رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 11 - 2 - الثلاثاء 24/12/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الحادي عشر
2
تم النشر الثلاثاء
24/12/2024
فى عصر اليوم ..
عندما كان الموظفون يستعدون للمغادرة كانت (حور) تمسك حقيبتها وتتحرك بخطوات سريعة تجاه الباب أرادت أن تتفادى الحديث مع (حاتم) بأي ثمن لكن صوته كان حازمًا وواضحًا
- (حور) استني شوية
نادى عليها بصوت منخفض لكنه قاطع
توقفت مجبرة ثم استدارت نحوه وهي تحاول الحفاظ على رباطة جأشها نظراتها كانت باردة لكنها تحمل ترددًا خفيًا تقدم (حاتم) نحوها ببطء عيناه لم تتركها وكأنهما تحاولان فك شفرة ما يحدث داخلها
- ممكن نتكلم دقيقة؟
قالها بصوت جاد وملامحه توحي بأنه لن يقبل أي تملص
- مستر (حاتم) مافيش داعي للكلام أنا مروحة مع الموظفين والوقت اتأخر مش كل يوم اتأخر
ردت ببرود، محاولة التهرب
- مش هاخد وقت محتاج أفهم منك حاجة
قالها وهو يقف أمامها مباشرة يغلق الطريق أمام أي محاولة للهرب
ترددت (حور) للحظة ثم تنهدت بهدوء وأومأت برأسها
- طيب قولي عايز إيه؟
نظر إليها بتفحص وكأن لديه الكثير من الأسئلة التي لا يجد لها إجابة
- رد فعلك على مشاعرى كان غريب جدا يا (حور) والخاتم اللي في إيدك .. أنا شفته وسألتك قبل كده إذا كنتى مخطوبة وقولتى لا وامبارح لما سئلتك مردتيش عليا
تجمدت ملامح وجهها لوهلة ثم بسرعة استعادت سيطرتها ببطء رفعت يدها ونظرت إلى الخاتم قبل أن تخلعه بهدوء وتضعه في جيبها
- ده مجرد خاتم مفيش حاجة وراه
قالتها بنبرة مصطنعة من اللامبالاة وهي تحاول أن تخفي ارتباكها ثم اردفت قائلة
- وأنا مش مخطوبة لو ده اللي شاغلك
حدق (حاتم) فيها لبعض الوقت عيناه تبحثان عن صدقٍ في كلامها لكنه لم يجد شيئًا واضحًا
- طب ليه رفضتى حبى مادام مفيش حد فى حياتك وليه حسيت انك كنتى خايفة كأنك خايفة تقعى فى حبى مثلا
تجهم وجهها ثم قالت ببرود متعمد
- مفيش حاجة من اللى بتقوله ده انا بس .. أنا بس مش بفكر فى الأرتباط دلوقتى فى حاجات اهم من ده كله فى حياتى فى الوقت الحالى
نظر لها بدهشة من حديثها وبرودها الذى لا يعرف أن يحدد صدقها من كذبها لكنه سئلها مجددا
- يعنى فى امل انى ابقى فى حياتك فى المستقبل لو صبرت عليكى شوية
نظرت له نظرة طويلة ثم قالت بضيق
- انت ليه مصر تتكلم فى الموضوع ده .. مش وعدتنى انك مش هتجيب سيرة الموضوع ده تانى بتخلف وعدك ليه دلوقتى
اخذ نفس عميق ثم قال بهدوء
- يمكن عشان مش مرتاح لكلامك
- اعتقد انى ارتبط أو مرتبطش دى حاجة متخصكش فى حاجة أنا رافضة انى ارتبط بحد اى كان مين هو دى حياتى الشخصية ولو رغبتى هتعمل ليك مشاكل مستعدة اسبلك الشغل وامشى فى حاجة تانية يا مستر (حاتم) كده ؟ من بكرة استقالتى هتبقى على مكتبك
لاحظ انفعالها المبالغ فيه و شعر حينها بإنه يجرح كبريائه كثيرا معها لكثرة إلحاحه لا يعلم ماذا دهاه فهو لم يكن ذلك المراهق يوما لما معها يبدو كمراهق يتمنى ان ينول الرضا من حبيبته ثم قال بهدوء
- أنا مش عارف العيب فين بس مادام أنا تقيل على قلبك اووى كده اوعدك أن المعاملة بينا هتبقى رسمى يا (حور) أنا مش هقلل من نفسى تانى عشانك أو عشان حد تانى
ثم أعطاها ظهره قائلا بوضوح
- تقدرى تمشى دلوقتى يا (حور) ..
نظرت له نظرة أخيرة وترقرت الدموع فى عينيها لكنها قررت الذهاب فهى لم ولن تتنازل عن ما خططت له وحلمت به ..
❈-❈-❈
كان (مروان) يتوجه إلى الملعب وهو يشعر بالثقل في قلبه المباراة قد بدأت والجماهير تهتف باسمه (وچايدا) في المدرجات تشجعه بكل حماس لكن (مروان) لم يكن يستطيع التركيز فكرة رفض والده لزواجه من (چايدا) تؤلمه بشدة يشعر بالخوف أن يرفض رفضا قاطعا وهذا الرفض يجعله يشعر بالعجز والغضب ..
وصلت الكرة إلى (مروان) في منتصف الملعب حاول السيطرة عليها لكن ذهنه مشتت يتذكر حديث والده الأخير معه يتحرك بخطوات ثقيلة وكأن كل شيء أصبح أبطأ فجأة ينزلق أحد لاعبي الفريق الآخر بسرعة ويضرب (مروان) في قدمه بقوة يسقط (مروان) على الأرض وهو يتألم يتشبث بقدمه والجمهور يقف في صمت
كانت (چايدا) تقف في المدرجات قلبها يتسارع وعيونها لا تصدق ما حدث ترقرت الدموع داخل عينيها وهي ترى (مروان) مصابًا غير قادرة على فعل أي شيء لمساعدته نظرت لها (دنيا) التى كانت بجوارها وربتت على كتفها بحنان
- اهدى .. هو اكيد كويس إن شاء الله
شعرت (چايدا) بحزن يجتاح قلبها
- كويس ازاى بس دول جابوله فريق الأسعاف .. شكل رجله يتوجعه جامد
نظرت (دنيا) إلى الملعب لتجد (مروان) يخرج خارج الملعب على عربة نقالة فشعرت بالحزن عليه هى الآخرى ثم قالت
- اهدى بليل ابقى كلميه فى التليفون أطمنى عليه
هزت رأسها نافية ثم قالت
- أنا مش هقدر استحمل لبليل أنا عاوزة اروح له حالا عاوزة اطمن عليه
نظرت لها (دنيا) بذهول وهى تقول
- انتى اتجننتى ؟! ممنوع انك تدخلى
نظرت (چايدا) تجاه إختفاء (مروان) عن انظارها وقالت
- اومال اعمل ايه طيب ؟!
- تعالى نخرج من هنا وكلميه فى التليفون اكيد هيرد عليكى لانه عارف انك قلقانة عليه
هزت رأسها موافقة ثم خرجت بالخارج مع (دنيا) وبحثت عن مكان أكثر هدوئا لكى تتحدث معه أمسكت هاتفها على الفور واتصلت به ولكن لم يأتيها رد بالبداية فشعرت بضجر وضيق شديد حتى انتهت المكالمة فعادت بالأتصال مرة آخرى حتى أتاه رده قائلا بنبرة يشوبها بعض التعب والأرهاق
- أيوة يا (چايدا) ؟!
أسرعت بلهفة قائلة
- قولى فيه ايه ؟! حصلك ايه ؟!
أجابها بنبرة حانية وهو يقول
- متقلقيش يا حبيبتى .. تمزق بس فى الغضروف إن شاء الله خير
قالت بحزن شديد
- بس ده هيطول معاك
- يا ستى أنا متعود على كده متقلقيش .. وروحى أرجوكى روحى دلوقتى قبل الزحمة ومتقلقيش عليا أنا بخير ولما اوصل البيت هكلمك
هزت رأسها إيجابا ثم قالت بتحذير
- لو نمت من غير ما تكلمنى مش هيحصلك كويس فاهم
ابتسم على مشاكستها تلك ثم قال
- حاضر يا حب عمر الكابتن ..
ابتسمت وشعرت بخجل شديد لتغلق الهاتف معه فنظرت لها (دنيا) بقلق وهى تسئلها
- ايه عامل ايه (مروان) كويس ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
- لا مش كويس بس الحمد لله على كل شئ إصابة شكلها هتطول معاه شوية ..
شعرت (دنيا) بالحزن من اجلهم ثم قالت
- طب خلاص يلا عشان اروحك أنا كلمت (حسام) زمانه جاى فى الطريق دلوقتى عشان نروحك الاول وبعدين يروحنى اكيد مش هتقدرى تسوقى دلوقتى
- ماشى يا حبيبتى ..
فى غضون ربع ساعة كان قد وصل (حسام) لهما وقام بإيصال (چايدا) اولا إلى منزلها وما أن اطمئن أنها رحلت حتى نظر إلى (دنيا) وحدثها بجدية
- ايه رأيك اتكلم مع عمى وخالتو أننا بعد الامتحانات نتجوز على طول اعتقد كلها بتاع شهرين وتتخرجى ومفيش اى داعى أننا نأجل الجواز اكتر من كده
رمشت بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق
- أنت عاوزنا نتجوز على طول كده ليه يا (حسام) أنا لسه صغيرة على فكرة وعاوزة اشتغل وأثبت نفسى الأول لأنى غالبا بعد الجواز مش هقدر اعمل ده عاوزة اعيش سنى اخد خطوة خطوة فى حياتى وخطوة الجواز دى أنا مش مؤهلة ليها خالص دلوقتى
نظر فى عينيها بلوم شديد فهو منذ أن كانت بالثانوية وهو قد اعترف لها بحبه وانتظر حتى تنهى دراستها حتى يكلل حبه بالجواز وها هى ترفض الآن فسئلها مباشرة وهو ينظر أمامه
- انتى مش واثقة فى حبك ليا يا (دنيا)
زفرت بضيق واشاحت بوجهها للنافذة ثم قالت بضجر
- اهو لا أنا أعمل اللى انت عاوزه يا تتقمص وتقول انى مش بحبك .. يعنى مش بحبك ازاى
ثم نظرت فى عينيه وقالت بضجر
- واخدك تخليص حق مثلا .. انت عارف كويس يا (حسام) انى بحبك وان كل الموضوع انى عاوزة اعيش سنى لحظة لحظة من غير استعجال من غير أى ضغوط تبدء حياتى ازاى معاك وانا ناوية اشتغل وأشوف نفسى وعاوزة انجح فى اللى بعمله فى بداية المشوار لو اتجوزنا هيقصر معاك أو فى الشغل فليه متصبرش عليا
ضرب يده فى مقود السيارة وهو يقول بغضب
- وانا كل ده مش صابر يا (دنيا) !!
هزت رأسها بآسى وهى تشعر بغضبه الجم الذى دوما يصبه عليها أن لم تنفذ رغبته فقالت
- انت ليه كل حاجة بتجبرنى عليها يا (حسام) حتى اللبس انت اللى بتنقيه معايا أنا عمرى ما جبت لبس على زوقى من ساعة ما اعترفت ليا بحبك حتى وقت لما كنت فى الثانوية اصريت وعملت مشكلة كبيرة وقومت بابا عليا عشان البس الحجاب وانا نفذت رغبتك عشان بحبك
نظر لها مدهوشا وهو لا يصدق اتحمل كل ذلك فى قلبها دون أن تخبره حتى بما تشعر فسئلها بلوم شديد
- يااااه كل ده فى قلبك وبتتعاملى معايا عادى ولا كأن فى حاجة .. وبعدين انتى شايفة خوفى عليكى وغيرتى تحكم ازاى يعنى !!!
هزت رأسها بأسى ونكست رأسها ثم قالت
- انت عمرك ما هتفهمنى يا (حسام)
نظر لها نظرة طويلة ولم يجد اى رد ليجيبها به فبدء فى أدارة محرك السيارة وبدء القيادة عائدا بها إلى منزلها وفى غضون ثلث ساعة كان قد وصل لم يتكلم معها فنظرت له نظرة أخيرة وجدته ينظر أمامه ولا يحدثها فزمت شفتاها ثم فتحت باب السيارة انتظرت أن يقول شئ لكنه لم يقل فترجلت من السيارة وعينيها ترقرت بالدموع ثم ذهبت داخل العقار ظلت عينيه معلقة عليها ثم أخذ نفس عميق وبدء بقيادة السيارة مرة آخرى ...
❈-❈-❈
عاد (حاتم) من المحكمة وعلى ملامحه معالم السخط والغضب بسبب ضياع أيضا ملف آخر فى قضية مهمة رغم أنه قد راجع الملفات جيدا قبل الذهاب إلى المحكمة ووجده بينهم اين اختفى ذلك الملف ؟! كانت خطواته مثقلة بالغضب والإحباط كان يشعر أن شيئًا غير طبيعي قد حدث فالقضية التي كان واثقًا من الفوز بها انقلبت رأسًا على عقب فجأة استند إلى المكتب يمرر يده على وجهه في محاولة لاستيعاب الصدمة الملفات التي كان يعتمد عليها للاحتفاظ بالنصر اختفت وبسبب ذلك أضعفت قضيته بشكل كبير أمام القاضي
- إزاي الملف يختفي فجأة؟
تمتم بينه وبين نفسه وصدى كلماته ارتطم بجدران المكتب الصامتة
قام بجمع جميع الموظفين أمامه وسئلهم بغضب جامح
عيناه كانتا جامدتين لكنها مليئة بالأسئلة
- عايز حد يراجع الكاميرات حالاً الملف ده مكنش ممكن يضيع لوحده لازم نعرف إيه اللى حصل ؟!
قام إحدى الموظفين بقول
- هراجع الكاميرات دلوقتي يا أستاذ (حاتم)
جلس (حاتم) خلف مكتبه بينما بدأ الموظفون في العمل رغم ذلك لم يستطع التخلص من الشعور بأن هناك شيئًا مخفيًا كان عقله مليئًا بالتفكير في كل لحظة قضاها في إعداد هذه القضية ثم همس بينه وبين نفسه قائلا
- مستحيل الملف يضيع صدفة .. اكيد فى حد ورا الحركة دى
بعد ساعة من البحث جاء أحد الموظفين متوترًا
- أستاذ (حاتم) مفيش حاجة ظهرت في الكاميرات! النظام بيقول إنه مفيش تسجيل في الفترة اللي اتاخد فيها الملف
نظر (حاتم) إليه بدهشة
- إيه؟ إزاي مفيش تسجيل؟ يعني النظام وقف؟
بدأ الموظف يشرح بارتباك
- واضح إن في حد لعب في النظام... مش لاقيين أي تسجيلات للفترة دي كأن الكاميرات وقفت تحديدًا في اللحظة اللي المفروض تظهر فيها الشخص اللي خد الملف
شعر (حاتم) بشيء من القلق يمتزج بالغضب بدأ يشعر أن هناك شخصًا من الداخل له علاقة بالأمر حدق في الفراغ بالتأكيد أن موظف ما قام بخيانته من أجل المال ..
كانت تتابع (حور) ذلك المشهد من بعيد شعرت بالرضا ثم ابتسمت ابتسامة خبيثه فما تمنته قد تحقق الآن ..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية