-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 8 - 2 - الأحد 15/12/2024

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني

الفصل الثامن

2

تم النشر الأحد

15/12/2024

في نهاية يوم عمل كان المكتب هادئ بعد انتهاء ساعات العمل كانت (ليلى) تجلس على مكتبها وتراجع بعض الملفات دخل عليها (حمزة) وهو يحمل فنجانين من القهوة ونظر ل (ليلى) التى يبدو عليها التعب والأرهاق وقال

- كفاياكى كده يا (ليلى) اووى النهاردة .. انتى شكلك مجهدة

نظرت له ولكوب القهوة الذى بيده وقالت

- جاه فى وقته مع انك عارف انى بحب اعملها بنفسى بس مش بقدر ارفضلك حاجة ابدا .. انت على فكرة بتعمل سحر للى يعرفك اكيد ماهو مش طبيعى كل الناس بتحبك كده

ابتسم ابتسامة هادئة وقدم لها كوب القهوة على المكتب ثم جلس بالمقعد المقابل للمكتب وهو يرتشف من كوب القهوة الخاص به ثم قال بخبث

- يعنى افهم من كده انك بتحبينى ؟!

اتسعت عينيها وهى تشرب من كوب القهوة ثم أصابها الفواق فابتسم هو على حالها وكان يوجد زجاجة من الماء على المكتب لفتحها وقدمها لها وهو يقول 

- اشربى يا (ليلى)

اخذت منه زجاجة المياه وشربت منها القليل ثم ابتلعت ريقها ونظرت له وهى تقول

- ايه اللى بتقوله ده يا (حمزة) ؟!

- انتى اللى قلتى مش أنا على فكرة

هزت رأسها بآسى ثم قالت

- انت ابن عمى واخويا الكبير اكيد بحبك

عض شفتاه بغيظ وهو يقول

- اخوكى !!! لا أنا مش اخوكى يا (ليلى)

نظرت له وقد ظهر على ملامحه بعضا من الضيق فقالت

- طب خلاص متزعلش .. ابن عمى كده حلو ؟!

- يعنى اهو كويس 

- وبعدين فيها ايه لو كنت اخويا ولا انا مستاهلش يعنى ؟!

هز رأسه بآسى ثم نظر فى عينيها وهو يضع يده اسفل وجنته ثم قال

- ده انتى تستاهلى كل خير يا (ليلى) .. بس هتفهمى كل حاجة فى وقتها 

شعرت بالضيق من حديثه لأنها تظنه لا يحبذ ان يكون لديه شقيقة مثلها ونظرت بعيدا فى الفراغ وهى تقول

- مش مضطر تكذب على فكرة .. عموما براحتك اصلا ماهو انا مش زى (چايدا) عندك

امسك (حمزة) رأسه بكلتا يديه وهز رأسه بآسى كيف يفهمها انها كل شئ فى حياته حتى استمعت إلى صوت هاتفها فنظرت لهاتفها ووجدت أن المتصل (عمرو) فزفرت بضيق فسئلها (حمزة)

- حد مش عاوزة تردى عليه ولا ايه ؟!

هزت كتفاها بلا مبالاة وقالت

- ده (عمرو) .. من ساعة ما سبته وهو بيتصل بس أنا مش برد عليه وهو مبيزهقش وانا زهقت

نظر لها وقد اضيقت عينيه وسئلها باهتمام 

- انتى لسه بتحبيه ؟!

ارتشفت قليلا من كوب القهوة ثم اخذت نفس عميقا ثم قالت 

- مش هكدب عليك يا (حمزة) أنا حبيته بجد بس مش قادرة اسامحه على اللى عمله مهما كان مبرره وبعدين هو كسر الثقة بينا ومادام كسر الثقة بينا فأنا مش عارفة امتى هو صادق وامتى هو كداب ومادام مش عارفة صدقه من كذبه يبقى أنا مش عارفة هو عمل كده خوفا عليا فعلا ولا بسبب الفلوس الثقة انكسرت خلاص فاهم حاجة يا (حمزة) ؟!

ظهر على وجهه ابتسامة جذابة ثم قال

- فاهم .. هو أنتى يا (ليلى) فى حد اصلا فاهمك أدى اصلا

نظرت له بإمتنان شديد ثم قالت بصدق

- أنا مش عارفة بجد لولا وجودك جنبى الفترة اللى فاتت كانت عدت عليا ازاى خصوصا انى فقدت فيها اهم شخصين فى حياتى بجد شكرا جدا

- احنا مفيش بينا شكر يا (ليلى)

فى تلك اللحظة رن هاتف (حمزة) فأخرج الهاتف من جيب بنطاله ليجد أن (أسما) هى المتصلة فأجاب على الفور

- أيوة يا (أسما) ... طب خلاص خلاص انا جايلك حالا ... سلام

اغلق معها الهاتف ثم نظر إلى (ليلى)

- يلا يا (ليلى) ننزل سوا اركبى انتى عربيتك وروحى أنا هتأخر شوية عشان (أسما) عربيتها عطلت فهبقى معاها

هزت رأسها إيجابا ثم خرجت معه واستقلا كل منهم سيارته هى ذهبت للمنزل وهو ذهب ل (أسما) ..

❈-❈-❈

مر اسبوع ..

كانت العلاقة تتطور بين (حمزة) و (ليلى) للأفضل وكان (حمزة) مصر تلك المرة أن لا يجعلها تتعلق برجل آخر كان يحاوطها بإهتمامه وهى كان يروق لها ذلك لكنها مازالت لا تشعر بمشاعر نحوه ..

إما عن (حور) فقد كانت تتجنب التعامل مع (حاتم) خارج العمل ولا تعطى له فرصة للحديث كلما تحدث وهو كان يشعر بالضيق منها لأنها تعامله بتلك الطريقة ..

إما عن (چايدا) فلم تعد تذهب النادى أو تحضر أى تدريب ل (مروان) لأنها شعرت أنه لا يستحق ذلك الحب الذى تكنه له فهو من الواضح أنه شخص لعوب وليس كما كان فى خيالها إما عن (مروان) حاول أن يتصل ب (چايدا) أكثر من مرة ولكن دون جدوى فهاتفها مغلق دائما شعر بأنها لم تعد مهتمة به كسابق عهدها فقد كانت لا تضيع له مبارة أو تدريب أو دائما تكون بالنادى وكان يشعر بالضيق لذلك السبب حتى أن ادائه الفترة الماضية تأثر بتجاهلها له لاحظت والداته أنه ليس على ما يرام فدلفت عليه غرفته الخاصة وسئلته

- مالك يا (مروان) ؟! لا بتاكل ولا بتشرب زى الأول فى ايه ؟!

ابتلع (مروان) ريقه وشعر بتوتر كبير فلا يعلم ايخبر والداته بما يشعر به فحثته والدته على الحديث وهى تجلس بجواره

- هتخبى عليا يا (مروان) ؟! مالك يا ولد

اخذ نفس عميق ثم قال

- (شمس) وعمايلها خسرتنى حد فى حياتى وده مضايقنى جدا

- هببت ايه (شمس) قولى ؟!

نظر لوالدته باهتمام ثم قص عليها ما حدث بينه وبين (شمس) و (چايدا) فسئلته والدته بخبث قائلة

- وهى البنت دى مهمة عندك اوى كده ؟!

- شكلها كده يا (فريدة) مهمة اوووى كمان

ابتسمت (فريدة) وشعرت بسعادة فهى لا يعجبها جراءة (شمس) على الأطلاق وتتوسم فى تلك الفتاة التى يتحدث عنها ابنها خيرا فقالت

- طب جرب اتصل بيها كده

نكس رأسه بحزن وهو يقول

- على طول مقفول يا أمى

- جرب بس مش هتخسر حاجة انت عارف ان وشى حلو على أى حد

ابتسم (مروان) ثم نهض ليحضر الهاتف من أعلى الكومود الذى بجانب الفراش ثم اتصل بها ليجد جرس اتسعت عينه من الفرحة وركض يقبل خد والداته وهو يقول

- مفتوح يا فرى

ابتسمت والدته وهى تقول

- طب هخرج أنا وابقى طمنى ايه الأخبار

هز رأسه إيجابا فخرجت (فريدة) من الغرفة لتجيب (چايدا) على الهاتف قائلة

- الو

- ازيك يا (چايدا) أنا (مروان الألفى)

تجهم وجه (چايدا) ثم سئلته

- وعاوز ايه يا كابتن ؟!

عض شفتاه بغيظ شديد من لهجتها تلك ثم قال

- بقى دى طريقة تكلمى بيها الكابتن المفضل عندك

- كان ... كان حضرتك .. بس عرفت عنه حاجات مينفعش اعرفها 

قال مبررا مسرعا

- (چايدا) (شمس) دى بنت عمى وعايشة معانا كلنا فى البيت أنا مش عايش لوحدى معها عمى ومراته مسافرين وهى مقيمة معانا وانا مش مسئول عن تصرفاتها هى بتحبنى بس أنا لا

هدئت (چايدا) قليلا بعد اسبوع لم تنعم بطعم الراحة به ثم سئلته

- يعنى مفيش بينك وبينها حاجة ؟!

- ابدا ابدا

قالها موضحا لها فابتسمت وشعرت بسعادة تغمرها ليعاتبها هو قائلا

- اسبوع يا (چايدا) قافلة تليفونك ومشوفكيش لا فى النادى ولا التدريب

رمشت بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق أكان يعد الأيام حقا مثلها فأجابته

- كنت مضايقة .. مكنش ليا مزاج افتح التليفون 

- قضيتى اسبوع منكدة على نفسك وانا من اول يوم عاوز اشرحلك الموقف

انتبهت لحديثه فشعرت بالأحراج وابتلعت ريقها ثم قالت متلعثمة

- و .. ا... وانا هنكد على نفسى ليه ؟!

ابتسم بخبث ثم قال

- صح الموضوع ميستاهلش

صمتت لبعض الوقت فابتسم وهو يتوقع رد فعلها ويتخيل شكلها الذى اشتاق له ثم سئلها

- هو عيد ميلادك عدى ولا لسه ؟!

- لسه بعد بكرة

ابتسم وشعر بسعادة لأنه لم يفت الأوان بعد ثم قال

- عموما كل سنة وانتى طيبة .. ومتقفليش تليفونك تانى فاهمة ؟!

هزت رأسها إيجابا ثم قالت

- حاضر

- هشوفك بكرة فى النادى مش كده ؟!

- إن شاء الله

- مع السلامة

- مع السلامة 

نظرت (چايدا) للهاتف وهى لا تصدق ثم احتضنت الهاتف بشدة وشعرت بسعادة بالغة ..

❈-❈-❈

فى ظهيرة اليوم التالى ..

داخل مكتب (حور) كانت الأضواء الخافتة تزيد من ثقل الجو المشحون بينه وبين (حور) وقف (حاتم) خلف مكتبها ويداه تستندان على الحافة كما لو كان يحاول السيطرة على غضبه بينما كانت (حور) واقفة أمامه عيناها لا تفارق عينيه ولكن هذه المرة لم تكن تعبر عن تحدٍ بل عن انتظار لما سيقوله

تنفس (حاتم) بعمق وكسر الصمت أخيرًا صوته كان منخفضًا لكن مليئًا بالندم

- أنا عارف انى غلطت فى حقك .. بس لحد امتى هتفضلى  متجنبة وجودى كده والكلام معايا 

أشارت بوجهها بعيدا عنه ولم تجيبه ليردف هو قائلا

- طب حقك عليا .. أنا آسف بجد مقدرش على زعلك يا (حور) أنا عمرى ما فى حياتى ما اعتذرت لحد دى اول مرة

تغيرت ملامح (حور) للحظة اختفى الجمود ليظهر تحته خليط من الغضب والانزعاج نظرت إليه نظرة ثاقبة قبل أن تقول بهدوء مشوب بالحدة

- إنت بتعتذر دلوقتي بيني وبينك بس إنت زعقتلي قدام كل الموظفين إزاي ده يغير اللي حصل؟

نظر لها ولم يعد يفهم ماذا تريد فسئلها

- يعنى انتى عاوزة ايه يا (حور) ؟!

عقدت يدها حول صدرها ثم قالت بشموخ

- زى ما اهانتنى قدام الكل تعتذر قدام الكل

ثم نظرت له مليا وابتسمت بسخرية قائلة

- بس طبعا واحد زيك يا مستر (حاتم) مستحيل يعمل كده بغروره المعروف

عض (حاتم) شفتاه بغيظ من حديثها ذاك ثم امسك يدها وسحبها نحو الخارج نحو مكتب جميع الموظفين حاولت أن تتخلص من يده ولكن دون جدوى كان متشبث بيدها للغاية ثم نظر لجميع الموظفين وقال بعد أن ترك يدها

- انتبهوا هنا ثوانى بس ..

انتبه كل الموظفين لحديث (حاتم) الذى قال بصوت هادئ

- أنا جاى هنا اعتذر ل (حور) قدامكوا زى ما زعقتلها قدامكوا

ثم نظر إلى (حور) واردف قائلا

- أنا آسف يا (حور) عن اللى حصل منى بس غصب عنى ده شغل ودى اول مرة اخسر قضية بالشكل ده حقك عليا

نظر جميع الموظفين إلى بعضهم البعض وهم لا يصدقون أن (حاتم الدالى) يقوم بالأعتذار لأحد وليس اى شخص بل موظف لديه بينما تسمرت (حور) فى مكانها للحظات وهى لم تكن تصدق رد الفعل ذاك منه ولكن سرعان ما ظهرت على شفتيها ابتسامة رائعة اذابت قلب (حاتم) ..

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة