رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - اقتباس الفصل 4 - الأحد 1/12/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
اقتباس
الفصل الرابع
تم النشر الأحد
1/12/2024
عادت للمنزل بعد يوم عمل شاق وكانت تريد أن تحتسى كوبا من القهوة فدلفت إلى المطبخ كى تقوم بصنع كوب من القهوة وجدت (حمزة) بالداخل كان يجلب كوب من الماء ليشربه وجدها يبدو عليها الجهد وقد نقص وزنها كثيرا بعد وفاة والداها شعر بالحزن من أجلها ووجدها تقوم بصنع كوب من القهوة فقال
- ممكن تخلى أى حد هنا يعملك القهوة .. شكلك راجعة تعبانة
رفعت رأسها له وتطلعت إليه وهى تقول بإبتسامة
- اهى القهوة بالذات مينفعش حد يعملها وحد يشربها لازم تعملها بنفسك عشان تستطعمها
كانت تضع المعلقة فى وعاء القهوة وتمزج خليط البن والسكر معا وهمت لتضعه على النار فابتسم هو على حديثها وقال
- أنا مش بيفرق معايا فى النهاية بشرب القهوة وخلاص
- لا دى مزاج
شرب من كوب الماء الذى بيده ثم هز رأسه متفهما إياها وجدها شاردة وهى تنظر لنافذة المطبخ شعر بإنها ليست على ما يرام فسئلها
- فى حاجة حصلت ضايقتك؟!
نظرت له تارة ثم إلى القهوة تارة أخرى وأسرعت بإغلاق المقود ثم قامت بصب كوب القهوة وهى تقول
- مش عارفة .. المفروض احكيلك ولا لا.. بس محتاجة اتكلم مع حد
نظر لها باهتمام ثم قال بنبرة حانية
- متقلقنيش فى ايه ؟!
شعرت بإهتمامه فقالت لتلطيف الأجواء
- مفيش حاجة مستاهلة .. تعالى نقعد فى الجنينة هحكيلك
هز رأسه إيجابا ثم سار خلفها متجهين نحو الحديقة جلست على طاولة بالجوار فجلس على المقعد الذى يقابلها وهو يقول
- خير فى ايه ؟!
اخذت نفس عميق ثم قالت
- حاسة أن (عمرو) اتغير من ساعة وفاة بابا .. بقى واخد كل حاجة بحساسية اوووووى ... وحاساه مضايق أن بابا كتبلى كل حاجة بأسمى .. قعد يكلمنى امبارح أنه بعد الجواز مينفعش أصرف حتى على نفسى من فلوسى ولازم اعتمد عليه هو
صمت (حمزة) للحظات ونظر للأتجاه الأخر مفكرا بماذا يجب عليه أن يقول لها حتى لا يكون أنانيا فى حديثه فشعرت هى بالخجل أنها اقحمته بمشاكلها الخاصة وأنه لا يريد بالتأكيد أن يستمع لتلك التفاهات فقالت
- أنا اسفة .. انت فعلا ملكش دعوة بكل ده .. شكلى تقلت عليك
ثم أخذت ترتشف من كوب القهوة الخاص بها فنظر لها مليا ثم قال بهدوء
- لا طبعا يا (ليلى) .. انتى تتكلمى فى الوقتواللى عاوزه بخصوص اى شئ انتى تحبيه كمان .. عموما كنت بفكر اقولك ايه بس .. أنا شايف أنه راجل وأى راجل يحب أنه يشيل مسئولية الست بتاعته .. إلا بقى لو انتى مش هتقدرى تتأقلمى على ظروفه دى
هزت رأسها نافية ثم قالت بهدوء
- الماديات مش بتفرق معايا .. انا اخترت (عمرو) وانا عارفة ظروفه وهو مستواه مش وحش بس اللى مضايقنى أنه ياخد كل حاجة بحساسية كده المفروض أن فلوسى تبقى فلوسه مش مستاهلة التحبيكة دى
- أى راجل عنده كرامة هيبقى رأيه من رأى (عمرو)
قالها ليحسم ذلك الجدل فنظرت له وهى ترتشف أخر رشفة من كوب القهوة ثم قالت
- واضح أن تفكير الرجالة غير تفكيرى
تطلعها مليا ثم قال لها بنبرة محذرة
- مطمعيش حد فيكى يا (ليلى) .. خليكى قوية مش ساذجة وضعيفة
ابتسمت له ثم قالت وهى تنظر داخل عينيه البنية
- عرفت (سليم) كان بيحبك ليه وكاتبلى عنك اشعار فى الجواب اللى سبهولى
شعر بسعادة كبيرة عندما ذكرته به فسئلها بإهتمام
- قالك ايه ؟! اتكلم عنى بجد ؟!
هزت رأسها إيجابا ثم قالت
- قالى فيما معناه انى مثقش فى حد غيرك لأنه كان بيثق فيك جدا
صمت لبضع دقائق ثم ابتسم قليلا وقال بنبرة خافتة وصلت إلى مسامعها
- الله يرحمه
- الله يرحمه
رددتها بعده ثم نهضت وهى تودعه لتذهب إلى غرفتها فهى تريد أن تأخذ قسطا من الراحة ..
❈-❈-❈
كان المكتب هادئًا إلا من صوت أنفاس (حاتم) المتسارعة وهو يحدق في الملفات أمامه .. عيونه كانت متعبة لكنه ظل ممسكًا بالقلم يحاول التركيز دخلت (حور) بهدوء حاملة كوبين من القهوة، ووقفت عند باب المكتب تنظر إليه ولا تفهم لماذا جالس كل هذا فى المكتب دون أن يذهب إلى منزله فقالت (حور) بصوت خافت
- مش المفروض تكون في البيت دلوقتي
رفع (حاتم) رأسه ببطء وظهرت ابتسامة باهتة على وجهه
ثم قال بإرهاق
-مش فاضي للبيت عندي شغل كتير لازم يخلص الليلة
تقدمت (حور) ووضعت كوب القهوة أمامه ثم جلست على الكرسي المقابل له وقالت بمرح
- طب اشرب القهوة دي الأول، وبعدها قرر إذا كنت فعلاً تقدر تكمل
أخذ (حاتم) رشفة من القهوة ثم نظر إليها بشكر وقال بنبرة أكثر هدوئا
-مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك، كل حاجة بقت متلخبطة على الرغم من أنك لسه محامية مبتدئة بس خلال الشهرين اللى فاتوا اثبتى كفاءة عالية وبتعرفى تساعدينى كويس
رمشت (حور) بعينيها عدة مرات ثم حركت بعض الأوراق بلطف وقالت بلهجة مشجعة إياه
- إحنا بنشتغل مع بعض يعني لو في حاجة مش ماشية كويس هنلاقي لها حل سوا مفيش داعي لكل القلق ده
تنهد (حاتم) وأغلق الملف الذى أمامه
- المشكلة مش في القضايا بس الضغوط جاية من كل ناحية وأي غلط ممكن يوقعنا
ابتسمت (حور) وأمالت رأسها قليلاً وقالت بثقة
- مفيش غلط ولا حاجة طول ما أنا هنا هنعدي كل ده سوا متقلقش
رفع (حاتم) نظره نحوها، وعينيه كانتا تعكسان شعورًا بالراحة للحظة شعر أنه ليس وحيدًا في هذا العبء ثم قال بإمتنان
- أنا متأكد إننا هنتخطى ده... بفضلك
ابتسمت (حور) بخفة ثم نهضت وهي تجمع بعض الأوراق وقالت بلهجة مازحة
- خلينا نبدأ نرتب الحاجات دي بدل ما نضيع وقت أكتر في الكلام
ضحك حاتم لأول مرة منذ بداية الليلة ثم قال بمرح
-ماشي يلا نرجع للشغل
عادت الجدية على وجهيهما لكن الجو كان أخف مما كان عليه قبل لحظات، وكأن كلماتها قد حملت معه بعضًا من الأمل وفى خلال ساعة ونصف كانا قد انتهى من العمل فنهض (حاتم) عن مكتبه لينظر فى ساعة يده ويجد أن الساعة اقتربت من التاسعة مساءا .. فركت (حور) عينيها بتعب فشعر أنه قد ارهقها اليوم كثيرا فقال بنبرة حانية
- الوقت سرقنا ممشتيش ليه زى كل ما فى المكتب ما مشيوا
رفعت رأسها لتنظر له وقالت بهدوء
- القضية كانت شدانى والشغل معاك ممتع سرحت فى الوقت
نظر داخل عينيها السوداء وقال بحنو
- طب يلا عشان اوصلك
- ملوش لازمة أنا هروح لوحدى
نظر لها وكأنه لن يكرر حديثه مرتان وقال بثقة
- يلا عشان اروحك الوقت اتأخر
ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر بالغ ولكنها هزت رأسها إيجابا على مضض ثم ذهبت معه نحو الخارج واستقلا السيارة سويا قامت بإرشاده إلى عنوان منزلها وما أن اوصلها حتى همت هى بالرحيل فأمسك يدها مانعا إياها فنظرت ليده تلك الممسكة بيدها فلم يهتم وقال
- شكرا على كل حاجة بتعمليها معايا
ازدرادت ريقها بصعوبة وابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت بهدوء
- احنا شغالين سوا مفيش حاجة لكل ده .. بس لو سمحت ايديك
ابتسم هو على توترها ذلك وخجلها فترك يدها لكنه لاحظ وجود خاتم خطبه بيدها لإول مرة يلاحظ وجوده فسئلها بدهشة
- انتى مخطوبة يا (حور) ؟
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية