدلة؟ تسأل نفسها مرارًا كانت تعرف الجواب جيدًا كانت ستكون جزءًا من نجاح (حاتم) من براءة الموكل، لكن الآن... الآن هي السبب في كل شيء لا لن تفعلها مجددا فشعور الندم الذى يجتاحها الآن لا تريد الشعور به مرة آخرى حاولت مسح دموعها وان تكف عن التفكير فى ذلك لكن لا تستطيع فقد كلفت نفسها ما لا طاقة لها به ..

❈-❈-❈

مر الأسبوع سريعا كانت (چايدا) تقف بجوار (مروان) فى محنته ولم تتركه لحظة واحدة وهو حبه لها كان يزداد يوما بعد يوم ..

بينما كان (حسام) يتجنب وجود (دنيا) بحياته حتى أنها حاولت الأتصال به فى مرة لكنه لم يجيب ولم يعيد الأتصال بها فشعرت بالضيق منه لأنه يعاقبها بتلك الطريقة ولا يريد الأستماع لها وما تشعر به لذا قررت هى الأخرى تجاهله وكانت خالته قد قامت بعزيمته على الغداء لكى تحل ذلك الخلاف الذى بينه وبين (دنيا) ..

جلس الجميع حول الطاولة كان صوت الأطباق والملاعق هو كل ما يُسمع بدا (حسام)  هادئًا لكن بداخل رأسه صراع كبير بسبب حديثه الأخير مع (دنيا) يريد أن يتحدث معها لكنها هانته بل ورفضت الزواج منه وكأن ليس بينهم أى حب واكتشف أنها لاتفهم حبه وخوفه عليها فجأة فتحت (دنيا) باب غرقتها وخرجت رفع (حسام)  نظره نحوها .. كانت الصدمة في عينيه نظر ببطء لها ولاحظ أنها بدون حجاب

كل شيء توقف بالنسبة له  حتى صوت الملاعق اختفى حدق فيها للحظات طويلة مشاعره مشوشة وغير قادرة على الاستيعاب حتى استمع إلى صوتها وهى تقول

- أنا نازلة يا ماما رايحة ل (چايدا)

حاول (حسام) استيعاب الأمر لكن عقله وكأنه توقف عن العمل هى ستخرج من منزلها بدون حجابها فنهض عن كرسيه ولم يستطع كبح مشاعره وتساؤلاته أكثر من ذلك وقال بصوت منخفض

- انتي... انتى قلعتى الحجاب ؟

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة