رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 7 - 2 - الجمعة 13/12/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل السابع
2
تم النشر الجمعة
13/12/2024
بعد أن أعلن القاضي الحكم وقف (حاتم) في قاعة المحكمة مصدومًا وغير مصدق ما حدث الأدلة التي كان يعتمد عليها والتي كانت ستغير مجرى القضية لم تُقدَّم أبدًا نظر إلى موكله الذي كان يستعد لمغادرة القاعة خائب الأمل ثم إلى الأرضيات الرخامية تحت قدميه وكأنها بدأت تنهار من تحته الحزن والغضب كانا يغليان داخله ..
خرج من المحكمة بخطوات ثقيلة متجهًا إلى مكتبه ذهنه مليء بالأسئلة أين كانت الأدلة؟ كيف حدث هذا الخطأ الفادح؟ ومن المسؤول؟
عاد إلى مكتبه وطلب من جميع المحاميين الذين يعملون معه بأن فى اجتماع فى مكتبه فى الحال شعر جميع المحاميين بالخوف من طريقة حديثه وعصبيته الزائدة .. وفى خلال ثوان كان قد اجتمع الجميع فى مكتبه فقال (حاتم) بغضب وصوت مكبوت
- إيه اللي حصل النهارده؟ إزاي الأدلة اللي كنا محضرينها تختفي بالشكل ده؟ ومين اللى حضر الورق بتاعى قبل ما امشى اروح المحكمة
ازدرادت (حور) ريقها بصعوبة وقالت بخوف
- ا .. أنا يا مستر (حاتم)
لم يكن يتخيل أن (حور) هى المسئولة عن ذلك فأردفت هى بخوف
- ح .. حضرتك قولتلى الملفات فى الخزنة بتاعتك وانا جبت الملفات زى ماهى
ضرب يده بقوة أعلى مكتبه وهو يقول بغضب
- وازاى متراجعيش الملفات يا (حور) دى كانت قضية مهمة وكنت معتمد على الأدلة دى عشان انقذه .. مكنتش متخيل أن الاستهتار يجى منك ابدا يا (حور) دونن عن كل اللى واقفين هنا
ارتبكت (حور) كثيرا وقالت
- انت قلت هاتى الملفات اللى فى الخزنة وانا جبتها
نظر لها والشرار يتطاير من عينه وقال
-أنا عارف إني كنت غلطان لما وثقت فيكي! غلطة عمري إني خليتك جزء من الفريق ده! إنتِ مش قد الشغل هنا، ولا عمرك هتكوني!
ثم نظر للجميع بغضب وقال بصوت جهورى
- الملف ده لو مظهرش النهاردة كلكوا هتترفدوا مش عاوز اشوف وشكوا غير والملف فأيدكوا تقبو وتغطسوا وتجيبوه
ابتلعت (حور) ريقها وشعرت بتوتر كبير وبخوف منه ولكنها خرجت مع الجميع ليجلس هو على مكتبه بمفرده وهو يزفر بكل الضيق الذى بداخله
- ماشى يا (حور) .. بقى انتى تعملى غلطة زى دى .. أنا هوريكى .. يظهر انى دلعتك الأيام اللى فاتت
❈-❈-❈
بعد يوم عمل طويل عاد إلى المنزل وهو يشعر بالتعب والأرهاق شاهدته (ليلى) وهو يدخل من باب المنزل فمنذ حديثهم من أسبوعين تقريبا وهو متجنبها ولا يحدثها ولا يسئل عن أحوالها كانت تشعر بالضيق منه ولكن كرامتها لا تسمح لها بأن تتحدث معه أولا رغم أنها هى المخطئة ..
فى تلك الأثناء كان قد بدل ملابسه وطلب من أحد الخدم أن يأتى له بكوب من القهوة فى الحديقة الخاصة بالمنزل جلس وهو شارد ويفكر بحال (ليلى) لكنه لن يحدثها بالطبع فهى التى بدئت بالحديث معه بالسوء وهو لم يفعل لها شئ قاطع تفكيره ( أسما) حين أتت من خلفه وقالت
- الجميل بتاعى سرحان فى ايه؟!
ابتسم على دعابتها وقال
- انتى بتكلمى ابن اختك
جلست فى المقعد المقابل للطاولة التى يجلس عليها ثم قالت
- مانت زى القمر يا (حمزة) اعمل فيك ايه ابيضانى وحيلاوة وعينك لونها بنى بس مميزة ومش شبه العيال السيكى ميكى لا راجل بجد كده فى نفسك
ارتفع إحدى حاجبيه ثم قال
- انتى واخدة حبتين جراءة قبل ما تيجى ولا ايه ؟!
ضحكت ثم إجابته قائلة
- ده انا واخدة العلبة كلها بس انت مش عارف يا حمزتى
ضحك عليها ثم هز رأسه بآسى على تلك المجنونة فوجدت (أسما) أن (ليلى) تنظر عليهم من شرفة غرفتها وعيناها متعلقة ب (حمزة) فسئلته
- انت لسه مخصامها ولا ايه ؟!
- مسمهاش مخصامها بس بعلمها الأدب عشان واضح انها مبتعرفش تتعامل مع رجالة
ابتسمت قليلا ثم قالت
- خليك كده يا عم الجامد زحليقة انت .. لحد ما حد تالت يدخل حياتها ويطبطب عليها فى اكتر وقت هى محتاجه فيه حد جنبها ونرجع نعيد الموال من الأول ونقول ياريت
ازدرد (حمزة) ريقه بصعوبة وبعد أن كان يجلس بثقة غير موضع جلسته قليلا وقال بضيق
- هو ايه اللى حد تالت يجى هى قلبها اتوبيس بتستنى اى حد يقف على الباب
ضحكت (أسما) كثيرا على رد فعله ثم قالت
- لما انت متنيل واقع للشوشتك عاملى فيها سبع الرجال ليه خلاص كانت متنرفزة ومتعصبة وكلمتك وحش وخلصنا
- لا لازم تعتذر ولما تبدء هى الأول بالكلام
فى تلك الأثناء كانت (ليلى) قد حسمت أمرها واتجهت نحو الأسفل واقتربت من الطاولة التى عليها كلا من (حمزة) و (أسما) ثم وجهت حديثها إلى (حمزة) قائلة
- ممكن اتكلم معاك شوية يا (حمزة) ؟
كان (حمزة) معطيا ظهره لها فابتسم ل (أسما) ابتسامة هادئة فبادلته هى البسمة ثم نهضت عن المقعد وهى تقول
- تعالى يا (ليلى) كلميه أنا كده كده كنت ماشية
ثم وجهت حديثها نحو (حمزة) وهى تقول
- باى يا حمزتى اشوفك بكرة فى النادى
- مع السلامة يا سمسمة
انصرفت (أسما) بينما جلست (ليلى) مكانها وقالت بضيق ملحوظ
- ممكن افهم متجنب ليه تتكلم معايا طول الفترة دى ؟!
نظر لها ببعض الضيق ثم قال
- انتى مش عارفة انتى عملتى ايه يا (ليلى) ؟!
- يعنى كنت متنرفزة شوية وطلعت غلبى فيك هتعملها حكاية ورواية ليه
أجابها بهدوء قائلا
- وانا راجل وعندى كرامة ومقبلش حد يكلمنى بالطريقة خصوصا انتى يا (ليلى)
ابتسمت (ليلى) ابتسامة رائعة لتظهر غمزتيها ثم سئلته
- اشمعنا أنا يعنى ؟!
نظر لها هائما ثم أجابها بهدوء
- اهو كده وخلاص
شعرت بالخجل فنكست رأسها قليلا ثم رفعتها مرة آخرى لتقول
- طب خلاص صافى يا لبن
- حليب يا قشطة يا ستى
توترت قليلا ثم قالت
- أنا عاوزة اطلب منك خدمة يا (حمزة) ممكن ؟!
- عيون (حمزة) ؟!
اندهشت من حديثه فلم تعتاد منه أن يحدثها بتلك الطريقة فابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت
- الشغل كتر عليا اوووى .. ومعدتش بثق فى اى حد ومعنديش ثقة اجيب حد يساعدني عاوزك انت اللى تساعدنى ممكن ؟!
شعر بتوتر كبير فهو لا يعلم رد فعل والده على ذلك وبالتأكيد سيطلب منه أن يقوم بأستغلال (ليلى) أخذ نفس عميق وهو يفكر مليا ماذا عليه أن يفعل لتقول هى لتزيد ارباكه ارباكا
- أنا مش هثق فى حد تانى غيرك بجد يعنى ؟!
نظر لها وهو يعلم جيدا أنها بحاجة إليه ثم هز رأسه إيجابا وقال بهدوء
- ماشى يا (ليلى)
فى تلك الأثناء كان (شريف) قد عاد من المنزل ووجد ابنه و (ليلى) يتحدثان فابتسم قليلا ثم اقترب منهم وجلس بجوارهم على الطاولة وسئل (ليلى)
- ايه قلتى ل (حمزة) اللى قولتهولك
ابتلعت (ليلى) ريقها ثم قالت
- من غير ما كنت تقول يا عمى أنا فعلا كنت محتاجة (حمزة) معايا جدا الشغل بقى كتير عليا
عض (حمزة) شفتاه بغيظ وفهم أن والده هو السبب فى جعلها تفتح معه موضوع العمل فربت (شريف) على كتف (حمزة) وقال
- (حمزة) ابنى مفيش زيه ويعتمد عليه راجل بجد
ابتسم (حمزة) ابتسامة صفراء لوالده بينما إجابة (ليلى) عمها قائلا
- فعلا يا عمى بابا الله يرحمه كان بيحبه جدا
- وهو مين يعرف (حمزة) وميحبهوش
ابتسمت (ليلى) ابتسامة هادئة بينما نهض (شريف) من مجلسه وهو يقول
- عن اذنكوا يا ولاد
تركهم بمفردهم فشعر (حمزة) بغضب شديد من والده ولكنه حاول تمالك نفسه أمام (ليلى) ثم نظر لها مبتسما وقال
- كنا بنقول ايه ؟!
- بقول إن بكرة هتيجى معايا الشغل مفهوم
- مفهوم يا ستى
❈-❈-❈
فى ظهيرة اليوم التالى ..
كانت (چايدا) تجلس بالنادى مع (دنيا) التى كانت منتظرة ابن خالتها و خطيبها فى حين كانت تبحث (چايدا) عن (مروان) بعينها لكنها لم تجده فى ذلك الوقت اقترب منهم شاب وجلس على الطاولة وهو ينظر ل (دنيا) قائلا
- معلش يا حبيبتى كان عندى اجتماع مهم الصبح وكان لازم اخلصه الأول
مطت (دنيا) شفتيها بضيق ثم قالت
- وانت من امتى بتيجى فى ميعادك يا (حسام) اصلا .. أنا اتعودت منك على كده
كانت تتابعهم (چايدا) باهتمام كأنها تتابع مسلسل فأجاب (حسام) قائلا
- حقك عليا يا (دنيا) .. متبقيش غلسة بقى
- طب قولى الأجتماع ده كان فى بنات
- ابدا ده كله خناشير .. وبعدين أنا لو وسط مليون واحدة مش هفكر غير فيكى
نظرت له (دنيا) بنصف عين وقالت
- يا سلاااام
فأجاب (حسام) مؤكدا لها
- سبينى بس وسط مليون واحدة وشوفى أنا هعمل ايه ؟!
انفجرت (چايدا) ضاحكة بينما وكزت (دنيا) (حسام) بضيق وقالت
- بقى عاوز تقعد وسط مليون واحدة
فأجابها ببراءة مفتعلة
- عشان اثبتلك انى بفكر فيكى بس
فى تلك اللحظة كان (مروان) قد انتهى من تدريبه ويشرب قهوته بكافتريا النادى فنهضت (چايدا) وهى تقول
- أنا هروح اسلم على الكابتن وجاية .. بالمرة كمان عشان تقعدوا براحتكوا
نظر لها (حسام) بإمتنان وقال
- شوفى كل اللى بتعمليه ده هيقعدلك مرددودلك يا (چايدا)
ضحكت (چايدا) له ثم ابتعدت عنهم بينما ابتسمت (دنيا) وقالت
- وحشتنى يا حوس
- حوس !!!! اشوف فيكى يوم يا بعيدة بس يوم ابيض زى اللبن كده عشان مقدرش اشوف فيكى حاجة وحشة
- خلاص بقى يا (حسام) بتكسف بجد
- تحبى تشربى ايه طيب ؟!
فى تلك الأثناء اقتربت (چايدا) من (مروان) وقالت ببعض من الخجل
- ازيك يا (مروان) ؟!
عندما استمع (مروان) إلى صوتها نظر لأعلى وهو جالسا ليراها أمامه فظهرت على شفتيه بسمة وقال
- ايه المفاجأة الحلوة دى يا (چايدا) ؟! اقعدى
جلست (چايدا) بالمقعد المقابل له على الطاولة ثم سئلته بخجل
- لو هبقى متطفلة عليك أنا ممكن اقوم
- عيب يا (چايدا) ايه اللى بتقوليه ده .. أنا بحب اقعد معاكى
ظهرت على شفتيها ابتسامة رائعه فابتسم دون أن يشعر ثم سئلها
- عاملة ايه فى الاجازة ؟!
- ولا حاجة ملل ... أنا بحب الجامعة اكتر
رفع إحدى حاجبيها ظنا منه أنها تشتاق ل (مكرم) ثم سئلها بفضول
- هو بيكلمك ؟!
نظرت له بعدم فهم وقالت
- هو مين ؟!
- (مكرم) صاحبك
هزت رأسها نافية ثم قالت بهدوء
- احنا مش قريبين اووى كده احنا زمايل عاديين
ابتسم هو ابتسامة هادئة وشعر بسعادة لأنه علم انها لا تكن له مشاعر خاصة ثم شعر بتوتر كبير وقال متلعثما
- هو ممكن اخد رقم تليفونك .. عشان ابقى اطمن عليكى
رمشت بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق ما سمعته للتو ثم هزت رأسها إيجابا فقام بأعطائها هاتفه كى تسجل رقمها فأخذت منه الهاتف وسجلته على الفور ثم أعطته الهاتف مرة آخرى فقال لها
- هبقى اكلمك
فى تلك الأثناء أتت من خلفه فتاة واقتربت منه وهى تضع يدها على كتفه وهى تقول
- وحشتنى يا (مروان)
اغمض (مروان) عينيه بضيق ثم قال
- انتى بتعملى ايه هنا يا (شمس) ؟
بينما ظلت (چايدا) تراقبهم وتنظر لتلك الفتاة بغيظ شديد بل وأنها تذكرتها تلك الفتاة حاولت أن تتأبط ذراعه من قبل فوضعت يدها على فمها وقالت بنبرة خافتة
- ليلتك سودا يا (مروان) ..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية