-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 5 - 2 الخميس 5/12/2024

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الخامس

2

تم النشر الخميس

5/12/2024

كان المكتب هادئًا إلا من صوت أنفاس (حاتم) المتسارعة وهو يحدق في الملفات أمامه عيونه كانت متعبة لكنه ظل ممسكًا بالقلم يحاول التركيز دخلت (حور) بهدوء حاملة كوبين من القهوة، ووقفت عند باب المكتب تنظر إليه ولا تفهم لماذا جالس كل هذا فى المكتب دون أن يذهب إلى منزله فقالت

(حور) بصوت خافت

- مش المفروض تكون في البيت دلوقتي

رفع (حاتم) رأسه ببطء وظهرت ابتسامة باهتة على وجهه

ثم قال بإرهاق

-مش فاضي للبيت عندي شغل كتير لازم يخلص الليلة

تقدمت (حور) ووضعت كوب القهوة أمامه ثم جلست على الكرسي المقابل له وقالت بمرح

- طب اشرب القهوة دي الأول، وبعدها قرر إذا كنت فعلاً تقدر تكمل

أخذ (حاتم) رشفة من القهوة ثم نظر إليها بشكر وقال بنبرة أكثر هدوئا 

-مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك، كل حاجة بقت متلخبطة على الرغم من أنك لسه محامية مبتدئة بس خلال الشهرين اللى فاتوا اثبتى كفاءة عالية وبتعرفى تساعدينى كويس

رمشت (حور) بعينيها عدة مرات ثم حركت بعض الأوراق بلطف وقالت بلهجة مشجعة إياه

- إحنا بنشتغل مع بعض يعني لو في حاجة مش ماشية كويس هنلاقي لها حل سوا مفيش داعي لكل القلق ده

تنهد (حاتم) وأغلق الملف الذى أمامه

- المشكلة مش في القضايا بس الضغوط جاية من كل ناحية وأي غلط ممكن يوقعنا

ابتسمت (حور) وأمالت رأسها قليلاً وقالت بثقة

- مفيش غلط ولا حاجة طول ما أنا هنا هنعدي كل ده سوا متقلقش

رفع (حاتم) نظره نحوها، وعينيه كانتا تعكسان شعورًا بالراحة للحظة شعر أنه ليس وحيدًا في هذا العبء ثم قال بإمتنان 

- أنا متأكد إننا هنتخطى ده... بفضلك

ابتسمت (حور) بخفة ثم نهضت وهي تجمع بعض الأوراق وقالت بلهجة مازحة

- خلينا نبدأ نرتب الحاجات دي بدل ما نضيع وقت أكتر في الكلام

ضحك (حاتم) لأول مرة منذ بداية الليلة ثم قال بمرح

-ماشي يلا نرجع للشغل

عادت الجدية على وجهيهما لكن الجو كان أخف مما كان عليه قبل لحظات، وكأن كلماتها قد حملت معه بعضًا من الأمل وفى خلال ساعة ونصف كانا قد انتهى من العمل فنهض (حاتم) عن مكتبه لينظر فى ساعة يده ويجد أن الساعة اقتربت من التاسعة مساءا .. فركت (حور) عينيها بتعب فشعر أنه قد ارهقها اليوم كثيرا فقال بنبرة حانية

- الوقت سرقنا ممشتيش ليه زى كل ما فى المكتب ما مشىط

رفعت رأسها لتنظر له وقالت بهدوء

- القضية كانت شدانى والشغل معاك ممتع سرحت فى الوقت

نظر داخل عينيها السوداء وقال بحنو

- طب يلا عشان اوصلك

- ملوش لازمة أنا هروح لوحدى 

نظر لها وكأنه لن يكرر حديثه مرتان وقال بثقة

- يلا عشان اروحك الوقت اتأخر

ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر بالغ ولكنها هزت رأسها إيجابا على مضض ثم ذهبت معه نحو الخارج واستقلا السيارة سويا قامت بإرشاده إلى عنوان منزلها وما أن اوصلها حتى همت هى بالرحيل فأمسك يدها مانعا إياها فنظرت ليده تلك الممسكة بيدها فلم يهتم وقال

- شكرا على كل حاجة بتعمليها معايا

ازدرادت ريقها بصعوبة وابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت بهدوء 

- احنا شغالين سوا مفيش حاجة لكل ده .. بس لو سمحت ايديك

ابتسم هو على توترها ذلك وخجلها فترك يدها لكنه لاحظ وجود خاتم خطبه بيدها لإول مرة يلاحظ وجوده فسئلها بدهشة 

- انتى مخطوبة يا (حور) ؟

نظرت (حور) للخاتم الذى بيدها ثم ابتلعت ريقها وهزت رأسها نافية وهى تقول بتوتر

- لا .. لا ده خاتم عادى بس هو شبه خواتم الخطوبة شوية

- طب شيليه يا بنتى ده هيوقف حالك

قالها مازحا إياها فهزت رأسها إيجابا وقالت متلعثمة

- ح.. حاضر .. مش هلبسه تانى .. عن إذنك بقى

- اتفضلى

ترجلت من السيارة فظل هو يطالعها حتى دلفت منزلها واختفت عن أنظاره ثم قاد سيارته مرة آخرى عائدا بها إلى منزله ..

❈-❈-❈

جلست على فراشها بغرفتها تتابع الصفحات الخاصة به على  التواصل الأجتماعى شعرت بالضجر من التعليقات الكثيرة من المعجبات ألقت بهاتفها على الفراش وهى تزفر بضيق كيف ستلفت انتباهه أمام كل هؤلاء المعجبات لن يشعر بها أو بحبها يوما ابدا فى تلك اللحظة استمعت إلى صوت أحدهم يطرق باب الغرفة الخاصة بها فمسحت تلك الدمعة التى كانت على وشك النزول ثم سمحت للطارق بالدخول ليفتح الباب (حمزة) ثم دلف إلى الداخل وهو يقول

- عاملة ايه فى امتحاناتك يا (چايدا) ؟!

جلس بجوارها على الفراش فابتسمت هى وهى تقول 

- الحمد لله كله تحت السيطرة متقلقش

- اهو أنا مش بخاف غير من كلمة متقلقش دى

ضحكت (چايدا) ثم قالت

- وانت بقى مش ناوى تفرحنا بيك .. نفسى اسمع أن فى حياتك فى اى انثى كده ولا كده ولا شكلك هتعملها وتخطب (أسما) صح قولى قولى

قالت جملتها الأخيرة وهى تمسك ذراعه متوسلة إياه أن يجيبها فضحك (حمزة) وهز رأسه بآسى ثم قال 

- (أسما) ايه يا مجنونة أنا و (أسما) اخوات مستحيل يبقى فى بينا حاجة وبعدين دى عيلة بالنسبة ليا دى عندها ٢١ سنة

تجهم وجه (چايدا) ثم قالت بضيق 

- لا وانت اللى كبير اوووى بقى انت لسه شاب عندك ٣١ سنة واعتقد ده سن مناسب للجواز و (أسما) شكلها بيقول أنها بتحبك

هز رأسه نافيا ثم قال بهدوء

- هى بتحبنى بس مش زى مانتى فاهمة علاقة اخوية صدقيني 

نظرت له بخبث ثم قالت بمكر

- طب فى واحدة تانية ؟

سرح (حمزة) فى (ليلى) ولم يكن يعلم بما يجب عليه إجابة شقيقته التى سرعان ما ابتسمت وقالت

- شكل فى واحدة تانية ؟! مين انطق قولى اسمها شكلها سنها عنوانها كل حاجة 

هز رأسه بآسى ثم قال وهو يربت على كتفها بهدوء

- ربنا يهديكى يا حبيبتى مفيش لا تانية ولا تالتة اهدى بقى 

ثم نهض عن مكانه واردف قائلا

- كنت جاى اطمن عليكى وياريتنى ما جيت 

ضحكت (چايدا) بصوت عالى ثم قالت بخبث

- هعرفها برده ... لازم اعرفها

❈-❈-❈

مر يومان ..

بعد انتهاء امتحانهم، كانت الشمس تشرق في سماء الجامعة بألوان دافئة الطلاب كانوا يتجولون في الحرم الجامعي وتعلو ضحكاتهم بينما كان الكافيه مكتظًا بالشباب والفتيات

كانت (چايدا) تجلس على أحد المقاعد الخشبية في حديقة الجامعة محاطة بأصدقائها عينيها كانت تبحثان عن (مروان) حتى وجدته أمامها يحدث صديق له ظلت تتابعه بعينيها حتى شعر هو أن أحدهم ينظر إليه فألتف ليجدها هى نفس الفتاة ابتسم قليلا ورفع إحدى حاجبيها بمكر ثم استأذن من صديقه وقرر أن يتجه نحوها عندما وجدته أت نحوها شعرت بأن عدد دقات قلبها تزداد وازدردات ريقها بصعوبه عندما وجدته يجلس بجوارها ويقول بنبرة خافتة حتى لا يسمعه اصدقائه

- انتى بتراقبينى ولا ايه ؟!

تجهم وجه (چايدا) وشعرت بالخجل ونظرت لأسفل وهى تقول متلعثمة

- أنا مش قصدى .. ا.. أنا آسفة .. عن أذنك

شعر بأنه كان وقحا قليلا معها فقال لها بهدوء

- استنى يا (چايدا) .. أنا اللى آسف أنا مش قصدى .. أنا بس حبيت اهزر معاكى بس يظهر أنه هزار تقيل حبتين

عادت لمجلسها مرة آخرى وشعرت بتوتر كبير ولكنها لم تعرف بماذا عليها أن تجيبه فأردف قائلا

- خلاص بقى متزعليش

هزت رأسها إيجابا ثم قالت

- خلاص مفيش حاجة

تحدث بجدية

- عملتى ايه فى الأمتحان ؟!

شعرت بسعادة كبيرة لأنه يتحدث معها فهزت رأسها إيجابا ثم قالت

- الحمد لله .. كان كويس .. وانت ايه اخبارك ؟

- الحمد لله كله تحت السيطرة

أجابها بثقة فابتسمت هى وفركت يديها بتوتر فلا تعرف ماذا أصابها فهى بالعادة ليست تلك الخجولة نهض عن مكانه وقال وهو يرتدى نظارته الشمسية

- هبقى اشوفك فى النادى مش كده برده ؟!

هزت رأسها إيجابا وهى تقول

- اكيد

- مع السلامة يا (چايدا)

- مع السلامة يا كابتن ..

❈-❈-❈

كانت (ليلى) تجلس خلف مكتبها اللامع في المكتب الذي أسسته بنفسها داخل غرفتها الأضواء الساطعة تملأ الغرفة والأثاث الحديث يبرز جمال  المكان نظرت إلى التقارير المالية التي كانت منتشرة أمامها وكانت تراجع الأرقام بعناية..

فجأة انشغلت أفكارها بمشاريعها القادمة كانت تخطط لتلك القرية السياحية التى ستقوم بإنشائها وقد أعدت عرضًا تقديميًا مميزًا لاجتماع الغد مع المستثمرين  بينما كانت تتخيل كيف ستقدم فكرتها شعرت بقلق خفيف يتسلل إلى قلبها ..

أخذت رشفة من القهوة لتساعدها على التركيز لكنها تذكرت أيضًا الضغوط التي تتعرض لها كسيدة اعمال كان عليها أن تثبت أنها قادرة على النجاح في عالم يسيطر عليه الرجال

بينما كانت مستغرقة في أفكارها رن هاتفها الذى يوجد على سطح المكتب نظرت إلى الشاشة ورأت انه رقم غريب ليس مسجل لديها ..

نهضت من مكانها وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تضغط على زر الرد حتى جائها صوت المتحدث

- (ليلى) هانم معايا ؟

- أيوة مين حضرتك

- أنا واحد حابب ابينلك اللى بيعمله خطيبك من ورا ضهرك البيه باع التصاميم اللى هتقدميها بكرة للمنافس بتاعك وبيقبض التمن دلوقتى فى مطعم (........)

شعرت (ليلى) بإنها على وشك السقوط فأمسكت المكتب بيدها كى لا تسقط أرضا وقالت

- انت مين ؟!

اغلق الهاتف ولم يجب عليها شعرت (ليلى) بدوار خفيف ولكنها كذبت ما سمعته للتو ف (عمرو) من المستحيل أن يفعل ذلك فقررت أن تقطع الشك باليقين وأن تذهب لذلك المطعم اتجهت مسرعة نحو الخارج واستقلت سيارتها وانطلقت نحو ذلك المطعم لتجد (عمرو) جالس مع إحدى منافسيها بالسوق لم تصدق عينيها وأن ذلك حقا يحدث اقتربت بهدوء من الطاولة الخاصة به حتى استمعت إلى منافسها وهو يقول ل (عمرو)

- وده شيك ب ٢ مليون دولار مقابل اللى انت عملته

هم (عمرو) ليأخذ ذلك الشيك لكنه توقف حينما استمع إلى صوت (ليلى) مناديا إياه بعدم تصديق

- (عمرو) !!! انت بتعمل ايه ؟! ...

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة